تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خالدات عبر العصور


رحاب الرحمن
26/02/2007, 10:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بكم الاخوة و الاخوات
اقدم لكم اليوم موضوع ارجو منكم النفاعل معه

موضوع خالدات عبر العصور
نقدم فيه ادوار كثيرة للمراة بدأمن امنا حواء الى الصحابيات الكريمات
و طبعا امهات المسلمين زوجات رسول الله صلى الله عليه و سلم
ارجو التفاعل االاخوةو الاخوات هذا موضوع هااام و مفيد لنا جميعا لان لنا فى ققصهم عبر و فوائد بسم الله الرحمن الرحيم
نبدأ ................
الأم
( حواء )
كان الأب الأول للخلق جميعًا يعيش وحده بين أشجار الجنة وظلالها، فأراد الله أن يؤنس وحشته، وألا يتركه وحيدًا، فخلق له من نفسه امرأة، تقر بها عينه، ويفرح بها قلبه، وتسكن إليها نفسه، وتصبح له زوجة يأنس بها، فكانت حواء، هدية الله إلى أبى البشر آدم -عليه السلام- وأسكنهما الله الجنة، وأباحها لهما يتمتعان بكل ما فيها من ثمار، إلا شجرة واحدة أمرهما أن لا يأكلا منها: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ)[البقرة: 35].
وعاشت حواء مع آدم بين أشجار الجنة يأكلان مما فيها من فواكه كثيرة وخيرات متعددة، وظلا على عهدهما مع اللَّه،لم يقربا الشجرة التى حرمها عليهما.
لكن إبليس اللعين لم يهدأ له بال، وكيف يهدأ بالُه وهو الذى توعد آدم وبنيه بالغواية والفتنة؟! وكيف تستريح نفسه وهو يرى آدم وحواء يتمتعان فى الجنة؟! فتربص بهما، وفكر فى طريقة تخرجهما من ذلك النعيم، فأخذ يدبر لهما حيلة؛ ليعصيا اللَّه، ويأكلا من الشجرة؛ فيحلَّ عليهما العقاب.
ووجد إبليس الفرصة ! فقد هداه تفكيره الخبيث لأن يزين لآدم وحواء الأكل من الشجرة التى حرمها الله عليهما، لقد اهتدى لموطن الضعف عند الإنسان، وهو رغبته فى البقاء والخلود: (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِى لَهُمَا مَا وُورِى عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ. وَقَاسَمَهُمَا إِنِّى لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ)[الأعراف: 20-21] .وهكذا زين لهما الشيطان الأكل من الشجرة، وأقسم لهما أنه لهما ناصح أمين، وما إن أكلا من الشجرة حتى بدت لهما عوراتهما، فأسرعا إلى أشجار الجنة يأخذان منها بعض الأوراق ويستتران بها. ثم جاء عتاب اللَّه لهما، وتذكيرهما بالعهد الذى قطعاه معه -سبحانه وتعالي-: (فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا
عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِين)[الأعراف : 22].وعرف آدم وحواء أن الشيطان خدعهما وكذب عليهما... فندما على ما كان منهما فى حق اللَّه سبحانه، ولكن ماذا يصنعان؟ وكيف يصلحان ما أفسد الشيطان؟!! وهنا تنزلت كلمات اللَّه على آدم، ليتوب عليه وعلى زوجه
(فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه)[البقرة: 37]. وكانت تلك الكلمات هي: (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)[الأعراف: 23].
وبعد ذلك.. أهبطهما ربهما إلى الأرض، وأهبط معهما الشيطان وأعوانه، ومخلوقات أخرى كثيرة: وقلنا اهبطوا بعضكم عدوٌ ولكم فى الأرض مستقر ومتاع إلى حين)[البقرة : 36].وهكذا بدأت الحياة على الأرض، وبدأت معركة الإنسان مع الشيطان، وقدر اللَّه لآدم وحواء أن يعمرا الأرض، وتنتشر ذريتهما فى أرجاء المعمورة. ثم نزلت لهم الرسالات السماوية التى تدعو إلى التقوى. قال تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)[النساء:1].وظلت حواء طائعة لله -تعالى- حتى جاء أجلها.

http://www.islamroses.com/ibw/style_images/pink[1]/pink_line.gif

رحاب الرحمن
26/02/2007, 10:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»الحلقةالثانية من خالدات عبر العصور«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
*·~-.¸¸,.-~*زوجة فرعون (آسية بنت مزاحم )*·~-.¸¸,.-~*
كانت آسية بنت مزاحم زوجة فرعون موسى من خيار النساء المعدودات، وهي ثانية اثنتين ضرب الله بهما مثلاً للذين آمنوا لتكونا قدوة للمؤمنين على مدى التاريخ الإنسانيّ {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}.
وهي كذلك من أكمل النِّساء اللّواتي قال رسول الله (صلى الله عليهوسلم) فيهنّ: «كَمُل من الرجال كثـير ولم يكمل من النِّساء إلاّ أربع: آسية بنت مزاحم، ومريم ابنة عمران، وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمّد».
وكان فرعون مستهاماً بحبها، طيعاً لها، برغم أنه لم يرزق منها الولد.. وفي إحدى الليالي رأي فرعون مناماً هاله وأقض مضجعه، فأحضر الكهنة والمفسرين من أرباب دولته، وقص عليهم رؤياه فحذروه من مولود يولد في ذاك العام يكون سبباً لخراب ملكه؛ فأمر بقتل كل غلام يولد في هذا العام من بني إسرائيل.
كان في قصر فرعون بستان به نهر كبير، فخرجت الجواري إليه ليغتسلن فيه، فوجدن تابوتاً فأخذنه وظنن أن فيه مالاً فحملنه على حالته حتى أدخلنه إلى آسية، فلما فتحته رأت فيه غلاماً، فألقى الله محبته في قلبها، فرحمته وتعلقت به.
ومما ذكره ابن كثير في "البداية والنهاية":
أن الجواري التقطنه من البحر في تابوت مغلق عليه فلم يتجاسرن على فتحه حتى وضعنه بين يدي امرأة فرعون آسية، فلما فتحت الباب وكشفت الحجاب رأت وجهه يتلألأ بالأنوار النبوية فلما رأته ووقع نظرها عليه أحبته حباً شديداً.
ولما علم المأمورين بالقتل بأن في قصر الملك غلاماً استأذنوه بأن يدخلوا قصره ويقتلوه، فاستوهبته السيدة المؤمنة منه ودافعت عنه وقالت: {قرة عين لي ولك}.
ثم تمر السنون ويكبر هذا الطفل الصغير ويأتي يوم ويضعه فرعون في حجره يلاعبه ويقوم موسى بجذب لحية فرعون بقوة فيشتاط غضبا ويأمر بقتل موسى، فتسرع آسية وتذكره بأنه طفل صغير، وتقترح عليه بعمل اختبار صغير لاختبار فهمه وعقله فيضع أمام موسى الجمر والتمر، فامتدت يدا الطفل الصغير نحو التمر، إلا أن الله تعالى يرسل جبريل فيضرب يده فتقع على الجمر ويضعها في فمه الصغير فيحترق طرف لسانه فيصبح من بعدها ألثغ والتي هي شرف له، كما لم تكن مانعة له أن كلمه الله تعالى وأوحى إليه وأنزل بعد ذلك التوراة عليه.
كانت آسية سبباً في نجاته (عليه السلام) من الذبح، وكان هو سبب نجاتها من الهلاك بأن هداها للإيمان ففتحت قلبها لدعوته، وأعرضت عن تهديدات فرعون وغطرسته، وناصرت موسى (عليه السلام) على عدوّ الله وعدوّه وعدوّها، فكانت مع الذين آمنوا وأسلموا بما أنزل على موسى من نبوة، فعلم فرعون بإيمانها واتباعها لعدوه موسى فسجنها وأمر بإنزال أشد أصناف التعذيب عليها لترجع عن دين موسى.
لكنها ظلت على حالتها تلك إلى أن قتل فرعون الماشطة امرأة حزقيل المؤمن بالله، وكانت آسيا تنظر من كوة في قصر فرعون تتابع في حسرة ما لحق بأختها المؤمنة، وكيف تعذب وتقتل وهى صابرة متمسكة بإيمانها بربها، فلم يفتّ هذا الإرهاب الفرعوني في عضد السيدة الصالحة فازداد إيمانها بربها وبموعوده .
وبينما هي كذلك إذ دخل عليها فرعون وجعل يخبرها في شماتة وزهو بخبر امرأة حزقيل وما صنع بها وكيف عذبها وكيف قتلها.
فنظرت إليه في ثبات المؤمن الواثق من معية الله تعالى ولسان حالها يقول: ويل لك يا فرعون! ما أجرأك على الله تعالى!
دعا فرعون أمها وقال لها: ابنتك قد أخذها الجنون الذي آخذ الماشطة، ثم إنه أقسم لتذوقن الموت أو لتفكرن بإله موسى، فخلت بها أمها وألحت عليها في موافقة فرعون فيما أراد فأبت أن تكفر بعد إيمانها، فقد أدركت أن الدنيا مهما طال نعيمها فهي إلى زوال، فما كان منها إلا أن استعصمت بالله تعالى تستمد منه العون والثبات.
تأكد فرعون من صدقها عزمها وأنها لن تعود إليه، فأمر بها فمدت بين أربعة أوتاد، ثم ما زالت تعذب حتى ماتت ولسانها لا يفتر عن ذكر اللهرب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين).
آمنت آسيا بربها وعصت زوجها وخالفت أمها في طاعة الله عز وجل ولله سبحانه وتعالى، آمنت ولم يتورع فرعون الذي أحبها وهام بها ولم يتردد في قتلها عندما تأكد من إيمانها بالله وكفرها به، فقد وصلت وإياه إلى المفاصلة بين الحياة ونعيمها الزائل، أو الموت والعذاب في سبيل ما عرفت من الحق، فاختارت الأخرى راضية غير يائسة ولا قانطة من رحمة الله، وفي دعائها الذي نتعبد به نرتله إلى يوم القيامة خير شاهد على مدى ما كانت تتمتع من طمأنينة نفسية وأنس إلى جوار الله تعالى: (رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين


http://www.islamroses.com/ibw/style_images/pink[1]/pink_line.gif

محبة الخير
14/05/2007, 03:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحاب الموضوع اكثر من رائع
جزاكى الله خيرا

أم رتيبة
14/05/2007, 03:35 PM
جزاكـ الله خيرا

موضوعك رائع جدا

وفى انتظار البقيـــــة

رحاب الرحمن
08/06/2007, 05:29 AM
انتظر مشاركتك بالموضوع
جزانا الله و اياكم خيرا

المؤمنه بالله
08/06/2007, 10:21 PM
جزاك الله خيرا

رحاب الرحمن
08/06/2007, 10:30 PM
جزانا الله و اياكم

تركي بن محمد
08/06/2007, 11:00 PM
يعطيك العافية على الموضوع

رحاب الرحمن
12/06/2007, 04:01 AM
جزاك الله خيرا

أم رتيبة
22/06/2007, 03:13 PM
أمرأة عمران


عَرَض القرآن الكريم في سورةِ آل عِمران قصّةَ (أمٍّ) قَلّ نظيرُها في أيامنا هذه، وهي امرأة عِمران عليها السلام لتكون قدوة لغيرها من النساء على مرّ التاريخ، فقال تعالى:



".. إذ قالت امرأة عِمران ربِّ إنّي نذرتُ لك ما في بطني محَرّراً فتقبّل مني إنّك أنت السميع العليم. فلمّا وضعتْها قالت ربِّي إني وضعتُها أنثى واللهُ أعلم بما وضعتْ وليس الذكرُ كالأنثى وإنّي سميتُها مريمَ وإني أُعيذها بكَ وذريتَها من الشيطان الرجيم فتقبّلها ربُّها بقَبولٍ حَسَنٍ وأنبتها نباتاً حَسَناً...".



فمنْ هي امرأة عِمران؟



هي حِنّة بنت فاقوذ بن قبيل، وقد ذكر ابن كثير والطبري وغيرهما أنّها كانت عجوزاً لا تحبل، فبينما هي في ظلِّ شجرة نظرتْ إلى طائر يُطْعم فرخاً له، فدعتْ الله أن يهبَ لها ولداً، ونذرتْ لله إنْ حَمِلتْ لتجعلنَّه محَرّراً - أي حبيساً في خِدمة بيت المقدس - فحملتْ بمريم، وأثناءَ حَمْلها توفي زوجها عِمران، ولقد ذكرَ كثير مِنَ المفسّرين أنّ أمّها حين وضعتها لفّتها في خِرَقها، ثمّ خرجتْ بها إلى المسجد، فسلّمتها إلى العبّاد الذين هم مقيمون فيه.



من خِلال قصتها هذه نَسْتنتج أنّ حِنّة كانتْ نموذجاً:



- للمرأة المؤمنة العابدة الشاكرة، ويتجلّى ذلك بكَثْرةِ مناجاتها لله، وتَضرعها إليه كي يرْزقها ولداً، وأنْ يَتقبّل منها نذيرها، وأنْ يُبارك لها في وليدتها، ويُعيذها وذريتها من الشيطان الرجيم.



- نموذجاً للمرأة المُجابة الدعاء، وهذا إنْ دلّ على شيء فإنّه يدل على عُمْقِ إيمانها وإخلاصها لله عز ّوجل، ويبدو ذلك في استجابةِ الله لدعائها بأنْ رَزَقها ولداً رغم كِبَر سنها.



- مِثْالاً للمرأة التي فهِِِمتْ المعنى الحقيقي للحريّة التي لا تكون إلا بالتحرّر منْ عُبوديّة ما سوى الله عزّ وجل، ويتجلّى ذلك من خلال نذْرها أنْ يكون مولودها محرّراً، قال مجاهد: "إنّ المحرّر هو الخالص لله عزّ وجل، لا يَشُوبه مِنْ أمر الدنيا ولا يُشْغله شاغل عن عِبَادةِ الله".



- نموذجاً للمرأة التي تَسْتَشْعر عِظَم مسؤولياتها تجاه أولادها، مِنْ ناحية تربيتهم التربية الحَسَنة ليس فقط دنيوياً بل دينيّاً وأخلاقياًّ، فأوّل ما فكّرت به حِنّة أََثناء حمْلها وبعدَ وَضْعِها أنْ يكون وَلدها عبْداً مؤمناً صالحاً، وإِعداده ليخدم دين الله عزّ وجل.



- نموذجاً للمرأة الحريصة على ابنتها كلّ الحِرص، ويظْهر ذلك منْ خِلال دعائها لله عزّ وجل أنْ يُعيذها وذريتها مِنَ الشيطان الرجيم.



- نموذجاً للمرأة الطَّموحة التي تحمل همّاً، فامرأة عِمران لم تقْتصر اهتماماتها في الحياة على إنجابِ الأطفال بل كانتْ تطمحْ أنْ يكون وليدها خادماً لبيت المقدِس، بل أكثر من ذلك: أنْ يكون نبي ذلك الزمان كما ذكرتْ بعض التفاسير.



- نموذجاً للمرأة الحكيمة الواعية بعيدة النظر، فحِنّة لم تمتعضْ من إنْجابها مريم لأنّها (أنثى) بل لعلْمها أنّ (التحرير) في شريعتها لم يكن جائزاً إلا بحقِّ الغِلْمان؛ لِما يعتري الفتاة مِنَ الأحوال ما يَحول بينها وبين البقاء في المسجد من: (الحيض، أو النفاس عند الولادة) ولمعرفتها المُسْبقة بطبيعةِ كل من المرأةِ والرجل، فالذَّكَر يصْلح للخدمة لقوتِهِ وشدّته؛ بالإضافة إلى ذلك لا يَلْحَقه عيبٌ في الخدمةِ والاختلاطِ بالناس عكس المرأة التي "لا ينبغي أن تكون مع الرجال" كما قالتْ حِنة، ولقد ذَكَرَ هذه العبارة الطبري في تفسيره.



ومن قِصّة حِنّة نستخلص العديد من الفوائدِ والعِبر:



- حُسن اختيار أسماء الأولاد- وهذا ما فعلتْه امرأة عِمران التي سمّت ابنتها مريم- الذي يعني بلغةِ قومها العابِدة أو خادمة الربّ- لأنّ هذا من حَقِّّ الولد على أهْلِهِ، ومِنَ الأفضل أنْ يكون الاسم إسلاميّاً عربيّاً، ولا سيما اليوم بعد أن كَثُرت الأسماء التي لبستْ ثوب الغرب، التي تدلّ على الهزيمةِ النفسيّة.



- الدعاء للأولاد كما كانتْ تَفْعل حِنّة، وتجنْب الدعاء عليهم.



- الفرح بولادةِ البنات، وعدم التبرّم بقدومهن؛ ففضل تربية البنات لا يَخْفَى كما أكّدتْ أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.



- تكريم البنات، الذي لا يكون إلا بِحُسْنِ تربيتهن وِفْقَ ما يحبّه الله ويرضاه، ومِنْ مظاهر هذا التكريم أنّ امرأة عِمران لم تتراجعْ عن الوفاءِ بِنَذْرِها رَغم إِنْجَابها فتاة، كما أنّ العُبّاد تنازعوا فيها أيُّهم يكْفلها.



- تعويد الذكور على حياة الخشونة والجِدّ والاجتهاد , وتجنيبهم الكسل والبَطالة والراحة والدَّعة، وما نَذْرُ امرأة عِمران أن يكون وليدها خادماً لبيت المقدس ليقوم على أموره إلا دليلاً على ذلك.



- التواضع لله عز ّوجل؛ فرغم المكانة الاجتماعية والدينيّة التي كانتْ تنعم بها عائلة عِمران (فربّ الأسرة –عِمران- كان إمام العبّاد وصاحب صلاتهم، والنبي زكريا عليه السلام كان زوج أخت حِنّة، أو زوج ابنتها كما ذكرتْ بعض الروايات) لم تتحرّجْ امرأة عِمران عن نذرِ ولدها ليكون خادماً في بيت المقدس ليقوم على أموره من كِناسة وغيرها، فكانت النتيجة أن خلّد الله عز وجل اسم هذه العائلة في القرآن الكريم، فمَن تواضعَ لله رَفعه.



- المبادرة إلى فِعل الخيراتِ والطاعات، ويُلاحَظ أنّ امرأة عِمران لم تنتظرْ من أحد أن يَدُلَّها إلى سُبُل الخير بل سارعتْ و بادرتْ من نفْسِها لتقديم ما تستطيع لخدمة دينها.



- عدم البخل بالمواهبِ والقدُرات والإمكانات -وإن قلّتْ- لخدمةِ دين الله عزّ وجل، ولتكن أُسوتنا حِنة التي نذرتْ مولودها ليكون وقْفا لله تعالى.