المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نحن أحفاد قابيل وهابيل!


مشهور
23/12/2006, 02:26 PM
نحن أحفاد قابيل وهابيل!

شيء غريب فى كل مكتبة ترددت عليها وجدت اكثر الكتب عن الجريمة: كتب بوليسية.. احدث كتب الجرائم.. اكثر الكتب انتشارا عن الجريمة.. جرائم كلاسيكية.. جرائم الكترونية. اما كتب الفلسفة فأقل من كتب الادب وكتب الادب اقل من كتب التاريخ. وكتب التاريخ اقل من كتب الفلك وكتب الفن اقل من كتب الرياضة والألعاب..

كأن الانسان لم يشبع من اشكال الدمار والنار.. فى الحروب والانتفاضات الشعبية. والإضرابات. كل هذه الصور العنيفة الدامية لم تقنع الانسان بأن يكتفي بهذا القدر ويقلع عن التعطش للدماء والنار والعنف والرعب!

فلا تزال أفلام الرعب تلقى هوى عند المشاهدين. فالناس يقفون طوابير قلقة ويتزاحمون على الافلام المخيفة. انهم بمنتهى الهدوء يذهبون لتهزهم الشاشة وتمزق اعصابهم. ويخرجون سعداء بهذا الزلزال النفسى. وماداموا كذلك فإن احداث العنف والقتل قد اعتادوا عليها ويطلبون المزيد.. ولم نعد ندرك الفارق بين المعارك فى الافلام والمعارك الحقيقية.. وعلى الشاشة نجد المقاومة الشعبية والمقاومة الفنية.. اما المقاومة والعنف في الافلام فهي أدق وأكثر إثارة لأنها عمل بالعقل ويسرد للوقائع بالمنطق. ولذلك كانت الدماء الفنية أجمل وأعمق أثرا..

فنحن احفاد قابيل الذي قتل اخاه هابيل.. فالدماء والانتقام والحقد يجري في عروقنا. ومن اجمل المشاهد فى فيلم قديم اسمه (الكتاب المقدس) بطولة صوفيا لورين.. ان نجد دماء قابيل تسقط فى ماء النهر الذى يصب في كل انهار الدنيا التي شربنا منها.. شربنا دم القتيل.. فدم القاتل والقتيل يلتقيان فى عروقنا. ولذلك نحن حريصون على إحياء هذه الجريمة او مشاهدتها في الواقع والفن..

ثم ان الحياة اليومية مملة. وتحتاج الى ما يفتح الشهية على الحياة. ولم نجد حتى الآن الا الشطة والملح والجريمة في الكتب او على الشاشة! وفي احدى قصص الاديب الانجليزي (كونان دوبل) الذي اخترع شخصية شيرلوك هولمز البوليسية أن أما اعتادت ان تروى لطفلها قبل اليوم بطولات والده الذي مات فى الحرب. وكان الطفل لا ينام بسهولة. وكان يدهشها بأسئلته الغريبة. ويسألها: كيف كان ابي يحارب العدو دون ان يقتل احدا بالمدفع. وإذا نفدت الذخيرة لماذا لا يهجم عليه ويقتله بيديه..

وكانت الام تفزع وتحاول ان تهرب من الإجابة فكان الطفل ينفض الغطاء ويستوي جالسا متسائلا: هل تحاولين اقناعي بأن ابي لم يقتل احدا. لابد انه قتل وهذا ما اريد ان اسمعه بالتفصيل لكي أؤمن بعظمة والدي.. وتستسلم الام. وتتحدث عن جرائم والده البطل في الحرب. ولا يكاد الطفل يسمع ذلك حتى تبدو الراحة على وجهه وينام! إنهم وإننا اولاد العنف والجريمة اولاد الحروب. وقد قال لنا المؤرخ العظيم ول ديورانت ان الحروب قد استغرقت من تاريخ الانسانية 1127 سنة.. اما سنوات السلام فلم تزد على مائة وعشرين سنة! فكيف لا نفرح بالجريمة وكيف لا ننام على موسيقى المدافع والقنابل وتستمتع عيوننا بدماء الآخرين!

بوسي كات
26/12/2006, 12:55 AM
أستاذي مشهور
ومازالت ولاتزال مواضيعك مميزه
وهذا الموضوع يدور حول فكره
للأسف هي
فكرة الجريمة والنوم على موسيقى المدافع والقنابل وإستمتاع عيوننا بدماء الآخرين
وهناك مقال قرأته ذات يوم عنوانه
من صنع العنف عبر التاريخ
وتدور أفكار هذا الموضوع حول

أن الانسان لجأ، منذ فجر التاريخ، الى اساليب مختلفة من العنف واستخدام القوه لاشباع حاجاته الشخصيه بما فيها الجسديه والنفسيه والاجتماعيه.
ولم تأت الاعتبارات الاخلاقيه والمعنويه, ولم تنشأ مفاهيم الضمير والانتماء والمصلحه العامه, ولم تظهر الانظمه السماويه والدنيويه
الا في فترة متاخره من تأريخ الانسان على هذه الارض
لتحد من شيوع العنف وتبدأ ببناء المجتمع الانساني المتميز بأنظمته وهياكله الاجتماعيه والاخلاقيه والقانونيه
التي جعلته مختلفا اختلافا نوعيا عن مجتمعات الحيوان المحكومه بهياكل ونظم شريعة الغاب

وعند ظهور وتطور الانظمه الاقتصاديه والاجتماعيه التي نظمت حياة الانسان
اتسع مفهوم الحاجه الشخصيه وتداخل مع حاجة الجماعه
وامتدت مع ذلك ممارسات العنف لاشباع الحاجه التي اتسعت الى دوائر اكبر لحماية نظم التجمعات التي ينتمي لها الافراد
ومن هنا جاءت الجريمه والعنف
من الدافع الفردي الى الجماعي،
وهكذا برر الانسان قتل اخيه الانسان لحماية العائله والدفاع عن شرف القبيله
والجهاد في سبيل الدين والذود عن حدود وكرامة الدوله
وما الى ذلك من اسباب بدت ضروريه لمن مارس فعل الجريمه

ومن هنا ياأستاذى
أصبح الدماء والانتقام والحقد يجري في عروقنا.
وأصبحت عيوننا مشبعه بأجمل المشاهد فى فيلم (الكتاب المقدس) والذى بطولته صوفيا لورين
ثم ظهرت
شخصية شيرلوك الروائية لأول مرة سنة 1891
حين إبتدعها الكاتب الإنجليزى الشهير سير أرثر كونان دويل كبطل لأحد أعماله القصصية المثيرة
وبالفعل تبلدت أحاسيسنا وماتت مشاعرنا من كثر ما رأيناه من صور الجثث وألوان الدماء في الشاشات
وفى الحقيقه أيضا
وأصبحنا بالفعل أحفاد قابيل وهابيل


أشكرك أستاذى مشهور
لإتساع صفحتك لتعليقى على هذا الموضوع

محبة الخير
27/05/2007, 10:08 PM
استاذنا الكريم مشهور
حقا و الله مواضيعك قمة فى التميز
فانها تمس دائما مواضيع هامة جدا و مشاكل ننام و نستقيظ ولا حل لها
لللاسف اصبح اليوم حديسثنا مع بعضنا البعض لا يخلو من التفكير فى العنف حتى ان كان عنفا بالالفاظ
فما بالكم و اطفالنا ليل نهار يشاهدون افلام كرتونية معزاها تعليم العنف و الجريمة

مشكلة و تحتاج حل ندعو الله ان نستفيق من غمتنا

أم رتيبة
27/05/2007, 10:15 PM
شكرا لك وجزاك الله خيــــــــــرا

وبارك لك فيما كتبت

التائبة الى الله
31/05/2007, 04:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة على الحبيب الهادى محمد صلى الله عليه وسلم

شكراً لك أخى فى الله على موضوعك
ولكن اسمح لى بتصحيح شىء هام جداً
لم يذكر القرآن الكريم آية واحدة ولا حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن آبناء سيدنا آدم أسماءهم قابيل وهابيل بل ذكرهم فى القرآن بنى آدم فقط
ونحن الحمدلله آهل الكتاب والسنة لا نتبع مقولة الا بدليل من الكتاب والسنة
ارجو منك اخى الكريم تغير اسم الموضوع لكلا نتحمل وز أعراف مغلوطة ونحن لا ذنب لنا فيها سوا اننا نرددها فقط
شكراً لك سعة صدرك تشرفت بمرورى على هذا الموضوع

المزيونه
06/06/2007, 03:10 AM
تاج راسى وسيدى ومعلمى مشهور لهو فخراً لى ماسطرت أناملك لموضوعى حفظك الله ورعاك وأدامك لنا نبراساً نتعلم منه دوماً