مشهور
13/03/2007, 11:35 PM
قبليون
يبدو أن العقيد معمر القذافي غاضب من موريتانيا. فهي تجري انتخابات مضحكة في ديمقراطية مضحكة قائمة على الاقتراع المباشر بدل «سلطة الشعب» و«اللجان»، حيث الحكم للشعب وحده ولا أحد سواه. في حين أن «مجموعة القبائل» التي تتكون منها موريتانيا، قررت أن تنتخب رئيسا جديدا وفقا لنظام ديكتاتوري يسمى أكثرية الـ 51% كما وصفه الرئيس الليبي لضيوفه الغربيين منذ أسبوعين. وعلة مثل هذا النظام أن فيه تداولا للسلطة، فمرة الأكثرية هنا ومرة هناك. وفي حال فشل أي فريق في الحصول على أكثرية واضحة يتم اللجوء إلى ائتلاف حكومي من الأحزاب التقليدية. وهذه فظاعة أخرى، «لأن مَن تحزّب خان»، فالسلطة يجب أن تبقى للشعب، والشعب لا يتغير ولا يتبدل ولا يتداول، كما في الأنظمة الديمقراطية البالية مثل بريطانيا وفرنسا والسويد. والأنكى هي الديمقراطية في سويسرا، حيث ينتخب رئيس الدولة كل عام، بحيث تتمثل المقاطعات الاتحادية السبع التي تتألف منها هذه الدولة البائسة.
لماذا؟ لأن سويسرا، في نهاية المطاف، مجتمع قبلي ـ تقريباً مثل موريتانيا ـ ألمان وإيطاليون وفرنسيون وسواهم. ولا سلطة فيها للشعب. ويبلغ من سخف الدولة وإضاعتها للوقت أحياناً، أنها تدعو الناس إلى استفتاء عام حول قطع شجرة عتيقة، أو خط القوارب في البحيرة، بدل أن تترك للشعب المهام الكبرى، كالاعتصام في وسط بيروت طوال مائة يوم، أو تفجير جامعات بغداد وإحراق مكتباتها.
واضح أن أكثر ما أثار الغضب في الانتخابات الموريتانية، أمران: الأول أن العقيد ولد فال، أعلن موعداً لتسليم السلطة إلى المدنيين فسلمها بدل تسليمها إلى الشعب. والثاني أن موريتانيا «بلد قبلي»، بعكس جميع الدول العربية التي تجاوزت المجتمع القبلي منذ عصور. وما نسمعه عن «عشائر العراق» في الدنمارك، أو في الأنبار و«عرب وادي خالد» في لبنان، و«البدون» في الكويت، مجرد دعاية استعمارية، يروجها بنو تميم وبقايا تغلب.
علق الرئيس الموريتاني المستقيل في يوم انتهاء الولاية العسكرية الانقلابية على كلام العقيد القذافي بالقول «هكذا نحن وإننا نحب ما نحن عليه». وسوف يدخل التاريخ العربي في باب العيب، هو وسوار الذهب. كلاهما تسلم السلطة وحدد موعداً لتسليمها. قبليون!
يبدو أن العقيد معمر القذافي غاضب من موريتانيا. فهي تجري انتخابات مضحكة في ديمقراطية مضحكة قائمة على الاقتراع المباشر بدل «سلطة الشعب» و«اللجان»، حيث الحكم للشعب وحده ولا أحد سواه. في حين أن «مجموعة القبائل» التي تتكون منها موريتانيا، قررت أن تنتخب رئيسا جديدا وفقا لنظام ديكتاتوري يسمى أكثرية الـ 51% كما وصفه الرئيس الليبي لضيوفه الغربيين منذ أسبوعين. وعلة مثل هذا النظام أن فيه تداولا للسلطة، فمرة الأكثرية هنا ومرة هناك. وفي حال فشل أي فريق في الحصول على أكثرية واضحة يتم اللجوء إلى ائتلاف حكومي من الأحزاب التقليدية. وهذه فظاعة أخرى، «لأن مَن تحزّب خان»، فالسلطة يجب أن تبقى للشعب، والشعب لا يتغير ولا يتبدل ولا يتداول، كما في الأنظمة الديمقراطية البالية مثل بريطانيا وفرنسا والسويد. والأنكى هي الديمقراطية في سويسرا، حيث ينتخب رئيس الدولة كل عام، بحيث تتمثل المقاطعات الاتحادية السبع التي تتألف منها هذه الدولة البائسة.
لماذا؟ لأن سويسرا، في نهاية المطاف، مجتمع قبلي ـ تقريباً مثل موريتانيا ـ ألمان وإيطاليون وفرنسيون وسواهم. ولا سلطة فيها للشعب. ويبلغ من سخف الدولة وإضاعتها للوقت أحياناً، أنها تدعو الناس إلى استفتاء عام حول قطع شجرة عتيقة، أو خط القوارب في البحيرة، بدل أن تترك للشعب المهام الكبرى، كالاعتصام في وسط بيروت طوال مائة يوم، أو تفجير جامعات بغداد وإحراق مكتباتها.
واضح أن أكثر ما أثار الغضب في الانتخابات الموريتانية، أمران: الأول أن العقيد ولد فال، أعلن موعداً لتسليم السلطة إلى المدنيين فسلمها بدل تسليمها إلى الشعب. والثاني أن موريتانيا «بلد قبلي»، بعكس جميع الدول العربية التي تجاوزت المجتمع القبلي منذ عصور. وما نسمعه عن «عشائر العراق» في الدنمارك، أو في الأنبار و«عرب وادي خالد» في لبنان، و«البدون» في الكويت، مجرد دعاية استعمارية، يروجها بنو تميم وبقايا تغلب.
علق الرئيس الموريتاني المستقيل في يوم انتهاء الولاية العسكرية الانقلابية على كلام العقيد القذافي بالقول «هكذا نحن وإننا نحب ما نحن عليه». وسوف يدخل التاريخ العربي في باب العيب، هو وسوار الذهب. كلاهما تسلم السلطة وحدد موعداً لتسليمها. قبليون!