مشهور
13/12/2007, 01:39 AM
كورتوا: «مايكروسوفت» تعمل على بناء سجل معلومات عن الأفراد السعوديين
نائب رئيس الشركة لـ«الشرق الأوسط»: 100 ألف مؤسسة في المملكة لا تستخدم الحاسب الآلي ولا تتصل بالإنترنت
جان فيليب كورتوا
محمد الحميدي
أكد جان فيليب كورتوا نائب رئيس شركة مايكروسوفت ورئيس «مايكروسوفت العالمية»، حضور شركته في التطوير والتقدم التقني في السعودية، كاشفا أن عدد شركاء مايكروسوفت في قطاع تقنية المعلومات يبلغ 4500 شريك محلي مرشح للتضاعف خلال الفترة المقبلة نتيجة لتنامي القطاع في السعودية.
وأفصح كورتوا على اهتمام الشركة بجانب الاقتصاد المعرفي نتيجة لأهميته المتنامية في كافة القطاعات الحكومية والخاصة، مفيدا أن في السعودية حاليا نحو 100 ألف شركة لا تستخدم الحاسب الآلي وليس لديها ارتباط بالإنترنت، الأمر الذي يزيد من أهمية زيادة ثقافة الاقتصاد المعرفي في دولة طموحة كالسعودية.
وأفاد كورتوا أن «مايكروسوفت» تعمل حاليا مع وزارة الداخلية لبناء سجل يشمل مختلف المعلومات عن المواطنين بالاشتراك مع الوزارات الأخرى التي تقدم خدمات الحكومة الإلكترونية باستخدام تقنية الشركة التي تمكنها من سرعة إدخال خدمات جديدة، مؤكدا في الوقت ذاته عن وجود مشاريع جديدة أخرى بارزة سيتم الإعلان عنها لاحقا.
وتحدث كورتوا عن مشروع البريد الإلكتروني ومبادرة الحكومة الإلكترونية وتعريب المحتوى وجهودهم في مبادرات المسؤولية الاجتماعية وأهمية الاقتصاد المعرفي للشركات المتوسطة والصغيرة ونقاط أخرى في تفاصيل الحوار التالي الذي أجري معه في الرياض خلال زيارة قام بها مؤخرا، إلى نص الحوار:
* قمتم بزيارة سريعة للسعودية عقدتم خلالها اجتماعات متلاحقة مكثفة، هل يمكنكم تفسير مهام هذه الزيارة ومع من التقيتم؟
ـ بالطبع هناك أهداف كثيرة وراء زيارتي للسعودية فهم التغير الكبير الذي يحدث منذ زيارتي الأخيرة للمملكة قبل أربع سنوات. لقد أردت أن أسمع مباشرة من المسؤولين الحكوميين، ومن الشركات الكبرى ومن فريق عملنا هنا كيف تغيرت السعودية، كما شملت زيارتي تقديم الدعم لاحتياجات عملائنا وأؤكد لهم بأنه باستطاعة مايكروسوفت تلبية احتياجات الحكومة، والشركات الكبرى والصغيرة والمتوسطة. وكذلك تلبية احتياجات المؤسسات التعليمية، إضافة إلى التأكيد على أن مايكروسوفت مستمرة في تنفيذ التزامها القوي تجاه السعودية والذي نقوم به منذ 12 عاما، خاصة المساعدة في بناء اقتصاد يقوم على المعرفة لأن ذلك يعتبر أولوية في السعودية، بالإضافة إلى زيادة القدرات في مجال تقنية المعلومات والاتصالات فيها.
* ولكن هل أبرمتم أية اتفاقيات يمكنك الكشف عنها؟
ـ أنا مبتهج بكل اللقاءات التي عقدناها والاتفاقيات التي أبرمناها، ونترك شرف الإعلان عنها أولا لشركائنا وعملائنا، وبعدها سيسعدنا الإدلاء بمزيد من المعلومات عن هذه اللقاءات والاتفاقيات.
* ما مدى قدرة الحكومة والقطاع الخاص على متابعة اقتصاد المعرفة في السعودية، وما الأمور التي ما زال هذان القطاعان بحاجة إليها لتحقيق اقتصاد المعرفة؟
ـ في الحقيقة، خلال مباحثاتي مع رئيس الهيئة العامة للاستثمار عمرو الدباغ، تأثرت كثيراً حين سمعت أن السعودية رفعت تصنيفها من مرتبة التسعينات إلى مرتبة العشرينات. حيث يعني هذا أن الاستثمارات الضخمة التي قامت وما زالت تقوم بها الحكومة كالمدن الذكية والبنية التحتية الرقمية في السعودية وبناء القدرات المحلية عبر المراهنة على كوادر وطنية قد بدأت جميعاً تؤتي أكلها. وإنني حقيقة ألمس تقدماً حين أنظر إلى العمل الذي نقوم به مع العديد من الوزارات كوزارات الداخلية، والمالية، والعمل التي تقوم بتطوير عدد من التقنيات كجزء من خططها الرامية إلى إيجاد حكومة الكترونية، وقد تحقق تقدم ممتاز خلال الـ12 شهرا الأخيرة.
فعلى سبيل المثال، نعمل مع وزارة الداخلية لبناء سجل يشمل مختلف المعلومات عن المواطنين بالاشتراك مع الوزارات الأخرى التي تقدم خدمات الحكومة الإلكترونية باستخدام تقنية مايكروسوفت التي تمكنها من سرعة إدخال خدمات جديدة يتوقعها المواطنون من حكومتهم، وهذا في الحقيقة مثال عظيم. وأيضاً، تعتبر المشاريع الجديدة التي نعمل على إطلاقها بالاشتراك مع عملاء آخرين إضافات بارزة للخدمات التي تقدم للمواطنين.
* يعتبر إدخال التقنية الرقمية أمراً مهماً لاقتصاد المعرفة، ماذا تستطيعون أن تخبرونا عن مبادرات مايكروسوفت على هذا الصعيد؟
ـ أعتقد أن المهارات الرقمية رهان كبير للسعودية، وبصفتنا شركة ملتزمة بإدخال التقنية الرقمية، فإننا نركز على 4 محاور رئيسية هي تدريب العنصر الشبابي وتطويره، وتمكين العنصر النسائي لأن هذه فرصة عظيمة أخرى للسعودية، ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، وأخيراً وليس آخراً تطوير صناعة تقنية المعلومات والاتصالات. إننا نركز على الكيفية التي تستطيع مايكروسوفت أن تشارك بها في تدريب وتطوير المزيد من الشركاء. ولدينا في السعودية 4500 شريك في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات، وإذا وضعنا في اعتبارنا حجم البلد وحجم اقتصاده، فإنني أتوقع من معرفتي بالبلدان الأخرى أن يتضاعف هذا العدد من الشركاء في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات الذين يعملون في مجال تطوير البرمجيات، والاستشارات، والتدريب على تقنيات مايكروسوفت. وإننا نلتزم كشركة كبرى بزيادة عدد المحترفين في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في السعودية.
* يتطلب بناء اقتصاد يقوم على المعرفة الكثير من العمل على صعيد التعليم، ما طبيعة شراكة مايكروسوفت مع المؤسسات التعليمية؟
ـ نشارك في مبادرتين كبيرتين مع وزارة التربية والتعليم. المشروع الأول، نقوم بدعوة المشاركين في البرنامج التعليمي الذي انطلق منذ ثلاث سنوات، وعبر هذا المشروع نقوم بتدريب 30 ألف مدرس ومدرسة من العاملين في سلك التعليم على المهارات الخاصة بتقنية المعلومات، وهناك الكثير أيضا مما نستطيع القيام به. ولكن ذلك يتطلب في مفهومنا تغييراً في العقلية من أجل مساعدة المدرس على تبني تقنية المعلومات والاتصالات واستخدامها لتحسين طريقة التدريس.
ومن المساهمات التي استطيع أن أتحدث عنها هي المناهج الدراسية، إذ قام فريق مايكروسوفت بعمل الكثير في السعودية لتوفير المقرر الدراسي الخاص بتقنية المعلومات والاتصالات دون مقابل، وذلك للمدارس وللمجتمعات الأقل حظاً في الريف. وهناك دائماً قدر كبير من المتعة والإثارة في مساعدة الشباب.
* اقتصادات المعرفة تقوم على ابتكار المعرفة، وتقاسمها واستخدامها، ولكن ينبغي أن تكون هذه المعرفة متاحة باللغة المحلية، ما دور مايكروسوفت في تعريب المحتوى؟
ـ هناك عدد من المبادرات، سبق أن تحدثت عن الشركاء في التعليم حيث عملنا على وضع مقرر دراسي باللغة العربية في مجال تقنية المعلومات والاتصالات الرقمية. اللغة العربية لغة مهمة جداً، ولذلك، فإن جميع منتجاتنا الرئيسية متوفرة بالعربية، بما في ذلك بعض الخدمات على الشبكة مثل (الهوت ميل) ولدينا أيضا مبادرة مهمة أخرى بالاشتراك مع مركز الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا لإثراء المحتوى العربي وتوسعته وتوفيره على شبكة الانترنت عريضة الموجة التي تكتسب شعبية متزايدة، كما نقوم بتطوير معرفة الكتابة باليد والتحدث باللغة العربية.
* تغذي الشركات الصغيرة والمتوسطة جزءا رئيسيا من المحرك الاقتصادي في السعودية، كيف تستطيع شركات تقنية المعلومات كمايكروسوفت أن تساعد تلك الشركات على الترعرع في ظل اقتصاد المعرفة؟
ـ أعتقد أن الشركات الصغيرة مهمة جداً لأي اقتصاد معرفة رقمي. وفي مفهومي أن هناك ما لا يقل عن 300 ألف شركة صغيرة ومتوسطة في السعودية من بينها أقل من 100 ألف شركة لا تستخدم الكومبيوتر الشخصي أو لم ترتبط مع الانترنت. وهنالك الكثير مما نستطيع القيام به للتشجيع على تأسيس المشاريع، ونحن نعمل مع الهيئة العامة للاستثمار على تدريب أصحاب الشركات الصغيرة على كيفية استخدام التكنولوجيا لتنمية أعمالهم وتطويرها. وهناك إمكانية قيام الشركات الصغيرة بتقديم الخدمات عبر الإنترنت.
* ما التحديات التي تواجه برنامج الحكومة الإلكترونية في السعودية وما دور مايكروسوفت في المساعدة على مواجهة تلك التحديات؟
ـ تقوم الحكومة الإلكترونية على أمرين، هما: أولا الحاجة إلى وجود بنية تحتية قوية للموجة العريضة لكل المواطنين، لاسيما أن السعودية تشهد نموا سريعا جدا في الربط بالموجة العريضة. وثانياً، توفر الخدمات الحقيقية للناس عبر الوصول المباشر إلى الأسرة. ومرة أخرى، لقد دهشت جداً بالمبادرات الحكومية ومبادرات إدارة البريد لتوفير بنية تحتية هادفة في مجال تقنية المعلومات بحيث تستطيع الشبك مع إحدى العائلات وتقدم لها الخدمات التي تحتاجها.
وفي اعتقادي انه إذا قامت الحكومة بتوحيد جميع تلك الموجودات التي تتراوح من الموجة العريضة إلى خدمات الحكومة الإلكترونية ذات الجودة وعممتها على وزارات معينة، وإذا سهلت على أصحاب المشاريع إيجاد عمل والانتقال إلى استخدام هذه الخدمات، عندها ستكون السعودية مبرزة على هذا الصعيد. كما في اعتقادي أنها بدأت تحقق النجاح في ذلك والقادم كثير، كما أن مايكروسوفت ملتزمة بالمشاركة خاصة أن منصة مايكروسوفت وتقنيتها الإلكترونية هي المفضلة في جميع أنحاء العالم.
ويمكن استخدام هذه البنية التحتية نفسها للتجارة الإلكترونية، وفي حقيقة الأمر، فإن التجارة الإلكترونية ستكون بحاجة إلى استخدام عوامل تمكين الحكومة الإلكترونية كالتوقيع الرقمي والبنية التحتية لتقنية المعلومات وسداد الدفعات أو الأقساط على الشبكة. ولدينا مبادرات جارية منذ مدة وهناك بضع مبادرات كبيرة سيتم تنفيذها في السنتين المقبلتين، وسوف تجعل هذه المبادرات السعودية متألقة في فضاء الحكومة الإلكترونية.
* في مؤتمر تقنية البريد الذي عقد مؤخرا، أعلن البريد السعودي عن خطط لدمج البريد العادي والبريد الإلكتروني بغية تقديم خدمات جديدة للعملاء. كيف تسهم مايكروسوفت في رؤية البريد السعودي وماذا تعلمتم من ذلك؟
ـ كنت أتحدث عن هذا الموضوع في وقت سابق عندما التقيت رئيس البريد السعودي. إن ما تقدمه مايكروسوفت في الأساس هو منصة البرامج للمساعدة في تحقيق رؤية البريد السعودي. إننا نقوم ببناء منصة تشتمل على البريد الإلكتروني لكي يكون بمقدور ملايين المواطنين وليس بضعة آلاف منهم فقط استخدام البريد الإلكتروني وتلقى الرسائل الإلكترونية من خلال بريدهم العادي والعكس بالعكس، وهذه هي روعة البرمجيات والخدمات. سيتلقى الناس هذه الخدمات من البريد السعودي، وحين تبدأ الشركات الصغيرة بطلب الخدمات ذات القيمة المضافة، سيكون البريد السعودي قادراً على تقديم خدمات الاتصال والتعاون لهم من المتوفرة في برنامجنا Share Point بحيث يتمكنوا من إيداع فواتيرهم أو عروضهم في بيئة آمنة على الانترنت وبحيث يتسنى لعملائهم أن يتلقوا المعلومات ويتبادلوها. وسيكون باستطاعة شركات أخرى استخدام الصوت في خدمات بروتوكول الانترنت ومؤتمرات الفيديو التي تقدم من خلال البريد السعودي على هذه المنصة. وهذا هو جوهر إستراتيجية مايكروسوفت في التقدم إلى الأمام، وهو ما ندعوه «برمجيات وخدمات» التي تجمع بين الأفضل في هذين المجالين.
وترغب مايكروسوفت بتقوية شراكتها مع حكومة السعودية وتريد أن تكون رائدة في حدوث ذلك في هذا البلد الكبير. وفي اعتقادي أن البريد السعودي يقوم بالابتكار بطريقة هائلة وهذا هو السبب الذي جعلنا نرعى المؤتمر العالمي لتقنية البريد الذي عقد هنا مؤخرا بحضور 95 هيئة بريد من شتى أنحاء العالم جاءت إلى السعودية لمشاهدة التحول الجاري على نطاق واسع. ولقد أطلقنا المرحلة الأولى مع البريد السعودي ونحن ماضون معه لإطلاق المزيد من الخدمات في المستقبل القريب.
نائب رئيس الشركة لـ«الشرق الأوسط»: 100 ألف مؤسسة في المملكة لا تستخدم الحاسب الآلي ولا تتصل بالإنترنت
جان فيليب كورتوا
محمد الحميدي
أكد جان فيليب كورتوا نائب رئيس شركة مايكروسوفت ورئيس «مايكروسوفت العالمية»، حضور شركته في التطوير والتقدم التقني في السعودية، كاشفا أن عدد شركاء مايكروسوفت في قطاع تقنية المعلومات يبلغ 4500 شريك محلي مرشح للتضاعف خلال الفترة المقبلة نتيجة لتنامي القطاع في السعودية.
وأفصح كورتوا على اهتمام الشركة بجانب الاقتصاد المعرفي نتيجة لأهميته المتنامية في كافة القطاعات الحكومية والخاصة، مفيدا أن في السعودية حاليا نحو 100 ألف شركة لا تستخدم الحاسب الآلي وليس لديها ارتباط بالإنترنت، الأمر الذي يزيد من أهمية زيادة ثقافة الاقتصاد المعرفي في دولة طموحة كالسعودية.
وأفاد كورتوا أن «مايكروسوفت» تعمل حاليا مع وزارة الداخلية لبناء سجل يشمل مختلف المعلومات عن المواطنين بالاشتراك مع الوزارات الأخرى التي تقدم خدمات الحكومة الإلكترونية باستخدام تقنية الشركة التي تمكنها من سرعة إدخال خدمات جديدة، مؤكدا في الوقت ذاته عن وجود مشاريع جديدة أخرى بارزة سيتم الإعلان عنها لاحقا.
وتحدث كورتوا عن مشروع البريد الإلكتروني ومبادرة الحكومة الإلكترونية وتعريب المحتوى وجهودهم في مبادرات المسؤولية الاجتماعية وأهمية الاقتصاد المعرفي للشركات المتوسطة والصغيرة ونقاط أخرى في تفاصيل الحوار التالي الذي أجري معه في الرياض خلال زيارة قام بها مؤخرا، إلى نص الحوار:
* قمتم بزيارة سريعة للسعودية عقدتم خلالها اجتماعات متلاحقة مكثفة، هل يمكنكم تفسير مهام هذه الزيارة ومع من التقيتم؟
ـ بالطبع هناك أهداف كثيرة وراء زيارتي للسعودية فهم التغير الكبير الذي يحدث منذ زيارتي الأخيرة للمملكة قبل أربع سنوات. لقد أردت أن أسمع مباشرة من المسؤولين الحكوميين، ومن الشركات الكبرى ومن فريق عملنا هنا كيف تغيرت السعودية، كما شملت زيارتي تقديم الدعم لاحتياجات عملائنا وأؤكد لهم بأنه باستطاعة مايكروسوفت تلبية احتياجات الحكومة، والشركات الكبرى والصغيرة والمتوسطة. وكذلك تلبية احتياجات المؤسسات التعليمية، إضافة إلى التأكيد على أن مايكروسوفت مستمرة في تنفيذ التزامها القوي تجاه السعودية والذي نقوم به منذ 12 عاما، خاصة المساعدة في بناء اقتصاد يقوم على المعرفة لأن ذلك يعتبر أولوية في السعودية، بالإضافة إلى زيادة القدرات في مجال تقنية المعلومات والاتصالات فيها.
* ولكن هل أبرمتم أية اتفاقيات يمكنك الكشف عنها؟
ـ أنا مبتهج بكل اللقاءات التي عقدناها والاتفاقيات التي أبرمناها، ونترك شرف الإعلان عنها أولا لشركائنا وعملائنا، وبعدها سيسعدنا الإدلاء بمزيد من المعلومات عن هذه اللقاءات والاتفاقيات.
* ما مدى قدرة الحكومة والقطاع الخاص على متابعة اقتصاد المعرفة في السعودية، وما الأمور التي ما زال هذان القطاعان بحاجة إليها لتحقيق اقتصاد المعرفة؟
ـ في الحقيقة، خلال مباحثاتي مع رئيس الهيئة العامة للاستثمار عمرو الدباغ، تأثرت كثيراً حين سمعت أن السعودية رفعت تصنيفها من مرتبة التسعينات إلى مرتبة العشرينات. حيث يعني هذا أن الاستثمارات الضخمة التي قامت وما زالت تقوم بها الحكومة كالمدن الذكية والبنية التحتية الرقمية في السعودية وبناء القدرات المحلية عبر المراهنة على كوادر وطنية قد بدأت جميعاً تؤتي أكلها. وإنني حقيقة ألمس تقدماً حين أنظر إلى العمل الذي نقوم به مع العديد من الوزارات كوزارات الداخلية، والمالية، والعمل التي تقوم بتطوير عدد من التقنيات كجزء من خططها الرامية إلى إيجاد حكومة الكترونية، وقد تحقق تقدم ممتاز خلال الـ12 شهرا الأخيرة.
فعلى سبيل المثال، نعمل مع وزارة الداخلية لبناء سجل يشمل مختلف المعلومات عن المواطنين بالاشتراك مع الوزارات الأخرى التي تقدم خدمات الحكومة الإلكترونية باستخدام تقنية مايكروسوفت التي تمكنها من سرعة إدخال خدمات جديدة يتوقعها المواطنون من حكومتهم، وهذا في الحقيقة مثال عظيم. وأيضاً، تعتبر المشاريع الجديدة التي نعمل على إطلاقها بالاشتراك مع عملاء آخرين إضافات بارزة للخدمات التي تقدم للمواطنين.
* يعتبر إدخال التقنية الرقمية أمراً مهماً لاقتصاد المعرفة، ماذا تستطيعون أن تخبرونا عن مبادرات مايكروسوفت على هذا الصعيد؟
ـ أعتقد أن المهارات الرقمية رهان كبير للسعودية، وبصفتنا شركة ملتزمة بإدخال التقنية الرقمية، فإننا نركز على 4 محاور رئيسية هي تدريب العنصر الشبابي وتطويره، وتمكين العنصر النسائي لأن هذه فرصة عظيمة أخرى للسعودية، ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، وأخيراً وليس آخراً تطوير صناعة تقنية المعلومات والاتصالات. إننا نركز على الكيفية التي تستطيع مايكروسوفت أن تشارك بها في تدريب وتطوير المزيد من الشركاء. ولدينا في السعودية 4500 شريك في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات، وإذا وضعنا في اعتبارنا حجم البلد وحجم اقتصاده، فإنني أتوقع من معرفتي بالبلدان الأخرى أن يتضاعف هذا العدد من الشركاء في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات الذين يعملون في مجال تطوير البرمجيات، والاستشارات، والتدريب على تقنيات مايكروسوفت. وإننا نلتزم كشركة كبرى بزيادة عدد المحترفين في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في السعودية.
* يتطلب بناء اقتصاد يقوم على المعرفة الكثير من العمل على صعيد التعليم، ما طبيعة شراكة مايكروسوفت مع المؤسسات التعليمية؟
ـ نشارك في مبادرتين كبيرتين مع وزارة التربية والتعليم. المشروع الأول، نقوم بدعوة المشاركين في البرنامج التعليمي الذي انطلق منذ ثلاث سنوات، وعبر هذا المشروع نقوم بتدريب 30 ألف مدرس ومدرسة من العاملين في سلك التعليم على المهارات الخاصة بتقنية المعلومات، وهناك الكثير أيضا مما نستطيع القيام به. ولكن ذلك يتطلب في مفهومنا تغييراً في العقلية من أجل مساعدة المدرس على تبني تقنية المعلومات والاتصالات واستخدامها لتحسين طريقة التدريس.
ومن المساهمات التي استطيع أن أتحدث عنها هي المناهج الدراسية، إذ قام فريق مايكروسوفت بعمل الكثير في السعودية لتوفير المقرر الدراسي الخاص بتقنية المعلومات والاتصالات دون مقابل، وذلك للمدارس وللمجتمعات الأقل حظاً في الريف. وهناك دائماً قدر كبير من المتعة والإثارة في مساعدة الشباب.
* اقتصادات المعرفة تقوم على ابتكار المعرفة، وتقاسمها واستخدامها، ولكن ينبغي أن تكون هذه المعرفة متاحة باللغة المحلية، ما دور مايكروسوفت في تعريب المحتوى؟
ـ هناك عدد من المبادرات، سبق أن تحدثت عن الشركاء في التعليم حيث عملنا على وضع مقرر دراسي باللغة العربية في مجال تقنية المعلومات والاتصالات الرقمية. اللغة العربية لغة مهمة جداً، ولذلك، فإن جميع منتجاتنا الرئيسية متوفرة بالعربية، بما في ذلك بعض الخدمات على الشبكة مثل (الهوت ميل) ولدينا أيضا مبادرة مهمة أخرى بالاشتراك مع مركز الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا لإثراء المحتوى العربي وتوسعته وتوفيره على شبكة الانترنت عريضة الموجة التي تكتسب شعبية متزايدة، كما نقوم بتطوير معرفة الكتابة باليد والتحدث باللغة العربية.
* تغذي الشركات الصغيرة والمتوسطة جزءا رئيسيا من المحرك الاقتصادي في السعودية، كيف تستطيع شركات تقنية المعلومات كمايكروسوفت أن تساعد تلك الشركات على الترعرع في ظل اقتصاد المعرفة؟
ـ أعتقد أن الشركات الصغيرة مهمة جداً لأي اقتصاد معرفة رقمي. وفي مفهومي أن هناك ما لا يقل عن 300 ألف شركة صغيرة ومتوسطة في السعودية من بينها أقل من 100 ألف شركة لا تستخدم الكومبيوتر الشخصي أو لم ترتبط مع الانترنت. وهنالك الكثير مما نستطيع القيام به للتشجيع على تأسيس المشاريع، ونحن نعمل مع الهيئة العامة للاستثمار على تدريب أصحاب الشركات الصغيرة على كيفية استخدام التكنولوجيا لتنمية أعمالهم وتطويرها. وهناك إمكانية قيام الشركات الصغيرة بتقديم الخدمات عبر الإنترنت.
* ما التحديات التي تواجه برنامج الحكومة الإلكترونية في السعودية وما دور مايكروسوفت في المساعدة على مواجهة تلك التحديات؟
ـ تقوم الحكومة الإلكترونية على أمرين، هما: أولا الحاجة إلى وجود بنية تحتية قوية للموجة العريضة لكل المواطنين، لاسيما أن السعودية تشهد نموا سريعا جدا في الربط بالموجة العريضة. وثانياً، توفر الخدمات الحقيقية للناس عبر الوصول المباشر إلى الأسرة. ومرة أخرى، لقد دهشت جداً بالمبادرات الحكومية ومبادرات إدارة البريد لتوفير بنية تحتية هادفة في مجال تقنية المعلومات بحيث تستطيع الشبك مع إحدى العائلات وتقدم لها الخدمات التي تحتاجها.
وفي اعتقادي انه إذا قامت الحكومة بتوحيد جميع تلك الموجودات التي تتراوح من الموجة العريضة إلى خدمات الحكومة الإلكترونية ذات الجودة وعممتها على وزارات معينة، وإذا سهلت على أصحاب المشاريع إيجاد عمل والانتقال إلى استخدام هذه الخدمات، عندها ستكون السعودية مبرزة على هذا الصعيد. كما في اعتقادي أنها بدأت تحقق النجاح في ذلك والقادم كثير، كما أن مايكروسوفت ملتزمة بالمشاركة خاصة أن منصة مايكروسوفت وتقنيتها الإلكترونية هي المفضلة في جميع أنحاء العالم.
ويمكن استخدام هذه البنية التحتية نفسها للتجارة الإلكترونية، وفي حقيقة الأمر، فإن التجارة الإلكترونية ستكون بحاجة إلى استخدام عوامل تمكين الحكومة الإلكترونية كالتوقيع الرقمي والبنية التحتية لتقنية المعلومات وسداد الدفعات أو الأقساط على الشبكة. ولدينا مبادرات جارية منذ مدة وهناك بضع مبادرات كبيرة سيتم تنفيذها في السنتين المقبلتين، وسوف تجعل هذه المبادرات السعودية متألقة في فضاء الحكومة الإلكترونية.
* في مؤتمر تقنية البريد الذي عقد مؤخرا، أعلن البريد السعودي عن خطط لدمج البريد العادي والبريد الإلكتروني بغية تقديم خدمات جديدة للعملاء. كيف تسهم مايكروسوفت في رؤية البريد السعودي وماذا تعلمتم من ذلك؟
ـ كنت أتحدث عن هذا الموضوع في وقت سابق عندما التقيت رئيس البريد السعودي. إن ما تقدمه مايكروسوفت في الأساس هو منصة البرامج للمساعدة في تحقيق رؤية البريد السعودي. إننا نقوم ببناء منصة تشتمل على البريد الإلكتروني لكي يكون بمقدور ملايين المواطنين وليس بضعة آلاف منهم فقط استخدام البريد الإلكتروني وتلقى الرسائل الإلكترونية من خلال بريدهم العادي والعكس بالعكس، وهذه هي روعة البرمجيات والخدمات. سيتلقى الناس هذه الخدمات من البريد السعودي، وحين تبدأ الشركات الصغيرة بطلب الخدمات ذات القيمة المضافة، سيكون البريد السعودي قادراً على تقديم خدمات الاتصال والتعاون لهم من المتوفرة في برنامجنا Share Point بحيث يتمكنوا من إيداع فواتيرهم أو عروضهم في بيئة آمنة على الانترنت وبحيث يتسنى لعملائهم أن يتلقوا المعلومات ويتبادلوها. وسيكون باستطاعة شركات أخرى استخدام الصوت في خدمات بروتوكول الانترنت ومؤتمرات الفيديو التي تقدم من خلال البريد السعودي على هذه المنصة. وهذا هو جوهر إستراتيجية مايكروسوفت في التقدم إلى الأمام، وهو ما ندعوه «برمجيات وخدمات» التي تجمع بين الأفضل في هذين المجالين.
وترغب مايكروسوفت بتقوية شراكتها مع حكومة السعودية وتريد أن تكون رائدة في حدوث ذلك في هذا البلد الكبير. وفي اعتقادي أن البريد السعودي يقوم بالابتكار بطريقة هائلة وهذا هو السبب الذي جعلنا نرعى المؤتمر العالمي لتقنية البريد الذي عقد هنا مؤخرا بحضور 95 هيئة بريد من شتى أنحاء العالم جاءت إلى السعودية لمشاهدة التحول الجاري على نطاق واسع. ولقد أطلقنا المرحلة الأولى مع البريد السعودي ونحن ماضون معه لإطلاق المزيد من الخدمات في المستقبل القريب.