تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الذكاء


نهرالعسل
01/11/2004, 04:28 AM
الذكاء مفهوم إفتراضي ؛ لذا كثر الجدل حول تعريفه ، لذلك أصبح من أكثر الميادين التي حظيت بالدراسة ، والبحث في مجال الفروق الفردية خصوصاً خلال القرن الماضى ، حيث أدت هذه البحوث إلى تطور سريع في قياس الذكاء ، وظهور اختبارته . بل ربما لم يحظ موضوع في ميدان الفروق الفردية مثل ما حظي به الذكاء . فقد كانت الدراسات الأولى في سيكولوجية الفروق الفردية تدور حول الفروق في الذكاء ، كما أن نشأة القياس النفسي وتطوره كانت في ميدان الذكاء ، حتى أن علماء النفس ظلوا لفترة طويلة يسلكون في بحوثهم كما لو كانت الفروق في الذكاء هي الفروق الوحيدة الموجودة بين الناس . ولما ثبت هذا الافتراض ، نقلت الطرق التي أتبعت في إعداد أختبارت الذكاء إلى إعداد أختبارات القدرات الأخرى ، وسمات الشخصية .

وبالرغم من أن طبيعة الذكاء كانت موضوع مناقشة وتأمل لسنوات طويلة من رجال التربية ، وعلماء النفس ، والوراثة ، والاجتماع ، إلا أنه لم يوجد إتفاق تام بل لم يوجد تحديد واضح متفق عليه لمفهومه ومعناه . فالوضع بالنسبة لتعريفه ما يزال كما كان منذ خمسين عاماً تقريباً . ونظراً للتنوع والإختلاف في فهم طبيعتة فقد كان هناك بالضرورة أختلاف في كيفية دراسته وقياسه . وقد يرد سبب هذا الإختلاف على أنه ليس شيئاً مادياً محسوساً . كما أنه لا يقاس قياساً مباشراً ، على الرغم من كونه الأساس في أعظم ، وأفضل الإنجازات الإنسانية ، كما أنه الأساس في أسباب التقدم والحضارة ، والأبتكار . بالاضافة إلى أنه ليس بالقضية السهلة في غياب إتفاق بين علماء النفس حول تعريف القدرة ، فمنهم من عرفه من حيث وظيفته وغايته ، ومنهم من يعرفه من حيث بنائه وتكوينه . ومنهم من يعرفه بحسب وظيفته وغايته أمثال (جودرد و بينيه و تيرمان حيث عرفوه بأنه القدرة على التفكير المجرد .

لذلك نجد العلماء قد تناولوه من زوايا وإتجاهات مختلفة وفيما يلي أهم الاتجاهات التي ظهرت منذ نشأة مفهومه وخلال تطوره والتي حاولت أن تقدم تحديداً وتفسيراً لطبيعته . فقد أشار بيرت إلى أن مصطلح الذكاء Intelligence يرجع إلى الكلمة اللاتينية Intelligentia ، التي أبتكرها الفيلسوف شيشرون .
ولهذا فإن تناول النشاط العقلي لم يكن قاصراً على علماء النفس فقط ، وإنما تناوله الفلاسفة قبلهم . ولعل أول محاولة تناولت النشاط العقلي بالتحليل ، ترجع إلى أفلاطون . حيث فقد قسم النفس الانسانية إلى ثلاثة مكونات رئيسية هي العقل والشهوة والغضب . وتقابل هذه المظاهر في علم النفس الحديث الادراك وهو الذي يؤكد الناحية المعرفية لنشاط الانسان ، والانفعالات أو الوجدان وهو الذي يؤكد الناحية العاطفية ، والنزوع وهو الذي يؤكد الفعل . أما أرسطو ، فإنه قابل بين النشاط الفعلي ، وبين الإمكانية المحتملة ، التي يعتمد عليها في النشاط الفعلي . أما التقسيم الثلاثي لقوى العقل الذي قدمه أفلاطون ، فقد أختزله أرسطو إلى مظهرين رئيسيين الأول عقلي معرفي ، والثاني خلقي إنفعالي .

أما شيشرون فقد قدم مصطلح الذكاء كتسمية لهذا النشاط العقلي ، حيث أعتبر العقل أو الذهن الخاصية المشتركة في الانسان ، والتي تميزه عن الحيوان . في حين أشار سبيرمان بأن الوظيفة الرئيسية للذكاء هي تمكين الإنسان من التكيف الصحيح مع بيئته المعقدة ، والدائمة التغير . وعلى الرغم من أن هذه التصورات الفلسفية قد أكدت أهمية الناحية الادراكية في النشاط العقلي ، إلا أن الأفكار التي ظهرت فيها لا يمكن الأخذ بها دون أخضاعها للدراسة العلمية ، التي تعتمد على التجربة والقياس .

كما نجد أن هناك من ركز على نشاط النصفين الكرويين للمخ في تعريفه للذكاء . فقد أثبتت الدراسات الفسيولوجية التي قام بها سبينسر على أهمية التنظيم الهرمي التكاملي لوظائف الجهاز العصبي ، وهي تلك الوظائف التي تنبع من النشاط العقلي العام ، ثم تتشعب أثناء نموها إلى نواحيها المتخصصة المتنوعة . في حين نجد ثورنديك يحاول تفسيره في عبارات الوصلات ، أو الروابط العصبية ، التي تصل بين خلايا المخ فتؤلف منها شبكة متصلة . حيث يقدر ذكاء الانسان بقدر عدد الروابط . كما نجده يميز بين ثلاثة أنواع للذكاء وهي كالتالي أولاً الذكاء المجرد : وهو القدرة على معالجة الألفاظ والرموز . وثانياً الذكاء الميكانيكي : وهو القدرة على معالجة الأشياء والمواد العيانية ، كما يبدو في المهارات اليدوية الميكانيكية .

وثالثاً الذكاء الاجتماعي : وهو القدرة على التعامل بفاعلية مع الآخرين ، ويتضمن القدرة على فهم الناس ، والتعامل معهم ، والتصرف في المواقف الاجتماعية . كما يرى بأن الذكاء الإجتماعي يتغير تبعاً للسن والجنس والمكانة الإجتماعية . فالبعض يستطيع التعامل مع الراشدين ، بينما لا يستطيع التعامل مع الأطفال . كما أن البعض يجيد القيام بدور القيادة في الجماعات ، بينما يجد آخر الرضا والارتياح في أن يترك القيادة لغيره من الناس . كذلك يؤكد بعض العلماء على دور الذكاء في النجاح الإجتماعي ، حيث يرون أن النجاح في المجتمع يحتاج إلى نسبة عالية من الذكاء .

في حين يعرفه جوداينف بأنه القدرة على الأستفادة من الخبرة للتوافق مع المواقف الجديدة ، ويعرفه بينتر بأنه قدرة الفرد على التكيف بنجاح مع ما يستجد في الحياة من علاقات . في حين تؤكد بعض التعريفات على أهمية التفكير ، وخاصة التفكير المجرد في تكوين الذكاء ومن أمثلته تعريف سبيرمان حيث يعرفه بأنه القدرة على إدراك العلاقات ، وخاصة العلاقات الصعبة أو الخفية ، والقدرة على إدراك المتعلقات . فعندما يوجد أمام الفرد شيئان فإنه يدرك العلاقة بينهما مباشرة ، وحينما يوجد شئ وعلاقته ، فان الفرد يفكر مباشرة في الشئ الآخر معه بهذه العلاقة . أما تيرمان فيعرفه بأنه القدرة على التفكير المجرد . ويعرفه كلاً من كهلر وويتمرز بأنه القدرة على الإستبصار . أما ثيرستون فيرى بأن الذكاء مكون من سبع قدرات عقلية أساسية وهي القدرة اللفظية ، الطلاقة الكلامية ، القدرة العددية ، القدرة على الإستدلال ، والقدرة على إدراك العلاقات المكانية ، القدرة على التذكر ، وسرعة الادراك .

في حين يتناول هالستد الذكاء من جانب آخر حيث يميز بين أربعة عوامل رئيسية تظهر بوضوح من خلال نشاط لحاء الفصين الجبهيين في المخ وهذه العوامل هي أولاً عامل التجريد : ويتمثل في سلوك التجميع والتصنيف ، وهي القدرة التي يفتقدها المصابون باضطرابات مخية شديدة . ثانياً عامل التوجه الصحيح : ويتمثل في إدراك الاتجاه ، والذي يفتقده المصابون ببعض صور الخلل المخي مثل الأقازيا ( الحبسة أو فقدان النطق ) أو الأجنوزيا ( فقدان التعرف البصري على الأشياء ) ، أو الأبراكسيا ( فقدان القدرة على أداء الحركات المقصودة ) . ثالثاً عامل تنظيم الخبرة وتكاملها : وهو جوهرة القدرة على التذكر . رابعاً عامل القوة المخية : والذي يفتقده المصابون ببعض أضطرابات الأيض ، أو التغيرات الكيميائية التي تحدث في بروتوبلازم الخلية من حيث البناء والهدم .

وهكذا ، نجد أن هؤلاء العلماء يحاولون الربط بين الذكاء ، وبين التكوين العضوي للكائن الحي . فالكائنات الحية تختلف في أمكانياتها السلوكية باختلاف موضعها في سلم الترقي للسلسلة الحيوانية . حيث إنه كلما زاد تعقد الكائن الحي تعقد جهازه العصبي ، و كلما زادت قدرته على التكيف مع البيئة تعلم أعمال جديدة . كما حاول البعض الربط بينه وبين بعض العوامل التي تعتبر نتاجاً للتفاعل الاجتماعي .

لذلك نجد أنه على الرغم من أن بينيه يعتبر واضع أول مقياس للذكاء ، إلا أنه كما يقول بيترسون ، لم يضع تعريفًا محدداً له ، وإنما له بعض الآراء التي تعكس تصوره لطبيعتة . حيث ركز في تصوراته المبكرة على التذكر والتخيل ، ثم على الانتباه الارادي . إلا أنه تحول فيما بعد إلى التفكير أو عملية حل المشكلات ، وحدد في ذلك ثلاث خطوات هي الاتجاه ، و التكيف ، والنقذ الذاتي . ثم أضاف خطوة رابعة وهي الفهم . ويقول في وصفه للذكاء أن الأنشطة الأساسية في الذكاء هي الحكم والفهم والتعقل الجيد . وهكذا يتضح أنه يقدم وصفاً أكثر من تعريفاً له . ويتضح من أختياره لأختباراته أنه يرفض إعتبار الذكاء شيئاً واحداً ، وأنما هو مجموعة من العمليات أو القدرات ، على الرغم من أن أختباره يعطي درجة واحدة للنشاط العقلي للفرد .

ولعل من أكثر التعريفات شيوعاً هو ذلك الذي كان يعتمد على ربط الذكاء بالقدرة على التعلم ، فقد كان واضحاً منذ بينيه ، أن الأفراد الذين يحصلون على درجات مرتفعة في أختبارات الذكاء ، يكون تحصيلهم أعلى من أولئك الذين يحصلون على درجات منخفضة . ويستدل البعض من هذا على أن الطفل يحصل على تحصيلاً مرتفعاً لأنه ذكي . وتحصيلاً منخفضاً لأنه أقل ذكاءاً ، ومن الأمثلة على هذه التعريفات تعريف كلفن للذكاء حيث يرى بأنها القدرة على تعلم التكيف مع البيئة . و تعريف ديربورن حيث يرى بأنها القدرة على إكتساب الخبرة والإستفادة منها . في حين يرى ادورد بأنها القدرة على تغيير الآراء .

وقد أشارت بعض الدراسات إلى وجود إرتباط بين الذكاء والتحصيل ، ولكنه لا يمكن القول بأن الذكاء هو السبب الرئيسي في التحصيل ، وذلك أن العكس يمكن أن يقال أيضاً . إذ يمكن القول بأن التلميذ كان أداؤه على أختبار الذكاء أفضل ، لأنه تعلم بشكل أحسن ، أو أن أداءه كان ضعيفاً على الاختبار لأن تعليمه لم يكن جيداً ، فوجود الارتباط بين أي سمتين لا يوضح لنا أين السبب وأين النتيجة .

كذلك كشفت بعض الدراسات إن درجات التعليم لا ترتبط ببعضها إرتباطاً عالياً ، إذا ما أختلفت الموضوعات المتعلمة ، مما يشير إلى عدم وجود قدرة موحدة للتعلم . وقد حاول البعض تفسير القدرة على التعلم بأنها سرعة التعلم . ألا أن بعض البحوث أثبتت أنه لا يوجد عامل واحد تسفر عنه عمليات التحليل العاملي ، ويمكن أن نفسره بسرعة التعلم .

ومن الملاحظ أن كل التعريفات النفسية السابقة تعاني من أحد العيوب وهو أنها تحتوي على ألفاظ ومصطلحات غير محددة ، فمثلاً مصطلح القدرة في حد ذاته في حاجة إلى تعريف ، وهذا ينطبق أيضاً على مفهوم التكيف ، ومفهوم التفكير . لذا إتجه علماء النفس إلى التعريفات الاجرائية للذكاء . حيث أن التعريف الاجرائي لأية ظاهرة يؤكد على أهمية الخطوات التي تجري لجمع المعلومات المتصلة بالظاهرة ، أكثر مما يهتم بالوصف اللفظي المنطقي لهذه الظاهرة ، ومن العلماء الذين حاولوا تقديم تعريف إجرائي للذكاء أولاً : وكسلر حيث عرفه بقدرة الفرد الكلية لأن يعمل في سبيل هدف ، وأن يفكر تفكيراً رشيداً ، وأن يتعامل بكفاءة مع بيئته .

ومن الملاحظ أن تعريفه لا يخرج عن التعريفات السابقة ؛ ولكنه جمع بينها أكثر ولم يركز على بعد واحد من أبعاد الذكاء ، أي أن تعريفه من أكثر التعريفات شمولية ، وقد حاول أن يقدم تعريفاً شاملاً يضم معظم جوانب التعاريف السابقة ، فقد رأى بأن الذكاء يمكن أن يظهر بأشكال متعددة وأعتبره بأنه كيان شامل وإجمالي ؛ حيث أن ما عناه بالقدرة الكلية العامة هو ذلك المركب المتمثل في تجميع قدرات متنوعة ، ومتمايزة في نوعها ، وهذا المركب ليس مجرد جمع عددي بسيط لتك القدرات ، بل الكيفية التي تتحدد فيها القدرات وتتشكل ، ويتأثر السلوك الذكي بهذه القدرات وبعوامل أخرى كالدوافع والحواجز . أي أن السلوك الذكي لدى وكسلر لا يتحدد فقط بالمهارات العقلية كالقدرة على الاستدلال ، أو القدرة على التعلم ، أو حل المشكلات ، بل يتحدد أيضاً بعوامل أخرى كالمثابرة ، والاثارة الذاتية ، والضبط الارادي ، ومعرفة الهدف .

ثانياً : جاريت حيث قدم تعريفاً إجرئياً آخر للذكاء حيث عرفه بأنه القدرة على النجاح في المدرسة ، أو الكلية وقد دفعه إلى ذلك حقيقة هامة وهي أن درجات النجاح في الدراسة كثيراً ما أتخذت أساساً للحكم على صدق أختبارات الذكاء المختلفة ، غير أن هذا التعريف يحدد الذكاء في مجال واحد من مجالات النشاط الانساني في الحياة . ثالثاً : تعريف بورنج ، ويعتبر من أكثر التعريفات الإجرائية شيوعاً بين علماء النفس في الوقت الحالي و ينص على أن الذكاء هو ما تقيسه أختبارات الذكاء ، ومع ذلك فقد أثار هذا التعريف الكثير من الأعتراضات عليه ، وقد ساهم أستخدام منهج التحليل العاملي في أبحاث النشاط العقلي في أحداث الكثير من التطور ، كما أدى دوراً هاماً في تحديد القدرات التي يضمها مصطلح ذكاء . والمهم في هذا المجال أن دراسات التحليل العاملي تؤكد على حقيقتين هامتين هما أولاً الذكاء صفة وليس شيئاً موجوداً وجوداً حقيقياً ، وثانياً أن الذكاء محصلة الخبرات التعليمية وهذه الحقيقة تجاهلها الكثير من العلماء .

وبطبيعة الحال فكما تعددت مفاهيم وتعريفات الذكاء كذلك فإن طرق تفسيره قد تعددت ، فهناك عدة نظريات للذكاء منها نظرية العاملين لسبيرمان حيث يرى بأن الذكاء ليس عملية عقلية معينة كالتذكر أو الاستدلال بل هو عامل عام أو قدرة عامة تؤثر في جميع العمليات العقلية بنسب متفاوته ، وهناك العامل الخاص والمتمثل في الاستعداد العقلي الخاص لأداء عمل معين ، كما يرى سبيرمان بأن خير الاختبارات لقياس الذكاء ما كان مشبعاً بالعامل العام أي الذي يتضمن أستنباط العلاقات والمتعلقات .

وتقسم نظرية كاتل الذكاء الى نوعين هما الذكاء السائل ability Fluid والذكاء المتبلور Crystallized ability ويعتمد الذكاء السائل على المرونة والقدرة على التكيف لحل ما يواجه الفرد من مشكلات قد لا تكون مألوفة لديه وليس خبرة مسبقة عنها ، أما الذكاء المتبلور فيقصد به القدرة على أداء مهمات معينة يعتمد إنجازها على تدريب او تعليم مسبق ، يرتبط هاذين النوعين من الذكاء بالذكاء اللفظي والذكاء الأدائي الموجود في مقاييس وكسلر .

وقد وضع جيلفورد وزملاءه نموذجاً ثلاثي الأبعاد لبنية العقل يحتوي على (120) نوعاً منفصلاً من القدرات العقلية تشمل معظم القدرات العقلية البشرية التي يمكن تحديدها وقياسها ، وكانت صياغة هذا النموذج محاولة لتعريف الذكاء العام ووضع تركيب له في استعدادات عقلية متنوعة ومحددة . ومن خلال منهج التحليل العاملي تمت محاولة التعرف والتصنيف لهذه القدرات العقلية المتنوعة . ويحدد جيلفورد في نموذج بنية العقل ثلاثة ابعاد اساسية يقوم عليها نشاط العقل البشري وهي المحتوى والعمليات والنواتج :

أولاً : المحتوى وينقسم الى محتوى شكلي وهو عبارة عن شئ عياني ندركه من خلال الحواس كالمثيرات السمعية ، البصرية ، الشمية ، الذوقية ، اللمسية . ومحتوى رمزي يتضمن معاني ودلالة الألفظ والأفكار . ومحتوى سلوكي حيث يمكن الاستدلال على قدرات الفرد من خلال مظاهر سلوكه .

ثانياً : العمليات وتتضمن خمسة أنماط من النشاط العقلي وهي:

التذكر : القدرة على استدعاء البيانات الخزونة بنفس الشكل الذي خزنت به الاستجابة لمثير معين ،

المعرفة : الإدراك الفوري والتمييز وفهم المنبهات . التقويم : اتخاذ أحكام بِشأن المعلومات في ضوء معايير محددة .

النتاج التقاربي : القدرة على أخذ فئة معينة من البيانات واشتقاق نتيجة شاملة ومقبولة .

النتاج التباعدي : القدرة الابتاكرية على رؤية بيانات معطاة في صورة جديدة بحيث يكون الناتج غريداً أو غير متوقع

ثالثا: النواتج : ويتضمن الوحدات والفئات والعلاقات والانظمة والتحويلات والمضامين .
وعلى الرغم من إختلاف وجهات النظر في طبيعة الذكاء وتشكله ، كما تعكسها التعريفات المتباينة ، إلا أن هناك شبه إتفاق على طرق قياسه وتقديره فاختبارات الذكاء تتكون عادة من أسئلة ومهمات تتطلب من المفحوص الإجابة عليها وأعتماداً على صحة الإجابة ودقتها وسرعتها ، تعطى هذه الإجابات قيماً رقمية تستخدم كأساس ؛ لتعريف مستويات مختلفة من القدرة العقلية . ونظراً لكون هذه الاسئلة والمهمات عينات من السلوك ، حيث يتطلب أداؤها ، شكلاً أو أكثر من أشكال الوظائف العقلية ، والتي تمثل أوجهاً مختلفة للقدرة العقلية ، فان الفرق بين أختبار وأخر من أختبارات الذكاء ، يكون بمقدار ما يتضمنه من أوجه القدرة المختلفة . كما قد تختلف هذه الاختبارات عن بعضها من حيث مقدار العناية والدقة التي تبذل في بنائها للوصول الى معايير وشروط فنية معروفة في بناء الاختبارات كصدق القياس وثباته .

وكنتيجة لتعدد تعريفات الذكاء فقد تعددت أيضاً المقاييس التي وضعت لقياسه . فكل مقياس جاء ليحقق التعريف الذي تبناه واضع ذلك المقياس . لذلك ظهرت هنالك مقاييس للذكاء أخذت بعضها الطابع الفردي بينما أخذت الطابع الجماعي بعضها الآخر . كما أن بعضها أشبعت بالعامل اللفظي ، وبعضها الآخر أشبعت بالعامل الإدراكي الحسي الأدائي ، في حين جمعت بين عاملي الأداء واللغة في بعضها الآخر . ومن أهم مقاييس الذكاء تتمثل في أولاً : مقياس ستانفورد ـ بينيه للذكاء ، ثانياً : مقياس وكسلر للذكاء ، و ثالثاً : بطارية كوفمان لتقييم الأطفال ، ورابعاً : مقاييس مكارثي للقدرات المعرفية للأطفال .

حيث يقاس الذكاء بمقاييس تتكون بشكل عام من عدد من الأسئلة ، والمهمات الأدائية ، واللفظية ، والعقلية ، وتغطي مجالات واسعة من الخبرات التي يتعرض لها ، أو يفترض أن يكونوا قد تعرضوا لها أثناء حياتهم . وعموماً هناك أهمية محددة لقياس الذكاء وهي حساب درجة الذكاء ، وتصنيف الأفراد على أساس قدراتهم العقلية ، فضلاً عن أهميته في المجالين النظري والتطبيقي .

ففي المجال النظري يشكل الذكاء من أهم مفردات حركة القياس النفسي اللازمة للوظائف الإدراكية للإنسان . أما في المجال التطبيقي حيث تستخدم مقاييس الذكاء على نطاق عالمي ، وبصورة أكثر تحديداً في مجالات التوجية ، والإرشاد التربوي ، ومجالات الإختيار ، والتدريب المهني ، وفي التشخيص ، والتشخيص الفارق في المجال العلاجي . بالإضافة لهذه المجالات تستخدم مقاييس الذكاء ؛ لتطوير البحث العلمي ، والتدريب الأكاديمي ، والميداني للطلاب . وتعتبر هذه المقاييس مفيدة في التقييم السيكولوجي لعملية التخطيط التربوي ، ووضع الأفراد في المكان الملائم ، والكشف على الأداء المعرفي الغير عادي الذي يرجع للقدرات العقلية النادرة والموهوبين ، وصعوبات التعلم البسيطة والمتوسطة والشديدة بين الأطفال ، والأطفال الذين لهم صعوبات تعلم

أم رتيبة
21/06/2007, 10:51 AM
مشاركة رائعة
سلمت أناملك

احساس رباع
21/06/2007, 11:57 PM
جميل جدا طرحك لموضوع الذكاء وان كان الذكاء لوحده لايكفي فهناك صفات يجب ان يتحلى بها الشخص مثل الصدق والوفاء وغيرها حتى تكتمل المنظومة في ذلك الشخص بقي انك لم تذكري ان الذكاء مشترك بين الصفات الوراثية والبيئية وان الذكاء يتوقف عند سن 20 سنة كما ذكر العالم ايزنك شكرا لك على تميزك