أم رتيبة
25/04/2007, 01:45 AM
السلام عليكم
ان شاء الله تشوفو احلا جولة داخل مدينة بورسعيد الجميلة بامكانها واهلها
طبعا انا مستاذن من صاحب الموضوع ونقولتو هنا عشان كلو يشوف اجمل مدينة مصرية (بورسعيد)
طبعا الشعب البورسعيدى شعب مكافح بداية من العدوان الثلاثي عام 1956 على بورسعيد, وكافحوا كتير لحد
مقدرو يحاربو العدوان ويخرجوة خارج البلاد ...الشعب البورسعيدى مشهور بجنون الكورة ومشهورين بالسمسمية
على كل حال انا زرت بورسعيد 3 او اربع مرات وبجد بجد مدينة روعة بامكانها وناسها وبالجو الجميل اللى فيها
والشاطى والبحر وكل شىء حلو فيها ...
نبدا بتقرير نعرف فية بورسعيد :
مدينة بورسعيد
أنشئت مدينة بورسعيد عام 1860 كميناء يطل على شاطئ البحر المتوسط من المدخل الشمالي لقناة السويس وقد لعب موقعها الجغرافي دورا هاما في هذا الشأن حيث أنها تقع في تقاطع الطرق التاريخية بين الشرق والغرب على قمة قناة السويس .. وبور سعيد من المدن الجميلة وشوارعها نظيفة ويوجد بها مسطحات خضراء كما يتوسط شوارعها النخيل وأشجار الزينة بالإضافة إلى الحدائق العامة ونافورات المياه ، وتتمتع بورسعيد بجو معتدل طوال العام ومناخ مثالي يسمح بالحركة السياحية والتجول فشمسها شتاءا ساطعة وهوائها نقي لطيف .
ومصيف بورسعيد يتميز بالشاطئ الجميل الهادئ والجو الساحر الصافي والموقع الفريد الذي يعتبر من أجمل مصايف مصر .. ويتميز شاطئها الطويل الممتد برماله الناعمة وسهولة الانحدار وانعدام الصخور ويقابلها على نفس الامتداد بحيرة المنزلة حيث المناظر الطبيعية الخلابة وأماكن صيد الطيور والأسماك وحيث تلاقى مياه البحر بمياه البحيرة عند كوبري الجميل حيث تستهوى نوعيات كثيرة من السائحين وهواة الصيد والتصوير .
بورسعيد بين ماضيها ونشأتها الغريبة
الكثير منا ينظر إلي البقعة التي نشأت عليها مدينة بور سعيد وما أصبحت عليه اليوم من تقدم وازدهار بأنها وليدة 25 أبريل 1859 وهو تاريخ دق أول معول في أرض تلك المنطقة إيذانا بشق قناة السويس بعد آن انتهت الدراسات وأجمعت بأن تلك المنطقة هي الموقع المثالي لشق قناة السويس حيث أحضر فريدناند ديليسبس مهندسيه وبعض من العمال المصريين لبدء العمل في شق القناة وكان عدد هذا الفريق لا يتجاوز 150 شخصا.
والقلة هم علماء التاريخ وباحثو الآثار يعلمون أن تلك المنطقة كانت مركز إشعاع لحضارات سادت ثم بادت بسبب عديد من العوامل كالزلزال وطغيان البحر أو بسبب الحروب وأوامر الحكام بتدميرها كاملة لمنع استيلاء الأعداء المغيرين عليها.
فجغرافية هذه المنطقة في الماضي لم تكن على وضعها الحالي المعروف لنا اليوم فلم يكن لبحيرة المنزلة آي وجود بأطرافها المترامية والتي تنتشر فيها كثير من الجزر التي ينمو فوقها نباتات ولم يكن للشريط الرملى الضيق الفاصل بين البحر الأبيض المتوسط وبحيرة المنزلة هذا الوجود.
وقبل القرن السادس الميلادي كانت تلك البقعة زاخرة بحضارات ومدنيات عديدة . فقد كانت أفرع النيل العظيم سبعة وكان يمر بتلك المنطقة أكثر من فرع نشأت على ضفافها ومصابها مدن كثيرة وعريقة فالمعروف علميا أن الحضارات والمدنيات القديمة كانت تنشأ حول الأنهار وعند مصابها .. وكان لكل منها طابعه الخاص المتميز الأمر الذي جعل هذه البقعة نقطة اتصال بالمدنيات الأخرى المحيطة بها ( أشور _ بابل _ فينيقيا _ بلاد الروم _ جزر البحر الأبيض _ بلاد العرب ) .
وقد أضفى هذا الموقع أهمية استراتيجية وأعتبر المفتاح الشرقي لقلب مصر وحاز ذلك اهتمام حكام مصر على مر العصور فعملوا على تحصينها وأحاطتها بالأسوار وأصبحت بواغيزها مليئة بالسفن الحربية فدارت على مسرح تلك المنطقة العديد من المواقع الحربية ومر عليها كثير من الغزوات الوافدة والمتقهقرة.
كما أضفي هذا الموقع أهمية اقتصادية على تلك المنطقة جعلت منها مفتاحا للتبادل التجاري بينها وبين الشعوب القريبة يل كانت نقطة إشعاع ثقافي وفكري وديني لقلب مصر فمنها مر بها إبراهيم الخليل وزوجته سارة ومنها سارت قافلة أخوة يوسف وتوليه خزائن مصر ومنها قدمت العائلة المقدسة إلي مصر وتقدم عمرو بن العاص وفتح مصر ونشر كلمة الإسلام فيها، وكانت من أهم تلك المدنيات المحيطة بتلك المنطقة :
مدينة تنيس
كانت تقع عند مصب فرع النيل التنيسى على البحر مباشرة فأكسبها هذا الموقع الشهرة عن باقي مدن مصر الداخلية ، وقد جعلها هذا الموقع مطمعا للغزاة رغم تحصيناتها القوية ، وكانت نهايتها بأن أمر صلاح الدين الأيوبي بإخلائها سنة 1192م بوصول الغزو الصليبي من الشام ثم جاء بعده الملك الصالح وهدم حصونها وأسوارها سنة 1227 وتركها أطلالا لمنع الصليبيين من احتلالها والتحصن بها ، واختفت تنيس للأبد تاركة ورائها بعض من آثارها التي تدل على عظمتها وسط جزيرة بحيرة المنزلة في الجنوب الغربي لبورسعيد .
مدينة الفرما
كانت تقع عند شرق مدينة بورسعيد عند مصب النيل البيلوزى ، وقد اهتم حكام مصر على مر العصور بها ، فأنشأوا فيها الأسوار العالية والحصون المنيعة لحمايتها من الغزاة ، وقد لأقام بها رمسيس الثاني وبنى جوارها مدينة تحمل أسمه ( برمسيس ) وقد اختفت مدينة الفرما إلي الأبد عند الفوز الصليبي على مصر
مدينة بيلوز أو الطينة
أنشأها اليونانيون في أول الأمر كضاحية لمدينة الفرما ومعناها باليونانية ( الطينة ) وكانت تمثل ثغرا يطل على البحر الأبيض ، وكانت مليئة بالحصون الحربية باعتبارها الحد الشرقي لمصر وكانت سوقا تجاريا للمبادلات مع فينيقيا وكانت نهايتها على يد ( يلدوين الأول ) ملك بيت المقدس الذي أطلق عليه العرب ( بردويل ) ونسيت إليه بحيرة البردويل وتعرف الآن باسم بالوظة .
مدينة تانيس
كانت تقع بالداخل علي فرع النيل التانيسي بالرغم من شهرتها وعراقتها الا أنها لم ترق إلى شهرة ( تنيس) نظرا لبعدها عن البحر الأبيض المتوسط وكانت تقع غرب جنوب بورسعيد .
نشأة بورسعيد
أما مدينة بورسعيد فنشأت نشأة غريبة خلاف تلك الحضارات فعندما وطأت قدما ( فرديناند دي ليسبس ) أرض تلك المنطقة في 25 أبريل 1859 لم يكن فيها أي مقومات للحياة فقد كانت عبارة عن أرض صحراوية جرداء منخفضة عن سطح البحر تغمرها المياه في زمن الفيضان ، وتحدي الإنسان الطبيعة فقام دي ليسبس باستجلاب مياه الشرب من المناطق القريبة سواء من دمياط أو من المطرية ولكنها لم تسد حاجة العمل ، وبتقدم الزمن وصلت المياه لبورسعيد بعد توصيل أنابيب ذات قطر واسع لنقل المياه من ترعة العباسة ، وانتهت مشكلة المياه للأبد بعد حفر قناة المياه العذبة واعتبر شقها حدثا تاريخيا عند أهل بورسعيد لا يقل عن حدث شق قناة السويس .
وكانت بورسعيد في عزلة عن العالم المحيط بها لعدم وجود طرق معبدة ، وخلال حفر قناة السويس تحملت الشركة تكاليف تعبيد الطريق الموازي للقناة ، كما أفتتح الخديوي عباس أول خط حديدي يربط بورسعيد بالإسماعيلية في 3 ديسمبر 1893 .
وبدأ العمران يتغير فبعد أن كانت الخيام هي وسيلة الإعاشة للعمال والمهندسين استبدلها دي ليسبس بأكواخ خشبية ، كما تم الاستفادة من ناتج الحفر فتم ردم أرض المدينة لتغطية المياه الراكدة ، كما أقام حاجز رملي علي هيئة سد عند الحد الشمالي للمدينة المطل علي البحر لصد الأمواج ، وقد أطلق علي الرصيف اسم الإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث .
كما بدأت الخريطة السكانية للمدينة تتغير فبعد أن كانت هناك تجمعات عمالية إحداها للمصريين والأخرى للأجانب تحولت إلى حي الإفرنج يفصله عن قرية العرب في الغرب قطعة أرض فضاء ، وقد تم تقسيم المدينة رسميا إلى قسمين ( الإفرنج والعرب 1867 ) وعرف الفاصل فيما بعد بشارع محمد علي .
وقد ظهر في أقصي الغرب من المدينة حي المناخ ، وترجع تسميته إلى اناخة الإبل حيث كان الحي مكان لوصول قوافل الإبل المحملة بالمواد الغذائية والمياه القادمة من دمياط .
وقد يبدو للكثير أن حي المناخ هو أقدم أحياء بورسعيد بينما الحقيقة أن حي الإفرنج نواة المدينة يليه حي العرب ثم المناخ .
وفي أقصي الجنوب ظهر حي القابوطي وهو تجمع للصيادين وترجع تسميته إلى وجود شيخ يدعي الشيخ الخربوطي وان كانت المراجع الأجنبية تعزي تلك التسمية إلى الكلمة الإنجليزية ( CAP-BOAT )
وكان أول محافظ لبورسعيد هو إسماعيل حمدي حيث أنشأ الخديوي إسماعيل محافظة القنال في مارس 1863 ، كما كانت شركة قناة السويس المسيطرة علي إيجار وتمليك الأراضي في أول عهد المدينة .
وبعد الانتهاء من حفر قناة السويس وافتتاحها في 17 نوفمبر 1869 بدأ وضع الاستقرار السكاني في المدينة ، وبدء العمال سواء مصريين أو أجانب في إحضار أسرهم من أوطانهم الأصلية ، وكان المجتمع البورسعيدي ( السكاني ) مجتمعا غريبا نظرا لتوافد أناس من كل جنس ولون ، وكان لكل منهم طابعه الخاص المتميز ، فقسم الحي الواحد إلى عدة أحياء صغيرة كان يطلق عليها لفظ حارة تقطنها جالية معينة أو أبناء وطن واحد أو حزمة واحدة .
وبالرجوع لتعداد السكان الرسمي لمصر 1882 نجد أن مدينة بورسعيد قد ظهرت لأول مرة مع باقي المدن المصرية بمجموع سكان 17.58 نسمة وكان نصيب الأجانب من هذا المجموع يمثل 2937 نسمة بما يوازي 17% من إجمالي سكان بورسعيد بين يوناني ، إيطالي ، بريطاني ، فرنسي ، تركي ، وكان وكلاء القناصل هم ممثلو الجنسيات الأجنبية .
وكانت الجالية اليونانية هي اكبر الجاليات الأجنبية في بورسعيد حيث بدأ تشغيل عمال أوروبيين في حفر القناة بعد أن ألغي الخديوي إسماعيل السخرة ، وقد وصل إلى مناطق الحفر خمسة آلاف عامل يوناني أغلبهم من جزيرة كاسوس ( أطلق عليهم الكاشوتية ) وبعد افتتاح القناة عاد أغلب هؤلاء لوطنهم الأصلي ، أما من بقي منهم فقد أحضروا عائلاتهم من أوطانهم الأصلية ، وأصبحت جميع تجارة التجزئة في بورسعيد في يد اليونانيين الذين أقاموا أول سوق تجاري بشارع القسطنطينية ( الجيش حاليا) .
أما الجالية الإيطالية فكانت تعتبر الجالية الثانية من حيث كثافة السكان في بورسعيد ، وقد وصل أغلب أفرادها بعد افتتاح القناة وسيطرت علي الحركة الفندقية كما اشتهروا بامتلاك البارات والمطاعم ومحال الحلويات وكانت لهم مؤسساتهم الثقافية ( الكازا دي إيطاليا ) .
أما الجالية البريطانية فقد ظهر تأثيرها جليا بعد شراء بريطانيا نسبة كبيرة من أسهم قناة السويس ، وزاد بعد احتلال إنجلترا لمصر عام 1882 ، وتملكوا الشركات الملاحية وشركات الفحم وتمركزت في أيديهم الأعمال المصرفية .
أما الجالية الفرنسية وصل أفرادها بصحبة دي ليسبس ، وتمركزت التجارة في أيديهم أيام الحفر ، وأثروا ثراء فاحشا ، وبعد افتتاح القناة أنشأوا الشركات الملاحية وأمتد النشاط الفرنسي إلى الأعمال المصرفية ، وكان أفردها يمثلون الطبقة الأرستقراطية بين الجاليات نظرا لنفوذهم في شركة قناة السويس ، وكان عيد قيام الجمهورية الفرنسية من أهم احتفالاتهم ، وكان يفوق الوصف لدرجة أن سكان المناطق المحيطة ببورسعيد كانوا يحضرون لها للاستمتاع بمباهج هذا الاحتفال .
أما قرية العرب أو حي العرب الذي كان يقطنه أبناء مصر فكانت مساكنه في غاية البساطة ، مبنية من الخشب ، وليس به الا شارعين عبارة عن امتداد لشارعي دي ليسبس ( سعد زغلول حاليا ) وأوجيني ( صفية زغلول حاليا ) أما حوانيت هذا الحي فصغيرة تكاد تكون خاوية من البضائع الهامة حيث يعرض فيها البضائع البسيطة كما يكثر في هذا الحي عربات الكارو التي تعرض فوقها المأكولات الشعبية ويكثر صياح الباعة وندائهم علي بضائعهم وكانت قرية العرب خالية من وسائل التسلية إلا من بعض القهاوي الشعبية وكانت التجمعات السكانية في هذا الحي مقسمة حسب مناطق توافد أبناء مصر من أوطانهم الأصلية فنجد تجمع الصعايدة كل حسب محافظته كأبناء قنا وسوهاج وأسوان ، وأشهرهم أبناء النوبة وكانت لهم جمعية الإحسان النوبية ، كذا بالنسبة لأبناء الدلتا كأبناء دمياط والمطرية والدقهلية والغربية وأشهر هؤلاء الشراقوة أبناء الشرقية التي لعبت دورا هاما في الإمداد والتموين في زمن الحفر وتحول هذا التجمع إلى شارع عرف بشارع الشرقية .
وكان لكل حارة شيخ خاص بها مسئول مسئولية كاملة عن جميع من يقطن داخل حارته أمام جهات الإدارة ، ويرأس شيوخ الحاران شيخ واحد يطلق عليه ( شيخ قرية العرب ) وكانت له الكلمة العليا والنفوذ الأكبر ، وكان بمثابة القاضي والحاكم وكان غالبا من رجال الدين وهم صفوة المجتمع في ذلك الوقت ومشمولين باحترام الجميع هذا ويضاف أن حي العرب كان يضم تجمعات سكانية حسب الحرف كالسقاءين والصيادين والفلايكية والفحامة ، وكان لكل حرفة شيخ يتولي الدفاع عن حقوق أفرادها ، وكان ينتخب فيما بينهم حسب كبر سنه وخبرته وقوة شخصيته .
ان شاء الله تشوفو احلا جولة داخل مدينة بورسعيد الجميلة بامكانها واهلها
طبعا انا مستاذن من صاحب الموضوع ونقولتو هنا عشان كلو يشوف اجمل مدينة مصرية (بورسعيد)
طبعا الشعب البورسعيدى شعب مكافح بداية من العدوان الثلاثي عام 1956 على بورسعيد, وكافحوا كتير لحد
مقدرو يحاربو العدوان ويخرجوة خارج البلاد ...الشعب البورسعيدى مشهور بجنون الكورة ومشهورين بالسمسمية
على كل حال انا زرت بورسعيد 3 او اربع مرات وبجد بجد مدينة روعة بامكانها وناسها وبالجو الجميل اللى فيها
والشاطى والبحر وكل شىء حلو فيها ...
نبدا بتقرير نعرف فية بورسعيد :
مدينة بورسعيد
أنشئت مدينة بورسعيد عام 1860 كميناء يطل على شاطئ البحر المتوسط من المدخل الشمالي لقناة السويس وقد لعب موقعها الجغرافي دورا هاما في هذا الشأن حيث أنها تقع في تقاطع الطرق التاريخية بين الشرق والغرب على قمة قناة السويس .. وبور سعيد من المدن الجميلة وشوارعها نظيفة ويوجد بها مسطحات خضراء كما يتوسط شوارعها النخيل وأشجار الزينة بالإضافة إلى الحدائق العامة ونافورات المياه ، وتتمتع بورسعيد بجو معتدل طوال العام ومناخ مثالي يسمح بالحركة السياحية والتجول فشمسها شتاءا ساطعة وهوائها نقي لطيف .
ومصيف بورسعيد يتميز بالشاطئ الجميل الهادئ والجو الساحر الصافي والموقع الفريد الذي يعتبر من أجمل مصايف مصر .. ويتميز شاطئها الطويل الممتد برماله الناعمة وسهولة الانحدار وانعدام الصخور ويقابلها على نفس الامتداد بحيرة المنزلة حيث المناظر الطبيعية الخلابة وأماكن صيد الطيور والأسماك وحيث تلاقى مياه البحر بمياه البحيرة عند كوبري الجميل حيث تستهوى نوعيات كثيرة من السائحين وهواة الصيد والتصوير .
بورسعيد بين ماضيها ونشأتها الغريبة
الكثير منا ينظر إلي البقعة التي نشأت عليها مدينة بور سعيد وما أصبحت عليه اليوم من تقدم وازدهار بأنها وليدة 25 أبريل 1859 وهو تاريخ دق أول معول في أرض تلك المنطقة إيذانا بشق قناة السويس بعد آن انتهت الدراسات وأجمعت بأن تلك المنطقة هي الموقع المثالي لشق قناة السويس حيث أحضر فريدناند ديليسبس مهندسيه وبعض من العمال المصريين لبدء العمل في شق القناة وكان عدد هذا الفريق لا يتجاوز 150 شخصا.
والقلة هم علماء التاريخ وباحثو الآثار يعلمون أن تلك المنطقة كانت مركز إشعاع لحضارات سادت ثم بادت بسبب عديد من العوامل كالزلزال وطغيان البحر أو بسبب الحروب وأوامر الحكام بتدميرها كاملة لمنع استيلاء الأعداء المغيرين عليها.
فجغرافية هذه المنطقة في الماضي لم تكن على وضعها الحالي المعروف لنا اليوم فلم يكن لبحيرة المنزلة آي وجود بأطرافها المترامية والتي تنتشر فيها كثير من الجزر التي ينمو فوقها نباتات ولم يكن للشريط الرملى الضيق الفاصل بين البحر الأبيض المتوسط وبحيرة المنزلة هذا الوجود.
وقبل القرن السادس الميلادي كانت تلك البقعة زاخرة بحضارات ومدنيات عديدة . فقد كانت أفرع النيل العظيم سبعة وكان يمر بتلك المنطقة أكثر من فرع نشأت على ضفافها ومصابها مدن كثيرة وعريقة فالمعروف علميا أن الحضارات والمدنيات القديمة كانت تنشأ حول الأنهار وعند مصابها .. وكان لكل منها طابعه الخاص المتميز الأمر الذي جعل هذه البقعة نقطة اتصال بالمدنيات الأخرى المحيطة بها ( أشور _ بابل _ فينيقيا _ بلاد الروم _ جزر البحر الأبيض _ بلاد العرب ) .
وقد أضفى هذا الموقع أهمية استراتيجية وأعتبر المفتاح الشرقي لقلب مصر وحاز ذلك اهتمام حكام مصر على مر العصور فعملوا على تحصينها وأحاطتها بالأسوار وأصبحت بواغيزها مليئة بالسفن الحربية فدارت على مسرح تلك المنطقة العديد من المواقع الحربية ومر عليها كثير من الغزوات الوافدة والمتقهقرة.
كما أضفي هذا الموقع أهمية اقتصادية على تلك المنطقة جعلت منها مفتاحا للتبادل التجاري بينها وبين الشعوب القريبة يل كانت نقطة إشعاع ثقافي وفكري وديني لقلب مصر فمنها مر بها إبراهيم الخليل وزوجته سارة ومنها سارت قافلة أخوة يوسف وتوليه خزائن مصر ومنها قدمت العائلة المقدسة إلي مصر وتقدم عمرو بن العاص وفتح مصر ونشر كلمة الإسلام فيها، وكانت من أهم تلك المدنيات المحيطة بتلك المنطقة :
مدينة تنيس
كانت تقع عند مصب فرع النيل التنيسى على البحر مباشرة فأكسبها هذا الموقع الشهرة عن باقي مدن مصر الداخلية ، وقد جعلها هذا الموقع مطمعا للغزاة رغم تحصيناتها القوية ، وكانت نهايتها بأن أمر صلاح الدين الأيوبي بإخلائها سنة 1192م بوصول الغزو الصليبي من الشام ثم جاء بعده الملك الصالح وهدم حصونها وأسوارها سنة 1227 وتركها أطلالا لمنع الصليبيين من احتلالها والتحصن بها ، واختفت تنيس للأبد تاركة ورائها بعض من آثارها التي تدل على عظمتها وسط جزيرة بحيرة المنزلة في الجنوب الغربي لبورسعيد .
مدينة الفرما
كانت تقع عند شرق مدينة بورسعيد عند مصب النيل البيلوزى ، وقد اهتم حكام مصر على مر العصور بها ، فأنشأوا فيها الأسوار العالية والحصون المنيعة لحمايتها من الغزاة ، وقد لأقام بها رمسيس الثاني وبنى جوارها مدينة تحمل أسمه ( برمسيس ) وقد اختفت مدينة الفرما إلي الأبد عند الفوز الصليبي على مصر
مدينة بيلوز أو الطينة
أنشأها اليونانيون في أول الأمر كضاحية لمدينة الفرما ومعناها باليونانية ( الطينة ) وكانت تمثل ثغرا يطل على البحر الأبيض ، وكانت مليئة بالحصون الحربية باعتبارها الحد الشرقي لمصر وكانت سوقا تجاريا للمبادلات مع فينيقيا وكانت نهايتها على يد ( يلدوين الأول ) ملك بيت المقدس الذي أطلق عليه العرب ( بردويل ) ونسيت إليه بحيرة البردويل وتعرف الآن باسم بالوظة .
مدينة تانيس
كانت تقع بالداخل علي فرع النيل التانيسي بالرغم من شهرتها وعراقتها الا أنها لم ترق إلى شهرة ( تنيس) نظرا لبعدها عن البحر الأبيض المتوسط وكانت تقع غرب جنوب بورسعيد .
نشأة بورسعيد
أما مدينة بورسعيد فنشأت نشأة غريبة خلاف تلك الحضارات فعندما وطأت قدما ( فرديناند دي ليسبس ) أرض تلك المنطقة في 25 أبريل 1859 لم يكن فيها أي مقومات للحياة فقد كانت عبارة عن أرض صحراوية جرداء منخفضة عن سطح البحر تغمرها المياه في زمن الفيضان ، وتحدي الإنسان الطبيعة فقام دي ليسبس باستجلاب مياه الشرب من المناطق القريبة سواء من دمياط أو من المطرية ولكنها لم تسد حاجة العمل ، وبتقدم الزمن وصلت المياه لبورسعيد بعد توصيل أنابيب ذات قطر واسع لنقل المياه من ترعة العباسة ، وانتهت مشكلة المياه للأبد بعد حفر قناة المياه العذبة واعتبر شقها حدثا تاريخيا عند أهل بورسعيد لا يقل عن حدث شق قناة السويس .
وكانت بورسعيد في عزلة عن العالم المحيط بها لعدم وجود طرق معبدة ، وخلال حفر قناة السويس تحملت الشركة تكاليف تعبيد الطريق الموازي للقناة ، كما أفتتح الخديوي عباس أول خط حديدي يربط بورسعيد بالإسماعيلية في 3 ديسمبر 1893 .
وبدأ العمران يتغير فبعد أن كانت الخيام هي وسيلة الإعاشة للعمال والمهندسين استبدلها دي ليسبس بأكواخ خشبية ، كما تم الاستفادة من ناتج الحفر فتم ردم أرض المدينة لتغطية المياه الراكدة ، كما أقام حاجز رملي علي هيئة سد عند الحد الشمالي للمدينة المطل علي البحر لصد الأمواج ، وقد أطلق علي الرصيف اسم الإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث .
كما بدأت الخريطة السكانية للمدينة تتغير فبعد أن كانت هناك تجمعات عمالية إحداها للمصريين والأخرى للأجانب تحولت إلى حي الإفرنج يفصله عن قرية العرب في الغرب قطعة أرض فضاء ، وقد تم تقسيم المدينة رسميا إلى قسمين ( الإفرنج والعرب 1867 ) وعرف الفاصل فيما بعد بشارع محمد علي .
وقد ظهر في أقصي الغرب من المدينة حي المناخ ، وترجع تسميته إلى اناخة الإبل حيث كان الحي مكان لوصول قوافل الإبل المحملة بالمواد الغذائية والمياه القادمة من دمياط .
وقد يبدو للكثير أن حي المناخ هو أقدم أحياء بورسعيد بينما الحقيقة أن حي الإفرنج نواة المدينة يليه حي العرب ثم المناخ .
وفي أقصي الجنوب ظهر حي القابوطي وهو تجمع للصيادين وترجع تسميته إلى وجود شيخ يدعي الشيخ الخربوطي وان كانت المراجع الأجنبية تعزي تلك التسمية إلى الكلمة الإنجليزية ( CAP-BOAT )
وكان أول محافظ لبورسعيد هو إسماعيل حمدي حيث أنشأ الخديوي إسماعيل محافظة القنال في مارس 1863 ، كما كانت شركة قناة السويس المسيطرة علي إيجار وتمليك الأراضي في أول عهد المدينة .
وبعد الانتهاء من حفر قناة السويس وافتتاحها في 17 نوفمبر 1869 بدأ وضع الاستقرار السكاني في المدينة ، وبدء العمال سواء مصريين أو أجانب في إحضار أسرهم من أوطانهم الأصلية ، وكان المجتمع البورسعيدي ( السكاني ) مجتمعا غريبا نظرا لتوافد أناس من كل جنس ولون ، وكان لكل منهم طابعه الخاص المتميز ، فقسم الحي الواحد إلى عدة أحياء صغيرة كان يطلق عليها لفظ حارة تقطنها جالية معينة أو أبناء وطن واحد أو حزمة واحدة .
وبالرجوع لتعداد السكان الرسمي لمصر 1882 نجد أن مدينة بورسعيد قد ظهرت لأول مرة مع باقي المدن المصرية بمجموع سكان 17.58 نسمة وكان نصيب الأجانب من هذا المجموع يمثل 2937 نسمة بما يوازي 17% من إجمالي سكان بورسعيد بين يوناني ، إيطالي ، بريطاني ، فرنسي ، تركي ، وكان وكلاء القناصل هم ممثلو الجنسيات الأجنبية .
وكانت الجالية اليونانية هي اكبر الجاليات الأجنبية في بورسعيد حيث بدأ تشغيل عمال أوروبيين في حفر القناة بعد أن ألغي الخديوي إسماعيل السخرة ، وقد وصل إلى مناطق الحفر خمسة آلاف عامل يوناني أغلبهم من جزيرة كاسوس ( أطلق عليهم الكاشوتية ) وبعد افتتاح القناة عاد أغلب هؤلاء لوطنهم الأصلي ، أما من بقي منهم فقد أحضروا عائلاتهم من أوطانهم الأصلية ، وأصبحت جميع تجارة التجزئة في بورسعيد في يد اليونانيين الذين أقاموا أول سوق تجاري بشارع القسطنطينية ( الجيش حاليا) .
أما الجالية الإيطالية فكانت تعتبر الجالية الثانية من حيث كثافة السكان في بورسعيد ، وقد وصل أغلب أفرادها بعد افتتاح القناة وسيطرت علي الحركة الفندقية كما اشتهروا بامتلاك البارات والمطاعم ومحال الحلويات وكانت لهم مؤسساتهم الثقافية ( الكازا دي إيطاليا ) .
أما الجالية البريطانية فقد ظهر تأثيرها جليا بعد شراء بريطانيا نسبة كبيرة من أسهم قناة السويس ، وزاد بعد احتلال إنجلترا لمصر عام 1882 ، وتملكوا الشركات الملاحية وشركات الفحم وتمركزت في أيديهم الأعمال المصرفية .
أما الجالية الفرنسية وصل أفرادها بصحبة دي ليسبس ، وتمركزت التجارة في أيديهم أيام الحفر ، وأثروا ثراء فاحشا ، وبعد افتتاح القناة أنشأوا الشركات الملاحية وأمتد النشاط الفرنسي إلى الأعمال المصرفية ، وكان أفردها يمثلون الطبقة الأرستقراطية بين الجاليات نظرا لنفوذهم في شركة قناة السويس ، وكان عيد قيام الجمهورية الفرنسية من أهم احتفالاتهم ، وكان يفوق الوصف لدرجة أن سكان المناطق المحيطة ببورسعيد كانوا يحضرون لها للاستمتاع بمباهج هذا الاحتفال .
أما قرية العرب أو حي العرب الذي كان يقطنه أبناء مصر فكانت مساكنه في غاية البساطة ، مبنية من الخشب ، وليس به الا شارعين عبارة عن امتداد لشارعي دي ليسبس ( سعد زغلول حاليا ) وأوجيني ( صفية زغلول حاليا ) أما حوانيت هذا الحي فصغيرة تكاد تكون خاوية من البضائع الهامة حيث يعرض فيها البضائع البسيطة كما يكثر في هذا الحي عربات الكارو التي تعرض فوقها المأكولات الشعبية ويكثر صياح الباعة وندائهم علي بضائعهم وكانت قرية العرب خالية من وسائل التسلية إلا من بعض القهاوي الشعبية وكانت التجمعات السكانية في هذا الحي مقسمة حسب مناطق توافد أبناء مصر من أوطانهم الأصلية فنجد تجمع الصعايدة كل حسب محافظته كأبناء قنا وسوهاج وأسوان ، وأشهرهم أبناء النوبة وكانت لهم جمعية الإحسان النوبية ، كذا بالنسبة لأبناء الدلتا كأبناء دمياط والمطرية والدقهلية والغربية وأشهر هؤلاء الشراقوة أبناء الشرقية التي لعبت دورا هاما في الإمداد والتموين في زمن الحفر وتحول هذا التجمع إلى شارع عرف بشارع الشرقية .
وكان لكل حارة شيخ خاص بها مسئول مسئولية كاملة عن جميع من يقطن داخل حارته أمام جهات الإدارة ، ويرأس شيوخ الحاران شيخ واحد يطلق عليه ( شيخ قرية العرب ) وكانت له الكلمة العليا والنفوذ الأكبر ، وكان بمثابة القاضي والحاكم وكان غالبا من رجال الدين وهم صفوة المجتمع في ذلك الوقت ومشمولين باحترام الجميع هذا ويضاف أن حي العرب كان يضم تجمعات سكانية حسب الحرف كالسقاءين والصيادين والفلايكية والفحامة ، وكان لكل حرفة شيخ يتولي الدفاع عن حقوق أفرادها ، وكان ينتخب فيما بينهم حسب كبر سنه وخبرته وقوة شخصيته .