تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الوثائق السرية الأميركية (3) ـ الملك فيصل لكيسنجر: لا يمكن استثناء سورية وهي تواقة لل


مشهور
10/01/2008, 02:59 AM
الوثائق السرية الأميركية (3) ـ الملك فيصل لكيسنجر: لا يمكن استثناء سورية وهي تواقة للاجتماع بكم

مفاوضات صعبة حول رفع حظر النفط


الملك فيصل وهنري كيسنجر

إعداد: محمد علي صالح
في الجزء الثاني من محضر الاجتماع بين العاهل السعودي الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز وهنري كسينجر، وزير خارجية أميركا في عهد إدارة الرئيس ريتشارد نيكسون، مفاوضات صعبة بين العاهل السعودي الذي يدافع عن سورية مؤكدا انها يجب ألا تستثنى من جهود السلام، والوزير الذي يسعى جاهدا لإقناعه برفع حظر النفط بينما يتمسك العاهل السعودي بأن تعلن الولايات المتحدة في الحال، أن إسرائيل يجب أن تنسحب من الأراضي التي احتلتها، وتسمح بعودة الفلسطينيين. وقال: عندي طلب جديد، وهو أن تتعهد الولايات المتحدة بأنها ستتخلى عن تأييد إسرائيل إذا لم تنفذ هذه الخطوات.
من جانبه يدعو كيسنجر الملك فيصل الى أن يقدر الجهود التي قامت بها واشنطن وقتها بعد حرب أكتوبر 1973 والتي عددها قائلا: أوقفنا إطلاق النار، وأنقذنا الجيش المصري الثالث، وأكدنا وقف إطلاق النار. كما كشف للملك عن قرار سري أميركي وهو إيقاف إرسال الأسلحة الى إسرائيل اعتبارا من الأسبوع اللاحق على الاجتماع.

وكان الجزء الأول من محضر الاجتماع الذي أزيحت عنه السرية من قبل دار الوثائق الوطنية في واشنطن ضمن مجموعة من الوثائق السرية الأميركية تنشرها «الشرق الأوسط» على حلقات قد شهد حوارا حول تأكيد الملك فيصل ان اسرائيل «ستنسحب في نفس اللحظة التي تعلنون فيها انكم لن تحموها، ولن تدافعوا عنها، ولن تدللوها». ورد كيسنجر بالإشارة الى صعوبة ذلك في ضوء جماعات الضغط الداخلية بأميركا وقال ان كثيرا من الأميركيين في مواقع هامة، في الحكومة، وفي الكونغرس، يرون ان مصالح الولايات المتحدة ومصالح اسرائيل متطابقة.

ورد الملك فيصل قائلا: «أكرر لكم أننا لا نفهم هذا الوضع. ما هي مصلحة الولايات المتحدة في ذلك؟ نحن نرى ان اسرائيل عبء على الأميركيين. إنها تكلفكم كثيرا»... وفي حلقة اليوم الجزء الثاني والأخير من محضر الاجتماع.

البيت الأبيض (سرى جدا، حساس، للنظر فقط)

* الموضوع: مذكرة محادثات

* المشتركون من الجانب السعودي:

- الملك فيصل بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية - الأمير فهد بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية - عمر السقاف، وزير الدولة للشؤون الخارجية - د. رشاد فرعون، مستشار ملكي - الشيخ إبراهيم السويل، سفير السعودية لدى الولايات المتحدة

* المشتركون من الجانب الأميركي:

- د. هنري كيسنجر، وزير الخارجية - جوزيف سيسكو، مساعد وزير الخارجية للشرق الأدنى - جيمس اكينز، سفير الولايات المتحدة لدى السعودية - بيتر رودمان، من مجلس الأمن القومي، البيت الأبيض - عيسى الصباغ، سكرتير أول، السفارة الأميركية في بيروت (مترجم)

* التاريخ: 8 ـ11 ـ 1973 - التوقيت: 8:45 ـ 10:25 مساء - المكان: القصر الملكي، الرياض، المملكة العربية السعودية

* (الجزء الثاني والأخير):

* كيسنجر:

بصرف النظر عن الضغط على إسرائيل، الآن الشيء الهام هو ان الرئيس نيكسون قرر القيام بجهد كبير لحل المشكلة. على عكس ما حدث سنة 1967، الرئيس مستعد الآن لخوض الحروب الضرورية (يقصد مواجهة أصدقاء إسرائيل) لحل المشكلة. أنا قلت ذلك لوزير خارجيتكم. واليوم، تشريفا بجلالتكم، أؤكد لكم ذلك.

الملك:

نحن نأمل كثيرا في أن تستفيدوا من آرائنا... وأن تقدروا على السير على طريق تحقيق أهدافكم.

كيسنجر:

نريد آن يعلم جلالتكم أننا، رغم مشاكل معينة تواجهنا، نريد السير نحو تلك الأهداف. وخلال الاسابيع القليلة الماضية، برهنا على أننا نسير نحو الأهداف التي اشار اليها جلالتكم: أولا: نجحنا في انقاذ الجيش المصري الثالث (الذي كان عبر قناة السويس شرقا نحو سيناء. ثم التفت حوله وحاصرته قوات اسرائيلية عبرت قناة السويس نحو الغرب). ثانيا: توصلنا الى اتفاقية تأكيد وقف إطلاق النار، والتي ستوقع غدا او بعد غد. ثالثا: اتفقنا مع الرئيس السادات على عقد مؤتمر سلام. رابعا: سنؤسس علاقات صداقة مع اي دولة عربية مستعدة لذلك. بما في ذلك سورية.

الملك:

أنا سألت صديقا سوريا اذا كانت سورية ستعترض على زيارتكم لها. وأجاب فورا: «بالعكس. نحن سنرحب بها».

كيسنجر:

كان هناك سوء فهم حول زيارتي لسورية. نحن وافقنا على مبدأ الزيارة، وسنواصل الاتصالات معهم.

الملك:

كنت أرسلت رسالة الى سورية عن طريق سفيرنا هناك. ورد عليها وزير الخارجية.

كيسنجر:

سنضع ذلك في الاعتبار. وأود ان اقول في وضوح بأننا لا نريد استثناء سورية من اي اتصالات على مستويات عالية.

الملك:

هذا كلام صائب جدا، لأن سورية لا يمكن ان تستثنى.

كيسنجر:

أؤكد لجلالتكم أننا سنتعامل مع سورية معاملة جدية جدا. ونحن نرحب بأي نصيحة من جلالتكم في هذا الموضوع.

الملك:

أؤكد لكم ان السوريين تواقون للاجتماع بكم على أعلى المستويات.

كيسنجر:

سنبدأ اتصالات معهم بمجرد ان اعود الى واشنطن. لن اقدر على زيارة سورية خلال هذه الجولة لأن جدولها محدد. سأزور اوروبا في ديسمبر (الشهر التالي). وربما سأستغل الزيارة لمقابلة رئيس سورية هناك.

الملك:

نعم.

كيسنجر:

بعد الحديث عن سورية، أريد ان أعود الى الحديث عن المشاكل التي قلت لجلالتكم اننا نواجهها. نعم، نحن نريد السير نحو الأهداف التي تحدثنا عنها. لكننا يجب ان نمهل حتى نقدر على تنظيم وضعنا الداخلي (يقصد مواجهة ضغوط أصدقاء اسرائيل). وإلا، ستفشل جهودنا.

يواجه الرئيس، في الوقت الحالي، هجوما لأسباب أخرى (يقصد الذين ينتقدون نيكسون لدوره في فضيحة «ووترغيت»). ولا نريد ان يواجه الرئيس هجوما إضافيا من جماعات دينية معينة (يقصد اليهود والمسيحيين المتشددين الذين يؤيدون اسرائيل). سنبدأ في تنظيم المؤيدين لنا في الكونغرس، وفي الصحف، وفي مجالات اخرى. وسيستغرق هذا اسابيع.

الملك:

نتمنى لكم كل النجاح، ونتمنى ان تتحركوا بأسرع فرصة ممكنة.

كيسنجر:

قالوا لي ان جلالتكم رجل يحترم كلمته، ويحترم الذين يفعلون نفس الشيء.

الملك:

بالتأكيد، انا اقدر ذلك. وأقدر، ايضا، لو عرف الأميركيون مصالحهم. وأنا مستعد لأن اصرخ بقول ذلك من سطوح المنازل اذا استطعت.

كيسنجر:

سيرى جلالتكم، خلال الشهور القادمة، أننا سنبذل جهدا كبيرا لتحقيق تقدم كبير (لتحقيق السلام في الشرق الأوسط).

الملك:

ستكون شهور مدة طويلة. نأمل انها ستكون اسابيع. نريد (اذا سارعت اميركا، وكسبت اصدقاء في الدول العربية، وخاصة مصر وسورية) التخلص من نفوذ الشيوعيين في المنطقة نهائيا والى الأبد.

كيسنجر:

اريد الحديث الآن مع جلالتكم عن حظر تصدير النفط. نحن نفهم العواطف التي كانت سبب قرار الحظر. (يقصد التضامن مع مصر وسورية بعد ان اعلنتا الحرب على اسرائيل سنة 1973، لاسترداد اراضيهما التي احتلتها اسرائيل فى حرب سنة 1967). ونحن لا نريد ان ندخل في جدل معكم حول هذا العواطف.

الملك:

نحن، ايضا، نريد حل هذه المشكلة بأسرع فرصة ممكنة. لا نريد فقط انهاء حظر تصدير النفط، ولكننا نريد، ايضا، زيادة الانتاج. لم يكن سهلا علينا اصدار قرار الحظر... وصار الموضوع معقدا جدا. وسيشهد زملائي هنا (في هذا الاجتماع) بأني، امس، كدت اصاب بانهيار عصبي. لكني سيطرت على نفسي، واستطعت أن أقابلكم. حدث ذلك عندما استقبلت سفيركم (جيمس ايكنز) الذي قدم لى اوراق اعتماده. كدت اصاب بانهيار عصبي. ونصحني أطبائي بالراحة. والحمد لله، تحسنت صحتي، واستطعت ان أقابلكم اليوم...

كيسنجر:

لم يكن أذى قرار حظر تصدير البترول لأسباب اقتصادية، لأننا نقدر على مواجهته اقتصاديا، بقدر ما كان الأذى لأسباب نفسية، لأنه جاء من صديق قديم للولايات المتحدة.

الملك:

وأنا تأثرت مثلكم...

كيسنجر:

ننتقل الآن الى التطورات الجديدة. وضع الذين يعارضون السلام (يقصد اسرائيل، واصدقاءها في اميركا) استراتيجية تعتمد على أن العرب أعداء دائمون لأميركا. ولهذا، يحاول هؤلاء اقناع الرأي العام (الأميركي) بمعارضة السلام مع العرب (بتصوير ان العرب هم الذين لا يريدون السلام مع اسرائيل).

ونحن مستعدون، يا صاحب الجلالة، خلال الفترة القادمة، للتحرك نحو السلام في المنطقة، اعتمادا على خطوات ناقشتها في مصر مع الرئيس السادات.

لكن، ستواجه جهودنا مشاكل في أميركا اذا استمر حظر تصدير النفط. وإذا اضطررنا لبيع بنزين السيارات ببطاقات. وإذا اضطررنا لتخفيض بيع غاز التدفئة للمنازل، والشتاء على الأبواب.

سيؤدي هذا الى ثلاثة اشياء:

أولا: ستقل قوة الرئيس نيكسون (وستقل شعبيته) لأن أعداءه سيحملونه المسؤولية.

ثانيا: ستستغل قوى معينة (يقصد أصدقاء إسرائيل) الموضوع لزيادة غضب الأميركيين على العرب.

ثالثا: ستزيد المشكلة تعقيدا لأن هذه القوى المعينة (يقصد اصدقاء اسرائيل) تتمتع بنفوذ كبير في الصحف والتلفزيونات.

لهذا، أقترح على جلالتكم، ليس التخلي عن مبدأ القدرة على وقف تصدير النفط، ولكن، وضع حدود لتنفيذ ذلك. وإذا لم تتحقق الأهداف التي تحدثت عنها، وإذا لم تتحق الوعود التي قطعتها، يقدر جلالتكم على إعادة وقف تصدير النفط.

أقترح ان يتخذ جلالتكم الخطوات الضرورية لتخفيض الآثار الضارة لوقف تصدير النفط. ولتسهيل مهمة الذين يريدون العمل لتحقيق السلام في المنطقة.

الملك:

سنكون نحن سعداء بإنهاء حظر تصدير النفط في الحال. وفكرنا في الموضوع منذ فترة. لكننا في وضع صعب وحرج... لتحقيق اقتراحكم، يجب على الولايات المتحدة أن تعلن، في الحال، ان اسرائيل يجب ان تنسحب من الأراضي التي احتلتها، وتسمح بعودة الفلسطينيين. وعندي طلب جديد، وهو ان تتعهد الولايات المتحدة بأنها ستتخلى عن تأييد اسرائيل اذا لم تنفذ هذه الخطوات.

كيسنجر:

هل اقدر على أن اقول شيئا؟ أنا لا اريد ان اعارض مثالية صاحب الجلالة، ولكني اريد الحديث عن الجانب العملي فيها. اذا اصدرنا قرارات حاسمة (تجبر اسرائيل على الانسحاب)، سنخلق كارثة داخلية (بسبب غضب اصدقاء اسرائيل). لهذا، يجب ان نتحرك خطوة بعد خطوة نحو الهدف.

أريد أن اضيف نقطة اخرى مع التعهد بسريتها، وهي أننا سنوقف، خلال الايام القليلة القادمة، شحنات الأسلحة الأميركية الى إسرائيل، والتي بدأت مع بداية الحرب.

الملك:

هذا شيء يجب ان يحدث.

كيسنجر:

نقدر على اتخاذ قرارات محددة. لكننا، اذا اعلنا قرارات شاملة وحاسمة، سنكون في وضع خطير جدا.

الملك:

انتم تسيرون على الطريق الصائب. وكل ما أريده منكم هو السرعة.

كيسنجر:

سنحاول العمل حسب السرعة التي يسمح بها الوضع. لكني اريد ان أدعو صاحب الجلالة ليفكر في امكانية العمل، ليس بالضغط، ولكن بتسهيل مهمتنا لتحقيق أهدافنا (بانهاء منع تصدير النفط). ويقدر جلالته على ان يعود الى السياسة السابقة (منع تصدير النفط)، اذا لم ننجح في تحقيق اهدافنا. يعرف سفيرنا هنا (جيمس ايكنز) كثيرا عن مشاكل النفط. ويقدر على ان يؤكد لجلالتكم أن استمرار منع تصدير النفط سيعرقل المرحلة القادمة التي تحدثت عنها، وهي مرحلة العمل لتحقيق أهدافنا. وهناك نقطة ثانية، وهي ان معارضينا سيحشدون الرأي العام الأميركي، وسيتهموننا بأننا نستسلم لابتزار العرب. وظهر ذلك، فعلا، في صحف في اسرائيل، وفي بعض الصحف الأميركية. الملك:

ولكن هناك الجانب الآخر للضغوط، ويجب ان تضعوا له اعتبارا. وهو ان روسيا والشيوعيين يتهمون حكومات عربية (مثل مصر) بأنها تنقاد للضغوط الأميركية. يعني هذا ان الضغوط تأتي من أكثر من جانب.

كيسنجر:

نحن دعونا الروس لمؤتمر السلام، ليس لأنهم يقدرون على تحقيق السلام، ولكن حتى لا يعرقلوا المؤتمر.

الملك:

نعم. لكني أحذركم من استحالة الثقة في الروس.

كيسنجر:

اؤكد لكم، يا صاحب الجلالة، أننا لا نثق في الروس. ولا أريد أن أذكركم بأن روسيا عدوة لنا.

الملك:

أكرر قولي بأنكم إذا ضغطتم على اسرائيل لتنسحب من الأراضي العربية المحتلة، ولإعادة الفلسطينيين الى ديارهم، لن يجد الروس وضعا يستغلونه.

كيسنجر:

ولهذا نريد التركيز على تحقيق أهدافنا التي أشرت اليها سابقا. وسيؤكد لكم سفيركم في واشنطن أن الرئيس نيكسون لا يحتاج لمزيد من المشاكل. (بالإضافة الى فضيحة «ووترغيت»). لا يحتاج لمن يقول له: «لماذا لم تتوقعوا قطع النفط؟» و«لماذا ستفرضون توزيع بنزين السيارات بالبطاقات؟ ولماذا؟ ولماذا؟ ». لهذا، نود ان يقدر جلالتكم ظروف الرئيس، وألا تعطوا أعداءنا فرصا اخرى ليستغلوا الوضع ضدنا، وان تساعدوا أصدقاءكم الذين يريدون تحقيق السلام، لا أعداءنا الذين لا يريدون ذلك. وكما قلت لجلالتكم سابقا، إذا لم نحقق تقدما نحو أهدافنا، تقدرون على ان تعودوا الى السياسة السابقة (حظر تصدير النفط).

الملك:

عندي لكم اجابة جاهزة لكل من ينتقدكم، ويتهمكم بأنكم تستسلمون لابتزاز العرب. قولوا لهم: «السبب الوحيد الذي يجعل العرب يفعلون ذلك هو أنكم تؤيدون اعداء العرب».

كيسنجر:

ليست هذه عادتنا يا صاحب الجلالة. نحن نفضل ان تكون دعايتنا في الولايات المتحدة على اساس ان سياستنا سياسة مسؤولة. ليس لأننا مع العرب، او ضد اسرائيل، ولكن، لأننا نريد تحقيق السلام في الشرق الأوسط. ولأننا حريصون على المصالح الوطنية للولايات المتحدة. هذا هو المنطق الوحيد الذي يفهمونه. لكن، إذا دخلنا في نقاش عن جوانب المشكلة بين العرب وإسرائيل، سيزيد عدد الذين يؤيدون إسرائيل على عدد الذين يؤيدون العرب، حتى إذا كان منطق جلالتكم هو الصحيح.

الملك:

أقدر توضيحاتكم المعقولة. لكني، في نفس الوقت، آمل أن تقدروا موقفنا. ما كان قرار وقف تصدير النفط قرارا فرديا من جانبنا، ولكنه كان قرارا عربيا جماعيا. نحن جزء من العائلة العربية. أريد منكم الالتزام بانسحاب إسرائيل، لأذهب الى إخواني العرب، وأقول لهم ذلك. وأريد، بالإضافة الى ذلك، شيئين: أولا: السرعة. ثانيا: إعلان موقفكم علنا.

كيسنجر:

سنفعل ذلك خلال مراحل معينة، مع استمرار جهودنا. وذلك لأننا إذا أعلناه مسبقا، سنهزم أنفسنا. إذا اعلناه قبل المفاوضات، سيقل نفوذنا خلال المفاوضات. كانت سياستي عند مقابلة القادة العرب هي ألا أعدهم بأي شيء لن اقدر على تنفيذه. الملك:

نحن نأمل ان تنجحوا في تحقيق أهدافكم.

كيسنجر:

أعرف أن جلالتكم لن يقدر على أن يصدر الآن قرارا حول هذا الموضوع (إنهاء حظر تصدير النفط). لكني، أفضل أن يضع جلالتكم في الاعتبار، بعد مغادرتي هذا المكان، أن الضغوط (استمرار وقف تصدير النفط) ستعرقل جهودنا، إذا لم تجعلها مستحيلة. وآمل أن يقدر جلالتكم الجهود التي قمنا بها حتى الآن: أوقفنا إطلاق النار، وأنقذنا الجيش المصري الثالث، وأكدنا وقف إطلاق النار، وسنوقف، في الأسبوع القادم إرسال الأسلحة الى اسرائيل.

الملك:

نصلي لله سبحانه وتعالى أن يستمر في توفيقكم للنجاح في كل أهدافكم النبيلة. كيسنجر:

أقدر مناقشة جلالتكم لهذا الموضوع. وسيواصل سفيرنا هنا الاتصالات.

الملك:

نحن نرحب دائما بالحديث مع سفيركم هنا.

كيسنجر:

أؤكد لجلالتكم أننا سنبذل جهودا كبيرة، وبكل التصميم الذي نقدر عليه، لمصلحة أصدقائنا في الدول العربية.

الملك:

آمل لكم كل النجاح.

كيسنجر:

لا أريد أن أثقل على جلالتكم. وأنا تحت رهنكم. هل أستمر؟ أم أتوقف؟

الملك:

أقدر لطفكم.

(انتهى الاجتماع في الساعة العاشرة وخمس وعشرين دقيقة مساء).

* الحلقة المقبلة: محضر اجتماع كيسنجر والسقاف

التعليــقــــات
محمد محمد، «المملكة العربية السعودية»، 09/01/2008
نشكر الصحيفة على هذه الجهود في نشر التاريخ.

شعبان صعيدي - الكويت، «الكويت»، 09/01/2008
رحم الله الملك فيصل، هات فيصل ثانية فينا، أين الرجال أمثاله رحمه الله.

سوسو بن علي، «فرنسا ميتروبولتان»، 09/01/2008
رحم الله الفيصل رحمة واسعة. لم يفجع العرب والمسلمون منذ قرون بفقد زعيم كما فجعوا بفقد الفيصل نسأل أن يرزق الأمة بفيصل آخر.

Abdalla O Nsour، «المملكة العربية السعودية»، 09/01/2008
رحمك الله أيها الملك المعظم، صحيح كنت عظيما شامخا لا يخاف لومة لائم وهذه هي حقيقة المملكة العربية السعودية وهذه الوثائق تفحم المتشككين والطاعنين في مواقف السعودية، فكم كان الملك فيصل واضحا وضوح الشمس لا يجامل في الحق، فرحم الله فيصل، ونشكر جريدتنا على هذه الجهود لتنوير قرائها.

سالم عتيق، «الولايات المتحدة الامريكية»، 09/01/2008
أكثر من 35 سنة مرت على تلك الوعود الأمريكية للقيادة السعودية بشخص المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز، ولا زالت وعود كيسنجر وكثيرون غيره من الوسطاء تتراوح في محلها كمجرد وعود.
واذا كانت الإدارة الأمريكية تقيم وتعطي لنفوذ اللوبي الصهيوني والمتصهين كل ذلك الاهتمام والاعتبار قبل 35 سنة، فما بالكم وهذا النفوذ اليوم أضعاف ما كان عليه في ذلك الحين؟
أعطونا سببا وجيها واحدا يدفع باسرائيل اليوم للقبول بالسلام العادل، وحتى غير العادل المضمون لها مسبقا بحكم انحياز الراعي والوسيط الأمريكي لجانبها. هل استيقظت الشرعية الدولية وخاصة مجلس أمنها من سباتها العميق لتعيد للشعب العربي حقوقه؟ أم أن الإدارة والكونغرس الأمريكية ولوبيات الضغط الصهيوني أصيبت بصحوة ضمير مفاجئة؟ أم أن التضامن العربي وصلت به القوة والقدرة الى درجة كافية للتأثير على تغيير مجرى الأمور.
معظم الدلائل تشير الى أن القيادات التقليدية الإسرائيلية لا تريد سلاما طوعيا مع العرب، فسلام كهذا ليس بصالحها لأنه سوف يفقدها معظم امتيازاتها الحالية التي يوفرها لها الوضع القائم وثقافة وسياسة الحرب المتبعة حتى من قبل قيام الدولة الصهيونية.

سعود بن محمد السهيان، «المملكة العربية السعودية»، 09/01/2008
رحمك الله تعالى وغفر ذنبك واعلى منزلتك أيها الملك المؤمن والهمام فيصل بن عبدالعزيز..يامن نجح في الإمتحان العسير وبامتياز ومع مرتبة الشرف حين توكل على خالقه سبحانه ذو الجلال والإكرام وبادر مرارا وخصوصا في اللحظات الحرجة جدا بهمة وشجاعة مدافعا عن الحقوق والمقدسات والدماء المسلمة والبريئة فسخر الإمكانات في المواقف الحالكة وما هو مؤتمن عليه كسلاح النفط لأجل الذود عن تلك الأهداف السامية.. فحقا سيدي كنت إماما مؤمنا وعادلا.. وحقا سيدي كنت أمينا موفقا.. وحقا سيدي كنت ملكا مبجلا... فهنيئا لك ما كنزته وذهب معك بجعبتك من مواقف مشرفة وجليلة وعظيمة ومخلصة يحق لك أن تتباهى بها بإذن الله أمام خالقك ملك الملوك المولى العزيز الجبار وتقول له سبحانه وتعالى قد فعلت ذلك وعلى خطورته يا إلهي لأجلك ثم لأجل الدفاع عن الحقوق والمقدسات والدماء البريئة.. وحين أركعت الظلمة والطغاة سيئي الصيت كان لأجلك إلهي.. أسال الله الواحد الأحد الفرد الصمد أن يجزيك عن المسلمين خير الجزاء ونحسبك والله حسيبك من الملوك الصالحين الفالحين برضا الله والناس. غفر الله لك وأعلى منزلتك.. آمين

هشام عبدالكريم، «المملكة العربية السعودية»، 09/01/2008
رحمة الله على الملك فيصل فقد كان الوحيد الشريف بين القادة العرب بينما الاخرون يتآمرون مع كيسنجر ضده وضد المملكة والدول العربية عموما... سيبقى التاريخ ينصفك يا ابا عبدالله.

م\سعيد الزهراني، «المملكة العربية السعودية»، 09/01/2008
الحمد لله ثقتنا في ابناء الملك الموحد وابنائه واحفاده كبيرة جدا جدا, ونؤكد لابناء الملك الموحد إخلاصنا وولائنا وما نقول لهم إلا سيروا والله معكم والشعب السعودي معكم والامة الاسلامية معكم بآمالها وطموحاتها.

د.عبد الفتاح حنون، «ماليزيا»، 09/01/2008
أفضى إلى ما قدم من عمل خير في دنياه - رحمه الله وغفر له وأبدل سيئاته حسنات - لو عمل قلة من القادة العرب اليوم على ذلك الخط الذي عمل عليه الملك فيصل رحمه الله لزالت كثير من مآسينا التي تتكاثر مع كل رضوخ وتراجع لنا امام طغيان الظلم الأمريكي الاسرائيلي المشترك الذي نرجو أن يتهيأ من ملوكنا وقادتنا من يعمل لمواجهته من أجل الحق والعدل وكف الظلم عن أهلنا المعذبين في سجون الظلم في بلدان العرب وعلى يد مجرمي الاحتلال وسارقي الأرض والماء والحياة وزارعي القتل والفتن في فلسطين وغيرها.

رشيد اسعد، «النمسا»، 09/01/2008
هناك صحف ومجلات يتصفحها البعض في اي مكان الا جريدة العرب الاولى (الشرق الاوسط) كلما تصفحتها زاد احترامك لها، ان اختيار هذا السجل التاريخي الوثائقي هو اكبر دليل على ذلك.

مشهور
10/01/2008, 03:03 AM
الوثائق السرية الأميركية (2) ـ الملك فيصل لكيسنجر: كان اليهود يعيشون في سلام بيننا وكنا نسميهم «اليهود العرب»

محضر اجتماع الملك فيصل وكيسنجر في 1973


هنري كيسنجر مع ريتشارد نيكسون في البيت الأبيض عام 1973 (أ.ب)

إعداد: محمد علي صالح
تبادل العاهل السعودي الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز وهنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركية في عهد ادارة الرئيس ريتشادر نيكسون حوارا صريحا خلال جلسة مباحثات عقدت في الرياض بين البلدين. وجاءت جلسة المباحثات هذه في اجواء ما بعد حرب اكتوبر 1973 والحظر النفطي العربي. وفي محضر هذه الجلسة التي جاءت تفاصيلها ضمن الوثائق الاميركية السرية التي رفع الحظر عنها وتنشر قراءة فيها «الشرق الأوسط» قال الملك فيصل لكيسنجر «انا متأكد بأن اسرائيل ستنسحب في نفس اللحظة التي تعلنون فيها انكم لن تحموها، ولن تدافعوا عنها، ولن تدللوها».
وفي احدى المداخلات قال الملك فيصل «قبل تأسيس اسرائيل، لم يوجد ما يعرقل العلاقات بين العرب واليهود. ولم يكن هناك سبب يدعو العرب لمقاومة اليهود. وكان هناك يهود كثيرون يعيشون في دول عربية، وكنا نسميهم «اليهود العرب». وقبل مئات السنين، عندما عذب اليهود في اسبانيا (على ايدي محاكم التفتيش الكاثوليكية)، حماهم المسلمون (في دولة الاندلس). ما يحدث الان ليس الا مشاكل خلقتها اسرائيل، بخططها، ومؤامراتها».

وفي مداخلة لكيسنجر ردا على الملك فيصل قال وزير الخارجية الاميركي الاسبق نعم، تقدر الولايات المتحدة على الضغط على اسرائيل لتحقيق السلام. نعم، جلالتكم على حق في هذه النقطة. لكن، هذه مهمة صعبة جدا. والسبب هو ان الظروف الداخلية التي تؤثر على علاقات الولايات المتحدة مع اسرائيل هامة جدا بالنسبة لجماعات داخلية معينة. ويعود سبب فشل كثير من محاولات حل المشكلة في الماضي الى اننا عالجناها كمشكلة خارجية. ولم نبذل جهدا كافيا لمواجهة الجانب الداخلي لها.

يذكر ان هذه الوثائق كشفتها دار الوثائق الوطنية في واشنطن وهي تعود الى عهد ادارة الرئيس نيكسون (1968 ـ 1974). وفيها وثائق عن السياسة الاميركية في الشرق الاوسط. وفيها وثائق عن العلاقات السعودية الاميركية. البيت الابيض (سرى جدا، حساس، للنظر فقط)

* الموضوع: مذكرة محادثات - المشتركون من الجانب السعودي:

الملك فيصل بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية، الامير فهد بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، عمر السقاف، وزير الدولة للشؤون الخارجية، د. رشاد فرعون، مستشار ملكي، الشيخ ابراهيم السويل، سفير السعودية لدى الولايات المتحدة.

- المشتركون من الجانب الاميركي:

د. هنري كيسنجر، وزير الخارجية، جوزيف سيسكو، مساعد وزير الخارجية للشرق الادنى، جيمس اكينز، سفير الولايات المتحدة لدى السعودية بيتر رودمان، من مجلس الامن القومي، البيت الابيض، عيسى الصباغ، سكرتير اول، السفارة الاميركية في بيروت (مترجم)، - التاريخ: 8 ـ 11 ـ 1973 - التوقيت: 8:45 ـ 10:25 مساء - المكان: القصر الملكي، الرياض، المملكة العربية السعودية

* (في بداية الاجتماع، قدم اعضاء الوفد الاميركي الى الملك. ثم التقطت صور. وبعد خروج المصورين، دخل رجال الضيافة، وقدموا اكواب قهوة مخلوطة بالهيل).

* الملك: اتمنى ان رحلتكم كانت مريحة.

كيسنجر: نعم، يا صاحب الجلالة. كانت رحلتي طيبة جدا، واتمنى ان تساهم في تحقيق السلام في الشرق الاوسط.

الملك: نحن ايضا نتمنى ذلك. نتمنى ان تقود الى السلام.

كيسنجر: اطلعت على بعض أرائكم عن السلام في الشرق الاوسط، يا صاحب الجلالة. واتمنى ان تكون عندكم ملاحظات اخرى لانقلها الى الرئيس نيكسون.

الملك: طبعا، كل املنا هو ان يعم السلام والاستقرار في الشرق الاوسط. ويعرف سعادتكم آرائي في هذا الموضوع. وهي باختصار كالآتي: لن يكن هناك سلام واستقرار اذا لم تنسحب اسرائيل من الاراضي المحتلة، واذا لم يعود الفلسطينيون الى وطنهم. ولهذا، نحن نتمنى ان يتحقق ذلك باسرع فرصة ممكنة. ونتمنى ان يسمح للعرب بأن يعودوا الى علاقة الصداقة مع اصدقائهم الاميركيين. ونتمنى ان يقود هذا السلام وهذه الصداقة، تلقائيا، الى تخفيض النفوذ الشيوعي في المنطقة.

كيسنجر:

هل يسمح لى صاحب الجلالة ان اشرح ما حققناه خلال هذه الجولة، وما نريد ان يتحقق؟

الملك:

كما يريد سعادتكم.

كيسنجر:

في وضوح، اتذكر زيارتكم الى الولايات المتحدة، عندما شرحتم لرئيسنا بعض الاخطار التي ترونها في الوضع. وتحققت كثير من نبوءات جلالتكم. اعتقد انه من المفيد ان اشرح لجلالتكم آراءنا. واذا اختلفتم معنا في بعض التفاصيل، نتمنى ان تفهموا موقفنا. وربما تعارضوننا اذا اخطأنا.

الملك:

تفضل.

كيسنجر:

ما بين سنتي 1967 و1973، يا صاحب الجلالة، لم تنجح الولايات المتحدة في تحقيق شيء حاسم لحل مشاكل الشرق الاوسط. خلال السنتين الاخيرتين، بذل روجرز، وزير الخارجية قبلي، ومساعده سيسكو، جهودا. لكنها لم تكن مدعومة بكل القوة والنظام الاميركي. لم يكن هذا ذنبهما. وذلك لأننا، يا صاحب الجلالة، كنا حتى السنة الحالية مهتمين بالحرب في فيتنام. وايضا، كنا نعرف صعوبة مواجهة العاصفة الداخلية (يقصد اللوبي اليهودي).

والآن، بعد نهاية الحرب في فيتنام، يا صاحب الجلالة، امرني الرئيس نيكسون ان احول اهتمامي الى الشرق الاوسط. ويجب ان اقول، يا صاحب الجلالة، انه امرني بذلك قبل بداية الحرب (حرب اكتوبر سنة 1973). كان ذلك في نهاية اغسطس وبداية سبتمبر.

في نهاية سبتمبر في نيويورك، عندما قابلت وزير خارجيتكم، قلت له اننا سنبدأ، في نهاية نوفمبر، حملة كبيرة لتحقيق السلام في الشرق الاوسط. وناقشنا كيف نستطيع ان نتعاون مع العرب في هذا الموضوع. ولكن، في اكتوبر، بدأت الحرب.

خلقت لنا الحرب، يا صاحب الجلالة، مشكلة معينة. اعرف ان بعض قراراتنا احرجت بعض اصدقائنا القدامى. ورغم انكم ربما لن تتفقون معنا، ربما اقدر على ان اشرح لكم لماذا فعلنا ما فعلنا. (يقصد، بصورة خاصة، شحنات الاسلحة الاميركية الضخمة الى اسرائيل خلال الحرب).

منذ اول يوم للحرب، تأكدت لنا اهمية تحقيق السلام. وسيؤكد لكم الرئيس السادات، يا صاحب الجلالة، اننا تبادلنا الرسائل معه منذ اول يوم. حتى خلال اسوأ الايام، عندما فعلنا اشياء مؤذية جدا لمصر (يقصد ارسال الاسلحة الى اسرائيل). وقلنا للرئيس السادات ما اقوله الآن لجلالتكم، وهو اننا، عندما تنتهي الحرب، سنبذل كل نفوذنا لتحقيق السلام، بصرف النظر عما كنا نفعل خلال الحرب (يقصد ارسال الاسلحة الى اسرائيل).

كان هدفنا خلال الحرب، يا صاحب الجلالة، هو منع انتشار النفوذ الشيوعي في المنطقة. وعندما ارسل الاتحاد السوفياتي كميات كبيرة من الاسلحة الى المنطقة (يقصد الى مصر وسورية)، قررنا ان نرد على ذلك. اعرف ان جلالتكم لا يتفق معنا في هذه النقطة. لكننا نتمنى ان يفهم جلالتكم دوافعنا خلال الاسبوعين الاولين للحرب.

على اي حال، الآن انتهت الحرب. وقمنا نحن بدور رئيسي في وقف اطلاق النار، رغم ان الاسرائيليين كانوا يريدون استمرار القتال. وقمنا بدور رئيسي، بل دور حاسم، في ارسال امدادات الى الجيش المصري الثالث. (خلال الايام الاولى للحرب، عبر الجيشان الثاني والثالث المصريان قناة السويس شرقا، واستردا جزءا من سيناء. لكن، خلال الايام الاخيرة للحرب، عبرت قوات اسرائيلية قناة السويس غربا. وتقدمت نحو القاهرة. وحجزت الجيش الثالث شرق قناة السويس. وقطعت عنه الامدادات).

امس، عندما قابلت الرئيس السادات، اتفقنا على وقف اطلاق النار. والآن، وافقت اسرائيل على ذلك، بعد ضغوط قوية. ولهذا، صارت بداية مفاوضات السلام ممكنة. واذا وافق جلالتكم، سنعطي وزير خارجيتكم نسخة من اتفاقية وقف اطلاق النار. والتي ستعلن مساء غد.

الملك (يهز رأسه موافقا):

انا ممتن لسعادتكم لهذه الشروح والتوضيحات. وأود ان اشير الى حقيقة، تعرفونها، وهو انني شرحت مرات كثيرة للرئيس نيكسون، ولوزير خارجيته (السابق) روجرز، الضرورة الملحة للولايات المتحدة لتضغط على اسرائيل لتنسحب من الاراضي المحتلة. فعلت ذلك وانا قلق على الانفجار (الحرب) الذي كان لا بد منه، والذي توقعته.

كيسنجر:

تأكد لنا ان جلالتكم كان صائبا في ذلك.

الملك:

انت تعرف ان الشيوعيين يريدون ان يستمر الوضع مثلما هو الآن ليجدوا مجالا خصبا للتدخل اكثر في المنطقة. ونحن نعرف ان الولايات المتحدة، خلال تاريخها، وقفت دائما ضد المعتدي. وانت تعرف في وضوح تفاصيل الحرب الاخيرة (الحرب العالمية الثانية. بسببها، هربت عائلة كيسنجر اليهودية من المانيا الى اميركا). في ذلك الوقت، عندما طمعت المانيا النازية في اراضي دول مجاورة، وغزت بولندا وتشيكوسلوفاكيا، اعترضت الولايات المتحدة بدون اي تردد.

وفي سنة 1956، لم تتردد الولايات المتحدة في معارضة التحالف بين بريطانيا وفرنسا واسرائيل، عندما اشتركوا في الاعتداء على مصر.

لهذا، في سنة 1967، عندما اعتدت اسرائيل على مصر وسورية والاردن، كان يجب على الولايات المتحدة الا تكتفي فقط بوقف العدوان الاسرائيلي. كان يجب عليها، ايضا، ان تضغط، في الحال، على اسرائيل لتعود الى حدود 4 يونيو. لو فعلت ذلك، لما حدثت التطورات الاخيرة (وحرب اكتوبر سنة 1973) ...

انا اتحدث في صراحة، وكصديق. يحزنني، بل ويؤذيني، ان اعلن قرارات (مثل قرار وقف تصدير النفط) تؤدي الى شيئين: اولا: تسبب خللا في علاقاتنا. وثانيا: تؤذي صداقتنا.

لكن المشكلة هي ان حرب سنة 1967 اعطت الشيوعيين فرصة لزيادة نفوذهم في الشرق الاوسط. ماذا فعلوا؟ نشروا اشاعات ان السعودية تتعاون مع اسرائيل. لا يتوقف الشيوعيون عن خلق مشاكل لنا، لأنهم يعرفون اننا اكبر حاجز امام نشر مخططاتهم في هذه المنطقة.

كيسنجر:

اتفق مع جلالتكم في اهداف الشيوعيين السياسية والامنية هذه.

الملك:

لسوء الحظ، تعمل اسرائيل لتحقيق هذه الاهداف الشيوعية. ولهذا اقول، واكرر، ان اسرائيل يجب ان تنسحب من الاراضي المحتلة. ويجب ان تسمح بعودة الذين تركوا ديارهم. بدون تحقيق هاتين الخطوتين، لن يكن هناك سلام في المنطقة.

الوزير السقاف:

اود ان اشير الى ان هناك من يعتقد ان صاحب الجلالة لا يهتم بموضوع القدس. لكن، طبعا، هذا غير صحيح.

الملك:

لسوء الحظ، يوجد وسط الذين يعتنقون الدين اليهودي من يؤيد الصهيونية. وسيسبب هذا اضرارا للشعب اليهودي. قبل تأسيس اسرائيل، لم يوجد ما يعرقل العلاقات بين العرب واليهود. ولم يكن هناك سبب يدعو العرب لمقاومة اليهود. وكان هناك يهود كثيرون يعيشون في دول عربية، وكنا نسميهم «اليهود العرب». وقبل مئات السنين، عندما عذب اليهود في اسبانيا (على ايدي محاكم التفتيش الكاثوليكية)، قام المسلمون بحمايتهم (في دولة الاندلس). ما يحدث الان ليس الا مشاكل خلقتها اسرائيل، بخططها، ومؤامراتها.

اضف الى هذا دور روسيا في تأسيس اسرائيل. ولا تنس انه، في سنة 1948، اتهم السفير الروسي لدى الامم المتحدة الاميركيين بأنهم يعرقلون تأسيس اسرائيل ... (عكس الروس، تردد الاميركيون في الاعتراف باسرائيل. وقال بعض الاميركيين ان اسرائيل جزء من خطة لارسال اليهود الروس الى الشرق الاوسط، لنشر الشيوعية، وزيادة النفوذ الروسي. لكن، بمجرد تأسيس اسرائيل، اعترفت بها اميركا «كأمر واقع»، حسب وثائق مكتبة ترومان (الرئيس في ذلك الوقت).

شرحت هذه التفاصيل بهدف اقناع اصدقائي الاميركيين الا ينقادوا لمصالح ومطامع اسرائيل. وانا متأكد بأن اكثر اصدقاء الولايات المتحدة هم في الدول العربية. ولهذا، يجب ان توقف الولايات المتحدة هذا التأييد بدون حدود لاسرائيل. لا يخدم مثل هذا التأييد حتى مصلحة الولايات المتحدة.

لكن، لسوء الحظ، كما يلاحظ سعادتكم سريعا، لا تطابق مصلحة اسرائيل مصلحة الولايات المتحدة.

لست عنصريا (كراهية اليهود) عندما اقول ذلك. وليست المشكلة عنصرية، ولكنها احقاق الحق. ونحن نتعامل في هذه المنطقة مع ناس بنفس هذا المقياس، سواء يهود او غير يهود. وهدفنا هو احقاق الحق. ولهذا، يجب ان تتأسس في فلسطين دولة مختلطة من المسلمين واليهود. لا يوجد من يشير الى الولايات المتحدة بأنها «دولة مسيحية»، لانها دولة ديمقراطية، ومفتوحة لكل الاديان ...

كيسنجر:

يا صاحب الجلالة، تواجه الولايات المتحدة مشكلة الانتقال من الوضع الحاضر، وهو وضع لا يقدر العرب على تحمله، الى وضع سلام حقيقي.

الملك:

لتبدأوا بأن تضغطوا على اسرائيل لتنسحب.

كيسنجر:

نعم، اتفق مع جلالتكم في هذه النقطة، وهي ان على اسرائيل ان تنسحب. لكن المشكلة هي كيف نقدر نحن على تحقيق ذلك؟ اذا سمح لي جلالتكم، اود ان اشير الى بعض آرائنا في هذا الموضوع.

الملك: انا متأكد بأن اسرائيل ستنسحب في نفس اللحظة التي تعلنون فيها انكم لن تحموها، ولن تدافعوا عنها، ولن تدللوها.

كيسنجر:

انا فكرت في اراء جلالتكم هذه. ويجب ان اقول ان فيها موضوعية كبيرة ... نعم، تقدر الولايات المتحدة على الضغط على اسرائيل لتحقيق السلام. نعم، جلالتكم على حق في هذه النقطة. لكن، هذه مهمة صعبة جدا. والسبب هو ان الظروف الداخلية التي تؤثر على علاقات الولايات المتحدة مع اسرائيل هامة جدا بالنسبة لجماعات داخلية معينة (يقصد اليهود وحلفاء اسرائيل). ويعود سبب فشل كثير من محاولات حل المشكلة في الماضي الى اننا عالجناها كمشكلة خارجية. ولم نبذل جهدا كافيا لمواجهة الجانب الداخلي لها.

يا صاحب الجلالة، انا اتحدث معكم في هذا الموضوع حديثا صريحا جدا.

الملك:

اقدر صراحتكم. وابادلك الصراحة. واقول لكم ان مواطن اي دولة يجب ان يدين بالولاء لهذه الدولة (للولايات المتحدة)، لا لدولة اخرى (اسرائيل).

كيسنجر:

ربما هذا صحيح. لكن، الحقيقة هي ان كثيرا من الاميركيين في مواقع هامة، في الحكومة، وفي الكونغرس، يرون ان مصالح الولايات المتحدة ومصالح اسرائيل متطابقة.

الملك:

اكرر لكم اننا لا نفهم هذا الوضع. ما هي مصلحة الولايات المتحدة في ذلك؟ نحن نرى ان اسرائيل عبء على الاميركيين. انها تكلفكم كثيرا ...

* (الحلقة المقبلة الجزء الثاني من هذا المحضر)

التعليــقــــات
نذير شيخ سيدا، «النرويج»، 08/01/2008
لأول مرة اسمع كلمة اليهود العرب، لا العرب يهود ولا اليهود عرب فكلاهما من الاقوام السامية، فحتى العرب يقسم الى عرب عاربة، قحطانيين، وعرب مستعربة، عدنانيين، حيث ينحدر الرسول الكريم.

محمد أبوغالب ( أبو أمين )، «المملكة العربية السعودية»، 08/01/2008
رحم الله الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود وحفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وإخوته الكِرام لهذا الوطن الغالي وأعز بهم الإسلام والمُسلمين وحماهم من كُل شر وسوء ( آمين ) .

JAMAL AHMAD، «المملكة العربية السعودية»، 08/01/2008
بالامس عندما قرأت ما قاله الأمير سعود الفيصل حول عبارة السلة (انها مستهلكة) وحل بكلمة واحدة الإشكال القائم قلت (هذا الشبل من ذاك الأسد) رحم الله الملك فيصل شهيد القدس الذي تيتمنا من بعده. انشروا كل شيء ودعوا الذين يزايدون على عروبتنا يعلمون من كان يدافع عن القدس ومن باع القضية وقبض الثمن ومن هم الذين يجعجعون بلا طحن.

سلطان البليهد، «المملكة العربية السعودية»، 08/01/2008
عظيم انت يا فيصل,,,,,,,رحمك الله.

احمدالحسن، «النمسا»، 08/01/2008
رحم الله فيصلنا .. وسيظل الموضوع كما هو عليه الى أن تعود فلسطين كما عادت من الأيدي الصليبية .. لننتظر أن يأتينا صلاح دين آخر ويومها يفرح المؤمنين بنصر الله .. قد يكون ذلك صعب كما يعتقد الجميع لكنه اسهل بكثير من الإعتقاد بعودة فتات من فلسطين يعامل كسجن محاصر كما هو الحال الآن فالعودة التي تمت هي ليست سوى وضع الفلسطينيين تحت رحمة اليهود وخير لهم أن يكونوا جوارها لتقتل من تشاء أن تقتله منهم ولا يكون بعيدا كما كان الوضع قبل العودة المسمومة حيث يتسنى لها ايضا محاصرة الوضع كما تراه اليوم.

أشرف شحاته، «المملكة العربية السعودية»، 08/01/2008
رحم الله الملك فيصل وادخله فسيح جناته مع النبيين والشهداء والصالحين و حسن أولئك رفيقا.
فهذا هو ما نريده من حكامنا ان يهتموا بقضايانا المصيرية.

يوسف عمر، «المملكة العربية السعودية»، 08/01/2008
بصراحة لا املك سوى الدعاء لفيصل يارب ارحمه واسكنه في الفردوس واحفظ ابو متعب ووفقه دخيلك يا رب.

جهاد كمال، «الامارت العربية المتحدة»، 08/01/2008
كان عزيزاً الملك فيصل -يرحمه الله- ولعل الله يعز دينه على يدي أخيه عبد الله - اللهم آمين.
تخادع الصهيونية العالمية العالم بادعاء أن اليهود ساميون. اليهودية دين كما الإسلام والمسيحية، غيرهما من أديان العالم، والعربية قومية أو عرق مثل الأوروبية والآسيوية والروسية وغيرها من أقوام العالم.
هناك عرب يهود مثلما هناك أوروبيون يهود وأمريكيون يهود. وهناك عرب مسلمون مثلما أن هناك ألماناً مسلمين وأمريكيين مسلمين. لا علاقة بين العرق أو القومية من جهة والدين من جهة أخرى وليس بالضرورة أن يكون دين العرق كذا هو الإسلام أو المسيحية أو اليهودية. ليتوقف العالم عن هذه السذاجات، فاليهود يعيشون على أرض فلسطين ومصر والعراق واليمن منذ أن أرسل الله نبيه موسى بدينه إلى قومه المصريين (وليس اليهود) واعتنق منهم دين موسى من اعتنق قبل أن يحرفوه ويمارس به بعض حاخاماتهم الطغيان في الأرض. لقد بعث الله محمداً بن عبد الله نبياً في العرب وليس في المسلمين وكلفه بدعوة العالمين. اليهود ليسوا ساميين، أفإذا جاء أحدهم من الأسكيمو أو اليابان أو كمبوديا واعتنق اليهودية بات فجأة سامياً، والسامية عرق؟

عبدالعزيز الجاسر، «المملكة العربية السعودية»، 08/01/2008
رحم الله الملك فيصل وأسكنه فسيح جناته. لا تستغرب هذه المواقف المشرفة من الملك فيصل وللأمانة هذا هو دأب الملوك في السعودية منذ الملك عبد العزيز رحمه الله وإلى عهد الملك عبد الله الآن. خطابهم تجاه القضية الفلسطينية وكل القضايا هو خطاب واحد في الجلسات المغلقة وفي العلن. لم يستخدموا القضية الفلسطينية (ولا غيرها) للمزايدات كما البعض للأسف الشديد.

حسين إبراهيم نائب رئيس كتلة الأخوان، «مصر»، 08/01/2008
رحم الله الملك فيصل، وأسكنه فسيح الجنات، ورزق الأمة الإسلامية بأمثاله.

عبدالرحمن الجهني، «المملكة العربية السعودية»، 08/01/2008
اللهم إرحم الفيصل وأعن إخوانه حكام هذه البلاد. وإن كان هناك إهتمام بالقضية الفلسطينية فليس هناك من يهتم بها أكثر منهم، ولست أبالغ إن قلت إن إهتمامهم بها اكثر من أهلها. والله المستعان.

وليد الشالجي \ الاردن، «الاردن»، 08/01/2008
الملك فيصل رحمه الله وأسكنه فسيح جناته كان الملك الحكيم. كيف لا وهو من بيئة وبيت يعيش فوق تراب مشت عليه أقدام نبي هو خير البشر ونزل الوحي في ربوعه وهو يجاور بيت الله الحرام مما يلهمهم مزيدا من الحكمة والدهاء تتواصل بين الاشقاء والابناء الى يومنا الحاضر. فشكرا للشرق الاوسط وهي تعرض الوثائق وتستمر في عرضها لتدلل على صدق القول.

د أحمد محمد المزعنن، «المملكة العربية السعودية»، 08/01/2008
من لا يتذكر صورة الملك البطل الخالد فيصل بن عبد العزيز يرحمه الله ويسكنه فسيح الجنان في الفردوس الأعلى، وهو واقف بقانته المديدة كالسيف الذي يدل عليه اسمه رحمة الله عليه، وقد كان يودع الرئيس السادات عند سلم الطائرة وهو يلوح له بيمينه وقبضته مضمومة يشير بسبابته مرارًا عديدة كمن يوصيه بكتمان سر خطير أو المضي في أمر جلل، ولم يطل الوقت حتى عرفنا عظمة موقفه في مواجهة أعداء الأمة، وصلابته في الحق بعد نصر أكتوبر العظيم، ووالله إن القلب ليبكي قبل العين على شهيد الإسلام الفيصل الخالد، وعزاؤنا هو الدعاء له بسكنى الجنان.

عبد الحفيظ محمد يار - سدنى، «استراليا»، 08/01/2008
اللهم ارحم الملك فيصل وأسكنه فسيح جناتك ووفق اخاه مليكنا المحبوب ابو متعب واخوانه الكرام لحمل الراية واكمال المسيرة لتبقى المملكة العربية السعودية شامخة، عزيزة، مميزة بقاء راية التوحيد الى يوم الدين. اللهم امين.

youssef yousef، «المانيا»، 08/01/2008
رحم الله الملك فيصل ومن قبله الملك سعود لقد كانا يتصرفان من منطلق الغيرة على الإسلام وعلى مصالح المسلمين فهل لنا مثلهم هذه الأيام؟

هليل الدوسري، «المملكة العربية السعودية»، 08/01/2008
رحم الله الملك فيصل واسكنه فسيح جناته. القيادة السعودية والشعب السعودي كانوا وما زالوا يناصرون القضية الفلسطينية. وهذا أمر واجب علينا كمسلمين.

سعد عالي، «المملكة العربية السعودية»، 08/01/2008
رحمك الله يا فيصل، كم كنت جريئاً في الحق، وكم كنت غيوراً على قضايا الأمة العربية والإسلامية لا تخشى في الله لومة لائم، لقد كنّا صغاراً إبّان حكمك لكن يعلم الله كم أحببناك ممّا سمعناه من أبائنا عن عدلك و ورعك وزهدك، ويكفي الملك فيصل فخراً مبايعة الزعماء المسلمين له (بأمير المؤمنين) في إحدى المؤتمرات الإسلامية. لقد كانت القضية الفلسطينية قضيته الأولى كما كانت القضية الأساسية لمن كان قبله من ملوكنا العظام وما زالت القضية الفلسطينية قضية حكامنا جميعا رحم الله من مات منهم، وأيّد بنصره ملكنا المحبوب ملك القلوب الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي عُرف بصراحته وصدقه وجرأته في الحق.

عبدالوهاب ابوخمرة-الملكةالمتحدة، «المانيا»، 08/01/2008
رحم الله الملك فيصل، كان من اشد المدافعين عن قضايا العرب والمسلمين. وحسنا فعلت الشرق الاوسط بنشر تلك الوثاق التاريخية التي سوف تكون دليلا اضافيا على المعدن الاصيل لاسرة آل سعود وكيف كانوا حماة لقضايا العرب وعلى مر العقود والتي اسست فيها المملكة العربية السعودية. وهي تكشف زيف الاعلام العربي الكاذب في وقتها وخصوصا في مصر والعراق عندما صوروا مواقف الملك الراحل يرحمه الله على غير الحقيقة التي هي عليها. وكذلك هي فرصة للحكام العرب الحاليين للاقتداء بتلك السياسات الحكيمة والهادئة والتي جنبت العرب في وقتها كثيرا من الضرر وويلات الحروب.

د أحمد محمد المزعنن، «المملكة العربية السعودية»، 08/01/2008
ورد في كلام البطل الشهيد الملك فيصل شرحه لليهودي الماكر كيسنجر تعبير (اليهود العرب) والشهيد يرحمه الله من أعظم الساسة إلمامًا بحقيقة الصراع مع الصهاينة من منطلق مبدئي، وقد كانت مواقفه المبدئية البديهية البسيطة ومنطقه الواضح صخرة تتحطم عليها كل ألاعيب الساسة الأغراب وتلونهم.
دائمًا كان يوجد مواطنون عرب يدينون بالديانة اليهودية في كل الأقطار العربية وقد غررت بهم الحركة الصهيونية وجعلت بعضهم يتورط في جرائم ضد أوطانهم العربية حتى تتخذها بعض البلاد ذريعة لطردهم، ولا يزال الكثيرون من كبار السن منهم يشتاقون إلى أوطانهم، لكن أجيالهم الجديدة ضعيفة الصلة بمسقط رأس آبائهم. وحبذا لو تقبل البلاد العربية لو سمحت لمن يرغب بالعودة منهم إلى دورهم ليستأنفوا حياتهم بين أهلهم العرب في أوطانهم الأصلية.

محمد حسن، «سويسرا»، 08/01/2008
لا أحد في العالم العربي وغيره ينكر شجاعة الملك فيصل رحمه الله وهذا ما يؤكده التقرير المنشور. فإن كان ملكا سعوديا، فقد كان قائدا رمزيا لكل العرب من المشرق إلى المغرب. كان قويا لأن فيه شيم العدل، ومن عدل نام على الحجر ولم يأبه، فما بالك أن يوقف ضخ البترول ولا يحزن. فهل هناك اليوم حكام من جلدتنا يقوون على ذلك وتكون لهم الحكمة والعدل والقوة كما كانت لفيصل. شخصيا لا أعتقد وأتمنى أن تكذبني الأيام.

أبو ماجد الشمري، «المملكة العربية السعودية»، 08/01/2008
رحمك الله يا فيصل ,,,
خير الخلف لخير السلف إن شاء الله ها نحن نعيش مواقف شبيهة بتلك من عبدالله الإسلام والعروبة فيها من الذود والصرامة عن القضايا العربية والإسلامية مافيها .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين .


الصفحة الرئيســية
English
الاولـــــى
اخبــــــار
أولــــــى 2
اقتصــــاد
مصرفية إسلامية
الــــــرأي
بريـد القــراء
تقنية المعلومات
محليات (سعودية)
يوميات الشرق
كـاركـاتيــر
الادارة والتحرير

مشهور
10/01/2008, 03:06 AM
«الشرق الأوسط» تنشر وثائق أميركية رفعت عنها السرية (1) ـ الملك فيصل لنيكسون: لا فرق في رأينا بين الجبهتين المصرية والسورية ولا بد من انسحاب إسرائيلي إلى حدود 1967





الملك فيصل وريتشارد نيكسون وهنري كيسنجر

إعداد محمد علي صالح
في الشهر الماضي، رفعت دار الوثائق الوطنية في واشنطن، السرية عن وثائق من عهد ادارة الرئيس نيكسون (1968 ـ 1974). عن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وتبدأ «الشرق الأوسط» اعتبارا من اليوم في نشر حلقات من قراءات اجرتها في الوثائق التي تكشف كنزا من المعلومات، وتبدأ بوثائق عن العلاقات السعودية ـ الأميركية. وبينها خطابات الملك فيصل الى الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون، ومحاضر اجتماعات اخرى بين مسؤولين سعوديين وعرب واميركيين ومحاضر اجتماعات بين الملك فيصل وهنري كيسنجر في الرياض، والدور السعودي في تقريب العلاقات بين واشنطن والقاهرة بعد حرب 1973. كانت تلك سنوات حرب اكتوبر، عندما هاجمت مصر وسورية اسرائيل، لاسترجاع اراضيهما المحتلة. وعندما تضامنت الدول العربية، واوقفت تصدير النفط الى أميركا وأوروبا (سنة 1973). وعندما وقعت مصر وسورية في جانب واسرائيل في الجانب الآخر اتفاقيات فك الاشتباك. وعندما استأنفت الدول العربية ارسال النفط (سنة 1974). وعندما بدأ التعاون الاستراتيجي بين السعودية واميركا (سنة 1974).
وأكد العاهل السعودي الراحل الملك فيصل، وكرر، في خطاباته الى نيكسون، وفي اجتماعه مع وزير خارجيته، هنري كيسنجر، الموقف السعودي بوجوب انسحاب اسرائيل من الأراضي العربية التي احتلتها في حرب سنة 1967. وربط الملك فيصل بين ذلك وبين استئناف إرسال النفط. وربط بين ذلك وبين انسحاب اسرائيل من الأراضي الإضافية التي احتلتها في حرب اكتوبر (مفاوضات فك الاشتباك).

وهذه مقتطفات من بعض خطابات الملك فيصل الى نيسكون. (كل الخطابات باللغة العربية. وتبدأ باسم الله الرحمن الرحيم. وتنتهي بالتاريخ الهجري والميلادي، وبتوقيع جلالته. ويستعمل أحيانا «انا»، وأحيانا «نحن»).

وفي البداية، خطابان من هنري كيسنجر الى الرئيس نيكسون كخلفية تاريخية، تشرح خطابات الملك فيصل الى نيكسون:

* الموضوع: زيارة سعود الفيصل (نائب وزير النفط) - من: هنري كيسنجر - إلى: الرئيس - ريتشارد نيكسون - التاريخ: 23 ـ 2 ـ 1973

* «ستقابلون غدا الأمير سعود الفيصل (نائب وزير البترول). وتذكرون انكم قابلتموه في الصيف الماضي خلال المفاوضات، بقيادة السعودية، بين الدول المصدرة للنفط (اوبك) وشركات النفط. في ذلك الوقت، تم التوقيع على اتفاقية رسمت الطريق للمستقبل البعيد للعلاقات بين السعودية والكويت وقطر في جانب، وشركات النفط في الجانب الآخر.

لكن، في الوقت الحاضر، صار الموضوع الرئيسي هو المفاوضات حول قرار شاه ايران بتغيير العلاقة مع شركات النفط. وفي اهتمام، ينظر السعوديون الى تلك المفاوضات. وقالوا لنا انهم سيعيدون النظر في اتفاقيتهم مع شركات النفط، اذا حصل شاه ايران على عرض افضل مما حصلوا هم عليه.

اعتقد انكم لن تتحدثوا مع الأمير سعود الفيصل حول تفاصيل هذا الموضوع. وكما تعلمون من التقرير اليومي الذي نرفعه اليكم، سيقابل شاه ايران، خلال ايام ومرة اخرى، مندوبي شركات النفط.. لن تريد أن تقول للأمير سعود الفيصل شيئا معينا عن المفاوضات بين ايران وشركات النفط. واذا اثار الأمير موضوع المفاوضات، يمكن ان تقول، في بساطة، انها مفاوضات بين حكومة ايران وشركات النفط. وليست هناك صلة لنا بها.. »

* الموضوع: التعاون الاستراتيجي - من: هنري كيسنجر - إلى: الرئيس ريتشارد نيكسون - التاريخ: 25 ـ 6 ـ 1973

* «اتفقنا، بيل سايمون (وزير الخزانة)، وجورج شولتز (وزير العمل)، وأنا على ارسال وفد اقتصادي إلى السعودية، لبحث مواضيع اقتصادية لها صلة بالارتفاع الكبير في سعر النفط، والذي يتوقع ان يستمر لما بين خمس وعشر سنوات..

وزادت قوة الرأي الذي يقول بأننا يجب أن نضع اعتبارا لأجندة السعودية السياسية والاقتصادية.. وأن السعودية ستواجه ضغطا بعدم انتاج بترول أكثر لتلبية طلباتنا، اذا لم نغير سياستنا نحو المشكلة بين العرب وإسرائيل.

أضف الى هذا زيادة القلق السعودي بأننا نعتمد على ايران وعلى اسرائيل، لتحقيق اهدافنا في المنطقة. وكما تعلمون، يركز السعوديون في علاقتهم معنا على حماية انفسهم..

لهذا، اقترحت وزارة الخارجية ارسال وفد سياسي، قبل الوفد الاقتصادي، لمناقشة المواضيع الآتية:

اولا: المشكلة بين العرب واسرائيل: لن نقدر على تلبية كل المطالب السعودية. لكننا نقدر على ان نبرهن لهم اننا جادون، واننا مستعدون للتدخل أكثر لحل المشكلة. على شرط الا يلجأ الرئيس المصري انور السادات الى الحرب.. (بعد اربعة شهور من هذا الخطاب، أعلن السادات الحرب ضد اسرائيل، حرب اكتوبر).

ثانيا: النفط: سيبحث الوفد الاقتصادي تفاصيل مساعدة السعوديين للاستفادة من عائدات النفط المتزايدة. لكن، قبل ذلك، سيحاول الوفد السياسي تشجيع السعوديين لزيادة انتاج النفط لمواجهة الطلب الأميركي خلال الخمس والعشر سنوات القادمة.. (بعد اربعة شهور من هذا الخطاب، ومع إعلان الحرب ضد اسرائيل، تضامنت السعودية وبقية الدول العربية المصدرة للنفط، وأوقفت تصدير النفط الى اميركا وأوروبا)».

* الموضوع: الانسحاب الكامل - من: الملك فيصل بن عبد العزيز - إلى: هنرى كيسنجر، وزير الخارجية - التاريخ: 26 ـ 12 ـ 1973

* «نشكركم على خطابكم، بتاريخ 18 الجاري، الذي سلمنا له السفير جيمس ايكنز. والذي عبرتم فيه عن أحاسيسكم الودية نحونا. ونحن نرحب بأي لقاء معكم، ونرى ان مثل هذه الاجتماعات ضرورية، خاصة لأن امتنا العربية تمر بفترة صعبة في الوقت الحاضر..

وكان الاجتماع الأخير معكم مثمرا ومفيدا. وكان فرصة مناسبة لتبادل وجهات النظر، ولتوضيح نقاط كثيرة. ونحن سعدنا بالاخبار التي نقلتموها الينا عن تقدم المفاوضات بينكم وبين اخواننا السوريين. ونأمل ان تكون هذه بداية تعاون اكثر بين اميركا وسورية..

ونرجو منكم ان تعرفوا اننا نرغب رغبة حقيقية في أن تكلل جهودكم بالنجاح. وأيضا، لنقدر على التخلص من كل العراقيل امام علاقاتنا كدولتين صديقتين.

يمكن تحقيق ذلك بتلبية مطالب العرب، والتي يؤيدها المجتمع الدولي، وهي: أولا: انسحاب اسرائيل الى الحدود التي سبقت عدوانها على العرب يوم 5 ـ 6 ـ 1967. ثانيا: ضمان حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.

ثالثا: تحقيق سلام شامل وعادل في المنطقة.

نحن نأمل أن مؤتمر السلام الذي يعد له في الوقت الحاضر، سيكون بداية تدعو للتفاؤل لتحقيق هذه الأهداف.. ».

* الموضوع: سنة جديدة - من: الملك فيصل بن عبد العزيز - إلى: الرئيس رتشارد نيكسون - التاريخ: 26 ـ 12 ـ 1973

* «يسعدني أن انتهز فرصة عيد الكرسماس، وبداية عام ميلادي جديد، واتقدم لسعادتكم، وللشعب الأميركي الصديق، بأحر التهاني وأطيب التحيات. مع الأمل في علاقات اقوى بين شعبينا. ونعاهدكم بأننا سنبذل كل ما نستطيع لاستمرار وتقوية هذه العلاقات..

مع بداية سنة جديدة، يجب أن تلعب أميركا، تحت قيادتكم الحكيمة، دورا مهما لتحقيق السلام في كل العالم. واذا استعملتم نفوذ اميركا القوي، واذا بذلتم كل ما تستطيعون، بالتعاون مع دول كثيرة اخرى تريد التعاون معها، انا على ثقة بأنكم ستنجحون بعون من الله تعالي. وخاصة لأنكم ستحاولون حل مشاكل لها صلة بحقوق الانسان. وبتخليص شعوب من العبودية. مثل التي تمارسها حكومة الأقلية العنصرية في جنوب افريقيا (قبل حكومة الأغلبية السوداء بقيادة نلسون مانديلا). وروديسيا (قبل ان تستقل الأغلبية السوداء بقيادة موغابي، وتغير اسم البلد الى زمبابوي). وغيرهما.

ويمكن تطبيق نفس الشيء على فلسطين، حيث تمارس الصهيونية وعملاؤها ابغض انواع العنف بطرد السكان الأصليين من اراضيهم، وبالتوسع على حساب دول أخرى. ولا يقبل اي قانون سماوي، واي قانون بشري، مثل هذا. لكني، بقولي هذا، لا أريد أن اقلل، بأي صورة، من الخطوات التي تتخذونها الآن لحل هذه المشكلة..

وضعتنا مشيئة الله في الشرق الأوسط، ولهذا تلاحظون اننا مهتمون بمشاكله اكثر من غيره. وأنا لا اشك في انكم تبذلون كل ما تستطيعون لتحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط. نعم، ارتكبت اميركا اخطاء في موضوع فلسطين. لكنى اريد ان انسى الماضي، وانظر نحو المستقبل. معتمدا على نيتكم الحسنة بالعمل لتحقيق انسحاب اسرائيل الى حدود ما قبل حرب سنة 1967، واعطاء الشعب الفلسطيني حق العودة الى وطنه لتقرير مصيره بنفسه..

ادعو الله بأخلاص ليجعل سنة 1974 سنة رخاء ورحمة لكل الانسانية. وقريبا، بمشيئة الله، سنقدر على مد أيدي الصداقة والتعاون في كل المجالات مع الولايات المتحدة. وآمل، اعتمادا على الله، وعلى قدرتكم واخلاصكم، ان تزول، خلال الجزء الاول من السنة الميلادية الجديدة، السحابة العاصفة، وأن تعود الأمور الى ما كانت عليه.. ».

* الموضوع: الجبهة السورية - من: الملك فيصل بن عبد العزيز - إلى: الرئيس رتشارد نيكسون - التاريخ: 7 ـ 2 ـ 1974 «نشكركم على خطابكم، بتاريخ امس 6 ـ 2 ـ 1974، عن طريق السفير جيمس اكينز. ونقدر جهودكم التي اشرتم اليها لتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط. ونقدر التزام حكومتكم بالعمل لتحقيق هذا الهدف..

لا حظنا، في رضى، ان خطتكم بدأت في جني ثمارها على الضفة المصرية (فك الاشتباك مع القوات الاسرائيلية، وانسحابها بعد ان كانت عبرت قناة السويس نحو القاهرة). ونأمل في تحقيق تقدم مماثل على الضفة السورية (انسحاب القوات الاسرائيلية من اراضي اضافية، بعد ان كانت تقدمت نحو دمشق). لا يوجد، في رأينا، فرق بين الجبهتين المصرية والسورية. ونحن نرى ان هناك صلة وثيقة بين الجبهتين.. كما ابلغتكم، بدأنا اتصالاتنا مع اخواننا العرب لإنهاء حظر ارسال النفط الى الولايات المتحدة. فعلنا ذلك بسبب تقديرنا الكامل للجهود التي قمتم بها لتحقيق السلام في المنطقة. وبسبب معرفتنا بوضعكم الحرج داخل الولايات المتحدة، اذا لم ينته حظر ارسال النفط..

لكن، كما تعرفون، رفض عرب آخرون الاتفاق معنا في ذلك، ونحن ملتزمون مع اخواننا العرب بقرار، لن يكن سهلا التنصل منه. ليس سهلا اقناعهم بإنهاء حظر ارسال النفط بدون فك الاشتباك بين القوات الاسرائيلية والسورية في مرتفعات الجولان.

يقول اخواننا العرب، ان اسرائيل وافقت على فك الاشتباك في الجبهة المصرية، بسبب ضغوط من دول العالم لإعادة فتح قناة السويس لتسهيل الملاحة العالمية. وان العالم لا يهتم كثيرا بفك الاشتباك على الجبهة السورية. ويشمل ذلك الاتحاد السوفياتي، الذي يحرص اكثر على فتح قناة السويس لتسهيل مرور سفنه الى البحر الأحمر وجنوب آسيا. بالاضافة الى انه يفضل ان تظل جبهة الجولان ساخنة، حتى يستمر العرب في الاعتماد عليه، وفي شراء اسلحة منه.. ونحن أبلغنا سفيركم هنا بأن تبذلوا كل جهد قبل انعقاد مؤتمر وزراء النفط في طرابلس، في ليبيا، يوم 14 من الشهر الجاري. وذلك حتى يكون موقفنا في المؤتمر قويا. وحتى نقدر على منع كل من يريد عرقلة الوصول الى حل سريع لهذا الموضوع المهم.. ».

* الموضوع: نهاية حظر النفط - من: الملك فيصل بن عبد العزيز - إلى: الرئيس رتشارد نيسكون - التاريخ: 2 ـ 4 ـ 1974

* «تسلمنا رسالتكم، بتاريخ 23 ـ 3 ـ 1974، التي عبرتم فيها عن امتنانكم لنهاية حظر إرسال النفط إلى الولايات المتحدة. ونحن نشكركم على أحاسيسكم المخلصة، وعلى مشاعركم النبيلة. وندعو الله تعالى أن يوفقكم في جهودكم لتحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة.. تعلمون أن الوصول الى قرار استئناف ارسال النفط كان صعبا. لكن، قويت عزيمتنا، وزادت جهودنا، وكثرت اتصالاتنا، للوصول الى هذه النتيجة الايجابية بسبب ايماننا بدور الولايات المتحدة القوي. وبسبب ثقتنا بالوعود التي قدمتموها، ووزير خارجيتكم، في مناسبات كثيرة، بان الولايات المتحدة ملتزمة بالوصول الى سلام عادل ودائم في المنطقة.. تعلمون ان فترة الشهرين القادمين، حتى ينعقد مؤتمر وزراء النفط العرب، ستكون حاسمة. وذلك لأنكم يجب ان تقدروا على فك اشتباك القوات الاسرائيلية والسورية في مرتفعات الجولان في سورية. لكن، عدم تحقيق ذلك سيضعنا في موقف حرج امام اخواننا العرب. وسيعرقل تطوير التعاون الاستراتيجي بين دولتينا الصديقتين.. نحن على ثقة كاملة بأن بعد نظركم، وحكمتكم، وتصميمكم ستتغلب على كل المصاعب. وان فك الاشتباك بين القوات السورية والاسرائيلية في الجولان (بعد حرب اكتوبر) سيكون الخطوة الاولى نحو انسحاب اسرائيل الكامل من كل الاراضي العربية.. »

* الموضوع: مساعدة مصر - من: الملك فيصل بن عبد العزيز - إلى: الرئيس رتشارد نيكسون - التاريخ: 11 ـ 7 ـ 1974

* «مؤخرا، اتجهت مصر، بقيادة الرئيس السادات، نحو الغرب، وخاصة الولايات المتحدة. وبسبب هذا، يفكر الاتحاد السوفياتي جديا في اعادة النظر في سياسته نحو مصر. ودليل على ذلك انه اجل زيارة وزير خارجية مصر الى موسكو، بعد ان كان في الماضي حريصا على مثل هذه الزيارات.. لأكثر من عشرين سنة، عمل الاتحاد السوفياتي لكسب الدول الدول العربية. وامد بعضها بالسلاح. واستغل انحياز الولايات المتحدة الى جانب اسرائيل. لكن، عندما بدأت الولايات المتحدة تعديل سياستها، رحبت معظم الدول العربية بذلك، واظهرت صداقتها للولايات المتحدة.. زرتم بعض دول المنطقة مؤخرا. ولاحظتم الاستقبالات العظيمة التي لقيتموها. ولا شك انكم لاحظتم ان ما حققتموه خلال شهور قصيرة (منذ نهاية حرب اكتوبر) يزيد على ما حققه الاتحاد السوفياتي خلال اكثر من عشرين سنة.

لكن، لا بد ان تبادروا بمساعدة هذه الدول العربية التي تريد صداقتكم. ولا بد من العمل لحل مشاكلها.. تعلمون ان جميع الأسلحة التي تستخدمها القوات المسلحة في مصر مصدرها الاتحاد السوفياتي. وتعلمون أن هذه الأسلحة تحتاج الى قطع غيار، والى صيانة. لكن، بعد ان غيرت مصر سياستها، سيوقف الاتحاد السوفياتي حتما تعاونه معها. وسيظهر قريبا تذمر وسط القوات المصرية المسلحة.

اضف الى هذا ان تأخير تحقيق السلام في المنطقة سيخلق بلبلة في افكار الشعب العربي، وستنعكس الآثار السيئة لذلك على استقرار المنطقة كلها...

لهذا، نرجو ان تزودوا مصر بالأسلحة التي تحتاج لها. ونرجو ان تستمروا في جهود تحقيق السلام في المنطقة.. ».

* الحلقة القادمة: محضر اجتماع الملك فيصل مع كيسنجر في الرياض

التعليــقــــات
صالح الاكلبي، «المملكة المتحدة»، 07/01/2008
رحم الله الملك فيصل، استأنف تصدير النفط لأمريكا مقابل وعود أن تضغط أمريكا على إسرائيل للإنسحاب الى ما دون حدود 1967. أين نفطنا وأين وعود امريكا الآن؟

الحربي عبدالعزيز، «المملكة العربية السعودية»، 07/01/2008
رحمك الله يا فيصل رحمة واسعة وأدخلك فسيح جناته.
يدافع عن الفلسطينيين وعن اخوانه العرب السوريين والمصريين بكل قوة ووضوح، وهاهو الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله يكمل المسيرة.

أمين سلام، «الولايات المتحدة الامريكية»، 07/01/2008
الملك فيصل عربي أصيل، محنك، مثقف، سياسي من الدرجة الاولى، وباستشهاده فقد العالم العربي والاسلامي قبطان سفينتها، رحمه الله، وغفر له.

عبد اللطيف طه، «العراق»، 07/01/2008
رحم الله الملك فيصل وأسكنه الجنة. لو كان بيننا الآن لما وقعت كوارث في هذه الأمة المنهكة. حيا الله الملك وهو في تربته عربي ومسلم.

المهندس الإستشاري / طلعت هاشم، «مصر»، 07/01/2008
خطوة عظيمة ان تنشر جريدتكم الموقرة ترجمة بالعربية لهذه الوثائق وهناك ملاحظتان على هذه الترجمة 1- يجب أن تنشر بدون تعليق وان كان لابد فليكن التعليق على الهوامش او مفهرسا بأرقام أو حروف يكتب التعليق في نهاية الترجمة.
2 - ان تنشر ايضا الوثيقة كما هي بدون ترجمة بلغتها الأصلية الإنجليزية ان كانت أو بالعربية حتى تتيح استنباط الفهم الصحيح للسياسات الدولية.
رحم الله الشهيدان الملك فيصل والرئيس السادات لما بذلاه من كفاح من اجل امتهم .
أما آن الأوان أن نكرمهما عن طريق الجامعة العربية ورابطة العالم الإسلامي ؟
ولايفوتني أن انوه على أن الله جلى في علاه عوض على أمتنا العربية والإسلامية بخادم الحرمين الملك عبدالله بارك الله لنا في عمره وصحته وبطانته الصالحة التي تعينه على كل عطاء لأمته آمين يارب العالمين.
وأخيرا ياأمتنا العربية خاصة وأمتنا الإسلامية عامة اتحدوا على قلب رجل واحد وراءه ولا تتفرقوا كل في قوميته ولا تتشرذموا بأرائكم التي لن تفيدكم بشيء وتزيدكم عزلة عن بعضكم واعتصموا بحبل الله (جلى في علاه ) جميعا ولاتتفرقوا حكاما ومحكومين وشعوبا وقبائل (وهذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدوه ).

محمد دريم، «لبنان»، 07/01/2008
الان تبين الدور السعودي لتقوية امريكا في منطقتنا العربية وتجاهل الرغبات العربية لمقاومة الصهاينة . رحم الله اموات المسلمين جميعا وليستفد الحكام الحاليين من الماضي وان امريكا لا تخدم الا نفسها وربيبتها اسرائيل . وكفا بنا كلاما عن السلام ولنعمل على تحرير الارض بالقوة ومن الله التوفيق والنصر.

علي حسن، «الولايات المتحدة الامريكية»، 07/01/2008
الاخ محمد دريم الذي علق اعلاه،
الملك فيصل لم يكن يساعد امريكا انما كان يساند اخوانه العرب وهو الذي قطع النفط عن امريكا كما انه كان مقاوما شجاعا للصهيونية والشيوعية.
ان هذه الوثائق واضحة وبلغة عربية لا لبس فيها وتشير الى اخلاص الرجل المعروف سلفا غير ان البعض اصبح لايفهم الا بالفارسية.

منصور الدوس، «المملكة العربية السعودية»، 07/01/2008
تعلمون أن الوصول الى قرار استئناف ارسال النفط كان صعبا. لكن، قويت عزيمتنا، وزادت جهودنا، وكثرت اتصالاتنا، للوصول الى هذه النتيجة الايجابية بسبب ايماننا بدور الولايات المتحدة القوي. وبسبب ثقتنا بالوعود التي قدمتموها، ووزير خارجيتكم، في مناسبات كثيرة، بان الولايات المتحدة ملتزمة بالوصول الى سلام عادل ودائم.

محمد بن علي، «المملكة العربية السعودية»، 07/01/2008
قال الشاعر:
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا *** جمعتنا يا جرير المجامع.

عمر الصائغ-المدينة المنورة، «المملكة العربية السعودية»، 07/01/2008
رحم الله الملك الفيصل
لم تكن المبادرة العربية المرة الأولى التي نفاوض بها على أراضي 1967 ونحاول استعادتها من اليهود الغاصبين والأمريكان الكاذبين..
فالرسائل توضح جلياً بأن جلالة الملك فيصل رحمه الله رحمة واسعة سبق وأن حاول استعادة الأرض المحتلة واستخدم في سبيل ذلك حنكته وذكائه وجميع أسلحته رحمه الله بما فيها النفط ،، فهل يعتقد أحد أننا نستطيع استعادة هذه الأراضي بالتهديد والمفاوضات والعروض الآن أو نستطيع قطع النفط عنهم؟؟؟
كفانا أوهاما واتحدوا يا أمة محمد وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوهم
اليهود أجبن الشعوب ولو أحسوا لحظة واحدة اننا ربما نحارب وقلوبنا على بعض لولوا مدبرين ..والله المستعان.


رشيد اسعد، «النمسا»، 07/01/2008
هذا سبق اعلامي كبير يضاف الى سجلكم الحافل تستحق جريدة الشرق الاوسط ان تبقى فى المقدمة دائما.


الصفحة الرئيســية
English
الاولـــــى
اخبــــــار
أولــــــى 2
اقتصــــاد
عالـم الرياضة
الــــــرأي
بريـد القــراء
أذواق
مذاقات
محليات (سعودية)
يوميات الشرق
كـاركـاتيــر
الادارة والتحرير

رحاب الرحمن
10/01/2008, 03:28 PM
رحم الله الملك فيصل وأسكنه الجنة
مشكور جدا مديرنا العام على موضوعك الرائع الذى وضح مواقف كثيرة قد يكون كثيرون لم يكونوا يعلمونها علن الملك فيصل رحمه الله

مشهور
11/01/2008, 02:15 AM
الوثائق السرية الأميركية (4) ـ السقاف: نحن ندفع ثمن أخطاء اليساريين العرب

محضر اجتماع كيسنجر والسقاف في الرياض


عمر السقاف وهنري كيسنجر والهواري بومدين

إعداد: محمد علي صالح
بين الوثائق السرية التي سمحت بالاطلاع عليها دار الوثائق الوطنية في واشنطن والخاصة بفترة ادارة الرئيس نيكسون (1968 ـ 1974) محضر اجتماع بين عمر السقاف، وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي وقتها هنري كيسنجر، وزير خارجية الولايات المتحدة.
ومن بين الأمور المثيرة التي يكشفها الحوار بين السقاف وكيسنجر ما نقله الوزير السعودي عن حديث ليونيد بريجنيف الرجل الأول في الاتحاد السوفياتي وقتها مع الرئيس الجزائري الهواري بومدين وطلبه منه ان ينقل الى الرئيس المصري انور السادات ان الاتحاد السوفياتي لا يريد حربا دائمة ولا سلاما دائما بل ان تتوتر الأمور ثم تهدأ وتتوتر مجددا.

كما يتحدث السقاف عن اخطاء اليساريين العرب والتي تدفع ثمنها في النهاية السعودية، ويستفيد ماليا الاتحاد السوفياتي، فعندما تقصف طائرات اسرائيلية مصفاة نفط سورية تدفع تكلفة اصلاحها السعودية. ويقول كيسنجر عن سورية بعد مباحثاته في السعودية والتي شددت على عدم استثنائها من جهود السلام الآن «عرفنا حقيقة الوضع، ولهذا سنعاود الاتصالات معها». ويرد السقاف: هذا شيء حسن. سوف اقوم بجولة في دول عربية، وسوف ازور سورية، وابلغهم كلامكم هذا. سورية دولة هامة من دول العروبة. ومؤسف الدمار الذي حدث فيها (بسبب ضربات اسرائيل)، ويجب ان تشاهدوه. ويتحث السقاف عن الاجتماع الذي تم بين الملك فيصل وكيسنجر قائلا «كنتم حادين في النقاش، كما يشير الى أن اميركييين قالوا ان الملك لا يهتم بحل مشكلة فلسطين. وانه يهتم بمواجهة الشيوعيين واليساريين». ويرد كسينجر قائلا «من هو الغبي الذي قال ذلك؟». وهذا محضر اجتماع، عقد سنة 1973، بين كيسنجر ووزير الدولة السقاف، في مقر كيسنجر في قصر الضيافة في الرياض، مباشرة بعد اجتماع كيسنجر مع الملك فيصل في الديوان الملكي.

ـ البيت الأبيض (سرى للغاية، حساس، للعينين فقط) ـ مذكرة نقاش ـ المشاركون:

عمر السقاف، وزير الدولة للشؤون الخارجية هنري كيسنجر، وزير خارجية الولايات المتحدة بيتر رودمان، من مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جيمس ايكنز، سفير الولايات المتحدة لدى السعودية عيسى الصباغ، سكرتير أول، السفارة الاميركية في بيروت (مترجم) ـ التاريخ: 8 ـ11 ـ 1973 ـ الوقت: من الساعة 11:03 الى الساعة 11:57 مساء ـ المكان: مقر د. كيسنجر في بيت الضيافة، في الرياض السقاف:

كنتم وجلالة الملك (الملك فيصل بن عبد العزيز) حادين في النقاش. لكنه كان نقاشا بين اصدقاء. وسنرى النتائج.

كيسنجر:

لم أتوقع ان نقدر على الإجابة عن كل الأسئلة.

السقاف:

قال اميركيون ان جلالة الملك لا يهتم بحل مشكلة فلسطين. وانه يهتم بمواجهة الشيوعيين واليساريين.

كيسنجر:

من هو الغبي الذي قال ذلك؟

السفير ايكنز:

السناتور جاكسون قال ذلك.

السقاف:

قال جاكسون اشياء سلبية كثيرة. قال مرة: «يقدرون على ان يشربوا نفطهم، او يسبحون فيه. نحن لا نحتاج له».

كيسنجر:

لا تنس ان جاكسون ترشح لرئاسة الجمهورية.

السقاف:

كنت صائبا فيما قلت لجلالة الملك، وهو ان الضغط النفطي (وقف تصدير النفط) سيكون في صالح أعدائكم في واشنطن. لكن ما قاله جلالة الملك كان ...

كيسنجر (مقاطعا):

ما قاله جلالة الملك كان أيضا صائبا.

السقاف:

لم يرد جلالة الملك قط ان يؤذي الولايات المتحدة. وظل يقول ذلك لسنوات كثيرة.

الصباغ:

قال ذلك للرئيس كنيدي سنة 1962.

السقاف:

قال اننا يجب ان نعيد الفلسطينيين الى ديارهم لانهاء المشكلة.

ايكنز:

قال ابا ايبان (وزير خارجية اسرائيل) لعضوي الكونغرس ستيل وراين ان حظر تصدير النفط لا يعني أي شيء. وإننا، الاميركيين، لا نحتاج للنفط السعودي. وان السعوديين، بعد ثلاثة اسابيع من وقف تصدير النفط، سيعودون فقراء.

كيسنجر:

ليس هذا صحيحا.

السقاف:

سألتني عندما قابلتك في وزارة الخارجية في واشنطن: «ماذا يريد العرب؟»، وأنا اجبن: «نحن لسنا اقوياء. ولا نقدر على ان ندمر اسرائيل. ولهذا، نريد ان نغير الرأي العام الاميركي».

كيسنجر:

نعم، هذا صحيح.

السقاف:

لا يقدم الروس لأصدقائهم العرب (يقصد مصر وسورية وغيرهما) غير مساعدات قليلة جدا، بعض الأسلحة. ثم يتخلون عنهم. لكن، استطاع العرب (بشن حرب اكتوبر سنة 1973) ان يحققوا نصرا كبيرا. وتخلوا عن عقدة الهزيمة في كل مرة يحاربون فيها اسرائيل.

كيسنجر:

أنا سعيد بسماع ذلك.

السقاف:

يرسل الروس مساعداتهم الى أصدقائهم المصريين والسوريين في شحنات صغيرة. وفي سفن بطيئة. وكأنهم يريدون معاقبتهم على صداقتهم لهم، ولتأكيد اعتمادهم عليهم.

كيسنجر:

هل اقدر على ان اقول لك، بصراحة، يا معالي وزير الخارجية، بأنك وأنا كنا نعرف ان الاسرائيليين كانوا منتصرين عندما توصلنا الى اتفاق وقف اطلاق النار؟ واننا نحن الذين أوقفنا الإسرائيليين قبل ان يدمروا الجيش المصري الثالث؟ السقاف:

هذا صحيح. وأنت لعبت دورا في ذلك.

كيسنجر:

وهل تعلم ان اليساريين العرب، اذا كانوا انتصروا بمساعدة الروس، كانوا سوف يستهدفونكم بعد ذلك؟

السقاف:

نعم، نحن متفقين على هذه النقطة.

كيسنجر:

بالتأكيد.

السقاف:

... نحن ندفع ثمن اخطاء اليساريين العرب. عندما تضرب طائرات اسرائيلية مصفاة نفط في سورية، نحن ندفع قيمة اصلاح المصفاة، وبالعملة الصعبة، والتي تذهب الى جيوب الروس. هل تعلم ماذا قال لي الرئيس الجزائرى بومدين؟ لا تكتب هذا. قال ان الرئيس الروسي بريجنيف قال له: «لا نريد سلاما دائما، ولا حربا دائمة. نريد ان يتوتر الوضع، ثم يهدأ، ثم يتوتر». وقال له بومدين: «لماذا تقول لي هذا؟ أنا لا احارب. الرئيس السادات هو الذي يحارب. لماذا لا تقوله للسادات؟»، ورد بريجنيف: «أنت قله للسادات». وقال بومدين: «لن اقوله له. هذه ليست مسؤوليتي».

انت تعرف بريجنيف. انه من النوع المتوتر. قال بومدين ان بريجينف كان يتحرك ويتكلم في عصبية، ويحك جسمه. وقال له بومدين: «نريد اسلحة، وسندفع لكم الآن». وفجأة، تغير بريجنيف، وصار ودودا، وأمر بتحويل المبلغ الى بنك روسي.

هذه هي أساليبهم. وهذا ما يريدون ان يورطونا فيه.

كيسنجر:

هل ستتورطون؟

السقاف:

لا. لن تشترى السعودية ابدا اسلحة روسية... وسنظل صامدين امام هجمات الشيوعيين واليساريين. وهذا ما جعل جلالة الملك يتوتر امس، كما قال لك. وكان، ايضا، مصابا بانفلونزا. يريد جلالة الملك ان يدافع عن وطنه. ويريد ان يدافع عن صداقته معكم، والتي يفضلها على اي صداقة مع اي روسي. لكن، يضعه هذا في موضع صعب. ويجعله عرضة لهجمات الشيوعيين واليساريين. ولهذا، يحس جلالة الملك وكأنه يقف وحيدا. ولهذا، يتوتر من وقت لآخر... ماذا نفعل؟ نحن نعيش في منطقة مجنونة...

كيسنجر:

انتم ونحن نواجه أوضاعا صعبة.

السقاف:

والآن، بعد ان تدخلتم انتم (وقمتم بجهود وقف اطلاق النار، وانقذتم الجيش المصري الثالث، وضغطتم على اسرائيل)، صاروا يعتقدون بأنكم ستنقذونهم من تورطهم مع الروس. وانكم ستحلون كل مشاكلهم. قابلت، امس، الرئيس السادات في القاهرة. وقال لي: «خلاص. اتحلت المشاكل. اقمنا علاقات دبلوماسية مع الاميركان. وهم سيضغطون على اسرائيل لتنسحب».

كيسنجر:

هل صحيح ان السادات قال لك ذلك؟

السقاف:

نعم، هذا ما يعتقدون.

كيسنجر:

ليس الموضوع بهذه البساطة. نحتاج الى كثير من الصبر. ويحتاج الإسرائيليون الى بعض الوقت ليقيموا ما حدث لهم... نحن حققنا اشياء كثيرة خلال الأسابيع الماضية، منذ ان وقفت الحرب. وسنحاول تحقيق المزيد.

السقاف:

كل الذين قابلوك، قالوا انك مخلص في حل المشكلة. سمعنا ذلك عندما قابلت الملك حسين، وعندما قابلت الرئيس السادات، وعندما قابلت احمد بن هيمة (رئيس وزراء المغرب). كانوا متفائلين جدا، واعتقدوا انك ستحل كل المشاكل. ونحن قلنا لهم ان الموضوع ليس بهذه البساطة. وانه لا بد من الصبر.

قال عنك السادات انك رجل حكيم، وانك تجيد الاستماع، ولا تضايق احدا. ولا تقاطع احدا، ولا توقف احدا عن الكلام. قالوا انك تبدأ بالحديث عما تقدر ان تفعل، وما لا تقدر ان تفعل. لكنهم عرب، ولهذا يبالغون في تصوير الاشياء، وفي توقع الأشياء.

كيسنجر:

والعرب رومانسيون ايضا، على أي حال.

الصباغ:

يذكرني هذا بقصيدة شاعر عربي عن «حب ليلى». ولكن ليلى تحب غيره. بينما تحبه هو امرأة اخرى لا يحبها. هذا مثل العرب، يحبون اميركا، لكن اميركا تحب اسرائيل، بينما تحب روسيا العرب، لكنهم لا يحبونها.

السقاف:

نواجه كثيرا من المشاكل من قبل الشيوعيين واليساريين العرب بسبب صداقتنا للولايات المتحدة... حتى عندما اوقفنا تصدير النفط الى الولايات المتحدة، لم يصدق هؤلاء. وسمعنا مذيعا في اذاعة بغداد يقول: «لا يمكن ان توقف السعودية النفط عن اميركا. لاب د انها مؤامرة».

ايكنز:

يعتقد الشيوعيون واليساريون العرب ان السعودية ألعوبة في ايدينا، وان وقفها لتصدير النفط لا بد ان يكون مؤامرة ضد العراق.

كيسنجر:

هذا شيء لا يصدق.

السقاف:

لنتحدث عن نتائج اجتماع سعادتكم مع جلالة الملك. شرح جلالته ماذا نريد منكم. وسأل لماذا تؤيدون اسرائيل كل هذا التأييد. وسأل لماذا اسرائيل دائما مغرورة. وسأل لماذا ظللتم صامتين لخمس وعشرين سنة.

نحن لم تتغير سياستنا طوال خمس وعشرين سنة. ويحاول صاحب الجلالة دائما لفت انتباه الولايات المتحدة الى هذا الوضع غير المقبول. وانا كررت هذه النقطة لكل مسؤول اميركي قابلته. وحذرتهم الا يخلطوا بين خوفنا من الشيوعيين واليساريين، وبين معارضتنا للاحتلال الصهيوني، وخاصة احتلال الصهاينة للقدس الشريف...

أود ان اكرر لكم باننا لا نريد تدمير اسرائيل. يوجد في السعودية ناس من مختلف انحاء العالم، من الشرق الاوسط، ومن افريقيا. نحن لسنا ضد اليهودية كدين. ولا يمكن ان يكون أي مسلم كذلك. انا اكثر اسلاما اذا احترمت الدين اليهودي. ليس هذا رأيي الشخصي، هذا موجود في القرآن الكريم. وكتب العرب مليئة باشارات الى علماء واطباء وكتاب يهود. ونحن نرفض ان يفرض أي شخص علينا عقدة كراهية النازية لليهود. ونحن ندرس في مدارسنا قصائد شعراء يهود.

ايكنز:

يقول مثل عربي: «أوفى من السموءل» (بن عادياء اليهودي).

السقاف:

هناك نقطة اخرى، يا صاحب السعادة. نحن سئمنا الوعود المتكررة. صارت ثروتنا السياسية اكياسا من الوعود. ويقول مثل عربي: «انا الغني وأموالي المواعيد». والآن نسمع من يقول في اميركا انهم سيقطعون عنا القمح لأننا قطعنا عنهم النفط. كيسنجر:

ليس هذا صحيحا، ويجب ان نتحاشى سياسة المواجهات.

السقاف:

نقطة ثالثة: نأمل الا تكون سياسة الوفاق بين الولايات المتحدة وروسيا على حساب دول العالم الثالث. (تقسيم دول العالم الثالث الى دول موالية لأميركا، ودول موالية لروسيا).

كيسنجر:

بالطبع ليس هذا هو الحال. ودعني أطمئنكم بأن الروس يريدون تصوير الموضوع وكأنه كذلك (تقسيم العالم الثالث الى قسمين). لكنه ليس كذلك. هذه لعبة يلعبونها (لخداع دول العالم الثالث).

السقاف:

نحن نحاول ان نقول ذلك للعرب. نقول لهم ان الاميركيين لم يتحالفوا مع الروس، ولم تقسمونا الى قسمين: اميركي وروسي. ولهذا، نريد منكم الاتصال مع سورية (لتحسين علاقتكم معها، حتى لا تحس بأنكم تركتموها في المعسكر الروسي). هذه خطوة هامة لا بد ان تخطوها.

كيسنجر:

رفضنا، في البداية، ان نبادر نحو سورية ثم ترفض سورية مبادرتنا. لكننا الآن عرفنا حقيقة الوضع. ولهذا، سنعاود الاتصالات معها.

السقاف:

هذا شئ حسن. سوف اقوم بجولة في دول عربية، وسوف ازور سورية وابلغهم كلامكم هذا. سورية دولة هامة من دول العروبة. ومؤسف الدمار الذي حدث فيها (بسبب ضربات اسرائيل)، ويجب ان تشاهدوه...

ايكنز:

ما كان اصدقاؤهم الروس سيقدرون على تحقيق ما حققناه منذ ان بدأت الحرب. ما كانوا سيقدرون على وقف اطلاق النار، وعلى انقاذ الجيش المصري الثالث.

السقاف:

نعم، هم يعرفون ذلك. والرئيس السادات يعرف ذلك... انه رجل حكيم. يعرف ما يقدر عليه، وما لا يقدر عليه.

كيسنجر:

أعجبني السادات.

السقاف:

يعرف السادات حدود امكانياته، وليس طموحا. لو كان جمال عبد الناصر حيا، لظل يصرخ يمينا وشمالا.

كيسنجر:

لو كان عبد الناصر حيا، لكان قد فشل.

السقاف:

طبعا، كان عبد الناصر ضابطا نصف متعلم، ولا يقدر ضابط نصف متعلم على ان يدير دولة. قرأ كتابا واحدا، وغير كل الدولة تغييرا جذريا.

على أي حال، لا أود ان اطيل على سعادتكم.

كيسنجر:

لنواصل الاتصالات بيننا. هل اقدر على ان اكتب لك، من وقت لآخر، عن آرائك في مواضيع معينة؟

السقاف:

بالتأكيد.

كيسنجر:

اذا وجدت شيئا يجب ان اعرفه، او شيئا ما كان يجب ان يكون، ارجوك، من فضلك، ان تبلغني. انا جاد في قول ذلك.

السقاف:

الم اقل لك حقيقة موقف سورية (اي انها لا ترفض التقارب مع اميركا)؟

كيسنجر:

كانت تلك اول مرة افهم فيها حقيقة موقف سورية.

السقاف:

هل عندكم مسودة اتفاقية فك الاشتباك مع سورية؟

كيسنجر:

نعم. ست نقاط عن وقف إطلاق النار، وسبع نقاط عن المفاوضات بين الجانبين.

السقاف:

صار العرب يثقون فيك. ولهذا، صاروا يعتقدون انك ستقدر على تحقيق اشياء كثيرة.

كيسنجر:

ربما هذا أكثر مما استحق. لكنه يدل على حسن نواياهم...

(انتهى الاجتماع بمصافحة حارة. ونزل الوزيران الى الطابق الأسفل وذراع كل واحد حول الآخر).

* غدا: محضر اجتماع الرئيس نيسكون مع الوزير السعودي السقاف ووزير الخارجية المصري إسماعيل فهمي، في البيت الأبيض في واشنطن

التعليــقــــات
احمد بن سعيد، «المملكة العربية السعودية»، 10/01/2008
شكرا للشرق الاوسط لنقل الحقيقة للعالم العربي وليروا ما قامت به السعودية من دعم للقضية الفلسطينية خاصة والبلدان العربية عامة وما قام به شهيد الامة العربية والاسلامية المغفور له بأذن الله تعالى الملك فيصل رحمه الله عليه رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته.

قصى محمد، «الولايات المتحدة الامريكية»، 10/01/2008
ترى هل نتعلم كيف نستفيد من الماضى وان نقول لبعضنا عن قناعاتنا كسياسيين دون نفاق و رياء اثناء انعقاد مؤتمرات جامعة الدول العربية؟ هل كان احد يستطيع ان يقول عن جمال عبد الناصر ما قاله السيد السقاف خلسة لكيسنجر؟؟؟؟؟

رحاب الرحمن
11/01/2008, 02:18 PM
مشكور جدا مديرنا العام على هذه الوثائق الهامة
و الله يا ريت لو تجعلها سلسلة من المواضيع لهذه الوثائق

مشهور
13/01/2008, 12:48 PM
الوثائق السرية الأميركية (5) ـ نيكسون: إذا أراد أصدقاؤنا أن نحقق السلام نفضل ألا يفعلوا ذلك وهم يرفعون عصاً فوق رؤوسنا

محضر اجتماع نيكسون وعمر السقاف وإسماعيل فهمي وكيسنجر في البيت الأبيض


ريتشارد نيكسون وعمر السقاف وهنري كيسنجر

إعداد: محمد علي صالح
تحدث الرئيس الاميركي الاسبق ريتشارد نيكسون بلغة صريحة وجديدة في الاجتماع الذي عقد في البيت الابيض يوم 19 فبراير(شباط) 1974 مع اسماعيل فهمي وزير الخارجية المصري وعمر السقاف وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي وهنري كيسنجر وزير الخارجية الاميركي بحضور الجنرال برنت سكوكروفت عضو مجلس الامن القومي الاميركي. وكان الوزيران يضغطان على الرئيس الأميركي لإرسال كيسنجر الى سورية لإبرام اتفاق فك اشتباك هناك على غرار ما حدث مع مصر. وقال نيكسون عن حظر النفط العربي «نعم، قراركم بحظر تصدير البترول الينا اثر علينا كثيرا. انتما شاهدتما صفوف السيارات في محطات البنزين. ويؤثر هذا علي تأثيرا شخصيا. لكننا نقدر على مواجهته. على اي حال، اذا كان اصدقاؤنا يريدوننا ان نبذل جهدا كبيرا في تحقيق السلام في المنطقة، نحن نفضل ألا يفعلوا ذلك وهم يرفعون عصا فوق رؤوسنا».
وقال السقاف لا توجد شروط في قرار انهاء حظر تصدير النفط. لكن، ليس معنى هذا ان القرار لا يتوقع شيئا من جانبكم. لابد من حدوث تقدم قبل انهاء الحظر. ولذا، نقترح ارسال الوزير كيسنجر الى المنطقة قبل اعلان انهاء الحظر. وكان الوزير يشير بذلك الى ارسال كيسنجر الى سورية لانجاز اتفاق فك الاشتباك هناك.

وقال اسماعيل فهمي «تتحدث اسرائيل عن امنها. لكنكم تهددون امننا نحن بسبب تأييدكم لاسرائيل بدون حدود. نعم، ارتكبنا اخطاء، ومنها ادخال الروس الى المنطقة. لكننا ما كنا سندخلهم الى المنطقة لولا وزير خارجيتكم دالاس» (بعد ان رفض تمويل السد العالي).

البيت الأبيض - (سرى للغاية، حساس، للعينين فقط)

* الى: ملفات الرئيس

* من: برنت سكوكروفت

* الموضوع: اجتماع الرئيس مع وزيري الخارجية فهمي والسقاف - التاريخ: الخميس، 19-2-1974 - الوقت: من 11:09 صباحا الى 12:35 بعد الظهر - المكان: المكتب البيضاوي

* المشاركون:

الرئيس نيكسون - د. هنري كيسنجر، وزير الخارجية - اسماعيل فهمي، وزير خارجية مصر - عمر السقاف، وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي - الميجور جنرال برنت سكوكروفت (عضو مجلس الامن القومي في البيت الابيض).

كيسنجر: يا سيادة الرئيس، كان الوزير فهمي هنا آخر مرة في نفس اليوم الذي عينوه فيه وزيرا للخارجية.

السقاف: انا سعيد برؤيتكم مرة اخرى يا سيادة الرئيس.

نيكسون: آسف، كنت في ولاية فلوريدا عندما وصلتم الى هنا قبل ايام.

كيسنجر: انا قدمت للرئيس تقارير يومية عن اجتماعاتنا منذ يوم وصولكم.

نيكسون: انا دائما سعيد بالترحيب بكما. اوضحت اجتماعاتكما مع الوزير كيسنجر اهمية اجتماعنا هذا. ولذا، سيكون اجتماعنا هذا حاسما في مواجهة المواضيع التي سنناقشها. ولذا، اود من كل واحد منكم ان يقدم باختصار، آراءه، وذلك حتى نتأكد بأننا كلنا نفهم ما سنناقش.

كيسنجر: فهمت من اجتماعاتي مع الوزيرين بان مؤتمر القمة الرباعي للدول العربية المصدرة للنفط وافق على انهاء حظر تصدير النفط. وحول الموضوع الى وزراء النفط للدول الاربع، والذين سيجتمعون بعد اسبوعين. ولا توجد شروط في القرار.

نيكسون: من سيشترك في الاجتماع الوزاري؟

السقاف: كل المصدرين العرب، لكننا غير متأكدين اذا كان العراق سيشترك.

كيسنجر: فهمت الآتي من اجتماعاتي مع الوزيرين:

اولا: اكد مؤتمر القمة الرباعي أهمية دورنا في فك الاشتباك بين سورية واسرائيل. ثانيا: توقع ان يصدر الرئيس قرارا بإرسالي الى الشرق الاوسط لبدء الجهود.

ثالثا: يقدر اهمية ذلك بالنسبة للرئيس السوري الاسد لأنه يواجه مشاكل داخلية كبيرة.

رابعا: يعتمد إنهاء حظر النفط على السرية في الاتصالات وفي اتخاذ القرار النهائي. فهمي: صدق الوزير كيسنجر فيما قال باسمنا. جئنا نحن الى هنا بالنيابة عن قادة الدول الاربع المصدرة للنفط. واريد ان اضيف بان القرارات اتخذت بالإجماع. وكان هناك تردد من جانب سورية (بسبب عدم تأكدهم من جهود كيسنجر، وعدم ثقتهم به). لكنك، يا سيادة الرئيس، قلت انك ملتزم بفك الاشتباك بين سورية واسرائيل، مثلما فعلت بين مصر واسرائيل. ونحن نرجو من سيادتكم استمرار هذه الجهود. وارسال كيسنجر الى المنطقة باسرع فرصة. توجد مشاكل من جانب العراق وليبيا. ربما لن يشترك العراق في تنفيذ القرار. ولا نتوقع مشاكل من جانب الزعيم الليبي القذافي. لكن، يجب الا يؤثر ذلك على اي شيء، لأن القرار صدر. لكن، لا بد من عدم تسريب الموضوع الى الصحف، حتى يصدر القرار النهائي العلني.

السقاف: لا توجد شروط في قرار إنهاء حظر تصدير النفط. لكن، ليس معنى هذا ان القرار لا يتوقع شيئا من جانبكم. لا بد من حدوث تقدم قبل انهاء الحظر. ولذا، نقترح ارسال الوزير كيسنجر الى المنطقة قبل اعلان انهاء الحظر..

كيسنجر: لا، لم أفهم الموضوع هكذا. يجب ان تعرفوا أن الوقت ضيق، وان هناك اشياء كثيرة ومعقدة يجب ان تعالج. اولا: يجب ان نعمل نحن (ادارة نيكسون) في الجبهة الداخلية هنا، ونتصل مع اليهود، ومع اعضاء الكونغرس. ولن تكون فترة اسبوع واحد كافية لتحقيق كل هذا. ويجب ألا ننسى اننا مررنا بتجربة مماثلة في الوصول الى اتفاقية فك الاشتباك بين مصر واسرائيل.

السقاف: اسمحوا لي أن اقرأ لكم من قرار مؤتمر القمة الرباعي. قال: «اولا: يوافق القادة الاربعة على رفع الحظر، ويناقش وزراء النفط ذلك في اجتماع خلال اسبوعين. ثانيا: يشعر القادة الاربعة بوجوب الوصول الى اتفاقية فك اشتباك فعالة في مرتفعات الجولان».

نيكسون: أرى ان النقطة المهمة هي توقعاتكم بالنسبة لتوقيت الوصول الى اتفاقية فك الاشتباك بين سورية واسرائيل. اود ألا تنخدعوا بأن ارسال كيسنجر للتفاوض مع الجانبين سوف يحقق شيئا مهما خلال اسبوعين او ثلاثة اسابيع. ستكون المهمة صعبة. وأنا من جانبي اقدر على ان أؤكد لكم بأنني، بصرف النظر عن حظر البترول، سأبذل كل ما استطيع للوصول الى اتفاقية بين سورية واسرائيل. ولا تنسوا اننا لا نعرف السوريين كثيرا (ظلوا حلفاء للروس لعشرين سنة تقريبا. ولا يثقون بالاميركيين). يبدو المصريون متحضرين، لكن السوريين غير متحضرين. وفي الجانب الآخر، ليست هناك حكومة في اسرائيل.

انا اثرت هذه النقاط حتى لا تنخدعوا بأننا نقدر على تنفيذ كل ما تريدون في الحال. كل ما اقدر على اقول لكم هو انني التزمت.

فهمي: لا يتوقع اي شخص، منطقيا، الوصول الى اتفاقية خلال اسبوعين. لكن، يريد القادة العرب مساعدة الرئيس الاسد. ويعرف الأسد، نفسه، انه لا يمكن الوصول الى اتفاقية فك اشتباك مع اسرائيل قبل انهاء حظر النفط.

يا سيادة الرئيس، نحن مقتنعون بما قلت، وباعلان التزامكم.

نيكسون: لا نقدر على ان نحدد كيف ستكون الاتفاقية، ومتى. لكننا نقدر على ان نقول اننا سنعمل نحو اتفاقية عادلة ومعقولة. فهمي: هذا كل ما نريد من سيادتكم.

نيكسون: ونحن، من جانبنا، نريد منكم الاتصال بالأسد لمساعدتنا في جهودنا.

السقاف: نحن فعلنا المستحيل مع هؤلاء يا سيادة الرئيس. حكومة العراق شيوعية 90 في المائة. والقذافي متوتر المزاج. والجزائر بعيدة. والأسد لا يتفق معنا في كل شيء (لكنه يتجاوب الآن توقعا لحل مشاكله). نحن نتوقع مساعدتكم. جلالة الملك فيصل صديقكم. والرئيس السادات صديقكم. لا بد من تحقيق السلام في المنطقة. واذا توغل الروس في المنطقة، سيكون مستحيلا اخراجهم. والشعوب العربية ضد الغرب (بسبب انحيازه الى جانب اسرائيل).

فهمي: لا اتفق مع الوزير السقاف بأن الشعوب العربية ضد الغرب. نعم، لا تفهم الشعوب العربية لماذا تنحاز اميركا الى جانب اسرائيل. لكنها ليست عدوة لاميركا.

السقاف: يا سيادة الرئيس، نحن نفهم المشاكل التي تواجهونها. ونحن لا نتحدث عن العرب فقط، ولكن عن المسلمين ايضا. وسيعقد قريبا مؤتمر القمة الاسلامي، وستكون هناك اكثر من ثلاثين دولة اسلامية حاضرة.

فهمي: اتمنى لو ان سيادة الرئيس وافق على ارسال كيسنجر الى دمشق واسرائيل في الاسبوع القادم. سيسعد القادة العرب الاربعة بذلك.

نيكسون: لا اعتقد انكم تتوقعون ذلك خلال اسبوع، خاصة لأن برنامج كيسنجر مزدحم. عاد أخيرا من الشرق الاوسط. وكان في روسيا. وسيزور، بعد ايام، المكسيك. هذا بالاضافة الى اننا قررنا ألا نربط بين اتفاقية فك الاشتباك وانهاء حظر النفط. انتم عندكم تفسيركم، ونحن عندنا تفسيرنا. نحن نقول اننا سنبذل جهودنا بدون اي شروط. وانتم تقولون انكم لن تنهوا حظر النفط إلا بعد ان تروا نتائج. يجعلنا هذا وكأننا تحت رحمتكم. اقول في حزم، نحن لن نربط أي شيء بأي شيء، ولن نعلن اي شيء عن هذه النقطة. ماذا اذا ذهب كيسنجر الى المنطقة، وقال واحد إنه لم يحقق النتائج المطلوبة؟ سيضعنا هذا في وضع صعب للغاية..

السقاف: جلالة الملك فيصل يعرف ذلك.

نيكسون: لا نريد ان نصدر اي قرار يؤذي بلديكما. لكن، يجب ان يضع بلداكما وضعنا في الاعتبار. لن نصل الى اتفاقية فك الاشتباك بدون ان نضغط على اسرائيل ضغطا قويا. لكن، سيحتج الكونغرس، وسيحتج الاعلام، وسيقولون اننا نريد الوصول الى اتفاقية لأن العرب يصوبون مسدسا نحو رأسنا..

انا قلت، قبل سنوات كثيرة، لوزير الخارجية السابق جون فوستر دالاس، ان رفض تمويل بناء السد العالي في مصر كان خطأ. لماذا اقول لكم هذا؟ لأبرهن على اني كرئيس، اضع سياستى الخارجية كما اريد. وينفذها الوزير كيسنجر كما اريد. وانا كررت لكم باني ملتزم بتحقيق سلام دائم في الشرق الاوسط. هذه سياسة جديدة: الولايات المتحدة اعلنت التزامها. وهي تفعل ذلك، ليس فقط من اجل اسرائيل، ولكن من اجل شعوبكم ايضا. واقول لكما الآتي:

اولا: لا نريد ان تستمر سياستنا القديمة بالتشاور فقط مع اسرائيل والسعودية والاردن. نريد ان نكون اصدقاء لكل الدول في المنطقة.

ثانيا: لا نريد عزل الروس عن حل مشاكل المنطقة. نريد منهم ان يساهموا في تحقيق السلام. رغم اننا لسنا متأكدين من نواياهم.

ثالثا: لا نريد ان تسيطر الولايات المتحدة على الشرق الاوسط. لكنها تريد ان تقوم بدور مفيد.

نعم، قراركم بحظر تصدير البترول الينا اثر علينا كثيرا. انتما شاهدتما صفوف السيارات في محطات البنزين. ويؤثر هذا علي تأثيرا شخصيا. لكننا نقدر على مواجهته. في أي حال، اذا كان اصدقاؤنا يريدوننا ان نبذل جهدا كبيرا في تحقيق السلام في المنطقة، نحن نفضل الا يفعلوا ذلك وهم يرفعون عصاً فوق رؤوسنا. والا سيسأل الكونغرس، وسيسأل الاعلام: لماذا نبذل الجهود وحظر النفط مستمر؟ هذه هي الحقيقة..

فهمي: أشهر بانكم اعلنتم مواقف تاريخية. وسأنقل ما قلتم لي الى الرئيس السادات. نعم، سينتهي حظر النفط. لكنه لن يحدث في فراغ. انتم تستعملون كلمة «ابتزاز». لكننا لا نستعملها. اهم شيء بالنسبة لنا هو انكم التزمتم ببذل جهودكم. هذا هو سبب زيارتي لواشنطن. انا لا ازور لاهور (في باكستان). انا ازور واشنطن، لأنني اعرف اهمية دوركم في حل المشكلة. واود ان اقول لكم إن مصر مستعدة لأن تقود. وانكم تقدرون على الاعتماد عليها. واود ان اقول لكم إنكم ما كنتم ستبذلون ما تبذلون قبل السادس من اكتوبر (يوم بداية حرب سنة 1973). قبل الحرب لم يكن هناك حظر نفط، ولم يكن هناك «ابتزاز». لكن الولايات المتحدة ظلت تتخذ سياسة مدمرة، بتأييدها لاسرائيل بدون شروط. ولهذا بدأت الحرب..

تتحدث اسرائيل عن أمنها. لكنكم تهددون امننا نحن بسبب تأييدكم لاسرائيل بدون حدود. نعم، ارتكبنا اخطاء، ومنها ادخال الروس الى المنطقة. لكننا ما كنا سندخلهم الى المنطقة لولا وزير خارجيتكم دالاس (بعد ان رفض تمويل السد العالي). نحن نعرف، يا سيادة الرئيس، كيف نتصرف مع الروس. وفعلا، أمر الرئيس السادات بطردهم، بدون أي ضغط منكم، او من اي جهة اخرى. لكننا نرفض ان يكون أمننا رهن اسرائيل، ورهن تأييدكم لاسرائيل.

اتحدث، يا سيادة الرئيس، هذا الحديث في صراحة..

كيسنجر: اذا صبرتم علينا، سنقدر على تحقيق فك الاشتباك بين سورية واسرائيل، كما فعلنا مع مصر. لكننا نحتاج الى بعض الوقت للقيام ببعض المناورات. نحتاج الى بعض الوقت، مثلا، لتقسيم مجلس الوزراء الاسرائيلي الى مجموعتين: الذين معنا، والذين ضدنا. لا نريد ان نواجه اسرائيل مواجهة مباشرة.. نيكسون: ستكون هناك مناقشات ساخنة، لكني مستعد لها، ومستعد لاتخاذ قرارات حاسمة. هذا هو الشيء الجديد في سياستي. وأرسلت خطابات بهذا المعنى الى الرئيس السادات، والملك فيصل، ورئيسة وزراء اسرائيل غولدا مايير. كنت مباشرا، وكنت حاسما، وسأستمر كذلك.

كيسنجر: قالت غولدا مائير إنها احست وكأنك تقدم لها انذارا.

السقاف: ظللنا، يا سيادة الرئيس، ننتظر سنوات كثيرة لسماع مثل هذا الكلام.

نيكسون: سوف اعلن جانبا صغيرا جدا من جهودي، مثل قمة جبل جليد في عرض محيط. سوف اتخذ قرارات كثيرة بدون ان اعلن عنها. سأعمل وراء الكواليس. هذه هي طريقتي في العمل.

كيسنجر: وسوف اعمل انا على تحقيق فك الاشتباك بين سورية واسرائيل بنفس الطريقة التي حققت بها فك الاشتباك بين مصر واسرائيل. لكن، حتى في حالة مصر، رفضت اسرائيل ان تنسحب من غرب قناة السويس. هذا بالاضافة الى ان سورية قدمت اقتراحات غير معتدلة.

السقاف: هذا هو الفرق. المصريون ماهرون جدا.

كيسنجر: سأحاول شرح ذلك للرئيس الاسد عندما اقابله..

نيكسون: سنميل، من الآن فصاعدا، ليس نحو اسرائيل، ولكن نحو السلام والعدل. ونحن نعرف جيدا انه لن يكن هناك سلام في الشرق الاوسط بدون الولايات المتحدة.. وبعد اتفاقية فك الاشتباك مع سورية، سوف نعمل نحو عقد مؤتمر في جنيف لايجاد حل نهائي للمشكلة. والآن، دعونا نتناقش في ما سنقول للصحافيين (بعد نهاية الاجتماع). سنقول لهم إنني طلبت من كيسنجر ان يزور المنطقة مرة اخرى. كيسنجر: وسنقول لهم اننا ابلغنا اسرائيل بموقفنا.

نيكسون: ماذا سيقول وزيرا الخارجية للصحافيين، بعد نهاية الاجتماع؟

كيسنجر: يجب ان يقول الاثنان نفس الشيء، ولكن بكلمات مختلفة.

السقاف: سأقول للصحافيين ان مؤتمر القمة الرباعي ارسلنا الى هنا، واننا اشتركنا في محادثات بناءة.

نيكسون: سيلاحظ الصحافيون اننا لم نتحدث عن انهاء حظر النفط. كيسنجر: سيقدرون على استنتاج ما يريدون.

السقاف: سنقول لهم اننا نعمل نحو سلام دائم في الشرق الاوسط..

كيسنجر: يا سيادة الرئيس، هذان الرجلان فصيحان جدا. ولن يواجها أيَّ مشكلة في الحديث الى الصحافيين.

(تلت ذلك احاديث قصيرة ومتنوعة، وعن مخاطبة الصحافيين الذين كانوا ينتظرون خارج المكتب البيضاوي. ثم انتهى الاجتماع).

مشهور
13/01/2008, 06:20 PM
الوثائق السرية الأميركية (7) نيكسون للملك فيصل: نصائحك كانت دائما مفيدة وأتذكر المرات التي كتبت لي عن قلقك من الوضع في المنطقة



الامير سلطان

السفير البريطاني:
بين الوثائق السرية الأميركية التي كشفت عنها دار الوثائق الوطنية في واشنطن عن ادارة الرئيس نيكسون (1968 – 1974) مجموعة من الرسائل والمخاطبات سابقة ولاحقة على حرب اكتوبر 1973. وفي احداها حديث عن محاولات سعودية للتقريب بين مصر واميركا قبل الحرب وفيها رسالة من وليام روجرز، وزير الخارجية الاميركية قبل حرب اكتوبر الى الأمير سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع يقول فيها «اشكركم على رسالتكم، التي تسلمتها من السفير السويل، عن اتصالاتكم مع الرئيس السادات (ربما عن تقريب العلاقات بين مصر والولايات المتحدة). وفي نفس الوقت، تسلمنا رسائل من شخصيات مصرية هامة بوسائل دبلوماسية. ونحن ندرس الرد عليها. واود ان تنقلوا الى جلالة الملك فيصل تقديري لجهوده في شرح آرائنا للرئيس السادات، وشرح ارائه لنا.
وهناك رسالة غاضبة من السفير الاميركي في السعودية بشأن تسريب معلومات الى صحافي، قال فيها: إن تسريب معلومات سرية سيؤثر على استعداد السعوديين للحديث معنا بصراحة في مواضيع حساسة. وكان يشير الى عمود «ايفانز آند نوفاك» في صحيفة «انترناشنال هيرالد تربيون»، والذي كشف فيه معلومات عن مقابلات السفير مع الملك فيصل. وقال السفير «صار واضحا ان الصحافيين حصلا على برقيات سرية جدا من السفارة الى رئاسة الخارجية. وانهما نقلا حرفيا اجزاء من هذه البرقيات. لكنهما، وهما الصحافيان الذكيان، اضافا معلومات غير صحيحة. مثل قولهما: ان الملك فيصل «رضخ لضغط من الرئيس نيكسون» للاشارة الى تعهداته بانهاء حظر النفط في خطاب نيكسون امام الكونغرس. الحقيقة هي ان السعوديين لم يتعرضوا للضغط. بالعكس، كانوا سعداء بان يشير الرئيس الى دورهم... »

* التاريخ: 6-8-1971

* من: السفير، جدة

* الى: وزير الخارجية، واشنطن

* الموضوع: آراء الملك فيصل

* «قال لي اليوم السفير البريطاني موريس، ان كمال ادهم، مستشار الملك فيصل، قال له ان الملك يحس بالراحة لان اخوانه العرب يطلبون مساعدته، وانه يلبيها بقدر ما يقدر ... وقال ادهم ان الملك اشار الى ثلاثة مواضيع:

* اولا: طلب المساعدة من الملك حسين، ملك الاردن، في حربه مع الفدائيين الفلسطينيين.

* ثانيا: نهاية الحرب الاهلية في اليمن لأن الملك «التزم بمبادئه التزاما قويا».

* ثالثا: اقتراح الملك باتحاد الامارات العربية ...».

* أسلحة إلى مصر التاريخ: 15-6-1972 من: بروكز رامبلمايار، وزارة الخارجية، واشنطن الى: السفارة الاميركية، جدة الموضوع: اسلحة الى مصر «خلال حفل السفارة السعودية على شرف الامير سلطان بن عبد العزيز (وزير الدفاع) تحدثت مع كمال ادهم، مستشار الملك فيصل، عن رأيه في الوضع في مصر. قال في البداية ان معلوماته عن مصر متوفرة دائما عند «اصدقائنا» (يقصد وكالة الاستخبارات المركزية). وعندما الححت عليه، قال ان وضع الرئيس السادات مستقر. لكن، لا يرتاح العسكريون المصريون للخبراء الروس، بعد ان تأكد لهم ان الروس، في الحقيقة، لا يقدمون لهم كل الاسلحة التي يريدونها.

وقال لي ادهم، ان علينا ان نقدم مساعدات الى مصر، عسكرية، وغير عسكرية ...».

***

* التاريخ: 18-7-1972

* من: روجر ديفيز، قسم الشرق الادني، وزارة الخارجية

* الى: الوزير روجرز

* الموضوع: السفير السويل

* «طلب ابراهيم السويل، سفير السعودية، مقابلتكم ليسلمكم رسالة من الامير سلطان بن عبد العزيز، وزير الدفاع والطيران، لها صلة باجتماع الامير معكم عندما زار واشنطن في الشهر الماضي ...

* نعتقد ان للرسالة صلة باجتماعات الامير سلطان مع الرئيس المصري انور السادات في القاهرة. (وان لها صلة برأي الملك فيصل بأن يقرب ما بين مصر والولايات المتحدة. وربما بتزويد مصر باسلحة اميركية لكي تقدر على تقليل اعتمادها على الاسلحة الروسية).

* نعتقد ان هذا موضوع هام، ونرى ان تستقبلوا السفير السويل ...».

***

* التاريخ: 22-6-1972

* من: وليام روجرز، وزير الخارجية الاميركية

* الى: سمو الامير سلطان بن عبد العزيز، وزير الدفاع والطيران السعودي

* «اشكركم على رسالتكم، التي تسلمتها من السفير السويل، عن اتصالاتكم مع الرئيس السادات (ربما عن تقريب العلاقات بين مصر والولايات المتحدة). وفي نفس الوقت، تسلمنا رسائل من شخصيات مصرية هامة بوسائل دبلوماسية. ونحن ندرس الرد عليها.

* وأود ان تنقلوا الى جلالة الملك فيصل تقديري لجهوده في شرح آرائنا للرئيس السادات، وشرح آرائه لنا ...».

***

* التاريخ: 9-5-1973

* من: وزير الخارجية روجرز

* الى: السفير في جدة

* الموضوع: تحذير الملك فيصل

* «يجب ان تبلغوا وزير الخارجية السقاف ليبلغ الملك فيصل انكم ابلغتمونا بما دار بين الملك فيصل وجونقارز، مدير شركة «ارامكو»، وبحضوركم. ويجب ان تؤكدوا للملك بأن ما قال للمدير جونقارز يدرس في عناية كبيرة، وعلى اعلى المستويات في حكومتنا». (كان الملك انذره بأن المصالح الاميركية في المنطقة سوف تتضرر اذا لم تضغط اميركا على اسرائيل لتنسحب من كل الاراضي العربية المحتلة).

***

* التاريخ: 30-5-1973

* من: جوزيف سيسكو، مساعد الوزير للشرق الادنى

* الى: وزير الخارجية روجرز

* الموضوع: اجتماع الملك فيصل مع مسؤولي «ارامكو»

* «زارني اليوم في مكتبي كبار المسؤولين في شركة «ارامكو»، وعلى رأسهم هنري موزز، نائب رئيس شركة «موبيل اويل». وتحدثوا عن اجتماع الملك فيصل بهم في جنيف، في الاسبوع الماضي. وتحذيره لهم بان تغير الولايات المتحدة سياستها في الشرق الاوسط ... وقالوا ان الحكومة الاميركية يجب ان تدرس هذا التحذير دراسة جادة...».

* (بالاضافة الى مسؤول شركة «موبيل اويل»، ضم الوفد مسؤولين كبارا في شركات «تكساكو» و«اسو» و«ستاندارد اويل» و«ارامكو» نفسها).

* الفيتو الاميركي:

* التاريخ: 3-9-1973

* من: فرانسوا ديكمان، قسم الجزيرة العربية، الخارجية

* الى: الوزير

* الموضوع: الفيتو الاميركي

* «خلال اجتماع، قال ابراهيم السويل، سفير السعودية، انه عاد قريبا من السعودية، بعد ان حضر اجتماعا للملك فيصل مع سفراء السعودية في الخارج. وقال ان الملك كان غاضبا جدا على السياسة الاميركية في الشرق الاوسط. وانه وصفها بأنها «سلبية».

وقال ان استمرارها سيؤثر على العلاقات بين البلدين... وقال السويل انه لم يتسلم رد فعل من السعودية عن الفيتو الذي استعمله سفيرنا في الامم المتحدة. لكنه متأكد بأن الفيتو سيغضب الملك فيصل...»

***

* التاريخ: 3-12-1973

* من: الرئيس نيكسون

* الى: الملك فيصل

* «يا صاحب الجلالة:

* شهد الشهران الأخيران تطورات مهمة في الشرق الأوسط. ومهدا لفرصة تاريخية لحل مشاكل المنطقة، حسب قرار مجلس الأمن رقم 242 ...

وأنا أتأمل في السنوات الماضية، أتذكر المرات الكثيرة التي كتبت لي فيها عن قلقك عن الوضع في المنطقة. وعن قناعتك بأننا يجب أن نبذل جهدا أكثر لحل المشكلة ...

أنت دائما تقدم لي نصائح حكيمة. وأنا أتذكر ذلك الآن. وألاحظ أن نصائحك كانت مفيدة. وكان يجب اتباعها. واوضحت الحرب الأخيرة (حرب أكتوبر)، أن الوضع الذي ظل مستمرا في المنطقة خلال كل هذه السنوات يجب الا يظل بدون حل.

شرح وزير الخارجية كيسنجر (خلال زيارته الى السعودية قبل تاريخ هذا الخطاب بشهر تقريبا) لجلالتكم تصميمي على التحرك في جدية لحل المشكلة العربية الإسرائيلية. وأنا أفعل ذلك لأن فيه مصلحة أميركية. وايضا، بسبب مسؤولياتنا الحقيقية نحو أصدقائنا في المنطقة ...».

***

* التاريخ: 28-12-1973

* من: وزير الخارجية، واشنطن

* الى: السفير ايكنز، جدة

* الموضوع: خطاب السقاف

* «عليك بنقل هذه الرسالة في الحال إلى الوزير السقاف:

* «عزيزي عمر: نقل لي السفير أيكنز نتائج اجتماعه معك، ومع مسؤولين سعوديين آخرين حول قرار منظمة الدول العربية المصدرة للنفط (اوابيك) قبل ثلاثة أيام (يوم 25/12/1973).

* أريد أن أعبر، في قوة، عن خيبة أملي وحزني ...

* يجب أن تعرف أن هذا قرار فيه تفرقة واضحة، لأنه استثنى الولايات المتحدة. وقرر استمرار وقف النفط عنها. لكننا الدولة الوحيدة التي تحاول في جدية الوصول إلى الحل السلمي الذي يريده العرب.

* ولكن المؤتمر قرر زيادة إرسال النفط الى دول لا تقدر على القيام بأي دور لحل المشكلة.

* ما حدث وضع الرئيس نيكسون في وضع صعب.

* هذه تفرقة واضحة ضد الولايات المتحدة. وانا لن أقدر على الاستمرار في جهودي من أجل السلام ...».

* خطاب آخر من نيكسون

* التاريخ:28/12/1973

* من: الرئيس نيكسون

* الى: الملك فيصل

* «يا صاحب الجلالة»

* ....كما تعلمون، نحن حققنا أشياء كثيرة في سبيل السلام، مثل وقف إطلاق النار (بين القوات المصرية والإسرائيلية في قناة السويس)، وبداية مؤتمر السلام في جنيف.

* وكما كتبت لك في الماضي، نحن ملتزمون بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242. ونحن نعمل في الوقت الحاضر، على وضع أسس اتفاقية فك الاشتباك بين القوات المصرية والإسرائيلية.

* مؤخرا، ارسلت إسرائيل عسكريين إلى جنيف، حيث يجتمعون الآن مع عسكريين مصريين للتفاوض حول اتفاقية فك الاشتباك. ونحن وضعنا ترتيبات لوزير الدفاع الإسرائيلي، موشي دايان، ليزورنا في الأسبوع القادم، لمناقشة اتفاقية فك الاشتباك.

* كل هذه إنجازات مهمة تحققت بسبب جهودنا نحن فقط ، لا جهود دولة أخرى ...».

***

* التاريخ: 31-12-1973

* من: وزير الخارجية، واشنطن

* الى: السفير ايكنز، جدة

* الموضوع: توضيح

* «عليك نقل الرسالة الآتية إلى السقاف بأسرع فرصة ممكنة:

* عزيزي عمر: السفير أيكنز نقل لي ما قلت له عن خطاب الرئيس نيكسون إلى الملك فيصل. وأنا أكتب إليك الآن بصفة عاجلة من سان كليمنت (في ولاية كاليفورنيا، حيث المقر الصيفي للرئيس نيكسون)، لأنني لاحظت أن هناك سوء فهم لما كتبت أنا في خطابي لك.

* خطابي لك كان حسب معلومات شخصية من الرئيس نيكسون، بعدما قال السفير أيكنز أنك قلت للسفير ايكنز أن الرئيس المصري السادات قال لك إنني قلت للسادات أننا لن نعارض تأخير رفع حظر النفط عنا.

* أنا كنت قلت للرئيس نيكسون أنك وعدت ببذل كل ما تستطيع لرفع حظر النفط عنا. لهذا نحن حريصون على رفع حظر النفط ...

* لهذا، مهما قال لك الرئيس السادات عن رأينا في توقيت رفع حظر النفط، فإن حديثي مع الرئيس السادات كان مختلفا عما نتحدث عنه الآن...».

* جدول كيسنجر:

* التاريخ: 9-1-1974

* من: الوزير، واشنطن

* الى : السفير ايكنز، جدة

* الموضوع: جدول جولاتي

* «أرجو نقل هذه الرسالة الشفهية مني الى الوزير السقاف:

* أود أن أبلغ جلالة الملك فيصل أننا سوف نعلن منتصف هذا اليوم خبر سفري ليلة الخميس القادم الى مصر وإسرائيل. وذلك لوضع الترتيبات النهائية لاتفاقية فك الاشتباك بين البلدين.

* وأنا كنت قلت لك، خلال آخر زيارة لي للرياض، أنني سأضاعف جهودي في سبيل السلام في الشرق الأوسط بعد الإنتخابات في إسرائيل. والآن أعتقد أن اتفاقية فك الاشتباك ستكون خطوة مهمة، وستمهد لمرحلة جديدة لإجراء تغييرات كبيرة في الوضع الحالي...

* وفي نفس الوقت، أريد أن أنقل مسبقا لك، ولجلالة الملك، خبر سفري إلى مصر وإسرائيل لأن التركيز في الوقت الحالي هو على اتفاقية فك الاشتباك.

* وبسبب ضيق وقتي، ساقتصر في جولتي هذه على مصر وإسرائيل. لا أنوي زيارة السعودية، أو أي دولة أخرى في المنطقة، إلا إذا رأى جلالة الملك أن أزور السعودية...».

***

* التاريخ: 14-2-1974

* من: السفير، جدة

* الى: وزير الخارجية، واشنطن

* الموضوع: راي ايفانز آند نوفاك

* «سيؤثر تسريب معلومات سرية على استعداد السعوديين للحديث معنا بصراحة في مواضيع حساسة. هذه اشارة الى عمود «ايفانز آند نوفاك» في صحيفة «انترناشنال هيرالد تربيون»، والذي كشف فيه معلومات عن مقابلاتي مع الملك فيصل. اعتقد انه لابد من معاقبة المسؤولين عن كشف هذه المعلومات حتى نقدر على اقناع السعوديين بأننا نقدر على ان نحافظ على الاسرار ...

صار واضحا ان الصحافيين حصلا على برقيات سرية جدا من السفارة الى رئاسة الخارجية. وانهما نقلا حرفيا اجزاء من هذه البرقيات. لكنهما، وهما الصحافيان الذكيان، اضافا معلومات غير صحيحة. مثل قولهما ان الملك فيصل «رضخ لضغط من الرئيس نيكسون» للاشارة الى تعهداته بانهاء حظر النفط في خطاب نيكسون امام الكونغرس. الحقيقة هي ان السعوديين لم يتعرضوا للضغط. بالعكس، كانوا سعداء بان يشير الرئيس الى دورهم...».

***

* التاريخ: 15-2-1974

* من: وزير الخارجية، واشنطن

* الى: السفير ايكنز، جدة

* الموضوع: مقابلة الملك فيصل

* «ستقابل الملك فيصل غدا. أرجو ان لا تقدم اي مبادرات له. ارجو ان تستمع الى الملك، وتدون ما سيقول، وترسله لنا في الحال ...

* وصلتنا معلومات متناقضة عن انهاء حظر النفط. وعن اجتماع الرئيس مع وزير الخارجية المصري فهمي، ووزير الشؤون الخارجية السعودي السقاف. وعن تصريحات من الرئيس الجزائري بومدين. وعما قاله لك احمد زكي يماني، وزير النفط.

* ارجو، عندما تجتمع مع الملك، الا تفترض ان ما قاله لك يماني صحيح. او ان المعلومات الاخرى صحيحة. ارجو الا تؤثر على رأي الملك. ارجو ان تستمع الى ما سيقول، وتخبرنا في الحال ...».

***

* التاريخ: 24-2-1974

* من: السفير، جدة

* الى: وزير الخارجية، واشنطن

* الموضوع: توقيت زيارتكم

* «قابلت صباح اليوم محمد ابراهيم مسعود، مساعد وزير الدولة للشؤون الخارجية. وقال لى انه تسلم برقية من الملك فيصل، الذي يزور باكستان، يقترح فيها تقديم زيارتكم الى السعودية من الثاني من مارس الى اول مارس. وقال مسعود ان الملك قال ان رئيسا اجنبيا سيزور السعودية في الثاني من مارس. وقال مسعود انه سيكون صعبا على الملك والمسؤولين السعوديين استقبالكم واستقبال الرئيس الاجنبي في نفس الوقت ...».

***

* التاريخ: 3-11-1974

* من: جوزيف سيسكو، مساعد الوزير للشرق الادنى

* الى: السفير ايكنز، جدة

* الموضوع: الاتصالات مع السعوديين

* «نود ان نطلب منكم عدم اجراء اي اتصالات مع المسؤولين السعوديين، حتى اشعار آخر من هنا. كما تعلم، كنا طلبنا منك في الماضي ان لا تبدو مستعجلا في الوصول الى اتفاقيات حول مواضيع مشتركة. مثلا:

* اولا: الاستعجال في انهاء حظر النفط.

* ثانيا: الاستعجال في بداية التعاون الاستراتيجي.

* نحن لا نريد ان نتصرف وكأن السعوديين هم الذين يبادرون بانهاء حظر النفط، او كأنهم هم الذين يريدون زيادة التعاون الاقتصادي معنا. نحن نريد ان نحتفظ بحقنا في اتخاذ قراراتنا ومبادراتنا ...

* اذا ترى رأيا مخالفا لهذا الرأي، ارجو الاتصال بي ...».


التعليــقــــات
سعود بن محمد السهيان، «المملكة العربية السعودية»، 13/01/2008
رحمك الله تعالى وغفر ذنبك واعلى منزلتك أيها الملك المؤمن والهمام فيصل بن عبدالعزيز.. يا من نجح في الإمتحان العسير وبامتياز ومع مرتبة الشرف حين توكل على خالقه سبحانه ذو الجلال والإكرام وبادر مرارا وخصوصا في اللحظات الحرجة جدا بهمة وشجاعة مدافعا عن الحقوق والمقدسات والدماء المسلمة والبريئة فسخر الإمكانات في المواقف الحالكة وما هو مؤتمن عليه كسلاح النفط لأجل الذود عن تلك الأهداف السامية.. فحقا سيدي كنت إماما مؤمنا وعادلا.. وحقا سيدي كنت أمينا موفقا.. وحقا سيدي كنت ملكا مبجلا... فهنيئا لك ما كنزته وذهب معك بجعبتك من مواقف مشرفة وجليلة وعظيمة ومخلصة يحق لك أن تتباهى بها بإذن الله أمام خالقك ملك الملوك المولى العزيز الجبار وتقول له سبحانه وتعالى قد فعلت ذلك وعلى خطورته يا إلهي لأجلك ثم لأجل الدفاع عن الحقوق والمقدسات والدماء البريئة.. وحين أركعت الظلمة والطغاة سيئي الصيت كان لأجلك إلهي.. أسال الله الواحد الأحد الفرد الصمد أن يجزيك عن المسلمين خير الجزاء ونحسبك والله حسيبك من الملوك الصالحين الفالحين برضا الله والناس. غفر الله لك وأعلى منزلتك.. آمين.