مشهور
30/01/2007, 01:43 AM
من أسلحة الدمار الشامل
شبه الكاتب المصري كامل الشناوي رحمه الله، النكتة السياسية بالسلاح السري الذي يستعمله الشعب ضد السلطة القائمة. التنكيت أحد أسلحة الدمار الشامل. لا أدري كم كان هذا السلاح السري مسؤولا عن اسقاط النظام السوفيتي. فمن الواضح ان الروس أوجدوا تراثا عجيبا من النكات التي صاغوها وسخروا بها من سلطة الكرملن. مضت الآن عدة سنوات على زوال ذلك النظام وتحول هذا الرصيد الفكاهي الساخر الى جزء من تراث الماضي. ومهما كان رأينا في ذلك النظام فلا بد ان نشعر بشيء من المتعة والانس ونحن نستعيد ذكراه، على الأقل حتى تردنا النكات الجديدة عن اللبرالية الراهنة الفاشلة التي حلت محله. «لئلا ننسى» كما كان يقول أحمد سعيد، بوق اذاعة صوت العرب بالأمس القريب.
طبعا ما حطم النظام السوفيتي حقا ليس النكتة، وانما النقص في المواد الغذائية، الآمر الذي اعطانا هذه الفصيلة الكبيرة من النكات البليغة، التي يمكن أن نسميها بالنكات «الجوعيات».
رغم النقص الظاهر في البضائع والأطعمة، فإن مخازن المحاربين القدماء دأبت على توفير شيء من ذلك لأعضائها وأصحابها. سمى الظرفاء هذه المخازن «شكرا لهتلر!» سألهم الصحافيون الأجانب، لماذا هذا الاسم؟ وكان الجواب هو انه لولا ادولف هتلر لما قامت الحرب العالمية الثانية. ولولا قيام الحرب العالمية الثانية لما كان عندنا محاربون قدماء. ولولا وجود المحاربين القدماء، لما وجدت هذه المخازن. ولولا هذه المخازن لما حصلنا على شيء نأكله. فشكرا لهتلر! الفضل كله يعود له.
بالطبع لم يحرم المواطن السوفيتي كليا من الطعام. كل ما في الأمر انه كان طعاما من أسوأ نوعية. وفي تلك الآونة، اندلع النزاع الصيني السوفيتي على الحدود وتنازع الطرفان حول قرية معينة، ما إذا كانت تعود للصين أو تعود لروسيا. قرروا أخيرا الاحتكام الى خبير تشيكوسلوفاكي كمحكم محايد نزيه. فجاؤا به للقرية موضوع النزاع. ذهب فورا الى السوق وفتح أحد براميل الزبالة. واشتمها جيدا ثم قال، «لا شك في الأمر. هذه قرية تعود للاتحاد السوفيتي. فهذا هو الطعام الذي يعطونه للمواطنين السوفييت». وهذه وصفة جديرة بالاتباع في الواقع في هذه النزاع القائم حاليا بين الأكراد والتركمان بشأن مدينة كركوك. لا، بل وفي سائر المنازعات الاقليمية في المنطقة. انظروا في الزبالة وتحققوا.
سؤال لا بد ان يخطر للذهن. اذا لم يكن لدى المواطنين السوفيت غير القليل من الطعام، فما الذي كانوا يفعلونه في مطابخهم؟ الجواب هو انهم كانوا يجلسون فيها , ويتبادلون آخر النكات عن الطعام. وهذا ما أدى الى ظهور هذه الفصيلة الخاصة من النكات والتقليعات التي عرفها الروس باسم «فكاهة المطبخ». انها النكات التي كان المواطن السوفيتي لا يجرؤ على سردها خارج بيته، بل ولا حتى خارج المطبخ في بيته. وهو موضوع سأتطرق اليه في حلقات قادمة ان شاء الله.
شبه الكاتب المصري كامل الشناوي رحمه الله، النكتة السياسية بالسلاح السري الذي يستعمله الشعب ضد السلطة القائمة. التنكيت أحد أسلحة الدمار الشامل. لا أدري كم كان هذا السلاح السري مسؤولا عن اسقاط النظام السوفيتي. فمن الواضح ان الروس أوجدوا تراثا عجيبا من النكات التي صاغوها وسخروا بها من سلطة الكرملن. مضت الآن عدة سنوات على زوال ذلك النظام وتحول هذا الرصيد الفكاهي الساخر الى جزء من تراث الماضي. ومهما كان رأينا في ذلك النظام فلا بد ان نشعر بشيء من المتعة والانس ونحن نستعيد ذكراه، على الأقل حتى تردنا النكات الجديدة عن اللبرالية الراهنة الفاشلة التي حلت محله. «لئلا ننسى» كما كان يقول أحمد سعيد، بوق اذاعة صوت العرب بالأمس القريب.
طبعا ما حطم النظام السوفيتي حقا ليس النكتة، وانما النقص في المواد الغذائية، الآمر الذي اعطانا هذه الفصيلة الكبيرة من النكات البليغة، التي يمكن أن نسميها بالنكات «الجوعيات».
رغم النقص الظاهر في البضائع والأطعمة، فإن مخازن المحاربين القدماء دأبت على توفير شيء من ذلك لأعضائها وأصحابها. سمى الظرفاء هذه المخازن «شكرا لهتلر!» سألهم الصحافيون الأجانب، لماذا هذا الاسم؟ وكان الجواب هو انه لولا ادولف هتلر لما قامت الحرب العالمية الثانية. ولولا قيام الحرب العالمية الثانية لما كان عندنا محاربون قدماء. ولولا وجود المحاربين القدماء، لما وجدت هذه المخازن. ولولا هذه المخازن لما حصلنا على شيء نأكله. فشكرا لهتلر! الفضل كله يعود له.
بالطبع لم يحرم المواطن السوفيتي كليا من الطعام. كل ما في الأمر انه كان طعاما من أسوأ نوعية. وفي تلك الآونة، اندلع النزاع الصيني السوفيتي على الحدود وتنازع الطرفان حول قرية معينة، ما إذا كانت تعود للصين أو تعود لروسيا. قرروا أخيرا الاحتكام الى خبير تشيكوسلوفاكي كمحكم محايد نزيه. فجاؤا به للقرية موضوع النزاع. ذهب فورا الى السوق وفتح أحد براميل الزبالة. واشتمها جيدا ثم قال، «لا شك في الأمر. هذه قرية تعود للاتحاد السوفيتي. فهذا هو الطعام الذي يعطونه للمواطنين السوفييت». وهذه وصفة جديرة بالاتباع في الواقع في هذه النزاع القائم حاليا بين الأكراد والتركمان بشأن مدينة كركوك. لا، بل وفي سائر المنازعات الاقليمية في المنطقة. انظروا في الزبالة وتحققوا.
سؤال لا بد ان يخطر للذهن. اذا لم يكن لدى المواطنين السوفيت غير القليل من الطعام، فما الذي كانوا يفعلونه في مطابخهم؟ الجواب هو انهم كانوا يجلسون فيها , ويتبادلون آخر النكات عن الطعام. وهذا ما أدى الى ظهور هذه الفصيلة الخاصة من النكات والتقليعات التي عرفها الروس باسم «فكاهة المطبخ». انها النكات التي كان المواطن السوفيتي لا يجرؤ على سردها خارج بيته، بل ولا حتى خارج المطبخ في بيته. وهو موضوع سأتطرق اليه في حلقات قادمة ان شاء الله.