علي مبارك الزهراني
08/07/2007, 09:34 AM
لماذا ماليزيا ؟
لماذا أصبحت ماليزيا في المركز الأول بين دول شرق آسيا في إقبال السياح الخليجيين والأوروبيين عليها بالرغم من أنها ليست من الدول الغنية مقارنة ببعض الدول الخليجية ؟ بلا شك لأنها من الدول الذكية التي تمكنت من استقطاب الرحلات الدولية الهائلة طوال الإجازات الموسمية ويكفي أنها أصبحت البلد المفضل لأغلب حديثي الزواج في الخليج العربي! حيث لا يقتصر السبب على طبيعتها الخلابة، بل على صورتها المشرقة بالنظافة التي تبهرك في مراكزها التجارية، وطرقها البرية السريعة، وطرقاتها الصغيرة بين الأحياء، وفنادقها بجميع مستوياتها، والتخطيط الرائع لتصريف مياه أمطارها الغزيرة حيث بعد توقفها فجأة لن تجد سيارات مواطنيها غرقى في شوارعها! أو مساجدها ذات الطابع الشرقي المميز! طبعا هذه المرافق الهامة تحظى باهتمام ورقابة القائمين على نظافة البلد وإظهارها بصورة مشرفة بمساعدة " مواطنيها " بلا شك والذين يتميز أغلبهم بالهدوء، وأدب التعامل، وعدم التأفف من بعض المواقف التي تصدر من السيّاح باختلاف جنسياتهم! لدرجة أن شعورك بالغربة يتلاشى عندما تتجول في شارع العرب المشهور في العاصمة " كوالالمبور " حيث تشاهد يوميا صورا متنوعة من الدول العربية يحتويها شارع رئيسي واحد دون مشاحنات أو سلوكيات مرفوضة، الكل يمشي في اتجاهه لا يستفز الآخر بنظرته الخارقة لما وراء ملابسه! أو يتحرش بالجنس الآخر رغما عنه، أو يستغل هذا الانفتاح البشري ويلتقط بكاميرا جواله ما يرضي رغباته المريضة، بل الجميع ملتزم بنظام البلد وهدوئه! حتى مطاعمها اتجهت لتلبية رغبات السياح وتنوعت بالوجبات الخليجية والعربية لدرجة أنك تستمتع فعلا بتناولها ولن تبحث منذ دخولك باب المطعم عن " حاجز خشبي " يحميك من نظرات المتطفلين منذ فتح فمك لأول ملعقة طعام تمسكها بيدك! وأكثر ما يلفت النظر لديهم الحرية الشخصية في ممارسة العبادة بهدوء، وارتداء المرأة الماليزية للحجاب الشرعي التي أجزم أنها لم ترتده إلا عن قناعة قوية، وليس من باب الخوف أو مرضاة للرقابة بل لربها حيث قد تتخلص منه بسهولة بمجرد عبورها بوابة بلادها! وأكثر ما يعجبك لديهم هو " فرض الرسوم " على الطرق السريعة بين المدن وهذا بلا شك أكسب طرقهم البرية جمالية الصيانة والنظافة والاخضرار الذي يسر المسافر، وساهم في الاهتمام بالمحطات السريعة ومساجدها المميزة حيث تؤدي صلاتك بكل خشوع، وتجدد من نظافتك ونظافة أطفالك من خلال دورات مياه راقية بنظافتها وليس كما نعانيه نحن على طرقنا التي تجعل من مركبتك الحديثة وكأنها حيوان أعرج بسبب ما أحدثته الشاحنات من تشوهات لا تحتمل وبسبب ما أحدثه التخلف الحضاري في التعامل مع المرافق العامة حيث قد يضطر المسافر من رداءة محطاتنا البرية لقضاء حاجته في الخلاء مما أعطى طرقنا صورا مخجلة ومؤسفة! إن دفع الرسوم البسيطة لبعض الخدمات العامة يزرع بداخل مواطن أي بلد قيمة الأخذ والعطاء وبالذات في مدننا السياحية الخضراء التي مازالت تكاليف زيارتها أعلى بكثير من مستوى خدماتها الرديئة التي نفاجأ بها كل عام!
0 : عدد التعليقات
لماذا أصبحت ماليزيا في المركز الأول بين دول شرق آسيا في إقبال السياح الخليجيين والأوروبيين عليها بالرغم من أنها ليست من الدول الغنية مقارنة ببعض الدول الخليجية ؟ بلا شك لأنها من الدول الذكية التي تمكنت من استقطاب الرحلات الدولية الهائلة طوال الإجازات الموسمية ويكفي أنها أصبحت البلد المفضل لأغلب حديثي الزواج في الخليج العربي! حيث لا يقتصر السبب على طبيعتها الخلابة، بل على صورتها المشرقة بالنظافة التي تبهرك في مراكزها التجارية، وطرقها البرية السريعة، وطرقاتها الصغيرة بين الأحياء، وفنادقها بجميع مستوياتها، والتخطيط الرائع لتصريف مياه أمطارها الغزيرة حيث بعد توقفها فجأة لن تجد سيارات مواطنيها غرقى في شوارعها! أو مساجدها ذات الطابع الشرقي المميز! طبعا هذه المرافق الهامة تحظى باهتمام ورقابة القائمين على نظافة البلد وإظهارها بصورة مشرفة بمساعدة " مواطنيها " بلا شك والذين يتميز أغلبهم بالهدوء، وأدب التعامل، وعدم التأفف من بعض المواقف التي تصدر من السيّاح باختلاف جنسياتهم! لدرجة أن شعورك بالغربة يتلاشى عندما تتجول في شارع العرب المشهور في العاصمة " كوالالمبور " حيث تشاهد يوميا صورا متنوعة من الدول العربية يحتويها شارع رئيسي واحد دون مشاحنات أو سلوكيات مرفوضة، الكل يمشي في اتجاهه لا يستفز الآخر بنظرته الخارقة لما وراء ملابسه! أو يتحرش بالجنس الآخر رغما عنه، أو يستغل هذا الانفتاح البشري ويلتقط بكاميرا جواله ما يرضي رغباته المريضة، بل الجميع ملتزم بنظام البلد وهدوئه! حتى مطاعمها اتجهت لتلبية رغبات السياح وتنوعت بالوجبات الخليجية والعربية لدرجة أنك تستمتع فعلا بتناولها ولن تبحث منذ دخولك باب المطعم عن " حاجز خشبي " يحميك من نظرات المتطفلين منذ فتح فمك لأول ملعقة طعام تمسكها بيدك! وأكثر ما يلفت النظر لديهم الحرية الشخصية في ممارسة العبادة بهدوء، وارتداء المرأة الماليزية للحجاب الشرعي التي أجزم أنها لم ترتده إلا عن قناعة قوية، وليس من باب الخوف أو مرضاة للرقابة بل لربها حيث قد تتخلص منه بسهولة بمجرد عبورها بوابة بلادها! وأكثر ما يعجبك لديهم هو " فرض الرسوم " على الطرق السريعة بين المدن وهذا بلا شك أكسب طرقهم البرية جمالية الصيانة والنظافة والاخضرار الذي يسر المسافر، وساهم في الاهتمام بالمحطات السريعة ومساجدها المميزة حيث تؤدي صلاتك بكل خشوع، وتجدد من نظافتك ونظافة أطفالك من خلال دورات مياه راقية بنظافتها وليس كما نعانيه نحن على طرقنا التي تجعل من مركبتك الحديثة وكأنها حيوان أعرج بسبب ما أحدثته الشاحنات من تشوهات لا تحتمل وبسبب ما أحدثه التخلف الحضاري في التعامل مع المرافق العامة حيث قد يضطر المسافر من رداءة محطاتنا البرية لقضاء حاجته في الخلاء مما أعطى طرقنا صورا مخجلة ومؤسفة! إن دفع الرسوم البسيطة لبعض الخدمات العامة يزرع بداخل مواطن أي بلد قيمة الأخذ والعطاء وبالذات في مدننا السياحية الخضراء التي مازالت تكاليف زيارتها أعلى بكثير من مستوى خدماتها الرديئة التي نفاجأ بها كل عام!
0 : عدد التعليقات