مشهور
09/03/2007, 01:40 PM
هانت عليهم مصائبهم!
كنا نجلس في فندق «والدورف استوريا» الضخم الفخم بمدينة نيويورك، وكأننا لم نعبر البحر أو المحيط إلى العالم الجديد.. وإنما نحن في القاهرة، فقد كان بعض الآباء يتناقشون في مشاكلهم الخاصة، وأهم مشاكلهم أنهم لم يعودوا قادرين على فهم أبنائهم.. وأن المسافة بين الأب والابن أصبحت طويلة عريضة، لدرجة أن الابن يعتبر والده من سكان الغابات.. أو يراه هو وأمه من أهل الكهف الذين ناموا في كهفهم 309 سنوات، كما يقول القرآن الكريم.. وعلى ذلك فالأب لا يستطيع أن يفهم ابنه.. وليس بينهم لغة واحدة..
أما الخلاف بين الأب والابن فهو شيء ممكن ومعقول، ولكن الذي يضايق الآباء أن الخلاف كبير جدا.. بحيث لا يمكن بناء جسور أو لا يمكن أن يكون هناك عبور.. فالمسافة واسعة.. وعلى الآباء إما أن يستسلموا أو يقاوموا الأبناء.. وفي هذه المقاومة تعاسة للجميع.
ولكن الذي يوجع قلب الآباء والأمهات، هو أن الأبناء لا يرون أن أحدا قد قدم لهم شيئا يستحق عليه الشكر، فالأبناء يرون أن وجودهم لا دخل لهم فيه.. فهم لم يطلبوا من أحد أن يأتي بهم وما دام الأبوان قد أتيا بالأولاد، فهذه مسؤولية الوالدين.. وما دام الأبناء قد جاءوا فلهم حقوق كل المواطنين: أن يأكلوا ويشربوا ويتعلموا وينفقوا ويحبوا ويتزوجوا وعلى الأب أن يقبل هذا الوضع أو لا يقبله.. وغالبا يقبله ويباركه.. فالأبناء لا يشعرون بالامتنان لما فعله الأب أو الأم.. لأن هذا واجبهم، وان أحدا لم يرغمهم على ذلك..
وتحسر الآباء على الذي أصابهم وظنوا أن هذا العقوق خاص بالأبناء في الشرق.. ولا بد أن الغرب قد اهتدى ابناؤه الى شيء أفضل.. وان الآباء في أوروبا وأمريكا أحسن حالا من الآباء في البلاد التي نزلت فيها الكتب السماوية التي تقول: «وبالوالدين إحسانا».. «فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما».. صدق الله العظيم.
وظهر رجل أمريكي يضرب كفا بكف ويقول: أنا احترت في هذا الولد.. واتجهنا إليه نسمع القصة، لقد طلب الى ابنه ألا يذهب الى ملعب الكرة. وأن يذاكر. واذا بالولد يركب سيارة والده من دون اذن وليست معه رخصة.. ولما ناقشه الأب كان رد الابن: كيف لا يذهب وفريق الجامعة هو الذي يلعب. وكيف يذهب على قدميه.. ثم انه لم يجد أباه حتى يستأذن منه..
ولما لم يقتنع الأب بوجهة نظر الابن.. نهض الولد واقفا وهو يقول: اسمع يا أبي لا تنس ان هذه بلاد حرة.. ونحن على قدم المساواة في تصرفاتنا. وليس من الضروري أن أقنعك!
وسأله الآباء المصريون: هه.. وماذا فعلت مع هذا الولد العاق؟
فقال الرجل: اشتريت له سيارة جديدة.
وسكت الآباء المصريون، فقد هانت عليهم بلوتهم!
التعليــقــــات
زكريا حامد محمد، «مصر»، 09/03/2007
ان الاباء حقيقة يعانون الامرين في التفاهم مع ابنائهم ولكن القدوة الحسنة العملية خير طريق للتفاهم مع الابناء والصبر كذلك مطلوب ولن نجد هذه الطريقة الا في القدوة بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته واله الكرام الابرار ولاحول ولا قوة الا بالله العظيم.
جيولوجي/محمد شاكر محمد صالح، «المملكة العربية السعودية»، 09/03/2007
استاذ أنيس هذا العقوق للوالدين الذي نراه الآن لم نسمع به من قبل خمسون عاما تقريبا وهو للأسف مرتبط بعوامل كثيرة جدا اذكر منها على سبيل الذكر وليس الحصر :
1-عدم تربية الأولاد التربية الدينية الصحيحة .
2-عدم قدرة الأباء على الجلوس فترات طويلة مع الأبناء بسبب صعوبة ايجاد لقمة العيش الحلال والتي احيانا تستلزم سفر الأب الى الخارج .
3-عدم غرس الانتماء في عقول الأولاد في التعليم منذ البداية .
4-عدم الانضباط والالتزام في التعليم الابتدائي والاعدادي .
5-الانحلال الخلقي المتواجد في الفضائيات جعل الشباب يحتار بين مايراه وبين ما يسمعه من فضائل دينية .
6- أكل المال الحرام وتلك اكبر مصيبة نعاني منها الأن في عصرنا الحديث وصدق رسول الله حين قال (كل جسم نبت من حرام فالنار اولى به ) .
وحساب وعقاب عقوق الوالدين يعجله الله دائما في الدنيا فمن عق والديه فلسوف يأتي اليوم الذي يجد فيه ابنه عاقا له هذا بخلاف الأخرة ونتمنى ان تكون تلك قاعدة نرتكز عليها في تحادثنا مع أولادنا.
كنا نجلس في فندق «والدورف استوريا» الضخم الفخم بمدينة نيويورك، وكأننا لم نعبر البحر أو المحيط إلى العالم الجديد.. وإنما نحن في القاهرة، فقد كان بعض الآباء يتناقشون في مشاكلهم الخاصة، وأهم مشاكلهم أنهم لم يعودوا قادرين على فهم أبنائهم.. وأن المسافة بين الأب والابن أصبحت طويلة عريضة، لدرجة أن الابن يعتبر والده من سكان الغابات.. أو يراه هو وأمه من أهل الكهف الذين ناموا في كهفهم 309 سنوات، كما يقول القرآن الكريم.. وعلى ذلك فالأب لا يستطيع أن يفهم ابنه.. وليس بينهم لغة واحدة..
أما الخلاف بين الأب والابن فهو شيء ممكن ومعقول، ولكن الذي يضايق الآباء أن الخلاف كبير جدا.. بحيث لا يمكن بناء جسور أو لا يمكن أن يكون هناك عبور.. فالمسافة واسعة.. وعلى الآباء إما أن يستسلموا أو يقاوموا الأبناء.. وفي هذه المقاومة تعاسة للجميع.
ولكن الذي يوجع قلب الآباء والأمهات، هو أن الأبناء لا يرون أن أحدا قد قدم لهم شيئا يستحق عليه الشكر، فالأبناء يرون أن وجودهم لا دخل لهم فيه.. فهم لم يطلبوا من أحد أن يأتي بهم وما دام الأبوان قد أتيا بالأولاد، فهذه مسؤولية الوالدين.. وما دام الأبناء قد جاءوا فلهم حقوق كل المواطنين: أن يأكلوا ويشربوا ويتعلموا وينفقوا ويحبوا ويتزوجوا وعلى الأب أن يقبل هذا الوضع أو لا يقبله.. وغالبا يقبله ويباركه.. فالأبناء لا يشعرون بالامتنان لما فعله الأب أو الأم.. لأن هذا واجبهم، وان أحدا لم يرغمهم على ذلك..
وتحسر الآباء على الذي أصابهم وظنوا أن هذا العقوق خاص بالأبناء في الشرق.. ولا بد أن الغرب قد اهتدى ابناؤه الى شيء أفضل.. وان الآباء في أوروبا وأمريكا أحسن حالا من الآباء في البلاد التي نزلت فيها الكتب السماوية التي تقول: «وبالوالدين إحسانا».. «فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما».. صدق الله العظيم.
وظهر رجل أمريكي يضرب كفا بكف ويقول: أنا احترت في هذا الولد.. واتجهنا إليه نسمع القصة، لقد طلب الى ابنه ألا يذهب الى ملعب الكرة. وأن يذاكر. واذا بالولد يركب سيارة والده من دون اذن وليست معه رخصة.. ولما ناقشه الأب كان رد الابن: كيف لا يذهب وفريق الجامعة هو الذي يلعب. وكيف يذهب على قدميه.. ثم انه لم يجد أباه حتى يستأذن منه..
ولما لم يقتنع الأب بوجهة نظر الابن.. نهض الولد واقفا وهو يقول: اسمع يا أبي لا تنس ان هذه بلاد حرة.. ونحن على قدم المساواة في تصرفاتنا. وليس من الضروري أن أقنعك!
وسأله الآباء المصريون: هه.. وماذا فعلت مع هذا الولد العاق؟
فقال الرجل: اشتريت له سيارة جديدة.
وسكت الآباء المصريون، فقد هانت عليهم بلوتهم!
التعليــقــــات
زكريا حامد محمد، «مصر»، 09/03/2007
ان الاباء حقيقة يعانون الامرين في التفاهم مع ابنائهم ولكن القدوة الحسنة العملية خير طريق للتفاهم مع الابناء والصبر كذلك مطلوب ولن نجد هذه الطريقة الا في القدوة بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته واله الكرام الابرار ولاحول ولا قوة الا بالله العظيم.
جيولوجي/محمد شاكر محمد صالح، «المملكة العربية السعودية»، 09/03/2007
استاذ أنيس هذا العقوق للوالدين الذي نراه الآن لم نسمع به من قبل خمسون عاما تقريبا وهو للأسف مرتبط بعوامل كثيرة جدا اذكر منها على سبيل الذكر وليس الحصر :
1-عدم تربية الأولاد التربية الدينية الصحيحة .
2-عدم قدرة الأباء على الجلوس فترات طويلة مع الأبناء بسبب صعوبة ايجاد لقمة العيش الحلال والتي احيانا تستلزم سفر الأب الى الخارج .
3-عدم غرس الانتماء في عقول الأولاد في التعليم منذ البداية .
4-عدم الانضباط والالتزام في التعليم الابتدائي والاعدادي .
5-الانحلال الخلقي المتواجد في الفضائيات جعل الشباب يحتار بين مايراه وبين ما يسمعه من فضائل دينية .
6- أكل المال الحرام وتلك اكبر مصيبة نعاني منها الأن في عصرنا الحديث وصدق رسول الله حين قال (كل جسم نبت من حرام فالنار اولى به ) .
وحساب وعقاب عقوق الوالدين يعجله الله دائما في الدنيا فمن عق والديه فلسوف يأتي اليوم الذي يجد فيه ابنه عاقا له هذا بخلاف الأخرة ونتمنى ان تكون تلك قاعدة نرتكز عليها في تحادثنا مع أولادنا.