مشهور
24/01/2008, 02:36 AM
حصان إبليس
أهلكني وطفشني بمزاحه الثقيل. فزفرت بوجهه قائلاً: يا ليت أبوك أمرح.
لم يفهم أمنيتي هذه، ففسرتها له قائلاً: إن معناها أنني كنت أتمنى لو أن والدك لم يطارح والدتك الغرام في تلك الليلة الغبراء التي خرجت فيها أنت من ظهره لتستقر في رحمها بكل غشامة، انه كان أبرك لوالديك وللعالم أجمع لو لم تأت إليه وأنت على هذه الشاكلة الثقيلة. باختصار يا ليت والدك في تلك الليلة (كبّر مخدته)، وأدار ظهره لوالدتك وراح في سبات عميق.
لم يتأثر من كلامي، والدليل على ذلك انه ازداد بمزاحه السمج الذي لم يعد مقتصراً على الألفاظ وإنما تطور إلى مد الأيادي كذلك، وهذا ما لا أقبله إطلاقاً. وبدأت أفقد أعصابي، ضقت به ذرعاً، فعلاً ضقت به وبالمكان وبالزمان الذي جمعني به، ومن نكد الدنيا أنني لا أستطيع السيطرة عليه، ولا أملك أية وسيلة تردعه وتوقفه عند حده، لهذا لجأت إلى اضعف الإيمان الذي يتلخص بالدعاء والأماني، رغم أنني اعرف أنها وسيلة العاجز، ولكن ما باليد حيلة.
فقلت له من أعماق قلبي: يا ليتك في هذه اللحظة تتحول إلى شيخ بقدرة قادر، وبغمضة عين إلى (حصان إبليس).
فضحك من أمنيتي الساذجة وغير المتوقعة التي قذفتها بوجهه.
فسألني متعجباً ومتهكماً: ما هو ذاك الحصان الخرافي العجيب ؟!
ـ انه حشرة تتغذى على اللحوم، والذكر أصغر بثلاث مرات من الأنثى.. وإذا أراد أن يطارحها الغرام مثلما طارح والدك أمك.. أول ما تفعله الأنثى مع ذلك الذكر أن تسمح له بأن يلتصق بها جيداً، وعندما تتأكد أن كل الأمور تسير على أكمل وجه.. تستدير عليه وأول ما تقبض عليه تقبض على عنقه، ثم تلتهم رأسه كاملاً.
والغريب أن ذلك الذكر التعيس يستمر في تلقيح الأنثى لعدة ساعات وهو من دون رأس ـ كيف؟!، لا ادري ـ، وبعد أن تقضي تلك الأنثى الشرسة وطرها منه، تلتهم بقية جسمه.
والذكر من هذه الفصيلة شبه محروم، فهو لا يجامع الأنثى إلاّ مرّة واحدة في حياته وهي الأولى والأخيرة، وفوق ذلك هو (مأكول).. وينطبق عليه المثل المتداول: «رضينا بالهم والهم ما رضي بينا».. أما الأنثى فتستمر في غيها وطغيانها، فتقضي في حياتها على عشرات الذكور، بمعدل ذكر في كل شهر.. ولا استبعد، بل إنني على يقين أن بعض إناث البشر غير الطبيعيات يتمنين لو كن من إناث (حصان إبليس).
استاء من أمنيتي الأخيرة هذه، وقال لي: لم أتصور انك حاقد عليّ إلى هذه الدرجة، ولو أن زوجتي عرفت ما يعتمل في صدرك تجاهي لكان لها موقف عدائي منك، فنحن لسنا حشرات، إننا أناس لنا وزننا واحترامنا، ولدينا صبيان وبنات نريد أن نربيهم ونفرح بهم. عرفت من كلامه أنه ترك المزح وتحول إلى الجد، وهذا هو أقصى ما أتمناه. اعتذرت له قائلاً كي ألطف الجو: انه لا مانع لدي أن أتحول أنا إلى (حصان إبليس)، ولا مانع عندي أيضاً أن (تقطم زمارة رقبتي) إحدى الإناث (المغلوثات). على أمل أن أتحول بعد ذلك إلى شهيد تتخاطفه فيما بعد الحور العين إن شاء الله.
http://www.asharqalawsat.com/01buttons/icon-email.gif (http://javascript<b></b>:fnEmail('/email/default.asp?section=3&did=455343');) http://www.asharqalawsat.com/01buttons/icon-print.gif (http://javascript<b></b>:fnPrint('/print/default.asp?did=455343');) http://www.asharqalawsat.com/01common/icon-comment.gif (http://javascript<b></b>:fnComment('comment.asp?section=3&did=455343');)التعليــقــــات
عبدالعزيز الماجد، «المملكة المتحدة»، 23/01/2008احسنت استاذي.. كالعادة مبدع. ما قدرت امسك نفسي من الضحك...تسلم وشكرا.
د/ المنصوري محمد توفيق - كندا، «كندا»، 23/01/2008الاخ العزيز مشعل السديري، بكل صدق وامانة أنت رهيب وبرغم الضيق والحنق كنت حكيما ومثاليا في السلوك والاخلاق. كما أن الطرافة تتواجد في موضوعاتك. بارك الله فيك وبأمثالك.
ياسر الغامدي، «المملكة العربية السعودية»، 23/01/2008موضوع جميل ولك الشكر.
alqhtani hassan، «المملكة العربية السعودية»، 23/01/2008شكرا شكرا إستاذنا مشعل السديري كل يوم نعرف معلومة جديدة وبطريقة لطيفة وفقك الله والى الأمام
عادل الورداني، «المملكة العربية السعودية»، 23/01/2008أخي مشعل مقالك رائع وكنت أتمني أن تشرح لنا كيفية الإلتصاق هل هو من وجه أم من ظهر لأن لكل منهما مزايا ومثالب وأوضاع تناسب الصيف وأخرى تناسب الشتاء.
منـــــــــــــــــــــــــــال الغازي، «المملكة العربية السعودية»، 23/01/2008معلومات ثمينة وقيمة عن الحيوانات وأساليبها ولكن لا أظن أن تجد أنثى بكل هذه الجرأة والعنف تقطم رقبتك كما يحلو لك أنت لكي تموت شهيدا لأنها ليس لديها القدرة الكافية والطاقة التي تجعلها تنافس الرجال.
نور محمد، «المملكة العربية السعودية»، 23/01/2008أشكر أستاذي على هذا الموضوع الشيق ولو أن في القلب غصة من هؤلاء الثقال الذين أصبحوا في كل مكان وأصبحوا حتى في أعمالنا أهل الجهالة والواسطة البلداء.
محمد العبدالرحمن، «المملكة العربية السعودية»، 23/01/2008اخي الكريم الاستاذ مشعل، اجمل مافي مقالاتك هو الجرأة واظهار امور لا تخطر بالبال، فضلا عن اسلوبك الشيق وروح الفكاهة التي تتمتع بها.
ذكرتني بحصان ابليس الذي كنا نراه ونخاف من شكله، واذكر ايضا نوع من الحشرات يدعى (فرس النبي) ولاادري لما سمي كذلك...
على اية حال ما اسوا حال حصان ابليس ونهايته التعيسة!
صالحة الكعبي، «المملكة العربية السعودية»، 23/01/2008لقد قرأت أن حصان إبليس هو ذاته حشرة (فرس النبي ) أو المسمى (السرعوف ) وهي حشرة تعيش في الأماكن المطيرة .. وما يجعل أنثاها تلتهم رأس الذكر هو وجود غدة صغيرة في رقبة الذكر تسبب شعوره بالكسل لذا تقوم الأنثى بعملية استئصال لهذه الغدة حتى يتمكن الذكر من استعادة نشاطه الجنسي وبالتالي زيادة القدرة على تلقيح البويضات .. فسبحان الله الذي يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ..
د.رهام - الكويت، «الكويت»، 23/01/2008مقاله جريئة وقمة في الإبداع أضحكتني الساعة 12 بعد منتصف الليل في الكويت وشغلت اللابتوب حتى أقرأ مقالتك قبل بداية اليوم التالي مع جديدك. يعطيك العافية.
أهلكني وطفشني بمزاحه الثقيل. فزفرت بوجهه قائلاً: يا ليت أبوك أمرح.
لم يفهم أمنيتي هذه، ففسرتها له قائلاً: إن معناها أنني كنت أتمنى لو أن والدك لم يطارح والدتك الغرام في تلك الليلة الغبراء التي خرجت فيها أنت من ظهره لتستقر في رحمها بكل غشامة، انه كان أبرك لوالديك وللعالم أجمع لو لم تأت إليه وأنت على هذه الشاكلة الثقيلة. باختصار يا ليت والدك في تلك الليلة (كبّر مخدته)، وأدار ظهره لوالدتك وراح في سبات عميق.
لم يتأثر من كلامي، والدليل على ذلك انه ازداد بمزاحه السمج الذي لم يعد مقتصراً على الألفاظ وإنما تطور إلى مد الأيادي كذلك، وهذا ما لا أقبله إطلاقاً. وبدأت أفقد أعصابي، ضقت به ذرعاً، فعلاً ضقت به وبالمكان وبالزمان الذي جمعني به، ومن نكد الدنيا أنني لا أستطيع السيطرة عليه، ولا أملك أية وسيلة تردعه وتوقفه عند حده، لهذا لجأت إلى اضعف الإيمان الذي يتلخص بالدعاء والأماني، رغم أنني اعرف أنها وسيلة العاجز، ولكن ما باليد حيلة.
فقلت له من أعماق قلبي: يا ليتك في هذه اللحظة تتحول إلى شيخ بقدرة قادر، وبغمضة عين إلى (حصان إبليس).
فضحك من أمنيتي الساذجة وغير المتوقعة التي قذفتها بوجهه.
فسألني متعجباً ومتهكماً: ما هو ذاك الحصان الخرافي العجيب ؟!
ـ انه حشرة تتغذى على اللحوم، والذكر أصغر بثلاث مرات من الأنثى.. وإذا أراد أن يطارحها الغرام مثلما طارح والدك أمك.. أول ما تفعله الأنثى مع ذلك الذكر أن تسمح له بأن يلتصق بها جيداً، وعندما تتأكد أن كل الأمور تسير على أكمل وجه.. تستدير عليه وأول ما تقبض عليه تقبض على عنقه، ثم تلتهم رأسه كاملاً.
والغريب أن ذلك الذكر التعيس يستمر في تلقيح الأنثى لعدة ساعات وهو من دون رأس ـ كيف؟!، لا ادري ـ، وبعد أن تقضي تلك الأنثى الشرسة وطرها منه، تلتهم بقية جسمه.
والذكر من هذه الفصيلة شبه محروم، فهو لا يجامع الأنثى إلاّ مرّة واحدة في حياته وهي الأولى والأخيرة، وفوق ذلك هو (مأكول).. وينطبق عليه المثل المتداول: «رضينا بالهم والهم ما رضي بينا».. أما الأنثى فتستمر في غيها وطغيانها، فتقضي في حياتها على عشرات الذكور، بمعدل ذكر في كل شهر.. ولا استبعد، بل إنني على يقين أن بعض إناث البشر غير الطبيعيات يتمنين لو كن من إناث (حصان إبليس).
استاء من أمنيتي الأخيرة هذه، وقال لي: لم أتصور انك حاقد عليّ إلى هذه الدرجة، ولو أن زوجتي عرفت ما يعتمل في صدرك تجاهي لكان لها موقف عدائي منك، فنحن لسنا حشرات، إننا أناس لنا وزننا واحترامنا، ولدينا صبيان وبنات نريد أن نربيهم ونفرح بهم. عرفت من كلامه أنه ترك المزح وتحول إلى الجد، وهذا هو أقصى ما أتمناه. اعتذرت له قائلاً كي ألطف الجو: انه لا مانع لدي أن أتحول أنا إلى (حصان إبليس)، ولا مانع عندي أيضاً أن (تقطم زمارة رقبتي) إحدى الإناث (المغلوثات). على أمل أن أتحول بعد ذلك إلى شهيد تتخاطفه فيما بعد الحور العين إن شاء الله.
http://www.asharqalawsat.com/01buttons/icon-email.gif (http://javascript<b></b>:fnEmail('/email/default.asp?section=3&did=455343');) http://www.asharqalawsat.com/01buttons/icon-print.gif (http://javascript<b></b>:fnPrint('/print/default.asp?did=455343');) http://www.asharqalawsat.com/01common/icon-comment.gif (http://javascript<b></b>:fnComment('comment.asp?section=3&did=455343');)التعليــقــــات
عبدالعزيز الماجد، «المملكة المتحدة»، 23/01/2008احسنت استاذي.. كالعادة مبدع. ما قدرت امسك نفسي من الضحك...تسلم وشكرا.
د/ المنصوري محمد توفيق - كندا، «كندا»، 23/01/2008الاخ العزيز مشعل السديري، بكل صدق وامانة أنت رهيب وبرغم الضيق والحنق كنت حكيما ومثاليا في السلوك والاخلاق. كما أن الطرافة تتواجد في موضوعاتك. بارك الله فيك وبأمثالك.
ياسر الغامدي، «المملكة العربية السعودية»، 23/01/2008موضوع جميل ولك الشكر.
alqhtani hassan، «المملكة العربية السعودية»، 23/01/2008شكرا شكرا إستاذنا مشعل السديري كل يوم نعرف معلومة جديدة وبطريقة لطيفة وفقك الله والى الأمام
عادل الورداني، «المملكة العربية السعودية»، 23/01/2008أخي مشعل مقالك رائع وكنت أتمني أن تشرح لنا كيفية الإلتصاق هل هو من وجه أم من ظهر لأن لكل منهما مزايا ومثالب وأوضاع تناسب الصيف وأخرى تناسب الشتاء.
منـــــــــــــــــــــــــــال الغازي، «المملكة العربية السعودية»، 23/01/2008معلومات ثمينة وقيمة عن الحيوانات وأساليبها ولكن لا أظن أن تجد أنثى بكل هذه الجرأة والعنف تقطم رقبتك كما يحلو لك أنت لكي تموت شهيدا لأنها ليس لديها القدرة الكافية والطاقة التي تجعلها تنافس الرجال.
نور محمد، «المملكة العربية السعودية»، 23/01/2008أشكر أستاذي على هذا الموضوع الشيق ولو أن في القلب غصة من هؤلاء الثقال الذين أصبحوا في كل مكان وأصبحوا حتى في أعمالنا أهل الجهالة والواسطة البلداء.
محمد العبدالرحمن، «المملكة العربية السعودية»، 23/01/2008اخي الكريم الاستاذ مشعل، اجمل مافي مقالاتك هو الجرأة واظهار امور لا تخطر بالبال، فضلا عن اسلوبك الشيق وروح الفكاهة التي تتمتع بها.
ذكرتني بحصان ابليس الذي كنا نراه ونخاف من شكله، واذكر ايضا نوع من الحشرات يدعى (فرس النبي) ولاادري لما سمي كذلك...
على اية حال ما اسوا حال حصان ابليس ونهايته التعيسة!
صالحة الكعبي، «المملكة العربية السعودية»، 23/01/2008لقد قرأت أن حصان إبليس هو ذاته حشرة (فرس النبي ) أو المسمى (السرعوف ) وهي حشرة تعيش في الأماكن المطيرة .. وما يجعل أنثاها تلتهم رأس الذكر هو وجود غدة صغيرة في رقبة الذكر تسبب شعوره بالكسل لذا تقوم الأنثى بعملية استئصال لهذه الغدة حتى يتمكن الذكر من استعادة نشاطه الجنسي وبالتالي زيادة القدرة على تلقيح البويضات .. فسبحان الله الذي يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ..
د.رهام - الكويت، «الكويت»، 23/01/2008مقاله جريئة وقمة في الإبداع أضحكتني الساعة 12 بعد منتصف الليل في الكويت وشغلت اللابتوب حتى أقرأ مقالتك قبل بداية اليوم التالي مع جديدك. يعطيك العافية.