مشهور
07/07/2007, 02:49 AM
الاستاذ صلاح بن سعيد الزهراني
المستشار بمكتب وكيل امانة مدينة الرياض
قد تدرج في الوظيقة في بترومين المواسسة العامه للبترول والمعادن
من نشاتها الى ان وصل مدير لمكتب نائب المحافظ لشئون التخطيط سعادة الاستاذ عبدالله بن سعود البلهيد رحمه الله ومن ثم غادرنا الى امانة مدينة الرياض مديرا لمكتب الوكيل لشئون الخدمات ومكث فيها الى اليوم ولاكنه كان مقل في الكتابه بعد ان ارتبط بعمله الجديد في امانة مدينة الرياض لكثر ارتباطه بعمله واليوم يطل علينا الاستاذ صلاح من جديد وبالمناسبة هذه المقالة هي احد المقالات التي كان يكتبها وهو على راس العمل في المؤسسه العامه للبترول والمعادن اذن الى المقاله مع التحية والتقدير للاستاذ صلاح بن سعيد الزهراني ونتمنا له دوام التقدم ولازدهار ابو مشعل
مشهور
الأحد 29 جمادى الثانية 1393هـ الموافق 29 يوليو 1973م - العدد (663)
و.. بكل أدب انسحبت! (جريدة الجزيرة ايام زمان )
و.. عدت إلى صومعتي! وبكيت.. بكيت بشكل هستيري.. ليس على زوجة فقدتها.. ولكن على الصديق الوفي الذي خسرته!!
- كان يعيش في قوقعة منزويا عن الناس من مدرسته إلى منزله.. وهذا لا يعني شغفه بالتعليم.. بل هو الخجل.. تربطني به صلة قرابة.. كان دمث الأخلاق.. أجتمع إليه وأجد فيه الكثير من المرح وحب النكتة.. ولكن إذا حضرنا ثالث أصبح أشبه (ببوذا) في جموده.. عندها قررت أن أبذل جديا قصارى جهدي معه في إخراجه من قوقعته ليعيش حياة الاختلاط بالناس والتعرف على بيئتهم من قريب.. كما أنه يوجد لديهم (أعني أهله) مجموعة سيارات ويقاربني في العمر ومع ذلك لا يجيد السواقة خوفا من الحوادث ويستحيي المسكين يشوفه أحد زملائه يسوق.
- وبدأت التجربة معه.. أولا بإحضاره إلى منزلي في أيام العطل وخاصة الصيفية لأن عائلته تسافر (برا) وهو يا حرام خجلان.. البيت أحسن مع الخدم.. أحضرته مرات كثيرة ويحضرنا بعض أصدقائي منهم الرياضي والجامعي والشاعر وحفظة النكتة.. وفي الأسبوع الأول يجلس القرفصاء ولا حياة لمن تنادي.. يضحك بحاجبيه من النكتة وتتسع عيناه من الدهشة أحيانا.. وهلم جرا.. وبعدها بأسابيع بدأ يتعلم بعض اللعبات الشعبية ويطبقها ويحفظ النكات والمقالب ويطبقها على خدمه.. بعدها بعام واحد فقط وجدت فيه تغيرا جذريا، أصبح (انطلاقيا) إلى أبعد الحدود، مرحا جدا يحب الناس! وتعلم السواقة وأصبح لديه سيارة وأنا يا خسارة، أيامها، ما عندي ولا سيكل.. ومرت الأيام حلوة وكان في كل عام يحالفه النجاح.. حتى أنهى دراسته.. وانخرط في مجال العمل.. ولازلنا الأخوة المعهودين.. إلى هنا كل شيء ممتاز، ولكن من هنا تبدأ أيضا المشكلة: فقد شرعت أبحث عن حياة الهدوء.. عن الزواج والراحة النفسية؛ فقد سئمت العزوبية.. وكان أخي ذلك هو مستشاري في كل شيء، وتعرفت على عائلة ممتازة، تقدمت لخطبة إحدى بناتها.. وبدأت أولى عمليات الاستعداد للزواج.. وكان ذلك الأخ يرافقني دائما إلى منزل العائلة التي كانت معي غاية في الرقة والموافقة التامة، وبدأت أخطط لحياة الزواج وطريقه: الملكة والفرح وكم تكاليفه.. وشهر العسل كذلك! كان ذلك الصديق أو الأخ يطلب مني التريث في ذلك الزواج: أصبر خليك شويه باقي عليك كذا وكذا! آخذ نصائحه عن طيبة خاطر وكيف لا وهو قريبي وثقتي به متناهية.. ثلاثة عشر عاما عشناها معا.. وأكملت جميع النواقص وبدأ الاستعداد التام وقررنا عقد القران ليلة الجمعة.. واستعد أخي ذلك بطبع الدعوات وتوزيعها على الأقارب والأصدقاء.. ولكن القدر وعملي قررا ألا تتم الملكة في ذلك اليوم، وسافرت في مهمة رسمية لمدة شهر تقريبا.. ووعدني والد الخطيبة بالانتظار إلى حين عودتي.. ورحلت وفي وداعي ذلك الأخ.. الذي قال كل تأخيرة فيها خيرة.. وغبت شهراً وعدت بعده محملا بالهدايا المناسبة للخطيبة وأهلها وأخي ذلك الغالي.. وصلت وذهبت إلى منزلي ورأسا التلفون، اتصلت بأخي أولا ورد علي هو بنفسه.. واطمأننا عن صحة بعض.. وطلبت حضوره.. هنا ولأول مرة أجد منه الاعتذار لارتباطه بموعد.. لم آخذ عليه وقلت سأحضر أنا، وصاح بصوت كاد يخرق طبلة أذني بقوله لا!!.. لا تجي أنا مانيب فيه.. وضعت السماعة وقلبي يحدثني بوقوع ما لا تحمد عقباه.. وركبت سيارتي وذهبت إلى منزل أنسابي ومعي الهدايا، وطرقت الباب ودخلت بحفاوة مجاملة لم أحملها على محمل ما، وعندما فاتحت والدها بتحديد اليوم المناسب تهرب من الجواب وأخذ يحاول إقناعي بشي ما.. وأخيرا كان جواب شقيقها يشع من الخجل قال: تأخرت ولقت نصيبها! تصور كم ذهلت من المفاجأة! وبكل أدب انسحبت عائدا بهداياي إلى منزل أخي، وكم فوجئت مرة أخرى بأسلاك (الكهرباء) الملونة والحركة الدائبة.. إنه زواج لمن يا تُرى؟.. وبسرعة فائقة كدت أتسبب في حادث عائدا إلى منزل أنسابي سابقاً.. وخرج الأخ الأكبر (ذلك اليوم) وطلبت منه بكسر خاطر أرجوك أخبرني من هو ذلك العابث الذي.. أجابني جوابا أشد وطأة من وقع صاعقة على كاهلي.. أجابني باستهزاء.. صاحبك وقريبك فلان.. روح بارك له!!
صديقي؟!!.. ذلك الأخ هو السبب.. اظلم النهار في عيني وكدت أصاب بصدمة تودي بي.. بعد ذلك عدت بصعوبة إلى منزلي أو قوقعتي أطوي في قلبي ومنزلي الجرح العميق ممن؟! من أخلص وهبته كل الوسائل التي أستطيع ليكون سعيدا.. وهو بدوره وهبني كل الوسائل لأكون شقيا.
ليلة عرسه عزمت على أن أذهب لأبارك له وأراه من قريب.. استقبلني والده بجفوة.. وطلبت مقابلته.. لم يستطع الحضور.. وعذرته فطبعا بأي وجه يقابلني.. وخرجت من العرس والطبول تقرع في أذني وكأنها تواسيني في مصابي.. وسرت من دون سيارة إلى صومعتي.. لم أشعر إلا وأنا بعيد جدا عنها وعدت.. إلى ذلك المنزل الذي حوى بين طياته الكثير من الذكريات والصور الجميلة.. بكيت بشكل هستيري ليس على الزواج ولكن على الصديق الوفي. لم أكن أؤمن بقول من قال: لاوجود لثلاث (الغول والعنقاء والخل الوفي) وآمنت.. ومرض قلبي وكرهت العيش في بلد يضمنا معا، ولكن ثقتي بنفسي وقوة إرادتي جعلاني أبقى لأتعلم درسا من دروس الحياة.. ثقتي الآن أصبحت مهزوزة بكل الأصدقاء.. ليته صارحني بذلك لكنت تنازلت له عن طيبت خاطر، فكثيرا ما ضحيت وصدق القائل (أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني).
صلاح بن سعيد الزهراني
بترومين - الرياض
المستشار بمكتب وكيل امانة مدينة الرياض
قد تدرج في الوظيقة في بترومين المواسسة العامه للبترول والمعادن
من نشاتها الى ان وصل مدير لمكتب نائب المحافظ لشئون التخطيط سعادة الاستاذ عبدالله بن سعود البلهيد رحمه الله ومن ثم غادرنا الى امانة مدينة الرياض مديرا لمكتب الوكيل لشئون الخدمات ومكث فيها الى اليوم ولاكنه كان مقل في الكتابه بعد ان ارتبط بعمله الجديد في امانة مدينة الرياض لكثر ارتباطه بعمله واليوم يطل علينا الاستاذ صلاح من جديد وبالمناسبة هذه المقالة هي احد المقالات التي كان يكتبها وهو على راس العمل في المؤسسه العامه للبترول والمعادن اذن الى المقاله مع التحية والتقدير للاستاذ صلاح بن سعيد الزهراني ونتمنا له دوام التقدم ولازدهار ابو مشعل
مشهور
الأحد 29 جمادى الثانية 1393هـ الموافق 29 يوليو 1973م - العدد (663)
و.. بكل أدب انسحبت! (جريدة الجزيرة ايام زمان )
و.. عدت إلى صومعتي! وبكيت.. بكيت بشكل هستيري.. ليس على زوجة فقدتها.. ولكن على الصديق الوفي الذي خسرته!!
- كان يعيش في قوقعة منزويا عن الناس من مدرسته إلى منزله.. وهذا لا يعني شغفه بالتعليم.. بل هو الخجل.. تربطني به صلة قرابة.. كان دمث الأخلاق.. أجتمع إليه وأجد فيه الكثير من المرح وحب النكتة.. ولكن إذا حضرنا ثالث أصبح أشبه (ببوذا) في جموده.. عندها قررت أن أبذل جديا قصارى جهدي معه في إخراجه من قوقعته ليعيش حياة الاختلاط بالناس والتعرف على بيئتهم من قريب.. كما أنه يوجد لديهم (أعني أهله) مجموعة سيارات ويقاربني في العمر ومع ذلك لا يجيد السواقة خوفا من الحوادث ويستحيي المسكين يشوفه أحد زملائه يسوق.
- وبدأت التجربة معه.. أولا بإحضاره إلى منزلي في أيام العطل وخاصة الصيفية لأن عائلته تسافر (برا) وهو يا حرام خجلان.. البيت أحسن مع الخدم.. أحضرته مرات كثيرة ويحضرنا بعض أصدقائي منهم الرياضي والجامعي والشاعر وحفظة النكتة.. وفي الأسبوع الأول يجلس القرفصاء ولا حياة لمن تنادي.. يضحك بحاجبيه من النكتة وتتسع عيناه من الدهشة أحيانا.. وهلم جرا.. وبعدها بأسابيع بدأ يتعلم بعض اللعبات الشعبية ويطبقها ويحفظ النكات والمقالب ويطبقها على خدمه.. بعدها بعام واحد فقط وجدت فيه تغيرا جذريا، أصبح (انطلاقيا) إلى أبعد الحدود، مرحا جدا يحب الناس! وتعلم السواقة وأصبح لديه سيارة وأنا يا خسارة، أيامها، ما عندي ولا سيكل.. ومرت الأيام حلوة وكان في كل عام يحالفه النجاح.. حتى أنهى دراسته.. وانخرط في مجال العمل.. ولازلنا الأخوة المعهودين.. إلى هنا كل شيء ممتاز، ولكن من هنا تبدأ أيضا المشكلة: فقد شرعت أبحث عن حياة الهدوء.. عن الزواج والراحة النفسية؛ فقد سئمت العزوبية.. وكان أخي ذلك هو مستشاري في كل شيء، وتعرفت على عائلة ممتازة، تقدمت لخطبة إحدى بناتها.. وبدأت أولى عمليات الاستعداد للزواج.. وكان ذلك الأخ يرافقني دائما إلى منزل العائلة التي كانت معي غاية في الرقة والموافقة التامة، وبدأت أخطط لحياة الزواج وطريقه: الملكة والفرح وكم تكاليفه.. وشهر العسل كذلك! كان ذلك الصديق أو الأخ يطلب مني التريث في ذلك الزواج: أصبر خليك شويه باقي عليك كذا وكذا! آخذ نصائحه عن طيبة خاطر وكيف لا وهو قريبي وثقتي به متناهية.. ثلاثة عشر عاما عشناها معا.. وأكملت جميع النواقص وبدأ الاستعداد التام وقررنا عقد القران ليلة الجمعة.. واستعد أخي ذلك بطبع الدعوات وتوزيعها على الأقارب والأصدقاء.. ولكن القدر وعملي قررا ألا تتم الملكة في ذلك اليوم، وسافرت في مهمة رسمية لمدة شهر تقريبا.. ووعدني والد الخطيبة بالانتظار إلى حين عودتي.. ورحلت وفي وداعي ذلك الأخ.. الذي قال كل تأخيرة فيها خيرة.. وغبت شهراً وعدت بعده محملا بالهدايا المناسبة للخطيبة وأهلها وأخي ذلك الغالي.. وصلت وذهبت إلى منزلي ورأسا التلفون، اتصلت بأخي أولا ورد علي هو بنفسه.. واطمأننا عن صحة بعض.. وطلبت حضوره.. هنا ولأول مرة أجد منه الاعتذار لارتباطه بموعد.. لم آخذ عليه وقلت سأحضر أنا، وصاح بصوت كاد يخرق طبلة أذني بقوله لا!!.. لا تجي أنا مانيب فيه.. وضعت السماعة وقلبي يحدثني بوقوع ما لا تحمد عقباه.. وركبت سيارتي وذهبت إلى منزل أنسابي ومعي الهدايا، وطرقت الباب ودخلت بحفاوة مجاملة لم أحملها على محمل ما، وعندما فاتحت والدها بتحديد اليوم المناسب تهرب من الجواب وأخذ يحاول إقناعي بشي ما.. وأخيرا كان جواب شقيقها يشع من الخجل قال: تأخرت ولقت نصيبها! تصور كم ذهلت من المفاجأة! وبكل أدب انسحبت عائدا بهداياي إلى منزل أخي، وكم فوجئت مرة أخرى بأسلاك (الكهرباء) الملونة والحركة الدائبة.. إنه زواج لمن يا تُرى؟.. وبسرعة فائقة كدت أتسبب في حادث عائدا إلى منزل أنسابي سابقاً.. وخرج الأخ الأكبر (ذلك اليوم) وطلبت منه بكسر خاطر أرجوك أخبرني من هو ذلك العابث الذي.. أجابني جوابا أشد وطأة من وقع صاعقة على كاهلي.. أجابني باستهزاء.. صاحبك وقريبك فلان.. روح بارك له!!
صديقي؟!!.. ذلك الأخ هو السبب.. اظلم النهار في عيني وكدت أصاب بصدمة تودي بي.. بعد ذلك عدت بصعوبة إلى منزلي أو قوقعتي أطوي في قلبي ومنزلي الجرح العميق ممن؟! من أخلص وهبته كل الوسائل التي أستطيع ليكون سعيدا.. وهو بدوره وهبني كل الوسائل لأكون شقيا.
ليلة عرسه عزمت على أن أذهب لأبارك له وأراه من قريب.. استقبلني والده بجفوة.. وطلبت مقابلته.. لم يستطع الحضور.. وعذرته فطبعا بأي وجه يقابلني.. وخرجت من العرس والطبول تقرع في أذني وكأنها تواسيني في مصابي.. وسرت من دون سيارة إلى صومعتي.. لم أشعر إلا وأنا بعيد جدا عنها وعدت.. إلى ذلك المنزل الذي حوى بين طياته الكثير من الذكريات والصور الجميلة.. بكيت بشكل هستيري ليس على الزواج ولكن على الصديق الوفي. لم أكن أؤمن بقول من قال: لاوجود لثلاث (الغول والعنقاء والخل الوفي) وآمنت.. ومرض قلبي وكرهت العيش في بلد يضمنا معا، ولكن ثقتي بنفسي وقوة إرادتي جعلاني أبقى لأتعلم درسا من دروس الحياة.. ثقتي الآن أصبحت مهزوزة بكل الأصدقاء.. ليته صارحني بذلك لكنت تنازلت له عن طيبت خاطر، فكثيرا ما ضحيت وصدق القائل (أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني).
صلاح بن سعيد الزهراني
بترومين - الرياض