تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : برج أم خيمة؟ **سمير عطالله


مشهور
27/02/2007, 02:50 AM
برج أم خيمة؟

ينشر الباحث حسين ابراهيم البادي سلسلة من الدراسات والتحقيقات الجميلة عن تاريخ الامارات في «الخليج» ويلونها احياناً بمقابلات خاصة مع شهود من الماضي. وألاحظ في هذه المقابلات ان جميع الشهود يتحدثون عن الفقر والعوز ثم يقولون «الماضي كان أجمل». أو الماضي «كان أهنأ». وقد قرأت حديثاً مطولا للسيد عامر بن عمهي المنصوري (من دبي) يروي فيه ذكر أيام لم يكن فيها سوى حليب النوق ولحمها في الأعراس والتمر. ثم يقول «وإذا كان هناك تمر ولبن فماذا تريد بعد». ويتحدث عامر بن حميد بن عمهي بن جريس بن عمهي من آل وبران من المناصير، عن الاعتداءات في البادية تلك الأيام، ثم يقول «إن الحياة في الماضي كانت أكثر أمنا». وهذه حالة عامة فينا جميعا، لأن الماضي شبابنا والشباب يطحن كل خشونة ويسامح كل رعونة. والمذهل ان العالم الأكثر حداثة منبهر بحداثة دبي، والعم عامر يحن إلى البيوت المصنوعة من الخشب وسعف النخل والسقوف المرقعة من القماش. وتمتلئ دبي الآن بحدائق فيها من كل زهر الأرض وأنواع الشجر. لكن الرجل يعتقد ان الخضرة كانت أفضل في الماضي: «كان سكننا على حفير (بئر) في الصيف وفي الشتاء نبحث عن المراعي والحيا (المطر) والمياه، وننتقل من بقعة إلى أخرى. وكانت الأرض في الماضي كلها خير والأمطار لا تتوقف في الشتاء والصيف وكان العشب والنبت والشجر في كل الأرض، فترى فيها الحرث والدخنة والأمرار والنصي والسبط والقطب (الزهر) والحلم والسعدان والسلم والبعاضيد والخضرم والرجا والشكاع وقرين الغزال والغريرة والارطا والرمرام». والبيوت «كانت من الشعر، وكنا بعد انتهاء موسم الشتاء نلم تلك البيوت ونضعها وسط أشجار القاق ونرجع إليها في الشتاء المقبل». ويبدو أن أبراج دبي، بما فيها أعلى برج في العالم، لا تعني شيئاً للعم عامر؛ ففي أيامه، على الأقل، لم تكن هناك أزمة سكن، ولم يكن إيجار شقة من غرفة نوم وصالون يكلف عشرة آلاف دولار في الشهر إذا وجدت. كتبت مرة عن أسماء المطر عند العرب. وكتب قارئ الى «البريد» يقول انه سمى كل ولد من ابنائه العشرة على أحد أسماء المطر. ولم يكن بينها يوما «الحيا»، وهو من أجمل وأبسط ما أعطي المطر من أسماء. وواضح ان البداوة اشتقته من القول الكريم «وجعلنا من الماء كل شيء حي». ومن علامات السعادة في الماضي عند العم عامر خلو المنطقة من الساعات «لم تكن عندنا سوع. ونعرف الوقت من الظل الى وقت المغرب، وعندها ندخل بيوتنا ونتعشى، وما كان عندنا شي اسمه الغدا». وحتى في «الأعراس لم يكن عندنا غداء وما كان عندنا شاي، وكنا ندق ونطحن القرفة، ونحط فيها سكر ونطبخها ونقدمها للمعازيم.. ومن بعد المغرب حطوا أربع صياني وحطوا في كل صينية قلة تمر وحطوا صياني العيش وعليها اللحم (...) وفي اليوم التالي يكون الفطور هريس وبلاليط وقرص وخبيص». ومهر العروس كان ناقة او ناقتين. وقد حن الرحابنة الى الماضي ووضعوا اغنية تقول: «رزق الله عَ العربيات، وعَ ايام العربيات/ من بيت جدي لبيت ستي كانت تاخد ثلاث ساعات». أنا شخصياً افضل الـ Lexes الكبيرة

مشهور
27/02/2007, 02:51 AM
أنا مواطن في دولة الأرق!

منذ أيام نمت هادئا حتى الصباح، فأدهشني ذلك تماما وجلست أمسك ورقة، وقلما أسجل كل ما فعلته وشربته وأكلته وقابلته من الناس، وحضرته من الاجتماعات،، لعلي أعرف الأسباب التي أدت بي إلى أن أنام ست ساعات متواصلة.. فإذا عرفت: حاولت أن أكرر ذلك كل يوم.. ولم أجد في كل ما فعلته شيئا غير عادي..

أولا: آكل المسلوق وأشرب الشاي بلا سكر ولا أدخن.. وثانيا: الذين قابلتهم هم الذين أراهم كل يوم.. وثالثا: قلبت في بعض الكتب التي وصلت أخيرا، وتوقفت عند بعض الصفحات ووضعت بعض العلامات بالقلم الرصاص.. ورابعا: أما المضايقات فعادية جدا سوف تحدث كل يوم.. وخامسا: كتبت مقدمة طويلة لكتاب ظل في المطبعة ستة شهور.. الكتاب كله مطبوع تنقصه هذه المقدمة.. ثم هناك ثلاثة كتب أخرى مطبوعة تنقصها المقدمات.. ولا أعرف متى أكتبها!!

لا شيء غير عادي، ورجعت إلى كتاب الزعيم العمالي هارولد ويلسون، والى الصفحة التي قال فيها: إن أهم الصفات التي يجب أن يتصف بها رئيس الوزراء لكي يكون ناجحا هي: أن يعرف كيف ينام، وأن يقرأ التاريخ.. ومعنى ذلك أن أهم عنصرين لنجاح أي إنسان هو أن يعرف كيف يستريح بعمق، وأن يعرف تاريخ فنه أو تاريخ المهنة التي يمارسها.. تاريخ الأدب أو تاريخ الحكم أو السياسة أو الإدارة.. أي يجب أن يعرف ما الذي فعله الذين سبقوه.. كيف نجحوا أو كيف لم ينجحوا.. وكيف وقفوا ووقعوا؟! لعله يستفيد من تجاربهم..

أما النوم العميق فمعناه: أن يعرف الإنسان كيف يتعب بشدة ليستريح بعمق.. أو كيف يستغرق في العمل، لكي تستغرقه الراحة من العمل..

ولا يزال النوم هو مملكة المعذبين في هذه الدنيا.. ولكن عيوب هذه المملكة أنها بلا حدود.. وأن تأشيرة الدخول إليها ليست لها شروط واضحة فيدخلها من لا يعمل شيئا.. ولا يدخلها من يعمل أي شيء وكل شيء، ويدخلها المريض ويدخلها الصغير.. ويحرم منها الكبير.. ويدخلها الظالم ويطرد منها المظلوم.

إذن ما هو المطب الذي وقعت فيه أنا! أين هو التقصير في هذه الحكمة التي أعلنها الزعيم البريطاني!

اكتشفت أني مشغول جدا بتاريخ الذين عرفوا النوم العميق. عن تاريخ صناعة الكتابة والأدب والفن والفلسفة.. ووجدت أن أكثر النائمين بعمق، فيما عدا بعض القادة القلائل في العالم، هم كل المتخلفين عن الحضارة وكل الحيوانات!

مشهور
27/02/2007, 02:53 AM
الضيف المجامل

كان هناك اتصال تليفوني متقطع بيني وبين أحد المعارف، لم تكن هناك صداقة بمعناها الحميم بيننا، ولكن هناك شيئا من التقدير والاحترام، خصوصاً انه رجل ناجح في عمله و(دوغري) مثلما يقولون، وفي أحد اتصالاته قال لي: لماذا لا تأتي لزيارة بلدتنا وتشاهد جمالها ومناطقها الأثرية السياحية، فشجعني أو أغراني كلامه ووافقته على ذلك، وما هي إلا عدة أيام ووصلت إلى المطار، وكان هو في استقبالي مع زوجته المصونة. حاولت أن استقل (تاكسي) إلى الفندق غير انه (حلف الأيمان المغلظة) إلاّ أن اركب معه في سيارته، وبدلا من أن يوصلني إلى الفندق، ذهب بي إلى منزلهم، وفوجئت به ينزل حقيبتي، ثم أطلق (حلف الأيمان المغلظة) مرة أخرى لأسكن عندهم، حيث انه توجد غرفة منعزلة للضيوف في الطابق الأرضي من المنزل، واستسلمت مرغما، رغم أنني أكره (الضيافات) وأحب الوحدة والعزلة بطبعي.

المهم انقضى النهار على خير، وآويت إلى فراشي، ونمت نوماً هانئاً عميقاً، غير أنني استيقظت على صوت سيارة في الخارج، وفتح أبواب وتسكيرها، وعندما نظرت إلى الساعة وإذا هي السادسة والنصف تقريباً، وخمنت أن أبناءهما هم الذين أحدثوا هذه الضجة عندما كانوا ذاهبين إلى المدرسة، ووضعت رأسي على المخدة المريحة، وعاودت النوم مرة أخرى واستيقظت عند الساعة الثامنة كعادتي، ولم أسمع أي حركة، وعاودت (الانسداح) والتأمل بسقف الغرفة، وعندما جاءت الساعة التاسعة تعبت من الانسداح والتأمل، فأخذت أتقلب على الفراش يمنة ويسرة، وعندما وصلت الساعة إلى العاشرة فتحت الباب بهدوء، خوفاً من أن أحدث أي صوت قد يزعج سكان البيت، وأخذت أخطو على أطراف أصابعي، واتجهت إلى مجلس الضيوف ولم أسمع غير دقات ساعة الحائط الكبيرة، وعند العاشرة والنصف عندما يئست من سماع أي حركة، رجعت مرة أخرى على أطراف أصابعي إلى غرفتي، عاقداً العزم على أن آخذ دشاً ساخناً، غير أنني خفت مرة أخرى أن يسمعوا صوت الماء فينزعجون، فانطرحت على السرير مرة أخرى، وعندما قاربت الساعة الثانية عشرة ظهراً، اشتقت لطعام الإفطار، ففتحت الباب مرة ثانية وتسللت (على أقل من مهلي) إلى (الأوفس) على أمل أن أجد عصيراً أو قطعة خبز وجبنة وأعمل كوباً من القهوة أو الشاي، وفجأة وإذا بالباب الرئيسي يفتح، وإذا بالزوج والزوجة يدخلان عائدين من الخارج، يتهمانني وهما يمزحان بكثرة النوم، وعندما عرف الزوج أنني لست ممن يعشقون النوم كثيراً، قال لي: إذن سوف أوقظك غداً وقت استيقاظي كل يوم، وفعلا في صباح اليوم التالي طرق باب غرفتي الساعة السادسة، وافطرنا على عجل، وبعد أن ودعنا أبناءه الذاهبين إلى المدرسة، سألني ما رأيك في أن نذهب إلى حوض السباحة، وظننت انه يقصد حوض الحمام الدافئ بالمنزل، غير أنني فوجئت به يسحبني من يدي إلى الخارج وسط هذا الجو البارد، وأعطاني (مايوه) سباحة، وأسقط بيدي، واضطررت كأي ضيف مجامل أن اقفز خلفه إلى الماء وأسناني (تطقطق) وجسمي يرتعد من شدة البرد، وبعد أن انتهينا، قال لي: ما رأيك في مشوار مشي قصير، قلت له أيضاً كأي ضيف مجامل، حاضر، وكان المشوار القصير هو المشي مسافة لا تقل عن ستة كيلومترات، وسط أرض خلاء شاسعة.

لا أستطيع أن أقول لكم ماذا حصل لي بعد ذلك، لأن حيز المقال شارف على الانتهاء، ولكن (الزبدة) أنني أخذت نزلة برد حادة، ووصلت درجة حرارتي إلى (47 درجة وثلاث شرطات) والغريب أنني لم أمت، والدلالة أنني الآن اكتب هذه الكلمات، وألعن أبو كل (الضيافات) واللي اخترعوها.

مشهور
27/02/2007, 02:55 AM
رحيل «الباشا»

رحل في صمت قبل أيام أديب سعودي كبير، أشعل شمعة التميز من طرفيها، فتألق بأدبين: أدب الكتابة وأدب الخلق.. رحل بهدوء ـ كما اعتاد أن يعيش ـ من دون ضجيج، فرغم العقود التسعة التي عاشها، ورغم الأعمال الأدبية الكبيرة التي أنجزها، فلقد نأى بحياته الشخصية عن الأضواء، حتى أن الكثيرين لا يعرفون عنه شيئا خارج أدبه، رغم ثراء شخصيته بأدوارها ورقيها وخصوصيتها..

التقيت به أول مرة منذ نحو عشرين سنة في أحد الصالونات الأدبية بمدينة جدة، ليلتها كان يوشك أن يكون الصامت الوحيد وسط مزادات الكلام، ومع هذا كان يسترعي الانتباه بفخامته وأناقته واهتمام الحضور به.. يومها سألت الصديق محمد سعيد طيب عنه، فأبدى دهشته ـ بطريقته الخاصة ـ لعدم معرفتي إياه، وتعالى صوته في المجلس يقول: «هذا الأديب الكبير الباشا حسين سراج، الشاعر والروائي العظيم»، وقد بلغ الباشا صوت «الطيب» فابتسم في تواضع الكبار.. في ذلك الوقت كنت قد قرأت جل ما نشر للباشا كما يحلو لأصدقائه أن يلقبوه، لكنني لم التق به قط، وكان الملحق الأدبي الذي أعمل له في ذلك الحين ينشر في تلك الأيام نقدا لاذعا لمسرحية الباشا الشعرية «غرام ولادة»، كتبه الأديب المعروف أحمد شريف الرفاعي ـ رحمه الله ـ فآثرت أن أحث أديبنا حسين سراج على الرد رغبة في إثراء الحوار، وليعلو شأن ذلك الملحق الأدبي بمشاركته، فهمس في أذني بصوته الخفيض الوقور قائلا: «إن ما كتبه أحمد شريف الرفاعي يمثل وجهة نظر لها أنصارها، الذين يريدون من الفن أن يتطابق مع وقائع التاريخ، لكن رأيي أن للفن رؤيته الخاصة التي تتمرد على تقريرية المؤرخين». ورغم فشلي في إقناعه بالكتابة حول هذه المسألة، إلا أنني نجحت في كسب صداقته لتتجدد اللقاءات بيننا، ولأكتشف في كل مرة مدى المسافة التي كانت تفصل الباشا عن الكثير من مجايليه من الرواد من حيث الانفتاح على الأدب العالمي، والنزعة إلى التجديد في الشعر، والاهتمام بالمسرح الشعري.

رحل حسين سراج، وكلي يقين أنه لم ينصف ـ حيا ـ بالقدر الذي يستحقه كرائد حقيقي في ساحتنا الأدبية، فهل يثير موته نزعة التكفير عن الذنب لدى نقادنا فيعيدون قراءة إنتاجه في سياقاته الزمنية، ليضعوا هذا الأديب الكبير في المكان اللائق به ضمن كوكبة الرواد الأكثر تميزا وتجديدا؟

مشهور
27/02/2007, 02:58 AM
أحلام صغيرة

استوقفتني عبارة صادفتني في احدى المطبوعات وارغمتني على التفكير المتأني في معانيها. العبارة تقول: احذر من احلامك.

أن تحلم هو ان تعيش لحظات حلوة مفعمة بالامل. فكيف ولماذا يحذروننا منها؟

فكرت ولم يهدني تفكيري الا الى مزحة اطلقها احد الظرفاء عن عجوز جلس مع زوجته في مطعم فظهر لهما في الخيال كائن يحقق الاحلام. قال اطلبا امنية احققها لكما. فقالت الزوجة اتمنى ان اقوم مع زوجي برحلة حول العالم. فأوقفها الزوج قائلا: ليست هذه امنيتي. اتمنى ان اتزوج امرأة تصغرني بثلاثين عاما. وفي التو واللحظة تحققت الامنية. شاخ الزوج ثلاثين عاما فأصبح في التسعين بينما ظلت زوجته على حالها اي في الستين.

حين انتشر الجزع حول العالم عن انفلونزا الطيور وتبين ان المرض يصيب الريفيين الذين يشاركون دواجنهم المسكن تذكرت واحدا من احلامي غير الممكنة. فانا اسكن ضاحية هادئة من ضواحي العاصمة البريطانية حيث يهتم الناس بالحدائق وبتجميل واجهات البيوت وحيث الهدوء لا يشقه سوى همس النسيم وشقشقة طيور الصباح. ذات يوم فاجأت زوجي وابنتي بأنني انوي شراء دستة من الكتاكيت اطعمها واسقيها واطلقها في حديقة المنزل نهارا لتلهو وتلعب قبل المغرب. اما ابنتي فأطلقت صيحات استنكار حادة خوفا على مشاعر الجيران. واما زوجي فقال انني احلم حلم التقاعد ووعد بأن ينظر في امر الحصول على مسكن ريفي يمكنني من تحقيق احلامي. ثم جاءت انفلونزا الطيور فضربت الحلم في مقتل. وحمدت ربي ان الحلم لم يتحقق والا لكنت في عداد ضحايا الانفلونزا.

والحق اقول ان انفلونزا الطيور بدلت عاداتي في اعداد الطعام وفي شرائه ايضا. لم اعد اقبل على شراء الدجاج واعداده كما كنت في السابق رغم علمي المؤكد ان لحم الدجاج يحتوي على بروتين سهل الهضم ومفيد للصحة. ولم انس ان حساء الدجاج هو الطعام الامثل للمريض او لمن يتماثل للشفاء كما هو مفيد للنساء بعد الولادة. واعترف انني كنت اعددت دجاجا لاسرتي احتفظ بالجناحين لنفسي حيث ان لحم الجناح هو الاطيب. ثم وصلتني رسالة تحذير اخرى طالعتني بعنوان: اجنحة الدجاج. تقول ان الاسراف في تناول اجنحة الدجاج قد يصيب المرأة بأمراض في الرحم ومنها التكيسات السامة التي تستوجب الاستئصال الجراحي. والسبب هو ان مزارع الدواجن تحقن الكتاكيت بهورمون الايستروجين اما في الرقبة واما في الجناح لكي تكبر الدجاجات وتسمن بسرعة تؤمن لاصحابها ربحا سريعا. ومن ثم يبقى في جناح الدجاجة مخزون من الايستروجين يؤدي الى مضاعفات ضارة عند النساء. وهنا سقط ايضا واحد من احلامي المتاحة والممكنة وهو حلم التمتع باجنحة الدجاج كطعام مفضل.

رسالة اخرى من عدة صفحات تقول بأن مجلة كندية اسبوعية نشرت بحثا يؤكد أن العسل مخلوطا بمسحوق القرفة له خواص شفائية مذهلة ومنها انه يشفي امراض الروماتيزم والصلع والتهابات المثانة ويداوي الجروح والمغص وخلافه. اعجبني الكلام ولكني لم اصدقه بحذافيره لأني بت اخشى من احلامي. تصورت انني لو صدقت كل ما جاء في الرسالة ذهبت فورا الى خزانة الطعام واتيت على برطمان العسل وابتلعت عدة ملاعق من القرفة المطحونة وبدلا من ان يتحسن اداء مفاصل الركبتين يتضاعف منسوب السكر في دمي فأحتاج الى علاج فوري وتوبيخ من الطبيب.

كل الامور تستوجب تفكيرا متأنيا. ففي سورة النحل الآية 68 يقول الله سبحانه للنحلة «ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه فيه شفاء للناس ان في ذلك لاية لقوم يتفكرون».

يقول الله سبحانه ان في العسل شفاء للناس أي بعض الشفاء ولم يقل فيه الشفاء. اي ان العسل هو عنصر واحد من عناصر كثيرة وتلك هي الاية لمن يتفكرون. ولو فكر كل زوج ان زوجته خير من الف زوجة في العشرين او في الثلاثين، ولو فكر اصحاب مزارع الدجاج ان حقن الدجاج بالهورمون يحقق مكسبا قريبا وخسارة بعيدة طويلة الامد لاصبحوا من المتفكرين العاقلين ولعادت احلامنا كما كانت بسيطة وممكنة.

صقر الجنوب
27/02/2007, 03:32 PM
اعجبتني كتابة مشعل السديري ونقول له حمد الله على السلامة وكل ضيافة وهو بخير