المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ....


علي مبارك الزهراني
07/07/2007, 11:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ....
وتمكين المجتمع الحضاري من البقاء !


( في كل مجتمع يبزغ منه طائفة مؤمنة مخلصة تحمل على عاتقها مهمة الإصلاح ، ذلك الإصلاح العظيم الذي يتناول جميع جوانب الحياة العلمية والعملية ، فهناك الإصلاح الفكري ، وهناك الإصلاح الاقتصادي ، وهناك الإصلاح الأسري والاجتماعي ، وعلى رأس كل هذا الإصلاح يأتي الإصلاح الديني والأخلاقي ، ذلك الإصلاح الذي يعد الثمن الغالي لتحقيق الوعد الإلهي بالبقاء والتمكين ) .

حين يكتب الله لأمة - مسلمة أو كافرة - النهوض ، فإنها تهب عليها رياح الجد والعمل ونكران الذات ، والبعد عن الشهوات ، فإذا بدأ " العد التنازلي " ولاحت علامات التدهور ، فإن الصفات الجادة الجيدة تختفي ، لتحل مكانها صفات الكسل ، وحب الذات والأنانية المفرطة والتواكل وحب إشباع الشهوات الشخصية على حسابا انحلال المجتمع ، حتى ليصبح أداء الواجب من أصعب الأمور ، وتنطلق الشهوات ، ويطرح الإيمان والفكر في زاوية هامشية ...
هكذا يقرر علماء الاجتماع وكتّاب التاريخ ، وما المجتمع اليوناني والروماني بالأمس والغربي اليوم عنا ببعيد ، هذا وهو قد دخلوا الحضارة من أوسع أبوابها ولكن أمراض الحضارة أهلكتهم فبادوا ، فما بالكم بمجتمعات شبه متخلفة حضاريا قد سكرت حتى الثمالة بأمراض الحضارة ، دون أن تسجل توقيعا في سجل التاريخ الحضاري !!

يقول المفكر ( مالك بن نبي ) : إن النهضة تبدأ روحية قوية ، يعمل فيها الكل بدافع ذاتي ، لا يطلب مغنما ولا يطمع في أجر ، ثم يعقب هذه المرحلة مرحلة ثانية ، تفلسف المرحلة الأولى فتنتشر العلوم والمعارف أعظم انتشار ، وفي المرحلة الثالثة والأخيرة ، تهيج الغرائز ، ويصبح هم الإنسان إشباع غرائزة ، عندها تتدهور وتسقط الحضارة ؛؛؛ انتهى !
هكذا الحالة في جميع المجتمعات الإنسانية ، هناك أقطاب تتصارع من أجل كسب أرض الواقع ، قطب يمثل أنصار الإصلاح ، وقطب يمثل أنصار الشهوات ، والتاريخ يخبرنا أن أنصار الشهوات لا يترددون في استخدام أي سلاح ولو غير أخلاقي ضد خصومهم ، كما أن التاريخ أيضا يخبرنا بأن أنصار الإصلاح أحيانا يشوهون عملهم الإصلاحيّ بممارسات سيئة قد تعود على عملهم كله بالويل والخراب .
ومن العجيب أنه على مر التاريخ لم تتم فيه عملية إصلاح حقيقية وناجعة وناجحة كانت تستلهم إصلاحها من الخارج أو تستورد الإصلاح من الغرباء ، بل كانت العمليات الإصلاحية تنبع من الداخل وفي صميم ضمير الأمة وعلى أكتاف أبنائها البررة .

وفي كل مجتمع يبزغ منه طائفة مؤمنة مخلصة تحمل على عاتقها مهمة الإصلاح ، ذلك الإصلاح العظيم الذي يتناول جميع جوانب الحياة العلمية والعملية ، فهناك الإصلاح الفكري ، وهناك الإصلاح الاقتصادي ، وهناك الإصلاح الأسري والاجتماعي ، وعلى رأس كل هذا الإصلاح يأتي الإصلاح الديني والأخلاقي ، ذلك الإصلاح الذي يعد الثمن الغالي لتحقيق الوعد الإلهي بالبقاء والتمكين ، وكانت فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي العلامة البارزة لذلك التحقيق ؛ قال الله تعالى : ( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ) .
وهذا الوعد هو في حقيقته أمر إلهي عظيم ، نزلت به السماء على قلب النبي العظيم محمد صلى الله عليه وسلم ؛ قال الحق عز وجل : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) .
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة فرضها الله عز وجل في محكم التنزيل ، لأنه بهذه الفريضة يبقى المجتمع المسلم مصونا ومحفوظا من الفواحش والمنكرات .
قال الحبيب صلى الله عليه وسلم ؛ في الحديث الصحيح : ( لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ، أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم ) !

( نظام الحسبة ... في ظل الدولة السعودية )

حينما مكن الله للملك عبدالعزيز - رحمه الله - فتح الرياض عام ( 1319هـ) كانت عملية الاحتساب يقوم بها رجال متطوعون احتسابا لوجه الله .
وكان أشهرهم الشيخ عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ - رحمه الله - الذي كان يقود عملية الإصلاح الديني والاجتماعي في الرياض وما حولها .
ولقد علم الملك المؤمن عبدالعزيز آل سعود أهمية هذه الفريضة في حفظ المجتمع المسلم من الجرائم والمنكرات فأصدر أمره بتأسيس هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
فأمر الملك عبدالعزيز الشيخ عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ بمتابعة أعمال الحسبة ، وزوده برجال يساعدونه في مهمته ، وبذلك انتقل عمله من مرتبة التطوع إلى مرتبة التكليف الرسميّ .
ومن تلك اللحظة المهمة أخذت البلاد ُتعنى بأمر الحسبة من قبل قادتها - وفقهم الله - حتى تطورت الهيئة والحسبة بشكل عظيم وكبير وصدرت الأوامر الملكية المتلاحقة على مر العقود في التمكين لهذا العمل النبيل .
حتى صدر المرسوم الملكي الكريم رقم ( م/37 وتاريخ 26/10/1400هـ ) المبني على قرار مجلس الوزراء رقم ( 161) وتاريخ 16/9/1400هـ بالموافقة على نظام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالصيغة التي لا يزال يعمل بها الآن .

ويمكن أن نلخص للقارئ العزيز بعض ما جاء في المرسوم الملكي الكريم ؛ كالتالي :
- الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جهاز مستقل يرتبط مباشرة برئيس مجلس الوزراء .
- يكون الرئيس العام للهيئة بمرتبة وزير .
- ينشأ في كل منطقة هيئة فرعية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
- للرئيس العام تشكيل لجان من الأعضاء والمحققين تتولى النظر في : المخالفات الشرعية ، والقضايا الأخلاقية ، وتحديد التهم ونوع العقوبات ، ويتولى المشرفون التأديب بموافقة الأمير .
- مادة رقم 10 : على الهيئات القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكل حزم وعزم .
- مادة 11 : تقوم هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بضبط مرتكبي المحرمات أو المتهمين بذلك ، أو المتهاونين بواجبات الشريعة الإسلامية والتحقيق معهم .
- مادة 12 : للهيئة حق المشاركة في مراقبة الممنوعات مما له تأثير على العقائد أو السلوك أو الآداب العامة مع الجهات المختصة .
- مادة 17 : تزود الهيئات بعدد كاف من رجال الشرطة .
* ومن متابعة مواد المرسوم الملكي نجد أن الهيئات أعطيت سلطات مهمة لتحقيق مهمتها ومن ذلك : سلطة الضبط ، والتحقيق ، وتوقيع العقوبة ، والرقابة على الممنوعات .
وللهيئة دور مهم في الاحتساب غي مجالات عدة منها : الاحتساب في مجال العبادات ، والآداب العامة ، والعقائد .

( أهمية نظام الحسبة في المجتمعات الحضارية )

أي مجتمع حضاري فإنه بحاجة ماسة إلى أنظمة إصلاحية في كافة مجالاته ، وعلى رأس هذه الأنظمة النظام الخاص برعاية الآداب والأخلاق .
ولا يخلو مجتمع من المجتمعات من أنظمة أمنية تحميه من الأخطار ، كذلك الأنظمة الرقابية سواء كانت تجارية أو إدارية أو أخلاقية .
ومن أهم المميزات للمجتمعات الإسلامية - وخاصة مجتمعنا ولله الحمد - وجود نظام الحسبة وإقامة فريضة الاحتساب ، ورعاية الدولة الإسلامية لهذا النظام الحساس .
ولو ذهبنا نعدد الفوائد والمميزات والثمرات العظيمة لجهاز الحسبة في بلادنا الحبيبة المملكة العربية السعودية لطال بنا المقام ، وأقل ما يوصف به هذا النظام أنه " صمام الأمان " و " ضمير المجتمع " و " مرآته الصافية " .
ولأن كانت التكتلات العلمانية والليبرالية تعادي أو تظهر العداء لهذا النظام ولهذه الفريضة ، فإن من الإنصاف أن لا نعمم ذلك ، فهناك من يسميهم البعض - علمانيين - يحسون بخطورة وأهمية هذا الجهاز بعد تحسسهم للواقع وهذه - في نظري - خطوة إيجابية من هؤلاء ومنصفة لهذا الجهاز الخطير .
أما بقية من يحمل العداء والكراهية والحقد للهيئة لأسباب أخلاقية أو عقائدية أو مرضية ، فإن أقل ما يقال في حقه أنه شخص حطمت الهيئة - وفقها الله - آماله في الوصول إلى أعراض وحرمات المؤمنين فكان الحقد يغلي في قلبه تجاه نظام الحسبة .
وقد كشف أحد رموز العلمانية وأقطابها الكبار حقيقة دعاوى هؤلاء الذين يزعمون أنهم أنصار المرأة والحرية ، فشهد على نفسه وعلى حزبه بأنهم كاذبون مخادعون يتربصون بالمرأة كي ينهشوا لحمها ويمزقوا شرفها !!

يقول المفكر العلماني ( بوعلي ياسين ) :
( الرجل - العلماني - المثقف في مجتمعنا يدعو إلى المساواة ويطالب المرأة بأن تكون ندا للرجل ولكنه نادرا ما يتزوج هذه المرأة المتساوية معه أو الند له ، إنه يقبلها صديقة ورفيقة وزميلة لكنه يخافها ويبتعد عنها كزوجة ، والفتاة التي تعقد صداقة مع شاب على طريق الزواج تخاطر بأن لا يقبلها رجل حتى لو حافظت على غشاء البكارة إنه يريدها غرّة ، ولذلك تراه يركض وراء المراهقات ) !!
شهادة من الداخل ... تبين الازدواجية النكدة التي يتعامل بها الرجل العلماني مع المرأة ، والمسكينة تظن أن وراء هذا العلماني ملاكا أبيضا وقلبا طاهرا !
هذا هو صنف من يحارب ويعادي فريضة الحسبة ومن يقوم بها ، ولكن الحسبة أصبحت هي صمام الأمان الذي بدونه ستغرق سفينة المجتمع الحضاري .
يقول الأخ الفاضل رجل الأمن ؛ اللواء ( جميل الميمان ) بشهادة رائعة تجسد حقيقة ثمار الهيئة ونظام الحسبة :
( بصفتي أحد رجال الأمن في المملكة العربية السعودية ، أسجل هنا بكل صراحة كلمة حق هي أنه لولا وجود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقيامها بواجبها ورسالتها السامية دون كلل أو ملل بتأييد من الحكومة ، لكانت المجتمعات السعودية في وضع مخل أخلاقيا ، ولما أمن المواطن على عرضه ، وهي بما تقوم به من أعمال جليلة هادفة إلى الخير والإصلاح ومحاربة الرذيلة بصورها المختلفة).
هذه شهادة من مسؤول أمني كبير يعرف قيمة الأمن والأعراض ، يسجل ما للهيئة من أهمية واقعية للحفاظ على أمن وسلامة وأخلاق المجتمع السعودي الحضاري .

( معوقات وعثرات في طريق الحسبة )

ومع أهمية هذا النظام الذي فرضه الله علينا ، إلا أنه يواجه بعض العقبات والعثرات التي تعيق تطوره وتقدمه وترسخه بما يجعله مواكبا للعصر وما فيه من تراجع قيميّ وأخلاقي .
ويمكن أن نوجز تلك المعوقات والعقبات والملاحظات كالتالي :
(1) أن الهيئة وفروعها بحاجة ماسة إلى كثير من الدعم المادي والمعنوي لتحقيق أهدافها على أتم وجه ، كما تحتاج إلى تزويدها بالعناصر الشبابية المؤهلة علميا وتدريبيا على أعمال الاحتساب ، لأن لدهم القدرة على فهم مشاكل العصر .
(2) حاجة رؤساء المراكز للتدريب المستمر والمكثف لتخطي عقبات ومشاكل العصر ، وتأدية أعمالهم بأسلوب يجمع الحكمة والالتزام ، الحكمة في إقناع المخالف بمخالفته ، والالتزام بأوامر الشرع ونواهيه .
(3) إن بعض أعضاء الهيئة أصيب بحالة فتور لإحساسهم بأنهم لا يجدون الاهتمام مثل غيرهم من موظفي الدولة ، من حيث الرواتب والمكافآت ، والبدلات ، وغيرها من الحوافز ، وأنهم يعانون في عملهم أكثر من غيرهم ، نظرا لاحتكاكهم بالجمهور ، وعلاقتهم بالقضايا الأمنية التي قد يدفع الإنسان نفسه في سبيلها .
(4) مهمة التحقيق في هذا العصر فن من الفنون وعلم له قواعده وطرقه نظرا لتعقد المشاكل وتمرس المجرمين في طرق الفساد ومقدرتهم على التخفيّ ، وهذا يتطلب أن يتعلم الأعضاء في الهيئة فن التحقيق المتطور .
(5) حاجة الهيئة لوسائل نقل واتصالات حديثة تمكنهم من الاتصال المباشر والسريع مع بقية الأجهزة الأمنية الأخرى مثل الشرطة والأمارة والمباحث .
(6) حالة الإحباط التي أصيب بها بعض أعضاء الهيئة بسبب ازدواجية الآداب الاجتماعية !
فحين يجد نفسه في فجوة بين القيم العالية المثالية التي يتعلمها ويعلمها وبين الواقع المرير المتناقض لما يعلمه ويتعلمه ، ولذلك اضطر كثير من أعضاء الهيئة لترك الهيئة بسبب عدم تحمل أنفسهم لحجم وكمية وكيفية الجرائم التي يشاهدها في مركزه .

كلمة أخيرة أوجها لكل عضو من أعضاء الهيئة - حفظهم الله - في بلادنا الغالية والحبيبة :
مهمة الإصلاح ليست هينة ، وتذكروا أن الله معكم ، وتذكروا أن قلوبنا معكم ، فلتسر قافلتكم الإصلاحية تقود المجتمع إلى بر الأمان، ولتبقى الأصوات النشاز تنطلق فهي عما قريب ستكون من الماضي بمشيئة الله .

صقر الجنوب
07/07/2007, 02:16 PM
نسأل الله لهم العون وأن يدلهم على طريق الصواب ويبعدهم عن طريق الزلل والتشدد

ابومصعب
07/07/2007, 02:28 PM
السلام عليكم ورحمة االله وبركاتة
هيئة الامربالمعروف لا احد يتجاهل الدور الايجابي الذي يقومون بة ولكن هناك فئه من المجتمع لا يحترمون رجالات الهيئة بل ويسخرون منهم يجب ان نتعاون جميعآ مع هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر للقضاءعلى الفساد الموجود،،،،،؟
لا احديستطيع ان يتجاهل مواقفها الخيره فهي تسعى جاهده في القضاء على المنكرات (ملحقت السحره من اعظم الاعمال التي يقومون بها)والحرص على نشر المعروف بين افراد المجتمع الاسلامي جزاهم الله عنا كل خير وسددخطاهم اسأل الله العلى القدير ان يعينهم على اعمال الخير في جميع انحاء المملكه .
ابومصعب

أم رتيبة
07/07/2007, 02:41 PM
أخى الفاضـــل

فى كل بلد إســلامى توجد فئة سخرهــا الله تعالى للتحفظ للناس دينهم

وهذه الفئة للأسف دائمــا محاربـــه