تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حدِّثيني لأحبَّكِ


مشهور
29/08/2007, 03:39 PM
حدِّثيني لأحبَّكِ

( مقاطع)



رياض الصالح الحسين

ولد الشاعر السوري الراحل رياض الصالح الحسين في مدينة درعا 1954 من عائلة فقيرة . كان أصم أبكم فلم يستطع إكمال دراسته لكنه ثقف نفسه تثقيفاً ذاتياً عالياً. اضطر للعمل باكراً ، وتنقل بين عدة أعمال ، ثم انتهن الصحافة حتى رحيله المفجع عام 1982، وهو في الثامنة والعشرين من عمره، لينضم إلى قائمة اولئك الشعراء، الذين نبغوا سريعاً، وانطفأوا سريعاً. له أربع مجموعات شعرية: «خراب الدورة الدمويّة» و« أساطير يوميّة» و«بسيط كالماء واضح كطلقة مسدَّس» «وعل في الغابة» . كتب القصة القصيرة أيضاً، وقصص الأطفال، والمقالة الصحفية، و النقد الأدبي.

حدِّثيني لأحبَّكِ

"أحبُّكِ"

هذا ما يقوله السنديان للمطرقة.

"أحبُّكِ"

لي نهار في المعصية

و لي أزهار في الطرقات

"أحبُّكِ"

هذا ما أقوله أنا

هذا ما يقوله الرجل الذي من خلفه النوافذ تهوي

و من تحته الأرض تئنُّ

"أحبُّكِ"

لي ثلوج في جميع المدافئ

و لي وحل في جميع الشتاءات

لي الحائط الكتيم

الأصفاد الثقيلة

الزمن البطيء

و لي الزهر الذي يتدفَّق من رئتيكِ

تنفَّسي يا حبيبتي تنفَّسي

فهوذا الهواء ينبح في الأزقَّة بصوته البليد

هوذا الدم يسيل فوق لحم الشرفات

و أنا ملتفٌّ بقلبي

و قلبي يقرع أجراس الأجساد الرثَّة

أيَّتُها الأجساد الرثَّة المغسولة بالحبّ و عصير البرتقال

أيَّتُها الأشجار الصاخبة

المغلَّفة بالأيقونات و صور القدِّيسين

أيَّتُها الأحجار، المقابض، الأسطحة، الأحذية، الأعلام، القواميس، الرجال، النساء، القطط، الفؤوس، الهراوات، الشياطين...

تعالوا و استمعوا إلى خرير الإرهاب في الشوارع

تعالوا إليَّ جميعًا

تعالوا إليَّ بدون استثناء

- أيَّتُها المرأة تعالي لأضمَّكِ

- أيُّها الطفل تعال لأقصَّ عليك حكاية الذئب و الأرنب

- أيُّها العاري تعال لأكسوك بالقبلات

- أيَّتُها الحقول الجافَّة تعالي لأهبكِ خضرة دمي

- أيَّتُها الشمس لماذا ترتعشين من البرد

و حطب قلبي مهيّأ للاشتعال؟

و يا أيَّتُها الأسئلة

يا أيَّتُها الأسئلة

تعالي لنكسر معًا زجاج النوافذ

التي تحجب عنَّا نضارة الصراخ

سأسأل الصبايا:

لماذا أنتنَّ مكتئبات

و موسيقى ديميس روسوس معبَّأة في زجاجات الكازوز

سأسأل الجائعين:

لماذا لا تأكلون أطنان التفَّاح

التي يهدرها الإمبرياليّون في البحر يوميًّا؟

سأسأل أشجار الزيتون في ضواحي دمشق:

من اختلس أوراقك في الليل

و جعل منها وسادةً للسفَّاحين؟

سأسأل السفَّاحين عن الأشجار

الأشجار عن الشوارع

الشوارع عن الاضطهاد

الاضطهاد عن حبيبتي

و أقول لحبيبتي

أقول لحبيبتي التي تبيع الجنارك و المانجة في باب توما:

إنَّني مرهق كثعبان ابتلع بيضة

و أقول لحبيبتي

و أنا أصغي إلى زقزقة الموتى في التوابيت

إلى هديل الحرب في البلاد:

تعالي لنمشي و نتذكَّر كيف كان الملوك ينتحرون

لأنَّ عينين حافيتين انطفأتا

لأنَّ قلبًا وسيمًا أضاء

تعالي لنتفاءل بذات يوم فوق سرير شاسع

ذات يوم فوق سرير شاسع، حيث:

- العصافير تقصف الطائرات

- الشهداء يضعون القتلة على الكراسي الكهربائيَّة

- الزهور تسنُّ للرصاص شفرات المقاصل

و الحريَّة تغتصب السجون

ذات يوم فوق سرير شاسع

أفتح ثغرة في لحمك الذي يحترق أيَّتُها الأرض

و أقذف إليك بدماري.

وصايف تهامية
02/09/2007, 05:15 PM
أخي مشهور


دوما تنتقي لنا الدر النفيس فيسلم ذوقك و يسلم قلبك

كل عام و انتم بخير