المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هندي يحرق منزله أثناء محاولته قتل فأر


نهرالعسل
14/10/2004, 04:52 PM
أحرق رجل هندي في ولاية أوتار براديش شمال الهند منزله أثناء محاولته قتل فأر. وأفادت وكالة أنباء يونايتد نيوز أوف إنديا بأن الرجل ويدعى رانفير سنج من قرية ناجلا بال بمنطقة مانيبوري ربط قطعة قماش مبللة بالكيروسين في ذيل الفأر الذي كان قد أمسك به بواسطة مصيدة فئران ، وأشعل النار فيها لكن الفأر أخذ في الجري في أنحاء المنزل، مما أدى إلى اشتعال النيران في كل شيء صادفه الفأر في طريقه.
ولدى سماع صرخات سنج، استدعى جيرانه الشرطة لكن النيران كانت قد التهمت المنزل بالفعل. وقالت الشرطة إن الحريق أسفر عن خسائر تزيد على 100 ألف روبية ( 2100 دولار

صقر الجنوب
16/10/2004, 11:35 AM
اراد ان يعذب الفار بالنار فاكتوى بما صنع ..

الفقيه
17/10/2004, 10:54 AM
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههاي
وش هالافكار ييربط نار في ذنب الفار ويقول خذلك لفه على الدار ؟
وعلى باله بيسلم منها
هذا ربك نوى يعطيه درس لانه ما يعذب بالنار إلى رب النار
تسلم يانهر العسل ونتمنى منك المزيد

نهرالعسل
20/10/2004, 01:38 PM
تجادلوا في شأنها، نصّبوا أنفسهم محامين مدافعين عن حقوقها، بكوا وتباكوا وأبكوا أقلامهم من أجلها. في كل زاوية يصيحون، وعلى كل مطبوعة يصرخون، وفي كل فضائية ينددون. . أما هي ففي بستان عامر جلست ، وتحت ظلال وارفة نمت، و لزروع يانعة سقت ورعت، فطابت وطاب نباتها ، فعَلَتْ و سَمَتْ......‍‍!!

أخبرتها بحرقة..، هل قرأتِ ما كُتِبَ عنّا اليوم..؟!..، قالت بتعجّب: ومن نحن ..؟ من يعرفنا حتى يكتب عنّا..؟!، أجبتها بتنهيدة عظيمة : من أنتِ..!..أنتِ من نغّصتِ عليهم بتمسكك بعفافكِ وحيائك..!، أنتِ من ارتفعت نفسك عن حضيضهم و أبيتِ إلا النهل من كتاب ربّك ..!، أنتِ من أفزعتِهم يوم خرجتِ محتشمة متسترة من أعلى رأسك حتى أخمص قدميكِ..!، أنتِ من أفسدتِ عليهم خططهم في العبث بكِ لما حولكِ من رجالٍ كفلت لكِ الشريعة الحماية والرعاية من قبلهم..!،أنتِ من رفضت متابعة فُحشهم وخبثهم في ركام الفضائيات وعلى صفحات المجلات و بين أذرع العنكبوتية؛ فأبكيتِ سادتهم ونغّصتِ بتحصّنكِ حياة كبرائهم وأذنابهم..!،أنتِ من إذا احتجتِ شيء ؛ هبّ جيش من المحارم لإعانتك و الحفاظ عليكِ من ولادتكِ و حتى يضعوكِ بأيديهم في قبركِ..!

نعم أنتِ..!،أرءيتِ كم أنتِ مؤثرة..!، أرءيتِ كيف قلبتِ حياتهم عاليها سافلها وأتعبتهم في البحث عن طرقٍ فاعلة للقصاص منكِ..؟!..، قتلتِ أوقاتهم ...!، بعثرتِ أوراقهم..!،وأجهزتِ على ما تبقى من حبرِ أقلامهم..!

ورغم ذلك..مازالوا يصرخون.. وبحريتكِ يطالبون.. ولتخليصكِ من العبودية يدْعون...!، وبحبّك لسانهم يلهج.. وبالحرص على مصلحتكِ أياديهم تشهد..!!!!

العجيب أنهم من بني جلدتنا..! يتكلمون بألسنتنا..! نراهم ونقرأ لهم ونسمع أنّى تقلّبت أعيننا..! ، و كأن ما شغل العالم من حربٍ على الإرهاب ؛ في طرفة عينٍ انقلب لاهتمام عاصف بالحرب على الفضيلة والعفاف..!!

أخية.. دائماً كنتُ أقول أنكِ السلاح..، نعم سلاح..، سلاح مع أو ضد..، وهنا المشكلة، يستخدمونك لتحقيق مآربهم ، ويستخدمونك لتوصيل مطالبهم..، و في ذات الوقت .. أنت الشريفة العفيفة المصونة سلاحٌ نواجه في غدرهم وحمقهم ، و إعراضكِ عنهم سهام تغرز في قلوبهم ...!

لكن .. حبّ الشهوات.. و تسريب الشبهات.. امتلك رؤوسهم فأقبلوا في شكل أفاعي تنفث بخبثٍ سمومها..!، اشرأبت للطغيان أذيالها، فأخذت تضرب الأمة سوطاً تلو الآخر، وتغتال أفرادها فرداً فرداً ، لا لشيء إلا لأنهم تمردوا على طبيعتهم وفطرتهم و ما ابتغاه الله لهم، فشوهتهم عمليات التجميل بل الترقيع الفكرية و أمحى البراءة من محياهم غسيل الأدمغة المشبوه عن طريق ديار لم تعرف ما هو الله ، فأصبحوا مسخاً يباع ويشترى، بل ويساومون على هذه الأمة المتعطشة لكل دقيقة تبذلها في عمل نافع فبدأت خطوات الضياع ، وضحكت الأفاعي وهي تلعق بلسانها المسموم أجهزتنا الفكرية ملتهمة أول الأفواج..!

في منتدياتهم يكتبون..وفي مجالسهم يخططون.. وفي كتاباتهم يعلنون..ولأفكارهم ومطالبهم بخبث ينثرون..!، بثقة يعلنونها.. نحن قادمون..! ، يفتي أحدهم بعدم وجوب كشف الوجه وأن تغطيته ظلم وإجحاف ويأتي بأدلة مختلقة ، لا وجه للدلالة فيها إلا أنها توافق هواه..! ، وآخر يطالب بوظائف للنساء في مكاتب الحجوزات وضيافة الطائرات ومندوبة مبيعات بحجة السعودة و تحرير المرأة من قيود ولي الأمر ونصف شبابنا الذكور معلقين ، لا وظيفة ولا دراسة..!، وأخرى تستنكر وجود كفيل للمرأة عند إخراج شريحة هاتف وأن ذلك ظلم لها و تبعية و همجية...!، وتأتي فرق الطواريء تطبل لهذا وتزمّر و تصفق لذاك وتشمّر...!..، وأنتِ أنتِ.. في بيتك بأمان جالسة.. و لأبنائك وزوجِكِ راعية .. ولطلب العلم بجد مثابرة..!. نعم أنتِ..، أرءيتِ الحرب عليكِ..؟!..، أرءيتِ شدة هذه الهجمة..؟!..ولكن كما قيل: " من أمن العقوبة ؛ أساء الأدب"...!!

أجابت في طمأنينة: أنا ملكة..، نعم أنا ملكة..، ملكة في مملكتي الصغيرة..،آمر وأنهى..، أعطي وأمنع..، أطلب و يأتيني ما أريد..، أخرج فيوصلني ولي أمري للمكان الذي أريد دون أن أتعرض لإزعاج هذا أو مضايقة ذاك..،ألبس حجابي الشرعي فلا تمتد أعين ذاك لي وأنا الجوهرة الثمينة والدرة المصونة، حولي أبًّ.. أخًّ .. خالًّ وعم..، زوج وابن و ابن أخت..، حفيد و ابن أخ..، كل هؤلاء في خدمتي، في رعايتي، وإن ظلمني أحدهم يممت وجهي شطر آخر، وإن عدمت الوسيلة فالشريعة كفلت لي حقوقي كاملة..، بالله عليكم هل أتجرّد من ملكي..؟!..، بالله عليكم .. هل تصفون ملكة وجدت ما وجدت من أرزاق و علم و صيانة ورعاية ثم تطالب بعزلها لتعمل خادمة بغير الجنون وسوء التدبير........؟!

أنا ملكة .. فلماذا ألقي بالاً لعباد شهواتهم..؟!..لماذا أعزل نفسي لأصبح خادمة لأهوائهم و نزواتهم..؟!.. لماذا أخرج من قصري لأختلط بهم في نواديهم و ملاعبهم..؟!..

أنا ملكة.. فلماذا أنزع حجابي وهو تاجي من على هامتي وألقي به على كتفي لأطبق تعليماتهم..؟!..بل لمَ يصل الحال بي أن أخلعه وأرمي به بعيداً وقد كان ومازال رمز عفافي وحيائي والصائن لنضارتي وجمالي..؟!!

أنا ملكة.. أملك جواهر نفيسة و درر ثمينة فلماذا أتعرّى أمامهم وأكشف ما أملك ليكون عرضة للنهب والسرقة..؟!..

أنا ملكة.. فكيف بالله عليكم تقود ملكة سيارتها بنفسها.. ؟!..، أو تصلح إطار مركبتها على لهيب الأرض الحارقة بيديها...؟!!

أنا ملكة.. فهل يعقل أن تقوم ملكة بملاحقة أوراقها بنفسها أم يكون لها وكلاء ينوبون عنها ويكفونها المؤونة ويعينوها..؟!!

أنا ملكة..فلأستعلي في الطريق العالي.. ولأمضي في طريقي.. ولأحافظ على مملكتي .. ولأحرص على تحصينها بما أستطيع.. ولأدافع عنها بكل ما أستطيع..!

أنا ملكة.. فلأرفع هامتي منتصرة.. ولأستمتع بحصاد الثمرة.. ولأتركهم خلف حصوني المانعة يسترقون النظرة.. وأنا أنهل من معين لا ينضب.. وأستزيد من علوم الدين والدنيا النافعة دون أن أسمح لهم برؤية اظفري أو ملاحقة خطواتي الواثقة..!

أنا ملكة.. فلأتركهم في غيهم يمضون.. فما هم إلا كالراقم على الماء.. ولا يضر السحاب نباحهم.. بل تأتي مثقلة بالمياه.. فتغيث الناس وتغيظ الأعداء...!

أنا ملكة.. فلأضع يدي في يد أخواتي الملكات .. ولنعلنها تعاون واتحاد.. في وجه العلمانية والإلحاد.. ، لننشر الخير والنماء.. العلم والعطاء.. الأمان و الحياء...!

أنا ملكة.. فلتفوا يا أولياء الأمور بحقوق البيعة..!، ولتكونوا نعم الرعاة البررة..!، فأنتم بأداء أمانتي وصيانة عرضي وحيائي مطالبون.. ، وستقطفون الثمرة يوم ينادى في الجموع ( وقفوهم إنهم مسؤولون)..!

المتميز
25/10/2004, 09:30 PM
وفعلا تلك الفتاة ملكه

ملكه بتمسكها بكتاب الله وسنته

ملكه باحتشامها


الف شكر على هالموضوع المتميز

نهرالعسل
26/10/2004, 03:15 PM
هرعت المراقبة بإحدى مدارس البنات في محافظة النماص جنوب المملكة إلى مديرة المدرسة، لتخبرها أن عملية غياب مستمرة منذ بداية العام الدراسي لخمسة من الشقيقات في المدرسة. وبدأت المراقبة المسؤولة عن متابعة أحوال الطالبات في سرد التفاصيل قائلة: أن الطالبات الخمسة مسجلات في المدرسة، وهن من أسرة واحدة، ولكن لوحظ أن أربعة منهن يتغيبن عن الدراسة، وتأت واحدة بالتناب كل يوم. حاولت المراقبة معرفة السبب والبحث عن رقم هاتف لمنزل الأسرة، أو جوال لمعرفة لماذا هذا الغياب ,ولكن فشلت جهودها.. حاولت الاستفادة من أحدى الأخوات عن السبب، ولكن لم تبوح بأي معلومات، ولم تفصح عن السر..

المديرة أهتمت بالمسألة، ووضعت كافة الاحتمالات الاجتماعية والنفسية ولكن استبعدت وجود حالة تسرب من المدرسة من قبل الطالبات.. وبعد طول بحث للموضوع كانت المفاجأة التي هزت مشاعر مديرة المدرسة والمراقبة وإدارة المدرسة التي تتابع الموقف، القضية أن الشقيقات الخمسة ليس لديهن سوى «ماريول واحد» للمدرسة، وتقوم كل واحدة منهن بإرتدائه يومًا في الأسبوع، وتبقى الشقيقات الأربعة في المنزل. لم يكن أمام مديرة المدرسة إلا كتابة تقرير شامل ومفصل عن حالة الطالبات الخمسة وأوضاعهم الاجتماعية المأسوية وحالة الفقر المتقع الذي يعيشون فيها وتم رفع التقرير إلى وزارة التربية والتعليم.

ولم يصدق المسؤولون في الوزارة صحة الواقعة فقد طلبوا بإيضاحات أكثر من جهات آخرى فجاءت النتائج نفسها، الأمر الذي جعل بعض المسؤولين في التربية والتعليم يكاد يسقطون من هول المفاجأة.

فهل تسعى وزارة التربية والتعليم لإنشاء صندوق لمعالجة الفقر في المدارس لمساعدة من لديهم ظروف اقتصادية صعبة.

الواقعة بالكامل وجميع تفاصيلها حصلت عليها الوفاق من تقرير رسمي بوزارة التربية والتعليم..!!

نهرالعسل
26/10/2004, 03:41 PM
الله يسعد قلبك ويفرح تسلم على مرورك على موضوعي

نهرالعسل
27/10/2004, 02:37 AM
في يوم ما وأنا خارج من باب عيادتي بعد أن استدعيت على عجل لأن قريبة عزيزة عليَّ جداً تحتضر، أحسست وأنا على عتبة الباب بألم عاصر أمسك بقلبي، وانتشر كالأخطبوط في جميع اتجاهات صدري حتى وصل إلى فكي، أدركت على الفور أن احتشاءً في العضلة القلبية قد حدث، ولكنني كنت في ظرف لا يسمح لي التصرف بمنطق طبي سليم، الذي يحتم علي في مثل هذه اللحظات التوقف عن كل جهد، واستدعاء الإسعاف، والدخول أسرع ما يمكن إلى غرفة العناية الفائقة.

أنا لست جاهلاً بما يجب عمله، كما أني لست مهملاً لأحوالي الصحية، والمعروف عني حرصي على الرياضة والغذاء المتوازن، ولكنني في موقف لا أستطيع التصرف به كما توجبه قواعد الطب.

تابعت مسيري، وبدلاً من ركوب سيارتي ركبت سيارة أجرة، وكان من سوء حظي أن السائق كان قد أصابه الملل ووجد بسكوتي الناتج عن ألمي فرصة كي يتكلم دون أن يقاطعه أحد.

لا أعرف كيف عرف بأني طبيب، وأخذ يلقي علي الأسئلة الطبية رشاً، ولا ينتظر الجواب فالمهم أن يتكلم ويسلي نفسه.

صبرت وسمعت حديثه طوال الطريق، ولم أجرؤ على الحديث معه، لأن أي محاولة للحديث أو الحركة كانت سبباً لمضاعفة الألم أضعافاً.

وبعد أن وصلت إلى مقصدي، صعدت إلى بيت القريبة، ودخلت غرفتها، ورأيت آثار قدرة الله في قهره لبني البشر، فاسترجعت وعزيت، ومكثت حوالي الساعة بانتظار حضور الأقارب والأصحاب، كي يخففوا شيئاً عن عائلة المتوفاة ويقفوا معهم في محنتهم، وعندها قد أتفرغ أنا لقلبي.

وعندما رأيت أن الظروف أصبحت ملائمة، طلبت من أخ عزيز اصطحابي إلى المشفى القريب من البيت الذي أنا فيه.

دخلت قسم الإسعاف، واصطف حولي أطباء أعزاء، وأجروا لي تخطيط القلب، ورأوا بأم أعينهم صرخات الاستغاثة التي يبثها قلبي مسجلة على أوراق التخطيط، قادوني مخفوراً إلى غرفة العناية الفائقة.

وهناك في حرم هذه الغرفة، بدأت عمليات غرز الإبر، وإعطاء الأدوية، وإنشاق الأكسجين، وإلزاق أشرطة التخطيط، فالكل في خلية نحل يعمل، والملك المكسور القلب يتلقى الخدمات وقلبه معلق بين السماء والأرض.

إن من يصاب باحتشاء في العضلة القلبية يصافحه الموت، وبعد ذلك وبحسب قضاء الله فإما أن يسحب الموت يده مودعاً إلى لقاء آخر، وإما أن يمسك ويتشبث باليد التي صافحها ويسيران معاً إلى رحمة الله.

لقد أبى الموت أن يظل مستمسكاً بي، فمواعيده ملأى، وأراد فقط أن يبرز مذكراً لي بأنه موجود، وبأنه يستطيع الحضور في أية لحظة فلأكن متهيئاً والزاد حاضر، وعندها لن أخشى السفر لأنها الرحلة التي نمضي العمر بانتظارها شئنا أم أبينا، فإن كان الاستعداد حسناً فالسفر ميمون بإذن الله.

ومضت الأيام وعدت إلى حياتي المعتادة، ولكن مع ندبة على قلبي تذكرني عند كل عمل أقوم به أن انتبه فأنا ندبة صغيرة لشريان صغير، ولكن تذكر فإن نقطة الدم التي تجمدت في هذا الشريان المتواضع قادرة على الوقوف داخل أي شريان، مهما يكن حجمه، ومهما يكن موضعه، ولربما في مرة قادمة لن تتح لك فرصة أن تكتب ما شعرت به، فاتقِ الله فيّ.

نهرالعسل
30/11/2004, 12:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

قد تكون هذه القصة غريبة على من لم يلتقي بصاحبها شخصيًّا ويسمع ماقاله بأذنييه ويراه بأم عينيه فهي قصة خيالية النسج ، واقعية الأحداث ، تجسدت أمام ناظري بكلمات صاحبها وهو يقبع أمامي قاصًّا عليّ ماحدث له شخصيا ولمعرفة المزيد بل ولمعرفة كل الأحداث المشوقة . دعوني اصطحبكم لنتجه سويا إلى جوهانسبرغ مدينة مناجم الذهب الغنية بدولة جنوب أفريقيا حيث كنت أعمل مديرًا لمكتب رابطة العالم الإسلامي هناك.

كان ذلك في عام 1996 وكنا في فصل الشتاء الذي حل علينا قارسا في تلك البلاد ، وذات يوم كانت السماء فيه ملبدة بالغيوم وتنذر بهبوب عاصفة شتوية عارمة ، وبينما كنت أنتظر شخصًا قد حددت له موعدا لمقابلته كانت زوجتي في المنزل تعد طعام الغداء ، حيث سيحل ذلك الشخص ضيفا كريما عليّ بالمنزل .

كان الموعد مع شخصية لها صلة قرابة بالرئيس الجنوب أفريقي السابق الرئيس نلسون مانديلا ، شخصية كانت تهتم بالنصرانية وتروج وتدعو لها .. إنها شخصية القسيس ( سيلي ) . لقد تم اللقاء مع سيلي بواسطة سكرتير مكتب الرابطة عبدالخالق متير حيث أخبرني أن قسيسا يريد الحضور إلى مقر الرابطة لأمر هام.وفي الموعد المحدد حضر سيلي بصحبته شخص يدعى سليمان كان ملاكما وأصبح عضوا في رابطة الملاكمة بعد أن من الله عليه بالإسلام بعد جولة قام بها الملاكم المسلم محمد علي كلاي. وقابلت الجميع بمكتبي وسعدت للقائهم أيما سعادة. كان سيلي قصير القامة ، شديد سواد البشرة ، دائم الابتسام . جلس أمامي وبدأ يتحدث معي بكل لطف . فقلت له : أخي سيلي ، هل من الممكن أن نستمع لقصة اعتناقك للإسلام ؟ ابتسم سيلي وقال : نعم بكل تأكيد . وأنصتوا إليه أيها الإخوة الكرام وركزوا لما قاله لي ، ثم احكموا بأنفسكم .

قال سيلي : كنت قسيسا نشطًا للغاية ، أخدم الكنيسة بكل جد واجتهاد ولا أكتفي بذلك بل كنت من كبار المنصرين في جنوب أفريقيا ، ولنشاطي الكبير اختارني الفاتيكان لكي أقوم بالنتصير بدعم منه فأخذت الأموال تصلني من الفاتيكان لهذا الغرض ، وكنت أستخدم كل الوسائل لكي أصل إلى هدفي. فكنت أقوم بزيارات متوالية ومتعددة ، للمعاهد والمدارس والمستشفيات والقرى والغابات ، وكنت أدفع من تلك الأموال للناس في صور مساعدات أو هبات أو صدقات وهدايا ، لكي أصل إلى مبتغاي وأدخل الناس في دين النصرانية .. فكانت الكنيسة تغدق علي فأصبحت غنيا فلي منزل وسيارة وراتب جيد ، ومكانة مرموقة بين القساوسة . وفي يوم من الأيام ذهبت لأشتري بعض الهدايا من المركز التجاري ببلدتي وهناك كانت المفاجأة !!

ففي السوق قابلت رجلاً يلبس كوفية ( قلنسوة ) وكان تاجرًا يبيع الهدايا ، وكنت ألبس ملابس القسيسن الطويلة ذات الياقة البيضاء التي نتميز بها على غيرنا ، وبدأت في التفاوض مع الرجل على قيمة الهدايا . وعرفت أن الرجل مسلم ـ ونحن نطلق على دين الإسلام في جنوب أفريقيا : دين الهنود ، ولانقول دين الإسلام ـ وبعد أن اشتريت ماأريد من هدايا بل قل من فخاخ نوقع بها السذح من الناس ، وكذلك أصحاب الخواء الديني والروحي كما كنا نستغل حالات الفقر عند كثير من المسلمين ، والجنوب أفريقيين لنخدعهم بالدين المسيحي وننصرهم ..
- فإذا بالتاجر المسلم يسألني : أنت قسيس .. أليس كذلك ؟

فقلت له : - نعم

فسألني من هو إلهك ؟

فقلت له : - المسيح هو الإله

فقال لي : - إنني أتحداك أن تأتيني بآية واحدة في ( الإنجيل ) تقول على لسان المسيح ـ عليه السلام ـ شخصيا أنه قال : ( أنا الله ، أو أنا ابن الله ) فاعبدوني .

فإذا بكلمات الرجل المسلم تسقط على رأسي كالصاعقة ، ولم أستطع أن أجيبه وحاولت أن أعود بذاكرتي الجيدة وأغوص بها في كتب الأناجيل وكتب النصرانية لأجد جوابًا شافيًا للرجل فلم أجد !! فلم تكن هناك آية واحدة تتحدث على لسان المسيح وتقول بأنَّه هو الله أو أنه ابن الله. وأسقط في يدي وأحرجني الرجل ، وأصابني الغم وضاق صدري. كيف غاب عني مثل هذه التساؤلات ؟ وتركت الرجل وهمت على وجهي ، فما علمت بنفسي إلا وأنا أسير طويلا بدون اتجاه معين .. ثم صممت على البحث عن مثل هذه الآيات مهما كلفني الأمر ، ولكنني عجزت وهزمت.! فذهبت للمجلس الكنسي وطلبت أن أجتمع بأعضائه ، فوافقوا . وفي الاجتماع أخبرتهم بما سمعت فإذا بالجميع يهاجمونني ويقولون لي : خدعك الهندي .. إنه يريد أن يضلك بدين الهنود. فقلت لهم : إذًا أجيبوني !!.. وردوا على تساؤله. فلم يجب أحد.!

وجاء يوم الأحد الذي ألقي فيه خطبتي ودرسي في الكنيسة ، ووقفت أمام الناس لأتحدث ، فلم أستطع وتعجب الناس لوقوفي أمامهم دون أن أتكلم. فانسحبت لداخل الكنيسة وطلبت من صديق لي أن يحل محلي ، وأخبرته بأنني منهك .. وفي الحقيقة كنت منهارًا ، ومحطمًا نفسيًّا .

وذهبت لمنزلي وأنا في حالة ذهول وهم كبير ، ثم توجهت لمكان صغير في منزلي وجلست أنتحب فيه ، ثم رفعت بصري إلى السماء ، وأخذت أدعو ، ولكن أدعو من ؟ .. لقد توجهت إلى من اعتقدت بأنه هو الله الخالق .. وقلت في دعائي : ( ربي .. خالقي. لقد أُقفلتْ الأبواب في وجهي غير بابك ، فلا تحرمني من معرفة الحق ، أين الحق وأين الحقيقة ؟ يارب ! يارب لا تتركني في حيرتي ، وألهمني الصواب ودلني على الحقيقة ) . ثم غفوت ونمت. وأثناء نومي ، إذا بي أرى في المنام في قاعة كبيرة جدا ، ليس فيها أحد غيري .. وفي صدر القاعة ظهر رجل ، لم أتبين ملامحه من النور الذي كان يشع منه وحوله ، فظننت أن ذلك الله الذي خاطبته بأن يدلني على الحق .. ولكني أيقنت بأنه رجل منير .. فأخذ الرجل يشير إلي وينادي : يا إبراهيم ! فنظرت حولي ، فنظرت لأشاهد من هو إبراهيم ؟ فلم أجد أحدًا معي في القاعة .. فقال لي الرجل : أنت إبراهيم .. اسمك إبراهيم .. ألم تطلب من الله معرفة الحقيقة .. قلت : نعم .. قال : انظر إلى يمينك .. فنظرت إلى يميني ، فإذا مجموعة من الرجال تسير حاملة على أكتافها أمتعتها ، وتلبس ثيابا بيضاء ، وعمائم بيضاء . وتابع الرجل قوله : اتبع هؤلاء . لتعرف الحقيقة !! واستيقظت من النوم ، وشعرت بسعادة كبيرة تنتابني ، ولكني كنت لست مرتاحا عندما أخذت أتساءل .. أين سأجد هذه الجماعة التي رأيت في منامي ؟

وصممت على مواصلة المشوار ، مشوار البحث عن الحقيقة ، كما وصفها لي من جاء ليدلني عليها في منامي. وأيقنت أن هذا كله بتدبير من الله سبحانه وتعالى .. فأخذت أجازة من عملي ، ثم بدأت رحلة بحث طويلة ، أجبرتني على الطواف في عدة مدن أبحث وأسأل عن رجال يلبسون ثيابا بيضاء ، ويتعممون عمائم بيضاء أيضًا .. وطال بحثي وتجوالي ، وكل من كنت أشاهدهم مسلمين يلبسون البنطال ويضعون على رؤوسهم الكوفيات فقط. ووصل بي تجوالي إلى مدينة جوهانسبرغ ، حتى أنني أتيت إلى مكتب استقبال لجنة مسلمي أفريقيا ، في هذا المبنى ، وسألت موظف الاستقبال عن هذه الجماعة ، فظن أنني شحاذًا ، ومد يده ببعض النقود فقلت له : ليس هذا أسألك. أليس لكم مكان للعبادة قريب من هنا ؟ فدلني على مسجد قريب .. فتوجهت نحوه .. فإذا بمفاجأة كانت في انتظاري فقد كان على باب المسجد رجل يلبس ثيابا بيضاء ويضع على رأسه عمامة. ففرحت ، فهو من نفس النوعية التي رأيتها في منامي .. فتوجهت إليه رأسًا وأنا سعيد بما أرى ! فإذا بالرجل يبادرني قائلاً ، وقبل أن أتكلم بكلمة واحدة : مرحبًا إبراهيم !!! فتعجبت وصعقت بما سمعت !! فالرجل يعرف اسمي قبل أن أعرفه بنفسي. فتابع الرجل قائلاً : - لقد رأيتك في منامي بأنك تبحث عنا ، وتريد أن تعرف الحقيقة. والحقيقة هي في الدين الذي ارتضاه الله لعباده الإسلام. فقلت له : - نعم ، أنا أبحث عن الحقيقة ولقد أرشدني الرجل المنير الذي رأيته في منامي لأن أتبع جماعة تلبس مثل ماتلبس .. فهل يمكنك أن تقول لي ، من ذلك الذي رأيت في منامي؟ فقال الرجل : - ذاك نبينا محمد نبي الإسلام الدين الحق ، رسول الله صلى الله عليه وسلم !! ولم أصدق ماحدث لي ، ولكنني انطلقت نحو الرجل أعانقه ، وأقول له : - أحقًّا كان ذلك رسولكم ونبيكم ، أتاني ليدلني على دين الحق ؟ قال الرجل : - أجل. ثم أخذ الرجل يرحب بي ، ويهنئني بأن هداني الله لمعرفة الحقيقة .. ثم جاء وقت صلاة الظهر. فأجلسني الرجل في آخر المسجد ، وذهب ليصلي مع بقية الناس ، وشاهدت المسلمين ـ وكثير منهم كان يلبس مثل الرجل ـ شاهدتهم وهم يركعون ويسجدونلله ، فقلت في نفسي : ( والله إنه الدين الحق ، فقد قرأت في الكتب أن الأنبياء والرسل كانوا يضعون جباههم على الأرض سجّدا لله ) . وبعد الصلاة ارتاحت نفسي واطمأنت لما رأيت وسمعت ، وقلت في نفسي : ( والله لقد دلني الله سبحانه وتعالى على الدين الحق ) وناداني الرجل المسلم لأعلن إسلامي ، ونطقت بالشهادتين ، وأخذت أبكي بكاءً عظيمًا فرحًا بما منَّ الله عليَّ من هداية .

ثم بقيت معهم أتعلم الإسلام ، ثم خرجت معهم في رحلة دعوية استمرت طويلا ، فقد كانوا يجوبون البلاد طولاً وعرضًا ، يدعون الناس للإسلام ، وفرحت بصحبتي لهم ، وتعلمت منهم الصلاة والصيام وقيام الليل والدعاء والصدق والأمانة ، وتعلمت منهم بأن المسلمين أمة وضع الله عليها مسئولية تبليغ دين الله ، وتعلمت كيف أكون مسلمًا داعية إلى الله ، وتعلمت منهم الحكمة في الدعوة إلى الله ، وتعلمت منهم الصبر والحلم والتضحية والبساطة.

وبعد عدة شهور عدت لمدينتي ، فإذا بأهلي وأصدقائي يبحثون عني ، وعندما شاهدوني أعود إليهم باللباس الإسلامي ، أنكروا عليَّ ذلك ، وطلب مني المجلس الكنسي أن أعقد معهم لقاء عاجلا. وفي ذلك اللقاء أخذوا يؤنبونني لتركي دين آبائي وعشيرتي، وقالوا لي : - لقد خدعك الهنود بدينهم وأضلوك !! فقلت لهم : - لم يخدعني ولم يضلني أحد .. فقد جاءني رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في منامي ليدلني على الحقيقة ، وعلى الدين الحق. إنَّه الإسلام .. وليس دين الهنود كما تدعونه .. وإنني أدعوكم للحق وللإسلام. فبهتوا !! ثم جاءوني من باب آخر ، مستخدمين أساليب الإغراء بالمال والسلطة والمنصب ، فقالوا لي : - إن الفاتيكان طلب لتقيم عندهم ستة أشهر ، في انتداب مدفوع القيمة مقدمًا ، مع شراء منزل جديد وسيارة جديدة لك ، ومبلغ من المال لتحسين معيشتك ، وترقيتك لمنصب أعلى في الكنيسة ! فرفضت كل ذلك ، وقلت لهم : - أبعد أن هداني الله تريدون أن تضلوني .. والله لن أفعل ذلك ، ولو قطعت إربًا !! ثم قمت بنصحهم ودعوتهم مرة ثانية للإسلام ، فأسلم اثنان من القسس ، والحمد لله... فلما رأوا إصراري ، سحبوا كل رتبي ومناصبي ، ففرحت بذلك ، بل كنت أريد أن أبتدرهم بذلك ، ثم قمت وأرجعت لهم مالدي من أموال وعهدة ، وتركتهم.. انتهى )))

قصة إسلام إبراهيم سيلي ، والذي قصها عليَّ بمكتبي بحضور عبدالخالق ميتر سكرتير مكتب الرابطة بجنوب أفريقيا ، وكذلك بحضور شخصين آخرين .. وأصبح القس سيلي الداعية إبراهيم سيلي .. المنحدر من قبائل الكوزا بجنوب أفريقيا. ودعوت القس إبراهيم. آسف !! الداعية إبراهيم سيلي لتناول طعام الغداء بمنزلي وقمت بماألزمني به ديني فأكرمته غاية الإكرام ، ثمّ َودعني إبراهيم سيلي ، فقد غادرت بعد تلك المقابلة إلى مكة المكرمة ، في رحلة عمل ، حيث كنا على وشك الإعداد لدورة العلوم الشرعية الأولى بمدينة كيب تاون .

ثم عدت لجنوب أفريقيا لأتجه إلى مدينة كيب تاون. وبينما كنت في المكتب المعد لنا في معهد الأرقم ، إذا بالداعية إبراهيم سيلي يدخل عليَّ ، فعرفته ، وسلمت عليه .. وسألته : - ماذا تفعل هنا يا إبراهيم !؟ قال لي : - إنني أجوب مناطق جنوب أفريقيا ، أدعو إلى الله ، وأنقذ أبناء جلدتي من النار وأخرجهم من الظلمات إلى النور بإدخالهم في الإسلام. وبعد أن قص علينا إبراهيم كيف أصبح همه الدعوة إلى الله ترَكَنا مغادرا نحو آفاق رحبة .. إلى ميادين الدعوة والتضحية في سبيل الله .. ولقد شاهدته وقد تغير وجهه ، واخلولقت ملابسه ، تعجبت منه فهو حتى لم يطلب مساعدة ! ولم يمد يده يريد دعما!... وأحسست بأن دمعة سقطت على خدي .. لتوقظ فيَّ إحساسًا غريبًا .. هذا الإحساس وذلك الشعور كأنهما يخاطباني قائلين : أنتم أناس تلعبون بالدعوة .. ألا تشاهدون هؤلاء المجاهدين في سبيل الله !؟

dracula
23/03/2005, 08:19 PM
يعطيك العافيه

dracula
23/03/2005, 08:22 PM
يعطيك العافيه

dracula
23/03/2005, 08:22 PM
يعطيك العافيه

dracula
23/03/2005, 08:23 PM
يعطيك العافيه

dracula
23/03/2005, 08:24 PM
يعطيك العافيه