تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التزحلق على (الدرابزين) **مشعل السديري الشرق الاوسط


مشهور
09/03/2007, 01:24 PM
التزحلق على (الدرابزين)

اتصل أحدهم تلفونياً برئيس محكمة وأيقظه من نومه بعد منتصف الليل، ليخبره أنه قد تقرر إعفاؤه من منصبه.

فسأله القاضي بارتباك وانزعاج: ومن الذي أعفاني من منصبي؟!فقال: إنها لجنة مستعجلة كونت من ثلاثة أشخاص هم: فلان وفلان وفلان.

فصمت القاضي قليلاً من هول الصدمة، ثم انفجر قائلاً: إن فلانا أكبر مرابٍ فهو يضع أمواله سراً في البنوك الربوية الخارجية، وفلانا الثاني معروف عنه انه متهتك وزير نساء رغم انه يتظاهر بالتقى والصلاح، أما فلان الأخير، فأمواله كلها حرام في حرام، لم يأت بها إلا من الرشاوى و(شدّلي واقطع لك).. لن استسلم، وسوف أفضحهم، و(أخلي اللي ما شاف يتفرج).

فضحك المتصل قائلاً له: هدئ من روعك، فقد كنت أمزح معك، فما زلت ولله الحمد على رأس عملك معززاً مكرماً.

فهدأت أنفاس القاضي، وقال له: قاتلك الله، لقد جعلتني أتسرع وأقول هذا الكلام عن أعز أصدقائي.

فرد عليه المتصل قائلاً: (ازيدك من الشعر بيتا)، إنني قد سجلت هذه المكالمة التي دارت بيني وبينك، أما (بيت القصيد)، فهو أن لدي قضية عادلة مضى عليها عدّة سنوات وهي (تراوح مكانها) في محكمتكم الموقرة، أتمنى لها الحل، وأنت يا فضيلة القاضي، (كلك نظر ومفهومية).

وفعلاً، ما هي إلاّ عدّة أيام وانتهت القضية (على خير وسلام).

* * *

أحرص على ملازمة أحد الأصدقاء كلما تسنى لي ذلك، وأشعر بشيء من الحرمان كلما باعدت بيننا مسافات الزمان والمكان، والسبب انه كان يزيل همي وغمي بضحكة واحدة من فمه الواسع أكثر من اللازم، كان ضحوكاً بمناسبة أو بدون مناسبة، كانت (فشته عايمة) مثلما يقول إخواننا أهل مصر، وقد سألته يوماً عن سبب فرفشته وزغزغته هذه، فقال لي: أذكر عندما كنت صغيراً، وعندما كانت تنشب بيني وبين أخي خناقة، كان والدي رحمه الله يأتي بنا أمام لوح زجاج شفاف في أحد الأبواب في منزلنا، ويعطي كلاً منا خرقة، ويأمرنا أن نصقل الزجاج، فلا تمضي أقل من دقيقتين إلاّ ويغلب الضحك على كلينا وننسى خصامنا، ولا يمكن لي أن أنسى نصيحة والدي لي عندما قال: الضحك يا بني هو خير علاج للغضب، ومن يومها أصبح هذا هو مبدئي، فكلما غضبت من أحد، تخيلت وجهه كما لو أنه أمامي يصقل الزجاج، فيزول غضبي بسرعة، فقلت له: إنني أحسدك والله على ما أنت عليه من (طناش)، لأنني لو كنت مكانك لحطمت لوح الزجاج قبل أن أحطم وجه من كان يصقله أمامي.

* * *

«إن أجمل لحظات الحب، هي عندما نصعد على السلم»

ـ وأجمل منها عندما نتزحلق على (الدرابزين).