مشهور
01/01/2007, 03:34 AM
شكرا
أتقدم لكل مسلم بالتهنئة بعيد الأضحى المبارك، متمنياً للجميع بمناسبة السنة الميلادية الجديدة، حياة ممتلئة بالمحبة والسلام والعمل.
قبل سنوات، أقنعتني مجموعة من الأفراد أن أذهب معهم للحج، والواقع أنهم أقنعوني بعد نقاش طويل عريض، حيث أنني في البداية رفضت وتمنعت لأنه سبق لي أن حججت، ومبدئي قائم على أن مَن حجّ مرة واحدة فعليه أن يحمد ربه ويكتفي بها، ليفسح المجال لغيره، غير أن كثرة إلحاحهم وإصرارهم جعلتني ازداد غروراً فوق ما أنا مغرور خلقة . عند ذلك قبلت وأذعنت أن أحج معهم على شرط أن يتكفلوا هم بنقلي وإسكاني وإطعامي فوافقوا، وليس معنى ذلك أنني لا أستطيع للحج سبيلاً، لا، فقدرتي المادية تستطيع أن تتكفل بذلك، لكنني قلت ذلك فقط من باب المداعبة لا أكثر ولا أقل.
المهم أنني توكلت على الله وعقدت الحج للمرة الثانية والأخيرة، خصوصاً وأنا أفكر (بالمليار) مسلم الذين كل واحد منهم يتحرّق شوقاً للحج، وقلت بيني وبين نفسي: إنها فرصة ممتازة يا ولد لكي تدعو وتكفّر عن ذنوبك التي هي أكبر من جبال (الهملايا)، وتعود من الحج إن شاء الله خفيفاً لطيفاً نظيفاً بريئاً مثلما (ولدتك أمك) الله يرحمها.
وفعلا انطلقنا، ومرّ يوم عرفات بسلام، وفي ثاني يوم ذهبنا لنرمي (الجمرات)، وبعضهم يقولون لنرجم (الشياطين)، والواقع أنني كنت مستشيطاً حماساً، لكنني لاحظت وقبل أن نصل إلى المرجَم، أن الزحام شديد جداً، ولخشيتي من أن نتفرق ونتوه وسط هذا الخضمّ المتلاطم، قلت عندها للمجموعة التي معي، علينا أيها القوم أن نتماسك ببعضنا جيداً، لكن كلامي لهم أصبح لا معنى له عندما اقتربنا وبدأ الضغط والدحم والرفس والنجخ يتزايد ـ (والنجخ) لمن لا يعرف، هو الضرب بالأكواع عليك من قِبل الآخرين، خصوصاً على صدرك أو خاصرتك وبعضها تكون تحت بطنك وبين فخذيك وهذه هي أشدها إيلاماً ـ والغريب أنني لاحظت أن 99% ممن يرجمون هم في الواقع يرجمون (وينجخون) بمن فيهم أنا، وللأسف أنني نجخت في ما نجخت امرأة في صدرها، وازداد أسفي عندما اكتشفت أنها امرأة عجوز، وحاولت أن أتأسف لها، غير أنني وقبل أن أتكلم قذفتني بسيل متواصل من الشتائم، تقبّلت كل شتائمها بصدر رحب لأنني في الواقع أستحقها، تركت تلك المرأة غير مأسوف عليها، وصحت بالمرجمة قائلا: أيها القوم، إذا تفرقنا فعلينا أن نهتدي (بفلان)، وفلان هذا من ضمن مجموعتنا وطوله لا يقل عن مترين، فالواحد يستطيع أن يميز رأسه وعنقه الذي يشبه عنق الزرافة، حتى لو كان ما بين مليون إنسان. وفعلا تشتتنا وتفرقنا (شَذَرَ مَذَرَ)، لكن عينيَّ كانتا دائماً مصوبتين نحو عنق الزرافة لا تفارقانها، وشاهدته وهو يشق طريقه بصعوبة، وأنا من خلفه أتبعه مثلما يتبع الراعي قطيعه، وبدأ الزحام يقل والناس يتفرقون، وإذا بي أمام (مصيبة)، فعلا مصيبة، عندما شاهدت ذلك الرجل (الزرافة) لا يستره من (أحرامه) إلاّ القطعة العلوية فقط، أما القطعة السفلية فقد سقطت من دون أن ينتبه لها، فخلعت أنا القطعة العلوية التي على صدري، وانطلقت راكضاً نحوه وأمدها له قائلا: استر نفسك، استر نفسك، فتناولها مني بكل غباء وبدلا من أن يستر بها نصفه الأسفل وضعها على صدره، قائلا لي بكل أدب وإيمان: شكراً.
أتقدم لكل مسلم بالتهنئة بعيد الأضحى المبارك، متمنياً للجميع بمناسبة السنة الميلادية الجديدة، حياة ممتلئة بالمحبة والسلام والعمل.
قبل سنوات، أقنعتني مجموعة من الأفراد أن أذهب معهم للحج، والواقع أنهم أقنعوني بعد نقاش طويل عريض، حيث أنني في البداية رفضت وتمنعت لأنه سبق لي أن حججت، ومبدئي قائم على أن مَن حجّ مرة واحدة فعليه أن يحمد ربه ويكتفي بها، ليفسح المجال لغيره، غير أن كثرة إلحاحهم وإصرارهم جعلتني ازداد غروراً فوق ما أنا مغرور خلقة . عند ذلك قبلت وأذعنت أن أحج معهم على شرط أن يتكفلوا هم بنقلي وإسكاني وإطعامي فوافقوا، وليس معنى ذلك أنني لا أستطيع للحج سبيلاً، لا، فقدرتي المادية تستطيع أن تتكفل بذلك، لكنني قلت ذلك فقط من باب المداعبة لا أكثر ولا أقل.
المهم أنني توكلت على الله وعقدت الحج للمرة الثانية والأخيرة، خصوصاً وأنا أفكر (بالمليار) مسلم الذين كل واحد منهم يتحرّق شوقاً للحج، وقلت بيني وبين نفسي: إنها فرصة ممتازة يا ولد لكي تدعو وتكفّر عن ذنوبك التي هي أكبر من جبال (الهملايا)، وتعود من الحج إن شاء الله خفيفاً لطيفاً نظيفاً بريئاً مثلما (ولدتك أمك) الله يرحمها.
وفعلا انطلقنا، ومرّ يوم عرفات بسلام، وفي ثاني يوم ذهبنا لنرمي (الجمرات)، وبعضهم يقولون لنرجم (الشياطين)، والواقع أنني كنت مستشيطاً حماساً، لكنني لاحظت وقبل أن نصل إلى المرجَم، أن الزحام شديد جداً، ولخشيتي من أن نتفرق ونتوه وسط هذا الخضمّ المتلاطم، قلت عندها للمجموعة التي معي، علينا أيها القوم أن نتماسك ببعضنا جيداً، لكن كلامي لهم أصبح لا معنى له عندما اقتربنا وبدأ الضغط والدحم والرفس والنجخ يتزايد ـ (والنجخ) لمن لا يعرف، هو الضرب بالأكواع عليك من قِبل الآخرين، خصوصاً على صدرك أو خاصرتك وبعضها تكون تحت بطنك وبين فخذيك وهذه هي أشدها إيلاماً ـ والغريب أنني لاحظت أن 99% ممن يرجمون هم في الواقع يرجمون (وينجخون) بمن فيهم أنا، وللأسف أنني نجخت في ما نجخت امرأة في صدرها، وازداد أسفي عندما اكتشفت أنها امرأة عجوز، وحاولت أن أتأسف لها، غير أنني وقبل أن أتكلم قذفتني بسيل متواصل من الشتائم، تقبّلت كل شتائمها بصدر رحب لأنني في الواقع أستحقها، تركت تلك المرأة غير مأسوف عليها، وصحت بالمرجمة قائلا: أيها القوم، إذا تفرقنا فعلينا أن نهتدي (بفلان)، وفلان هذا من ضمن مجموعتنا وطوله لا يقل عن مترين، فالواحد يستطيع أن يميز رأسه وعنقه الذي يشبه عنق الزرافة، حتى لو كان ما بين مليون إنسان. وفعلا تشتتنا وتفرقنا (شَذَرَ مَذَرَ)، لكن عينيَّ كانتا دائماً مصوبتين نحو عنق الزرافة لا تفارقانها، وشاهدته وهو يشق طريقه بصعوبة، وأنا من خلفه أتبعه مثلما يتبع الراعي قطيعه، وبدأ الزحام يقل والناس يتفرقون، وإذا بي أمام (مصيبة)، فعلا مصيبة، عندما شاهدت ذلك الرجل (الزرافة) لا يستره من (أحرامه) إلاّ القطعة العلوية فقط، أما القطعة السفلية فقد سقطت من دون أن ينتبه لها، فخلعت أنا القطعة العلوية التي على صدري، وانطلقت راكضاً نحوه وأمدها له قائلا: استر نفسك، استر نفسك، فتناولها مني بكل غباء وبدلا من أن يستر بها نصفه الأسفل وضعها على صدره، قائلا لي بكل أدب وإيمان: شكراً.