تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حبس حشمه ,;زكلب حراسه **مشعل السديري الشرق الاوسط


مشهور
10/01/2008, 02:53 AM
حبس حشمه

الشتاء يدفعك للالتصاق أكثر و(أكثر)، والخريف للتأمل، والربيع لإطلاق عواطفك الجياشة، وإن لم تجد أحداً تبثه ذلك، فلا بأس من جذع شجرة مكتنزة، والصيف للذوبان الحقيقي حيث من العار أن تبقي في نفسك قطرة واحدة ولم تسكبها تحت أقدام من يستحق ذلك.

ولا أنسى قبل عدة سنوات في مدينة الرياض، وفي عز أيام الصيف، حيث أن الإنسان من الممكن أن يعمل (باربكيو) على إسفلت الشارع بدلاً من النار والجمر، وذهبت إلى منزل صديق، ولأنني لم آخذ موعداً مسبقاً منه فلم أجده، وإنما وجدت الشغال الذي فتح لي الباب، وفي تلك الأيام لم يكن هناك ثمة (موبايلات)، فطلبت من الشغال أن يسمح لي بإجراء مكالمة تليفونية، فأدخلني للحوش حيث كان هناك مجلس للضيوف، وذهب هو في حال سبيله، وأجريت المكالمة مع شخص يهمني لقاؤه جداً، وتواعدنا على اللقاء حالاً ـ أي (مسافة السكة) ـ وفي هذه الأثناء كان هناك كلب حراسة ضخم للبيت من نوع (الجيرمن شبرد)، أحس ببرودة هواء المكيف الصحراوي وهي تتسلل عبر باب المجلس المفتوح، فربض أمام فتحة الباب، لم ألاحظه في البداية لأنني قمت إلى الحمام لأغسل وجهي، وأتأمل هندامي، وأدندن بمقطع من أغنية (اسبأني يا ألبي اسبأني)، وقبل أن أصل إلى الباب انقطعت دندنة (ألبي)، وكادت أن تنقطع معها أنفاسي وذلك عندما شاهدت ذلك الكلب الشرس وهو يرمقني بعينين ليس فيهما أي مودة، ثم يكشر عن أنيابه ويهر هريراً متواصلاً وكأنه يقول لي: إياك أن تخطو خطوة واحدة، المشكلة أن ذلك المجلس المشؤوم ليس فيه غير باب واحد، وأنا لا أستطيع أن أخرج ولا حتى أن اقفل الباب على نفسي، حيث أن تلك (الآفة) تسده بجسدها الضخم، حاولت أن ألاطف وأبتسم في وجه الكلب، غير أنني عندما فعلت ذلك زاد من تكشيرة أسنانه اعتقاداً منه أنني (أتريق) عليه، ماذا افعل يا ربي؟!، حاولت أن أصيح وأنادي على الشغال الذي لا أعرف اسمه والذي يبدو لي انه هو وحده في البيت، حيث أنني لم أسمع أي حركة، واضطررت أخيراً للسكوت عن الصياح، لأن صوتي قد أزعج الكلب، ومع كل صيحة مني كان غضبه يزداد عنفاً، وقبعت في ركن المجلس كأي (سنجاب) موكلاً أمري لله، وفي نفس الوقت شاحذاً فكري الخلاق عن ماذا افعل لكي أتخلص من هذه الورطة، وهداني تفكيري (العبقري أو البقري) إلى أن أتصل بشرطة النجدة، وفعلاً اتصلت بهم ورد علي جندي مناوب يبدو أن حرارة الظهيرة قد أخذت منه مأخذاً، وسألني عن الحكاية، فرويت له حالتي المزرية، وبدلاً من أن أكسب عطفه راح يهزئني معتقداً أنني (فاضي وأتسلى) ـ على حد تعبيره ـ، ثم أغلق السماعة في وجهي، وعندما عاودت الاتصال هددني بأسوأ العواقب إن كررت الاتصال، وأخيراً هداني ربي إلى أن اتصل بمن كنت على موعد معه، فأتاني صوته الرقيق يعتب عليّ لأنني أخلفت المواعيد، فلعنت أبو المواعيد وأصحابها، وقلت له: لا أريد أن أرى وجهك كل ما أريده هو الحرية ولا شيء غيرها، أرجوك ثم أرجوك اتصل على رقم هذا التلفون ـ وأعطيته رقم البيت ـ ودع الجرس يرن إلى أن يرد عليك الشغال ودعه يأتني، وفعلاً أخذ التلفون (يرقع)، وبعد فترة أتاني (السيد الشغال)، وهو يفرك عيونه، حيث انه كان نائماً نومة القيلولة، وأول ما شاهده الكلب قام من مكانه، نظرت إلى خد الشغال، وتحسست كفي، ثم استخرت بالله، وانطلقت إلى جو الحرية (أصفر) وأرمح، وكأنني ولدت من جديد، بعد اعتقال دام أكثر من ثلاث ساعات.


التعليــقــــات
عائض الغامدي، «المملكة العربية السعودية»، 09/01/2008
استاذي الكبير؛ لقد مزقت قلبي من كثر ما اضحكتني إذ انني مررت بمثل هذا الموقف قبل زمن
ولكنني لم افعل ما فعلت انت بل قلت ان خير وسيلة للدفاع هي الهجوم فاستليتُ ثوبي واقبلتُ على ذلك الكلب فما كان منه الا ان هرب هو وما ان ايقنت انني انطلقت لسماء الحرية حتى اخذتُ الاتجاه المعاكس ونفذتُ بجلدي. اشكرك سيدي المليح على ما كتبت واتمنى من الله ان يبهج قلبي برؤيتك يوما ما.

إبراهيم الأنصاري، «المملكة العربية السعودية»، 09/01/2008
أردت أن أضحكت فأطلقتها مدوية خارج هذا التعليق ، الحمدلله على الإفراج ، ولا تنسى أن تبحث عن موعد مسبق ، وشكرا لك على حسن اختيارك لمن تزور ،أعجبتني كثيرا مقالاتك ، شكرا شكرا والعفو على ضحكي المستمر.

نورة حمد، «المملكة العربية السعودية»، 09/01/2008
مقالة خفيفة وظريفة ...الله يعطيك العافية ياقديريامشعل يامحترم وياطيب (نفسي أقول وياشقي) صراحة ذكرك للفصول الأربعة ولو بإيجاز شديد... جدا جميل وأثار الشجون الجميلة
نفسي أعرف ميعادك كان مع ميـــــــــن؟؟! هههههههههههه

هاتي بياني، «المملكة العربية السعودية»، 09/01/2008
يبو أن الكلاب تغار مثل الجمال

فيصل بن فهد الحلوان، «المملكة العربية السعودية»، 09/01/2008
ما أحسنه من مقال. آليت على نفسي أن أقدم باقة ورد للاستاذ مشعل السديري. ما زلنا بخير ما دام فينا كاتب اسمه مشعل السديري. فما أحوجنا إلى كتاب مقال أمثالك وأرجو أن لا يتطرق اليأس لك
شكرا استاذي

محب الحبوب، «الصين»، 09/01/2008
خص الله بعضا من خلقه بخفة روح ورقة حواس وأنهار دعابة لا تنضب، وكلما قرأنا المزيد لابن السديري، شاعت البهجة في نفوسنا. حياك الله وبياك يا مشعل.. حقا، لكل من اسمه نصيب

فريد حسام الأصقه، «المملكة العربية السعودية»، 09/01/2008
بسيطة يا بطل الحبس للرجال!
وقف السلوقي بباب مشعل قائلا
إياك إياك أن تجتاز أسواري
أوقفتك اليوم لما بتَ تشتمني
هذا جزاء لمن لا يدري مقداري


محمد احمد، «المملكة العربية السعودية»، 09/01/2008
انا حزين على فوات موعد المليح وفرصة التهديف الذهبية الضائعة، خيرها في غيرها

Mohammed elbanna، «مصر»، 09/01/2008
سيدي انك خفيف الظل مثير للتعاطف معك في شقاوتك المتعددة. فانت اخي الكريم يبدو انك ذو كارزيما تجعل الجميع يلتف حولك ولا يتركوك الا باتسامه وهذا ما فعله الكلب. هنيئا لك حب الناس . لكن من تكون صاحبة الميعاد؟! . مع تحياتي وتمنياتي لك بالتوفيق.

صالحة الكعبي، «المملكة العربية السعودية»، 09/01/2008
هذه عقوبة من يذهب لشخص دون أخذ موعد مسبق معه .. خصوصا إن كنت لا تعرف شيئا عن هوايات هذا الشخص.

المزيونه
10/01/2008, 01:47 PM
جهاد الزهراني : المملكه العربية السعوديه : مدينة الرياض 10/01/2008م


مررت بنفس الموقف
ولا زال إلى الان في مخيلتي ..