rola
16/04/2007, 07:03 AM
إذا كانت الأمة العربية و الإسلامية تعيش في شهر ربيع الأول من كل عام إشراقات إيمانية وإبتهاجا و إحتفالا بالمولد النبوي الشريف فإن البهجة جاءت هذا العام منقوصة تشوبها المرارة و الألم ؛ لقيام حفنة من متطرفي أوروبا و رموزها الدينية وعلى رأسهم بابا الفاتيكان بالهجوم على رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم ) و إيذائه من باب الحقد الأعمى وبتواطؤ إعلامي غربي منقطع النظير تحت مبررات هشة على شاكلة حرية الإبداع والفكر و إحترام حقوق الإنسان وهلم جرا من تلك الدعاوي الكاذبة التي لم تعد تنطلي حتى على البسطاء والسذج ؛ مما يؤكد أن إحترام المشاعر الدينية لنحو 1300 مليون مسلم بالعالم أصبح أمرا لا يعنيهم ولا يعبأون برد فعلهم الشعبي أو الرسمي . وأغلب الظن أن نمو تلك الظاهرة العالمية الشاذة الا وهي ظاهرة التطرف الديني يرجع بالدرجة الأولى لغياب التواصل بين الحضارة الروحية للإسلام وحضارة الغرب ؛ وذلك لغرور الغرب بتفوق حضارتهم المادية ولتقصير أولي الأمر في وضع خطط إستراتيجية طويلة الأجل لدفع الهيئات و المؤسسات الدينية الكبرى نحو مد جسور التواصل مع الغربيين للعمل على إظهار حقيقة الحضارة الإسلامية وللتدليل على أن رسولنا الكريم بعث ليكون رحمة للعالمين ولم يبعث لسفك الدماء أو غزو الديار الآمنة لإرغام ساكنيها على الدخول عنوة في الإسلام كما يروجون ويدعون . والسؤال الذي يطرح نفسه الآن و بقوة ؛ ما هي الآليات المتطورة الواجب إتباعها لتفعيل التواصل الحضاري مع الغرب ؟ لا شك أن الأساليب التقليديه كالمناظرات و المؤتمرات لم تعد كافية أو مجدية وهذا يستلزم الإسراع بمواكبة عصر الفضائيات وتكنولوجيا المعلومات و العولمه وذلك بإطلاق قمر صناعي إسلامي عملاق يستوعب مئات القنوات الفضائيه المتنوعه لبثها بقارات العالم الست ؛ وبكافة اللغات و اللهجات العالمية لجذب أصحاب العقول الحرة و القلوب الخصبة نحو إقامة حوار مثمر بناء يعود بالخير على البشريه جمعاء و يوقف نزيف الصراع الهدام بين الحضارات . أعلم أن هذا المشروع النهضوي الرائع سيواجه بصعوبات جمة أهمها مشاكل تدبير تمويله و ندرة الموارد البشرية التي تجمع بين إتقان اللغات الأجنبية والفقه الديني ؛ ناهيك عن القرصنة الغربية التي ستفرض على هذا القمر إما بمنع إطلاقه أو بتشفير قنواته ؛ لكننا قادرون بفضل الله و مشيئته على التحدي و مصرون على حماية حضاراتنا الروحية و ثوابتنا الدينية من شبح الإندثار أو التشويه أو التشكيك . لذلك نناشد عبر تلك السطور أولي الأمر و كافة الهيئات و المؤسسات الدينية و في مقدمتها منظمة المؤتمر الإسلامي و الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين و الجاليات الإسلامية بالغرب و الأزهر الشريف للإتفاق على الفكرة من حيث المبدأ و العمل على بلورتها و التخطيط لآليات تنفيذها على أرض الواقع فكافة الأعمال العظيمة ولدت من رحم أفكار عظيمه و لكنها وجدت من يحتضنها و يرعاها .