المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلمات عند الموت


حورية البحر
13/02/2008, 03:14 PM
ذكر كلمات نقلت عن جماعة عند موتهم من الصحابة وغيرهم وذكر زيارة القبور ونحو ذلك

لما نزل الموت بالحسن بن على رضى الله عنهما قال‏:‏ أخرجوا فراشي إلى صحن الدار، فأخرج فقال‏:‏ اللهم إنى أحتسب نفسي عندك، فإني لم أصب بمثلها‏.‏

وقد ذكرنا ما تقدم من كلام الخلفاء الأربعة رضى الله عنهم‏.‏وروى أن معاذ بن جبل لما حضرته الوفاة قال‏:‏ انظروا هل أصبحنا‏؟‏ فأتى فقيل‏:‏ لم تصبح، حتى أتى في بعض ذلك، فقيل له‏:‏ لقد أصبحنا، فقال ‏:‏ أعوذ بالله من ليلة صباحها النار، ثم قال‏:‏ مرحباً بالموت زائر مغيب، وحبيب جاء على فاقة، اللهم إنى كنت أخافك وأن اليوم أرجوك، اللهم إنك تعلم أنى لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لكرى الأنهار (16) ولا لغرس الأشجار، ولكن لطول ظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر‏.‏

وقال أبو مسلم ‏:‏ جئت أبا الدرداء وهو يجود بنفسه ويقول‏:‏ ألا رجل يعمل لمثل

مصرعي هذا‏؟‏ ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا‏؟‏ ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه‏؟‏ ثم قبض رحمه الله‏.‏

وبكى سليمان الفارسي عند موته، فقيل له ، ما يبكيك‏؟‏ فقال‏:‏ عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يكون زاد أحدنا كزاد الراكب، وحولي هذه الأزواد‏.‏ وقيل‏:‏ إنا كان حوله إجانة وجفن ومطهرة‏.‏

وروى المزني قال‏:‏ دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه، فقلت له‏:‏ كيف أصبحت‏؟‏ قال‏:‏ أصبحت من الدنيا راحلاً، وللإخوان مفارقاً، ولسوء عملي ملاقياً، ولكأس المنية شارباً، وعلى الله وارداً، ولا أدرى أروحى تصير إلى الجنة فأهنئها، أم إلى النار فأعزيها، ثم أنشد يقول‏:‏

ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي جعلت الرجا مني لعفوك سلماً

تعاظمي ذنبي فلما قرنته بعفوك ربى كان عفوك أعظما

وما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل تجود وتعفو منة وتكرماً

وينبغى لكل مريد أن تكون له جريدة يثبت فيها جملة الصفات المهلكات، وجملة الصفات المنجيات، وجملة المعاصي والطاعات، ويعرض ذلك على نفسه كل يوم‏.‏

ويكفيه من المهلكات النظر فى عشرة ، فإنه إن سلم منها سلم من غيرها، وهى‏:‏ البخل، والكبر، والعجب، والرياء، والحسد، وشدة الغضب، وشره الطعام، وشره الوقاع، وحب المال، وحب الجاه‏.‏

ومن المنجيات عشرة‏:‏ الندم على الذنوب، والصبر على البلاء، والرضى بالقضاء والشكر على النعماء، واعتدال الخوف والرجاء، والزهد فى الدنيا والإخلاص فى الأعمال، وحسن الخلق مع الخلق، وحب الله تعالى، والخشوع‏.‏

فهذه عشرون خصلة‏:‏ عشرة مذمومة، وعشرة محمودة، فمتى كفى من المذمومات واحدة خط عليها فى جريدته، وترك الفكر فيها، وشكر الله تعالى على كفايته إياها‏.‏ وليعلم أن ذلك لم يتم ألا بتوفيق الله تعالى وعونه، ثم يقبل على التسعة الباقية، وهكذا يفعل حتى يخط على الجميع‏.‏ وكذلك يطالب نفسه بالاتصاف بالصفات المنجيات، فإذا اتصف بواحدة منها، كالتوبة والندم مثلاً، خط عليها واشتغل بالباقي، وهذا يحتاج إليه المريد المشمر‏.‏

فأما أكثر الناس من المعدودين فى الصالحين، فينبغي أن يثبتوا فى جرائدهم المعاصي الظاهرة، كأكل الشبهات، وإطلاق اللسان بالغيبة والنميمة، والمراد، والثناء على النفس، والإفراط فى موالاة الأولياء، ومعاداة الأعداء، والمداهنة فى ترك الأمر بالمعروف، والنهى عن المنكر، فإن أكثر من يعد نفسه من جوه الصالحين لا ينفك عن جملة من هذه المعاصي فى جوارحه، ومالم تطهر الجوارح من الآثام، لا يمكن الاشتغال بعمارة القلب وتظهيره‏.‏وكل فريق من الناس يغلب عليهم نوع من هذه الأمور، فينبغي أن يكون تفقدهم لها وتفكيرهم فيها‏.‏ مثاله العالم الورع فإنه لا يخلو فى غالب الأمر من إظهار نفسه بالعلم، وطلب الشهرة، وانتشار الصيت، إما بالتدريس، أو بالوعظ‏.‏ ومن فعل ذلك، فقد تصدى لفتنة عظيمة لا ينجو منها إلا الصديقون‏.‏ وربما ينتهي العلم بأهل العلم إلى أن يتغايروا كما يتغاير النساء وكل ذلك من رسوخ الصفات المهلكات فى سر القلب التي يظن العالم النجاة منها، وهو مغرور فيها‏.‏

ومن أحس من نفسه هذه الصفات، فالواجب عليه الانفراد والعزلة، وطلب الخمول والمدافعة للفتاوى، فقد كان الصحابة يتدافعون الفتاوى، وكل منهم يود لو أن أخاه كفاه‏.‏ وعند هذا ينبغي أن يتقى شياطين الإنس، فإنهم قد يقولون‏:‏ هذا سبب لاندراس العلم، فليقل لهم‏:‏ دين الإسلام مستغن عنى، ولو مت لم ينهدم الإسلام، وأنا غير مستغن عن إصلاح قلبى، فليكن فكر العالم فى التفطن لخفايا هذه الصفات من قلبه، نسأل الله أن يصلح فساد قلوبنا وأن يوفقنا لما يرضاه عنا‏.‏


منقول عن :
الشهاب الثاقب

أم رتيبة
13/02/2008, 04:04 PM
جزاك الله خيرا يا حورية البحر

حورية البحر
13/02/2008, 04:06 PM
مشكورة اختى على المرور

المزيونه
13/02/2008, 04:08 PM
الله يرزقك الشهاده قبل الموت


تقبلي مروري

رحاب الرحمن
13/02/2008, 05:58 PM
جزاك الله خيرا
موضوع رائع
ادعوا لعمى ان يختم بالباقيات الصالحات اعماله لانه مريض جدا بمرض خبيث و العياذ بالله و يحتضر