المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أشكر حسّادك ..! *د/.عايض القرني


مشهور
17/03/2007, 03:07 AM
أ شكر حسّادك ..!

د. عايض القرني

النقد الموجّه إليك يساوي قيمتك تماماً، وإذا أصبحت لا تُنقد ولا تُحسد فأحسن الله عزاءك في حياتك؛ لأنك متَّ من زمن وأنت لا تدري، وإذا أصبحت يوماً ما ووجدت رسائل شتم وقصائد هجاء وخطابات قدح فاحمد الله فقد أصبحت شيئاً مذكوراً وصرت رقماً مهماً ينبغي التعامل معه. إن أعظم علامات النجاح هو كيل النقد جزافاً لك، فمعناه أنك عملت أعمالاً عظيمة فيها أخطاء، أما إذا لم تُنقد ولم تُحسد فمعناه أنك صفر مكعَّب «حُرِّمت عليكم الميتة» يقول صاحب كتاب (دع القلق): إن الناس لا يرفسون كلباً ميّتاً، ولكن أبا تمام سبق لهذا المعنى فسطَّره وعطَّره وحبَّره فقال:
* وَإِذا أَرادَ اللَهُ نَشرَ فَضيلَةٍ - طُوِيَت أَتاحَ لَها لِسانَ حَسودِ.

يقول أحد الكتّاب: عليك أن تشكر حسّادك؛ لأنهم تبرعوا بدعاية مجانية نيابة عنك، وإذا وجدت هجوماً كاسحاً ضدك من أصدقائك الأعداء أو من أعداءك الأصدقاء فلا ترد عليهم بل سامحهم واستغفر لهم وزد في إنتاجك وتأليفك وبرامجك فإن هذه أعظم عقوبة لهم يقول زميلي أبو الطيب:

* إِنّي وَإِن لُمتُ حاسِدِيَّ فَما - أُنكِرُ أَنّي عُقوبَةٌ لَهُمُ.

إن نقد أعدائنا الأصدقاء يقوِّم اعوجاجنا الذي ربما أعمانا عنه مديح الجماهير وتصفيق المعجبين، يقول غوته: إن الدجاجة حينما تريد أن تبيض وتقول: قيط.. قيط تظن أنها سوف تبيض قمراً سيّاراً، فالعالِم لكثرة ما يمدح يظن أن الله لطف بالخلق لمّا أوجده في هذا الزمن، والمسؤول إذا أُثني عليه بقصائد يحسب أن الملائكة في السماء تصفّق له، إذاً فلابد من وخزات نقدية؛ ليستيقظ العقل المبنَّج بأُبر أهل المدح الزائف الرخيص، يقول أحد الفلاسفة: إذا رُكِلتَ من الخلف فاعلم أنك في المقدمة، إن التافهين ليس لهم نقّاد ولا حسّاد؛ لأنهم كالجماد تماماً، وهل سمعت أحداً يهجو حجراً أو يسب طيناً ؟! وتذكر أن الكسوف والخسوف للشمس والقمر أما سائر النجوم فلم تبلغ هذا الشرف. يقول زهير:

* مُحَسَّدونَ عَلى ما كانَ مِن نِعَمٍ - لا يَنزِعُ اللَهُ مِنهُم ما لَهُ حُسِدوا.

ذكروا عن العقاد أن أحد الكتّاب شكا إليه تهجم الصحافة عليه فقال العقاد: اجمع لي كل المقالات التي هاجمتك، فجمعها، فقال له: رتّبها وضع قدميك عليها، فلما فعل قال له: لقد ارتفعت عن مستوى الأرض بمقدار هذا الهجوم ولو زادوا في نقدهم لزاد ارتفاعك. يقول ابن الوزير:

* وشكوت من ظلم الحسود ولن تجد - ذا سؤدد إلا أصيب بحسّدِ .

إن أصدقاءك الأعداء وإن أعداءك الأصدقاء لم ينقموا عليك لأنك سرقت أموالهم أو اغتصبت دورهم ولكنك فقتهم علماً أو معرفة أو مالاً أو حققت نجاحاً باهراً، فلا بد أن يقتصّوا منك جزاءً وِفاقاً لتصرفك الأرعن لأن الواجب عليك عندهم أن تبقى تحتهم بدرجة، إذاً فلا تنتظر من حسّادك شهادات حسن سيرة وسلوك ودعاء في السحر بل توقَّع قصائد عصماء مقذعة وخطباً نارية بشعة ومقامات أدبية مشوّهه. والمشكلة أن صديقك الحاسد يرفض دستور المودة وأنت تعرضها عليه، ويبحث عن آخرين يصنع معهم الصداقات كما قالت الشاعرة البارعة رضي الله عنها:

* الّلي يبينا عيّتْ النفسْ تبغِيـهْ - واللّي نبي عيّا البَختْ لا يِجيبه.


التعليــقــــات
كريم محمد، «فرنسا ميتروبولتان»، 15/03/2007
جزاك الله الف خير على المقال الرائع.

فايز علي الشهري الخميس، «المملكة العربية السعودية»، 15/03/2007
أشكر حسّادك اولاً ياشيخ عائض فقد سمحوا لنجمك في الظهور،جزاك الله كل خير ونطلب من الله ان يطيل في عمرك لنرتوي من نهر ابداعك وفكرك وانتاجك وعين الله تحميك ولك كل الدعاء الصادق وفقك الله لكل خير ونفع بك.

موسى بن سحاب الرشيدي، «المملكة العربية السعودية»، 15/03/2007
دائماً أنظـر لك نظرة إعجاب ,أصلح الله لك شأنك ونفع بك الأمة ,ماشاء الله تبارك الله . n، «السويد»، 16/03/2007
خير الكلام لتوعية الناس، فتلك فلسفة الأديان للسمو بروح الإنسان، ففي القرآن قال تعالى ـوإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ـ وفي الإنجيل يقول عيسى إبن مريم ـ أحبوا مبغضيكم ـ وفي التوراة يقول داود، طوبى للإنسان الذي تؤدبه وتعلمه من شري، «الولايات المتحدة الامريكية»، 16/03/2007
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، (ومن شر حاسد اذا حسد)، صدق الله العظيم.
شكرا للشيخ الجليل وأوافق على ما قال فالخير قد يأتي من الحسد.

محمد بن سلامة، «المملكة العربية السعودية»، 16/03/2007
شكرا لقلمك الذي يسطر لنا بين الحين والآخر شمس الحقيقة, ونور المعرفة ,وأهمية الكلمة, وهيبة المعنى, وأمانة الحرف, ومحاسبة الذات وتبني الإبداع. شكرا لك لتشجيعك للأوفياء الشرفاء أصحاب القيم والذمم والمبادئ السامية والأهداف النبيلة في أروقة الحياة العصرية المادية, التي قلبت الكثير من الحقائق والمعاني عن مقاصدها وشموليتها واستبدلت بالفلسفة المادية التي تقوم على مصلحة الفرد على حساب المجتمع. فاستبدلت ((( الكذب بالمناورة, والسرقة بالاحتراف, والحسد بإثبات الذات, والوفاء بالسذاجة, والصدق بالسطحية))).


محمد البراهيم، «المملكة العربية السعودية»، 16/03/2007
لله درك ونفع بك الأمة. قلم مبدع ووضوح في التفكير.

سيف ذو الفقار، «كندا»، 16/03/2007
أكثر الذين حسدوا ونقدوا من قبلكم وأمثالكم هم الشيعة. شكرا لأنك أنصفتهم في مقالتك هذه.

بشرى العلمي، «المملكة المغربية»، 16/03/2007
وقد أبدع من قال: رحم الله امرءا أهدى إلي عيوبي...دام لنا قلمك شيخنا.

عزام بونجوع، «المملكة المغربية»، 16/03/2007
لكن وجب التصحيح ليس العقاد الدي نصح وانما احمد شوقي الدي نصح محمد عبد الوهاب.

عمر محمد مدخلي، «المملكة العربية السعودية»، 16/03/2007
مقال رائع بروعة كاتبه، ولكن هل كل محسود متميز، وهل من شروط التميز ان تكون محسودا.

محمود عبد الحافظ محمد، «المملكة العربية السعودية»، 16/03/2007
ندعوا الجميع أن يتعلموا كيف تكون خلافاتهم بعيدة عن الحقد والحسد والعصبية، فمن علامات تحضر الأمم احترام بعضهم البعض مع اختلاف وجهات نظرهم. هذا وقد اختلف السادة العلماء الأوائل بل والسادة الصحابة مع بقاء حبهم واحترامهم لبعضهم البعض. فهل نحن أصبحنا نعيش في مدنية حديثة بلا حضارة ؟ وعاش هؤلاء السادة في حضارة قبل ادراكهم لهذه المدنية الحديثة والتي تبدو أنها زائفة!

ال_ صويدري، «المملكة العربية السعودية»، 16/03/2007
الله اكبر الله اكبر الله اكبر. هل أعمتهم بصائرهم عن أعداء الأمة والمغرضين والنصارى واليهود. فسخروا اقلامهم عليهم وفضحوهم وبينوا مكرهم ونفعوا الامة بذلك. هل اشتغلوا بالدعوة وفيما ينفع المسلمين. هل اسلم على يدهم احد او اهتدى ضال. انما هو الضلال المبين الحسد اعمى ابصارهم وصدق الله ام يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله. حسبي الله ونعم الوكيل.

محمد الخرعان، «المملكة العربية السعودية»، 16/03/2007
بارك الله فيك شيخنا وأخانا الفاضل، هناك فئة من الناس يريدون منك أن تستأذنهم حتى في أن تذكر الله، لكن المهم أن نحول ذلك إلى نوع تحد يقود للتفوق لا الإخفاق.

بهجت الرشيد، «فرنسا ميتروبولتان»، 16/03/2007
لا املك لعبقري الادب الشيخ عائض القرني الا كلمة شكر وتقدير والا ففي نفوسنا له كامل التقدير والاحترام

ماجد المولد، «المملكة العربية السعودية»، 16/03/2007
مقال رائع وأوافق الكاتب شيخنا الجليل على ان الذي لا قيمة له هو الحجر والطين فليس له حاسدون ولا شعراء يهجونه فلا نكن مثل الحجر او الطين ويجب ان يعرف كل مخلوق ما هي الرسالة التي يحملها في هذه الدنيا الفانية.


طاهر شابامن ألبانيا...، «تركيا»، 16/03/2007
السلام عليكم ورحمة الله! جزاك الله كل خير يا شيخ الكريم.

أحمد جوكر، «المملكة العربية السعودية»، 16/03/2007
لله درك يا شيخنا واذكر ان البحر دائما يعطي والجميع منتفعين بخيراته وذلك لا ينقصة او يغيره بل يزيده عطاً وانت البحر عندنا.«المملكة العربية السعودية»،iعدنان الهاشمي_مكه المكرمه، «المملكة العربية السعودية»، 16/03/2007
جزاك الله خير ياشيخنا الفاضل ونشكرالله انه قد اظهر نجمك الذي يضيئ لنا افكارنا بكلامك ومواعظك وانتاجك اكثر الله من امثالك وامد الله في عمرك

طارق الراجحي، «المملكة العربية السعودية»، 16/03/2007
عداي لهم فضل عليّ ومنّة
لا أذهب الرحمن عنّي الأعاديا
هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها
وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا
... صدقت ياشيخ الشيوخ

عبدالله الشهري، «المملكة العربية السعودية»، 16/03/2007
وفقك الله ونفع بعلمك، ما أروع كلماتك واجمل عباراتك، ونحن دائما بانتظار ابداعاتك.

محمد بن عبدالله الزهراني، «المملكة العربية السعودية»، 16/03/2007
لله درك كم من درر تبعث بها!!!

جابر الحمد، «الولايات المتحدة الامريكية»، 16/03/2007
اشكرك يا استاذي لقد تعلمت منك الكثير وجزاك الله خيرا . والرجاء عدم التوقف عن الكتابة.

محمد البنا، «مصر»، 16/03/2007
شيخنا الجليل بارك الله فيك وندعو الله لك بالصحة والعافية ويزيدكم من علمه وفضله وان تزيدنا بما فتح الله عليك به. فلك الشكر والعرفان والحمد لله رب العالمين.

عمار الجزائري، «ايطاليا»، 16/03/2007
بارك الله في الشيخ.

العمدة
17/03/2007, 12:02 PM
جزاكٍ الله خير الجــزاء

المحارب 16
18/03/2007, 05:23 PM
مشكور اخي الكريم