تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هجرة كبار كتاب الدراما في مصر إلى الفضائيات العربية بسبب كثرة الأعلانات وسيطرة النجوم


مشهور
23/12/2006, 02:42 AM
هجرة كبار كتاب الدراما في مصر إلى الفضائيات العربية بسبب كثرة الأعلانات وسيطرة النجوم على المسلسلات



مسلسل حدائق الشيطان تأليف محمد صفاء عامر

القاهرة - مكتب "الرياض"، تحقيق - نشأت الدبيس:
بعد أن كان التليفزيون المصري هو المقصد الأول لكبار كتاب الدراما في مصر يقدمون من خلاله أجمل الأعمال التي تتسابق عليها الفضائيات العربية فجأة حدث تحول كبير، وقرر بعض كتاب الدراما الكبار الكتابة إلى القنوات الفضائية العربية، فما السر في ذلك وهل الأمر يعود لأسباب إنتاجية أم أن كثرة الإعلانات بالتلفزيون المصري هي السبب أن الأمر يعود إلى رغبتهم في تحقيق المكسب السريع، وكان هذا التحقيق.
يقول الكاتب محفوظ عبد الرحمن: كل ظاهرة ولها أسبابها ومن ضمن أسباب هذه الظاهرة سوء حال الإنتاج في الفترة الأخيرة وعدم الاهتمام بالكاتب وأصبح الاهتمام يقتصر على النجم، وفي الوقت نفسه تقدم القنوات العربية إغراءات كبيرة للكتاب ولا تتوقف هذه الإغراءات على النواحي المادية بل تتطرق إلى ظهور العمل بشكل مميز وجذاب وكذلك الاهتمام بالكاتب نفسه واحترامه فيجب علينا الاهتمام بالكاتب أكثر من ذلك فالمؤلف عملة نادرة ولذلك بدأت القنوات الفضائية تجري وراء الكتاب المصريين لأنهم الأكثر إبداعاً فإذا كانت سوريا بها كاتبان مبدعان وتونس بها كاتب مبدع فإن مصر بها عشرة كتاب مبدعون (على سبيل المثال). ولذلك أصبحت القنوات الفضائية العربية تجري وراء كبار الكتاب المصريين لسد العجز عندهم. وهذه الظاهرة لها مخاطر كبيرة حيث ستفرغ الساحة في مصر من كبار الكتاب وقد حدث ذلك في فترة سابقة حيث هاجر كبار كتاب ومخرجي مصر وكذلك الممثلون إلى الخارج حيث ذهبوا إلى بلدان عربية منها دبي وعمان ووصلت إلى بوخارست واستوديوهات في لندن ويطرح الكاتب محفوظ عبد الرحمن تساؤلا هو هل فعلا الإعلام يقصد هذه العملية؟ وهل هناك سياسة غير معلنة؟ إنني أرى أن الحل في أن نرجع إلى سابق عهدنا فالمشروع يبدأ من كاتب ومخرج فهما الأهم فماذا يمثل المنتج (فلوس) ورغم أهمية الممثل إلا أن القيادة الحقيقة والعمل المبدع في قلم وخيال المخرج وبفضل هؤلاء الكتاب والمخرجين المتميزين في الثمانينات والتسعينات تفوقت الدراما المصرية على قرينتها عربياً وأوروبياً وتفوقت أيضاً على الدراما الأمريكية، الكاتب أسامه أنور عكاشة يقول: الإنتاج الدرامي المصري يمر بمرحلة صعبة وهناك العديد من الصعوبات التي تواجهنا نحن ككتاب وتؤثر على العمل الدرامي بشكل عام مثل وجود المنتج المنفذ والمنتج المشارك فالكثير منهم لا يمت للفن بصلة وأتوا بأموالهم ليستثمروها في الفن وبالتالي لا يهمهم إلا المكسب دون النظر إلى ما يقدم من فن فهؤلاء الناس أتوا لنهب المال العام كما زاد الإنتاج بنظام المقاولات وكذلك دخول الإعلانات على الأعمال بصورة سيئة دون علم الكاتب فينبغي عليهم إبلاغ الكاتب بالإعلانات التي ستدخل على العمل وبالتالي يستطيع الكاتب أن يوظفها لمصلحة العمل. ونحن لا نتخلى عن الإنتاج المصري أبدا بل نأمل أن ينتهي الخلل الموجود بقطاع الإنتاج. وعن كيفية تأثر المشاهد المصري بهذه التجربة يقول عكاشة: المشاهد المصري لن يتأثر لأن هذه المسلسلات ستذاع على قنواتنا المحلية فنحن في الأساس نكتب للمشاهد المصري ونعالج قضايا مصر. الكاتب يسري الجندي يقول: الانتاج الآن في مصر لا يحقق طموح الكاتب من حيث ظهور العمل بشكل متميز فلدينا العديد من المشاكل والعوامل التي تتحكم بصورة واضحة في العملية الإنتاجية وهذه العوامل للأسف ليست في صالح جودة العمل ومن هذه العوامل سيطرة الإعلانات والرغبة في المكسب السريع والخضوع لشروط النجوم وأصبح الإنتاج يدور حول المنتج المشارك من ناحية والنجوم من ناحية أخرى وكذلك تقدمت الجهات الإنتاجية وتقلص الإنتاج المباشر وذلك كله ضد الإبداع الجيد والكتاب حريصون على ظهور أعمالهم بصورة طيبة وأيضاً تقلصت كمية الإنتاج وأخذت فرصة المسلسل المصري تضعف وبدأت المساحة تنسحب من مصر وفي نفس الوقت الذي يمر به الإنتاج المصري بهذه المشاكل بدأت القنوات الفضائية تنتج إنتاجاً مباشراً وتقلل نسبة الإعلانات داخل المسلسل. فيجب على الدولة أن تدعم قطاع الإنتاج وتحرر القيود المفروضة عليه ونتمسك بالمستوى الجيد حتى نعود بالدراما المصرية إلى سابق عهدها. ويستطرد الجندي كلامه: نحن نتعامل مع قنوات عربية وليست إسرائيلية وعن إمكانية تأثر المشاهد المصري يقول الجندي نحن نشترط أن تذاع هذه الأعمال على قنواتنا الأرضية، يتساءل الكاتب مجدي صابر ما المانع في أن يتجه الكاتب المصري إلى الإنتاج العربي فمصر هوليوود الشرق وهي منارة الفن العربي ولكن التخوف من أن يكتب بتوجه فكري معين في نوعية الدراما المنتجة فعلى الكاتب أن يكتب دراما مصرية دون قيود أو أهداف أو اتجاهات معينة والإنتاج المصري يعرض أحيانا على القنوات الفضائية قبل الأرضية وكذلك الإنتاج العربي فلا فرق بين هذا وذاك فالمسالة أصبحت متداخلة ويبقى فقط ضمير الكاتب كما أن الإنتاج المصري يمر بعدة مشاكل فالإنتاج ضعيف لقلة التمويل والإعلانات هي التي تحدد العمل الذي سيعرض وهذه المشاكل ستسقط الدراما المصرية سقوطاً مدويا كما أن الكاتب يحب أن تظهر أعماله بصورة طيبة في نفس الوقت بدأت القنوات الفضائية في الإنتاج المباشر وقلصت نسبة الإعلانات، كثيراً منها أصبح لا يشترط وجود النجم وبذلك بدأت هذه القنوات في سحب البساط من تحت الإنتاج المصري والمفروض أن نعود كما كنا من قبل ننتج أعمالا درامية في القطاع المصري لها قيمة دون النظر إلى المكاسب السريعة. وعلى النقيض يؤكد الكاتب محمد صفاء عامر: الدولة غير مهيأة للإنتاج المباشر وهذا الإنتاج سوف يفتح مجالا واسعاً للفساد ولكن هناك مشاكل مزمنة مثل عدم توزيع ميزانية الإنتاج داخل المسلسل الواحد فالجزء الأكبر من الميزانية يتجه ناحية النجم وكذلك سيطرة الإعلانات على الأعمال الدرامية فيجب على اتحاد الإذاعة والتليفزيون والدولة الاهتمام بالدراما والمسرح والسينما لأنه في الوقت الذي بدأت أعمالنا تذهب فيه إلى الهاوية بدأت دبي وسوريا في النهوض بأعمالهم وانتاج أعمال متميزة.