عبد المجيد
02/03/2008, 07:45 PM
المشروع الامريكي المريض
عصري فياض / مخيم جنين
عندما غزت امريكيا العراق في نيسان من العام 2003، قال بعض العارفون بالواقع العربي ،ان المشروع الامريكي في المنطقة قد بدأ بالانتهاء......... وقال آخرون بدأ بالسقوط ......... وتركوا الايام والاحداث تؤكد تحليلاتهم .. ونحن في هذا الموضوع لابد لنا ان نذكر كثير من الحقائق التي تؤكد هذه المقولات بعد عدة سنوات من غزو العراق وافغانستان ضمن برنامج ما سمته الولايات المحتدة اعلان الحرب على الارهاب...
اولا : منذ انتهاء الحربين العالميتين الاولى و الثانية وما نتج عنهما من واقع جو سياسي (جغرافي سياسي ) في الوطن العربي بدات الولايات المتحدة المتعاظة في ذلك الوقت من دس نفوذها في المنطقة العربية كون هذه المنطقة هامة من النواحي الاقتصادية (الخيرات والثروات )والاستراتيجية (الموقع ) والعسكرية (كون اسرائيل الولاية الثانية والخمسين في قلب المنطقة التي ترفض هذا الجسد الغريب) لذلك امسكت الولايات المتحدة بكثير من الخيوط العربية ،على نحو ابرز للعرب ان امن اسرائيل جزء من امن الولايات المحتدة ،وناغم التوجه الساسي بحل عادل سلمي لقضية الشرق الاوسط وهي قضية فلسطين ، فكان واقع القضية الفلسطينية والتردي العربي مفاتيح السيطرة الامريكية وترسيخ لاقدامها في الوطن العربي بربط الانظمة سياسيا واقتصاديا بتوجهات الادارات الامريكية طيلة عقود طويلة من الزمن .
واذا كان حال الانظمة كذلك ،فان الشعوب العربية كانت بمعظمها ترفض هذا المنطق ،رغم انها تشعر بالعجز في احداث التغير المطلوب
خوفا من قمع الانظمة من جهة ،ولان واقع التجزاة الاستعماري قد عزز بعضا من نتائجه مع مرور الوقت ،فقتل بعضا من الشعور الوحدوي
كذلك فشل المشاريع القومية المتلاحق ،وغياب البديل ادى الى ظهور الركود والتسليم بالواقع المعاش مع شتمه ليل نهار.....
لكن الحروب والمواجهات التي استمرت من حرب حزيران ونكستها وحرب اكتوبر وحرب اجتياح لبنان عام 82 والانتفاضتين الفلسطينين الاولى والثانية كان بمثابة محفز لكوامن شعورية للشعوب والحركات العربية، وقد اكتمل الامر وبلغ استفاقته انتصار الثورة الاسلامية الايرانية التي سارع الغرب وعلى راسهم الولايات المتحدة الى ضرب هذا التوجه ومحاولة القضاء عليه في مهده عبر الادوات العربية من انظمة ،فوظف النظام العراقي لتلك المهمة واوعز للعرب بدفع الفاتورة ليبقى هو خارج نطاق العلاقة المباشرة للحرب التي دامت ثماني سنوات ......
وعندما توقفت الحرب ، وعادت القوات العراقية المتضخمة عشرة اضعاف،شعر صدام بالغرور ،وتمرد على المشروع الامريكي، فإستدرجوه الى الكويت لتكون مقتله المؤقت ثم حصاره ثم سقوطه واعدامه .......
لكن المشروع المغاير وهو المشروع النهضوي الاسلامي فقد نما وترعرع على حساب اخفاق المشروع القومي،وذلك بعدة اشكال منها السياسي والدعوي ومنها العنيف الجهادي ومنها من شذ وانزلق نحو التكفير والارهاب،لكن هذا المشروع لم ينتهي بعد ،ولم تظهر نتائجه على امتداد الساحة العربية، فقط يمكن القول ان الولايات الامريكية بدأت تشعر بمرض مشروعها في الشرق الاتوسط والوطن العربي،وخير دليل هو ان ايران رغم حساسية العرب منها ودول الخليج ورغم انها البلد الاول المشاغب والمتعب لامريكيا فقد
حصل مؤخرا تقارب عربي ايراني بين دول خليجية وايران قبل وبعد زيارة بوش للمنطقة،وايران التي تلعب في مرمى قضايا الامة العربية
يزداد توسع نجاحها السياسي وحضورها الاقليمي على حساب شيخوخة وضعف وبدأ انحسار المشروع الامريكي...
وهذا ما يؤكده اصرار ايران على مشروعها النووي ،وتعزيز علاقاتها مع دول الخليج خاصة والدول العربية عامة ، وتوثيق علاقاتها الاستراتجية مع سوريا التي تتمسك بإيران كحليف استراتيجي بعد أفول نجم الاتحاد السوفياتي، واسرائيل التي خسرت حرب تموز والتي تعتبر جزء هام من المشروع الامريكي اصبحت الان في حالة من عدم الثقة بقدراتها، وفي حالة قلق على مستقبلها في هذه البقعة من العالم.واما اقتصاديا فإن الاتحاد الوروبي والصين تتعملقان اقتصاديا وتتجاوزان المارد الاقتصادي الامريكي،وما تقدم اليورو وتراجع الدولار ،والانباء عن التفكير في ربط البترول باليرور بدل الدولار في غضون العشر سنوات القادمة الى دليل آخر على هذا التراجع.
من هنا نرى ان الولايات المتحدة التي خلق الواقع الجديد في المنطقة مأزقا داخليا دفع بالمتسابق الاسود للجري نحو البيت الابيض اوباما براك لطرح فكرة التغيير وقلب قواعد لعبة السياسة الامريكية التقليدية التي حملته للتقدم في معظم الولايات الامريكية التي حصلت بها انتخابات تمهيدية..... وهذا خير دليل على انحسار الحلم الامريكي في بقاء القوة والسيطرة
عصري فياض / مخيم جنين
عندما غزت امريكيا العراق في نيسان من العام 2003، قال بعض العارفون بالواقع العربي ،ان المشروع الامريكي في المنطقة قد بدأ بالانتهاء......... وقال آخرون بدأ بالسقوط ......... وتركوا الايام والاحداث تؤكد تحليلاتهم .. ونحن في هذا الموضوع لابد لنا ان نذكر كثير من الحقائق التي تؤكد هذه المقولات بعد عدة سنوات من غزو العراق وافغانستان ضمن برنامج ما سمته الولايات المحتدة اعلان الحرب على الارهاب...
اولا : منذ انتهاء الحربين العالميتين الاولى و الثانية وما نتج عنهما من واقع جو سياسي (جغرافي سياسي ) في الوطن العربي بدات الولايات المتحدة المتعاظة في ذلك الوقت من دس نفوذها في المنطقة العربية كون هذه المنطقة هامة من النواحي الاقتصادية (الخيرات والثروات )والاستراتيجية (الموقع ) والعسكرية (كون اسرائيل الولاية الثانية والخمسين في قلب المنطقة التي ترفض هذا الجسد الغريب) لذلك امسكت الولايات المتحدة بكثير من الخيوط العربية ،على نحو ابرز للعرب ان امن اسرائيل جزء من امن الولايات المحتدة ،وناغم التوجه الساسي بحل عادل سلمي لقضية الشرق الاوسط وهي قضية فلسطين ، فكان واقع القضية الفلسطينية والتردي العربي مفاتيح السيطرة الامريكية وترسيخ لاقدامها في الوطن العربي بربط الانظمة سياسيا واقتصاديا بتوجهات الادارات الامريكية طيلة عقود طويلة من الزمن .
واذا كان حال الانظمة كذلك ،فان الشعوب العربية كانت بمعظمها ترفض هذا المنطق ،رغم انها تشعر بالعجز في احداث التغير المطلوب
خوفا من قمع الانظمة من جهة ،ولان واقع التجزاة الاستعماري قد عزز بعضا من نتائجه مع مرور الوقت ،فقتل بعضا من الشعور الوحدوي
كذلك فشل المشاريع القومية المتلاحق ،وغياب البديل ادى الى ظهور الركود والتسليم بالواقع المعاش مع شتمه ليل نهار.....
لكن الحروب والمواجهات التي استمرت من حرب حزيران ونكستها وحرب اكتوبر وحرب اجتياح لبنان عام 82 والانتفاضتين الفلسطينين الاولى والثانية كان بمثابة محفز لكوامن شعورية للشعوب والحركات العربية، وقد اكتمل الامر وبلغ استفاقته انتصار الثورة الاسلامية الايرانية التي سارع الغرب وعلى راسهم الولايات المتحدة الى ضرب هذا التوجه ومحاولة القضاء عليه في مهده عبر الادوات العربية من انظمة ،فوظف النظام العراقي لتلك المهمة واوعز للعرب بدفع الفاتورة ليبقى هو خارج نطاق العلاقة المباشرة للحرب التي دامت ثماني سنوات ......
وعندما توقفت الحرب ، وعادت القوات العراقية المتضخمة عشرة اضعاف،شعر صدام بالغرور ،وتمرد على المشروع الامريكي، فإستدرجوه الى الكويت لتكون مقتله المؤقت ثم حصاره ثم سقوطه واعدامه .......
لكن المشروع المغاير وهو المشروع النهضوي الاسلامي فقد نما وترعرع على حساب اخفاق المشروع القومي،وذلك بعدة اشكال منها السياسي والدعوي ومنها العنيف الجهادي ومنها من شذ وانزلق نحو التكفير والارهاب،لكن هذا المشروع لم ينتهي بعد ،ولم تظهر نتائجه على امتداد الساحة العربية، فقط يمكن القول ان الولايات الامريكية بدأت تشعر بمرض مشروعها في الشرق الاتوسط والوطن العربي،وخير دليل هو ان ايران رغم حساسية العرب منها ودول الخليج ورغم انها البلد الاول المشاغب والمتعب لامريكيا فقد
حصل مؤخرا تقارب عربي ايراني بين دول خليجية وايران قبل وبعد زيارة بوش للمنطقة،وايران التي تلعب في مرمى قضايا الامة العربية
يزداد توسع نجاحها السياسي وحضورها الاقليمي على حساب شيخوخة وضعف وبدأ انحسار المشروع الامريكي...
وهذا ما يؤكده اصرار ايران على مشروعها النووي ،وتعزيز علاقاتها مع دول الخليج خاصة والدول العربية عامة ، وتوثيق علاقاتها الاستراتجية مع سوريا التي تتمسك بإيران كحليف استراتيجي بعد أفول نجم الاتحاد السوفياتي، واسرائيل التي خسرت حرب تموز والتي تعتبر جزء هام من المشروع الامريكي اصبحت الان في حالة من عدم الثقة بقدراتها، وفي حالة قلق على مستقبلها في هذه البقعة من العالم.واما اقتصاديا فإن الاتحاد الوروبي والصين تتعملقان اقتصاديا وتتجاوزان المارد الاقتصادي الامريكي،وما تقدم اليورو وتراجع الدولار ،والانباء عن التفكير في ربط البترول باليرور بدل الدولار في غضون العشر سنوات القادمة الى دليل آخر على هذا التراجع.
من هنا نرى ان الولايات المتحدة التي خلق الواقع الجديد في المنطقة مأزقا داخليا دفع بالمتسابق الاسود للجري نحو البيت الابيض اوباما براك لطرح فكرة التغيير وقلب قواعد لعبة السياسة الامريكية التقليدية التي حملته للتقدم في معظم الولايات الامريكية التي حصلت بها انتخابات تمهيدية..... وهذا خير دليل على انحسار الحلم الامريكي في بقاء القوة والسيطرة