تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كل مقال وأنتم بخير


مشهور
20/12/2007, 02:38 PM
كل مقال وأنتم بخير

أهنئكم بعيد الأضحى المبارك. كما أهنئ الأخوة العرب المسيحيين بعيدهم المجيد الذي سيحل بعد خمسة أيام.

وأتمنى للعالم أجمع من أول مكان تشرق فيه الشمس إلى آخر مكان تغرب فيه، أتمنى للجميع السلام والأمان والازدهار، سواء أكانوا بشراً أم حيواناً أم نباتاً أو حتى جماداً..

هذه مقدمة لا بد منها لكي أعبّر عن محبتي البسيطة والعميقة في نفس الوقت.

ولا شك أن عيد الأضحى إنما هو تعبير ودعوة للتجمع والتكاتف والمساواة ودحر شيطان البغضاء المقيتة، وفوق ذلك كله «التضحية» التي لها دلالة ما بعدها من دلالة.

والتضحية ليست واجبة على مَن لم يذهب إلى الحج، لكنها مستحبة وقد يكون فيها أجر لمن صدقت نيته.

وقد أتاني قبل أربعة أيام شاب «مهندم ومترستك» ـ يعني باختصار كان آخر (شياكة) ـ ورائحة العطر تسبقه وتفوح من ثيابه، وطلب مني بأدب أن أساعده على شراء «أضحية»، ثم أقسم أنه لا يملك ثمنها، تذكرت أن أسعار «الأكباش» تضاعفت هذه الأيام، كما أن حصيلة ما في جيبي قد ادّخرتها لشراء سلعة أريد أن أسعد واستمتع بها في أيام العيد ـ وهي بالمناسبة قيمتها تساوي قيمة الكبش تقريباً ـ .

نسيت أن أقول لكم إن ذلك الشاب يملك سيارة «مازدا»، عندها قلت له: إذا كنت لا تملك ثمن أضحية فلا تضحي يا أخي، وإذا أردت أن أعطيك ثمن دجاجة فلا مانع عندي، فردّ عليّ غاضباً وهو يستدير للخروج: كثّر خيرك، تبغى تمرضني وتموتني بإنفلونزا الطيور؟!.

وما دام الشيء بالشيء يذكر، فقبل سنوات ليست قصيرة، كان هناك شاب خليجي مبتعث ويدرس في أمريكا، وذلك الشاب فتح الله على قلبه ـ يعني مطوّع وملتزم ـ.

وعندما أتى عيد الأضحى أراد أن يضحي، لكنه لا يعرف كيف؟!، فهداه تفكيره أن يذهب إلى «سوبر ماركت»، وسأل البائع في قسم اللحوم عن كيفية الحصول على كبش حي.. فأعطاه البائع اسم وعنوان صاحب مزرعة يبيع المواشي، وفعلاً ركب سيارته وذهب إلى هناك، وخرج عليه صاحب المزرعة وهو رجل مفتول العضلات في منتصف العمر وكأنه «كاوبوي».

اشترى منه الخروف ودفع له ثمنه، وبعدها استدرك أنه لا يعرف الذبح، فأخذ يترجّى الفلاح أن يذبح له الخروف، فوافق ولكنه طلب أجراً على ذلك، فدفع له.

عندها أمسك الرجل بالخروف وقيّده أمام جدار، ودخل إلى منزله ثم خرج منه، وفي يده بندقية (شوزن)، ووقف على بُعد عشرة أمتار من الخروف ثم أطلق عليه ثلاث رصاصات قتلته في الحال ومزقت جسده، وسط ذهول ذلك الطالب الملتزم، الذي قال له الرجل: خذ خروفك لقد قتلته لك.. وأسقط في يد الطالب المسكين، ورفض أن يحمل تلك الأشلاء التي كلها دماء في سيارته، فقال للرجل: إنني لا أريده، فقال له: عليك إذن أن تدفع لي مقابل نقل ذلك الخروف ورميه في حاوية الزبالة، وكذلك ثمن الثلاث رصاصات التي أهدرتها، فدفع الطالب له ذلك كله، وانطلق (هارباً) في سيارته، ولسان حاله يقول: عنّها ما كانت من أضحية.

وكل مقال وأنتم بخير.



التعليــقــــات
فراس العلي، «المملكة العربية السعودية»، 19/12/2007
مع التقدير للكاتب أود الإيضاح بأنه لا يجوز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، أصلح الله أحوالنا وأحوالك، وشكراً لسعة صدرك ..

رولا القحطاني، «لبنان»، 19/12/2007
لعلّ كلُّ من يشعر بحب في قلبه لشخص ما, عندما يراه , يريد ان يظهر نوعا من الخضوع امامه, وكلما كانت هذه المشاعر والنية أصدق وأشد, كانت هذه الرغبة أقوى لدرجة انه ممكن ان يرغب بأن يُضحَّى به امام محبوبه, هذه رغبة فطرية لا يمكن نكرانها, واعلى درجة منها تسمى العبادة. فإنّ مقتضى العشق الخالص النظيف, أن ينتهي إلى ان العاشق يحب ان يُفنى امام معشوقه. فنبي الله ابراهيم (عليه السلام) من محبته وإخلاصه لربه كان سيضحّي بولده الوحيد تعبيرا عن خضوعه له. فلما اسلما (هذا هو الإسلام الحقيقي تعطي كل شيء), فدى الله سبحانه وتعالى اسماعيل( ع ) بذبح عظيم. ونحن الآن نفكر مئة مرة من اين ومتى وكيف ومن سيذبح الخروف , فأين نحن من الانبياء وإخلاصهم وتضحياتهم من أجلنا . مع تمنياتي للجميع بعيد اضحى مبارك .

فوزيه بنت سعد الخلف، «المملكة العربية السعودية»، 19/12/2007
كل عام وأنت بخير وبصحة وسلامة. عيدك مبارك.

سيدهنداوى00 القاهره مصر، «مصر»، 19/12/2007
كل عام وانت بخير وصحه وسعاده.

Ahmad Barbar، «المانيا»، 19/12/2007
قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. انما الاعمال بالنيات......, وكل عام وانتم بخير.

جابر سعد الجابرى، «السويد»، 19/12/2007
أستاذي مشعل أتمنى من الله العلي القدير أن يتقبل تمنياتكم لينعم الجميع بالسلام والأمان والإزدهار. فعلا السلام يهم الجميع كما تفضلتم، من لا يقدر السلام لا يترك الشجرة تنمو ليستظل في ظلها الناس والحيوان، ليأكل من ثمرها الإنسان والحيوان. أستاذي مشعل السلام حاجة الإنسان والحيوانات بكل أنواعها.

هاتي بياني، «المملكة العربية السعودية»، 19/12/2007
من الواضح أن التزامن بين الأعياد الاسلامية والمسيحية إشارة واضحة للتآخي والمحبة بين شعوب الأرض على مختلف طوائفها.

ذعار المطيري، «المملكة العربية السعودية»، 19/12/2007
وأتمنى للعالم أجمع من أول مكان تشرق فيه الشمس إلى آخر مكان تغرب فيه، أتمنى للجميع السلام والأمان والازدهار، سواء أكانوا بشراً أم حيواناً أم نباتاً أو حتى جماداً. عباراتك هذه ذكرتني بمريم نور....وموضوعك ذكرني بزميل لي يضحي 6 أضاحي بسبب توصيات ورثها أبوه عن جده.

علي سليماني، «المملكة العربية السعودية»، 19/12/2007
ويا هل ترى اشتريت السلعة التي خصصت لها مبلغا يوازي قيمة الاضحية؟ يعني حبكت مرة...لا زم في عيد الاضحى؟ لا تقول لي عيد...انا فاهمك وانت فاهمني.

ريـهـام زامـكـه، «المملكة العربية السعودية»، 19/12/2007
* عيدك مبارك وكل عام وأنت بخير .

مشهور
24/12/2007, 03:02 AM
لا فرحنا بزواجك ولا أسفنا لطلاقك!

التاريخ لم يقل لنا كم عدد اللائي قلن: نعم. فهن بالمليارات. ولكن ذكر لنا عدد اللائي قلن: لا.. فهن بالمئات. وأشهرهن جميعاً: شولا ميت التي جاءت في التوراة في سفر «نشيد الإنشاد»، وزوجة معاوية بن أبي سفيان وأم يزيد: ميسون..

أما سفر «نشيد الإنشاد» فهو من اجمل وأرق ما جاء في الكتاب المقدس. ويقال انه ليس كتاباً مقدساً. ففي هذا الكتاب لم يذكر اسم الله. ويقال انها ابتهالات وحوارات في محبة الله.. ويقال انها أغنيات شعبية كانت تقال في الأفراح والليالي الملاح. ويقال انها من نظم الملك سليمان ويقال انها فولكلور وهي تضم ثمانية أسفار و117 عبارة جميلة..

وهي غنائيات أو بكائيات لفتاة راعية غنم اسمها شولا ميت تتغنى بحبيبها وتطلب من بنات اورشليم إن وجدن حبيبها ان يترفقن به. إن وجدوه نائماً ألا يوقظنه حتى يصحو عندما يشاء.. وتتغنى بشفتي حبيبها وشعره وصدره وصوته وعطره وساقيه وذراعيه وعينيه وتطلب من الناس ان يقلن له أنها مريضة حباً. وتقول ايضاً: حبيبي كله مشتهيات. وتقول: كل ما فيك حبيبي يا حبيبي.

أما شولا ميت هذه فيقال ان الملك سليمان ضمها الى حريمه ولكنها تريد حبيبها الراعي. لا الملك ولا عرش الملك وإنما حبيبها والاغنام والحبال وحقول السوسن كما جاء في سفر «نشيد الأنشاد».

أما ميسون فهي من قبيلة شهيرة وكانت جميلة. وأعجب بها معاوية. وبنى لها قصراً وخدماً وحشماً وذهباً وحريراً وأزهاراً وطيوراً.. وفي يوم سمعها تقول:

لبيت تخفق الأرواح فيه

أحب إلي من قصر منيف

ولبس عباءة وتقر عيني

أحب من لبس الشفوف

وأكل كسرة في كسر بيتي

أحب إلي من أكل الرغيف

وأصوات الرياح لكل فج

أحب إلي من نقر الدفوف

فتضايق معاوية بن أبي سفيان وقال لها: كنت فبنت ـ أي كنت زوجة فأنت طالق. فقالت: لا سعدنا عندما كنا ولا أسفنا حينما بنا!




التعليــقــــات
Dr./Khalid sallam، «اليابان»، 20/12/2007
الأستاذ المحترم أنيس، ونحن دائما وأبدا سعداء بقراءة مقالاتكم الرائعة. ولكن يبقى لى تعليق وهو: لو علم كل إنسان بأن ما عند الله خير وأبقى ما ندم وما حزن على ما فاته من متاع في الدنيا.

منـــــــــــــــــــــــــــال الغازي، «المملكة العربية السعودية»، 20/12/2007
قال جان جاك روسو الفرنسي (قد يهجر الرجل كل شيء من اجل المرأة التي يحبها) وينطبق ذلك على المرأة إذ أنها تختلف عن الرجل في مستوي العواطف لأنها ترتبط من اجل العاطفة فإن لم تجدها قد تترك كل شيء لتهرب بنفسها باحثة عن مشاعر تشبع غريزتها العاطفية ولا عجب في ذلك لان تلك المشاعر قد تمثل لها كالفراق بين الموت والحياة اذا لم تجدها.


قطوش ادريس، «الجزائر»، 20/12/2007
الاستاذ الكبير انيس منصور:
إن اروع قصص الحب اثارة و تشويقا تلك المرتبطة بحب المرأة، و ما خلدت إلا لأنها مرتبطة بنصفنا الثاني، ولكن ما نواجهه اليوم لماذا لا تكرر هذه المواقف؟ لماذا لا يكون منا او بيننا من يحمل كل هذه الأحاسيس والمشاعر كما تلك التي كان يملكها قيس بن الملوح او عنترة أو غيرها ممن قرأنا عنهم في كتب التاريخ....أعتقد انه لا يوجد إلا من خلال اسقاطات الثقافات الباكية على الاطلال كنموذج حمدة التي تغنى بها شاعرنا الكبير عمر الفرا ... والحقيقة انها ربما غير موجودة اصلا و اراد ان يعيش لحظات من تاريخنا المملوء بالحب والآهات الجميلة ...شكرا على تذكيرنا ....شكرا.

جابر سعد الجابرى، «السويد»، 20/12/2007
هذه الفتاة التي فضلت الراعي على الملك.
أعجبتني كثيرا يا أستاذ أنيس، ولو بعثت من قبرها وفعلت ما فعلته، مع سليمان لأصبحت أضحوكة، في عالم لا يقدر فيها الا المال والجاه والحكم. أتمني لها أن ترتاح في قبرها لكي لا تضحك من جانبها على بنات عصرنا الذين لا يعترفن لهذا النوع من الحب. وكم يكره راعي الغنم المدينة والمدنية لأنها، أي المدينة أخذت منه الكثير من الفتيات.

عبد الحكيم المرابط.، «اسبانيا»، 20/12/2007
( جواز فؤادة من عتريس باطل..باطل..باطل!.) كم عتريس لدينا اليوم وكم فؤادة وكم نعم قيلت عن إكراه وكم لا قيلت من وراء الجدران وكم من صمت ليس بعلامة رضى وكم من توكيل ليس بتوكيل وكم من عدول ليسوا بعدول وكم من شهود شهود زور ؟ وكم من صبية بيعت لمسن بلغ من العمر عتيا ؟ وكم من صبية في الغرب بيعت كطابع تأشيرة من أجل استقدام وافد إلى بلاد المهجر ؟ وكم من صبية سمعنا مؤخرا تزوج (للمتعة) ؟ كم فؤادة لدينا اليوم ! لكنهن لسن كفؤادة ( الدهاشنة) التي قلبت نظام الحكم بكلمة: لا !.