المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تشتت الإنتباه والمشاكل اللغوية المرافقة له


نهرالعسل
01/11/2004, 04:38 AM
تشتت الإنتباه والمشاكل اللغوية المرافقة له





يعاني بعض الأباء والإمهات من مشاكل عديدة مع أبنائهم منها سلوكية وأخرى حركية أو نطقية وغيرها من المشاكل التي تقلق الأباء ويحاولون جاهدين البحث عن حل لها. ونظرا لورود العديد من الإستفسارات لعيادة النطق حول المشاكل اللغوية المصاحبة للنشاط الزائد ارتئينا القاء بعض الضوء على الجانب اللغوي للأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة ليتم عرضها عن طريق الأسئلة والأجوبة مع ايراد بعض الحلول العملية للأباء والأمهات لكيفية التعامل مع المشاكل اللغوية والحد قدر الإمكان منها علما بأن جزءا مما سيتم إيراده من معلومات هو نتيجة ملاحظة الحالات المراجعة لعيادة النطق وذلك لأن المراجع العربية المتعلقة بتشتت الانتباه وفرط الحركة تذكر وجود مشكلة في النطق دون تحديد طبيعة المشكلة وشدتها.

• ما هي المشاكل النطقية واللغوية التي قد ترافق الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة أو النشاط الزائد؟
يلاحظ على الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة أو النشاط الزائد مشاكل لغوية مختلفة تتمثل في ما يسمى بالتأخر اللغوي وصعوبات في فهم واستيعاب اللغة المحكية وصعوبة في النطق. ولتسهيل شرحها, يمكن تقسيمها الى مستويين: مشاكل لغوية علىالمستوى الإدراكي وأخرى على المستوى الإصداري أو التعبيري.

1. المشاكل اللغوية على المستوى الإستيعابي والإدراكي:
وتتمثل هذه بشكل اساسي في صعوبة فهم واستيعاب اللغة المحكية حيث يؤدي ذلك الى جعل من يتعامل مع هؤلاء الأطفال مثل الأهل والأصدقاء والمدرسين يظنون بأن مستوى ذكاء الطفل منخفض أو بأن الطفل يعاني من مشكلة في السمع نتيجة لأن الطفل يقوم بعمل اشياء غير التي طلب منه عملها. ولعل السبب في ظهور هذه المشكلة يكمن في بعض الأعراض المرافقة لمتلازمة فرط النشاط ومنها ضعف التركيز الذي لا يساعده هؤلاء الأطفال على الإستفادة من المثيرات من حولهم وكذلك عدم مقدرتهم على متابعة معلومة سماعية للنهاية وعدم الإلتزام بالأوامر اللفظية. فمثلا, قد يطلب الوالد من ابنه أن يقوم بإعطائه مفتاح الباب إلا أن الطفل قد يقوم بفتح الباب بدلا من احضار المفتاح لوالده. والسبب يكمن في أن ضعف التركيز لدى الطفل و عدم قدرته على متابعة المعلومة السماعية لوالده للنهاية, أدى به الى فتح الباب عوضا عن جلب المفتاح. فالطفل هنا سمع
كلمة باب فقام بعمل اقرب شيء تبادر الى ذهنه وهو فتح الباب, بينما لو أنه قام بالتركيز على ما قاله والده لتمكن من تنفيذ الشيء المطلوب منه بنجاح.
وينتج عن ذلك أيضا تأخر لغوي ناتج عن قلة استفادة هؤلاء الأطفال من المثيرات السمعية التي تشكل اللبنة الأساسية لنمو اللغة عند الأطفال في مرحلة إكتساب اللغة. فالطفل يتكلم اللغة التي يسمعها من البيئة المحيطة به. وتعتبر المدخلات السمعية التي يسمعها الطفل من والديه والمحيطين به اساسا للغة الطفل وتؤثر في اكتسابه للمفردات اللغوية وكذلك في قدرته على فهم ما يقال وتحليله, لتأتي بعد ذلك مرحلة إصدار الكلام. فمثلا لو طلب من طفل عادي لا يعاني من متلازمة فرط الحركة ذكر مسميات لمجموعة من الأشياء أو الحيوانات التي سبق وأن ذكرت له لتمكن من ذكرها كلها أو معظمها بينما قد لا يتمكن الطفل الذي يعاني من فرط الحركة من تسمية نصفها للأسباب التي تم ذكرها سابقا. ونتيجة لذلك يحدث التأخر اللغوي عند ذلك الطفل.

2. المشاكل اللغوية على المستوى الإصداري أو التعبيري:
تعتبر المشكلات الإصدارية من المشاكل الأساسية التي يعاني منها أطفال فرط الحركة والنشاط الزائد. وتشكل عدم القدرة على نطق بعض الأصوات اللغوية أهم هذه المشكلات. وتتراوح هذه المشكلة من عدد محدود من الأصوات التي لا يستطيع الطفل نطقها كصوتين او ثلاثة, او قد تتعداها الى مجموعة أكبر من الأصوات اللغوية, ويمكن في هذه الحالة ملاحظة ان هذه الأصوات التي لا ينطقها الطفل يمكن ان تندرج ضمن مجموعات سواء من حيث مكان إصدار الصوت كأن تكون الأصوات حلقية أو شفوية, أو من حيث طريقة الإصدار كأن تكون الأصوات مجهورة أو مهموسة, إحتكاكية أو إنفجارية. فمثلا قد نجد أن الطفل لا يستطيع نطق الأصوات التالية: (ت, د, س,ش, خ, ف, ن, ز). وهذه الأصوات يمكن تقسيمها الى مجموعتين: المجموعة الأولى (ت, د, س, ن, ز) وهي أصوات لثوية أسنانية (Alveodental ) من حيث مكان الإصدار. المجموعة الثانية: (س, ش, خ, ف, ز ) وهي أصوات إحتكاكية fricatives) ( من حيث طريقة الإصدار.

• ما مدى تأثير هذه المشكلة على الأداء الوظيفي للغة عند هؤلاء الأطفال؟
يواجه هؤلاء الأطفال العديد من المشاكل على مستوى الأداء الوظيفي للغة والذي يرتبط ارتباطا مباشرا بالسلوك الإجتماعي للطفل والذي يقوم بواسطته الطفل باستخدام اللغة للتعامل مع الآخرين. فيلاحظ مثلا يبرزعند هؤلاء الأطفال الإنتقال اللامنطقي من موضوع لآخر وصعوبة بدء أو انهاء الحديث, وصعوبة رد التحية او البدء بها وكذلك صعوبة في عمل صداقات واستخدام جمل قصيرة وغيرها من المشاكل الأخرى.

• ما هي النصائح التي يمكن توجيهها لأسرة الأطفال الذين يعانون من هذه المشكلة؟
هنالك العديد من البرامج التي تعطى عادة للأهل لمساعدتهم على التعامل السليم مع أطفالهم. الا أن أفضل هذه البرامج هي تلك التي يقوم بوضعها فريق مختص يقوم بدراسة حالة الطفل ومن ثم وضع البرنامج المناسب له وذلك لأن كل طفل يختلف عن الطفل الآخر. ويتكون الفريق المختص عادة من الطبيب المختص والأخصائي النفسي وأخصائي التربية الخاصة وأخصائي النطق واللغة. وبعد وضع البرنامج المناسب للطفل يتم شرحه للأسرة, وكذلك لمدرس الطفل ان امكن لضمان نجاح البرنامج العلاجي وتحديد دور كل منهم في البرنامج. لذلك يمكن توجيه نصائح عامة للأهل والمدرسة والقائمين على تربية الذين يعانون من النشاط الزائد وتشتت الإنتباه والتي قامت باعدادها الأخصائية النفسية في مركز الجمعية سابقا الأستاذة توفيقة الذروي وتتمثل في:
1. اكتشاف المشكلة في وقت مبكر, ويعتمد هذا على اهتمام الأهل بملاحظة التغيرات التي تحدث على سلوك ابنائهم.
2. التعاون والإتصال بالأخصائيين والمهنيين في المجال لزيادة التأكيد والحكم على ما إذا كان طفلهم يعاني من هذه المشكلة.
3. الوصول الى المعلومات والتعرف الى مصادر الخدمات المقدمة في المجتمع.
4. ضرورة أن يمثل الأباء والأمهات نماذج ايجابية في حياة الطفل حتى يتعلم منها أنماط السلوك الإيجابي.
5. المحافظة على علاقات ايجابية بين الأهل والمعلمين وبين الطفل والإعتراف بالأخطاء ان وجدت وبحثها مع المعالجين وكذلك عدم اللجوء الى العقاب كوسيلة لتعديل سلوك الطفل او اهمال التعامل مع مشكلته واليأس من علاجها.
6. يعتبر تقبل اولياء الأمور والمعلمين لما يعانيه طفلهم من اضطرابات, من العوامل المهمة التي ستساعدهم على التعامل معه بفاعلية وايجابية.

7. مراعاة التذبذب في الأنماط السلوكية عند العديد من الأطفال الذين يعانون من اضطراب الإنتباه والحركة الزائدة. فقد يسلك الطفل سلوكا ملائما في يوم ما, في حين يكون سلوكه في اليوم التالي مغايرا لما كان عليه باليوم السابق, وقد يقوم باداء واجباته المدرسية بشكل كامل في يوم ما, ولا ينجزها في اليوم الآخر. لذلك لا بد من عدم التذبذب في اتباع الخطة العلاجية للطفل او التنقل في عرض المشكلة على أفراد غير مختصين مما يؤدي الى الشعور بالإحباط.
8. إن الحالة الصحية والعصبية للطفل تتغير من يوم لآخر وذلك بسبب تأثره بالضغوط النفسية والعصبية للطفل وكمية الطعام والشراب وكمية النوم والتغيرات البيئية والأدوية التي يستخدمها. لذلك لا بد من أخذ جميع هذه العوامل بعين الإعتبارعند التعامل مع هؤلاء الأطفال