المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البكاء بين يديها


مشهور
08/08/2007, 04:30 PM
البكاء بين يديها

ليس هناك أسخف من قول إحدى الأديبات العربيات: الحمد لله أنني لم أخلق رجلاً لكيلا أتزوج امرأة.

هذه المرأة مثلما قال (بيسون)، إما دميمة توجع القلب، وإما جميلة توجع الرأس، وفي كلتا الحالتين هي إنسانة سليطة اللسان على بنات جنسها، وينطبق عليها تماماً ما يتشدق به البعض، من أن المرأة إما أن تكون عبداً وإما أن تكون طاغية، وامرأة كهذه لا شك في أنها طاغية، وكم تمنيت أن أعاقبها على طريقة الأديب (ساشاجيرتي)، وذلك بأن اهديها ثلاث قبعات، واحبسها ثلاثة أيام مع قبعاتها في غرفة بلا مرآة.

مع أنني اشك في أن مثل هذا العقاب سوف يعطي نتيجة مع امرأة (مستنمرة) كهذه، وللمعلومية ليس هناك في الدنيا كلها أشرس من المرأة (النمرة)، وتكون الطامة أكبر إذا تصادمت هذه النمرة مع نمرة أخرى مثلها، عندئذ فقل على الدنيا السلام، إنني في هذه الحالة أؤيد (لويس الرابع عشر) عندما قال مستسلماً: انه أسهل علي أن اعقد الصلح بين بلاد أوروبا كلها، من أن اعقده بين امرأتين.

وأكثر الخصومات النسائية تبدأ من الغيرة (الهايفة)، فالمرأة لا تسر بجمالها هي بقدر ما ترقص فرحاً من بشاعة جارتها، ولو كان لي من الأمر شيئاً لطبقت الحقيقة القائلة: عندما تكون الشموع مطفأة تصبح جميع النساء جميلات.

إن هؤلاء النساء (الخليط) يذكرنني بثلاث سيدات يتحدثن عن الجمال، فأعطت إحداهن تفاحة لغلام صغير وقالت له: إعط هذه التفاحة لأجمل واحدة منا، فتفرس الغلام في وجوه النسوة الثلاث برهة، ثم أكل التفاحة.

مشكلة المرأة وميزتها في نفس الوقت، أنها لا تستسلم بسهولة، بل تظل تنخر وتنخر في اصلب الأجسام حتى تشق لها طريقاً، ولكي لا أعمم وأظلم أو أمدح أو أعجب، أقول إن هذا ينطبق فقط على (البعض) منهن، وهكذا ترونني ضمنت لنفسي خط الرجعة، وهذا ليس خوفاً من المرأة، وإنما هو مجرد (ارتعاش).

لست مع ذلك الفيلسوف الذي يجزم أن في الأرض قوتين تتحكمان في الأشياء: جاذبية الأرض وجاذبية النساء، فأنا أرى أن هناك جاذبية واحدة فقط، وعليكم انتم أن تحددوها.

كما انني لا أقر (شوبنهور) على رأيه: بأن الحياة لو كانت امرأة لهربت منها.

ففي رأيي لو أن الحياة كانت كذلك، لبكيت أنا بين يديها.