تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رحمك الله يا فهد بن عبدالعزيز *صلاح بن سعيد الزهراني/امانة منطقة الرياض


مشهور
31/01/2007, 01:11 PM
رحمك الله يا فهد بن عبدالعزيز
صلاح بن سعيد أحمد الزهراني/ أمانة منطقة الرياض


إذا كان الإنسان من صنع الله عز وجل.. ومن أحسن من الله صنعاً؟! فإن التاريخ من صنع البشر، ولا أقصد هنا التاريخ بمعنى الزمن، بل السيرة والمسيرة التي تُدون على صفحات الزمن، لتكون ذكرى في عالم النسيان، فمن الناس من صنع التاريخ بعظيم أعماله وفعاله، ومنهم من صنعه التاريخ، ولا شك أن الفرق كبير بين صانع التاريخ وصنيعته، فهناك رجال صنعوا مجد أممهم وأقاموها في بعث جديد، فهم صناع تاريخ وحضارة ورايات خفاقة على جبين الدهر، تعرفهم بسيماهم، وآخرون كانوا مجرد أسماء خلت كما خلت من قبلهم أمم.

وإن كان الإنسان إلى فناء، فإن أفعاله باقية، تذكر به وتشير إليه في صمت يشق الصمت، ويخرج الكلمات، رؤوس أقلام وعلامات تملأ صفحات القلوب، تجيش في صدورنا فتذكرنا به، فنثني عليه ونسأل الله له الرحمة، بما لمسنا من حسن فعاله، وما قدمه لأمته وبني وطنه وأهله.

قدر الله عز وجل لهذه الأمة رجالاً مخلصين بنوا أمجادها، ورفعوا رايات سؤددها عالية خفاقة، مسجلين بذلك صفحات من الفخار وضاءة على مر الزمن، منهم من جدد شباب الدين، ومنهم من جدد شباب الأمة وأكد سمو رسالتها، فهي مهد الإسلام ونبعه الدائم، وهي حمى الحرمين الشريفين، لم يبخلوا على أمتهم بالوقت والجهد، فرفعوا قدرها بين الأمم، كانت عظمتهم الحقيقية في عظم ما تطلعوا إليه من آمال طيبة لوطنهم ومواطنيهم، سمت أحلامهم فارتقوا سلم المجد، وأخلصوا النوايا فحقق الله أمنياتهم.

نذكر اليوم منهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - طيب الله ثراه - الملك الذي خلع ثوب الجلالة واتشح ببردة خادم الحرمين الشريفين، وفي تواضع جم حمل أعباء تكليف امتزج بالتشريف، وأي شرف أعظم من خدمة المصحف الشريف بإقامة مجمع لطباعته وتوزيعه مجاناً، وحرمين شرفهما الله ببيته العتيق ومسجد خاتم الأنبياء والمرسلين، وكان على قدر أمانة المسؤولية، ويشهد الله ثم الناس والتاريخ له بأكبر توسعة للحرمين الشريفين على مر التاريخ، ويذكر الحاج والمعتمر وزائر مسجد المصطفى - صلى الله عليه وسلم - للملك الراحل بصماته الخالدة في توسعة الحرمين مما أدى إلى راحتهم وسلامتهم، ويدعو له ولحكومة المملكة الرشيدة عند إهدائه مصحف المدينة المنورة.

قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: (اذكروا محاسن موتاكم)، وفي الأسطر القليلة التالية نذكر غيضاً من فيض، نذكر بعض إنجازات مليكنا الراحل ذكراه فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله-.

يقول الشاعر:

لقد كان فهد الخير صرح فضائل

علي القيم المثلى تأسس ناميا

فلم ينس إنسانية بعروبة

ولم يك بالدنيا عن الدين لاهيا

كان المؤسس، رحمه الله، بعيد النظر، فلم يترك شيئاً للمصادفة، وبحنكة رجل الدولة أعد للغد رجالاته، مؤدياً بذلك ما عليه وتاركاً ما للقدر للقدر، ومما أعده للغد كان خادم الحمرين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، تقلد عدة مناصب منها وزارة المعارف ثم وزارة الداخلية، ثم ولياً لعهد سلفه الملك خالد، رحمه الله، إلى أن ولي مقاليد الأمور عام 1402هـ.

حفلت فترة حكمه التي امتدت قرابة ربع قرن من الزمان، بالكثير من الإنجازات، فعلى الصعيد المحلي، تم إنجاز الكثير من متطلبات البنية الأساسية للنهضة الاقتصادية الموعودة، وإصدار الأنظمة والتشريعات التي ترسخ قواعد العلاقة بين الحاكم والمحكوم وفق ما جاء بكتاب الله وسنة رسوله، مثل النظام الأساسي للحكم، ونظام المناطق، ونظام مجلس الشورى عام 1412هـ، ثم نظام مجلس الوزراء عام 1414هـ، ثم الانتخابات البلدية عام 1425هـ. وفي المجال الاقتصادي، أخذ بنظرية التنوع الاقتصادي ووضعها موضع التطبيق لتجنيب البلاد خطر الاعتماد على إنتاج النفط، فكانت الطفرة الزراعية وتنوع الإنتاج الصناعي الذي توافق مع تطوير المواصلات والاتصالات.

وقد حققت المملكة في عهده الميمون معدلات إنجاز يُشار إليها بالبنان وخاصة في مجال الصحة حيث أصبحت المملكة مقصداً للاستشفاء بعد أن كان أهلها يسافرون إلى الخارج طلباً لذلك، كذلك التعليم وزيادة الصادرات مما أدى إلى تحقيق فائض في الميزان التجاري.

وكما يقولون يعرف الرجال عند الشدائد، وفي هذا المجال سطر التاريخ له وساطته بين أبناء لبنان الذين كانوا على شفا الهاوية فقيض الله لهم هذا الرجل الذي استطاع بإخلاصه وحنكته أن يرسي قواعد الوئام والسلام بينهم، فوضعت الحرب الأهلية اللبنانية أوزارها بموجب اتفاقية الطائف، وأصبح اللبنانيون بنعمة الله إخوانا، نسأل الله أن يجمعهم على المحبة والإخاء دائماً.

كذلك نصرته لإخوانه حكام الكويت وأبنائها إبان الغزو العراقي، حيث فتح فهد بن عبدالعزيز قلبه وذراعيه لهم مقدماً كل العون اللازم لتضميد الجراح والعمل على استرداد الوطن؛ والمتأمل لغزو الكويت وما صحبه من أحداث على الصعيدين العربي والعالمي يدرك مدى فداحة ما حل بالمنطقة من خسائر مادية ومعنوية.

أمواج عاتية ورياح عاصفة هبت على سفينتنا في محيط الأحداث المأساوية لهذا الغزو وما تبعه من إجراءات، وكان الفهد من الحكمة بمكان وبفضل الله عز وجل ولطفه وتوفيقه، وقوة لحمة الشعب السعودي مع حكامه وحكومته، وبخبرة الربان المؤمن المتوكل على ربه حق التوكل، استطاع الفهد أن ينقذ السفينة السعودية من الغرق في خضم الأحداث المتلاطمة المدمرة.

ولولا إخلاص حكامنا وترابطهم والمحبة المتبادلة بينهم وبين إخوانهم المواطنين، في نسيج قوي يتحمل أنواء الإبحار في محيط الأحداث، ما كان للسفينة أن تصل إلى بر الأمن والأمان الذي ننعم به الآن في ظل حكم ورعاية خير خلف لخير سلف، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - وفقه الله وأعانه وأطال لنا في عمره وحفظه من كل سوء وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز رعاه ربي بأكمل الصحة والعافية والعمر المديد الذين ساروا على الدرب.

أولئك رجال علت همتهم فعلت في السماء هاماتهم، وسموا فوق آلامهم بآ ما لهم وثقتهم في خالقهم، فكان توفيقه حليفهم، ترفرف خفاقة في الأعالي راياتهم، الأمجاد في ركابهم والفخار نبراسهم والشرف عنوانهم ورضا الله ثم الناس غايتهم، الحق دينهم والعدل ديدنهم، سجلوا أسماءهم على جبين التاريخ بسطور من نور، فهنيئاً لهم وهنيئاً لنا بهم.

العمدة
13/02/2007, 11:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّة
فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي
الله يرحمه

Bluetooth
13/02/2007, 06:24 PM
اللهم اغفر لــه وارحمــه ..

واعف عنه .. وأكرم نزله ..

وأوسع مدخله .. وأغسله بالماء والثلج والبرد ..

ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ..

وأبدله داراً خيراً من داره ... وزوجاً خيراً من زوجه ..

وأدخله الجنه .. وأعذه من عذاب القبر .. وأفسح له في قبره ..

ونور له فيه .. اللهم أنت ربه .. وأنت خلقته .. وأنت قبضت روحه ..

وأنت أعلم بسره وعلانيته .. جيئنا شفعاء اليك فأغفر له ..


رحمـــــك الله يـــا أبـــو فيصـــــــل وأسكنــــك الجنـــه ..