علي مبارك الزهراني
03/07/2007, 12:00 PM
أهل العروس يرون أن عدم تزيينها يخدش الفرح والبعض يرى أنه إسراف
كوافير خاص لتزيين سيارات العرائس بطرق مبتكرة تلفت الانتباه
الباحة: محمد آل ناجم
انتشرت في منطقة الباحة في السنوات الأخيرة ظاهرة الاهتمام بتزيين السيارات في مناسبات الزواج، ففي الوقت الذي أصبحت الكوافيرة من أبجديات يوم الزفاف عند كافة طبقات المجتمع، تجاوز الأمر ما يتعلق بالعروس وزينتها الخاصة بها، إلى السيارة التي ستستقلها إلى قصر الاحتفال، وبدأت قبل عدة سنوات بتكاليف بسيطة.
الأمر تطور مع ظهور المحلات المتخصصة التي باتت تتنافس في تزيين السيارات بالورود والزهور، وكتابة عبارات الفرح حول السيارة، مطلقين العنان لمخيلتهم في تزيينها بطريقة تجذب الانتباه، باستخدام مواد وابتكارات جديدة بحسب لون السيارة، حيث يوضع لها اللون الذي يشبه طرحة العروس، وتتنوع الأزهار المستخدمة، فتأتي في مقدمتها وعلى جوانبها وخلفها بطريقة فنية، مما جعل الإقبال على محلات زينة السيارات طيلة أيام الصيف يحقق رواجا كبيرا.
ورود ورسوم وعبارات
ومع تزايد المحلات التي تقوم بتزيين سيارات العرائس، تراوحت أسعارها بين 200 و 400 ريال، وقد يكون السعر يتجاوز هذا المبلغ، خصوصا إذا كانت السيارة من فئة "جيمس"، بحسب تنوع الشريط ونوعية أشكال وأحجام الزينة والمساحة التي يصاحبها تظليل بالألوان ورسوم وعبارات على مختلف نوافذ السيارة التي تقود موكب الزفاف إلى القصر.
وفي الوقت الذي يجمع الأغلبية على أن تزيين السيارات من مكملات مناسبة يوم الزفاف، يرى أهل العروس أن عدم تزيين السيارة الخاصة بنقل العروس مما يخدش الفرح بهذه المناسبة، ومما يقلل من الاحتفاء بابنتهم.
ضرورة لابد منها
قامت "الوطن" بجولة على بعض تلك المحلات، وسجلت بعض الانطباعات والآراء حول تلك الظاهرة، حيث يتفق صالح الغامدي وسعيد سعد في الحديث على أن تزيين موكب العروس أصبح يشغل بال أهل العروس، فقد كان من الكماليات وأصبح من الضروريات التي لابد منها، رغم أن موكب الزواج لا يقطع مسافة أكثر من 30 كم في أغلب الأحيان، ولكن أصبحت نظرة المجتمع لتزيين السيارة من باب إظهار الفرح، يقول علي عبدالله إن هناك إقبالاً كبيراً على تزيين سيارات الأفراح، ويتزايد الطلب عند اقتراب موسم الأفراح والمناسبات، مشيرا إلى أن أسعار التزيين تختلف على حسب طلب الزبون لنوعية الورود، فهناك ورد طبيعي وورد صناعي، وغالبية الزبائن يفضلون الورد الطبيعي، كما يفضلون تغطية السيارة بالكامل، وقد يزيد السعر ويختلف باختلاف نوع السيارة وحجمها، وكذلك نوعية الزينة المطلوبة .
تعبير عن الفرح
الفتيات يرين أن تزيين السيارات في حفلات الزفاف حق مشروع، بل من أساسيات الزواج، وهو نوع من التعبير عن الفرح، حيث تتفق نوال ومنى على أهمية تزيين سيارة العروس، فهذا الأمر لا يكلف المال الكثير، بل يعتبر ذكرى عند العروس لاتنساها، عندما تستقل تلك السيارة المشرعة بالورود والزهور بينما تشير أحلام الغامدي إلى أمر هام على حسب تعبيرها وهو أن هذه الظاهرة أو" الموضة " ظهرت عندما بدأت موضات فستان العروس في الظهور والانتشار، وبذلك لم تكن العروس تستطيع أن تلبس فستانها مع العباءة، فيقوم أهل العروس بتغطية السيارة بالورود والمواد الحاجبة للرؤية، وبالتدريج تحولت إلى أمر ضروري عند الكثير من الأسر.
تباهي وتفاخر
ويؤكد الكثير من أبناء المنطقة أن في مثل هذا الوقت من كل عام تكثر احتفالات الزواج، ويزداد معها هم الأسر في الإعداد والاستعداد وإتمام مراسيم الزفاف على أصولها، في وقت يتحمل العريس وأسرته تكاليف الزواج التي لا تخلو عادة من مظاهر التباهي والتفاخر التي ارتبطت في أذهان الكثير من الناس بأنها من مظاهر التقدير والاحترام للعروس وأهلها.
ومناسبات الزواج اليوم طرأت عليها مظاهر جديدة، وأصبحت تكلف الأسر الشيء الكثير من الجهد والمال بدءا من المهر المرهق للعريس وأهله، مرورا بالتفاصيل الطويلة العريضة، وانتهاء بوليمة الاحتفال العامرة التي لا تخلو من مظاهر الإسراف والتبذير غالبا، ويرى البعض أن من جملة المظاهر الدخيلة على الاحتفالات المحلية التقليدية حفلة الخطوبة وحفلة الحناء والزفة وتأجير الصالات والفنادق والمشاغل وغيرها من المظاهر غير المبررة التي تحمّل الأسر أعباء ثقيلة تفوق طاقاتها أحيانا.
ويلاحظ أن تلك التكاليف ليست مقصورة على الأسر الغنية فقط، بل شملت معظم الأسر محدودة الدخل وعديمة الدخل أيضا، حتى بتنا نتوقع ظهور عادات جديدة والتباهي والتفاخر بين الأسر في مثل هذه المناسبات يلقيان بآثارهما السلبية على المجتمع بأسره.
وفي الوقت الذي يؤيد البعض ظاهرة تزيين السيارات في مناسبات الزواج، يرى البعض الآخر أن تزيينها والمبالغة في ذلك يعّد من مظاهر الإسراف والتبذير على الإطلاق، لاسيما إذا ما عرفنا أن صلاحيته تنتهي بعد وصول السيارة إلى القصر بساعات، وتكون نهايته العبث من الصغار، بعد أن كلف الأسرة آلاف أو مئات الريالات.
كوافير خاص لتزيين سيارات العرائس بطرق مبتكرة تلفت الانتباه
الباحة: محمد آل ناجم
انتشرت في منطقة الباحة في السنوات الأخيرة ظاهرة الاهتمام بتزيين السيارات في مناسبات الزواج، ففي الوقت الذي أصبحت الكوافيرة من أبجديات يوم الزفاف عند كافة طبقات المجتمع، تجاوز الأمر ما يتعلق بالعروس وزينتها الخاصة بها، إلى السيارة التي ستستقلها إلى قصر الاحتفال، وبدأت قبل عدة سنوات بتكاليف بسيطة.
الأمر تطور مع ظهور المحلات المتخصصة التي باتت تتنافس في تزيين السيارات بالورود والزهور، وكتابة عبارات الفرح حول السيارة، مطلقين العنان لمخيلتهم في تزيينها بطريقة تجذب الانتباه، باستخدام مواد وابتكارات جديدة بحسب لون السيارة، حيث يوضع لها اللون الذي يشبه طرحة العروس، وتتنوع الأزهار المستخدمة، فتأتي في مقدمتها وعلى جوانبها وخلفها بطريقة فنية، مما جعل الإقبال على محلات زينة السيارات طيلة أيام الصيف يحقق رواجا كبيرا.
ورود ورسوم وعبارات
ومع تزايد المحلات التي تقوم بتزيين سيارات العرائس، تراوحت أسعارها بين 200 و 400 ريال، وقد يكون السعر يتجاوز هذا المبلغ، خصوصا إذا كانت السيارة من فئة "جيمس"، بحسب تنوع الشريط ونوعية أشكال وأحجام الزينة والمساحة التي يصاحبها تظليل بالألوان ورسوم وعبارات على مختلف نوافذ السيارة التي تقود موكب الزفاف إلى القصر.
وفي الوقت الذي يجمع الأغلبية على أن تزيين السيارات من مكملات مناسبة يوم الزفاف، يرى أهل العروس أن عدم تزيين السيارة الخاصة بنقل العروس مما يخدش الفرح بهذه المناسبة، ومما يقلل من الاحتفاء بابنتهم.
ضرورة لابد منها
قامت "الوطن" بجولة على بعض تلك المحلات، وسجلت بعض الانطباعات والآراء حول تلك الظاهرة، حيث يتفق صالح الغامدي وسعيد سعد في الحديث على أن تزيين موكب العروس أصبح يشغل بال أهل العروس، فقد كان من الكماليات وأصبح من الضروريات التي لابد منها، رغم أن موكب الزواج لا يقطع مسافة أكثر من 30 كم في أغلب الأحيان، ولكن أصبحت نظرة المجتمع لتزيين السيارة من باب إظهار الفرح، يقول علي عبدالله إن هناك إقبالاً كبيراً على تزيين سيارات الأفراح، ويتزايد الطلب عند اقتراب موسم الأفراح والمناسبات، مشيرا إلى أن أسعار التزيين تختلف على حسب طلب الزبون لنوعية الورود، فهناك ورد طبيعي وورد صناعي، وغالبية الزبائن يفضلون الورد الطبيعي، كما يفضلون تغطية السيارة بالكامل، وقد يزيد السعر ويختلف باختلاف نوع السيارة وحجمها، وكذلك نوعية الزينة المطلوبة .
تعبير عن الفرح
الفتيات يرين أن تزيين السيارات في حفلات الزفاف حق مشروع، بل من أساسيات الزواج، وهو نوع من التعبير عن الفرح، حيث تتفق نوال ومنى على أهمية تزيين سيارة العروس، فهذا الأمر لا يكلف المال الكثير، بل يعتبر ذكرى عند العروس لاتنساها، عندما تستقل تلك السيارة المشرعة بالورود والزهور بينما تشير أحلام الغامدي إلى أمر هام على حسب تعبيرها وهو أن هذه الظاهرة أو" الموضة " ظهرت عندما بدأت موضات فستان العروس في الظهور والانتشار، وبذلك لم تكن العروس تستطيع أن تلبس فستانها مع العباءة، فيقوم أهل العروس بتغطية السيارة بالورود والمواد الحاجبة للرؤية، وبالتدريج تحولت إلى أمر ضروري عند الكثير من الأسر.
تباهي وتفاخر
ويؤكد الكثير من أبناء المنطقة أن في مثل هذا الوقت من كل عام تكثر احتفالات الزواج، ويزداد معها هم الأسر في الإعداد والاستعداد وإتمام مراسيم الزفاف على أصولها، في وقت يتحمل العريس وأسرته تكاليف الزواج التي لا تخلو عادة من مظاهر التباهي والتفاخر التي ارتبطت في أذهان الكثير من الناس بأنها من مظاهر التقدير والاحترام للعروس وأهلها.
ومناسبات الزواج اليوم طرأت عليها مظاهر جديدة، وأصبحت تكلف الأسر الشيء الكثير من الجهد والمال بدءا من المهر المرهق للعريس وأهله، مرورا بالتفاصيل الطويلة العريضة، وانتهاء بوليمة الاحتفال العامرة التي لا تخلو من مظاهر الإسراف والتبذير غالبا، ويرى البعض أن من جملة المظاهر الدخيلة على الاحتفالات المحلية التقليدية حفلة الخطوبة وحفلة الحناء والزفة وتأجير الصالات والفنادق والمشاغل وغيرها من المظاهر غير المبررة التي تحمّل الأسر أعباء ثقيلة تفوق طاقاتها أحيانا.
ويلاحظ أن تلك التكاليف ليست مقصورة على الأسر الغنية فقط، بل شملت معظم الأسر محدودة الدخل وعديمة الدخل أيضا، حتى بتنا نتوقع ظهور عادات جديدة والتباهي والتفاخر بين الأسر في مثل هذه المناسبات يلقيان بآثارهما السلبية على المجتمع بأسره.
وفي الوقت الذي يؤيد البعض ظاهرة تزيين السيارات في مناسبات الزواج، يرى البعض الآخر أن تزيينها والمبالغة في ذلك يعّد من مظاهر الإسراف والتبذير على الإطلاق، لاسيما إذا ما عرفنا أن صلاحيته تنتهي بعد وصول السيارة إلى القصر بساعات، وتكون نهايته العبث من الصغار، بعد أن كلف الأسرة آلاف أو مئات الريالات.