مشعل
08/05/2007, 03:00 PM
كشف تقرير خطير لوزارة التخطيط السعودية صدر في يوليو 2005 عن أن المملكة تعاني من ارتفاع ملحوظ في معدلات الطلاق بها. فقد ذكر التقرير أن حالة طلاق واحدة تحدث كل 40 دقيقة، بمعدل 33 حالة طلاق في اليوم، و12192 حالة في السنة. وذكر التقرير أن نسبة الطلاق في السعودية ارتفعت عام 2004 عن الأعوام التي سبقتها بنسبة 20%.
وتعددت العوامل التي تفسر هذه الظاهرة في السعودية؛ فالبعض أرجعها للزواج من خلال الخاطبة الذي يفتقر إلى أرضية قوية للتفاهم بين الزوجين على خلفية أنهما لم يعرفا بعضا قبل الارتباط، ووفقا لتقرير وزارة التخطيط فإن 65% من الزيجات عن طريق الخاطبة تنتهي بالطلاق. والبعض الآخر يرجع انتشار ظاهرة الطلاق في المملكة إلى انتشار زواج "المصياف" الذي لا يدوم بحكم طبيعته إلا لفترات قليلة جدا.
حالات واقعية
"حسناء".. امرأة سعودية شأنها شأن أي فتاة كانت تحلم أن تتزوج بفارس الأحلام وتصبح ملكة متوَّجة في منزلها الخاص، لكن هذا الحلم تحول إلى كابوس مزعج بعد أن تزوجت عن طريق الخاطبة من شخص لا تعرفه، ووفقا للعادات والتقاليد في مجتمعها لا يسمح لها بإبداء رأيها في زوجها، وأنى لها أن تبدي رأيًا في رجل لا تعرف عنه أكثر مما ذكرته الخاطبة.. حسناء اكتشفت أنها وقعت بين يدي رجل ظالم وجبار بكل معنى الكلمة، الحياة تحولت إلى جحيم وفي النهاية طلبت الطلاق.
أما "سناء – م" فتعترف في شجاعة نادرة بأنها السبب في طلاقها بقولها: طلبت الطلاق من زوجي، وأصررت عليه حتى نلته من زوجي بعد مطالبات كثيرة منه لي بأن نحكم العقل، وألا نهدم بيتنا، غير أنني أصررت؛ لأنه صفعني على وجهي في لحظة انفعال.
وأضافت: لعب الشيطان برأسي، جعلني أنسى كل ما في زوجي من محاسن حتى تم خراب بيتي؛ نعم أعترف أني مخطئة ونادمة على ما فعلت، وعلى ما وصلت إليه، لقد شتمت زوجي حتى أدفعه لتطليقي، غير أني لا بد أن أنوه بأن أهلي شجعوني على طلب الطلاق، بدلا من محاولتهم الصلح بيني وبين زوجي.
أما (س.م) فكانت حياتها مع زوجها تسير على ما يرام لا ينقصها سوى طفل يكمل سعادتهما، وبعد سنوات استجاب الله لدعائها وزوجها ورزقهما طفلا جميلا، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد كان اتفاق الزوجين أن يطلقا على الطفل اسم جده لأمه، لكن تدخل أهل الزوج جعل الأب يغير الاتفاق ويطلق على الطفل اسم جده لأبيه، عندها ثارت ثائرة الأم وأهلها، ودارت معركة حامية الوطيس على مستوى العائلتين انتهت بالطلاق، والشعور بالندم الشديد لأن الطلاق حدث بسبب أعطي أكبر من حجمه.
"مطلقة" أفضل من "عانس"
تتعدد العوامل المؤدية إلى الطلاق في السعودية، ومن ضمن هذه العوامل خوف الفتيات من الحصول على لقب "عانس"؛ فوفقا لاستطلاع للرأي أجرته جريدة "الشرق الأوسط اللندنية" بالسعودية تبين أن نسبة كبيرة من البنات اللاتي لم يسبق لهن الزواج اعترفن بصراحة شديدة بأنهن يفضلن لقب "مطلقة" على لقب عانس؛ لذلك فهن في حالة تقدم السن بهن يقبلن بمن يتقدم للزواج منهن، بغض النظر عن كثرة عيوبه التي تكون واضحة، رغم علمهن المسبق بأن هذا الزواج معرض للفشل.
وتفسر "نسرين- ع" هذا الأمر بقولها: إذا لم تلحق الفتاة بقطار الزواج تصبح متهمة من قِبل المجتمع، إما بقبحها الشكلي، أو بثقل دمها، أو بأنها فتاة سيئة السمعة؛ ومن هنا تميل كل فتاة إلى الزواج السريع من أي شخص، والذي غالبا ما ينتهي بالطلاق.
"المصياف" أهم العوامل
يعتبر زواج "المصياف" من أكثر الأمور المتهمة بالتسبب في ارتفاع نسب الطلاق في المملكة العربية السعودية، وهو نوع من الطلاق ينتشر بين سيدات ورجال الأعمال، وفيه يتخذ الرجل زوجة مؤقتة للسفر معه في عطلة الصيف إلى الخارج وكذلك تتخذ المرأة زوجا لها، ثم تنتهي علاقتهما بالطلاق بمجرد انتهاء الإجازة والعودة من السفر.
وعن هذا الزواج تقول الخاطبة "أم فيصل": زواج المصياف بدأ ينتشر مؤخرا نتيجة الانفتاح على القنوات الفضائية، والرغبة في تقليد الآخرين من الشعوب المختلفة المحيطة بنا. وأشارت إلى أن هناك فئات من النساء تقبل بهذا النوع من الزيجات، وهن الفتيات الفقيرات، وسيدات الأعمال، والمطلقات والأرامل والعانسات، وفي الغالب يشترط الزوج على العروسة الجديدة شروطا معينة لا تقبل بها معظم النساء المحافظات في المجتمع السعودي. وأشارت إلى أن هذا الزواج يساهم بشكل كبير في ارتفاع معدلات الطلاق.
وترى الدكتورة ليلى الأحدب -مستشارة القسم الاجتماعي أن زواج "المصياف" يكون له أيضا انعكاسات سلبية على الحياة الزوجية الأساسية، مشيرة إلى أن بعض الأزواج ممن لهم علاقات سابقة من قبيل زواج "المسيار" أو "المصياف" أو غيره لا يجد عند زوجته ما يجده عند من اعتاد على وصالها، إضافة إلى أن بعض الممارسات الجنسية التي يطلبها الزوج قد لا تكون مقبولة عند بعضهن؛ الأمر الذي قد ينتهي بعلاقته الزوجية الأساسية بالطلاق.
العلاج تربوي ثقافي
وترى الباحثة الاجتماعية "أمل الحسن" أن كثيرا من حالات الطلاق كان يمكن تفادي حدوثها إذا ما أحسن التعامل مع المشكلة التي أدت للوصول إلى الطلاق، ورجع الزوجان إلى جهة استشارية مناسبة. وتنصح الباحثة المقدم على الطلاق بألا يحاول التقاط نقاط الإدانة للطرف الآخر، بل يحاول بكل موضوعية الحكم على الأمور بميزان العدل.
وتصف "أمل" ما يحدث قبل الطلاق بأنه حالة ضمور تدريجي في الجانب الروحي لكلا الزوجين المتنازعين، بالإضافة إلى إصابة الجهاز العصبي بالخلل والاضطراب؛ لأن التفكير الموزع على المشاكل لا يدع لصاحبه فرصة تدبير الأمور بشكل سليم، بل إنهما في هذه الفترة العصيبة لا يريان من بعضهما إلا كل قبيح.
وتؤكد على أن دائرة الخلاف الزوجي الحادث قبل وبعد الطلاق لا تنحصر بين الزوجين فحسب، بل تتعدى إلى أطفالهما وعائلتيهما؛ وهو ما يسبب شرخا اجتماعيا كبيرا، وهذا بدوره يهيئ الأرضية لمختلف المفاسد الاجتماعية.
ومن جهتها ترى الدكتورة ليلى الأحدب أن مشكلة ارتفاع نسبة الطلاق في صميمها تربوية ثقافية، ويكون علاجها بتطوير أساليب التربية ومناهج التعليم التي لم تعد مناسبة للمجتمع الحديث الذي لا يقبل بأسطورة تفوق الرجل على المرأة؛ إذ يجب تغيير النظرة الدونية للمرأة، والاهتمام بمعاني الزواج السامية بإدخالها في مادة خاصة بها أو ضمن مناهج التربية الدينية التي فيها الكثير من القصور؛ لأنها تعتمد على فقه تقليدي لم يعد مناسبا لتطور العصر.
وأضافت: يجب أن يكون التحديث الخاص بالنظرة إلى المرأة مناسبا لقيم المجتمع المسلم، فلا يعني خروج المرأة للعمل أن تكلف ما لا تطيق من الأعمال؛ الأمر الذي يجعلها مجهدة وغير قادرة على الاهتمام بزوجها وأسرتها، وقد قرأنا الكثير من شكاوى النساء العاملات، سواء في قطاع التعليم أم في قطاع الصحة، والتي يكون فيها غيابهن عن بيوتهن زائدا عن الحد؛ وهو ما يهدد استقرارهن الأسري.
وتعددت العوامل التي تفسر هذه الظاهرة في السعودية؛ فالبعض أرجعها للزواج من خلال الخاطبة الذي يفتقر إلى أرضية قوية للتفاهم بين الزوجين على خلفية أنهما لم يعرفا بعضا قبل الارتباط، ووفقا لتقرير وزارة التخطيط فإن 65% من الزيجات عن طريق الخاطبة تنتهي بالطلاق. والبعض الآخر يرجع انتشار ظاهرة الطلاق في المملكة إلى انتشار زواج "المصياف" الذي لا يدوم بحكم طبيعته إلا لفترات قليلة جدا.
حالات واقعية
"حسناء".. امرأة سعودية شأنها شأن أي فتاة كانت تحلم أن تتزوج بفارس الأحلام وتصبح ملكة متوَّجة في منزلها الخاص، لكن هذا الحلم تحول إلى كابوس مزعج بعد أن تزوجت عن طريق الخاطبة من شخص لا تعرفه، ووفقا للعادات والتقاليد في مجتمعها لا يسمح لها بإبداء رأيها في زوجها، وأنى لها أن تبدي رأيًا في رجل لا تعرف عنه أكثر مما ذكرته الخاطبة.. حسناء اكتشفت أنها وقعت بين يدي رجل ظالم وجبار بكل معنى الكلمة، الحياة تحولت إلى جحيم وفي النهاية طلبت الطلاق.
أما "سناء – م" فتعترف في شجاعة نادرة بأنها السبب في طلاقها بقولها: طلبت الطلاق من زوجي، وأصررت عليه حتى نلته من زوجي بعد مطالبات كثيرة منه لي بأن نحكم العقل، وألا نهدم بيتنا، غير أنني أصررت؛ لأنه صفعني على وجهي في لحظة انفعال.
وأضافت: لعب الشيطان برأسي، جعلني أنسى كل ما في زوجي من محاسن حتى تم خراب بيتي؛ نعم أعترف أني مخطئة ونادمة على ما فعلت، وعلى ما وصلت إليه، لقد شتمت زوجي حتى أدفعه لتطليقي، غير أني لا بد أن أنوه بأن أهلي شجعوني على طلب الطلاق، بدلا من محاولتهم الصلح بيني وبين زوجي.
أما (س.م) فكانت حياتها مع زوجها تسير على ما يرام لا ينقصها سوى طفل يكمل سعادتهما، وبعد سنوات استجاب الله لدعائها وزوجها ورزقهما طفلا جميلا، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد كان اتفاق الزوجين أن يطلقا على الطفل اسم جده لأمه، لكن تدخل أهل الزوج جعل الأب يغير الاتفاق ويطلق على الطفل اسم جده لأبيه، عندها ثارت ثائرة الأم وأهلها، ودارت معركة حامية الوطيس على مستوى العائلتين انتهت بالطلاق، والشعور بالندم الشديد لأن الطلاق حدث بسبب أعطي أكبر من حجمه.
"مطلقة" أفضل من "عانس"
تتعدد العوامل المؤدية إلى الطلاق في السعودية، ومن ضمن هذه العوامل خوف الفتيات من الحصول على لقب "عانس"؛ فوفقا لاستطلاع للرأي أجرته جريدة "الشرق الأوسط اللندنية" بالسعودية تبين أن نسبة كبيرة من البنات اللاتي لم يسبق لهن الزواج اعترفن بصراحة شديدة بأنهن يفضلن لقب "مطلقة" على لقب عانس؛ لذلك فهن في حالة تقدم السن بهن يقبلن بمن يتقدم للزواج منهن، بغض النظر عن كثرة عيوبه التي تكون واضحة، رغم علمهن المسبق بأن هذا الزواج معرض للفشل.
وتفسر "نسرين- ع" هذا الأمر بقولها: إذا لم تلحق الفتاة بقطار الزواج تصبح متهمة من قِبل المجتمع، إما بقبحها الشكلي، أو بثقل دمها، أو بأنها فتاة سيئة السمعة؛ ومن هنا تميل كل فتاة إلى الزواج السريع من أي شخص، والذي غالبا ما ينتهي بالطلاق.
"المصياف" أهم العوامل
يعتبر زواج "المصياف" من أكثر الأمور المتهمة بالتسبب في ارتفاع نسب الطلاق في المملكة العربية السعودية، وهو نوع من الطلاق ينتشر بين سيدات ورجال الأعمال، وفيه يتخذ الرجل زوجة مؤقتة للسفر معه في عطلة الصيف إلى الخارج وكذلك تتخذ المرأة زوجا لها، ثم تنتهي علاقتهما بالطلاق بمجرد انتهاء الإجازة والعودة من السفر.
وعن هذا الزواج تقول الخاطبة "أم فيصل": زواج المصياف بدأ ينتشر مؤخرا نتيجة الانفتاح على القنوات الفضائية، والرغبة في تقليد الآخرين من الشعوب المختلفة المحيطة بنا. وأشارت إلى أن هناك فئات من النساء تقبل بهذا النوع من الزيجات، وهن الفتيات الفقيرات، وسيدات الأعمال، والمطلقات والأرامل والعانسات، وفي الغالب يشترط الزوج على العروسة الجديدة شروطا معينة لا تقبل بها معظم النساء المحافظات في المجتمع السعودي. وأشارت إلى أن هذا الزواج يساهم بشكل كبير في ارتفاع معدلات الطلاق.
وترى الدكتورة ليلى الأحدب -مستشارة القسم الاجتماعي أن زواج "المصياف" يكون له أيضا انعكاسات سلبية على الحياة الزوجية الأساسية، مشيرة إلى أن بعض الأزواج ممن لهم علاقات سابقة من قبيل زواج "المسيار" أو "المصياف" أو غيره لا يجد عند زوجته ما يجده عند من اعتاد على وصالها، إضافة إلى أن بعض الممارسات الجنسية التي يطلبها الزوج قد لا تكون مقبولة عند بعضهن؛ الأمر الذي قد ينتهي بعلاقته الزوجية الأساسية بالطلاق.
العلاج تربوي ثقافي
وترى الباحثة الاجتماعية "أمل الحسن" أن كثيرا من حالات الطلاق كان يمكن تفادي حدوثها إذا ما أحسن التعامل مع المشكلة التي أدت للوصول إلى الطلاق، ورجع الزوجان إلى جهة استشارية مناسبة. وتنصح الباحثة المقدم على الطلاق بألا يحاول التقاط نقاط الإدانة للطرف الآخر، بل يحاول بكل موضوعية الحكم على الأمور بميزان العدل.
وتصف "أمل" ما يحدث قبل الطلاق بأنه حالة ضمور تدريجي في الجانب الروحي لكلا الزوجين المتنازعين، بالإضافة إلى إصابة الجهاز العصبي بالخلل والاضطراب؛ لأن التفكير الموزع على المشاكل لا يدع لصاحبه فرصة تدبير الأمور بشكل سليم، بل إنهما في هذه الفترة العصيبة لا يريان من بعضهما إلا كل قبيح.
وتؤكد على أن دائرة الخلاف الزوجي الحادث قبل وبعد الطلاق لا تنحصر بين الزوجين فحسب، بل تتعدى إلى أطفالهما وعائلتيهما؛ وهو ما يسبب شرخا اجتماعيا كبيرا، وهذا بدوره يهيئ الأرضية لمختلف المفاسد الاجتماعية.
ومن جهتها ترى الدكتورة ليلى الأحدب أن مشكلة ارتفاع نسبة الطلاق في صميمها تربوية ثقافية، ويكون علاجها بتطوير أساليب التربية ومناهج التعليم التي لم تعد مناسبة للمجتمع الحديث الذي لا يقبل بأسطورة تفوق الرجل على المرأة؛ إذ يجب تغيير النظرة الدونية للمرأة، والاهتمام بمعاني الزواج السامية بإدخالها في مادة خاصة بها أو ضمن مناهج التربية الدينية التي فيها الكثير من القصور؛ لأنها تعتمد على فقه تقليدي لم يعد مناسبا لتطور العصر.
وأضافت: يجب أن يكون التحديث الخاص بالنظرة إلى المرأة مناسبا لقيم المجتمع المسلم، فلا يعني خروج المرأة للعمل أن تكلف ما لا تطيق من الأعمال؛ الأمر الذي يجعلها مجهدة وغير قادرة على الاهتمام بزوجها وأسرتها، وقد قرأنا الكثير من شكاوى النساء العاملات، سواء في قطاع التعليم أم في قطاع الصحة، والتي يكون فيها غيابهن عن بيوتهن زائدا عن الحد؛ وهو ما يهدد استقرارهن الأسري.