تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الميلاتونين علاج لظاهرة النهم الليلي


تركي بن محمد
06/06/2007, 02:29 PM
الليل طويل .. تستلقي على فراشك غير قادر على النوم ، تفكر في شيء تأكله . أي شيء .. أعصابك مشدودة ، متوتر ، قلق ، غاضب ، ستأكل لعلك تشعر بأعصابك أكثر هدوءا وربما استطعت أن تنام في سلام .. وهكذا تنهض للإغارة الليلية المعتادة على الثلاجة .. تصبح هذه العادة المتكررة مقترنة بالليل والنوم المتقطع . تأكل وأنت لا تشعر بالبهجة بل بالخجل مما تفعل وحدك في هدوء الليل .. بعد ذلك تعاني من زيادة الوزن ، فأنت لاتأكل كثيرا بالنهار ، ولكنه بالليل ، وبالرغم من رغبتك في إستعادة رشاقتك فان كل محاولاتك في مقاومة السمنة والتخلص منها تبوء بالفشل .
والنهم الليلي أو الرغبة في الأكل ليلا ، يتناول من يعانون منه أكثر من 50 % من طعامهم اليومي بعد الثامنة مساء ، ربما كان له علاقة بضغوط الحياة أكثر من الجوع أوالعوامل العاطفية والنفسية الأخرى . وبالرغم من أن هذه الظاهرة ليست شائعة بين عامة الناس ، الا أن الدراسات أظهرت أنها موجودة في ربع عدد الأشخاص الذي يعانون من السمنة.
والحقيقة أن هذه الظاهرة معروفة وموضوعة على بساط البحث منذ أمد طويل ويتميز أصحابها بالتالي:
* عدم الاحساس بالجوع وإنعدام الشهية أثناء النهار .
* عدم تناول وجبة الافطار وتأخير أول وجبة عدة ساعات بعد الاستيقاظ ، مع الاحساس بالذنب مما تم تناوله الليلة الماضية .
* الأرق وصعوبة النوم ليلا .
* زيادة الشهية في الليل .
* إلتهام كميات كبيرة من الطعام في المساء معظمها بعد وجبة العشاء أكثر من خلال الوجبة نفسها ، ثم الاستيقاظ لتناوله حتى بعد الاستغراق في النوم حيث يكون الشخص مصابا بالأرق أو صعوبة النوم .
* تستمر الحالة أكثر من شهرين .
* الشعور بالتوتر والقلق .
* يعتقد أن هذه الحالة مرتبطة بالضغوط وغالبا بالإكتئاب حيث يصبح الإنسان أكثر قلقا وتوترا وعصبية وغضبا في الليل ، مع الإحساس بالذنب والخجل من النفس أثناء تناول الطعام وليس المتعة .
* يميل الشخص إلى تناول الأطعمة الغنية بالمواد الكهربوهيدراتية مثل السكريات والنشويات .
وتختلف هذه الأعراض عن تلك التي تحدث في حالات النهم الأخرى التي تتميز بفترات قصيرة من الرغبة الشديدة في الأكل والتهام كل ما يقابله الانسان . فالانسان الذي يعاني من ظاهرة الأكل ليلا يأكل باستمرارية متواصلة في المساء والليل . وأسباب هذه الظاهرة لم يتم التعرف عليها بعد ، ويعتقد أنها نتيجة لتداخل عوامل بيئية وبيولوجية تؤثر على أصحابها فتجعلهم يعانون منها ومن تبعاتها .
وقد قام باحثون نرويجيون بدراسة التركيبة العصبية الهورمونية للظاهرة ، وقاموا بقياس معدلات هورمونات الضغوط في مجموعة صغيرة من النساء اللاتي يعانين من هذه الظاهرة مع مقارنتها بمجموعة طبيعية من النساء ، ثم قاموا بحقن المشاركات من المجموعتين بجرعة من الهورمون المثير لردة فعل جسدية مماثلة للتعرض لضغوط ، وقاسوا مستويات الهورمونات المنشطة للأدرينالين والنورأدرينالين والكورتيزول كنتيجة لهذا الحقن .
في مجموعة اللاتي يأكلن ليلا كانت النتيجة ضعف معدلات الاستجابة ، وهذه النتائج التي نشرت في فبراير 2002 في "المجلة الأمريكية للفسيولوجي والغدد الصماء والميتابوليزم" تقترح أن ردة فعل غير سليمة للضغوط ، تتميز بانخفاض في مستويات هرمونات الانفعال ، قد تكون هي السبب لظاهرة الأكل ليلا ، كما توضح أن مستوى هورموني الميلاتونين والليبتين كان منخفضا في دم من يأكلون ليلا . ومن المعروف ان وظائف غير طبيعية للغدة النخامية قد وجدت بالفعل في حالات مرضية أخرى مثل الأرق ومرض التعب المزمن ، والأمراض النفسية المتعلقة بتناول الطعام ، واضطرابات المزاج الأخرى .
وهكذا فان هذا البحث يثبت أن غارة منتصف الليل على الثلاجة ليست نتيجة لمعدة جائعة ، بل بسبب فشل الجسم للاستجابة السليمة للضغوط النفسية ، يستتبع ذلك تأثيرات نفسية وجسدية غير صحية بالطبع أولها السمنة وعدم قيام الجسم بوظائفه الطبيعية براحة .
ولقد وجد الباحثون أن الآكلين ليلا يختارون المواد الكربوهيدراتية مثل السكريات والنشويات بالأكثر لأنها تحفز المخ لافراز ما يسمي بكيماويات الاحساس الجيد ، فيبدو أن الأكل ليلا هو محاولة تلقائية للعلاج الذاتي من مشاكل انحراف المزاج .
ومن الطريف أن بعض العلماء يعتبرون ظاهرة النهم الليلي حالة نادرة من ظاهرة المشي اثناء النوم أو هي حالة من الخلل في الاستثارة ، حيث أن المصابين بها قد يأكلون دون أن يدروا ماذا هم فاعلون ، فقط يجدون أجسامهم وقد ازدادت وزنا . وهي ظاهرة يمكن أن تصيب كل الأعمار والأجناس ولكنها تكون واردة بنسبة اكبر في النساء الصغيرات .
علاج حالة النهم الليلي :
حيث أن الأبحاث اقترحت أن هناك انخفاظا ملحوظا في هورمون الميلاتونين خلال الليل في الآكلين ليلا أكثر من الأشخاص العاديين الذين لا يعانون من هذه الحالة ، وحيث أن مستوى الميلاتونين يرتفع طبيعيا خلال الليل لكي يحافظ على استمرارية النوم مما يفسر لماذا يستيقظ أصحاب هذه الظاهرة كثيرا خلال الليل ، فان استخدام الميلاتونين في علاج هذه الحالة يصبح طبيعيا ومرغوبا . كما أن تناول الحمض الأميني "تربتوفان" سيساعد بصورة كبيرة في علاج الحالة حيث أن تناول الكربوهيدرات يكون بغرض زيادة نسبة التربتوفان الذي ينقلب في الجسم الى مادة السيروتونين التي تهديء المخ ، وتبعث احساسا بالرضي والابتهاج ، وتنقلب مادة السيروتونين بدورها الى مادة الميلاتونين التي تحافظ على استمرارية النوم.
وهكذا يا أيها الباحثون والباحثات عن الرشاقة ، فإن إنتظام ساعات النوم قد يكون هو الحل ، مع ضبط الساعة البيولوجية . ولكن يجب أن نتذكر أيضا أننا قد نساهم عن دون قصد في احداث هذه الحالة التي تربك الصحة وتتلف الرشاقة اذا ما اسرفنا في النوم صباحا ونهارا ، مما يؤدي الى صعوبة النوم ليلا ، فلا نجد ما نفعله للتسلية على أنفسنا سوي الاغارة على الثلاجة بعد منتصف الليل !

محبة الخير
06/06/2007, 11:25 PM
شكرا لك بارك الله فيك