المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفضائيات الشعبية والتعصب.. إلى أين؟!! الاستاذ صلاح الزهراني


مشهور
18/11/2007, 04:41 PM
هذا هو الاستاذ صلاح الزهراني
المستشار في مكتب وكيل امانة مدينة الرياض
يعود ليتحفنا بمقالة جديدة ارجو من اخواني الكرام اعضا ومتصفحي منتدى رباع الاطلاع والتعليق على ماجا في مقالة الاستاذ صلاح وهل الفضائيات الشعبية والتعصبا ت القبلية، والجهوية داء عضال ابتليت مجتمعات عديدة بها منذ نشأة البشرية وحتى يومنا هذا، وخصوصاً في الوطن العربي.. فأي بيئة تحمل الخصوبة لنمو هذه الشجرة اللعينة.. تترعرع فيها روح الشقاق والخلاف، والتمزق والصراعات والعداء.. فهي كالسوس الذي ينخر أحشاء الأمم والمجتمعات، ويجعلها تعيش في ضعف وخور، تتناحر وتتقاتل حتى تفنى وتباد. الموضوع لنقاش لمن لديه خبرة في مثل هذه المواضيع
مع لتحية
مشهور


صلاح سعيد أحمد الزهراني - الرياض
الفضائيات الشعبية والتعصب.. إلى أين؟!!





العصبية القبلية، والجهوية داء عضال ابتليت مجتمعات عديدة بها منذ نشأة البشرية وحتى يومنا هذا، وخصوصاً في الوطن العربي.. فأي بيئة تحمل الخصوبة لنمو هذه الشجرة اللعينة.. تترعرع فيها روح الشقاق والخلاف، والتمزق والصراعات والعداء.. فهي كالسوس الذي ينخر أحشاء الأمم والمجتمعات، ويجعلها تعيش في ضعف وخور، تتناحر وتتقاتل حتى تفنى وتباد.

ولكن مجتمعنا السعودي -ولله المنة والفضل- يعتبر أو يفترض أن يكون الأكثر تماسكاً، ومناعة ضد هذه الجرثومة المدمرة.. والقاتلة -لا محالة- لكونه مجتمعاً يتكون من نسيج اجتماعي واحد.. تجمعه وحدة العقيدة واللغة والدم والثقافة الواحدة، والجذور المشتركة، ووحدة الزمان والمكان.. كذلك بلادنا -ولله الحمد- هي مهبط الوحي.. ومهد الرسالة الخاتمة وحاضنة الحرمين الشريفين.. فالوحدة في مجتمعنا أقرها ووضع أساسها الإسلام.. ثم وفق الله مؤسس هذا الكيان العظيم وموحد هذه اللحمة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز لتوحيد الأرض والإنسان تحت راية التوحيد وشريعة الإسلام ليكتمل توحيد الزمان والمكان والإنسان، وتغلق النوافذ والثغرات أمام كل دعوات العصبية ونعراتها البغيضة.. وقام المؤسس- رحمه الله- بصهر جميع أبناء الوطن في بوتقة والإخاء والافتخار بأننا سعوديون انتماؤنا وولاؤنا للملك والوطن تحت راية التوحيد والمساواة، وكلنا لآدم وآدم من تراب فسعدنا ونعمنا - جميعاً- بهذا التميز من التوحد والإخاء والتكامل الذي أسس لقواعد الأمن والاستقرار في أزمان كان العالم من حولنا يعاني ويلات التمزق والانقسام مما مهد للاختراق الاستعماري الذي وطأت أقدامه الكثير من الديار فنجونا من شره وبلاياه بفضل الواحد الأحد ثم بفضل حنكة المؤسس رحمه الله.

ولكني -وللأسف- أرى رؤوس هذه الفتنة تطل من جديد.. وبأساليب حديثة.. تدفعها رياح القنوات الفضائية التي تدس السم في الدسم، وتتستر بقناع الشعر الشعبي وتنفث سمومها القاتلة نافخة في جمر العصبية القبلية الذي كاد يتوارى تحت الرماد.. هذه الفضائيات التي تمجد من خلال منابرها قبائل على حساب أخرى.. مسيئة استخدام تلك المنابر ومسيئة أيضاً فهم مدلول الحرية، فمن حق كل فرد أن يعتز بحسبه ونسبه وقبيلته لكن دون أن يقلل من شأن الآخرين، وهذا ما تفتقده تلك المنابر التي تنفخ في شرارة الجاهلية، وما ينطبق على بعض القنوات يشمل أيضاً بعض المجلات الشعبية التي اتخذت الشعر النبطي والتراث مدخلاً لإطلالة العصبية. ولكن الإسلام يرفض كل هذه السلوكيات ويحاربها، وقد قالها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (دعوها فإنها منتنة) أي العصبية، وقال- صلى الله عليه وسلم- لأحد الصحابة حينما لمس فيه هذا التعصب (إنك امرئ فيك شيء من الجاهلية). وندرك أن الطعن والتحقير والبحث عن العيوب القبلية لن يزيدنا رفعة بل يزيدنا ضعفاً وتمزقاً وتشرذماً.

فالعروبة والنسب والقبيلة مهما علا مقامها إذا ابتعدت عن روح الإسلام لن تجلب لأهلها سوى العار والندم والضعف.. إن من العيب -والله- أن نلتفت إلى هذه الصغائر التي لا تزيدنا إلا بؤساً وأمتنا تذبح من الوريد إلى الوريد.

التقنية في عالمنا للأسف استخدمناها لنشر النكتة والسخرية ضد بعض القبائل والمناطق وترسيخ العصبية وتكريس ثقافة الجاهلية.

المهرجانات التراثية يجب أن تكون من دواعي حفاظنا على التراث والأصالة، وتمسكنا بتقاليدنا الجميلة، فلا يستغلها لتكريس العصبية أيضاً، فمثلاً مزايين الإبل بكل ما تحمل من تراث وثقافة وأصالة يجب الحرص على عدم تحويلها إلى مناسبة للعصبية القبلية..!!

بحيث لا يتنافسون في حجز المواقع للقبائل في مكان المهرجان أو يتظاهرون بالبذخ والعمل على إعلاء شأن قبيلة على حساب أخرى مما يفسد روح ومغزى هذه المناسبات الجميلة الرائعة التي تبعث في النفوس عبق الأجداد ونفحات التاريخ وأريج الأصالة العربية.

ترى ما هي أسباب إطلالة العصبية مجدداً بعد أن تناساها الناس، وبعد أن ألقوا بها وراء ظهورهم؟!

التربية غير السليمة سواء في المنزل أو الشارع أو المدرسة، هي مسؤولة عن انتشار الظاهرة، وكذلك التقاعس في إيجاد خطوات اجتماعية ثقافية فكرية لكسر هذا الحاجز، كما أن عدم ضبط وسائل الإعلام ووسائل الاتصال الجماهيري مثل بعض المجلات والفضائيات الشعبية، يقود إلى تفشي هذه الظاهرة البغيضة، ويلعب الفراغ دوراً مهماً في هذه الظاهرة، وكذلك تحتاج الكثير من شرائح المجتمع إلى القدوة التي تظهر ما كان عليه الرسول- صلى الله عليه وسلم- وإصدار الفتاوى الشرعية التي تعالج الموضوع، ولا شك أن للإعلام دوره الفاعل وكذلك المسجد والمؤسسات التعليمية لأن التوعية أساس كل شيء.

فما أحوجنا إلى توظيف وسائل الاتصال الحديثة لتذويب الفوارق، ومحاربة الظواهر الهدامة، والحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي، والقضاء على الفتن والمظاهر السلبية، لا العكس كما هو حادث في بعض الفضائيات.

وأخيراً أقول- الحمد لله- على هذه النعمة التي تعيشها بلادنا التي لا يقدرها إلا من طاف بعض الدول ولمس البون الشاسع بيننا وبينهم.

أدام الله لنا عزنا وفخرنا بانتمائنا إلى هذه الدولة التي لا يألو حكامها من بذل الجهد والجهيد في إقرار الأمن والضرب بيد من حديد على العابثين، والسعي حثيثاً في سبيل مصلحة المواطن والمقيم في هذه الأرض المعطاء.

أدام الله لنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز والأسرة الحاكمة جميعاً ووفقهم الله وأحسن بطانتهم لما يحبه ويرضاه.

والله من وراء القصد.

المزيونه
26/11/2007, 02:22 PM
أسباب إطلالة العصبية

التربية غير السليمة سواء في المنزل أو الشارع أو المدرسة، هي مسؤولة عن انتشار الظاهرة، وكذلك التقاعس في إيجاد خطوات اجتماعية ثقافية فكرية لكسر هذا الحاجز، كما أن عدم ضبط وسائل الإعلام ووسائل الاتصال الجماهيري مثل بعض المجلات والفضائيات الشعبية، يقود إلى تفشي هذه الظاهرة البغيضة، ويلعب الفراغ دوراً مهماً في هذه الظاهرة، وكذلك تحتاج الكثير من شرائح المجتمع إلى القدوة التي تظهر ما كان عليه الرسول- صلى الله عليه وسلم- وإصدار الفتاوى الشرعية التي تعالج الموضوع، ولا شك أن للإعلام دوره الفاعل وكذلك المسجد والمؤسسات التعليمية لأن التوعية أساس كل شيء.
مشكوور على الموضوع

واااافي