مشهور
11/06/2007, 02:02 AM
وهرب النوم منا!
همس في أذني قائلا: ب. ب.. هذه هي الوصفة الاخيرة! جربها.. دعك من كلام الدكاترة.. كلامهم فارغ! اسألني أنا!
وب.ب هذه مع الأسف ليست اختصاراً لاسم كوكب السينما: بريجيت باردو! ولكنها اختصار لشيء آخر.. وذهبت فوراً وطلبت من الخواجة خرالامبو أن يضع لي هذه الوصفة فوراً، فإنني لم أنم منذ ثلاثة أيام لا ليلا ولا نهارا..
لقد جربت الحبوب المنومة.. لقد جعلتني أنام.. أسقط في بئر عميقة ولا أعرف كيف نزلت إليها.. ولكن في الصباح أعرف بوضوح أنني سقطت برأسي.. فرأسي ما يزال يوجعني.. ما أزال نائماً.. كأن القرص المنوم حشرة غريبة، تسللت إلى داخلي وسكنت هناك.. وكان لا بد أن أقاومها بالمبيدات الحشرية من الشاي السادة والقهوة المرة.. واظل أطاردها حتى تختفي.. ويجيء الليل ولا أعرف كيف أنام.. فأعود إلى الأقراص المنومة.. وإلى الشاي والقهوة.. وأخيراً قررت أن أعدل عن هذه المعركة.. وان ابحث عن طريقة أخرى..
قال الخبراء: عليك باللبن الساخن قبل النوم..
وكنت أشرب ما تنتجه بقرة هولندية.. ويظل الأرق يمسك رأسي كأنه كورسيه من حديد.
وقال الخبراء: بل عليك بالدش الساخن.
في الصيف؟ في هذا الحر؟ يقولون: ما يهمش!
وعانيت حرارة الماء، وحرارة الهواء، واكتويت بالعرق.. وهلك النوم في داخلي.. وجاء ورثة النوم.. الصداع والأرق.. والإمساك يطالبونني بأن أوقع على كل ساعات الليل كأنني حارس لأحد الورش.. أو عسكري الدورية.. وكنت أفعل..
وقال لي ناقد رياضي: بعض الحركات الانسيابية..
وفي الظلام كنت أقول لنفسي: يمين.. شمال.. محلك سر.. إلى الأمام.. كتفا سلاح..
وهرب النوم مني ومن الذين ينامون في الفرقة التي تحتي!
آه.. لم يبق أمامك إلا الموسيقى.. ان النوم يتسلق السلالم الموسيقية إلى عيون الناس.. لماذا؟ لأن هناك قصة اغريقية قديمة تقول: إله النوم اسمه «مورفيوس» وكان مورفيوس هذا يمسك مزماراً وينفخ فيه.. فإذا الطيور تتساقط من السماء، والوحوش تخرج من الغابات، والحشرات تنطلق من الصخور.. وكلها تمشي وراءه، وهي مغمضة العيون.. ان موسيقاه هي النوم.. وفتحت الراديو وكانت موسيقى.. ويبدو أن السلالم الموسيقية لهذه الرقصات عصبية متشنجة.. لقد كانت تقذف بالنوم من فوقها بعيداً عني.. ولم أنم!!
ومن النافذة أرى على الأسطح المجاورة أناساً ناموا.. تكوموا والتووا كأنهم مغص سطحي.. وفي نومهم يتحركون كالدود في الطين.. وقد أسند كل منهم رأسه إلى شبه وسادة.. من قوالب الطوب.. وهات يا نوم.. وأتلفت حولي.. الأنوار كأنها عيون ساهرة.. وبدأت تطبق أجفانها الواحد بعد الآخر.. والأصوات بدأت تتلاشى..
ان النوم يتمشى من بيت إلى سطح من أب إلى أم إلى طفل إلى كلب.. ان النوم ساهر على الآخر.. مسكين لقد طار النوم من عينيه.. ومع ذلك لم يشأ أن يمر على غرفتي.. انها رائحة الوصفة الملعونة: انها رائحة ب.. ب.. أقصد البيض والبصل!
همس في أذني قائلا: ب. ب.. هذه هي الوصفة الاخيرة! جربها.. دعك من كلام الدكاترة.. كلامهم فارغ! اسألني أنا!
وب.ب هذه مع الأسف ليست اختصاراً لاسم كوكب السينما: بريجيت باردو! ولكنها اختصار لشيء آخر.. وذهبت فوراً وطلبت من الخواجة خرالامبو أن يضع لي هذه الوصفة فوراً، فإنني لم أنم منذ ثلاثة أيام لا ليلا ولا نهارا..
لقد جربت الحبوب المنومة.. لقد جعلتني أنام.. أسقط في بئر عميقة ولا أعرف كيف نزلت إليها.. ولكن في الصباح أعرف بوضوح أنني سقطت برأسي.. فرأسي ما يزال يوجعني.. ما أزال نائماً.. كأن القرص المنوم حشرة غريبة، تسللت إلى داخلي وسكنت هناك.. وكان لا بد أن أقاومها بالمبيدات الحشرية من الشاي السادة والقهوة المرة.. واظل أطاردها حتى تختفي.. ويجيء الليل ولا أعرف كيف أنام.. فأعود إلى الأقراص المنومة.. وإلى الشاي والقهوة.. وأخيراً قررت أن أعدل عن هذه المعركة.. وان ابحث عن طريقة أخرى..
قال الخبراء: عليك باللبن الساخن قبل النوم..
وكنت أشرب ما تنتجه بقرة هولندية.. ويظل الأرق يمسك رأسي كأنه كورسيه من حديد.
وقال الخبراء: بل عليك بالدش الساخن.
في الصيف؟ في هذا الحر؟ يقولون: ما يهمش!
وعانيت حرارة الماء، وحرارة الهواء، واكتويت بالعرق.. وهلك النوم في داخلي.. وجاء ورثة النوم.. الصداع والأرق.. والإمساك يطالبونني بأن أوقع على كل ساعات الليل كأنني حارس لأحد الورش.. أو عسكري الدورية.. وكنت أفعل..
وقال لي ناقد رياضي: بعض الحركات الانسيابية..
وفي الظلام كنت أقول لنفسي: يمين.. شمال.. محلك سر.. إلى الأمام.. كتفا سلاح..
وهرب النوم مني ومن الذين ينامون في الفرقة التي تحتي!
آه.. لم يبق أمامك إلا الموسيقى.. ان النوم يتسلق السلالم الموسيقية إلى عيون الناس.. لماذا؟ لأن هناك قصة اغريقية قديمة تقول: إله النوم اسمه «مورفيوس» وكان مورفيوس هذا يمسك مزماراً وينفخ فيه.. فإذا الطيور تتساقط من السماء، والوحوش تخرج من الغابات، والحشرات تنطلق من الصخور.. وكلها تمشي وراءه، وهي مغمضة العيون.. ان موسيقاه هي النوم.. وفتحت الراديو وكانت موسيقى.. ويبدو أن السلالم الموسيقية لهذه الرقصات عصبية متشنجة.. لقد كانت تقذف بالنوم من فوقها بعيداً عني.. ولم أنم!!
ومن النافذة أرى على الأسطح المجاورة أناساً ناموا.. تكوموا والتووا كأنهم مغص سطحي.. وفي نومهم يتحركون كالدود في الطين.. وقد أسند كل منهم رأسه إلى شبه وسادة.. من قوالب الطوب.. وهات يا نوم.. وأتلفت حولي.. الأنوار كأنها عيون ساهرة.. وبدأت تطبق أجفانها الواحد بعد الآخر.. والأصوات بدأت تتلاشى..
ان النوم يتمشى من بيت إلى سطح من أب إلى أم إلى طفل إلى كلب.. ان النوم ساهر على الآخر.. مسكين لقد طار النوم من عينيه.. ومع ذلك لم يشأ أن يمر على غرفتي.. انها رائحة الوصفة الملعونة: انها رائحة ب.. ب.. أقصد البيض والبصل!