مشهور
27/03/2007, 12:03 PM
الملك عبدالله والقمة التاسعة عشرة
صلاح بن سعيد الزهراني/ أمانة منطقة الرياض
لقد خلق الله بلادنا وخصها دون غيرها بالتشريف والتعظيم، وأعدها وأهلها لحمل رسالة خالدة لكل الإنسانية، فهي مهد الديانات السماوية ومهبط الوحي، وعلى أرضنا كان أول بيت وضع للناس، وكان شرفا وتشريفا لنا أن أنزل الله الرسالة الخاتمة بين ظهرانينا، نورا أراد له أن ينتشر في ربوع الأرض، فبلادنا بلاد الحرمين الشريفين، قبلة المسلمين وأمل المحبين في الله وبالله، يحج إليها المسلمون ويعتمرون للتزود من فضل الله ورحمته.
وفوق ترابها نشأت أول دولة إسلامية على وجه الأرض لتقول للناس إن الإسلام دين ودولة، قامت بنشر الدعوة إلى حيث امتدت يدها، إلا أن الضعف والتشرذم قد تحالفا مع عدو هذه الأمة وأبوا إلا أن يسقطوا فرسانها من فوق صهوات الجهاد إلى مستنقع الفرقة والخلاف والتشتت، فأنشبوا في جسدها مخالب الفتن وطعنوها برماح الدسائس ورموها بسهام الحقد والأنانية، يتمنون ألا تقوم لنا قائمة، والله من ورائهم محيط.
وتدور الأرض وتمر السنون ويبقى كتاب الله نورا ودستورا لهذه الأمة، شريعة ومنهاجا لتظل راية التوحيد مرفوعة وخفاقة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
قال تعالى:{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}، وقد أدرك حكام هذه البلاد الدور القيادي الذي ينتظر هذه الأمة منذ نشأتها، وكما بزغ نور الدعوة من هذه الأرض وانتشر ليضيء جوانح من أراد الله به خيرا من العالمين، كان لزاما عليهم أن ينتهجوا نهجا يجمع الأمة العربية والإسلامية على كلمة سواء ويوحد صفوفها خاصة في هذه الأوقات العصيبة التي تكأكأت (تجمعت) عليها الأمم كما تتكأكأ الأكلة إلى قصعتهم، فحكموا العقل والمنطق وبقوا على حيادهم يرقبون وينصحون، فإذا وقعت الواقعة بين طائفتين أصلحوا بينهما، فإن بغت إحداهما على الأخرى قاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى رشدها.
ومن الأحداث التي سجلها التاريخ للمملكة وحكامها العقلاء في هذا الصدد فتنة لبنان الكبرى والحرب الأهلية التي دامت سنين وسنين حتى أتت على الأخضر واليابس، وعندما أدرك المتقاتلون أنه لا كاسب ولا خاسر لهذه الحرب استمعوا لصوت العقل الذي جاءهم من بلاد الحرمين الشريفين، وأجابوا دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -يرحمه الله- الذي جمعهم على مائدة الحوار الهادئ العاقل بالطائف، وبالحكمة والموعظة الحسنة استجاب الرفاق لصوت العقل، وفاءوا إلى رشدهم الذي غيبته حمية الجاهلية.
وعاد الإخوة الأشقاء بعد أن كانوا أعداء، ليتفرغوا لإعادة بناء لبنان، وما كادوا يفرغون من مراحله الأولى حتى جاء إبليس الأبالسة ليلبس على الناس أمور حياتهم وتسلل لهم هذه المرة من نافذة الجهاد، وما أشبه اليوم بالبارحة، وكأن التاريخ يعيد نفسه.
وتدخل أصحاب المصالح والنوايا غير الطيبة من جديد بينهم ليعينوا الإخوة على تدمير بعضهم البعض، ومن المستفيد غير أعداء البشر والمتشدقين بالمواعظ الذي يتاجرون بالسلاح، فهم يقدمون اليوم السلاح مجانا لكي تشتري منهم غدا الذخائر، وما أبعدهم كل البعد عن أن يفعلوا شيئا لله وللإنسانية.وكأن الإخوة اللبنانيين لم يستوعبوا الدرس، إذ كانت لبنان مسرحا لقتال يتقاتل فيه الإخوة اللبنانيون لمصلحة غير اللبنانيين في حربهم الأهلية التي انتهت باتفاقية الطائف، فبعد أن كاد لبنان ينطلق اقتصاديا من جديد عزّ على أصحاب المصلحة في خراب لبنان أن يحدث ذلك، وسرعان ما أعدت إسرائيل عدتها واستعدت لحرب خاطفة تحطم فيها ما أعاد اللبنانيون بناءه وتهدم عليهم المعبد من جديد، ويمكننا القول إنها استطاعت أن تقدم الطُعم لحزب الله وأبطال المقاومة اللبنانية، وبلع المجاهدون الطعم القاتل، وأقلعت قلاع البغي والعدوان لتهدم كل صرح على أرض لبنان الشقيق، وكان واضحا ضلوع القوة العظمى في هذه المؤامرة إذ أيدت استمرار العدوان لعله يحقق ما خطط له في الظلام، لكن الله عز وجل كان بالمؤمنين رؤوفا رحيما، وتوقفت الحرب وكأنها هدنة أخرى على هذا الشريط الحدودي الشمالي، وتفرغت يد الوقيعة لتعمل عملها بين الرفاق لتشق صفوفهم وتفرق جمعهم، فهل يفيق الإخوة قبل فوات الأوان.
وعادت القوى الصهيونية الغاشمة لتتفرغ للفلسطينيين من جديد وتصب عليهم نار الدسائس إلى جانب نار الاجتياح العسكري هنا وهناك، فألّبت الفصائل على بعضها البعض، وأوقدوا بينهم نار الحرب، لكن الله لهم بالمرصاد إذ يقول: {كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ}.
تألم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الملك الذي تدمع عيناه لمرأى ضعيف صاحب حاجة، لما نشب من صراع أو نزاع بين الإخوة الفلسطينيين ودماءهم التي تهدر سدى، فهرع إليهم ليحقنوا دماءهم التي يجب ألا تسيل إلا في ميدان الفداء، فإذا قتل المسلم أخاه المسلم فالقاتل والمقتول في النار، ودعاهم إلى الاجتماع على خير بقعة في الأرض، مكة المكرمة وفي رحاب بيت الله الحرام حيث أصلح الله بينهم وفاءوا إلى رشدهم وغدوا بنعمة من الله إخوانا وتوصلوا لاتفاق بعد افتراق.
لكننا نرى أن البركان ما زال يغلي من الداخل وإن لم تتدخل القوى الكبرى لتخمد نيرانه المستعرة سينفجر مجددا.. والسؤال هنا كيف يمكن إخماده هذا البركان الشرق أوسطي النشط؟
لن يخمد إلا بنزع فتيل الانفجار منه، وإعادة الحقوق لأصحابها، وانسحاب المحتلين من الأراضي التي يحتلونها بالقوة الغاشمة.
لقد مد العرب أيديهم بالسلام وأكدوا ذلك، لكن الغطرسة الإسرائيلية التي تريد كل شيء، تريد الأرض بل وتطمع في حقوق الآخرين، وتستخدم القوة الغاشمة في ذلك دون إنصات لصوت العقل، ويساعدهم على ذلك النظام الدولي الأحادي الجديد، حيث تقوم القوة العظمى الوحيدة في العالم بدعم الغاصب المعتدي في مواجهة صاحب الحق الأعزل إلا من إيمانه بالله وبعدالة قضيته، قوة نصبت من نفسها شرطيا وقاضيا لكنه يكيل بمكيالين، ولا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد الله بهم خيرا، وما الله بغافل عن العالمين.
وهنا نتساءل.. أين دور المنظمة الدولية التي أنشئت لصون السلم العالمي؟ أين صوت العقلاء على مستوى العالم، رغم علمي ويقيني بأن علينا أن نسعى وليس علينا إدراك النجاح.
فإلى قادة ورؤساء الدول العربية في قمتهم العربية التاسعة عشرة أقول وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وهو رب العرش العظيم: لقد أكرمكم الله بأن ولاكم أمور رعاياكم ورفع شأنكم، وهي أمانة سوف تحاسبون عليها أمام الله عز وجل، فأدوا الأمانة تفوزوا برضا الله والناس أجمعين، أسأل الله عزّ وجلّ أن يشرح صدوركم وييسر أموركم وأن يرفع بكم شؤون أمتكم ويحقق أملها فيكم وبكم آمالها، وأن يجمعكم على كلمة سواء برعاية مليكنا المفدى الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- ذخرا لنا وللمسلمين.
وفي انتظار ما سوف تسفر عنه القمة العربية التاسعة عشرة من قرارات نرجو أن تؤدي إلى توحيد الصف العربي وتفعيل وجوده كقوة لها وزنها على الصعيد العالمي، قرارات نابعة من إرادة وتصميم وإيمان بعدالة القضايا المصيرية كي تسهم في جمع الشمل وتحرير الأرض العربية التي ما زالت ترزح تحت الاحتلال ليعم السلام الأرض ومن عليها إن شاء الله. وفقكم الله لما فيه صلاح أحوال البلاد والعباد، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وأذكر الجميع بقول الشاعر:
ونحن أناس لا توسط بيننا
لنا الصدر دون العالمين أو القبر
تهون علينا في المعالي نفوسنا
ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر
وسيظل عطاء هذه البلاد للإسلام والمسلمين وجمع شملهم على كلمة سواء، الإسلام الذي شرفت به والمسلمون الذي يتشرفون بالانتساب إليه، وكأني ما زلت أسمع دعاء إبراهيم عليه السلام لهذه البلاد وهو يقول:{رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}.
صلاح بن سعيد الزهراني/ أمانة منطقة الرياض
لقد خلق الله بلادنا وخصها دون غيرها بالتشريف والتعظيم، وأعدها وأهلها لحمل رسالة خالدة لكل الإنسانية، فهي مهد الديانات السماوية ومهبط الوحي، وعلى أرضنا كان أول بيت وضع للناس، وكان شرفا وتشريفا لنا أن أنزل الله الرسالة الخاتمة بين ظهرانينا، نورا أراد له أن ينتشر في ربوع الأرض، فبلادنا بلاد الحرمين الشريفين، قبلة المسلمين وأمل المحبين في الله وبالله، يحج إليها المسلمون ويعتمرون للتزود من فضل الله ورحمته.
وفوق ترابها نشأت أول دولة إسلامية على وجه الأرض لتقول للناس إن الإسلام دين ودولة، قامت بنشر الدعوة إلى حيث امتدت يدها، إلا أن الضعف والتشرذم قد تحالفا مع عدو هذه الأمة وأبوا إلا أن يسقطوا فرسانها من فوق صهوات الجهاد إلى مستنقع الفرقة والخلاف والتشتت، فأنشبوا في جسدها مخالب الفتن وطعنوها برماح الدسائس ورموها بسهام الحقد والأنانية، يتمنون ألا تقوم لنا قائمة، والله من ورائهم محيط.
وتدور الأرض وتمر السنون ويبقى كتاب الله نورا ودستورا لهذه الأمة، شريعة ومنهاجا لتظل راية التوحيد مرفوعة وخفاقة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
قال تعالى:{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}، وقد أدرك حكام هذه البلاد الدور القيادي الذي ينتظر هذه الأمة منذ نشأتها، وكما بزغ نور الدعوة من هذه الأرض وانتشر ليضيء جوانح من أراد الله به خيرا من العالمين، كان لزاما عليهم أن ينتهجوا نهجا يجمع الأمة العربية والإسلامية على كلمة سواء ويوحد صفوفها خاصة في هذه الأوقات العصيبة التي تكأكأت (تجمعت) عليها الأمم كما تتكأكأ الأكلة إلى قصعتهم، فحكموا العقل والمنطق وبقوا على حيادهم يرقبون وينصحون، فإذا وقعت الواقعة بين طائفتين أصلحوا بينهما، فإن بغت إحداهما على الأخرى قاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى رشدها.
ومن الأحداث التي سجلها التاريخ للمملكة وحكامها العقلاء في هذا الصدد فتنة لبنان الكبرى والحرب الأهلية التي دامت سنين وسنين حتى أتت على الأخضر واليابس، وعندما أدرك المتقاتلون أنه لا كاسب ولا خاسر لهذه الحرب استمعوا لصوت العقل الذي جاءهم من بلاد الحرمين الشريفين، وأجابوا دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -يرحمه الله- الذي جمعهم على مائدة الحوار الهادئ العاقل بالطائف، وبالحكمة والموعظة الحسنة استجاب الرفاق لصوت العقل، وفاءوا إلى رشدهم الذي غيبته حمية الجاهلية.
وعاد الإخوة الأشقاء بعد أن كانوا أعداء، ليتفرغوا لإعادة بناء لبنان، وما كادوا يفرغون من مراحله الأولى حتى جاء إبليس الأبالسة ليلبس على الناس أمور حياتهم وتسلل لهم هذه المرة من نافذة الجهاد، وما أشبه اليوم بالبارحة، وكأن التاريخ يعيد نفسه.
وتدخل أصحاب المصالح والنوايا غير الطيبة من جديد بينهم ليعينوا الإخوة على تدمير بعضهم البعض، ومن المستفيد غير أعداء البشر والمتشدقين بالمواعظ الذي يتاجرون بالسلاح، فهم يقدمون اليوم السلاح مجانا لكي تشتري منهم غدا الذخائر، وما أبعدهم كل البعد عن أن يفعلوا شيئا لله وللإنسانية.وكأن الإخوة اللبنانيين لم يستوعبوا الدرس، إذ كانت لبنان مسرحا لقتال يتقاتل فيه الإخوة اللبنانيون لمصلحة غير اللبنانيين في حربهم الأهلية التي انتهت باتفاقية الطائف، فبعد أن كاد لبنان ينطلق اقتصاديا من جديد عزّ على أصحاب المصلحة في خراب لبنان أن يحدث ذلك، وسرعان ما أعدت إسرائيل عدتها واستعدت لحرب خاطفة تحطم فيها ما أعاد اللبنانيون بناءه وتهدم عليهم المعبد من جديد، ويمكننا القول إنها استطاعت أن تقدم الطُعم لحزب الله وأبطال المقاومة اللبنانية، وبلع المجاهدون الطعم القاتل، وأقلعت قلاع البغي والعدوان لتهدم كل صرح على أرض لبنان الشقيق، وكان واضحا ضلوع القوة العظمى في هذه المؤامرة إذ أيدت استمرار العدوان لعله يحقق ما خطط له في الظلام، لكن الله عز وجل كان بالمؤمنين رؤوفا رحيما، وتوقفت الحرب وكأنها هدنة أخرى على هذا الشريط الحدودي الشمالي، وتفرغت يد الوقيعة لتعمل عملها بين الرفاق لتشق صفوفهم وتفرق جمعهم، فهل يفيق الإخوة قبل فوات الأوان.
وعادت القوى الصهيونية الغاشمة لتتفرغ للفلسطينيين من جديد وتصب عليهم نار الدسائس إلى جانب نار الاجتياح العسكري هنا وهناك، فألّبت الفصائل على بعضها البعض، وأوقدوا بينهم نار الحرب، لكن الله لهم بالمرصاد إذ يقول: {كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ}.
تألم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الملك الذي تدمع عيناه لمرأى ضعيف صاحب حاجة، لما نشب من صراع أو نزاع بين الإخوة الفلسطينيين ودماءهم التي تهدر سدى، فهرع إليهم ليحقنوا دماءهم التي يجب ألا تسيل إلا في ميدان الفداء، فإذا قتل المسلم أخاه المسلم فالقاتل والمقتول في النار، ودعاهم إلى الاجتماع على خير بقعة في الأرض، مكة المكرمة وفي رحاب بيت الله الحرام حيث أصلح الله بينهم وفاءوا إلى رشدهم وغدوا بنعمة من الله إخوانا وتوصلوا لاتفاق بعد افتراق.
لكننا نرى أن البركان ما زال يغلي من الداخل وإن لم تتدخل القوى الكبرى لتخمد نيرانه المستعرة سينفجر مجددا.. والسؤال هنا كيف يمكن إخماده هذا البركان الشرق أوسطي النشط؟
لن يخمد إلا بنزع فتيل الانفجار منه، وإعادة الحقوق لأصحابها، وانسحاب المحتلين من الأراضي التي يحتلونها بالقوة الغاشمة.
لقد مد العرب أيديهم بالسلام وأكدوا ذلك، لكن الغطرسة الإسرائيلية التي تريد كل شيء، تريد الأرض بل وتطمع في حقوق الآخرين، وتستخدم القوة الغاشمة في ذلك دون إنصات لصوت العقل، ويساعدهم على ذلك النظام الدولي الأحادي الجديد، حيث تقوم القوة العظمى الوحيدة في العالم بدعم الغاصب المعتدي في مواجهة صاحب الحق الأعزل إلا من إيمانه بالله وبعدالة قضيته، قوة نصبت من نفسها شرطيا وقاضيا لكنه يكيل بمكيالين، ولا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد الله بهم خيرا، وما الله بغافل عن العالمين.
وهنا نتساءل.. أين دور المنظمة الدولية التي أنشئت لصون السلم العالمي؟ أين صوت العقلاء على مستوى العالم، رغم علمي ويقيني بأن علينا أن نسعى وليس علينا إدراك النجاح.
فإلى قادة ورؤساء الدول العربية في قمتهم العربية التاسعة عشرة أقول وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وهو رب العرش العظيم: لقد أكرمكم الله بأن ولاكم أمور رعاياكم ورفع شأنكم، وهي أمانة سوف تحاسبون عليها أمام الله عز وجل، فأدوا الأمانة تفوزوا برضا الله والناس أجمعين، أسأل الله عزّ وجلّ أن يشرح صدوركم وييسر أموركم وأن يرفع بكم شؤون أمتكم ويحقق أملها فيكم وبكم آمالها، وأن يجمعكم على كلمة سواء برعاية مليكنا المفدى الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- ذخرا لنا وللمسلمين.
وفي انتظار ما سوف تسفر عنه القمة العربية التاسعة عشرة من قرارات نرجو أن تؤدي إلى توحيد الصف العربي وتفعيل وجوده كقوة لها وزنها على الصعيد العالمي، قرارات نابعة من إرادة وتصميم وإيمان بعدالة القضايا المصيرية كي تسهم في جمع الشمل وتحرير الأرض العربية التي ما زالت ترزح تحت الاحتلال ليعم السلام الأرض ومن عليها إن شاء الله. وفقكم الله لما فيه صلاح أحوال البلاد والعباد، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وأذكر الجميع بقول الشاعر:
ونحن أناس لا توسط بيننا
لنا الصدر دون العالمين أو القبر
تهون علينا في المعالي نفوسنا
ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر
وسيظل عطاء هذه البلاد للإسلام والمسلمين وجمع شملهم على كلمة سواء، الإسلام الذي شرفت به والمسلمون الذي يتشرفون بالانتساب إليه، وكأني ما زلت أسمع دعاء إبراهيم عليه السلام لهذه البلاد وهو يقول:{رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}.