تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الأمن القومي العربي: صفحة نعم .. صفحة لا **سميرعطالله نقل عن الشرق الاوسط


مشهور
03/02/2008, 04:35 PM
الأمن القومي العربي: صفحة نعم .. صفحة لا

لا يجوز ـ وفق مبادئ التأريخ ـ أن يكون الرجل المطلع والمضطلع، انتقائيا. لا في اختيار الوثائق والنصوص ولا في إعادة قراءة ما يعرفه تماما من التاريخ. أي مجموع المحادثات (والمعاهدات) التي عقدها الملك فيصل مع الرئيس جمال عبد الناصر، حول العلاقات الثنائية، ومن ثم حول اليمن. وجميع تلك المحادثات والمعاهدات تثبت أن الملك فيصل رمى الى إقامة أفضل وأعمق علاقة مع مصر، وقوبل دائما بصوت أحمد سعيد الذي جعل نفسه «صوت العرب». ولم يقل الرجل كلمة إلا عندما هاجمت الطائرات المصرية نجران وعسير. وحتى عندما انتقد الاعتداء الذي قام به حكام القاهرة، متجنبا أن يحصر المسؤولية في الرئيس عبد الناصر، تاركا الأبواب مفتوحة أمام توافق مستديم مع القاهرة، أو على الأقل أمام تفاهم منظم. وكان الرد عليه دائما في صوت أحمد سعيد. بل ألقى عبد الناصر نفسه خطبا تجرح تجريحا شخصيا في فيصل بن عبد العزيز وفي لحيته وفي قضايا أخرى.

عندما يتحدث الأستاذ هيكل عن «الأمن القومي»، كيف تبدو له محاولات الملك فيصل للرد عن الحدود السعودية؟ وكيف يبدو سلوكه وسلوك شعبه وصحفه وإذاعاته في مواجهة الحملة المصرية الشفهية والسياسية؟

وإذ نعيد قراءة التاريخ ـ الذي لا يزال طريا في الذاكرة ـ لماذا نقرأ، صفحة نعم صفحة لا. ألم يعثر الأستاذ هيكل ـ على الأقل في الوثائق الدولية الجديدة، إن لم يكن في دفاتره ومفكراته الشخصية ـ على شيء من دور فيصل القومي، وعلى مواقفه التي أعرب عنها كوزير للخارجية منذ عشرينات القرن الماضي؟ أليس في مواقف فيصل من مصر غداة 1967 وغداة 1973 ما يحمل هيكل على إعادة النظر حتى في فقرة واحدة من سلسلة «الأمن القومي» والأدوار العربية المختلفة.

يعرف هيكل أكثر بكثير مما يروي لنا، عندما يتعلق الأمر بالسعودية. لكنه يتغافل عمدا عن كل ذلك لأنه يرفص أن يخرج من موقع الثأر من هزيمة 1965 عندما وجد نفسه قادما مع عبد الناصر الى جدة ليوقع اتفاق اليمن أمام دولة لم تكن تملك يومئذ سوى جيش صغير وإذاعة محلية وبضع صحف محلية أيضا. ينتقم المرء عادة من معتد عليه وعلى بلده وعلى طمأنينته، أما المضي في الثأر من المعتدى عليه فلا يمكن إدخاله في كتابة التاريخ. إن له تصنيفات أخرى.




التعليــقــــات
الدكتور فاروق الراوي، «اليونان»، 01/02/2008
لا يشك أي عربي ومسلم في إخلاص الملك فيصل رحمه الله سواء على الصعيد العربي أو الإسلامي، وربما تمسكه بشعار تحرير القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين، كانت سبباً وراء استشهاده. الخلاف بين عبد الناصر والملك فيصل في تلك الفترة كان يمثل الصراع بين الفكر القومي والإشتراكي الذي جائت به ثورة 1952، والفكر الملكي المحافظ الذي تمثله المملكة العربية السعودية ومعظم الأنظمة العربية بتلك الفترة، إن ما حصل من تطورات سياسية في العراق عام 1958 والوحدة بين سوريا ومصر في نفس العام، وانتصار ثورة الجزائر وتصعيد المد القومي في عالمنا العربي خاصة بعد حرب السويس عام 56، أعطى جمال عبد الناصر ومن أيده زخماً كبيراً في معاداة الأفكار الأخرى التي لا تنسجم مع أفكارهم، حتى بما فيها الأفكار القومية نفسها، كما حصل ما بين عبد الناصر والبعث في سوريا والعراق عام1963.
وللأسف لعبت الحملة الإعلامية الدعائية التي قادتها إذاعة صوت العرب في تأجيج الصراع العربي العربي، فكل من ليس معهم كان برأي أحمد سعيد خائن ومتئامرعلى عبد الناصر، وهذا ما أفشل تجارب الوحدة مع سوريا والعراق، وكذلك التقارب المصري السعودي على أيام الملك سعود رحمه الله، المفروض الإشارة لذلك.

م/محمد أحمد، «المانيا»، 01/02/2008
في هذه الجزئية أنت محق يا أستاذ سمير فقد كان جدير بالأستاذ هيكل أن يتطرق إلى هذه الصفحة الناصعة من تاريخ المملكة العربية السعودية. فالمرحوم الملك فيصل يعتبر وبحق أحد عمالقة السياسة العربية وكان زعيما كبيرا وملتزما بشكل عميق بمفهوم الأمن القومي العربي ولم ينظر إلى الصغائر في الخلافات العربية-العربية أمام التحديات الخارجية التي كانت تستهدف الأمة ودفع حياته ثمنا لهذا التوجه. هو سيبقى الزعيم العربي الوحيد الذي أعرب لهنري كيسنجر عن رغبته بالصلاة في القدس ورجل مثله كان يعني ما يقول ولم يكن يعرف الشعارات الطنانة والفارغة.

اخصائى بحوث آثار/ محمود عمريه -المنصورة، «مصر»، 01/02/2008
لاشك فى أن الأستاذ محمد حسنين هيكل يعتبر علامة مضيئة في تاريخ الصحافة المصرية والعربية بل وله مكانته في الصحافة العالمية بما له من خبرة تتعدى النصف قرن في المجال الصحفي وما تراكم لديه طيلة هذه الفترة الطويلة من تجارب وكم هائل من المعلومات التي استقاها من تعاملاته ومقابلاته مع الملوك والرؤساء وأصحاب القرار وملوك الصحافة في بقاع العالم فقد وصل الرجل إلى مالم يدانيه فيه أحد، فدائما لا يرمى بالصخر إلا الأشجار العالية المثمرة. الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله لا يختلف أحد على إخلاصه لقضايا أمته العربية والإسلامية والخلاف الذي حدث بينه وبين الرئيس جمال عبد الناصر كانت تخطط له وتغذيه وتعمل على تأجيجه واتساعه قوى استعمارية شعارها(فرق تسد) لأنهم كانوا يعلمون أنه لو اتحد هذان الزعيمان الكبيران فى مواقفهما لما كان لهم موطئ قدم فى بلادنا لذا كان كل همهم عدم التلاقي أو على الأقل إطالة فترة الخلاف وعدم التوافق بين هذين الزعيمين المخلصين لقضايا أمتهم. رحم الله عبد الناصر وفيصل لو تواجدا هذه الأيام لما كانت أمتنا على هذا الهوان.

أشرف عمر، «المملكة العربية السعودية»، 01/02/2008
أحياناً يجب على الإنسان إغفال جُزء من ذاكرة الماضي أو يتعمد التناسي فقد يتذكر الأفضل فلا يجوز الخوض فيما يُغضب بعض الأطراف وقد يكون الوقائع والحوادث في الماضي لها أحكامها ومبرراتها وإتفاقتها فلا يجوز نبش ماواره الزمن وخاصةً أن العلاقات المصرية العربية وخصوصاًُ بين الشقيقتين العظيمتين مصر والسعودية من أفضل ما يكون فالأستاذ هيكل على حق في عدم الخوض في بعض صفحات الماضي!

وليد الشالجي \ الاردن، «فرنسا ميتروبولتان»، 01/02/2008
أعتقد أن أمبراطور الاعلام والصحافة المصرية الاستاذ محمد حسنين هيكل قد وقع في هفوة غير متعمدة عندما أغفل دور المرحوم جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز ( طيب الله ثراه ) في المحافظة على الامن القومي العربي، ولا يمكن لأي إنسان عايش وواكب تلك الفترة إلا أن يتذكر ويعترف بالدور العربي الشجاع والملتزم والهادئ الدي كان يمارسه ويدعو له الملك فيصل في الدفاع عن قضايا الامة العربية المصيرية والتي استشهد من أجلها.

رحاب الرحمن
03/02/2008, 06:38 PM
موضوع رائع جدا
بارك الله فيك مديرنا العام
ننتظر موضوعك الجديد