تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما أروع أن توقظك (حوريّة) **مشعل السديري نقل عن جريدة الشرق الاوسط


مشهور
11/10/2007, 06:07 AM
ما أروع أن توقظك (حوريّة)

هناك بعض الناس ممن يحبون السهر، غير أن (سهر عن سهر يفرق)، فسهر المريض غير سهر المتعافي، وسهر الحزين غير سهر الفرحان، وسهر العاشق غير سهر العذول، وسهر المستهتر المتمرغ في لذائذ الدنيا، غير سهر العابد القانت المتهجّد.

وهذا الصنف الأخير هو مبتغانا، ومثلنا الأعلى، وموضوعنا الذي نحث عليه.

ويقال انه ليس هناك بعد صلاة الفريضة أفضل من صلاة التهجّد.

وعلى المرأة الخيرة التي تريد أن توقظ زوجها في الثلث الأخير من الليل لتأدية تلك الصلاة، عليها أن توقظه في البداية بهدوء، وان حرن أو عصلج فلا بأس أن تنضح في وجهه قليلاً من الماء.

كما أن على الزوج الخير أن يفعل ذلك مع زوجته، غير أن هناك رجلاً أعرفه رغم انه كان خيراً بالفعل وقواماً ومتديناً، ولكنه فوق ذلك كان أحمق خفيف عقل، وعندما ذهب لإيقاظ زوجته كالعادة لأداء صلاة التهجّد وجدها ترزح تحت أطنان من النوم الثقيل نتيجة إزعاج الأطفال وإرهاقها بالعمل المنزلي طوال اليوم، وعندما حاول إيقاظها بالكلام والهز ووجدها لم تستجب من شدة التعب، فما كان منه بدلاً من أن ينضح قليلاً من الماء في وجهها، ما كان منه زيادة في الحماس إلاّ أن يأتي (بجردل) كبير من الماء البارد ويسكبه كله عليها ويغرق الفراش بكاملة، طبعاً استيقظت المسكينة فزعة وهي تصرخ، ونشبت بينهما خناقة وصلت إلى عنان السماء، ومنها إلى بيت أهلها تطلب (الخلع).

قرأت (لأزهر بن المغيث) وكان من القوامين، قال: سهوت ليلة عن وردي، كما سهت عن ذلك زوجتي التي كانت تنام بجانبي، فإذا بجارية كأحسن ما تكون، وكأنها توقظني من نومي، كانت امرأة لا تشبه نساء أهل الدنيا، فقلت لها: من أنت؟!، فقالت حوراء، فقلت: زوجيني من نفسك، فقالت: اخطبني من سيدي وامهرني، فقلت: وما مهرك: فقالت: طول التهجّد، وعندما سمعت ذلك نهضت من فراشي فرحاً وعلى عجل، وإذا بي لا أجد أحداً غير زوجتي الممددة، فحمدت الله وتوضأت واستغفرت وصليت.

الله أكبر لننظر ونتأمل كم هي (العقول الباطنة) لهؤلاء الأخيار، أصحاب الليل المتهجدين، كم هي صدورهم ممتلئة بالصلاح والتقوى، لأن الأحلام، وهي الأحلام تحابيهم حتى لو كانوا في (سابع نومة)، وتأتيهم بطيوف (الحور) لتوقظهم وهم في الدرك الأسفل من النوم، والغريب أن تلك الحورية لم توقظ سوى (ابن المغيث) وتركت زوجته تغط في سبات عميق.. يا ليتني أكتسب من (تبتل) هؤلاء الأخيار نصفه أو حتى ربعه، لأنني مع الأسف وأقولها وأنا في شدة الكسوف: (إذا راحت عليّ نومة) يغمى عليّ نهائياً، وتنطمس الأحلام في رأسي، وإذا أتت أحياناً، فإنها تأتي على شكل الوجوه القبيحة التي عرفتها، وأفلام الرعب التي أشاهدها، وفي الليلة البارحة بالذات استيقظت على صوت سيارة إسعاف.

ولكن ما زال عندي أمل، أن أشاهد في أحد أحلامي (حورية) واحدة، حتى لو من بعيد، وما هو ضروري تكلمني، تكفيني (طلّتها).


التعليــقــــات
عبدالخالق الشناوي اسماعيل، «المملكة العربية السعودية»، 10/10/2007
ربما سيشطح الكثيرون من قراء مقالك استاذ مشعل وسيذهبوا للنوم في سبات عميق على أمل أن تأتيهم الحورية الفاتنة لإيقاظهم للصلاة مثلما فعلت مع الازهري بن المغيث وسيصدم الكثيرون منهم عندما لا تأتيهم حورية الليل الحالمة ويستيقظوا ليجدوا الزوجة تقف على رأسهم وبيدها قائمة الطلبات المنزلية الطويلة والمستعجلة أو ربما بجردل المياه! اللازم لغسيل وجه سيدتك طبعاً !! وبما أنه من غير الممكن على الأقل في الحياة أن تأتي الينا الحوريات لتوقظنا فلنرضى ونرضخ للأمر الواقع ولتوقظنا زوجاتنا على أن يكن بلطافة ولباقة حورية الأزهري لذا اوصيك أن تغير عنوان مقالك إلى ما أروع أن توقظك زوجتك ( حورية) !!

عمرعبدالله عمر، «المملكة العربية السعودية»، 10/10/2007
استاذ مشعل اختيارك اليوم لموضوع المقالة جيد و متزامن مع فضل هذه الايام والليالي المباركة , كما ان صياغتك كالعادة سلسة و ظريفة. ارنا الله جميعا الحوريات في الدار الاخرة ان شاء الله تعالى.

سيد هنداوى00 القاهرة00 مصر، «فرنسا ميتروبولتان»، 10/10/2007
ونحن على ابواب العيد والعيد فرحة لذا ارجو ان تتقبل تهنئتي بالعيد المبارك اعاده الله عليكم وعلينا وعلى امة الاسلام بالخير والسلام والصحة والسعادة.. وبمناسبة الحوريات تخيل لو كانت احدى تلك الحوريات بجانبك طوال الفروض الخمس!! ولكني دائما عندما يسرح الخيال بعقلي اعود سريعا واشكر الله على انه رزقني بزوجة صالحة وهذا يكفيني وعيد مبارك.

عبد العظيم فليح (العراق)، «فرنسا ميتروبولتان»، 10/10/2007
يقال إن هناك طريق أسهل للالتقاء بالحوريات هو أن تفجر نفسك بمجموعة من الناس وستجد ما لا يقل عن سبعين حورية بالانتظار وبفارغ الصبر.

عبدالرحمن الفايز، «فرنسا ميتروبولتان»، 10/10/2007
استاذ مشعل مقال رائع وأسأل الله العظيم ان لا يحرمنا من الحورالعين.

ريان جمال، «الولايات المتحدة الامريكية»، 10/10/2007
أشكرك على المقال الجميل وأرجو أن تتحقق أمنيتك.

أسامة الزبيدي، «الامارت العربية المتحدة»، 10/10/2007
من أجمل ما قرأت لك في الفترة الأخيرة..
فجميل هذه الصبغة الدينية الملازمة للصبغة الساخرة التقليدية التي عهدنا عليك..
و الله يرزقنا دخول الجنة مع الحور العين!


سيف الحربي، «المملكة العربية السعودية»، 10/10/2007
الاخ مشعل السديري: المقال المتميز والهادف والراقي في مفرداته ومعانيه يجبرنا على الاشادة به كقراء لمحبوبتنا الشرق الاوسط أرفع لك القبعة تحية إعجاب بهذا المقال الرائع في كل شىء.

فهد العثمان، «المملكة العربية السعودية»، 10/10/2007
مقالك يدل على بذور الخير فيك التي زرعها والديك. الله يهدينا وإياك ويثبتنا على صراطه المستقيم ووالدينا والمسلمين أجمعين.

صالحة الكعبي، «المملكة العربية السعودية»، 10/10/2007
رائع حتى في تناولك للمواعظ الدينية. أنصحك أستاذي بتغيير صوت منبهك بنغمة تشجعك على الإستيقاظ مبتسما وضبطه على الوقت المناسب حتى لا تضطر للإستيقاظ فزعا على صوت مزعج كصوت سيارة الإسعاف! وإنسى أمر الحورية.


زيد صالح الزيد، «فرنسا ميتروبولتان»، 10/10/2007
أنت رائع ومبدع. كل فرد أياً كانت صفته يحلم بما يفكر به، وأنت يا سيدي مشعل سامحني إن حطمت أمالك وأحلامك وقلت لن تزورك الحورية ولن توقضك من سباتك لأن ما يشغل بالك وما يهمك أكبر من الحورية. تحياتي لك.

ashraf abouda omer، «سويسرا»، 10/10/2007
تحياتي أستاذ مشعل السديري وكل عام وأنتم بخير وتحية تقدير لمقالك الروحي وعليك إستمرار وإطالةْ التهجٌدْ ليلياً حتى تُرزٌق بأحد الحوريات وتمنياتي بالرزق الوفير من الحور العين لك ولكُل من إجتهد في العبادة.

مها عبداللة اعتيبي، «المملكة العربية السعودية»، 10/10/2007
الموضوع جميل وكلنا نطمع بالحورين والحوريات لكم إنشاء الله وكل عام يا أستاذ وأنت كاتب وبخير.

علي الحسن-السويد، «السويد»، 10/10/2007
الأستاذ الفاضل مشعل السديري رزقك الله الحور العين على هذا المقال الرائع وأدام الله عزك.


احمد بن سعيد، «المملكة العربية السعودية»، 10/10/2007
يا أستاذ مشعل أضحك الله سنك لقد ضحكت كثيرا من مقالك الرائع وهذه حقيقة لا ينكرها إلا جاهل والله إن صلاة التهجد لفيها الأجر العظيم وإن أحببت أن تعرف المتهجدين سوف ترى النور في وجوههم فهي سماتهم