المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشاعرة / فدوى طوقان


مشهور
26/10/2007, 01:46 AM
فدوى طوقان

ولدت فدوى طوقان (1971ـ 2004) في نابلس لأسرة عريقة وغنية ذات نفوذ اقتصادي وسياسي. لم تستطع إكمال دراستها, وإنما ثقفت نفسها تثقيفاً ذاتياً. تأثرت كثيراً بشقيقها الشاعر إبراهيم طوقان، الذي شجعها على كتابة الشعر. من أعمالها:"وحدي مع الأيام" و "وجدتها"و "أعطنا حباً"و "أمام الباب المغلق"، و"الليل والفرسان" و "على قمة الدنيا وحيدًا" و"اللحن الأخير". ولها سيرة ذاتية بعنوان:" رحلة صعبة, رحلة جبلية" و"الرحلة الأصعب". تقول عن كتابتها هذه القصيدة التي نختار مقاطع منها: "في السفح الغربي من جبل "جرزيم" حيث تملأ مغارس الزيتون القلوب و العيون، هناك، ألفت القعود في أصل كل يوم عند زيتونة مباركة تحنو على نفسي ظلالها، و تمسح على رأسي عذبات أغصانها: و طالما خيل الي أنها تبادلني الألفة و المحبة، فتحس أحساسي و تشعر بشعوري و في ظلال هذه الزيتونة الشاعرة، كم حلمت أحلاماً، و وهمت أوهاما».


هنا، هنا، في ظل زيتونتي

تحطّم الروح قيود الثرى

و تخلد النفس الى عزلة

يخنق فيها الصمت لَغوَ الورى

هنا، هنا، في ظل زيتونتي

في ضفة الوادي بسفح الجبل

أصغي الى الكون و لمّا تزل

آياته تروي حديث الأزل

هنا يهتم القلب في عالم

تخلقه أحلامي المبهمه

لأفقه في ناظري روعة

وللرؤى في مسمعي هيمنه

عالم أشواق سماويةٍ

تطلق روحي في الرحاب الفساح

خفيفةً لا الأرض تثنى لها

خطواً ولا الجسم يهيض الجناح

واهاً: هنا يهفو على مجلسي

في عالم الأشواق روحٌ حبيب

لم تره عيناي لكنني

أحسه مني قريباً قريب!

أكاد بالوهم أراه معي

يغمر قلبي بالحنان الدّفيق

يمضي به نحو سماء الهوى

على جناح من شعاع طليق

زيتونتي، الله كم هاجسٍ

أوحت به أشواقي الحائره

وكم خيالات وعى خاطري

تدري بها أغصانك الشاعرة

نجيّتي أنت وقد عزّني

نجيُ روحي يا عروس الجبل

دعي فؤادي يشتكي بثّه

لعل في النجوى شفاءً، لعلّ !

يا ليت شعري أن مضت بي غداً

عنك يد الموت الى حفرتي

تراك تنسين مقامي هنا

وأنت تحنين على مهجتي؟

تراك تنسين فؤاداً وعت

أسراره أغصانك الراحمات

باركها الله! فكم ناغمت

وهدهدت أشواقه الصارخات

زيتونتي، بالله إما هفت

نحوك بعدي النسمة الهائمة

فاذكري كم نفحتنا معاً

عطورها الغامرة الفاغمة

و حين يستهويك طير الربى

بنغمةٍ ترعش منك الغصون

فاذكري كم طائرٍ شاعرٍ

ألهمه شدوي شجّي اللحون