تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تدرس سحب قواتها من أفغانستانقبل أن تصبح "مقبرة" لهم


عبد المجيد
16/04/2007, 05:06 PM
خسائر جيشهم وصلت الى 260 بين قتيل وجريح
كندا تدرس سحب قواتها من أفغانستانقبل أن تصبح "مقبرة" لهم


تورنتو- جمال عزت

تصاعد الجدل من جديد في كندا حول جدوى ومبررات بقاء الجيش الكندي في افغانستان بعد سقوط ثمانية جنود قتلى خلال ثلاثة ايام. ووسط ذلك دعا وزير الدفاع الكندي غوردون اكونور نظراءه من ست دول يشارك جنودها في قوات التحالف في افغانستان الى اجتماع سيتم عقده في مدينة كيبيك الكندية خلال الاسبوع الحالي " للبحث عن استراتيجية مشتركة للخروج من افغانستان".

وفيما قتل ستة جنود دفعة واحدة عندما انفجرت عبوة ناسفة زرعت الى جانب الطريق بعربتهم يوم الاحد 12 ابريل/نيسان، سقط جنديان اخران في هجوم انتحاري استهدفهما بعد يومين من الحادث الاول. وبذلك ارتفعت خسائر الجيش الكندي في افغانستان منذ بدء مهمته هناك عام 2002 الى 54 قتيلا ونحو 206 جرحى، وهو رقم يعتبر كبيرا بصورة ملفتة مقارنة بعدد الجنود الكنديين في ذلك البلد الذي لا يتعدى 3100 جندي.

ومما زاد في المخاوف تجاه مدى الخطر الذي يواجهه الجنود الكنديون في افغانستان ان هذا التصاعد في العمليات ضدهم وضد جنود قوات حلف الناتو المتواجدين هناك قد سبق حلول فصل الصيف الذي يشهد عادة تكثيفا كبيرا في نشاط قوات حركة طالبان، ما ينذر بان الخطر العسكري الذي تشكله هذه الحركة آخذ بالتزايد بشكل كبير، وان الايام القادمة ستشهد تصعيدا خطيرا في المواجهات تفوق ما كان قادة قوات حلف الناتو يتاهبون له ويستعدون لمواجهته.

هذا الوضع ادى لتزايد القناعة لدى قطاع عريض من المسؤولين الكنديين بان المعركة في افغانستان هي معركة خاسرة، فمقاتلو طالبان يتمتعون بأفضلية انتشارهم في محيط مألوف لهم خبروا تضاريسه ويعرفون كل تفاصيله، فهم يستفيدون من كونهم متواجدون في اراضيهم وقراهم ويحصلون على دعم قطاعات كبيرة من سكان تلك المناطق، والطريقة التي تخوض فيها حركة طالبان المعركة باتباعها اسلوب "حرب العصابات" يجعل عملية استئصالها وتدميرها بشكل مؤثر مهمة عسيرة للغاية.


رصاص عشوائي يحصد مدنيين

ويبدو أن وضع قوات الناتو مختلف، فهم إن أرادو تحقيق النصر في الحرب في افغانستان فانهم مضطرون للبقاء في هذا المحيط المعادي الى اجل غير مسمى، ما يعني سقوط مئات آخرين وربما آلاف من القتلى والجرحى في صفوفهم، وهذا بدوره سيقود لمزيد من التراجع في التاييد الشعبي في بلدانهم لمبدا وجود قواتهم هناك، بصرف النظر عن المبررات والمسوغات التي سيسوقها القادة السياسيون والعسكريون، حيث سيصبح من الصعب تقبل استمرار هذا النزيف البشري بشكل مستمر، خاصة في ظل عدم احراز اي تقدم، وغياب اي دلائل على ان وجود القوات الاجنبية في افغانستان قد ساهم في تحسين الشروط الامنية والمعيشية للسكان هناك.

وكان تقرير صدر السبت 14 ابريل/نيسان عن لجنة حقوق الانسان الافغانية المستقلة واتهم جنود قوات المارينز الامريكية بقتل 12 مدنيا افغانيا دون مبرر في ولاية ننجهار في 4 مارس/آذار الماضي عندما فتح الجنود النار على سيارات وحافلات مدنية في ستة مواقع مختلفة وفي مسافة امتدت 10 اميال اثر استهداف عربة مفخخة رتلا عسكريا لقوات الناتو. وقال التقرير ان من بين القتلى طفلا عمره عام واحد، وطفلة عمرها 4 اعوام وثلاث نساء، واضاف التقرير ان 35 مدنيا اخرين اصيبوا بجراح نتيجة اطلاق الرصاص العشوائي في الحادثة ذاتها.

وكان للجنود الكنديين نصيبهم من المشاركة في قتل مدنيين افغان في حوادث اطلاق نار عن طريق الخطأ، منها مقتل احد الشخصيات السياسية الافغانية البارزة المساندة لحكومة حميد كارازاي في 12 ديسمبر/كانون اول الماضي، عندما اطلق الجنود الكنديون النار عليه اثر اقترابه منهم، وتبين فيما بعد انه "عضو بارز في مجلس استشاري يقدم المشورة للحكومة الافغانية حول كيفية مواجهة العناصر المسلحة"، وفقا للوصف الذي قدم بشانه من قبل متحدث باسم القوات الكندية آنذاك، وفي 19 فبراير/شباط الماضي قتل جنود كنديون شرطيا افغانيا وآخر مدني عندما فتحوا النار بشكل عشوائي اثر تعرض قافلتهم للهجوم في مدينة قندهار.


في قندهار

كما ان من العوامل التي عاظمت الشعور بالغبن والخديعة لدى الكنديين تسلمهم لمهمة الحفاظ على الامن في منطقة جنوب افغانستان وبشكل خاص مدينة قندهار مؤخرا، عوضا عن تواجدهم في مدينة كابل التي بدأت مهمة الجنود الكنديين فيها عام 2002.

وتعد منطقة قندهار نقطة تماس ساخنة مع قوات طالبان وافراد تنظيم القاعدة، وقد رافق هذا التغيير في الموقع الجغرافي تحول في نوعية المهمة الكندية في افغانستان من الاضطلاع بجهود حفظ السلام واعادة الاعمار الى خوض حرب شرسة يجادل الكثير من السياسيين الكنديين لا سيما من احزاب المعارضة بان لا ناقة ولا جمل لبلادهم فيها.


البحث عن مخرج

ولم يخف القادة العسكريون الكنديون ، وفي ظل هذه المعطيات، قلقهم من المنحى الذي يسلكه الوضع في افغانستان، وقد عبر نائب قائد القوة العسكرية الكندية العاملة هناك العقيد مايك سيسفورد عن ذلك بقوله "ان البلاد تتردى في هوة عميقة من الرعب".

ولعل هذا ما حدا بوزير الدفاع الكندي غوردون اكونور الى دعوة نظرائه من سبع دول يشارك جنودها في قوات التحالف في افغانستان الى اجتماع سيتم عقده في مدينة كيبيك الكندية خلال الاسبوع الحالي واتسمت ماهيته بدرجة من الغموض، الا ان ما تسرب حول هذا الاجتماع من معلومات يشير الى ان العنوان الرئيس له سيكون "البدء بالبحث عن استراتيجية مشتركة للخروج من افغانستان"، وفقا لما نشرته صحيفة "تورونتو ستار" الكندية مؤخرا، والتي تساءلت حول "عدد الجنود الكنديين الذين ينتظر ان يلقوا حتفهم قبل ان يتم التوصل لاستراتيجية الخروج هذه".

ومع تتابع وصول جثامين الجنود الكنديين من افغانستان مؤخرا اعادت بعض الصحف الكندية نشر رسم كاريكاتوري يظهر فيه رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر وهو ينظر بحزن الى جثامين جنود كنديين يتم انزالها من طائرة عسكرية، فيما يقف الى جانبه الرئيس الامريكي جورج بوش واضعا يده على كتف هاربر وهو يقول له "لا تقلق يا ستيف، مع الوقت ستتعود على هذا الامر كما تعودت انا عليه في العراق".

أم رتيبة
17/04/2007, 02:02 AM
يارب يخرجوا من كل العالم الاسلامى

يارب