تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عدوها وصديقها معاً؟! **انيس منصور


مشهور
01/06/2007, 08:24 PM
عدوها وصديقها معاً؟!

المرأة تموت في التغيير، وتموت منه أيضاً. فهي تغير لون شعرها وشفتيها وفساتينها. وترى أن عدم التغيير موت ولذلك تجري وراء الموضة.. ولا تناقش. حتى القصيرة ترتدي القصير وحتى الطويلة ترتدي الطويل.. وتكشف عن ساقيها ولو لم تكونا جميلتين.. إنها الموضة: فلسفة التغيير الدائم!

وتكره ان تتغير بشرتها وتظهر الكرمشة على وجهها والبياض في شعرها. وتذهب لطبيب التجميل تحذف الشحم هنا وهناك، وتقوم بتعديل الأنف وشد الوجه ونفخ الوجنتين والشفتين. ولا يكاد يختلف زوجها أو حبيبها بعض الاختلاف عن الذي اعتادت عليه حتى تقول: ما الذي غيرك؟

أي لا بد أن هناك امرأة أخرى في حياته. وهي قاعدة في علوم الفلك.. فعندما يرصد العلماء أحد النجوم أو أحد الكواكب ويرون ان حركته أو دورانه ليس كاملاً.. وأنه يتأرجح يستنتج العلماء ان هذا الجسم السماوي قد وقع في جاذبية جسم آخر أكبر. ويبدأ البحث عن مصدر الجاذبية.. عن الذي غير ولخبط مدار الكوكب.. وهي نفس القاعدة عند المرأة فما دام الرجل قد تغير فهو وقع في المجال المغنطيسي لجسم آخر أقوى وأشد.. مع انه من الطبيعي أن يتغير الرجل كما تتغير المرأة. ولكن عدم الشعور بالأمان عند المرأة هو الذي يجعلها تتوهم أن هناك سبباً للتغير.. ورغم أنه من البديهيات أن الرجل ليس قطاراً يمشي على حديد في طريق مرسوم مدروس معروف مقدماً لا يتغير ولا يتبدل. وتصبح مهمة الرجل بعد ذلك، أن يؤكد انه لا توجد واحدة في حياته..

والمرأة لا تعرف أن من صالحها أن يتغير الرجل. ولو عرفت أن التغيير يستميل الرجل اليها ايضاً، لما اعترضت ولكنها لا تطيق ذلك.

والشاعر كثير عزة عندما لاحظت معشوقته شيئاً من ذلك حاسبته. فقال عبارته الشهيرة:

ومن ذا الذي يا عز لا يتغير؟!




التعليــقــــات
عـيـدروس عـبـدالرزاق جـبـوبـة الصومالي، «المملكة المتحدة»،
إن التغيير ياعزيزي هو إحدى سنن الحياة، فلعمري الروتين قاتل ومضجر ويضفي الرتابة على الواقع الذي لا يتبدل. إن عصر العولمة هو زمن جراحة التجميل التي مارسها الفراعنة والأوائل من الجنس البشري.


ليست المرأة وحدها. الرجل أيضا يساير قطار التغيير وهذا ضرورة طبيعية، فلكل زمان لباسه وألوانه.
شيء واحد يرعب كل من المرأة والرجل: غزو البياض.
على حس خطوات لصٍ يزحف البياض، في دفعات متقاطعة يزحف، ويحتل بطشا حقل الرأس. قد تفاجئك الشعرة الأولى وأنت تتطلع الى المرآة. تمتد الأصابع، تمتد بإنزعاج داخلي رهيب: ماهذا ياإلاهي. ماهذا؟ وبدون تفكير تنتف الأصابع الشعرة الأولى البيضاء. الأولى..الثانية. الثالثة ومع الغزو المستمر وسباق الحياة الذي يلهيك حتى عن نفسك، تتخلى عن لعبة القطف وبإكراه شديد تستسلم للأمر. في البداية نخلق مع المرآة علاقة ود ممزوجة بذلك الإحساس الغريب المحمول فوق بساط الخوف. ومع دورة الأيام والفصول وهمجية عنف إجتياح البياض حقل الرأس. تصبح المرآة عدوك اللدود. ومع نفس الدورة الطبيعية والبريئة من غرورنا. ينحني الرأس بثقل حصاد وهم ما يحمل. إن ما يوحدنا ويدفعنا هنا الى ضرورة تغيير المعطى خوفنا من الشيخوخة.

وقد زعموا أني تغيرت بعدكم ومن ذا الذي يا عز لا يتغير.
نعم! لم اتصفح هذه الجريدة في هذا الوقت الا لأقرأ مقالكم استاذنا الفاضل.
ندما يقرأ الانسان فلابد ان يفهم ويعي, ومن ثَمَّ يتفاعل; فإما ان يحزن وإما ان يفرح. وعلى قدر الاستيعاب تكون الثمار.
لكن.. إن قرأ شيئا وكان ماستوعبه مطابقاً او واصفاً حالته, والجرح لم يلتئم بعد فإنه حتماً سيدمع.
بعد تجربة مريرة مررت بها هذا الصباح, اغرورقت عيناي بالدموع. لقد فشلنا في حبنا.... انا ومَنْ احبها, هي ومَن تحب. السبب كان وبمنتهى البساطة: زيادة في الحب وغيرة النسوان.
تعلمت هذا اليوم ان الدفأ والاعتدال والوسطية خير من اللهيب والعلو والاعتلاء. ايضاً ان دوام الحال من المحال.
واختم بماقرأت للمنفلوطي ولكن للأسف لم استوعبه إلا اليوم: إن للحب فنونا من الجنون، وأقبح جنونه أن يعتقد المتحابان أن حبهما دائم لا تغيره حوادث الأيام، ولا تنال من الظروف ، ولو عقلا لعلما أن الحب لون من ألوان النفس ، وعرض من أعراضها الطارئة ،تأتي به شهوة وتذهب به أخرى.

أم رتيبة
01/06/2007, 08:31 PM
شكرا اخى الفاضل / مشهور

مقالة ممتعة