مشهور
26/02/2007, 02:11 AM
النهج الكئيب للصحافة
مصيبة الانسان بالصحافة المعاصرة هي انها تزدهر وتنتشر بتركيزها على كل ما يزعج النفس ويكدر المزاج ويثير المشاكل. تغرق في الجانب المكفهر من الحياة وتعمى عن الجوانب المضيئة. تذكرت هذه الظاهرة مؤخرا بتتبع مسارات ازمة الاسلام والمسلمين في العالم الغربي وما اصبحوا يسمونه بالإسلام فوبيا (الخوف من الاسلام). اشتدت هذه الازمة قبل ايام عندما القت الشرطة البريطانية القبض على تسعة اشخاص ووجهت رسميا لنحو ستة منهم تهمة التآمر على اختطاف احد الجنود المسلمين في الجيش البريطاني وذبحه وعرض ذلك على شبكات التلفزيون والانترنت لإرهاب وتحذير بقية المسلمين من الانخراط في الجيش البريطاني على اعتبار انه جيش العدو. وقد انشغل القضاء الانجليزي في تفعيل التهمة وصياغتها واثباتها. جاءت هذه القضية كواحدة من عشرات القضايا المشابهة في خطورتها وفي احراج المسلمين عموما في الغرب مما اشغل الرأي العام الغربي في المعضلة وضاعف من حدة الاسلام فوبيا.
فيما كنت اتابع تطورات هذه القضية وقع نظري على تقرير مهمل نشرته صحيفة «الاندبندنت» تحت عنوان «درس في التسامح»، واغفلت عنه بقية وسائل الاعلام. خلاصة التقرير ان العائلات المسلمة في منطقة برمنغهام تبذل جهودها لتسجيل اولادها في مدرسة «الملك داود»، وعمدت بعض هذه العائلات الى بيع بيتها والانتقال الى المنطقة التي تقع ضمن حدود القبول في هذه المدرسة. ولما كانت مدرسة الملك داود حريصة على انتقاء الاولاد النابهين والمجدين واجراء اختبارات قبول للتحقق من قدرتهم، فقد اسرع بعض الآباء المسلمين الى اعطاء دروس خاصة مكلفة لاولادهم تزيد من حظهم في القبول في هذه المدرسة.
ما من شيء غريب في ذلك، كل الآباء والامهات يحرصون على إدخال اولادهم المدارس النخبوية الراقية، بيد ان ما يلفت النظر هنا وما حفز الصحيفة البريطانية لنشر تقرير ضاف عن الموضوع هو ان مدرسة الملك داود مدرسة يهودية صرفة وينحصر درس الدين فيها في دراسة الدين اليهودي فقط. وتتضمن مناهجها تدريس اللغة العبرية. وتشمل بنايتها كنيسا للعبادة الموسوية. وتحتفل المدرسة باليوم الوطني لدولة اسرائيل، أي يوم استقلال اسرائيل. ومع ذلك فإن نصف الطلاب البالغ عددهم 247 تلميذا هم اولاد عائلات مسلمة متمسكة بدينها.
لدى تحقيق مراسل الصحيفة في هذه الظاهرة الغريبة تبين ان هذه المدرسة تتفوق على بقية مدارس برمنغهام بنتائجها وحسن سلوك تلامذتها وحرصهم على دروسهم وتقدمهم. حفز ذلك العائلات المسلمة الى ارسال اولادها اليها. ما الذي نفهمه من هذه القصة؟
انها تدلنا اولا على سماحة المسلمين ورحابة صدورهم واستعدادهم للتعايش مع ابناء الديانات الاخرى. تدلنا ايضا على حرص المسلمين على مصلحة اولادهم وتربيتهم تربية صحيحة وإعطائهم اجود تدريس وثقافة وتفضيل كل ذلك على الاعتبارات الاخرى. لا تنظر صحافة الغرب الى هذا الجانب المشرق من حياة المسلمين, ولربما نحن ايضا لا نرى ذلك, بل قل، وانا اكتب هذه السطور قد يخرج من بيننا موتور متشدد يفتي بذبح هؤلاء الاولاد المسلمين.
مصيبة الانسان بالصحافة المعاصرة هي انها تزدهر وتنتشر بتركيزها على كل ما يزعج النفس ويكدر المزاج ويثير المشاكل. تغرق في الجانب المكفهر من الحياة وتعمى عن الجوانب المضيئة. تذكرت هذه الظاهرة مؤخرا بتتبع مسارات ازمة الاسلام والمسلمين في العالم الغربي وما اصبحوا يسمونه بالإسلام فوبيا (الخوف من الاسلام). اشتدت هذه الازمة قبل ايام عندما القت الشرطة البريطانية القبض على تسعة اشخاص ووجهت رسميا لنحو ستة منهم تهمة التآمر على اختطاف احد الجنود المسلمين في الجيش البريطاني وذبحه وعرض ذلك على شبكات التلفزيون والانترنت لإرهاب وتحذير بقية المسلمين من الانخراط في الجيش البريطاني على اعتبار انه جيش العدو. وقد انشغل القضاء الانجليزي في تفعيل التهمة وصياغتها واثباتها. جاءت هذه القضية كواحدة من عشرات القضايا المشابهة في خطورتها وفي احراج المسلمين عموما في الغرب مما اشغل الرأي العام الغربي في المعضلة وضاعف من حدة الاسلام فوبيا.
فيما كنت اتابع تطورات هذه القضية وقع نظري على تقرير مهمل نشرته صحيفة «الاندبندنت» تحت عنوان «درس في التسامح»، واغفلت عنه بقية وسائل الاعلام. خلاصة التقرير ان العائلات المسلمة في منطقة برمنغهام تبذل جهودها لتسجيل اولادها في مدرسة «الملك داود»، وعمدت بعض هذه العائلات الى بيع بيتها والانتقال الى المنطقة التي تقع ضمن حدود القبول في هذه المدرسة. ولما كانت مدرسة الملك داود حريصة على انتقاء الاولاد النابهين والمجدين واجراء اختبارات قبول للتحقق من قدرتهم، فقد اسرع بعض الآباء المسلمين الى اعطاء دروس خاصة مكلفة لاولادهم تزيد من حظهم في القبول في هذه المدرسة.
ما من شيء غريب في ذلك، كل الآباء والامهات يحرصون على إدخال اولادهم المدارس النخبوية الراقية، بيد ان ما يلفت النظر هنا وما حفز الصحيفة البريطانية لنشر تقرير ضاف عن الموضوع هو ان مدرسة الملك داود مدرسة يهودية صرفة وينحصر درس الدين فيها في دراسة الدين اليهودي فقط. وتتضمن مناهجها تدريس اللغة العبرية. وتشمل بنايتها كنيسا للعبادة الموسوية. وتحتفل المدرسة باليوم الوطني لدولة اسرائيل، أي يوم استقلال اسرائيل. ومع ذلك فإن نصف الطلاب البالغ عددهم 247 تلميذا هم اولاد عائلات مسلمة متمسكة بدينها.
لدى تحقيق مراسل الصحيفة في هذه الظاهرة الغريبة تبين ان هذه المدرسة تتفوق على بقية مدارس برمنغهام بنتائجها وحسن سلوك تلامذتها وحرصهم على دروسهم وتقدمهم. حفز ذلك العائلات المسلمة الى ارسال اولادها اليها. ما الذي نفهمه من هذه القصة؟
انها تدلنا اولا على سماحة المسلمين ورحابة صدورهم واستعدادهم للتعايش مع ابناء الديانات الاخرى. تدلنا ايضا على حرص المسلمين على مصلحة اولادهم وتربيتهم تربية صحيحة وإعطائهم اجود تدريس وثقافة وتفضيل كل ذلك على الاعتبارات الاخرى. لا تنظر صحافة الغرب الى هذا الجانب المشرق من حياة المسلمين, ولربما نحن ايضا لا نرى ذلك, بل قل، وانا اكتب هذه السطور قد يخرج من بيننا موتور متشدد يفتي بذبح هؤلاء الاولاد المسلمين.