مشهور
22/10/2007, 03:36 AM
أحلام ممكنة
اعترف بأنني احلم كثيرا. احلم بأن أصحو من نومي يوما فاجد انني عدت الى سن الخامسة والعشرين اتمتع بصحة كاملة وقد قرأت ما اكسبني ثقافة وجربت ما اكسبني حكمة. في حلمي، انا زوجة لا تشك في عاطفة زوجها وتعيش الى جواره من دون زعل او ملل. احلم باطفال يولدون من دون ان اتحمل مخاضا مضنيا ولا فزعا اذا مست احدهم حمى. احلم ببيت يحقق كافة امنياتي بما فيها غرفة خاصة ادخلها حين اشعر بحاجة الى مساحة نفسية خلاء لكي انصت الى الاصوات المتعددة في اعماقي والتي لا يمكن ان يسمعها سواي.
كل احلامي متعلقة بحالة الزوجية، ومن خلالها اكتشفت انني افضل ان اكون انثى تعيش حالة الحب والسكينة.
الحياة في بداية القرن الواحد والعشرين شنت حربا على مثل تلك الأحلام الممكنة لأن التطورات الاجتماعية والاقتصادية تتحدى المعطيات التي بنت عليها الاجيال السابقة أسس التعامل بين الجنسين. الطلاق أصبح وباء في كافة المجتمعات رغم اختلاف الظروف والثقافات. وتفشت ظواهر العنف بين الجنسين بحيث ترصد الحكومات ميزانيات لمكافحة العنف الزوجي.
ولكن ما يدهشني هو ان يتغير السلوك ولا تتغير الأمنيات الحبيسة. ما زالت كل فتاة تحلم بفارس شاعر يلهمه حبها بكتابة احلى القصائد. ويكفي ان اشير إلى مسلسل درامي بثته قناة فضائية في شهر رمضان المعظم بطله الفارس البدوي الشاعر نمر بن عدوان. هذا المسلسل حقق نسبة مشاهدة منقطعة النظير، خاصة بين المشاهدات. فلماذا انعدمت لغة الشعر بين الرجال والنساء؟ لقد تغنى بالحب الشعراء العرب واستهلوا به قصائدهم الكبرى. فها هو امرؤ القيس يخاطب محبوبته في المعلقة الشهيرة قائلا:
افاطم مهلا بعض هذا التدلل
وان كنت ازمعت صرمي فاجملي
أغرك مني ان حبك قاتلي
وانك مهما تأمري القلب يفعل
وغير امرؤ القيس كثيرون.
ما زالت الفتاة تتمنى ان تتحرك ملكة الشعر في صدر من تحب فيلهمه حبها شعرا معبرا ورقيقا. ولكن هيهات. اختفت الحدود واختلطت القيم. لم تعد هي واضحة ولم يعد هو بن عدوان ... لا فاتن حمامة ولا عمر الشريف. لم يعد الخير ينتصر على الشر. ولم تعد قصص الحب تنتهي نهاية سعيدة . حل الفراق محل التلاقي والتنائي محل التداني، وكلا الطرفين يهيم في صحراء التيه بحثا عن نصفه الغائب وأصبحت الأحلام الممكنة غير ممكنة بل شبه مستحيلة. ولكن البحث مستمر.
لا يكفي ان يكون الرجل عبقريا في ادارة الاعمال أو في هندسة الكمبيوتر. لا يكفي ان يكون اصغر رئيس مجلس ادارة لمجموعة شركات كبرى. لكي تتحقق السعادة لا يكفي ان يرتدي الحرير والديباج وان يجلس خلف مقود المرسيدس وما شابهها. ولا يكفي ان تحصل الفتاة على دكتوراه في العلوم السياسية أو تكون اول من يحصل على منصب دبلوماسي رفيع. لا يكفي هذا كله ان لم يتعرف كل منهما على مكنوناته واحتياجاته وأولوياته التي يسعى اليها لا طمعا في بريق الشهرة والنجاح، لكن طمعا في ساعة صفا يقضيها مع من يحب في بيت تملؤه السكينة ويظلله الوفاء.
احلم كما تشاء ولكن تعلم الدرس الأول في مدرسة الواقع: لا تفرح بما يغبطك عليه غيرك. افرح بما يتمناه قلبك.
اعترف بأنني احلم كثيرا. احلم بأن أصحو من نومي يوما فاجد انني عدت الى سن الخامسة والعشرين اتمتع بصحة كاملة وقد قرأت ما اكسبني ثقافة وجربت ما اكسبني حكمة. في حلمي، انا زوجة لا تشك في عاطفة زوجها وتعيش الى جواره من دون زعل او ملل. احلم باطفال يولدون من دون ان اتحمل مخاضا مضنيا ولا فزعا اذا مست احدهم حمى. احلم ببيت يحقق كافة امنياتي بما فيها غرفة خاصة ادخلها حين اشعر بحاجة الى مساحة نفسية خلاء لكي انصت الى الاصوات المتعددة في اعماقي والتي لا يمكن ان يسمعها سواي.
كل احلامي متعلقة بحالة الزوجية، ومن خلالها اكتشفت انني افضل ان اكون انثى تعيش حالة الحب والسكينة.
الحياة في بداية القرن الواحد والعشرين شنت حربا على مثل تلك الأحلام الممكنة لأن التطورات الاجتماعية والاقتصادية تتحدى المعطيات التي بنت عليها الاجيال السابقة أسس التعامل بين الجنسين. الطلاق أصبح وباء في كافة المجتمعات رغم اختلاف الظروف والثقافات. وتفشت ظواهر العنف بين الجنسين بحيث ترصد الحكومات ميزانيات لمكافحة العنف الزوجي.
ولكن ما يدهشني هو ان يتغير السلوك ولا تتغير الأمنيات الحبيسة. ما زالت كل فتاة تحلم بفارس شاعر يلهمه حبها بكتابة احلى القصائد. ويكفي ان اشير إلى مسلسل درامي بثته قناة فضائية في شهر رمضان المعظم بطله الفارس البدوي الشاعر نمر بن عدوان. هذا المسلسل حقق نسبة مشاهدة منقطعة النظير، خاصة بين المشاهدات. فلماذا انعدمت لغة الشعر بين الرجال والنساء؟ لقد تغنى بالحب الشعراء العرب واستهلوا به قصائدهم الكبرى. فها هو امرؤ القيس يخاطب محبوبته في المعلقة الشهيرة قائلا:
افاطم مهلا بعض هذا التدلل
وان كنت ازمعت صرمي فاجملي
أغرك مني ان حبك قاتلي
وانك مهما تأمري القلب يفعل
وغير امرؤ القيس كثيرون.
ما زالت الفتاة تتمنى ان تتحرك ملكة الشعر في صدر من تحب فيلهمه حبها شعرا معبرا ورقيقا. ولكن هيهات. اختفت الحدود واختلطت القيم. لم تعد هي واضحة ولم يعد هو بن عدوان ... لا فاتن حمامة ولا عمر الشريف. لم يعد الخير ينتصر على الشر. ولم تعد قصص الحب تنتهي نهاية سعيدة . حل الفراق محل التلاقي والتنائي محل التداني، وكلا الطرفين يهيم في صحراء التيه بحثا عن نصفه الغائب وأصبحت الأحلام الممكنة غير ممكنة بل شبه مستحيلة. ولكن البحث مستمر.
لا يكفي ان يكون الرجل عبقريا في ادارة الاعمال أو في هندسة الكمبيوتر. لا يكفي ان يكون اصغر رئيس مجلس ادارة لمجموعة شركات كبرى. لكي تتحقق السعادة لا يكفي ان يرتدي الحرير والديباج وان يجلس خلف مقود المرسيدس وما شابهها. ولا يكفي ان تحصل الفتاة على دكتوراه في العلوم السياسية أو تكون اول من يحصل على منصب دبلوماسي رفيع. لا يكفي هذا كله ان لم يتعرف كل منهما على مكنوناته واحتياجاته وأولوياته التي يسعى اليها لا طمعا في بريق الشهرة والنجاح، لكن طمعا في ساعة صفا يقضيها مع من يحب في بيت تملؤه السكينة ويظلله الوفاء.
احلم كما تشاء ولكن تعلم الدرس الأول في مدرسة الواقع: لا تفرح بما يغبطك عليه غيرك. افرح بما يتمناه قلبك.