الأستاذ
26/02/2007, 03:44 PM
ماذا يجري في الصومال؟
المحاكم الإسلامية من هي ! ولماذا ؟
[بقلم: محمد أسعد بيوض التميمي (الكاتب والباحث والمحلل السياسي الفلسطيني)]
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الذي يجري في الصومال على أيدي اتحاد المحاكم الإسلامية هو نصر من الله وفتح مبين وبشرى للمؤمنين الموحدين لله رب العالمين , أصحاب العقيدة الصحيحة التي لا نصر من الله بغيرها , فإذا صحت العقيدة صح العمل وإذا بطلت العقيدة بطل العمل فالحمد لله ان جند المحاكم الإسلامية هم كما يبدو من أصحاب هذه العقيدة المنصورة باذن الله.
فظهور المحاكم الإسلامية بهذا الشكل المفاجيء أذهل ا لشرق والغرب والكفار بما فيهم المليشيات الصومالية المتناحرة والناس أجمعين حتى ان هذا الظهور فاجأا لشعب الصومالي الذي أصابه اليأس والقنوط وفقد الامل من تغيير الحال بعد ما يقارب الخمسة عشر عاماً سيطرت خلالها المليشيات العبثية القبلية والعصابات المسلحة وقطاع الطرق والاوباش على الصومال وعاصمتها مقديشو حيث قام هؤلاء بإهلاك الزرع والضرع ونشر الخراب والدمار والعنف الفوضوي في كل مكان واسالوا الدماء انهاراً من جسد الشعب الصومالي حتى أصبح منهكا ومضرب ا لمثل في المجاعة والبؤس فكانوا يقاتلون بعضهم بعضاً كأنهم كلاب مسعورة تنهش بعضها بعضا وكانوا يمارسون كل أنواع العبث والجرائم ويتاجرون بجميع أنواع المحرمات والموبقات ويتعاملون مع أجهزة المخابرات العالمية وخصوصا الامريكية والإسرائيلية ويتلقون الدعم من هذه الأجهزة لإبقاء الصومال في حالة فوضى عبثية لايعرف الاستقرار ليبقى مرتعاً خصباً للجواسيس .
وذلك لخطورة موقع الصومال المتحكم بأخطر المواقع الجغرافية ما بين أفريقيا وأسيا (فهو يتحكم بمدخل البحر الأحمر من باب المندب وعلى مقربة من منابع النفط في السعودية والخليج العربي ويقع على المحيط الهندي والمدخل لشرق افريقيا ) .
فبسبب هذا الموقع الخطير قامت الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1993 بغزو الصومال بحجة مطاردة أحد أقوى رجال المليشيات الصومالية ( فرح عيديد ) ولكن الهدف الحقيقي كان هو احتلال الصومال احتلالا عسكرياً مباشراً وتحويله إلى قاعدة عسكرية , ولكن الجيش الأمريكي الغازي فوجئ بمقاومة شرسة لم تكن بالحسبان ووجدت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها قد وقعت في فخ محكم , حيث فقدت كثير من جنودها وطائراتها ودباباتها وسُحل جنودها الصرعى في شوارع مقديشو فلحق بجيشها الخزي والعار, على أيدي فئة مؤمنة من المقاتلين الحفاة العراة ضعيفة التسليح ولكن هذه الفئة القليلة كانت قوية بعقيدتها الصحيحة التي لا نصر من الله بدونه , فنحن لم ننتصر عبر التاريخ لا بكثرة عدد ولا عدة وانما بهذه العقيدة فهي اقوي من كل الأسلحة , ونتيجة لهذه المقاومة الشرسة من هذه الفئة المجاهدة في سبيل الله اضطرت الولايات المتحدة الأمريكية إلى سحب قواتها من الصومال بطريقة أشبه ما تكون إلى هروب وأدبار إبليس اللعين عندما يسمع صوت الأذان بحثا عن النجا ة والفكاك من الفخ , ونتيجة لهذه الهزيمة النكراء التي لحقت بالجيش الأمريكي والجيوش المتحالفة معه بدا ت الولايات المتحدة الأمريكية تتحدث عن وجود إسلاميين متطرفين وإرهابيين في الصومال وانه يجب محاربتهم والقضاء عليهم .
أما كيف تكونت هذه المحاكم الإسلامية
فان الذي ألحق الهزيمة بالقوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها كانت هي الطلائع الأولى لما انبثق عنها فيما بعد ما عرف ( بالمحاكم الإسلامية) حيث إن هؤلاء المقاتلين الذين هزموا امريكا شكلوا محاكم في مناطقهم وأحيائهم تقوم بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وإعادة الحقوق إلى أصحابها ونشروا الأمن والأمان في أحيائهم ومناطقهم حتى أن الشعب الصومالي أخذ يدعمهم وقام بعض التجار ايضا بتقديم الدعم المالي لهم لما وجدوا فيهم القدرة على حماية تجارتهم من السلب والنهب ووجدوا فيهم الصدق والامانة والاخلاص .
وكانت بداية تأسيس هذه المحاكم في عام 1994 على يد الشيخ (علي محمود الملقب بالشيخ علي الطيري ) وكانت بداية هذه المحاكم تتكون من ثلاثة ألاف عنصر أُطلق عليهم في البداية لقب الفرسان ثم بعد فترة بسيطة من الزمن استقطبت عدداً إضافيأ من المتطوعين حتى أصبح عددها إحدى عشر ألفاً .
وعندما وجد قادة المليشيات والعصابات المسلحة وقطاع الطرق أن تشكل هذه المحاكم يشكل خطراً على مستقبلهم ونفوذهم ومصالحهم وأهدافهم العبثية وان الصومال ممكن أن يستقر على أيديها قاموا بمحاربتها ومقاومتها والعمل على القضاء عليها , فاستطاعوا أن يحققوا بعض النجاح فحدوا من انتشارها وتوسعها ولكن إلى حين .
فإذا بالعالم قبل أربعة أشهر تقريباً يفاجأ بانبعاث المحاكم الإسلامية من وسط الظلام واليأس تحت مسمى ( اتحاد المحاكم الإسلامية) وبقيادة ( شيخ شريف شيخ احمد) وإذا بمقاتلين هذه المحاكم يجتاحون معظم مناطق وأحياء العاصمة الصومالية ليخلصوا الشعب الصومالي المسلم المتعب المنهك من شرور المليشيات والعصابات المسلحة وقطاع الطرق التي قامت أمام هذا الانبعاث الجديد بتشكيل تحالف تحت مسمى( تحالف مكافحة الإرهاب ونشر السلام) متناسية خلافاتها وكأنها لم تكن تتقاتل وتتنازع وتذبح بعضها بعضا لمدة عقد ونصف من الزمن , وإذا بالولايات المتحدة تعلن دعمها لهذا التحالف الشيطاني علناً لعلها تستطيع القضاء على قوات المحاكم الاسلاميه بحجة ان قوات المحاكم الإسلامية إرهابية وأنها جزء من القاعدة .
ولكن رغم الدعم الأمريكي الهائل لهذا التحالف الشيطاني الذي لم يصمد طويلا حيث انهار في وادي هار في صقر في جهنم وبئس المصير (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)(التوبة:109) , حيث قذف الله الرعب في قلوب قادة هذا التحالف الشرير ففروا من الميدان أمام زحف قوات المحاكم وتركوا أفراد عصاباتهم في الميدان وحدها التي سرعان ما استسلمت لقوات المحاكم طالبة العفو والصفح وكذلك طلب بعض قادة المليشيات والعصابات المنهاره .( بعثنا عليكم عبادا لنا أولى بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا) 5 الإسراء .
وها هو الشعب الصومالي المسلم يلتف بقوة حول قوات المحاكم الإسلامية ويعلن ولاءه لها لأنه وجد معها الأمن والأمان والاطمئنان على نفسه ودمه وماله وعرضه لأول مرة منذ خمسة عشر عاماً وخلصته من الواقع المرير بعد ان فقد الأمل في التخلص منه.
ومن الذي يثير الغيظ والحنق والغضب ان الرئيس الأمريكي بوش صرح بعد ان سيطرت قوات المحاكم على مقد يشو وأعادة الاستقرار لها ونشرت الأمن فيها( بأن الوضع في الصومال لا يمكن السكوت عليه وان قوات المحاكم تهدد الأمن والاستقرار في الصومال) ما هذا الاستخفاف في العقول ! والانكى من ذلك قامت الولايات المتحدة على عجل بتشكيل لجنة من عدة دول ومن هيئة الامم المتحده لمتابعة التطورات و الوضع الخطير الذي نشأ في الصومال بعد انتصار المحاكم الإسلامية وكأن المليشيات والعصابات المسلحة المدعومة من أمريكا كانت تفرض الامن والاستقرار في الصومال .
انها عقلية الشر والظلم والقهر والعدوان انها رسالة الشيطان انها الحرب على الاسلام .
وهاهي امريكا توعز الى عميلتها اثيوبيا لمهاجمة الصومال بالنيابة عنها قبل ان يستفحل امر المحاكم الاسلامية ويحسم الامر لها نهائيا في الصومال .
وكذلك تحركت المشلولة الجامعة العربية رمز الخزي والعار والذل العربي والحارس الامين على التجزئة والتي ماهي في حقيقتها إلا نصب تذكاري ( لسايكس وبيكو ) فطالبت بتدخل دولي لاعادة الاستقرار للصومال فأين هذه المخزوة العربية صنيعة المستعمر الكافر عندما كانت المليشيات والعصابات المسلحة تعيث في ارض الصومال الخراب والدمار وتنشر الموت والهلاك والخراب في انحائه , لماذا لم نسمع لها حساً لان وظيفتها تثبيت الفرقة في العالم العربي وأين هي من صرخة الطفله الفلسطينيه( هدى غاليه) من على شاطيء غزه التي إهتزت لها الجبال ودكة غسل الموتى ولم تهتز للجامعة قصبة بعد ان قتل اليهود اباها وامها واخوتها وأين هي من الذي يجري في العراق قالى تعالى : ( ان الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون . 36 الانفال
فنحن مؤمنون ايمانا لا يتزعز بان المستقبل لهذه الامة وهذا الدين .
فها هي أمريكا تنفق اموالها لتصد عن سبيل الله في الصومال وفي معظم أنحاء العالم الاسلامي بحجة محاربة الارهاب والاصلاح السياسي ونشر الديمقراطية وغيرها من الحجج الواهية ولكن اموالها ستذهب مع الريح بامر الله , فها هي أنفقت المليارات في العراق وفي أفغانستان من اجل تنفيذ مخططاتها ولكن جهودها وأموالها كانت وستكون عليها حسرة ,فلقد هُزمت في الصومال ورب الكعبة وستهزم في العراق باذن الله على ايدي المجاهدين الموحدين لرب العالمين المؤيدين بملائكته .
فهذا أمر الله وهذا دينه (وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)(الصف:8)
فانتصار المحاكم الإسلامية في الصومال هو أحد المبشرات على الانتصار القادم الكبير للإسلام العظيم بعد ان بلغ الظلم والقهر والعدوان على المسلمين و الاسلام مداه ( ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا انهم لا يعجزون )59 الانفال .
فالفجر لا ياتي إلا بعد ان يشتد الظلام وا لنصر لايأتي الا بعد اليأس (حتى اذا إستيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا ) .
والسلام على جند الاسلام في الصومال وعلى المجاهدين في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا في العراق وافغانستان وفي فلسطين وتحت كل سماء وفوق كل ارض .
الموضوع منقول
المحاكم الإسلامية من هي ! ولماذا ؟
[بقلم: محمد أسعد بيوض التميمي (الكاتب والباحث والمحلل السياسي الفلسطيني)]
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الذي يجري في الصومال على أيدي اتحاد المحاكم الإسلامية هو نصر من الله وفتح مبين وبشرى للمؤمنين الموحدين لله رب العالمين , أصحاب العقيدة الصحيحة التي لا نصر من الله بغيرها , فإذا صحت العقيدة صح العمل وإذا بطلت العقيدة بطل العمل فالحمد لله ان جند المحاكم الإسلامية هم كما يبدو من أصحاب هذه العقيدة المنصورة باذن الله.
فظهور المحاكم الإسلامية بهذا الشكل المفاجيء أذهل ا لشرق والغرب والكفار بما فيهم المليشيات الصومالية المتناحرة والناس أجمعين حتى ان هذا الظهور فاجأا لشعب الصومالي الذي أصابه اليأس والقنوط وفقد الامل من تغيير الحال بعد ما يقارب الخمسة عشر عاماً سيطرت خلالها المليشيات العبثية القبلية والعصابات المسلحة وقطاع الطرق والاوباش على الصومال وعاصمتها مقديشو حيث قام هؤلاء بإهلاك الزرع والضرع ونشر الخراب والدمار والعنف الفوضوي في كل مكان واسالوا الدماء انهاراً من جسد الشعب الصومالي حتى أصبح منهكا ومضرب ا لمثل في المجاعة والبؤس فكانوا يقاتلون بعضهم بعضاً كأنهم كلاب مسعورة تنهش بعضها بعضا وكانوا يمارسون كل أنواع العبث والجرائم ويتاجرون بجميع أنواع المحرمات والموبقات ويتعاملون مع أجهزة المخابرات العالمية وخصوصا الامريكية والإسرائيلية ويتلقون الدعم من هذه الأجهزة لإبقاء الصومال في حالة فوضى عبثية لايعرف الاستقرار ليبقى مرتعاً خصباً للجواسيس .
وذلك لخطورة موقع الصومال المتحكم بأخطر المواقع الجغرافية ما بين أفريقيا وأسيا (فهو يتحكم بمدخل البحر الأحمر من باب المندب وعلى مقربة من منابع النفط في السعودية والخليج العربي ويقع على المحيط الهندي والمدخل لشرق افريقيا ) .
فبسبب هذا الموقع الخطير قامت الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1993 بغزو الصومال بحجة مطاردة أحد أقوى رجال المليشيات الصومالية ( فرح عيديد ) ولكن الهدف الحقيقي كان هو احتلال الصومال احتلالا عسكرياً مباشراً وتحويله إلى قاعدة عسكرية , ولكن الجيش الأمريكي الغازي فوجئ بمقاومة شرسة لم تكن بالحسبان ووجدت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها قد وقعت في فخ محكم , حيث فقدت كثير من جنودها وطائراتها ودباباتها وسُحل جنودها الصرعى في شوارع مقديشو فلحق بجيشها الخزي والعار, على أيدي فئة مؤمنة من المقاتلين الحفاة العراة ضعيفة التسليح ولكن هذه الفئة القليلة كانت قوية بعقيدتها الصحيحة التي لا نصر من الله بدونه , فنحن لم ننتصر عبر التاريخ لا بكثرة عدد ولا عدة وانما بهذه العقيدة فهي اقوي من كل الأسلحة , ونتيجة لهذه المقاومة الشرسة من هذه الفئة المجاهدة في سبيل الله اضطرت الولايات المتحدة الأمريكية إلى سحب قواتها من الصومال بطريقة أشبه ما تكون إلى هروب وأدبار إبليس اللعين عندما يسمع صوت الأذان بحثا عن النجا ة والفكاك من الفخ , ونتيجة لهذه الهزيمة النكراء التي لحقت بالجيش الأمريكي والجيوش المتحالفة معه بدا ت الولايات المتحدة الأمريكية تتحدث عن وجود إسلاميين متطرفين وإرهابيين في الصومال وانه يجب محاربتهم والقضاء عليهم .
أما كيف تكونت هذه المحاكم الإسلامية
فان الذي ألحق الهزيمة بالقوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها كانت هي الطلائع الأولى لما انبثق عنها فيما بعد ما عرف ( بالمحاكم الإسلامية) حيث إن هؤلاء المقاتلين الذين هزموا امريكا شكلوا محاكم في مناطقهم وأحيائهم تقوم بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وإعادة الحقوق إلى أصحابها ونشروا الأمن والأمان في أحيائهم ومناطقهم حتى أن الشعب الصومالي أخذ يدعمهم وقام بعض التجار ايضا بتقديم الدعم المالي لهم لما وجدوا فيهم القدرة على حماية تجارتهم من السلب والنهب ووجدوا فيهم الصدق والامانة والاخلاص .
وكانت بداية تأسيس هذه المحاكم في عام 1994 على يد الشيخ (علي محمود الملقب بالشيخ علي الطيري ) وكانت بداية هذه المحاكم تتكون من ثلاثة ألاف عنصر أُطلق عليهم في البداية لقب الفرسان ثم بعد فترة بسيطة من الزمن استقطبت عدداً إضافيأ من المتطوعين حتى أصبح عددها إحدى عشر ألفاً .
وعندما وجد قادة المليشيات والعصابات المسلحة وقطاع الطرق أن تشكل هذه المحاكم يشكل خطراً على مستقبلهم ونفوذهم ومصالحهم وأهدافهم العبثية وان الصومال ممكن أن يستقر على أيديها قاموا بمحاربتها ومقاومتها والعمل على القضاء عليها , فاستطاعوا أن يحققوا بعض النجاح فحدوا من انتشارها وتوسعها ولكن إلى حين .
فإذا بالعالم قبل أربعة أشهر تقريباً يفاجأ بانبعاث المحاكم الإسلامية من وسط الظلام واليأس تحت مسمى ( اتحاد المحاكم الإسلامية) وبقيادة ( شيخ شريف شيخ احمد) وإذا بمقاتلين هذه المحاكم يجتاحون معظم مناطق وأحياء العاصمة الصومالية ليخلصوا الشعب الصومالي المسلم المتعب المنهك من شرور المليشيات والعصابات المسلحة وقطاع الطرق التي قامت أمام هذا الانبعاث الجديد بتشكيل تحالف تحت مسمى( تحالف مكافحة الإرهاب ونشر السلام) متناسية خلافاتها وكأنها لم تكن تتقاتل وتتنازع وتذبح بعضها بعضا لمدة عقد ونصف من الزمن , وإذا بالولايات المتحدة تعلن دعمها لهذا التحالف الشيطاني علناً لعلها تستطيع القضاء على قوات المحاكم الاسلاميه بحجة ان قوات المحاكم الإسلامية إرهابية وأنها جزء من القاعدة .
ولكن رغم الدعم الأمريكي الهائل لهذا التحالف الشيطاني الذي لم يصمد طويلا حيث انهار في وادي هار في صقر في جهنم وبئس المصير (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)(التوبة:109) , حيث قذف الله الرعب في قلوب قادة هذا التحالف الشرير ففروا من الميدان أمام زحف قوات المحاكم وتركوا أفراد عصاباتهم في الميدان وحدها التي سرعان ما استسلمت لقوات المحاكم طالبة العفو والصفح وكذلك طلب بعض قادة المليشيات والعصابات المنهاره .( بعثنا عليكم عبادا لنا أولى بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا) 5 الإسراء .
وها هو الشعب الصومالي المسلم يلتف بقوة حول قوات المحاكم الإسلامية ويعلن ولاءه لها لأنه وجد معها الأمن والأمان والاطمئنان على نفسه ودمه وماله وعرضه لأول مرة منذ خمسة عشر عاماً وخلصته من الواقع المرير بعد ان فقد الأمل في التخلص منه.
ومن الذي يثير الغيظ والحنق والغضب ان الرئيس الأمريكي بوش صرح بعد ان سيطرت قوات المحاكم على مقد يشو وأعادة الاستقرار لها ونشرت الأمن فيها( بأن الوضع في الصومال لا يمكن السكوت عليه وان قوات المحاكم تهدد الأمن والاستقرار في الصومال) ما هذا الاستخفاف في العقول ! والانكى من ذلك قامت الولايات المتحدة على عجل بتشكيل لجنة من عدة دول ومن هيئة الامم المتحده لمتابعة التطورات و الوضع الخطير الذي نشأ في الصومال بعد انتصار المحاكم الإسلامية وكأن المليشيات والعصابات المسلحة المدعومة من أمريكا كانت تفرض الامن والاستقرار في الصومال .
انها عقلية الشر والظلم والقهر والعدوان انها رسالة الشيطان انها الحرب على الاسلام .
وهاهي امريكا توعز الى عميلتها اثيوبيا لمهاجمة الصومال بالنيابة عنها قبل ان يستفحل امر المحاكم الاسلامية ويحسم الامر لها نهائيا في الصومال .
وكذلك تحركت المشلولة الجامعة العربية رمز الخزي والعار والذل العربي والحارس الامين على التجزئة والتي ماهي في حقيقتها إلا نصب تذكاري ( لسايكس وبيكو ) فطالبت بتدخل دولي لاعادة الاستقرار للصومال فأين هذه المخزوة العربية صنيعة المستعمر الكافر عندما كانت المليشيات والعصابات المسلحة تعيث في ارض الصومال الخراب والدمار وتنشر الموت والهلاك والخراب في انحائه , لماذا لم نسمع لها حساً لان وظيفتها تثبيت الفرقة في العالم العربي وأين هي من صرخة الطفله الفلسطينيه( هدى غاليه) من على شاطيء غزه التي إهتزت لها الجبال ودكة غسل الموتى ولم تهتز للجامعة قصبة بعد ان قتل اليهود اباها وامها واخوتها وأين هي من الذي يجري في العراق قالى تعالى : ( ان الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون . 36 الانفال
فنحن مؤمنون ايمانا لا يتزعز بان المستقبل لهذه الامة وهذا الدين .
فها هي أمريكا تنفق اموالها لتصد عن سبيل الله في الصومال وفي معظم أنحاء العالم الاسلامي بحجة محاربة الارهاب والاصلاح السياسي ونشر الديمقراطية وغيرها من الحجج الواهية ولكن اموالها ستذهب مع الريح بامر الله , فها هي أنفقت المليارات في العراق وفي أفغانستان من اجل تنفيذ مخططاتها ولكن جهودها وأموالها كانت وستكون عليها حسرة ,فلقد هُزمت في الصومال ورب الكعبة وستهزم في العراق باذن الله على ايدي المجاهدين الموحدين لرب العالمين المؤيدين بملائكته .
فهذا أمر الله وهذا دينه (وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)(الصف:8)
فانتصار المحاكم الإسلامية في الصومال هو أحد المبشرات على الانتصار القادم الكبير للإسلام العظيم بعد ان بلغ الظلم والقهر والعدوان على المسلمين و الاسلام مداه ( ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا انهم لا يعجزون )59 الانفال .
فالفجر لا ياتي إلا بعد ان يشتد الظلام وا لنصر لايأتي الا بعد اليأس (حتى اذا إستيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا ) .
والسلام على جند الاسلام في الصومال وعلى المجاهدين في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا في العراق وافغانستان وفي فلسطين وتحت كل سماء وفوق كل ارض .
الموضوع منقول