صقر الجنوب
14/01/2007, 05:07 PM
فهد !
موسى محمد هجاد الزهراني
جاءني رجل ( فلبيني ) الجنسية في مكتبي في الشؤون الدينية برفقة أخوين من الجنسية ذاتها مسلمين ..
فقالا لي : هذا يريد الدخول في الإسلام ؟!
فعجبت .. ثم قلت :
ما الذي دعاك إلى التفكير في الدخول في الإسلام ؟ في وقتٍ شوّهت فيه صورةَ الإسلام كثيرٌ من القنوات الفضائية التي تدعي الإسلام فضلاً عن غيرها من قنوات الكفر ..
قال : رأيت المسلمين يصومون في هذا الشهر – رمضان - وتكثر تجمعاتهم في المساجد .. في الصلوات بشكل مرتب منظم .. بهدوء لا صخب فيه ولا نصب ثم قلت في نفسي لماذا لا أجرب الصيام ؟!
فصمت أكثر رمضان وأنا كافر ! ثم شعرت بروحانية عظيمة وطمأنينة لم أعهد مثلها في حياتي ورغبة في البكاء ، فبدأت أقرأ عن الإسلام حتى اقتنعت ثم ذهبت إلى مكتب توعية الجاليات بالدمام فسمعت بعض الدروس ثم قدمت الآن لأعلن أني نطقت بالشهادتين وانتظمت في الصلوات .. نظرت إليه فإذا وجهٌ مشرقٌ ، وهدوءٌ واتزانٌ ، ونورٌ يعرفه من يخالط منْ هم بخلاف حاله من أولي الظلمة والقترة على وجوههم .. ظلمة الكفر ..
نطق الشهادتين .. فسالت دموعنا .. وخشعت نفوسنا .. ثم أهديناه بعض الكتب بلغته وترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة الإنجليزية .
فقلت له مداعباً : هل أنت متزوج قال : لا ؟
قلت : أفرح .. فإن الإسلام يجيز لك الزواج بأربع ! فضحك ..
ثم قلت له : ما اسمك الجديد ؟
فقال بلا تردد : فهد !!
قلت : على اسم الملك فهد رحمه الله ؟ قال : نعم !
قلت : لماذا اخترت هذا الاسم بالذات ؟
قال : نظرت في إحدى تراجم القرآن الكريم فوجدت مسمى :
" تشرف بالأمر بطباعة هذا المصحف الشريف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية "
فسألت كثيراً عن الملك فهد فعلمت أنه أكثر حكام المسلمين في العالم خدمة للإسلام وللقرآن .. فأحببته .. وسميت نفسي فهداً ..
قلت : هل حزنت عليه يوم أن مات ؟
قال : لم أكن أعرف إلاَّ أنه ملكٌ فقط .. لكني الآن أقرأ في سيرته .. وأجدني في حزن عميق لفقد رجل لديه مبادئ إسلامية كان يسعى جاهداً لنصرتها ..
طلبت منه الدعاء للملك فهد بالرحمة ، ولي لكونه مسلماً جديداً نقياً لم يتلطخ بذنوب فيما نعلم والله أعلم .. ثم ودعته وانصرف على أن يعود إليّ بعد عيد الفطر لاستكمال أوراقه الرسمية لدخوله في الإسلام ..
* * *
هذا حالنا ، نقبع في كراسينا الدوّارة على مكاتبنا حتى يأتينا من يطرق أبوابنا ليدخل في الإسلام .. أما نحن فلا استعداد لدينا لبذل شيء يسير لدعوة هؤلاء الناس إلى أعظم دين .. بل قد نكون نصدُّ عن سبيل الله من آمن ، أو أراد الإيمان بأفعالنا وتصرفاتنا التي يبرأ منها الإسلام .. لا تعجب قبل أن تعلم أن إحدى المستشفيات – قبل سنوات - هنا في المنطقة الشرقية أنهت عقد إحدى الممرضات الفلبينيات ؛ لأنها أسلمت ! ، مستشفى تابع لوزارة الصحة ! .
لماذا ؟ لأن عقدها عقد وظيفةٍ شرق أوسطية ( مسيحية ) !! ، أما وقد أسلمت فتحتاج إلى عقد وظيفة ( فئة مسلمة ) وراتبٍ يكفي لوجبة واحدة في اليوم لمدة أسبوع ! وليس لديهم وظيفة بهذه المواصفات الآن .. فانتظرت أكثر من عام عاطلة عن العمل حتى وجدتها بعد أن بلغت الروح الحلقوم .. تشجيعاً لها على الإسلام .. أيعقل هذا أيها العقلاء ؟!
قال تعالى {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }فصلت33
علّقوا أنتم بما شئتم ....
30/9/1426هـ
موسى محمد هجاد الزهراني
جاءني رجل ( فلبيني ) الجنسية في مكتبي في الشؤون الدينية برفقة أخوين من الجنسية ذاتها مسلمين ..
فقالا لي : هذا يريد الدخول في الإسلام ؟!
فعجبت .. ثم قلت :
ما الذي دعاك إلى التفكير في الدخول في الإسلام ؟ في وقتٍ شوّهت فيه صورةَ الإسلام كثيرٌ من القنوات الفضائية التي تدعي الإسلام فضلاً عن غيرها من قنوات الكفر ..
قال : رأيت المسلمين يصومون في هذا الشهر – رمضان - وتكثر تجمعاتهم في المساجد .. في الصلوات بشكل مرتب منظم .. بهدوء لا صخب فيه ولا نصب ثم قلت في نفسي لماذا لا أجرب الصيام ؟!
فصمت أكثر رمضان وأنا كافر ! ثم شعرت بروحانية عظيمة وطمأنينة لم أعهد مثلها في حياتي ورغبة في البكاء ، فبدأت أقرأ عن الإسلام حتى اقتنعت ثم ذهبت إلى مكتب توعية الجاليات بالدمام فسمعت بعض الدروس ثم قدمت الآن لأعلن أني نطقت بالشهادتين وانتظمت في الصلوات .. نظرت إليه فإذا وجهٌ مشرقٌ ، وهدوءٌ واتزانٌ ، ونورٌ يعرفه من يخالط منْ هم بخلاف حاله من أولي الظلمة والقترة على وجوههم .. ظلمة الكفر ..
نطق الشهادتين .. فسالت دموعنا .. وخشعت نفوسنا .. ثم أهديناه بعض الكتب بلغته وترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة الإنجليزية .
فقلت له مداعباً : هل أنت متزوج قال : لا ؟
قلت : أفرح .. فإن الإسلام يجيز لك الزواج بأربع ! فضحك ..
ثم قلت له : ما اسمك الجديد ؟
فقال بلا تردد : فهد !!
قلت : على اسم الملك فهد رحمه الله ؟ قال : نعم !
قلت : لماذا اخترت هذا الاسم بالذات ؟
قال : نظرت في إحدى تراجم القرآن الكريم فوجدت مسمى :
" تشرف بالأمر بطباعة هذا المصحف الشريف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية "
فسألت كثيراً عن الملك فهد فعلمت أنه أكثر حكام المسلمين في العالم خدمة للإسلام وللقرآن .. فأحببته .. وسميت نفسي فهداً ..
قلت : هل حزنت عليه يوم أن مات ؟
قال : لم أكن أعرف إلاَّ أنه ملكٌ فقط .. لكني الآن أقرأ في سيرته .. وأجدني في حزن عميق لفقد رجل لديه مبادئ إسلامية كان يسعى جاهداً لنصرتها ..
طلبت منه الدعاء للملك فهد بالرحمة ، ولي لكونه مسلماً جديداً نقياً لم يتلطخ بذنوب فيما نعلم والله أعلم .. ثم ودعته وانصرف على أن يعود إليّ بعد عيد الفطر لاستكمال أوراقه الرسمية لدخوله في الإسلام ..
* * *
هذا حالنا ، نقبع في كراسينا الدوّارة على مكاتبنا حتى يأتينا من يطرق أبوابنا ليدخل في الإسلام .. أما نحن فلا استعداد لدينا لبذل شيء يسير لدعوة هؤلاء الناس إلى أعظم دين .. بل قد نكون نصدُّ عن سبيل الله من آمن ، أو أراد الإيمان بأفعالنا وتصرفاتنا التي يبرأ منها الإسلام .. لا تعجب قبل أن تعلم أن إحدى المستشفيات – قبل سنوات - هنا في المنطقة الشرقية أنهت عقد إحدى الممرضات الفلبينيات ؛ لأنها أسلمت ! ، مستشفى تابع لوزارة الصحة ! .
لماذا ؟ لأن عقدها عقد وظيفةٍ شرق أوسطية ( مسيحية ) !! ، أما وقد أسلمت فتحتاج إلى عقد وظيفة ( فئة مسلمة ) وراتبٍ يكفي لوجبة واحدة في اليوم لمدة أسبوع ! وليس لديهم وظيفة بهذه المواصفات الآن .. فانتظرت أكثر من عام عاطلة عن العمل حتى وجدتها بعد أن بلغت الروح الحلقوم .. تشجيعاً لها على الإسلام .. أيعقل هذا أيها العقلاء ؟!
قال تعالى {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }فصلت33
علّقوا أنتم بما شئتم ....
30/9/1426هـ