تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أنت فرعوني.. أنت تعرف أكثر!**انيس منصور


مشهور
25/01/2007, 02:36 AM
أنت فرعوني.. أنت تعرف أكثر!

لا يعرف الكثير عن الإنسان من لا يقرأ كتب التاريخ.. فهذه الكتب تسجل صدق الإنسان وكذبه وأحلامه وأوهامه ومخاوفه وتعصبه لوطنه وكراهيته لغيره من المواطنين أو من الشعوب الأخرى..

لا بد أن نقرأ تاريخنا القديم جدا والحديث جدا.. ومهما طال الزمن بين القديم والجديد فهناك جسور كثيرة من الخيال والإيمان وحب الحياة وحب البقاء بعد الحياة.

والتاريخ الحديث يدفعنا إلى قراءة تاريخنا القديم جدا جدا.. تاريخ مصر الفرعونية.. فالفراعنة ليسوا بعيدين عن عصرنا.. فقد عرفوا أشياء كثيرة من ألوف السنين لم نعرفها إلا أخيرا.. بل إنهم عرفوا ما لم نعرف حتى الآن..

إن كل طفل يعرف ما هي المسافة بين الأرض والشمس.. وقد عرف الفراعنة ذلك.. وهذا عجيب فنحن لا نعرف كيف عرفوا.. وكل طفل يعرف الآن قطر الأرض، وقد عرف الفراعنة ذلك.. ولكنهم أخفوا عنا كيف عرفوا!!

وعلماء الغرب يؤكدون أن الفراعنة قد جاءوا من قارة أخرى.. أو سلالة كائنات في كواكب أخرى.. ولكن كيف جاءوا وأقاموا ومن أين جاءوا بكل هذه النظريات الرائعة في كل العلوم..

إن العالم الأمريكي الفاريز الذي جاء يفتش في قلب هرم خفرع عن سر الهرم والملك والحياة بعد الموت ووضع تحت الهرم عقلا إلكترونيا يسترق السمع قد اهتدى إلى أن الفراعنة أخفوا أسرارا فوق مستوى العلم والعلماء وأن معرفة أسرار هرم خفرع أعظم وأخطر من الوصول إلى القمر؟!

إن تاريخنا القديم ليس قديما.. وإن تاريخنا الحديث ليس حديثا..

إن الفراعنة لا يزالون صانعي أخبار المستقبل! في الطب والفلك والفضاء!

مشهور
25/01/2007, 02:37 AM
هل بيروت تحترق؟

عام 1966 أصدر الصحافيان البارعان، لاري كولينز ودومينيك لابيير، كتابا بعنوان «هل تحترق باريس»، يروي حكاية الأيام الاخيرة من تحرير باريس من الاحتلال النازي عام 1944. والغريب في الرواية الوثائقية التي تحولت الى فيلم، ان البطل الأساسي هو المحتل؛ فقد كانت قوة الاحتلال بقيادة الجنرال ديشريش فون كولشيتز الذي أحب المدينة وجمالها وحجارتها وحياتها. وفي ذروة جنونه وهزائمه وخساراته الفادحة وتحطم أحلامه القاتلة، أصدر هتلر الى جنراله في باريس الأوامر بتدمير المدينة وإحراقها. ووقف جنرال الاحتلال يتأمل المدينة من نافذته، ويتخيل أي خسارة للجمال سوف تحدث إذا نفذ أوامر الفوهرر، ورأى نفسه أمام خيارين، اما ان يرتكب الجريمة الكبرى بناء على أوامر حاكم خاسر وعصابي فاشل، واما ان يستسلم للقوة الحليفة المعادية وينقذ «اللوفر» والجسور واربعمائة عام من الهندسة الجمالية. وأنقذ باريس.

لم أستطع إلا أن اتذكر الجنرال النازي وأنا أرى جنرالات بيروت يرسلون أزلامهم لحرقها بالدواليب من أجل تعطيل مؤتمر «باريس 3». ففيما ينعقد «باريس 3» لإنقاذ ما تبقى من الاقتصاد اللبناني، ترسل بيروت الى الخارج صوراً عن نفسها كمدينة تحترق تحت أقدام جنرالات الحرب، وعاصمة بائسة تحسد باريس على جنرالها النازي، لأنه كان أكثر رأفة بجمال المدينة التي يحتلها.

وكان عنوان الكتاب مأخوذاً من جملة قالها هتلر للجنرال كولشيتز بعد إصدار الأوامر اليه بتدمير المدينة. فقد اتصل به بعد قليل للتأكد وقال له: «هل تحترق باريس أم بعد؟». ولم تحترق باريس بل تحررت وأطلق هتلر الرصاص على صدغه وهو في الخندق الفولاذي الذي أصبح عالمه المسدود.

لكن بيروت قد لا تنجو. فالجنرال النازي المحب للجمال غائب. والحاضرون توجهوا إلى مستودعات الدواليب وأحرقوها في وجه الناس والمصير. ويجب ألا ننسى ان وراء إحراق بيروت مطلبا سامياً هو إقامة «حكومة وطنية». فكيف يمكن إقامة مثل هذه الحكومة من دون خراب وضحايا وحرائق، في الوقت الذي يجتمع نصف العالم ليدرس كيف يمكن مساعدة لبنان. للأسف، لا وسيلة لمساعدة لبنان. الجنرالات ليسوا نازيين.