تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فقلت معاذ الله .. بل أنت لا الدهر!


مشهور
24/08/2007, 08:58 PM
فقلت معاذ الله .. بل أنت لا الدهر!

ومن رسائلي إلى الصديقة الإيطالية (سينا روصنم) توقفت عند صورة لرسالة غريبة.. وكنت قد نسيتها تماماً. ولا بد أنني نسيتها، لأنني أردت أن أنسى ما جاء فيها من المعاني التي لا أحبها.. أو لا أحب أن تكون هكذا مشاعري نحوها أو نحو أي أحد..

وأنا أترجم إلى العربي ما كتبته أنا بالايطالية: عزيزتي. لم يعد لدى ما أقوله. كل ما في دماغي صاغه قلبي كما عرفت.. ليس شعراً، وإنما هو شعور قد اتخذ شكل الشعر. فالشعر هو اللغة الوحيدة للعواطف. فليس معقولاً أن أجعل كلامي في وضوح البديهيات الرياضية. فكل مشاعرنا ليست بديهية؟؟ لا هي واضحة ولا هي متفق عليها بيننا.. فإذا قلت الحبيب.. كان له معنى عندك غير الذي عندي أو كان عندك أو سوف يكون عندي.

وليس أحد متهماً بسوء الفهم أو بالعجز عن التعبير، وإنما هي طبيعة المشاعر ألا تكون دقيقة.. وأن تكون حرارتها طالعة نازلة.. حارة باردة.. قريبة بعيدة.. صادقة أو كأنها كذلك. اختلفنا في قضايا فلسفية. لا مانع ولا ضرر ولا خوف.. مفهوم الله عندي غيره عندك.. والقيامة والجنة والنار وكل المقدسات. لا يهم كل ذلك. فأنا لست مبشرا بديني لإقناعك.. ولا أنت أيضا.

أنا مندهش جداً كيف أن الحب عندك يقين كالبديهيات: 2+2=4.. ليس صحيحاً أن كل ما هو إنساني بديهي. أبداً. بل كل ما هو إنساني: تقريبي. محتمل. أنا تعبت في إقناعك بأن كل ما ترينه بديهياً لا أراه كذلك. وكل ما هو بسيط عندك، ليس كذلك عندي. كيف ترين أن الحب بيننا لا خلاف عليه. بل خلاف وألف خلاف. كيف يكون الحب قراراً منفرداً. منك أو منى.. كيف نرضى لأنفسنا أن يكون أحدنا حاكماً بأمره دكتاتوراً وما يراه وما يشعر به واجب النفاذ. من قال ذلك؟ وإذا قال، فليس هذا رأيي..

وأنا أعيد وأزيد. هذا قراري وقد اضطررت إليه. فلم أفلح في إقناعك.. ولكني أحاول. وأكرر. ولست ثرثاراً. ولكنها الضرورة.. ولم أفلح في أن أترجم لها ما قاله الشاعر القديم:

قالت لقد أزرى بك الحب (الدهر) بعدنا

فقلت: معاذ الله. بل أنت لا الحب (الدهر)!

أما الذي أزرى بي، فهو المنطق فهو العقل فهو الفهم الموضوعي لكل ما ليس موضوعياً كالحب مثلاً!




التعليــقــــات
بشار عبدالملك (الكويت)، «الكويت»، 24/08/2007
المقال عبارة عن جرعات فلسفية ...

صالحة الكعبي، «المملكة العربية السعودية»، 24/08/2007
لديك فلسلفة مختلفة للحب ولا أعرف بالضبط من أين اكتسبتها ولكنها غريبة بعض الشيء، وعميقة، وتعيسة، وموغلة في التطرف !
قد تغضبني فلسفتك أحيانا ، وقد أشفق عليك أحيانا أخرى .. ولكن هل تظن فعلا بأنك تريد أن تنسى مافي هذه الرسالة من كلام؟ وهل فعلا قد تغيرت قناعاتك في الحب؟ لا أظن ذلك!!


طاهر العراقي، «استراليا»، 24/08/2007
عندما قرأت هذه المقالة عرفت من أين اتت الركلات التي تكلمت عنها في احدى مقالاتك.

محسن عبدالله، «ارمينيا»، 24/08/2007
أستاذ أنيس جميل ما تكتب وعميقة هي الأفكار وعذبة هي الكلمات ورفيعة هي المشاعر . أليست هي نفس السيدة التي حجبت اسمها عندما قابلتما البابا ودعا لكما فيما تمنيت أنت ألا يستجيب الله دعاؤه وكان لك ما أردت؟


عبدالله النقيدان، «المملكة العربية السعودية»، 24/08/2007
استاذي أنيس منصور، تتفنن بالكلمات وتدقق بها. وكأنها كرة بقدم لاعب. يسحرني قلمك .

ناصر الماضي _ فلسطيني _ المملكة المغربية، «المملكة المغربية»، 24/08/2007
هي آهات الذكريات ومن وجدانيات الروميات للرومية اثمن الجواهر أهديت والحقيقة في هذه الرسالة تجليت واعتليت .

مبارك صالح، «تايلاند»، 24/08/2007
هذه هي نظرتي أنا للحب وأزيد قليلا ً ( الحب الواضح ذلك الحب الذي يأتي دون معرفتك ومعرفتي فتلتقي مشاعرنا في منتصف المسافة ) .

أم رتيبة
24/08/2007, 09:39 PM
شكرا لكـ
وجزاكـ الله خيــرا
أشعر أنك من محبي الكاتب أنيس منصــور
رغم أن موضوعاتــه تتسم بالغرابة والالغــاز
ولا تعرف تحديدا ماذا يقصــد