مشهور
11/01/2007, 01:26 AM
استجواب
لم تكن جميلة ولم أك في حل من أمري، فكل مقاعد الطائرة ممتلئة، ولست شجاعا كي أقذف بنفسي من ارتفاع أكثر من ثلاثين ألف قدم هروبا من ثرثـرة امـرأة، فاستسـلمت لأسئـلتها المتنـاثرة في وجهي، مصحـوبة برذاذ حـرفي الذال والظـاء، اللذين أصـرت على نطقهمـا بطريقتـها الخاصـة، رغـم أنها كانت لا تـزال تستجمـع بلسـانها ما تبقى من طعام في ثنايا طاقم أسنانها الصناعية..
ـ هل يؤمن الرجل بالحب من أول نظرة؟
ـ نعم.. خاصة عندما يفقد نظارته.
ـ وإلى أي مدى يمكن لهذا الحب أن يستمر؟
ـ حتى العثور على النظارة يا سيدتي أو الذهاب إلى طبيب عيون بارع.
ـ هل الجمال شرط للحب عند الرجل؟
ـ ليس بالضرورة إذا كان واقعيا ومعدته قادرة على الهضم.
ـ لماذا الرجال يفضلونها صغيرة؟
ـ لكي يضمنوا لها أن تستمتع بسنواتها الأخيرة كأرملة.
ـ هل صحيح أن معدة الرجل أقصر الطرق إلى قلبه؟
ـ نعم.. إذا كان ثمة إضراب عام في المدينة وأغلقت المطاعم أبوابها.
ـ لأية امرأة تهدي وردة؟
ـ لبائعة الورود كي تشتري بثمنها خبزا.
ـ من يتحمل مسؤولية الحرب الباردة بين الرجل والمرأة؟
ـ الصهيونية والإمبريالية وعملاء الاستعمار.
ـ لأي النساء تترك مقعدك في الحافلة؟
ـ لامرأة تكتب بخط يدها اعترافا بأنني «جنتلمان»، فلا ترمقني شذرا بعد هبوطها من الحافلة.
ـ هل أطل عصر النساء برأسه؟
ـ لا يا عزيزتي إنه يطل بلسانه اللحظة.
وقررت أن استبقها وأطلق عليها سؤالا ثأريا يخلو من اللباقة:
ـ ماذا حل بأسنانك سيدتي؟
بحلقت في وجهي مليا ثم قالت:
ـ لكمة من رجل لم يطق صبرا.
وأدارت رأسها صوب النافذة، وكان قائد الطائرة قد أضاء إشارة ربط الأحزمة، فجمعت أصابعي إلى بطن كفي، ورحت «أطرقع» أربعا منها بصوت مرتفع.
لم تكن جميلة ولم أك في حل من أمري، فكل مقاعد الطائرة ممتلئة، ولست شجاعا كي أقذف بنفسي من ارتفاع أكثر من ثلاثين ألف قدم هروبا من ثرثـرة امـرأة، فاستسـلمت لأسئـلتها المتنـاثرة في وجهي، مصحـوبة برذاذ حـرفي الذال والظـاء، اللذين أصـرت على نطقهمـا بطريقتـها الخاصـة، رغـم أنها كانت لا تـزال تستجمـع بلسـانها ما تبقى من طعام في ثنايا طاقم أسنانها الصناعية..
ـ هل يؤمن الرجل بالحب من أول نظرة؟
ـ نعم.. خاصة عندما يفقد نظارته.
ـ وإلى أي مدى يمكن لهذا الحب أن يستمر؟
ـ حتى العثور على النظارة يا سيدتي أو الذهاب إلى طبيب عيون بارع.
ـ هل الجمال شرط للحب عند الرجل؟
ـ ليس بالضرورة إذا كان واقعيا ومعدته قادرة على الهضم.
ـ لماذا الرجال يفضلونها صغيرة؟
ـ لكي يضمنوا لها أن تستمتع بسنواتها الأخيرة كأرملة.
ـ هل صحيح أن معدة الرجل أقصر الطرق إلى قلبه؟
ـ نعم.. إذا كان ثمة إضراب عام في المدينة وأغلقت المطاعم أبوابها.
ـ لأية امرأة تهدي وردة؟
ـ لبائعة الورود كي تشتري بثمنها خبزا.
ـ من يتحمل مسؤولية الحرب الباردة بين الرجل والمرأة؟
ـ الصهيونية والإمبريالية وعملاء الاستعمار.
ـ لأي النساء تترك مقعدك في الحافلة؟
ـ لامرأة تكتب بخط يدها اعترافا بأنني «جنتلمان»، فلا ترمقني شذرا بعد هبوطها من الحافلة.
ـ هل أطل عصر النساء برأسه؟
ـ لا يا عزيزتي إنه يطل بلسانه اللحظة.
وقررت أن استبقها وأطلق عليها سؤالا ثأريا يخلو من اللباقة:
ـ ماذا حل بأسنانك سيدتي؟
بحلقت في وجهي مليا ثم قالت:
ـ لكمة من رجل لم يطق صبرا.
وأدارت رأسها صوب النافذة، وكان قائد الطائرة قد أضاء إشارة ربط الأحزمة، فجمعت أصابعي إلى بطن كفي، ورحت «أطرقع» أربعا منها بصوت مرتفع.