مشهور
05/06/2007, 12:11 AM
أين المفر؟
أعجب من رسائل الانترنت التي يرسلها بعضهم مع دعوة ملحة لقراءة المضمون، ونشره على الملأ لأهميته وانك ان لم تفعل ما تؤمر سوف يلاحقك سوء الحظ والعقاب ما دمت حيا. المشكلة هي ان الفضول قد يدفعك لقراءة المحتوى قبل ان تصل إلى الجزء الذي يهددك بالويل والثبور وعظائم الامور. وقد تجد في بعض الرسائل معلومات ينبغي التأكد من صحتها قبل ان تنشرها ولكنك لا تملك الوقت والمجهود لتفعل . في تلك الظروف تلغي الرسالة من حساباتك ولكنك تشعر بالقلق من ان يلحق بك سوء الحظ، كما يدعي صاحب الرسالة.
قبل ايام وصلتني رسالة تشير الى ان امرأة شعرت بالظمأ فاشترت مياها غازية معلبة وافرغت محتويات العلبة في جوفها بسرعة من دون ان تستخدم الشفاط. وفي ظرف ساعات كانت تلك المرأة قد فارقت الحياة. ولأن وفاتها كانت مفاجئة تم تشريح الجثة وفحص محتويات المعدة ليكتشف الطبييب الشرعي وجود اثار سم معين لا يوجد الا في بول الجرذان.
وبالطبع اصبح السؤال هو: كيف وجد سم الجرذان طريقا الى المعدة؟
إذا عرف السبب بطل العجب. فقد تبين ان الصناديق الكبيرة التي تخزن فيها علب المياه الغازية قبل التوزيع على مراكز البيع، تترك في المخازن لفترات طويلة. وحين تترك في المخازن تمرح الجرذان حولها وربما فوقها فيطالها السم. فاذا لم تغسل العلبة قبل فتحها وشرب محتوياتها من دون شفاط يتعرض الشارب للموت.
بصراحة شعرت بغثيان ومغص بعد قراءة الرسالة. وانا، وان كنت ممن لا يحبذون شرب المياه الغازية بكل انواعها،شعرت بخوف كبير وقلق مقيم من كافة المواد الاستهلاكية، التي تباع في السوبرماركت وتتعرض لغزو الجرذان في المخازن. والدليل على خوفي الكامن انني في ذلك اليوم هممت باعداد ساندويتش لنفسي من سمك التونة المعلب. وحين اخرجت العلبة من الخزانة عاودني الغثيان والمغص. ولكن جوعي تغلب على خوفي فوضعت علبة التونة قبل فتحها تحت صنبور الماء وغسلتها بالصابون قبل ان افتحها وافرغ محتوياتها.
وكأن الخوف من سم الجرذان لا يكفي فقد اتحفتني رسالة اخرى بخوف من السكريات الصناعية، التي تستخدم في صناعة وتغليف الحلوى والمشروبات واللبان الخالي من السكر الطبيعي المسبب لأمراض السمنة. فقد قيل ان استهلاك السكر الصناعي بكثرة يسبب امراض السرطان. بعد ذلك وصلت رسالة تحذر من مزيلات العرق التي تستخدمها النساء بكثرة لأنها تحتوي على الالومنيوم. وقد اثبتت الابحاث ان الالومينوم مادة سامة ان تسرب الى الجسم .
بعد قراءة ذلك كله تضاعف حجم القلق وقررت ان اقلع عن مضغ اللبان واكل الشوكولاته الخالية من السكر وان استغني عن مزيل العرق وليكن ما يكون. ثم جاءت القشة التي قصمت ظهر بعيري. فقد حذرت رسالة اخرى من اكل الاسماك لأن البحار والانهار ملوثة بفضلات صناعية والاسماك تأكل وتترسب النفايات في بطونها الى ان نأكلها فنتأثر بالسموم.
أين طيبات ما رزقت اذن اذا كان الدجاج مصابا بالانفلونزا والبقر مجنونا والسمك مسموما والشوكولاته مسرطنة والفاكهة والخضروات ملوثة بالمبيدات؟
خائفة انا ولكن الى اين المفر؟ هل احزم متاعي واهرب الى جزيرة نائية او قرية لم تصل اليها تكنولوجيا الصناعة والزراعة؟ انه حل لا يرضيني لأنني ان سلمت من انفلونزا الطيور وجنون البقر لن اسلم من جنون الاحساس بالوحدة لأنني انسان يحب الحضور بين الناس. الحل اذن هو رفض الاستسلام للخوف وادوات الخوف التي تصل في صيغة رسائل لا يمكن التيقن من صحة مضامينها يرسلها اشخاص يتلذذون ببث الخوف في قلبي وقلبك وقلوب الاخرين.
أعجب من رسائل الانترنت التي يرسلها بعضهم مع دعوة ملحة لقراءة المضمون، ونشره على الملأ لأهميته وانك ان لم تفعل ما تؤمر سوف يلاحقك سوء الحظ والعقاب ما دمت حيا. المشكلة هي ان الفضول قد يدفعك لقراءة المحتوى قبل ان تصل إلى الجزء الذي يهددك بالويل والثبور وعظائم الامور. وقد تجد في بعض الرسائل معلومات ينبغي التأكد من صحتها قبل ان تنشرها ولكنك لا تملك الوقت والمجهود لتفعل . في تلك الظروف تلغي الرسالة من حساباتك ولكنك تشعر بالقلق من ان يلحق بك سوء الحظ، كما يدعي صاحب الرسالة.
قبل ايام وصلتني رسالة تشير الى ان امرأة شعرت بالظمأ فاشترت مياها غازية معلبة وافرغت محتويات العلبة في جوفها بسرعة من دون ان تستخدم الشفاط. وفي ظرف ساعات كانت تلك المرأة قد فارقت الحياة. ولأن وفاتها كانت مفاجئة تم تشريح الجثة وفحص محتويات المعدة ليكتشف الطبييب الشرعي وجود اثار سم معين لا يوجد الا في بول الجرذان.
وبالطبع اصبح السؤال هو: كيف وجد سم الجرذان طريقا الى المعدة؟
إذا عرف السبب بطل العجب. فقد تبين ان الصناديق الكبيرة التي تخزن فيها علب المياه الغازية قبل التوزيع على مراكز البيع، تترك في المخازن لفترات طويلة. وحين تترك في المخازن تمرح الجرذان حولها وربما فوقها فيطالها السم. فاذا لم تغسل العلبة قبل فتحها وشرب محتوياتها من دون شفاط يتعرض الشارب للموت.
بصراحة شعرت بغثيان ومغص بعد قراءة الرسالة. وانا، وان كنت ممن لا يحبذون شرب المياه الغازية بكل انواعها،شعرت بخوف كبير وقلق مقيم من كافة المواد الاستهلاكية، التي تباع في السوبرماركت وتتعرض لغزو الجرذان في المخازن. والدليل على خوفي الكامن انني في ذلك اليوم هممت باعداد ساندويتش لنفسي من سمك التونة المعلب. وحين اخرجت العلبة من الخزانة عاودني الغثيان والمغص. ولكن جوعي تغلب على خوفي فوضعت علبة التونة قبل فتحها تحت صنبور الماء وغسلتها بالصابون قبل ان افتحها وافرغ محتوياتها.
وكأن الخوف من سم الجرذان لا يكفي فقد اتحفتني رسالة اخرى بخوف من السكريات الصناعية، التي تستخدم في صناعة وتغليف الحلوى والمشروبات واللبان الخالي من السكر الطبيعي المسبب لأمراض السمنة. فقد قيل ان استهلاك السكر الصناعي بكثرة يسبب امراض السرطان. بعد ذلك وصلت رسالة تحذر من مزيلات العرق التي تستخدمها النساء بكثرة لأنها تحتوي على الالومنيوم. وقد اثبتت الابحاث ان الالومينوم مادة سامة ان تسرب الى الجسم .
بعد قراءة ذلك كله تضاعف حجم القلق وقررت ان اقلع عن مضغ اللبان واكل الشوكولاته الخالية من السكر وان استغني عن مزيل العرق وليكن ما يكون. ثم جاءت القشة التي قصمت ظهر بعيري. فقد حذرت رسالة اخرى من اكل الاسماك لأن البحار والانهار ملوثة بفضلات صناعية والاسماك تأكل وتترسب النفايات في بطونها الى ان نأكلها فنتأثر بالسموم.
أين طيبات ما رزقت اذن اذا كان الدجاج مصابا بالانفلونزا والبقر مجنونا والسمك مسموما والشوكولاته مسرطنة والفاكهة والخضروات ملوثة بالمبيدات؟
خائفة انا ولكن الى اين المفر؟ هل احزم متاعي واهرب الى جزيرة نائية او قرية لم تصل اليها تكنولوجيا الصناعة والزراعة؟ انه حل لا يرضيني لأنني ان سلمت من انفلونزا الطيور وجنون البقر لن اسلم من جنون الاحساس بالوحدة لأنني انسان يحب الحضور بين الناس. الحل اذن هو رفض الاستسلام للخوف وادوات الخوف التي تصل في صيغة رسائل لا يمكن التيقن من صحة مضامينها يرسلها اشخاص يتلذذون ببث الخوف في قلبي وقلبك وقلوب الاخرين.