مشهور
24/12/2006, 10:46 PM
الله يساعك يا بابا نويل
ينشغل ملايين الآباء والأمهات في العالم الغربي مساء اليوم، بالإعداد ليوم من أجمل أيام العوائل المسيحية في الغرب، انه يوم الكرسمس، اليوم الذي يحمل فيه بابا نويل الهدايا للأطفال.
لمعظم الخرافات والأساطير جمالها، ولكنني لا اعتقد ان هناك خرافة اجمل من خرافة بابا نويل. يترقب ملايين الأطفال هذه الليلة بشوق، وارتباك عظيم. انها الليلة التي سيركب بها بابا نويل زلاجته تجره ستة غزلان جميلة تحمل الهدايا لكل اطفال العالم. ينطلق من بلده الثلجي، لبلند، المجاور للقطب الشمالي. يطوف العالم بيتا بيتا يوزع الهدايا للأطفال، حسب ما اتسلمه من رسائلهم. سيأوون اليوم مبكرا لفراشهم فبابا نويل يزعل عليهم اذا لم يناموا مبكرا ككل الاطفال النجباء. واثناء استغراقهم في النوم، سيندس الآباء على اطراف اصابعهم ليضعوا الكيس المحمل بالهدايا بجانب سرير الطفل. ثم يضعون التفاحة هناك ليأكلها بابا نويل المتعب من السفر. ينهض الطفل صباحا فيرى الكيس الذي تركه حبيبه بابا نويل. يدقق فيجد كل الهدايا التي طلبها منه. ينظر فيجد التفاحة قد اختفت. «اوه مسكين بابا نويل. كان جائعا حقا. حسنا فعل والدي عندما نصحني ان اضع تفاحة له. يا ليتني وضعت ساندويجة ايضا. سأفعل في السنة القادمة!».
ينزل الطفل للصالون ويعاين موقد النار. نظيفا وخاليا من كل شيء. فمن المدخنة ينزل بابانويل محملا بكيس الهدايا ثم يخرج منها ليذهب لبقية الاطفال. يخرج الطفل صباحا الى المتنزه المحلي فيجد رجلا ذا لحية طويلة بيضاء وشارب كثيف ابيض متجلببا بجبة حمراء كبيرة. يهرع اليه ليشكره. «شكرا بابا نويل على الهدايا. تماما كما كتبت لك!»، يجيبه الرجل «انا سعيد بخدمتك. فأنا احبك. لكن كن عاقلا، واسمع كلام امك واحفظ دروسك!».
«نعم. نعم. سأفعل كما تقول. اريد منك بايسكل في السنة القادمة».
«ان شاء آتيك به. بس كن عاقلا واطع والديك». ينظر نحو الأب ويغمز له ويبادله الأب بغمزة اخرى. يلتفت لولده ويقول: «اسمعت ابني؟ ما يقوله بابانويل؟ كن عاقلا وخلي بالك على دروسك».
يستمر الطفل سعيدا بهذه الخرافة عاما بعد عام حتى يكبر ويذهب للمدرسة. يختلط بالطلاب الاكبر منه فيضحكون عليه. مسكين! بعدك تؤمن ببابا نويل؟ ماكو بابا نويل! هذي هدايا اشتراها ابوك من السوق. وهذا بابا نويل في المتنزه رجل غلبان يقوم بوظيفة بأجرة ثلاثة باوندات في الساعة! هذه اول صدمة يتلقاها الانسان في حياته، عندما يدرك انه لا يوجد بابا نويل يوزع هدايا بالمجان. كل شيء يجب ان تشتريه وتدفع ثمنه. وعليك ان تتعب وتكدح لتحصل عليه. يا لها من صدمة! وبها تنتهي دنيا الاحلام ويبدأ الغم. من يطالب بزيادة اجوره عليه ان يناضل من اجل الزيادة. الشعب الذي يريد الاستقلال عليه ان يحارب من اجله. ومن يريد السلام والاستقرار عليه ان يكافح الطائفية والجهالة.لا يوجد بابا نويل في الأمم المتحدة يوزع الاستقلال وحقوق الانسان.
ولكن العلماء اكتشفوا ان الطفل الذي يكتشف كذبة بابا نويل مبكرا، يعيش حياة متشائمة كئيبة. والطفل الذي يتشبث بها يعيش حياة هنيئة متفائلة. هذا هو سر تشبث الناس بالخرافات. الشيء العجيب ان شعوبنا العربية اكثر العالم تشبثا بالخرافات والأوهام، ومع ذلك فهي ليست متفائلة ولا هنيئة ولا راضية.
ينشغل ملايين الآباء والأمهات في العالم الغربي مساء اليوم، بالإعداد ليوم من أجمل أيام العوائل المسيحية في الغرب، انه يوم الكرسمس، اليوم الذي يحمل فيه بابا نويل الهدايا للأطفال.
لمعظم الخرافات والأساطير جمالها، ولكنني لا اعتقد ان هناك خرافة اجمل من خرافة بابا نويل. يترقب ملايين الأطفال هذه الليلة بشوق، وارتباك عظيم. انها الليلة التي سيركب بها بابا نويل زلاجته تجره ستة غزلان جميلة تحمل الهدايا لكل اطفال العالم. ينطلق من بلده الثلجي، لبلند، المجاور للقطب الشمالي. يطوف العالم بيتا بيتا يوزع الهدايا للأطفال، حسب ما اتسلمه من رسائلهم. سيأوون اليوم مبكرا لفراشهم فبابا نويل يزعل عليهم اذا لم يناموا مبكرا ككل الاطفال النجباء. واثناء استغراقهم في النوم، سيندس الآباء على اطراف اصابعهم ليضعوا الكيس المحمل بالهدايا بجانب سرير الطفل. ثم يضعون التفاحة هناك ليأكلها بابا نويل المتعب من السفر. ينهض الطفل صباحا فيرى الكيس الذي تركه حبيبه بابا نويل. يدقق فيجد كل الهدايا التي طلبها منه. ينظر فيجد التفاحة قد اختفت. «اوه مسكين بابا نويل. كان جائعا حقا. حسنا فعل والدي عندما نصحني ان اضع تفاحة له. يا ليتني وضعت ساندويجة ايضا. سأفعل في السنة القادمة!».
ينزل الطفل للصالون ويعاين موقد النار. نظيفا وخاليا من كل شيء. فمن المدخنة ينزل بابانويل محملا بكيس الهدايا ثم يخرج منها ليذهب لبقية الاطفال. يخرج الطفل صباحا الى المتنزه المحلي فيجد رجلا ذا لحية طويلة بيضاء وشارب كثيف ابيض متجلببا بجبة حمراء كبيرة. يهرع اليه ليشكره. «شكرا بابا نويل على الهدايا. تماما كما كتبت لك!»، يجيبه الرجل «انا سعيد بخدمتك. فأنا احبك. لكن كن عاقلا، واسمع كلام امك واحفظ دروسك!».
«نعم. نعم. سأفعل كما تقول. اريد منك بايسكل في السنة القادمة».
«ان شاء آتيك به. بس كن عاقلا واطع والديك». ينظر نحو الأب ويغمز له ويبادله الأب بغمزة اخرى. يلتفت لولده ويقول: «اسمعت ابني؟ ما يقوله بابانويل؟ كن عاقلا وخلي بالك على دروسك».
يستمر الطفل سعيدا بهذه الخرافة عاما بعد عام حتى يكبر ويذهب للمدرسة. يختلط بالطلاب الاكبر منه فيضحكون عليه. مسكين! بعدك تؤمن ببابا نويل؟ ماكو بابا نويل! هذي هدايا اشتراها ابوك من السوق. وهذا بابا نويل في المتنزه رجل غلبان يقوم بوظيفة بأجرة ثلاثة باوندات في الساعة! هذه اول صدمة يتلقاها الانسان في حياته، عندما يدرك انه لا يوجد بابا نويل يوزع هدايا بالمجان. كل شيء يجب ان تشتريه وتدفع ثمنه. وعليك ان تتعب وتكدح لتحصل عليه. يا لها من صدمة! وبها تنتهي دنيا الاحلام ويبدأ الغم. من يطالب بزيادة اجوره عليه ان يناضل من اجل الزيادة. الشعب الذي يريد الاستقلال عليه ان يحارب من اجله. ومن يريد السلام والاستقرار عليه ان يكافح الطائفية والجهالة.لا يوجد بابا نويل في الأمم المتحدة يوزع الاستقلال وحقوق الانسان.
ولكن العلماء اكتشفوا ان الطفل الذي يكتشف كذبة بابا نويل مبكرا، يعيش حياة متشائمة كئيبة. والطفل الذي يتشبث بها يعيش حياة هنيئة متفائلة. هذا هو سر تشبث الناس بالخرافات. الشيء العجيب ان شعوبنا العربية اكثر العالم تشبثا بالخرافات والأوهام، ومع ذلك فهي ليست متفائلة ولا هنيئة ولا راضية.