تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : زنوبيا تغني **سمير عطالله


مشهور
09/03/2007, 01:42 PM
زنوبيا تغني

أعلن منصور الرحباني انه سوف يقدم مسرحية «زنوبيا» الغنائية في دبي اواخر الشهر المقبل. وكان قد اختارها من قبل لتقديم «المتنبي». وقد سحرت زنوبيا ملكة تدمر مخيلات الشعراء والرحالة والمؤرخين. وكانت الليدي هستر ستانهوب اول امرأة غربية تبلغ تدمر في القرن التاسع عشر متقفية آثار المرأة التي كادت تتفوق على الامبراطورية الرومانية وبعدها ذهبت غيرترود بل ثم في حوالي 1853 وصلت إليها سيدة غربية اخرى هي الليدي اللنبورو، التي تزوجت من دليلها الى الصحراء، الشيخ مجول المصري، وامضت حياتها ما بين دمشق والبادية السورية. وعندما وصلت غيرترود بل الى تدمر وصفتها بالقول «مشهد لا مثيل له، غابات من الاعمدة مصفوفة في جادات طويلة، تتجمع على شكل معابد، ملقاة مكسرة على الارض او متجهة نحو السماء، وخلفها معبد بعل الهائل. وقد بنيت المدينة الحالية في داخلها وهي من بيوت ذات سقوف من طين. وخلف ذلك كله الصحراء.

رمل ثم بعض اثلام من الملح ثم رمال تعصف بغبارها الرياح والفرات يبعد من هنا سفر خمسة ايام».

ذهبت الى تدمر قبل سنوات ووقعت ايضا تحت سحرها. وبدت لي اعمدة بعلبك الداكنة لا تقارن بمملكة زنوبيا التي اختارت لنفسها اهم المواقع التجارية في تلك الايام. ولا اعرف لماذا يصر الرحباني على اسم زنوبيا. فهي في التاريخ العربي زينب بنت عمرو بن الظرب بن حسان بن اذينة بن الصميدع، امها اغريقية من سلالة كليوباترة. وقبل سنوات مثلت الفنانة السورية رغدة دور زنوبيا في مسلسل ناجح، واصرت ايضا على الاسم الرومي للملكة، كما هو شائع في سورية ايضا.

كانت حياة زنوبيا وموتها وانتصاراتها وهزيمتها ملحمة من الملاحم التاريخية. فقد امتد حكمها حتى مصر واطراف الجزيرة. وورثت الحكم عن زوجها اذينة الذي مات في ظروف غامضة. وكانت على جمال فائق وذكاء خارق مولعة بالصيد وتقود رجالها في الحروب معتمرة عمامة ومرتدية ثوبا ارجوانيا. وعندما ارادت الاستقلال عن روما شعر اورليانوس امبراطور روما بالخطر، فقاد جيوشه الى تدمر وحاصرها لكن زنوبيا رفضت الاستسلام وهربت بعد احتلال المدينة وقبض عليها قرب الفرات ونقلت الى بلدة في روما حيث امضت بقية حياتها في منزل متواضع حوالي 283 ميلادية، وقيل انها انتحرت بالسم كما فعلت كليوباترة من قبل.

لقبت زنوبيا بـ «سيدة الشرق الروماني» ولها مؤلف في التاريخ وكانت تجيد اللغات. وكانت سمراء ذات شعر اسود. ولذلك ستكون كارول سماحة في مسرحية منصور الرحباني اقرب الى صورتها الحقيقية من رغدة، الشقراء ذات العينين الجذابتين، ولا اذكر ماذا كان لونهما.