تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عوانس وحديث مجالس


دكتور الموسى
09/03/2008, 11:19 AM
لايكاد يخلو مجلس من مجالسنا هذا اليوم من الحديث عن العوانس والشباب الذين أصبح ناقوس الخطر يدق منذراً بقدوم المرحلة التي تلي تلك المرحلة ، كل هذا نتيجة الجهل بالمخاطر التي قد تحدث جراء ذلك التأخير عن الزواج من الجنسين ، سبق تأليف كتتاب عن غلاء المهور والأثار المترتبة عليه في منطقة الباحة . خفت هذه المشكلة قليلاً إلا أن مداهمة أُخرى قابلتنا اشد من الأولى وهي التكاليف التابعة للزواج ، لذا رأيت الكتابة عن هذا الموضوع الذي أثقل كاهل الشباب ووقف عائق أمام التفكير في الزواج ومن الأسباب التي رأيتها :
1ـ التفاخر بين الأُسر وكل أسرة ترى أن زواج ابنها أو ابنتها لابد من المبالغة فيه وليصبح على كل لسان .
2ـ جهل بعض أصحاب الأموال بكيفية الإنفاق على الزواج وفيما تنفق .
3ـ ضعف الوازع الديني لدى بعض الأشخاص وعدم تقدير النعمة التي أنعم الله بها عليه .
4ـ عدم الإحساس من قبل البعض بما تعانية بعض الشعوب الإسلامية من ضيق للعيش.
الأثار المترتبة على ذلك :
1ـ غضب الرحمن وذلك مصداقاً لقوله تعالى :{وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً }الإسراء29و قوله تعالي {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً }الإسراء27 وقال عليه الصلاة والسلام ( من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه فإن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام .
2ـ كثرة تكدس العوانس داخل البيوت مدة طويلة وقد يتوقف الزواج نهائياً.
3ـ ارتكاب المعاصي من قبل الشباب والبقاء عليها إلاّ أن يرحمهم الله .
4ـ حدوث إنحراف سلوكي لدي أحد الطرفين أو كلاهما ومن ثم لايُحمد عقباه .
لكن كل ذلك له مسسبات جذرية أدت إلى ذلك العزوف ومنها :
1ـ البطالة التي نراها اليوم قد لايتعدى مرتب الكثير من الشباب عن 1500ريال وهذا طبيعي يصعب عليه القيام بالزواج وتكاليفه وتحمل مسؤولية الزواج بعد ذلك .
2ـ عدم الثقة لدى بعض أولياء أمور البنات في تزويج بناتهم لبعض الشباب إما لجهله بأمور الحياة أو لصلفه لذا يفضل بقاء إبنته داخل المنزل .
3ـ عمل بعض العوانس ورغبة ولي الأمر في بقاء ابنته وقت أطول للحصول على المال .
4ـ رغبة بعض العوانس في إكمال دراستها حتى تبلغ من العمر عِتيا ولاتجد بعدها من يطرق الباب .
5ـ ضعف دور الأم والأب في نصح بناتهم وابنائهم بأهمية الزواج والترغيب إليه .
6ـ إبرام شروط مسبقة من أحد الطرفين لتقف عائقاً أمام الزواج برمته .
7ـ عدم إداراك بعض الشباب بأهمية الحياة الزوجية وكيفية التعامل معها لتستمر .
8ـ القنوات الفضائية وما بها من غزو فكري أثر تأثيراً مباشر على الشباب والعوانس على حدِ سواء.
9ـ سفر الشباب إلى الخارج ويرى أن ذلك أفضل بدلاً من الإرتباط بزوجة وهذه مشكلة ليست سهلة وتحتاج إلى موضوع بحد ذاته .
10ـ نظرة الفتيات والشباب أو أحدهما لى أهمية التقارب الثقافي بين الجنسين ولربما المالي أيضاً .
طرق العلاج :
1ـ التوعية الصحيحة والمستمرة في المساجد والمدارس وعبر وسائل الإعلام المختلفة .
2ـ الإتفاق على قوانين يتم إبراهمها داخل المجتمع الواحد ويعاقب من يخالفها .
3ـ توزيع نشرات مستمرة تنصح المجتمع بخطورة المواقف وعدم التساهل فيه .
4ـ تفعيل دور الأسرة ( الأب ـ الأم ـ الأخوة ) بحكم خبرتهم وتصوراتهم للموقف وخطورته على الفتاة والشاب والله الهادي إلى سواء السبيل .

دكتور الموسى
09/03/2008, 11:30 AM
أخي لاتكتفي بالرد فقط الرجاء إضافة ماتراه يخدم الموضوع

سطور السنين
09/03/2008, 11:38 AM
http://www.al7alem.com/up/upload/wh_16066723.png

((( لي عودة )))

حلم طفلة
09/03/2008, 02:14 PM
أخي لاتكتفي بالرد فقط الرجاء إضافة ماتراه يخدم الموضوع



حرصك يثير الحماس للمشاركة بارك الله فيك و كثر من امثالك:icon30:

الصراحة يا اخي اشعر ان المسألة او سبب ظاهرة العنوسة و ما شاكلها من مشاكل
يعود الى الامية بالامور الاسرية و الزوجية رغم كثرة المتعلمين
و عدم الاعتراف بهذة المشكلة
و الاهتمام بالمظاهر و الشكليات و المنافسة غير الشريفة في المغالاة بالمهور و الافراح الهستيرية
يعود الى غياب الوعي باهميت الزواج و الثقافة الزوجية قبل الزواج بالقراءة و الاطلاع و المشاهدة و اخذ العظة و العبرة و الاستفادة من التجارب
و كلها تساعدنا و تسهم في توخي الحذر من السقوط في نفس الاخطاء التي نشاهدها حولنا لذلك تتكرر الدورة الحياتية السلبية الفاشلة و دائما ما نسمع نفس القصة لعدة اشخاص
و الدليل على هذه الامية عدم الحرص على الانضمام بدورات المقبلين على الزواج
او الدورات التي تهتم بالتواصل بين الزوجين او الاستشارة الاسرية من المختصين الا فيما ندر

هذا مع تحية تقدير لاخي الموسى


باحثة في تاريخ المنطقة

دكتور الموسى
09/03/2008, 03:12 PM
http://www.al7alem.com/up/upload/wh_16066723.png

((( لي عودة )))

لك الشكر والتقدير وأهلاً بعوتك متى جئت .

ابو عامر الخزمري
09/03/2008, 03:14 PM
الموسى ... مشكور هلى ما تقدمه من مواضيع مميزه...


لايوجد حل لكل هذه المشاكل سوء .. التخلي عن بعض المظاهر التي لا تجلب للعريس الا بالديون .. مثل اجور قاعات الافراح الطائله... والمهور... (يتسأل البعض اذا لم يكن الزواج القاعه اين يتزوج...... اقول له في حلول اخراءة مثل الاستراحات)ولو يقتصر الفرح على الاقارب من الجهتين..

اسأل الله العظيم ان اكون وفقِِت في كلامي....

وشكراًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًً

دكتور الموسى
09/03/2008, 03:16 PM
غامدية VIP لك الشكر أختي على مرورك والتعليق والإضافة .

دكتور الموسى
09/03/2008, 03:24 PM
الموسى ... مشكور هلى ما تقدمه من مواضيع مميزه...


لايوجد حل لكل هذه المشاكل سوء .. التخلي عن بعض المظاهر التي لا تجلب للعريس الا بالديون .. مثل اجور قاعات الافراح الطائله... والمهور... (يتسأل البعض اذا لم يكن الزواج القاعه اين يتزوج...... اقول له في حلول اخراءة مثل الاستراحات)ولو يقتصر الفرح على الاقارب من الجهتين..

اسأل الله العظيم ان اكون وفقِِت في كلامي....

وشكراًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًً

أهلاً بك ابا عامر لك الشكر على المرور والإضافة سقى الله تلك الأيام في خيام قريبة من منزل العريس والله يأخي اصبح الأمر مُنهك سواء في استراحه أو قصر لك الشكر ثانية ,.

عطر الحروف
09/03/2008, 03:35 PM
000الموسي 00حياك الله 00 العنوسة موضوع في غاية الأهمية جدير بالمناقشة الجادة وتسليط الضوء عليه 0000فالعنوسة لدى الشباب والفتيات مشكلة كبيرة تعاني منها الكثير من المجتمعات ولا سيما أنهم ركيزة المجتمع وعماد مستقبلة 00
والزواج في الشرع أمر سهل ويسير ولكن الناس عسروا مايسر الله عزوجل ووضعوا له عقبات ما أنزل الله بها من سلطان 00ومن أسباب العنوسة 00أن الشاب بعد تخرجه لابد أن يبحث عن وظيفة لتأمين مستقبله والسنوات تمضي 00وكذلك تشددبعض أولياء الأمور في اختيار زوج البنت 00وبعض الفتيات ينتظرن فارس الأحلام كامل الأوصاف ويرفضن المتقدمين 00وطمع الأباء في مرتبات أبناءهم وبناتهم 00وغلاء المهور الذي يقد يصل في بعض المناطق إلى مافوق المائة ألف وتكاليف الزواح التي يقف الشاب أمامها حائرا 00وغيرها كثير 00إذن ما هو الحل ؟؟؟دائما حل المشاكل يكون بمعرفة أسبابها 001- الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم 00فقد أشارالنبي إلى أحد أصحابه أن يلتمس خاتم من حديد فالإعتدال هوالأصل 00على ولي الأمر أن يتختار صاحب الدين وصاحب الخلق 00كما أشار الرسول لذلك 00التوسع في إنشاء جمعيات خيرية لتيسير الزواج إلى غير ذلك 000معذرة على الإطالة 00وأترك الفرصة للبقية من الإخوان والأخوات 000

رحاب الرحمن
09/03/2008, 04:41 PM
شهادتنا فى موضوعك اخى مجروحة موضوع يستحق كل الشكر و التقدير و هام جدا


اسمح لى ان ادلى بدلوى فى هذا الموضوع المميز :

عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، عَنِ ابْنِ وَثِيمَةَ النَّصْرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ‏"


عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَثَرَ صُفْرَةٍ فَقَالَ ‏"‏ مَا هَذَا ‏"‏ ‏.‏ فَقَالَ إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ ‏.‏ فَقَالَ ‏"‏ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ وَفِي الْبَابِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَعَائِشَةَ وَجَابِرٍ وَزُهَيْرِ بْنِ عُثْمَانَ ‏.‏ قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَنَسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ‏.‏ وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَزْنُ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَزْنُ ثَلاَثَةِ دَرَاهِمَ وَثُلُثٍ ‏.‏ وَقَالَ إِسْحَاقُ هُوَ وَزْنُ خَمْسَةِ دَرَاهِمَ وَثُلُثٍ


الحل في الاسلام: فمن اخذ بتعاليم الاسلام اخذ بكل القيم الانسانية والمعاني السامية من ستر وطمأنينة وعفة وكرامة ومودة ورحمة وتآلف وتعاون. وما احوج عالمنا اليوم الى الاخذ بهذه التعاليم الحكيمة انقاذا لشبابنا وتداركا لفتياتنا وصيانة لمجتمعنا

و هنا نورد و نسرد حلا عمليا من صميم الاسلام تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد زوج ابنة عمته -وهي في الذروة من النسب- الى زيد بن حارثة وهو مولاه ثم يزوجه الله اياها بعد ان قضى زيد منها وطرا. ومنذ عهد النبوة والافاضل يعملون ذلك فهذا سعيد بن المسيب رضي الله عنه تخطب ابنته لولي عهد المسلمين فيبادر ويزوجها لاحد طلابه ممن ارتضى دينه. وكذلك في اواخر هذا العصر تخطب عقيلة الشيخ شلبي لاحد وجهاء المدينة المنورة فيبلغه الخبر وهو في حلقة درسه بالمسجد النبوي ان وفد الخطبة قد وصل البيت في انتظاره ليكون امام الامر الواقع فلم ينصرف من المسجد الا بعد ان اتم عقدها على احد تلاميذه ممن ارتضى دينه فيجعلهم امام الامر الواقع.





.

علي السبيَه
09/03/2008, 05:52 PM
شكرا لك ياالموسى على هذا الموضوع الجيد والعنوسه اسبابها واجد ومنها المهور
الزايده عن حدها بعض الناس تلقا البيت عنده مليان بنات ويستخدمهن كتجاره ويحدهن
عند 150الف ريال كمهر(مثلا) ولا فيه واحده تنقص عن الثانيه في المهر وطبعا باالترتيب
الكبيره لوماجا نصيبها ينتضرن خواتها الين تتزوج الكبيره وهذا ماهو منطق ثانيا الشباب
وقلة الحيله تلقا راتب الواحد3000الاف ويشسوي به وكيف يجمع منه مهر وتكاليف زواج
اقل ماتكون100000الف ريال بعضهم يتزوج والله يرزقه بعيال وهو باقي يسدد مهر زوجته
والقصور والولائم والبذخ والصرفيه الزايده عن حدها عائق من العوائق الى كلمت واحد
قال ليش فلان احسن مني وانا اعتقد ان هذه المشكله مالها حل الا ان يفنى الجيل السابق
برمته وبكل مايحمل من افكار وعادات ماانزل الله بها من سلطان ويمكن بعدهم تتوفر الحلول

عافك الخاطر
09/03/2008, 06:11 PM
ناس تدور الفلوس وناس ما تبي تغير النفوس
وناس ما يبون يقصرون وناس ما تبي الفرحه الا بالزياده

الناس ما راح تكون جاهزه ,, الا بالحلول الوسطى

لا انت الي تكسب ولا غيرك الي يفوز

الحل الوسط دايم يفيد وما يكون فيه عوانس واجـد


اشكـرك على الموضوع اخـوي موسىى يفيد ويريح الصدر مع الوقت :: ^_^ ::

,,,, الاضافات بعد جلسـه حلوه بينكم يا اعضاء المنتدى انتم الكبار ونحن نستفيد ,,,,

دكتور الموسى
09/03/2008, 06:32 PM
000الموسي 00حياك الله 00 العنوسة موضوع في غاية الأهمية جدير بالمناقشة الجادة وتسليط الضوء عليه 0000فالعنوسة لدى الشباب والفتيات مشكلة كبيرة تعاني منها الكثير من المجتمعات ولا سيما أنهم ركيزة المجتمع وعماد مستقبلة 00
والزواج في الشرع أمر سهل ويسير ولكن الناس عسروا مايسر الله عزوجل ووضعوا له عقبات ما أنزل الله بها من سلطان 00ومن أسباب العنوسة 00أن الشاب بعد تخرجه لابد أن يبحث عن وظيفة لتأمين مستقبله والسنوات تمضي 00وكذلك تشددبعض أولياء الأمور في اختيار زوج البنت 00وبعض الفتيات ينتظرن فارس الأحلام كامل الأوصاف ويرفضن المتقدمين 00وطمع الأباء في مرتبات أبناءهم وبناتهم 00وغلاء المهور الذي يقد يصل في بعض المناطق إلى مافوق المائة ألف وتكاليف الزواح التي يقف الشاب أمامها حائرا 00وغيرها كثير 00إذن ما هو الحل ؟؟؟دائما حل المشاكل يكون بمعرفة أسبابها 001- الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم 00فقد أشارالنبي إلى أحد أصحابه أن يلتمس خاتم من حديد فالإعتدال هوالأصل 00على ولي الأمر أن يتختار صاحب الدين وصاحب الخلق 00كما أشار الرسول لذلك 00التوسع في إنشاء جمعيات خيرية لتيسير الزواج إلى غير ذلك 000معذرة على الإطالة 00وأترك الفرصة للبقية من الإخوان والأخوات 000

عطر الحروف لكِ الشكر على المرور والإضافة تحياتي وتقديري .

دكتور الموسى
09/03/2008, 06:36 PM
شهادتنا فى موضوعك اخى مجروحة موضوع يستحق كل الشكر و التقدير و هام جدا


اسمح لى ان ادلى بدلوى فى هذا الموضوع المميز :

عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ، عَنِ ابْنِ وَثِيمَةَ النَّصْرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ‏"


عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَثَرَ صُفْرَةٍ فَقَالَ ‏"‏ مَا هَذَا ‏"‏ ‏.‏ فَقَالَ إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ ‏.‏ فَقَالَ ‏"‏ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ وَفِي الْبَابِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَعَائِشَةَ وَجَابِرٍ وَزُهَيْرِ بْنِ عُثْمَانَ ‏.‏ قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَنَسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ‏.‏ وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَزْنُ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَزْنُ ثَلاَثَةِ دَرَاهِمَ وَثُلُثٍ ‏.‏ وَقَالَ إِسْحَاقُ هُوَ وَزْنُ خَمْسَةِ دَرَاهِمَ وَثُلُثٍ


الحل في الاسلام: فمن اخذ بتعاليم الاسلام اخذ بكل القيم الانسانية والمعاني السامية من ستر وطمأنينة وعفة وكرامة ومودة ورحمة وتآلف وتعاون. وما احوج عالمنا اليوم الى الاخذ بهذه التعاليم الحكيمة انقاذا لشبابنا وتداركا لفتياتنا وصيانة لمجتمعنا

و هنا نورد و نسرد حلا عمليا من صميم الاسلام تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد زوج ابنة عمته -وهي في الذروة من النسب- الى زيد بن حارثة وهو مولاه ثم يزوجه الله اياها بعد ان قضى زيد منها وطرا. ومنذ عهد النبوة والافاضل يعملون ذلك فهذا سعيد بن المسيب رضي الله عنه تخطب ابنته لولي عهد المسلمين فيبادر ويزوجها لاحد طلابه ممن ارتضى دينه. وكذلك في اواخر هذا العصر تخطب عقيلة الشيخ شلبي لاحد وجهاء المدينة المنورة فيبلغه الخبر وهو في حلقة درسه بالمسجد النبوي ان وفد الخطبة قد وصل البيت في انتظاره ليكون امام الامر الواقع فلم ينصرف من المسجد الا بعد ان اتم عقدها على احد تلاميذه ممن ارتضى دينه فيجعلهم امام الامر الواقع.





.
أم عبد الرحمن لك الشكر ولقد أثريتي الموضوع خصوصاُ فيما روي عن المصطفى صلى الله عليه وسلم لكٍ الشكرة مرة أُخرى .

دكتور الموسى
09/03/2008, 06:42 PM
شكرا لك ياالموسى على هذا الموضوع الجيد والعنوسه اسبابها واجد ومنها المهور

الزايده عن حدها بعض الناس تلقا البيت عنده مليان بنات ويستخدمهن كتجاره ويحدهن
عند 150الف ريال كمهر(مثلا) ولا فيه واحده تنقص عن الثانيه في المهر وطبعا باالترتيب
الكبيره لوماجا نصيبها ينتضرن خواتها الين تتزوج الكبيره وهذا ماهو منطق ثانيا الشباب
وقلة الحيله تلقا راتب الواحد3000الاف ويشسوي به وكيف يجمع منه مهر وتكاليف زواج
اقل ماتكون100000الف ريال بعضهم يتزوج والله يرزقه بعيال وهو باقي يسدد مهر زوجته
والقصور والولائم والبذخ والصرفيه الزايده عن حدها عائق من العوائق الى كلمت واحد
قال ليش فلان احسن مني وانا اعتقد ان هذه المشكله مالها حل الا ان يفنى الجيل السابق

برمته وبكل مايحمل من افكار وعادات ماانزل الله بها من سلطان ويمكن بعدهم تتوفر الحلول

علي اسعد الله أوقاتك بكل خير اشكرك عزيزي على المرور والتعليق رزقك الله من العيش أرغده .

دكتور الموسى
09/03/2008, 06:47 PM
ناس تدور الفلوس وناس ما تبي تغير النفوس
وناس ما يبون يقصرون وناس ما تبي الفرحه الا بالزياده

الناس ما راح تكون جاهزه ,, الا بالحلول الوسطى

لا انت الي تكسب ولا غيرك الي يفوز

الحل الوسط دايم يفيد وما يكون فيه عوانس واجـد


اشكـرك على الموضوع اخـوي موسىى يفيد ويريح الصدر مع الوقت :: ^_^ ::

,,,, الاضافات بعد جلسـه حلوه بينكم يا اعضاء المنتدى انتم الكبار ونحن نستفيد ,,,,
لك الشكر أخي الكريم على كلماتك الطيبة وحفظك الله ورعاك

خيال طفله
09/03/2008, 07:46 PM
شكرا أخي على الموضوع الرائع
وأنا أخالفك في النقطه رقم 4 (4ـ رغبة بعض العوانس في إكمال دراستها حتى تبلغ من العمر عِتيا ولاتجد بعدها من يطرق الباب .)
أنا ألاحظ في مجتمعي أن الوظيفه أهم من الزواج بملاين المرات لان ماأراه هو
1. البحث عن فتاه موظفه وياليت تكون <معلمه >
2. الظلم الذي تواجهه الفتاه من قبل الزوج سوا كان بالزواج من أخرى أو عدم تحمل المسؤليه <فلازم يكون لها ظهر وهي الوظيفه>
3. قله الخير في الشباب أو إنعدامه <فماهي ضروره تتزوج يعني وظيفتها تغنيها>
وأنا شفت ناس بعيني من هذي النوعيات:
1_ تزوج عليها زوجها وعندها 6 أولاد وعانت الظلم وماأحد يقدر يساعدها الاب ماهو مضطر إنه يربي 6 أولاد اللي عنده مكفيه تتحمل وتسكت ولو كان عندها وظيفه كان من الاساس ما تزوج عليها
وإذا تزوج تقدر تطلب الطلاق وتعيش مع عيالها مكرمه معززه .
2 _ زوجها عنده عمارات وأسواق وأبخل منه مافيه حالتها تقطع القلب هي وعيالها مضطره تطلب من أمها وأبوها وتكب مويه وجهها عند اللي يسوى واللي مايسوى لو كان عندها وظيفه كان أقل شيء ممكن تسويه تصرف على نفسها وعيالها .
وكمان النقطه 6 (ـ إبرام شروط مسبقة من أحد الطرفين لتقف عائقاً أمام الزواج برمته )
الشروط لازم تكون موجوده ولازم تنفذ علشان يحس بقيمه زوجته بس في حدود المعقول يعني مؤخر
وإذا باقي ماكملت دراسه تكمل ..................وإلخ
وبعد النقطه 10 (10ـ نظرة الفتيات والشباب أو أحدهما لى أهمية التقارب الثقافي بين الجنسين ولربما المالي أيضاً .)
لازم يكون هناك تقارب أو تساوي على الاقل لان صعب وحده أميه تتزوج واحد معه شهاده دكتوراه ومستحيل تتستمر حياتهم لإختلاف المبادى والعقليات أو واحد معه شهاده إبتدائي متزوج وحده معها ماجستير أما التقارب المادي فماهو مهم أبد

........................................
أنا أنصح كل بنت إن تهتم بدراستها ومستقبلها وتخلي الزواج أخر إهتمامتها (لا تستعجل على الهم )
لاحقه عليه
وأتمنى كلامي مايضايق أحد لان لكل واحد تربيه ومجتمع يختلف عن الاخر والخلاف لايفسد للود قضيه
وشكرا
تقبل مروري أختك
خيال طفله

دكتور الموسى
09/03/2008, 08:18 PM
شكرا أخي على الموضوع الرائع
وأنا أخالفك في النقطه رقم 4 (4ـ رغبة بعض العوانس في إكمال دراستها حتى تبلغ من العمر عِتيا ولاتجد بعدها من يطرق الباب .)
أنا ألاحظ في مجتمعي أن الوظيفه أهم من الزواج بملاين المرات لان ماأراه هو
1. البحث عن فتاه موظفه وياليت تكون <معلمه >
2. الظلم الذي تواجهه الفتاه من قبل الزوج سوا كان بالزواج من أخرى أو عدم تحمل المسؤليه <فلازم يكون لها ظهر وهي الوظيفه>
3. قله الخير في الشباب أو إنعدامه <فماهي ضروره تتزوج يعني وظيفتها تغنيها>
وأنا شفت ناس بعيني من هذي النوعيات:
1_ تزوج عليها زوجها وعندها 6 أولاد وعانت الظلم وماأحد يقدر يساعدها الاب ماهو مضطر إنه يربي 6 أولاد اللي عنده مكفيه تتحمل وتسكت ولو كان عندها وظيفه كان من الاساس ما تزوج عليها
وإذا تزوج تقدر تطلب الطلاق وتعيش مع عيالها مكرمه معززه .
2 _ زوجها عنده عمارات وأسواق وأبخل منه مافيه حالتها تقطع القلب هي وعيالها مضطره تطلب من أمها وأبوها وتكب مويه وجهها عند اللي يسوى واللي مايسوى لو كان عندها وظيفه كان أقل شيء ممكن تسويه تصرف على نفسها وعيالها .
وكمان النقطه 6 (ـ إبرام شروط مسبقة من أحد الطرفين لتقف عائقاً أمام الزواج برمته )
الشروط لازم تكون موجوده ولازم تنفذ علشان يحس بقيمه زوجته بس في حدود المعقول يعني مؤخر
وإذا باقي ماكملت دراسه تكمل ..................وإلخ
وبعد النقطه 10 (10ـ نظرة الفتيات والشباب أو أحدهما لى أهمية التقارب الثقافي بين الجنسين ولربما المالي أيضاً .)
لازم يكون هناك تقارب أو تساوي على الاقل لان صعب وحده أميه تتزوج واحد معه شهاده دكتوراه ومستحيل تتستمر حياتهم لإختلاف المبادى والعقليات أو واحد معه شهاده إبتدائي متزوج وحده معها ماجستير أما التقارب المادي فماهو مهم أبد

........................................
أنا أنصح كل بنت إن تهتم بدراستها ومستقبلها وتخلي الزواج أخر إهتمامتها (لا تستعجل على الهم )
لاحقه عليه
وأتمنى كلامي مايضايق أحد لان لكل واحد تربيه ومجتمع يختلف عن الاخر والخلاف لايفسد للود قضيه
وشكرا
تقبل مروري أختك
خيال طفله
لكٍ الشكر خيال طفلة ولكِ وجهة نظرك وهذا شأنك وماترين لكني أرى مالاترين وكل له مايرى وشكراً مرة أُخرى .

ابوالوليد الغامدي
09/03/2008, 08:22 PM
شكرا لك اخي الموسى على هذا الموضوع
انا ارى بأن البنات ماعندهم اي مشكله كل
بنت تريد الزواج المهم رجل يحافظ عليها
ويصونها ولكن الوالدين يتحملون المسؤليه
في اختيار الرجل المناسب ولكن هناك
عادات سيئه يتجه اليها الوالدين
كالطمع في المهر او ان بنت فلان تزوجت
بالمهر الفلاني فليس ابنتنا ناقصه عنها

اما الشباب يريد العفه ولكن هيهات مع
الغلا هذه الأيام وزيادة المهور
مصيبه -مصيبه

دكتور الموسى
09/03/2008, 08:27 PM
شكرا لك اخي الموسى على هذا الموضوع
انا ارى بأن البنات ماعندهم اي مشكله كل
بنت تريد الزواج المهم رجل يحافظ عليها
ويصونها ولكن الوالدين يتحملون المسؤليه
في اختيار الرجل المناسب ولكن هناك
عادات سيئه يتجه اليها الوالدين
كالطمع في المهر او ان بنت فلان تزوجت
بالمهر الفلاني فليس ابنتنا ناقصه عنها

اما الشباب يريد العفه ولكن هيهات مع
الغلا هذه الأيام وزيادة المهور
مصيبه -مصيبه
عقاب مرحباً بك ولك الشكر على التعليق والمداخلة وفقك الله ,

دكتور الموسى
09/03/2008, 08:29 PM
شكرا لك اخي الموسى على هذا الموضوع
انا ارى بأن البنات ماعندهم اي مشكله كل
بنت تريد الزواج المهم رجل يحافظ عليها
ويصونها ولكن الوالدين يتحملون المسؤليه
في اختيار الرجل المناسب ولكن هناك
عادات سيئه يتجه اليها الوالدين
كالطمع في المهر او ان بنت فلان تزوجت
بالمهر الفلاني فليس ابنتنا ناقصه عنها

اما الشباب يريد العفه ولكن هيهات مع
الغلا هذه الأيام وزيادة المهور
مصيبه -مصيبه
لك الشكر عقاب على التعليق وفقك الله .

سطور السنين
09/03/2008, 09:11 PM
اخي الفاضل :
`~'¤!||!¤'~`(( الموسى ))`~'¤!||!¤'~`
http://www.almeshkat.com/vb/images/slam.gif
http://woo007.jeeran.com/M%20(6).gif
http://www.joooory.com/upload/upload/wh_12708985.gif
على طرحك الموضوعي الهادف .

تعليق ومداخله :

ان مفهوم العنوسة في المصطلح الشعبي العامي يعني البايرة
ويقصد بها كل فتاة تأخرت عن سن الزواج المتفق عليه اجتماعيا.
وفي عرف المجتمع أن البايرة هي الفتاة التي لم تعد صالحة للزواج لأن قطار الزمن تجاوزها .
وفي الحقيقة أن هذا المصطلح مأخوذ من قولهم بارت الأرض اذا فسدت ولم تعد صالحة للزراعة
وهذه إشارة واضحة إلى ان الفتاة التي بلغت السن التي حددها المجتمع ولم تتزوج
لا تستطيع الانجاب أو على الأقل تكون خصوبتها ضعيفة ومن ثم يتبرم الشباب من الزواج بها .
ومصطلح البايرة قبيح ومستهجن وهو جارح ومهين لكل فتاة تعير به .
ان العنوسة ظاهرة اجتماعية عانت منها الدول الغربية منذ الحرب العالمية ,
وما زالت آثارها الوخيمة وانعكاساتها السلبية تهيمن على المجتمعات الغربية
كظاهرة الأم العازبة,والزواج المثلي وشيوع الفاحشة ...وككل ظاهرة اجتماعية ,
فهي كالوباء قابلة للانتشار وبسرعة اذا لم تجفف المنابع التي تمدها بالقوة .
وقد تتحول الى كارثة اجتماعية تؤرق المجتمع, وتدفع به الى الهاوية
اذا لم تعالج في الوقت المناسب وبالعلاج المناسب.
قد يبدو للوهلة الأولى أن العنوسة هي مسألة شخصية تتعلق بالفرد ,ذكرا كان أم أنثى
لكن الواقع عكس ذالك لأن الفرد ركيزة أساسية ,ومن مجموع الأفراد يتكون المجتمع .

العنوسة.. أسباب وملابسات

تختلف الأسباب، وتتعدد العوامل التي تؤدى وتساعد على انتشار ظاهرة العنوسة،
وتصب كلها في بوتقة البعد عن ديننا الحنيف، أو جهلنا ببعض أحكامه،
أو سوء فهمنا للحكم- الساهية وراء الأوامر والنواهي التي يأمرنا بها الله- عز وجل-
وتوضحها لنا السنة الكريمة، فكلما زاد اقترابنا وتمسكنا بتعاليم ديننا الحنيف
إيمانا قولا وفعلا كان في ذلك النجاة من الوقوع في أزمات ومشكلات الحياة المعاصرة
بتطوراتها السريعة المتلاحقة.

ومن الأسباب التي تقف وراء ظاهرة العنوسة:

1- عضل النساء. أي منع المرأة من الزواج بكفئها
فإذا تقدم لها خاطب كفء منعت منه إما من قبل وليها أو لتدخل قصار النظر من النساء
والسفهاء بحجج فاسدة كالقول بأن الخاطب كبير السن أو فقير أو متدين متشدد.
وبهذا تهدر المصالح، وتضيع المسئولية، وتحرم المرأة من حقها الشرعي في الزواج
في الوقت المناسب، وتفقد دورها الفعال في المجتمع بتكوين تشارك في مسئوليته،
وتنشئ جيلا يعتمد عليه.. ومما يزيد المشكلة رفض ولي الأمر لزواج الفتاة
بوضعه شروطا تعجيزية من المهر والمتطلبات التي ينوء بحملها أي شاب في العمر،
أو طمعه في راتب الفتاة فيختلق الأسباب لرفض الزواج متناسيا بذلك
قول المصطفى عليه الصلاة والسلام:
" إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة
وفي منع المرأة من التزويج بكفئها ثلاث جنايات:
جناية الولي على نفسه بمعصيته الله ورسوله، وجناية على المرأة حيث منعها من كفئها
وفوت عليها فرصة الزواج الذي هو عين مصلحتها،
وجناية على الخاطب حيث منعه من حق أمر الشارع بإعطائه إياه،
ومثل هذا الولي تسقط ولايته على المرأة وتنتقل إلى من هو أصلح منه ولاية عليها،
بل إذا تكرر هذا العضل منه صار فاسقا ناقص الإيمان والدين لا تقبل شهادته جمع من العلماء،
كما أن الولي قد يمنح تزويج الفتاة بحجة أن لها أختا أكبر منها،
والنتيجة أن تعنس الاثنتان أو يرفض تزويجها بجعلها خادمة لإخوانها الذكور،
ولا يسمح لها بالزواج إلا بعد أن يتزوج الأبناء، ولا يوجد دليل شرعي على ذلك
أو على مراعاة الترتيب في الزواج.

2- ومن معوقات الزواج وسبب تأخيره رفع المهور وجعلها محلا للمفاخرة والمتاجرة
لا لشيء إلا لملء المجالس بالتحدث عن ضخامة هذا المهر دون تفكير في عواقب ذلك،
ولا يعلمون أنهم قد سنوا في الإسلام سنة سيئة عليهم وزرها ووزر من عمل بها
لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا،
وأنهم حملوا الناس عنتا ومشقة يوجبان سخطهم عليهم وسخريتهم منهم،
وإن ضخامة المهر تسبب كراهة الزوج لزوجته، وتبرمه منها عند أدنى سبب
وإن سهولة المهر تسبب الوفاق والمحبة بين الزوجين هما يوجد البركة في الزواج.

3- ومن الأمور التي نفرت من الزواج تلك المعوقات التي ابتدعها الناس وتمادوا فيها
حتى أثقلت كاهل الزوج من تكاليف باهظة لشراء مصاغات وأقمشة، والمبالغة في تأثيث المنزل،
والإسراف في إقامة الولائم، وضياع الأموال هدرا، ومنها أيضا إقامة الحفلات في الفنادق وقصور الأفراح وما يتبع ذلك من ارتكاب المحرمات من الغناء والرقص والتصوير،
بل وشرب المحرمات وتصبح هذه الحفلات مجالا خصبا لارتكاب المعاصي،
وما يتبع ذلك من قضاء ما يسمونها "شهر العسل " في بلاد خليعة من البلاد الأجنبية
وتكون النتيجة مخالفة شرع الله، ويصبح الزوج مكبلا بقيد من الديون الثقيلة
التي تمتد سنوات وسنوات.

وتعد هذه المعوقات التي تقف حائلا أمام الزواج من سباب عزوف الشباب عن الزواج،
وتأخير سن الزواج، وتأيم كثير من الفتيات، وتفشي ظاهرة العنوسة وما يتبعها من آثار سلبية
على الأسرة والمجتمع ككل، وتلك العوائق من جانب لي أمر الفتاة وهو أحد أطراف القضية
التي تشمل ولي الأمر، الأم، الفتاة، الشاب، وهم أطراف عملية الزواج أو العزوف عنه.

فولي الأمر يجب أن يحافظ على الأمانة التي حملها من فوق سبع سماوات،
وأن يتقي الله في أولاده جميعا ولا يفرق لي المعاملة بين الذكور والإناث
كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام:
"اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ". رواه البخاري ومسلم.
والأنثى أحق بالشفقة والرحمة حيث إن عصمتها بيد ولي أمرها.
وبعض الآباء يكونون سببا في عنوسة الفتاة بأن يقول:
بنتي لولد عمها، والبنت لا تريد ولد عمها، ويفرضه عليها،
والرسول عليه الصلاة والسلام يقول:
"لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن قالوا:
يا رسول الله وكيف إذنها؟ قال: أن تسكت ". رواه مسلم.
وهو ما يسمى عند بعض القبائل "بالتحجير" ويعد هضما
لكرامة المرأة التي عززها الإسلام ورفع مكانتها.

كما أن بعض الآباء يشترط نسبا معينا "أو بلدا معينة" ويرد كثيرا من الخطاب بحجة
أنهم أقل منهم نسبا أو ليس من قبيلته، أو من بلده على الرغم من أن المعيار
هو التقوى والدين كما قال تعالى:
{وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} (سورة الحجرات، الآية:13).

ولقد تزوج عليه الصلاة والسلام من زينب بعد أن طلقها مولاه زيد بن حارثة،
كما زوج محمد عليه الصلاة والسلام فاطمة بنت قيس لأسامة،
وتزوج المصطفى الكريم من صفية بنت حيي بن أخطب وكانت ابنة يهودي.
كما أن بعض الآباء يشترطون شروطا شكلية ربما لا يستطيع الشاب تحقيقها
مثل أن يكون لديه سيارة، أو تكون معه شهادة مثل شهادة البنت أو أعلى،
أو عنده سائق أو خادمة، أو يكون له منزل بمفرده بمواصفات معينة وغيرها
من الأمور التافهة التي تؤدي إلى العنوسة.

أما الطرف الثاني فهو الأم ودورها العظيم حيث تقع عليها مسئولية تربية بناتها
وفق التعاليم الدينية السمحة مستنيرة في ذلك بالأحاديث النبوية الشريفة،
وعليها أن تغرس في نفوسهم أثناء التربية الحب والدين، أما المال فليس شرطا
فهو يأتي ويذهب بالإضافة إلى التحلي بالصبر والآداب العامة، والاهتمام بالثقافة والعلم،
والاعتماد على النفس في شئون المنزل والحياة العامة ومواجهة المشاكل
والعمل على حلها بالصبر والأناة وعدم الاعتماد على الخدم كلية
وأن تقنع بالقليل، فالسعادة وراحة البال لا تتحققان بالمال والمظاهر الشكلية،
ولكن بالخلق والدين والإيثار والقناعة والود والرحمة.

وعلى الأم ألا تختلق العوائق والشروط التعجيزية أمام زواج الفتاة أو الشاب،
فالاعتدال مطلوب في كل شيء من الناحية الجمالية والمادية، والمظاهر الشكلية،
بما في ذلك مظاهر التفاخر والتباهي بأشياء لا تغني ولا تسمن من جوع،
فالعبرة بالدين والأخلاق والسلوك السوي والاستقامة، فالتيسير مطلوب،
قال عليه الصلاة والسلام: "يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا".

أما الطرف الثالث فهو الفتاة، وعلى هذا الطرف تقع المسئولية للنهوض
بمستواها الثقافي والجمالي، جمال الأخلاق، وجمال الخلق، فالأخلاق تتمثل في الاحتشام،
والمحافظة، والنظر للبعيد والقادم من الأيام كما أدق عليها أن تتعلم المهارات المنزلية،
وتزن الأمور بالعقل قبل العاطفة و ألا تغالي في الصفات المطلوبة
والصورة الخيالية لفارس الأحلام، فالكمال لله وحده، ولا يوجد إنسان تتوافر فيه
كل الصفات الشكلية والجوهرية من دين وخلق والتزام، وألا تجعل هذه الرغبات الخيالية
وغير المنطقية عقبة أمامها تحولها مع مرور الأيام إلى عانس برفضها
كل خاطب لا تنطبق عليه هذه الأوهام وتكابر حتى يلحقها قطار العنوسة والذبول والندم.

كما أن الفتاة قد تجعل الدراسة عقبة أمام الزواج ويوافقها أبوها على ذلك،
وفي ذلك ضرر على الفتاة وعلى المجتمع من عدة أمور منها:
أن التعليم الطويل بالنسبة للفتاة في الغالب لا تستفيد منه عندما تتزوج فتنشغل بالزوج والأولاد،
كما أن الفتاة إذا ردت نصيبها من الزواج بحجة الدراسة فإن الخطاب ينصرفون عنها-
كما يقول الأستاذ عبد الله الجار الله في كتاب الزواج وفوائده وآثاره النافعة-
لأن كثيرا من الشباب يفضلون زوجات أقل منهم في المستوى العلمي،
وبعض الشباب لا يفضلون زوجة تخرجت من الجامعة، وانشغلت بالعمل وجمع المادة
مع أن السن قد تقدمت بها، وبدأت تذبل، فحري بالمرأة وولي أمرها ألا يردا الخاطب
في أي لحظة من اللحظات التي يتقدم لهم فيها إذا رضوا دينه سواء قبل أن تواصل دراستها
وعملها أم لم يقبل أن تواصل الدراسة والعمل، مع أن بعض الشباب
لا يمانعون من مواصلة زوجاتهم للدراسة، لأنهم يحسون أن المجتمع بحاجة
إلى مثل زوجاتهم للتدريس، أو للتطبيب ونحو ذلك هما يحتاجه المجتمع الإسلامي المحافظ.

أن الإسلام لا يقف أمام تعليم الرجل والمرأة، وإنما يقف أمام تلك المظاهر الكاذبة
التي انتشرت والتي كان لها الأثر السيئ في المجتمع الإسلامي،
فلو فرضنا أن الفتاة قد أكملت دراستها بدون زواج، وأخذت الشهادات العليا
فكم يصبح عمرها؟ ومن سيتزوجها؟ بعد أن عدت سن الزواج؟
فأغلب الرجال يفضلون الفتاة صغيرة السن وتمتلئ البيوت بفتيات نادمات على رفضهن
الزواج بحجة إكمال الدراسة، وآباءهن الديمقراطيون لا يحركون ساكنا،
ولا يقدمون النصيحة لهن، وتود الواحدة من هؤلاء الفتيات اللاتي حصلن على
شهادة الماجستير أن تحرق لأنها أضاعت عمرها،
وأوصت شبابها ولحقت بقطار العنوسة، حيث الرجل لا يريد زوجة، لم يتبق من عمرها
إلا القليل حتى تصل لسن اليأس.

إن الفتاة أو الشاب إذا تزوجا خلال فترة الدراسة فإنهما سيعيشان أحلى لحظات العمر
مع الاستقرار النفسي والعائلي.
وقد تناولت جريدة الندوة قضية الفتاة الجامعية التي تقف على عتبة العنوسة في العدد 10582 في (13 ربيع الثاني 1414 هـ)
بالمناقشة بين طرفي القضية الفتاة والشاب، ونستعرض بعضا من الآراء المختلفة
لكل طرف لنتعرف على ملابسات هذه القضية الحساسة.

إحدى الفتيات اتهمت الشباب بأنهم يبحثون عن الفتاة صغيرة السن
أو قليلة التعليم لسهولة قيادتها، أو لإضفاء المرح والسرور على الحياة الزوجية،
كما اتهمت الشباب الذين يعزفون عن الزواج من الجامعية بقصور تفكيرهم،
وضعف شخصياتهم، لأنهم يتابعون الأفلام التي تكون محشوة بأفكار
ومعتقدات خاطئة عن الفتاة الجامعية وأن قوامة الرجل صورية،
وليس كما جاء في قول- الله عز وجل-: {الرجال قوامون على النساء}.
ورأي آخر لفتاة يقول:
إن الشباب يلصقون أبشع الصفات بالفتاة الجامعية بأنها "مغرورة ومتعجرفة ومتكبرة".
واتفقت معظم الفتيات على أن العلم ضروري ولن يؤثر ذلك على مستقبلهن الأسري
حتى حملن هذا السلاح الذي يحميهن من غوائل الدهر، وظروف الحياة،
بل إن الشهادة تمنحهن المزيد من النضوج والوعي والثقافة،
ويوجهن اللوم إلى بعض الشباب الذين يتذرعون بالحجج الواهية حول غرور الفتاة الجامعية،
أو البعض الآخر الذي يفضلها صغيرة، وأكدن أن بعض الشباب يتهربون من المسئولية
ومن الارتباط بالفتاة الجامعية، لأنها أعلى مستوى منهم، وأرقى ثقافة،
ونفين مقولة: "إن الفتاة الجامعية تشرف على العنوسة".

ويرى شاب جامعي أنه من الأفضل الزواج من جامعية ليكون هناك تقارب في المستوى
الفكري والثقافي بينهما، ولكي يعيش الأبناء في ظل أسرة متفهمة واعية قادرة
على حل مشاكلها بكل سهولة ويسر، وحصول الفتاة على شهادة جامعية أمر ضروري
لتؤمن نفسها من غدر الزمن لأنها لو توفي زوجها أو طلقها تستطيع أن تخوض غمار الحياة
وتربي أطفالها بالبحث عن وظيفة، كما أن الفتاة الجامعية تصل إلى درجة من العقلانية
والوعي الثقافي تؤهلها لأن تكون زوجة صالحة وأما فاضلة وعضوا فعالا لبناء المجتمع.

ويمكن الجمع بين الزواج في سن صغيرة وإكمال دراستها بعد الزواج، والموازنة بين بيتها وأطفالها ودراستها، لأن معظم الشباب يفضل الزوجة صغيرة السن التي لا يزيد عمرها عن العشرين،
أما زواج الجامعية من شاب غير جامعي فهو زواج غير مستقر،
لعدم وجود تقارب وتكافؤ بين الزوجين فكريا وعلميا وثقافيا،
ولشبه انعدام لغة الحوار المشترك بينهما، وقد تتعالى الزوجة على الزوج بمستواها التعليمي،
ولا يعني هذا أن الشاب الذي يريد فتاة صغيرة السن أو غير جامعية يعاني من نقص داخله،
فهذا اتهام باطل ومرفوض، لأن هذه الرغبة قد تكون هروبا من تعالي وغطرسة
وغرور الجامعية، وعندما يتزوج الصغير قد يدعها لإكمال دراستها أثناء الزواج،
وبذلك يكون قضى على غرور الجامعية وتعاليها على الشباب.

إن الجامعية- بلا شك- تكون على قدر كبير من المسئولية والفهم والوعي والإدراك.
ويجب على الفتيات ألا يرفضن الزواج وهن في المرحلة الثانوية أو بداية المرحلة الجامعية بسبب رغبتهن في مواصلة التعليم، ثم يلقين باللوم على الشباب فكم من الفتيات والشباب
أكملوا دراستهم بعد الزواج، فالمرأة إن لم تكن مؤدية لواجباتها الأسرية على أكمل وجه فهي غير ناجحة ولو كانت تحمل أعلى الشهادات.

ويؤيد شاب جامعي الزواج من جامعية؛ لوصولها لمرحلة نضج فكري وعلمي وجسدي متكامل تستطيع أن تتخطى به العقبات وتكون أما صالحة مثقفة واعية، إلا أنه يلزم بعض الفتيات التخلص من الكبرياء نتيجة حصولهن على المؤهل الجامعي.

رأي لباحث اجتماعي يقول: إن الارتباط بالجامعية أمر محبذ بشرط أن يسود التفاهم والوئام فيما بين الزوجين، وأن تعمل وتشارك الزوج في أعباء الحياة على ألا يكون هناك استغلال ولا شروط بخصوص الدخل ونحوه. فطلب العلم فريضة،
ويا حبذا لو كان إلى آخر رمق، ولا يقتصر على المرحلة الجامعية فقط، فقد قال- تعالى-:
{قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} (سورة الزمر، الآية:9)
وقال المصطفى عليه الصلاة والسلام:
"إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاء بما فعل ".
ووجهة نظر أخرى تقول:
إن الزواج بالجامعية المثقفة يكون عونا على بناء مستقبل مشرق،
وعلى الذين يرفضون الزواج من الجامعية أن يعيدوا تفكيرهم الخاطئ
وهذا التفكير العقيم وبخاصة إذا كان ممن وصل إلى المرحلة الجامعية
بشرط أن تعي الفتاة الجامعية دورها بشكل جيد، وألا تتعالى على زوجها بشهادتها العالية.
ولعل الطبيبة من أكثر الفتيات تعرضا لعزوف الشباب عن الزواج منها لإصرارها
على إنهاء دراستها قبل الزواج، واتهام البعض لها بالتعالي، والغرور،
لأنها قد أصبحت طبيبة، ولهذا يعتقد البعض أنها لا تصلح كزوجة،
وبعضهم يحاولون الحد من تقدم الفتاة الطبي عند إصرارهم على أن يكون عملها
داخل إحدى الوحدات أو المراكز الصحية، إلا أننا نجد قلة هي التي تقدم على الزواج من الطبيبة،
بل وتساهم أيضا في تحقيق أحلامها بالتميز والتفوق،
ونعرض خلال السطور القادمة بعض الآراء ووجهات النظر المتنوعة
والمختلفة للشباب والأطباء والطبيبات من خلال الاستطلاع
الذي أجرته إحدى الصحف المحلية:

إن طول مدة الدراسة في كليات الطب السبب الأول، بل الأساس في تأخير سن الزواج للطبيبة
كما يرى د. أسامة ظفر مدير مستشفى الملك فيصل بالطائف لأن 95% منهن يرفض
الزواج لحين الانتهاء من الدراسة نتيجة الخوف الشديد من عدم الاستمرار،
بل عدم الاستقرار في الدراسة التي تتطلب تفرغا كاملا، وتركيزا شديدا من أجل التفوق،
للشباب عدة أسباب في عزوفهم عن الزواج من الطبيبة أولها طول مدة الدراسة،
وثانيها رفض الفتيات الارتباط حتى الانتهاء من الكلية.
كما أن اشتراط بعض الأزواج أن تتجه المرأة الطبيبة إلى العمل بالوحدات الصحية
دون المستشفيات من أجل تقصير فترة الدوام حيث تتراوح مابين 8 إلى 9 ساعات
عكس المستشفيات التي تصل فيها إلى ما بين 24 إلى 48 ساعة،
وهذا أمر يرفضه أكثر الأزواج.
ورأي ثان للدكتور أحمد الشاذلي أستاذ طب الأطفال بالطائف يرى
أن تأخر الطبيبة في الزواج، لأنها تفضل الزواج من دكتور يتفهم طبيعة عملها فمن يقبل
أن تنزل زوجته في منتصف الليل إذا كان هناك حالات طارئة غير الزوج الطبيب
الذي يقدر متاعب المهنة، ولذلك فقد تنتظر كثيرا حتى يتقدم لها الطبيب.

وجهة نظر لطالب جامعي تؤيد عدم الزواج من الطبيبة وترى أنه من الأفضل أن تتزوج
من طبيب مثلها يساويها في جميع القدرات الثقافية والاجتماعية،
ويكون متفهما لطبيعة عملها.
ورأي مخالف لموظف يقول: إنا ظروف الحياة اليوم أصبحت صعبة، وأصبحت المادة تشكل عنصرا أساسيا فيها،
والارتباط بالموظفة بصفة عامة، والطبيبة بصفة خاصة أمر مساعد،
وله دور كبير في تلبية متطلبات الأسرة، وله أثر إيجابي قد يطغى على الناحية
السلبية في الحياة الزوجية.
قول لموظف يوضح أن الارتباط بالطبيبة يحتاج إلى نوع من التضحية من الزوج،
وتقديم يد العون والمساعدة لمن نذرت نفسها لخدمة مجتمعها ولمن ترسم الأمل والابتسامة
على شفاه مرضاها.
ونتعرف على وجهة نظر الطبيبات والفتيات إزاء عزوف الشباب عن الارتباط بالطبيبة:
توضح د. أسماء فتح الباب عبد الحليم استشارية أمراض النساء والتوليد أن تأخر الطبيبة في الزواج يرجع إلى طول مدة الدراسة،
فتتخرج وهي في السنة الخامسة أو السادسة والعشرين وكثير منهن عندهن
الطموح لاستكمال الدراسات العليا وكثير منهن يفضلن الانتهاء من الدراسة
دون زواج وأولاد قد يعطلونهن عن المذاكرة والتفوق وهذا يؤدي إلى تأخر زواجها
إلى ما بعد الثلاثين كما أن بعض الطبيبات يفضلن العريس الطبيب،
وخصوصا إذا كانت حاصلة على دكتوراه، فهي تنتظر أستاذ جامعة،
وبهذا تنتظر إلى ما بعد الأربعين.
ويمكن للطبيبة العاملة أن تأخذ إجازة مؤقتة من عملها إذا كان المنزل بحاجة إليها
أكثر من العمل لرعاية أطفالها، ثم يمكنها العودة إلى عملها بعد ذلك.

وتعتقد طالبة طب أننا وصلنا إلى مرحلة تجعل الشباب يفكر بطريقة أكثر عقلانية وواقعية،
وأن الارتباط بمثل هذا الشاب الذي يعتقد أن الزواج من الطبيبة لا يحقق الاستقرار الأسري
يعد مجازفة، فليس هناك فرق بين الطبيبة والمعلمة وغيرهما ممن يخدمن المجتمع،
ويسعين لمستقبل أفضل لهن وللمجتمع.

وبعد استعراض الآراء المتنوعة المختلفة من الطرفين: الشباب، والطبيبات يتضح لنا

أن التفاهم والتكافؤ الثقافي والعلمي والاقتناع بدور كل منهما في الحياة الأسرية والمجتمع
وبتعاون كلا الطرفين وتقدير ظروف عمله كل ذلك هو الأساس للاستقرار الأسري،
فمهنة الطب من أنبل المهن وأشرفها، إلا أنه يلزم قليل من التضحية والتنظيم
وتنسيق الوقت واستغلاله وتحديد الأولويات، ومع هذا تستطيع طالبة الطب الزواج
في سن مناسبة مع استكمال دراستها بعد الزواج والمحاولة الدائمة
في تحقيق النجاح على المستوى العلمي والمهني والمستوى الأسري والعائلي.

أما الطرف الرابع من أطراف القضية فهو الشاب،
ولا شك أن عدم تحمل المسئولية والهروب منها هما وراء عزوف الشباب عن الزواج المبكر،
فالبعض يتحجج بأشياء واهية كاستكمال الدراسة،
والبعض يريد أن يؤمن مستقبله ويكون نفسه على حد تعبيره،
كما أن البعض يضع شروطا خيالية في الفتاة التي يريد الزواج منها يجمع فيها كل المحاسن:
من الجمال، والمال، والحسب، والنسب، والثقافة، والوظيفة،
وأن تكون سيدة منزل من الدرجة الأولى متناسيا أو متجاهلا أنه هو
ليس مكتمل الصفات والمزايا، فالكمال لله وحده، فكما
أن هناك مزايا متوافرة هناك أيضا قصور في جوانب أخرى في كل إنسان.،
فالمهم وجود درجة من التكافؤ الاجتماعي والتعليمي والثقافي والبيئي،
وبالتفاهم والود وحرص كل من الشاب والفتاة على أن يؤدي دوره تجاه الآخر
تضيق المسافات، وتختفي الفوارق والنواقص، وتلك كلها أمور غير مقنعة للعزوف
عن الزواج ولكن نجد أن التنشئة الاجتماعية للشاب تلعب دورها في تكوين شخصيته
واستقلاليتها ونضجها ووضع الأمور في نصابها السليم، كما تلعب التنشئة الاجتماعية
دورها البارز والهام في تحمل المسئولية والاستقرار النفسي والنضج الفكري
وعدم الخضوع لمزاجية أحد في تحديد مستقبله، واختيار شريكة حياته على أساس
موضوعي سليم، فيكفي من الأهل النصح والمشورة فقط، والابتعاد عن
فرض فتاة بعينها أو الحث على الابتعاد عن فتاة ما بحجة أنهم لا يستريحون لها
أو ليست على هواهم، فيجب على الشاب أن يكون صاحب القرار الأول والأخير
في تحديد مستقبله وحياته القادمة بعد سماع نصيحة الأهل ووضعها في الاعتبار.

فكم من شاب تزوج وهو لم يستكمل دراسته واستطاع في ظل الاستقرار الأسري
بمساعدة زوجته وتهيئتها الجو المناسب- إكمال الدراسة، بل والتفوق فيها،
كما أنه إذا تزوج في سن مناسبة فهو بذلك يتحمل المسئولية الكاملة عن البيت
والأسرة مما يدفعه إلى مضاعفة الجهد، والعمل لتوفير احتياجاتهم،
ويكون ذلك دافعا إلى البحث والمحاولة لتحقيق دخل أكبر،
وبذلك يستطيع أن يؤمن مستقبله المادي والنفسي والأسري في الوقت نفسه،
فكم من قصة نجاح وتكوين ثروة لا بأس بها من خلال هذا الاستقرار الأسري،
ومن خلال الزوجة التي تقف وراء زوجها، وتدفعه للنجاح والتفوق والتميز،
وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال:
"ثلاثة حق على الله عونهم:
المكاتب يريد الأداء، والناكح يريد العفاف، والمجاهد في سبيل الله "
رواه الترمذي والنسائي.

كما أن مقولة الشباب إن الزواج يتطلب مبالغ طائلة لا قدرة لهم عليها،
وتكاليف تكبل حياتهم لمدة طويلة مقولة مبالغ فيها، لأنه يوجد العديد من الأسر
التي لا تبالغ في المهور والتكاليف الباهظة، كما أنه تنتشر العديد من الجمعيات
والمؤسسات التي تساعد وتسهل في تكاليف الأزواج، بل وتستطيع التوفيق بين
كل من الشاب والفتاة المناسبة له.
فعلى الشباب أن ينهضوا من سباتهم العميق، وحججهم الواهية،
ويزيحوا عن كاهلهم شعار العزوف عن الزواج قبل أن تضيع أحلى سنوات العمر هباء،
فقد قال- تعالى-: {إن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله} (سورة النور، الآية: 32).

كما أن بعض الشباب يعزفون عن الزواج بسبب البحث عن أسرة تسمح بالرؤية الشرعية
للفتاة قبل العقد، ويستمر البحث طويلا طاويا معه سنوات وسنوات،
وربما لا يجد فيضطر للزواج بزوجة لم يقتنع بها، فإما أن يضمها على كره ومجاملة،
وإما أن يطلقها مع أن الله أباح الرؤية الشرعية بشرط عدم الخلوة.

كما أن الشباب قد يشترطون الأبكار، وصغيرات السن، ولربما كانت العانس أو المطلقة
أفضل بكثير من الصغيرات، سواء في العلم أو تجارب الحياة،
فالرسول صلى الله عليه وسلم تزوج خديجة بنت خويلد وعمرها أربعون عاما،
وعمره صلى الله عليه وسلم خمسة وعشرون عاما.

4- ومما يساعد على انتشار العنوسة في المجتمع رفض البعض لفكرة التعدد
في الزواج مع أن الله- سبحانه وتعالى- قد أباح التعدد وحث عليه بشروط وقيود معينة،
يلزم تطبيقها حتى تتحقق الغايات الساهية من وراء التعدد، إلا أن البعض يرفض الرجل
صاحب الدين والخلق الفاضل لكونه متزوجا مع توافر القدرة الدينية والمالية والصحية.

فربما يكتب الله الذرية الصالحة من هذا المعدد وهذا أفضل لها من جلوس الفتاة
سنوات وسنوات بدون زواج. فالتعدد نظام إلهي محكم، لا يأتيه الباطل من بين يديه،
ولا من خلفه، وهو موضوع كامل لا يعتريه النقص، حيث توضح أغلب التقديرات
أن نسبة النساء الصالحات للزواج تزداد على عدد الرجال الصالحين بنسبة 4 إلى 1،
نتيجة لكثرة ولادة البنات، كما أن الرجال هم وقود المعارك العسكرية،
وضحايا الحوادث بنسبة أكبر من النساء، كما أنهم أكثر جهدا
وسعيا للحصول على لقمة العيش مما يجعلهم أكثر قابلية للمرض.
وتعدد الزوجات هو العلاج الأمثل لمعالجة هذا الاختلال بين النساء والرجال.

فخير للمرأة أن تكون نصف زوجة أو ثلث زوجة على أن تعيش حبيسة الوحدة و العنوسة والهموم.
5- فتور العلاقات الاجتماعية بين الأفراد والأسر نتيجة للتطورات السريعة التي نعيشها اليوم والحياة المعاصرة التي ضعفت بسببها الصلات الاجتماعية بين الناس عن الماضي،
بل واتسعت الهوة حتى بين أفراد العائلة الواحدة فيما عدا المناسبات، وخفتت الروابط التي كانت تربط بين الجيران،
بل وأهل المنطقة بأكملها، وندرت الزيارات للأهل والمعارف والجيران، ونتج عن ذلك أن الجار لا يعرف شيئا عن جاره خيرا أو شرا، وبالتالي لا يعرف إن كان عنده من هو في سن الزواج أم لا
وهذا نتيجة البعد عن ديننا الحنيف الذي يدعونا إلى التآلف والوحدة والتعاون كما قال- تعالى-:
{وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} (سورة المائدة، الآية: 2).


ومن هنا يأتي دور أهل الخير والصلاح في تعريف الناس بعضهم على بعض لمن يريد الزواج،
أو لمن يوجد عنده بنات وبما تقدم بهن السن، أو كن أرامل أو مطلقات،
ومحاولة التوفيق بين الناس ومساعدتهم على قضاء حوائجهم
وينبغي ألا يتردد أهل الخير والصالحون من أهل المعروف في ذلك عملا
بقوله عليه الصلاة والسلام:
"الدال على الخير كفاعله " رواه مسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم:
"والله لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " رواه البخاري ومسلم.
فعلى أهل الصلاح والتقوى القيام بدورهم آخذين بالأسباب فقط،
والنتائج بيد الله كما قال- سبحانه وتعالى-:
{ما على المحسنين من سبيل}
(سورة التوبة، الآية: 91).
ويرجع د. عبده الرب نواب الدين "بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة"
أسباب العنوسة إلى ثلاثة عوامل هي:
أولا: انشغال المرأة المسلمة المعاصرة بالدراسة التي تستقطع سنوات طويلة من شبابها، ثم بعد ذلك الانشغال بالعمل والوظيفة، وكثيرا ما يكون العمل مختلطا بين الجنسين، ولذلك آثاره النفسية والسلوكية على كيان المرأة المسلمة العاملة، وفي نظرة الرجل إليها وتقديره لمكانتها في المجتمع، ومركزها في البيت، وهذا الاشتغال الأنثوي لم يكن معروفا بهذه الصورة العميقة في الأجيال السابقة حتى عصر قريب، ففي الماضي كانت النساء تحترف حرفا كالخياطة والتطبيب والحياكة والخدمة، ولكن هذه الحرف لم تكن تشغل أوقات كبيرة من أعمارهن ولا كانت تترك لديهن أثرا نفسياً أو سلوكياً يشغلهن أو يلهيهن عن أمنية الأنوثة في الزواج والأمومة، وهي المهمة الأولى في الحياة بالنسبة للمرأة.


ثانيا: قلة الاكتراث بتزويج البنات والأخوات، وضعف الوازع الديني، وطغيان حب المادة، ولهذا السبب صور عديدة منها المغالاة في المهور، والاشتراطات المجحفة، والإسراف والبذخ في الولائم والأفراح، والحرص على المظاهر الخادعة، ورد الخاطب تلو الآخر طمعا في الأكثر ثراء، والأعلى وجاهة، وحرص ولي الأمر على مرتبها الشهري ومنعها من الزواج لهذا الغرض الخسيس إلى آخر هذه الصور الشائنة التي تصرف المرأة عن دورها الحيوي في المجتمع المتمثل في تكامل الزوجين وبقاء النوع.


ثالثا: تأثر الشباب بحضارة الغرب، وافتتانهم بعاداته، وله صور عديدة منها: إيثار حياة الوحدة والعزوبية و العنوسة، والانفلات من ربقة الدين والأخلاق إلى حمأة الفسق والرذيلة. والحرية المهلكة، وتقليد نجوم الانحراف والميوعة والتخنث والشذوذ، ووصل التأثر بالحضارة الغربية المادية في بعض الدول إلى حد التنفير من تعدد الزوجات الذي أباحه الشرع المطهر حين الحاجة إليه، وهذا الافتتان بالغرب ناتج- كما يقول علماء الاجتماع- من تقليد المغلوب للغالب في زيه ورسمه وعاداته توهما من المغلوب أنه بهذا التقليد يستمد من الغالب أسباب الغلبة والقوة والمنعة، ومن أوخم نتائج هذا التقليد المزري فقد الثقة في الدين الحق، والارتماء في أحضان الأعداء، وتضييع كل مكتسبات الحياة إثر ذلك، وفقد مقومات الاستقلال والكيان المتميز.


إن العبء الأكبر يقع على العلماء والدعاة وأئمة المساجد في التصدي لهذا الشبح الخطير،
شبح العنوسة الذي يهدد الكثير من بيوت المسلمين.

إن مجتمعنا محافظ في دينه وقيمه، ولا تستطيع الفتاة مفاتحة والديها عن الزواج، وهذا أمر طبيعي ،
ولا مانع إذا علمت الفتاة بتقدم أحد الخطاب لها وهو على دين وخلق أن تشعر والديها برغبتها فيه،
أما إذا كان الوالد أو الولي من طبعه الرفض، ورد الخطاب فعند ذلك تستشير الفتاة
من تثق بعلمه وتقواه من المشايخ لأخذ التوجيه المناسب، وربما يتاح التوسط بطريقة سليمة وشرعية، وليس بعيب أن تخطب الفتاة لنفسها لاسيما إذا كانت كبيرة ومميزة، ولها القدرة على التمييز،
ولها في أم المؤمنين خديجة- رضي الله عنها- أسوة حسنة حينما عرضت نفسها
على خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم لما أيقنت من نزاهته وخلقه وأمانته.


اضاءة :
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{ يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر
وأحصن للفرج , ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء }.

نسأل الله أن يرزق شبابنا وفتياتنا :
الهدى والتقى والعفاف والغنى .

دمت بنقاءالورد .
http://woo007.jeeran.com/M%20(6).gif
أخوك المحب
http://omnieat.jeeran.com/Z35.gif
صدق المشاعر

رحاب الرحمن
09/03/2008, 09:16 PM
اعذرنى استاذ الموسى لمرورى مره اخرى بصراحة استوقفتنى مشاركة الاخ صدق المشاعر ما شاء الله على مشاركته رائعة و امثلة مميزة و توضيح و مداخلة مميزة الله يعطيه العافية و الشكر لللاستاذ الموسى لطرحه مواضيع مميزة فتحت افاق رائعة لزيادة الوعى و النقاش المستنيرالله يحفظكم

دكتور الموسى
09/03/2008, 10:56 PM
اعذرنى استاذ الموسى لمرورى مره اخرى بصراحة استوقفتنى مشاركة الاخ صدق المشاعر ما شاء الله على مشاركته رائعة و امثلة مميزة و توضيح و مداخلة مميزة الله يعطيه العافية
و الشكر لللاستاذ الموسى لطرحه مواضيع مميزة فتحت افاق رائعة لزيادة الوعى و النقاش المستنيرالله يحفظكم










أم عبد الرحمن اعذرك على ماذا ؟ أنتِ وقفتِ مع هذا الموضوع منذ ولادته ولعلك شاهدتِ كيف كانت الردود من الأخوان وأنا الحقيقة فخور بهم والحمد لله هناك من يطّلع بصرف النظر إذا كان الموضوع منقول أو غير منقول إلاّ أن أخي صدق المشاعر أجاد له كل الشكر






اخي الفاضل :
`~'¤!||!¤'~`(( الموسى ))`~'¤!||!¤'~`
http://www.almeshkat.com/vb/images/slam.gif
http://woo007.jeeran.com/M%20(6).gif
http://www.joooory.com/upload/upload/wh_12708985.gif
على طرحك الموضوعي الهادف .

تعليق ومداخله :

ان مفهوم العنوسة في المصطلح الشعبي العامي يعني البايرة
ويقصد بها كل فتاة تأخرت عن سن الزواج المتفق عليه اجتماعيا.
وفي عرف المجتمع أن البايرة هي الفتاة التي لم تعد صالحة للزواج لأن قطار الزمن تجاوزها .
وفي الحقيقة أن هذا المصطلح مأخوذ من قولهم بارت الأرض اذا فسدت ولم تعد صالحة للزراعة
وهذه إشارة واضحة إلى ان الفتاة التي بلغت السن التي حددها المجتمع ولم تتزوج
لا تستطيع الانجاب أو على الأقل تكون خصوبتها ضعيفة ومن ثم يتبرم الشباب من الزواج بها .
ومصطلح البايرة قبيح ومستهجن وهو جارح ومهين لكل فتاة تعير به .
ان العنوسة ظاهرة اجتماعية عانت منها الدول الغربية منذ الحرب العالمية ,
وما زالت آثارها الوخيمة وانعكاساتها السلبية تهيمن على المجتمعات الغربية
كظاهرة الأم العازبة,والزواج المثلي وشيوع الفاحشة ...وككل ظاهرة اجتماعية ,
فهي كالوباء قابلة للانتشار وبسرعة اذا لم تجفف المنابع التي تمدها بالقوة .
وقد تتحول الى كارثة اجتماعية تؤرق المجتمع, وتدفع به الى الهاوية
اذا لم تعالج في الوقت المناسب وبالعلاج المناسب.
قد يبدو للوهلة الأولى أن العنوسة هي مسألة شخصية تتعلق بالفرد ,ذكرا كان أم أنثى
لكن الواقع عكس ذالك لأن الفرد ركيزة أساسية ,ومن مجموع الأفراد يتكون المجتمع .

العنوسة.. أسباب وملابسات

تختلف الأسباب، وتتعدد العوامل التي تؤدى وتساعد على انتشار ظاهرة العنوسة،
وتصب كلها في بوتقة البعد عن ديننا الحنيف، أو جهلنا ببعض أحكامه،
أو سوء فهمنا للحكم- الساهية وراء الأوامر والنواهي التي يأمرنا بها الله- عز وجل-
وتوضحها لنا السنة الكريمة، فكلما زاد اقترابنا وتمسكنا بتعاليم ديننا الحنيف
إيمانا قولا وفعلا كان في ذلك النجاة من الوقوع في أزمات ومشكلات الحياة المعاصرة
بتطوراتها السريعة المتلاحقة.

ومن الأسباب التي تقف وراء ظاهرة العنوسة:


1- عضل النساء. أي منع المرأة من الزواج بكفئها


فإذا تقدم لها خاطب كفء منعت منه إما من قبل وليها أو لتدخل قصار النظر من النساء
والسفهاء بحجج فاسدة كالقول بأن الخاطب كبير السن أو فقير أو متدين متشدد.
وبهذا تهدر المصالح، وتضيع المسئولية، وتحرم المرأة من حقها الشرعي في الزواج
في الوقت المناسب، وتفقد دورها الفعال في المجتمع بتكوين تشارك في مسئوليته،
وتنشئ جيلا يعتمد عليه.. ومما يزيد المشكلة رفض ولي الأمر لزواج الفتاة
بوضعه شروطا تعجيزية من المهر والمتطلبات التي ينوء بحملها أي شاب في العمر،
أو طمعه في راتب الفتاة فيختلق الأسباب لرفض الزواج متناسيا بذلك
قول المصطفى عليه الصلاة والسلام:
" إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة
وفي منع المرأة من التزويج بكفئها ثلاث جنايات:
جناية الولي على نفسه بمعصيته الله ورسوله، وجناية على المرأة حيث منعها من كفئها
وفوت عليها فرصة الزواج الذي هو عين مصلحتها،
وجناية على الخاطب حيث منعه من حق أمر الشارع بإعطائه إياه،
ومثل هذا الولي تسقط ولايته على المرأة وتنتقل إلى من هو أصلح منه ولاية عليها،
بل إذا تكرر هذا العضل منه صار فاسقا ناقص الإيمان والدين لا تقبل شهادته جمع من العلماء،
كما أن الولي قد يمنح تزويج الفتاة بحجة أن لها أختا أكبر منها،
والنتيجة أن تعنس الاثنتان أو يرفض تزويجها بجعلها خادمة لإخوانها الذكور،
ولا يسمح لها بالزواج إلا بعد أن يتزوج الأبناء، ولا يوجد دليل شرعي على ذلك
أو على مراعاة الترتيب في الزواج.




2- ومن معوقات الزواج وسبب تأخيره رفع المهور وجعلها محلا للمفاخرة والمتاجرة


لا لشيء إلا لملء المجالس بالتحدث عن ضخامة هذا المهر دون تفكير في عواقب ذلك،
ولا يعلمون أنهم قد سنوا في الإسلام سنة سيئة عليهم وزرها ووزر من عمل بها
لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا،
وأنهم حملوا الناس عنتا ومشقة يوجبان سخطهم عليهم وسخريتهم منهم،
وإن ضخامة المهر تسبب كراهة الزوج لزوجته، وتبرمه منها عند أدنى سبب
وإن سهولة المهر تسبب الوفاق والمحبة بين الزوجين هما يوجد البركة في الزواج.




3- ومن الأمور التي نفرت من الزواج تلك المعوقات التي ابتدعها الناس وتمادوا فيها


حتى أثقلت كاهل الزوج من تكاليف باهظة لشراء مصاغات وأقمشة، والمبالغة في تأثيث المنزل،
والإسراف في إقامة الولائم، وضياع الأموال هدرا، ومنها أيضا إقامة الحفلات في الفنادق وقصور الأفراح وما يتبع ذلك من ارتكاب المحرمات من الغناء والرقص والتصوير،
بل وشرب المحرمات وتصبح هذه الحفلات مجالا خصبا لارتكاب المعاصي،
وما يتبع ذلك من قضاء ما يسمونها "شهر العسل " في بلاد خليعة من البلاد الأجنبية
وتكون النتيجة مخالفة شرع الله، ويصبح الزوج مكبلا بقيد من الديون الثقيلة
التي تمتد سنوات وسنوات

.

وتعد هذه المعوقات التي تقف حائلا أمام الزواج من سباب عزوف الشباب عن الزواج،



وتأخير سن الزواج، وتأيم كثير من الفتيات، وتفشي ظاهرة العنوسة وما يتبعها من آثار سلبية
على الأسرة والمجتمع ككل، وتلك العوائق من جانب لي أمر الفتاة وهو أحد أطراف القضية
التي تشمل ولي الأمر، الأم، الفتاة، الشاب، وهم أطراف عملية الزواج أو العزوف عنه.

فولي الأمر يجب أن يحافظ على الأمانة التي حملها من فوق سبع سماوات،
وأن يتقي الله في أولاده جميعا ولا يفرق لي المعاملة بين الذكور والإناث
كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام:
"اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ". رواه البخاري ومسلم.
والأنثى أحق بالشفقة والرحمة حيث إن عصمتها بيد ولي أمرها.
وبعض الآباء يكونون سببا في عنوسة الفتاة بأن يقول:
بنتي لولد عمها، والبنت لا تريد ولد عمها، ويفرضه عليها،
والرسول عليه الصلاة والسلام يقول:
"لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن قالوا:
يا رسول الله وكيف إذنها؟ قال: أن تسكت ". رواه مسلم.
وهو ما يسمى عند بعض القبائل "بالتحجير" ويعد هضما
لكرامة المرأة التي عززها الإسلام ورفع مكانتها.

كما أن بعض الآباء يشترط نسبا معينا "أو بلدا معينة" ويرد كثيرا من الخطاب بحجة
أنهم أقل منهم نسبا أو ليس من قبيلته، أو من بلده على الرغم من أن المعيار
هو التقوى والدين كما قال تعالى:
{وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} (سورة الحجرات، الآية:13).




ولقد تزوج عليه الصلاة والسلام من زينب بعد أن طلقها مولاه زيد بن حارثة،


كما زوج محمد عليه الصلاة والسلام فاطمة بنت قيس لأسامة،
وتزوج المصطفى الكريم من صفية بنت حيي بن أخطب وكانت ابنة يهودي.
كما أن بعض الآباء يشترطون شروطا شكلية ربما لا يستطيع الشاب تحقيقها
مثل أن يكون لديه سيارة، أو تكون معه شهادة مثل شهادة البنت أو أعلى،
أو عنده سائق أو خادمة، أو يكون له منزل بمفرده بمواصفات معينة وغيرها
من الأمور التافهة التي تؤدي إلى العنوسة.




أما الطرف الثاني فهو الأم ودورها العظيم حيث تقع عليها مسئولية تربية بناتها


وفق التعاليم الدينية السمحة مستنيرة في ذلك بالأحاديث النبوية الشريفة،
وعليها أن تغرس في نفوسهم أثناء التربية الحب والدين، أما المال فليس شرطا
فهو يأتي ويذهب بالإضافة إلى التحلي بالصبر والآداب العامة، والاهتمام بالثقافة والعلم،
والاعتماد على النفس في شئون المنزل والحياة العامة ومواجهة المشاكل
والعمل على حلها بالصبر والأناة وعدم الاعتماد على الخدم كلية
وأن تقنع بالقليل، فالسعادة وراحة البال لا تتحققان بالمال والمظاهر الشكلية،
ولكن بالخلق والدين والإيثار والقناعة والود والرحمة.

وعلى الأم ألا تختلق العوائق والشروط التعجيزية أمام زواج الفتاة أو الشاب،
فالاعتدال مطلوب في كل شيء من الناحية الجمالية والمادية، والمظاهر الشكلية،
بما في ذلك مظاهر التفاخر والتباهي بأشياء لا تغني ولا تسمن من جوع،
فالعبرة بالدين والأخلاق والسلوك السوي والاستقامة، فالتيسير مطلوب،
قال عليه الصلاة والسلام: "يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا".




أما الطرف الثالث فهو الفتاة، وعلى هذا الطرف تقع المسئولية للنهوض


بمستواها الثقافي والجمالي، جمال الأخلاق، وجمال الخلق، فالأخلاق تتمثل في الاحتشام،
والمحافظة، والنظر للبعيد والقادم من الأيام كما أدق عليها أن تتعلم المهارات المنزلية،
وتزن الأمور بالعقل قبل العاطفة و ألا تغالي في الصفات المطلوبة
والصورة الخيالية لفارس الأحلام، فالكمال لله وحده، ولا يوجد إنسان تتوافر فيه
كل الصفات الشكلية والجوهرية من دين وخلق والتزام، وألا تجعل هذه الرغبات الخيالية
وغير المنطقية عقبة أمامها تحولها مع مرور الأيام إلى عانس برفضها
كل خاطب لا تنطبق عليه هذه الأوهام وتكابر حتى يلحقها قطار العنوسة والذبول والندم.

كما أن الفتاة قد تجعل الدراسة عقبة أمام الزواج ويوافقها أبوها على ذلك،
وفي ذلك ضرر على الفتاة وعلى المجتمع من عدة أمور منها:
أن التعليم الطويل بالنسبة للفتاة في الغالب لا تستفيد منه عندما تتزوج فتنشغل بالزوج والأولاد،
كما أن الفتاة إذا ردت نصيبها من الزواج بحجة الدراسة فإن الخطاب ينصرفون عنها-
كما يقول الأستاذ عبد الله الجار الله في كتاب الزواج وفوائده وآثاره النافعة-
لأن كثيرا من الشباب يفضلون زوجات أقل منهم في المستوى العلمي،
وبعض الشباب لا يفضلون زوجة تخرجت من الجامعة، وانشغلت بالعمل وجمع المادة
مع أن السن قد تقدمت بها، وبدأت تذبل، فحري بالمرأة وولي أمرها ألا يردا الخاطب
في أي لحظة من اللحظات التي يتقدم لهم فيها إذا رضوا دينه سواء قبل أن تواصل دراستها
وعملها أم لم يقبل أن تواصل الدراسة والعمل، مع أن بعض الشباب
لا يمانعون من مواصلة زوجاتهم للدراسة، لأنهم يحسون أن المجتمع بحاجة
إلى مثل زوجاتهم للتدريس، أو للتطبيب ونحو ذلك هما يحتاجه المجتمع الإسلامي المحافظ

.

أن الإسلام لا يقف أمام تعليم الرجل والمرأة، وإنما يقف أمام تلك المظاهر الكاذبة
التي انتشرت والتي كان لها الأثر السيئ في المجتمع الإسلامي،
فلو فرضنا أن الفتاة قد أكملت دراستها بدون زواج، وأخذت الشهادات العليا
فكم يصبح عمرها؟ ومن سيتزوجها؟ بعد أن عدت سن الزواج؟
فأغلب الرجال يفضلون الفتاة صغيرة السن وتمتلئ البيوت بفتيات نادمات على رفضهن
الزواج بحجة إكمال الدراسة، وآباءهن الديمقراطيون لا يحركون ساكنا،
ولا يقدمون النصيحة لهن، وتود الواحدة من هؤلاء الفتيات اللاتي حصلن على
شهادة الماجستير أن تحرق لأنها أضاعت عمرها،
وأوصت شبابها ولحقت بقطار العنوسة، حيث الرجل لا يريد زوجة، لم يتبق من عمرها
إلا القليل حتى تصل لسن اليأس.

إن الفتاة أو الشاب إذا تزوجا خلال فترة الدراسة فإنهما سيعيشان أحلى لحظات العمر
مع الاستقرار النفسي والعائلي.
وقد تناولت جريدة الندوة قضية الفتاة الجامعية التي تقف على عتبة العنوسة في العدد 10582 في (13 ربيع الثاني 1414 هـ)
بالمناقشة بين طرفي القضية الفتاة والشاب، ونستعرض بعضا من الآراء المختلفة
لكل طرف لنتعرف على ملابسات هذه القضية الحساسة.

إحدى الفتيات اتهمت الشباب بأنهم يبحثون عن الفتاة صغيرة السن
أو قليلة التعليم لسهولة قيادتها، أو لإضفاء المرح والسرور على الحياة الزوجية،
كما اتهمت الشباب الذين يعزفون عن الزواج من الجامعية بقصور تفكيرهم،
وضعف شخصياتهم، لأنهم يتابعون الأفلام التي تكون محشوة بأفكار
ومعتقدات خاطئة عن الفتاة الجامعية وأن قوامة الرجل صورية،
وليس كما جاء في قول- الله عز وجل-: {الرجال قوامون على النساء}.
ورأي آخر لفتاة يقول:



إن الشباب يلصقون أبشع الصفات بالفتاة الجامعية بأنها "مغرورة ومتعجرفة ومتكبرة".
واتفقت معظم الفتيات على أن العلم ضروري ولن يؤثر ذلك على مستقبلهن الأسري
حتى حملن هذا السلاح الذي يحميهن من غوائل الدهر، وظروف الحياة،
بل إن الشهادة تمنحهن المزيد من النضوج والوعي والثقافة،
ويوجهن اللوم إلى بعض الشباب الذين يتذرعون بالحجج الواهية حول غرور الفتاة الجامعية،
أو البعض الآخر الذي يفضلها صغيرة، وأكدن أن بعض الشباب يتهربون من المسئولية
ومن الارتباط بالفتاة الجامعية، لأنها أعلى مستوى منهم، وأرقى ثقافة،
ونفين مقولة: "إن الفتاة الجامعية تشرف على العنوسة".

ويرى شاب جامعي أنه من الأفضل الزواج من جامعية ليكون هناك تقارب في المستوى
الفكري والثقافي بينهما، ولكي يعيش الأبناء في ظل أسرة متفهمة واعية قادرة
على حل مشاكلها بكل سهولة ويسر، وحصول الفتاة على شهادة جامعية أمر ضروري
لتؤمن نفسها من غدر الزمن لأنها لو توفي زوجها أو طلقها تستطيع أن تخوض غمار الحياة
وتربي أطفالها بالبحث عن وظيفة، كما أن الفتاة الجامعية تصل إلى درجة من العقلانية
والوعي الثقافي تؤهلها لأن تكون زوجة صالحة وأما فاضلة وعضوا فعالا لبناء المجتمع.

ويمكن الجمع بين الزواج في سن صغيرة وإكمال دراستها بعد الزواج، والموازنة بين بيتها وأطفالها ودراستها، لأن معظم الشباب يفضل الزوجة صغيرة السن التي لا يزيد عمرها عن العشرين،
أما زواج الجامعية من شاب غير جامعي فهو زواج غير مستقر،
لعدم وجود تقارب وتكافؤ بين الزوجين فكريا وعلميا وثقافيا،
ولشبه انعدام لغة الحوار المشترك بينهما، وقد تتعالى الزوجة على الزوج بمستواها التعليمي،
ولا يعني هذا أن الشاب الذي يريد فتاة صغيرة السن أو غير جامعية يعاني من نقص داخله،
فهذا اتهام باطل ومرفوض، لأن هذه الرغبة قد تكون هروبا من تعالي وغطرسة
وغرور الجامعية، وعندما يتزوج الصغير قد يدعها لإكمال دراستها أثناء الزواج،
وبذلك يكون قضى على غرور الجامعية وتعاليها على الشباب.

إن الجامعية- بلا شك- تكون على قدر كبير من المسئولية والفهم والوعي والإدراك.
ويجب على الفتيات ألا يرفضن الزواج وهن في المرحلة الثانوية أو بداية المرحلة الجامعية بسبب رغبتهن في مواصلة التعليم، ثم يلقين باللوم على الشباب فكم من الفتيات والشباب
أكملوا دراستهم بعد الزواج، فالمرأة إن لم تكن مؤدية لواجباتها الأسرية على أكمل وجه فهي غير ناجحة ولو كانت تحمل أعلى الشهادات.

ويؤيد شاب جامعي الزواج من جامعية؛ لوصولها لمرحلة نضج فكري وعلمي وجسدي متكامل تستطيع أن تتخطى به العقبات وتكون أما صالحة مثقفة واعية، إلا أنه يلزم بعض الفتيات التخلص من الكبرياء نتيجة حصولهن على المؤهل الجامعي.

رأي لباحث اجتماعي يقول: إن الارتباط بالجامعية أمر محبذ بشرط أن يسود التفاهم والوئام فيما بين الزوجين، وأن تعمل وتشارك الزوج في أعباء الحياة على ألا يكون هناك استغلال ولا شروط بخصوص الدخل ونحوه. فطلب العلم فريضة،
ويا حبذا لو كان إلى آخر رمق، ولا يقتصر على المرحلة الجامعية فقط، فقد قال- تعالى-:
{قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} (سورة الزمر، الآية:9)
وقال المصطفى عليه الصلاة والسلام:
"إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاء بما فعل ".
ووجهة نظر أخرى تقول:
إن الزواج بالجامعية المثقفة يكون عونا على بناء مستقبل مشرق،
وعلى الذين يرفضون الزواج من الجامعية أن يعيدوا تفكيرهم الخاطئ
وهذا التفكير العقيم وبخاصة إذا كان ممن وصل إلى المرحلة الجامعية
بشرط أن تعي الفتاة الجامعية دورها بشكل جيد، وألا تتعالى على زوجها بشهادتها العالية.
ولعل الطبيبة من أكثر الفتيات تعرضا لعزوف الشباب عن الزواج منها لإصرارها
على إنهاء دراستها قبل الزواج، واتهام البعض لها بالتعالي، والغرور،
لأنها قد أصبحت طبيبة، ولهذا يعتقد البعض أنها لا تصلح كزوجة،
وبعضهم يحاولون الحد من تقدم الفتاة الطبي عند إصرارهم على أن يكون عملها
داخل إحدى الوحدات أو المراكز الصحية، إلا أننا نجد قلة هي التي تقدم على الزواج من الطبيبة،
بل وتساهم أيضا في تحقيق أحلامها بالتميز والتفوق،
ونعرض خلال السطور القادمة بعض الآراء ووجهات النظر المتنوعة
والمختلفة للشباب والأطباء والطبيبات من خلال الاستطلاع
الذي أجرته إحدى الصحف المحلية:

إن طول مدة الدراسة في كليات الطب السبب الأول، بل الأساس في تأخير سن الزواج للطبيبة
كما يرى د. أسامة ظفر مدير مستشفى الملك فيصل بالطائف لأن 95% منهن يرفض
الزواج لحين الانتهاء من الدراسة نتيجة الخوف الشديد من عدم الاستمرار،
بل عدم الاستقرار في الدراسة التي تتطلب تفرغا كاملا، وتركيزا شديدا من أجل التفوق،
للشباب عدة أسباب في عزوفهم عن الزواج من الطبيبة أولها طول مدة الدراسة،
وثانيها رفض الفتيات الارتباط حتى الانتهاء من الكلية.
كما أن اشتراط بعض الأزواج أن تتجه المرأة الطبيبة إلى العمل بالوحدات الصحية
دون المستشفيات من أجل تقصير فترة الدوام حيث تتراوح مابين 8 إلى 9 ساعات
عكس المستشفيات التي تصل فيها إلى ما بين 24 إلى 48 ساعة،
وهذا أمر يرفضه أكثر الأزواج.
ورأي ثان للدكتور أحمد الشاذلي أستاذ طب الأطفال بالطائف يرى
أن تأخر الطبيبة في الزواج، لأنها تفضل الزواج من دكتور يتفهم طبيعة عملها فمن يقبل
أن تنزل زوجته في منتصف الليل إذا كان هناك حالات طارئة غير الزوج الطبيب
الذي يقدر متاعب المهنة، ولذلك فقد تنتظر كثيرا حتى يتقدم لها الطبيب.

وجهة نظر لطالب جامعي تؤيد عدم الزواج من الطبيبة وترى أنه من الأفضل أن تتزوج
من طبيب مثلها يساويها في جميع القدرات الثقافية والاجتماعية،
ويكون متفهما لطبيعة عملها.
ورأي مخالف لموظف يقول: إنا ظروف الحياة اليوم أصبحت صعبة، وأصبحت المادة تشكل عنصرا أساسيا فيها،
والارتباط بالموظفة بصفة عامة، والطبيبة بصفة خاصة أمر مساعد،
وله دور كبير في تلبية متطلبات الأسرة، وله أثر إيجابي قد يطغى على الناحية
السلبية في الحياة الزوجية.
قول لموظف يوضح أن الارتباط بالطبيبة يحتاج إلى نوع من التضحية من الزوج،
وتقديم يد العون والمساعدة لمن نذرت نفسها لخدمة مجتمعها ولمن ترسم الأمل والابتسامة
على شفاه مرضاها.
ونتعرف على وجهة نظر الطبيبات والفتيات إزاء عزوف الشباب عن الارتباط بالطبيبة:
توضح د. أسماء فتح الباب عبد الحليم استشارية أمراض النساء والتوليد أن تأخر الطبيبة في الزواج يرجع إلى طول مدة الدراسة،
فتتخرج وهي في السنة الخامسة أو السادسة والعشرين وكثير منهن عندهن
الطموح لاستكمال الدراسات العليا وكثير منهن يفضلن الانتهاء من الدراسة
دون زواج وأولاد قد يعطلونهن عن المذاكرة والتفوق وهذا يؤدي إلى تأخر زواجها
إلى ما بعد الثلاثين كما أن بعض الطبيبات يفضلن العريس الطبيب،
وخصوصا إذا كانت حاصلة على دكتوراه، فهي تنتظر أستاذ جامعة،
وبهذا تنتظر إلى ما بعد الأربعين.
ويمكن للطبيبة العاملة أن تأخذ إجازة مؤقتة من عملها إذا كان المنزل بحاجة إليها
أكثر من العمل لرعاية أطفالها، ثم يمكنها العودة إلى عملها بعد ذلك.

وتعتقد طالبة طب أننا وصلنا إلى مرحلة تجعل الشباب يفكر بطريقة أكثر عقلانية وواقعية،
وأن الارتباط بمثل هذا الشاب الذي يعتقد أن الزواج من الطبيبة لا يحقق الاستقرار الأسري
يعد مجازفة، فليس هناك فرق بين الطبيبة والمعلمة وغيرهما ممن يخدمن المجتمع،
ويسعين لمستقبل أفضل لهن وللمجتمع.




وبعد استعراض الآراء المتنوعة المختلفة من الطرفين: الشباب، والطبيبات يتضح لنا

أن التفاهم والتكافؤ الثقافي والعلمي والاقتناع بدور كل منهما في الحياة الأسرية والمجتمع
وبتعاون كلا الطرفين وتقدير ظروف عمله كل ذلك هو الأساس للاستقرار الأسري،
فمهنة الطب من أنبل المهن وأشرفها، إلا أنه يلزم قليل من التضحية والتنظيم
وتنسيق الوقت واستغلاله وتحديد الأولويات، ومع هذا تستطيع طالبة الطب الزواج
في سن مناسبة مع استكمال دراستها بعد الزواج والمحاولة الدائمة
في تحقيق النجاح على المستوى العلمي والمهني والمستوى الأسري والعائلي.

أما الطرف الرابع من أطراف القضية فهو الشاب،
ولا شك أن عدم تحمل المسئولية والهروب منها هما وراء عزوف الشباب عن الزواج المبكر،
فالبعض يتحجج بأشياء واهية كاستكمال الدراسة،
والبعض يريد أن يؤمن مستقبله ويكون نفسه على حد تعبيره،
كما أن البعض يضع شروطا خيالية في الفتاة التي يريد الزواج منها يجمع فيها كل المحاسن:
من الجمال، والمال، والحسب، والنسب، والثقافة، والوظيفة،
وأن تكون سيدة منزل من الدرجة الأولى متناسيا أو متجاهلا أنه هو
ليس مكتمل الصفات والمزايا، فالكمال لله وحده، فكما
أن هناك مزايا متوافرة هناك أيضا قصور في جوانب أخرى في كل إنسان.،
فالمهم وجود درجة من التكافؤ الاجتماعي والتعليمي والثقافي والبيئي،
وبالتفاهم والود وحرص كل من الشاب والفتاة على أن يؤدي دوره تجاه الآخر
تضيق المسافات، وتختفي الفوارق والنواقص، وتلك كلها أمور غير مقنعة للعزوف
عن الزواج ولكن نجد أن التنشئة الاجتماعية للشاب تلعب دورها في تكوين شخصيته
واستقلاليتها ونضجها ووضع الأمور في نصابها السليم، كما تلعب التنشئة الاجتماعية
دورها البارز والهام في تحمل المسئولية والاستقرار النفسي والنضج الفكري
وعدم الخضوع لمزاجية أحد في تحديد مستقبله، واختيار شريكة حياته على أساس
موضوعي سليم، فيكفي من الأهل النصح والمشورة فقط، والابتعاد عن
فرض فتاة بعينها أو الحث على الابتعاد عن فتاة ما بحجة أنهم لا يستريحون لها
أو ليست على هواهم، فيجب على الشاب أن يكون صاحب القرار الأول والأخير
في تحديد مستقبله وحياته القادمة بعد سماع نصيحة الأهل ووضعها في الاعتبار.

فكم من شاب تزوج وهو لم يستكمل دراسته واستطاع في ظل الاستقرار الأسري
بمساعدة زوجته وتهيئتها الجو المناسب- إكمال الدراسة، بل والتفوق فيها،
كما أنه إذا تزوج في سن مناسبة فهو بذلك يتحمل المسئولية الكاملة عن البيت
والأسرة مما يدفعه إلى مضاعفة الجهد، والعمل لتوفير احتياجاتهم،
ويكون ذلك دافعا إلى البحث والمحاولة لتحقيق دخل أكبر،
وبذلك يستطيع أن يؤمن مستقبله المادي والنفسي والأسري في الوقت نفسه،
فكم من قصة نجاح وتكوين ثروة لا بأس بها من خلال هذا الاستقرار الأسري،
ومن خلال الزوجة التي تقف وراء زوجها، وتدفعه للنجاح والتفوق والتميز،
وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال:
"ثلاثة حق على الله عونهم:
المكاتب يريد الأداء، والناكح يريد العفاف، والمجاهد في سبيل الله "
رواه الترمذي والنسائي.

كما أن مقولة الشباب إن الزواج يتطلب مبالغ طائلة لا قدرة لهم عليها،



وتكاليف تكبل حياتهم لمدة طويلة مقولة مبالغ فيها، لأنه يوجد العديد من الأسر
التي لا تبالغ في المهور والتكاليف الباهظة، كما أنه تنتشر العديد من الجمعيات
والمؤسسات التي تساعد وتسهل في تكاليف الأزواج، بل وتستطيع التوفيق بين
كل من الشاب والفتاة المناسبة له.
فعلى الشباب أن ينهضوا من سباتهم العميق، وحججهم الواهية،
ويزيحوا عن كاهلهم شعار العزوف عن الزواج قبل أن تضيع أحلى سنوات العمر هباء،
فقد قال- تعالى-: {إن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله} (سورة النور، الآية: 32).




كما أن بعض الشباب يعزفون عن الزواج بسبب البحث عن أسرة تسمح بالرؤية الشرعية


للفتاة قبل العقد، ويستمر البحث طويلا طاويا معه سنوات وسنوات،
وربما لا يجد فيضطر للزواج بزوجة لم يقتنع بها، فإما أن يضمها على كره ومجاملة،
وإما أن يطلقها مع أن الله أباح الرؤية الشرعية بشرط عدم الخلوة.

كما أن الشباب قد يشترطون الأبكار، وصغيرات السن، ولربما كانت العانس أو المطلقة
أفضل بكثير من الصغيرات، سواء في العلم أو تجارب الحياة،
فالرسول صلى الله عليه وسلم تزوج خديجة بنت خويلد وعمرها أربعون عاما،
وعمره صلى الله عليه وسلم خمسة وعشرون عاما.

4- ومما يساعد على انتشار العنوسة في المجتمع رفض البعض لفكرة التعدد
في الزواج مع أن الله- سبحانه وتعالى- قد أباح التعدد وحث عليه بشروط وقيود معينة،
يلزم تطبيقها حتى تتحقق الغايات الساهية من وراء التعدد، إلا أن البعض يرفض الرجل
صاحب الدين والخلق الفاضل لكونه متزوجا مع توافر القدرة الدينية والمالية والصحية.

فربما يكتب الله الذرية الصالحة من هذا المعدد وهذا أفضل لها من جلوس الفتاة
سنوات وسنوات بدون زواج. فالتعدد نظام إلهي محكم، لا يأتيه الباطل من بين يديه،
ولا من خلفه، وهو موضوع كامل لا يعتريه النقص، حيث توضح أغلب التقديرات
أن نسبة النساء الصالحات للزواج تزداد على عدد الرجال الصالحين بنسبة 4 إلى 1،
نتيجة لكثرة ولادة البنات، كما أن الرجال هم وقود المعارك العسكرية،
وضحايا الحوادث بنسبة أكبر من النساء، كما أنهم أكثر جهدا
وسعيا للحصول على لقمة العيش مما يجعلهم أكثر قابلية للمرض.
وتعدد الزوجات هو العلاج الأمثل لمعالجة هذا الاختلال بين النساء والرجال.

فخير للمرأة أن تكون نصف زوجة أو ثلث زوجة على أن تعيش حبيسة الوحدة و العنوسة والهموم.
5- فتور العلاقات الاجتماعية بين الأفراد والأسر نتيجة للتطورات السريعة التي نعيشها اليوم والحياة المعاصرة التي ضعفت بسببها الصلات الاجتماعية بين الناس عن الماضي،
بل واتسعت الهوة حتى بين أفراد العائلة الواحدة فيما عدا المناسبات، وخفتت الروابط التي كانت تربط بين الجيران،
بل وأهل المنطقة بأكملها، وندرت الزيارات للأهل والمعارف والجيران، ونتج عن ذلك أن الجار لا يعرف شيئا عن جاره خيرا أو شرا، وبالتالي لا يعرف إن كان عنده من هو في سن الزواج أم لا
وهذا نتيجة البعد عن ديننا الحنيف الذي يدعونا إلى التآلف والوحدة والتعاون كما قال- تعالى-:
{وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} (سورة المائدة، الآية: 2).


ومن هنا يأتي دور أهل الخير والصلاح في تعريف الناس بعضهم على بعض لمن يريد الزواج،
أو لمن يوجد عنده بنات وبما تقدم بهن السن، أو كن أرامل أو مطلقات،
ومحاولة التوفيق بين الناس ومساعدتهم على قضاء حوائجهم
وينبغي ألا يتردد أهل الخير والصالحون من أهل المعروف في ذلك عملا
بقوله عليه الصلاة والسلام:
"الدال على الخير كفاعله " رواه مسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم:
"والله لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " رواه البخاري ومسلم.



فعلى أهل الصلاح والتقوى القيام بدورهم آخذين بالأسباب فقط،
والنتائج بيد الله كما قال- سبحانه وتعالى-:
{ما على المحسنين من سبيل}
(سورة التوبة، الآية: 91).
ويرجع د. عبده الرب نواب الدين "بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة"
أسباب العنوسة إلى ثلاثة عوامل هي:
أولا: انشغال المرأة المسلمة المعاصرة بالدراسة التي تستقطع سنوات طويلة من شبابها، ثم بعد ذلك الانشغال بالعمل والوظيفة، وكثيرا ما يكون العمل مختلطا بين الجنسين، ولذلك آثاره النفسية والسلوكية على كيان المرأة المسلمة العاملة، وفي نظرة الرجل إليها وتقديره لمكانتها في المجتمع، ومركزها في البيت، وهذا الاشتغال الأنثوي لم يكن معروفا بهذه الصورة العميقة في الأجيال السابقة حتى عصر قريب، ففي الماضي كانت النساء تحترف حرفا كالخياطة والتطبيب والحياكة والخدمة، ولكن هذه الحرف لم تكن تشغل أوقات كبيرة من أعمارهن ولا كانت تترك لديهن أثرا نفسياً أو سلوكياً يشغلهن أو يلهيهن عن أمنية الأنوثة في الزواج والأمومة، وهي المهمة الأولى في الحياة بالنسبة للمرأة.





ثانيا: قلة الاكتراث بتزويج البنات والأخوات، وضعف الوازع الديني، وطغيان حب المادة، ولهذا السبب صور عديدة منها المغالاة في المهور، والاشتراطات المجحفة، والإسراف والبذخ في الولائم والأفراح، والحرص على المظاهر الخادعة، ورد الخاطب تلو الآخر طمعا في الأكثر ثراء، والأعلى وجاهة، وحرص ولي الأمر على مرتبها الشهري ومنعها من الزواج لهذا الغرض الخسيس إلى آخر هذه الصور الشائنة التي تصرف المرأة عن دورها الحيوي في المجتمع المتمثل في تكامل الزوجين وبقاء النوع.


ثالثا: تأثر الشباب بحضارة الغرب، وافتتانهم بعاداته، وله صور عديدة منها: إيثار حياة الوحدة والعزوبية و العنوسة، والانفلات من ربقة الدين والأخلاق إلى حمأة الفسق والرذيلة. والحرية المهلكة، وتقليد نجوم الانحراف والميوعة والتخنث والشذوذ، ووصل التأثر بالحضارة الغربية المادية في بعض الدول إلى حد التنفير من تعدد الزوجات الذي أباحه الشرع المطهر حين الحاجة إليه، وهذا الافتتان بالغرب ناتج- كما يقول علماء الاجتماع- من تقليد المغلوب للغالب في زيه ورسمه وعاداته توهما من المغلوب أنه بهذا التقليد يستمد من الغالب أسباب الغلبة والقوة والمنعة، ومن أوخم نتائج هذا التقليد المزري فقد الثقة في الدين الحق، والارتماء في أحضان الأعداء، وتضييع كل مكتسبات الحياة إثر ذلك، وفقد مقومات الاستقلال والكيان المتميز.





إن العبء الأكبر يقع على العلماء والدعاة وأئمة المساجد في التصدي لهذا الشبح الخطير،
شبح العنوسة الذي يهدد الكثير من بيوت المسلمين.

إن مجتمعنا محافظ في دينه وقيمه، ولا تستطيع الفتاة مفاتحة والديها عن الزواج، وهذا أمر طبيعي ،



ولا مانع إذا علمت الفتاة بتقدم أحد الخطاب لها وهو على دين وخلق أن تشعر والديها برغبتها فيه،
أما إذا كان الوالد أو الولي من طبعه الرفض، ورد الخطاب فعند ذلك تستشير الفتاة
من تثق بعلمه وتقواه من المشايخ لأخذ التوجيه المناسب، وربما يتاح التوسط بطريقة سليمة وشرعية، وليس بعيب أن تخطب الفتاة لنفسها لاسيما إذا كانت كبيرة ومميزة، ولها القدرة على التمييز،
ولها في أم المؤمنين خديجة- رضي الله عنها- أسوة حسنة حينما عرضت نفسها
على خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم لما أيقنت من نزاهته وخلقه وأمانته.





اضاءة :


عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{ يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر
وأحصن للفرج , ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء }.




نسأل الله أن يرزق شبابنا وفتياتنا :

الهدى والتقى والعفاف والغنى .

دمت بنقاءالورد .
http://woo007.jeeran.com/M%20(6).gif
أخوك المحب
http://omnieat.jeeran.com/Z35.gif

صدق المشاعر




صدق المشاعر لك الشكر عزيزي الحقيقة بذلت مجهود تشكر عليه وفقك الله وسدد خطاك .

صقر الجنوب
11/03/2008, 01:53 AM
اشكر اخي الموسى على هذا الطرح الرائع والذي قرأته وقرأت كافة الردود فيه وهذا مالا يحصل عادة الا في قليل من المواضيع خاصة وان الموضوع طويل جدا لكنه بالفعل يستحق المناقشة والتدارس والبحث .......
مشكلة العنوسة مشكلة كبرى في المجتمع العربي تختلف مسبباته من بلد لآخر ..
المشكلة لدينا في المملكة
نجمل مسبباتها في التالي :

- الحكومة .
- الافتاء .
- أمراء المناطق .
- شيوخ القبائل .
- عرفاء القرى .
- مجتمع القرية - مجتمع المدينة .
- الآباء .
- البنات .

لا نستطيع ان نحمل شخص بعينه سبب المشكلة وانما الكل مشترك فيها كلا حسب قدرته في خلقها او حلها او تقاعسه عن حلها ....

الحكومة لم تصنع اي شي لحل هذه المشكلة ولم تصدر امرها بتحديد المهور ولن تحل المشكلة مالم تتدخل الدولة وتصدر الحكومة أمرها .

الافتاء ماذا عمل شيوخنا الافاضل في هذه المسألة وأين نصحهم وفتاواهم بأن المشكلة ستقودنا الى كارثة . ولابد من مفتينا ان يتصدوا لها . ام انهم لا يفتون الا اذا اذا وقعت الفاس بالراس .

أمراء المناطق من أولى أولوياتهم ومسئولياتهم بحث وحل مشاكل الافراد فماذا عملوا .. لاشيء .

شيوخ القبائل بإمكانهم أن يجتمعوا بافراد القبيلة وعرفاءها وعارفيها لحل هذه المشكلة لكنهم على ما أظن يطبقون طريقة ( حاملي الاختام فقط )

عرفاء القرى والعمد يمكن يكونوا اقرب الناس لهذا الامر لكن للاسف لم يقوموا بدورهم مع ان اغلبهم متعلمين ومثقفين .

مجتمع القرية - مجتمع المدينة وهنا تكمن الكارثة مايهمهم هو التفاخر والحفلات والبهرجة وافضل الملابس وافضل القصور وافضل العرضات واكبر العزائم والولائم ولا يعرفون ان هناك شخص واحد مسكين يتحمل ذلك كله من جيبه وقد يكون كل ذلك بالتقسيط لكن هذا آخر مايمكن ان يفكروا به .


الآباء هم أكبر من يتحمل المسئولية فالمسألة لديهم لاتتعدى كونها مغالاة في المهور ولا يعلم الواحد منهم اذا كان لديه ابنة واحدة فلدية اضعاف اضعافهم من الاولاد سيقبلون غدا على الزواج وما طلبه لابنته من مهر سيطلبه الاخرون لبناتهم .

البنات اعتقد انهن مجبورات ولا رأي لهن في غالب الاحيان وبسبب النظرة الفوقية أحيانا بانها لن تتزوج الا من كذا وكذا ويكون لديه كذا وكذا وشروطها افضل القصور واغلى الحلي وافضل وافضل .. الى ان يذهب الخاطبون الى غير رجعة بسبب كثرة الطلبات ..

لماذا لايتفق الجميع على مهور معينة سهلة تريح الناس .
لماذا لايكون هناك حفلات زواج جماعية كما يحدث في جدة وبعض المدن وبعض الدول .
لماذا لاتقتصر الدعوات على الاقل من المدعوين ولماذا التفاخر وبعد هذا كله ترمى تلك الموائد في صناديق النفايات .


أختم كلامي هذا بقصة حقيقية رائعة حدثت في بلاد غامد وزهران اخبرني بها احد الاصدقاء فيقول قبل فترة ..

كان في قريتنا رجل غني وكان رجلا رائعا في كل شي وله ثلاث بنات يدرسن في الجامعة على خلق وجمال ودين وكل الشباب يرغبون بل يتمنون في خطبتهن .
مايحول دون ذلك غنى والدهن فكم سيطلب مهرا ممن يتقدم لابد وان يطلب بالملايين ..
ما حصل ان الشباب لم يجروء احد أن يتقدم . في يوم من الايام كان احد شباب القرية اكثر جرأة من غيره فذهب الى ذلك الغني ليفاتحه في موضوع الزواج من ابنته فضحك وقال وين ابوك ؟
قال إذا اتفقنا اجيب ابوي ابغى اعرف طلباتك قبل ما اجيب ابوي وانت عارف الحال .. فهم مايرمي اليه الشاب لكن اصر على حضور الاب وانه لن يقول مطالبه الا بعد حضور والده . اصبح الفتى في حيرة من امره وترددا اكثر من ذي قبل . لكنه تشجع واستجمع قواه وذهب الى ابيه ليخبره .. فقال له من قال لك تروح وانت عارف انا مانقدر على طلباته . قال هذا ماحصل والان مافيه حل الا اننا نروح للرجال نخاف يفتكر اني كنت اضحك عليه . قال امري لله ......
ذهبوا الى الرجل وتحدث ابو الولد موجها كلامه لوالد الفتاه بانه يرغب في خطبة ابنته لابنه .
فرحب بهم دون ان يزيد على ذلك ..
( الله يحييكم مابنلاقي احسن منكم )
صفق قلب الولد من الفرح safaqah لكن لايزال شبح المهر امامه ...
فقال الله يحييكم تعالونا الخميس الجاي نكون سألنا العروس وما يسير الا الخير ..
ذهبوا طبعا يوم الخميس رجل قدام وعشرة ورى :sadwalk:
اخذ معه بعض الاقارب والمحبين حسب دعوة الرجل لهم ووجدوا ايضا عند الرجل اناس كثيريون ايضا
:no::no::no::no::no::bigsmile::bigsmile::bigsmile: :bigsmile::bigsmile:
اخذهم بعدما شربوا القهوة في مجلس لحالهم اب الولد وابو البنت والولد والمأذون
وطلب والد البنت معرفة الشروط قبل اي شي كم مهرك وشروطك ..
اجاب والد العروس موجها كلامه للعريس كم تدفع في بنتي مهر :in_love::in_love::in_love:
قال والله ياعمي انت اعرف بالحال وظيفتي على قدي وانا توي متخرج من الجامعة ولو كان عندي فبنتك كنوز الارض كلها قليلة فيها ..
:bigsmile::bigsmile: ضحك ابو البنت ولكن يريد ان يعرف هل الولد رغبان في الزواج والا طمعان ..
قال ياولدي مهر بنتي جنيه ذهب ... هو قالها من هنا واغمي على الولد من هنا :bigsmile::bigsmile::bigsmile:
ومؤخر الصداق ميئتين الف كان يقصد الاب ان الولد لو كان ماقصده الزواج يبطل ..
قال ياعمي موافق لو تخلي المؤخر مليون بنتك بتكون في عيوني الثنتين ...:icon31::icon31::icon31:
قال وعلى شرط الزواج نهاية الشهر ..
قال ياعمي ماني جاهز .. قال اجل بطلنا :no::no::no:
قال لا ياعمي موافق لو تبغى بكره لكن تسكن معنا في بيتنا مع ابوي .. لم يعلق على ذلك .. بل قال توكلنا على الله ..
نهاية الشهر والولد محتاس ..
وفي نفس الليلة وقبل الخروج من القصر قابلهم وقبلهم وبارك لهم ومد ايده بجيبه طلع مفتاحين ..
المفتاح الاول ......... تفضل ياولدي هذي هديتك سيارة آخر موديل :clap::clap::clap::clap:
المفتاح الثاني ........ تفضلي بنيتي هذي هديتك فلة مفروشة بالكامل :in_love::in_love::in_love::in_love:

والاسبوع اللي بعده خطب اخوانه الاثنين البنتين الاخريات وقدم الاب لهن ماقدمه للاولى ..
ويقول صاحبي هذا الله يهنيهم والله العظيم انهم من اسعد الناس وانها من أفضل الزيجات ..

دكتور الموسى
11/03/2008, 06:14 AM
صقر الجنوب لك كل الشكر على مرورك على هذا الموضوع الحيوي والهام وتلك الردود والتي يبدو لي أن أهمية الموضوع وما يعانيه الجنسين من العزوف عن الزواج للأسباب التي ذكرت وذكرها الأخوان كان لها الأثر الكبير ولهذا طلبت رأي الجميع لربما قد لانحل المشكلة لكن إخواننا وأخواتنا اطّلعوا وأنا الحقيقة مسرور جداًبتلك المعلومات التي مكتبتي قد تفتقدها وإن دل على شيء فإنما يدل على وعي المشاركين ورغبتهم في زيادة وإثراء معلوماتهم وحسن إدارتهم المتمثلة في صقر الجنوب والإدارة (فن وحسن تعامل ) لك وللجميع خالص الشكر دمت صقراً أيها الصقر.

ابو متعب الخزمري
11/03/2008, 06:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرأ على طرح هذا الموضوع المهم جدأ
الحقيقه ان هذي ظاهره لا توجد الا في الباحه ففي جميع المدن و القبايل يمون هناك مهر بسيط ولا ايشترطون اي شروط اهم شي الستر ( وهذا المهم )
اما غامد وزهران ف لا وانا اقول ان غامد متفهمين شوي ازين من زهران مع احترامي
الحين اغلب الشباب يروح ياخذ قرض من البنك او يتقصد سيارات والله يعينه اليوم الثاني بعد الزواج الديانه عند بابه هذا حال كثير من الشباب .
وانا اقول وين عقل ابو العروسه ما يعرف ان بنته هي بتعيش مع ذالك الشاب الي وهره في الديون ؟
اقترح بعض الحلول وفي البعض موجود منها ولا كن بدون فاعليه
1- يخصص في خطب يوم الجمعه عن هذا الموضوع من امام المسجد ولا يقتصر على جمهع وحده بداية الصيف
2- يكون هناك ندوات في على مدار السنه تتكلم عن غلا المهور
3- اخو او اخوان العروسه لا يوجد في الوقت الحاضر منهم ليس متعلم الحمد لله نسبت الاميه تقل تتريجين تقتصر على كبار السن ومنهم متعلمين ( متفهمين الوضع ومسايرين العصر والتقدم انيكون الناصح الاول لوالده
ولكم الشكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر التقدير

دكتور الموسى
11/03/2008, 09:46 PM
ابو متعب لك الشكر على مرورك والتعليق والإضافة نعم قد نكون نحن من أكثر القبائل مغالاة في المهور والتكاليف وهذا للأسف نتاج جهل توارثه الأبناء عن الأباء نسألله العافية لك الشكر عزيزي .

العالم المثالي
12/03/2008, 02:01 PM
اشكرك اخي الموسى على موضوعك الجميل:: ولي مداخلة بسيطه
ان سبب العنوسه هو النصيب ولا غيره متى ما اتى النصيب لن يكون هناك عوائق
حتى لو اجتمعت جميع عوائق الدنيا فقط متى ياتي النصيب يكون هناك الزواج
والعنوسة بلا شك تسبب حالة نفسيه للفتاه وحتى لو تاخرت قليلا عن الزواج ولاكن
معى ايمانها ان نصيبها لم يحن وقته سوف تزول تلك الغمة عن صدرها
::::::::::::::::::::::::::::::::::::
اللهم وفق واستر ويسر لجميع بنات المسلمين....... أمين أمين يارب

دكتور الموسى
12/03/2008, 06:44 PM
اشكرك اخي الموسى على موضوعك الجميل:: ولي مداخلة بسيطه
ان سبب العنوسه هو النصيب ولا غيره متى ما اتى النصيب لن يكون هناك عوائق
حتى لو اجتمعت جميع عوائق الدنيا فقط متى ياتي النصيب يكون هناك الزواج
والعنوسة بلا شك تسبب حالة نفسيه للفتاه وحتى لو تاخرت قليلا عن الزواج ولاكن
معى ايمانها ان نصيبها لم يحن وقته سوف تزول تلك الغمة عن صدرها
::::::::::::::::::::::::::::::::::::
اللهم وفق واستر ويسر لجميع بنات المسلمين....... أمين أمين يارب
حبيبنا العالم المثالي النصيب لايختلف عليه اثنان لكن مشكلتنا من يساعد على تفاقم المشكلة ووضع العراقيل في الطريق ولك الشكر على المداخلة أخي الكريم .

مشهور
22/03/2008, 08:08 PM
اخي الموسى العنوسه ومشاكل الزواج اساهم معكم بهذا الموضوع عن العنوسه
والموضوع منقول للامانه من ااخبار الوطن
مشهور

العنوسة.. مشكـلة تبحـث عن حـل





الزواج .. حلم يداعب خيال كل فتاة لتتوج ملكة علي عرشها ، وتمارس غريزة إنسانية أودعها الله قلب المرأة غريزة الأمومة .






ولكــن فى زحمة الحياة وتعدد مسئوليتها بالاضاة الى الظروف الاقتصادية الصعبة التى تواجه الشباب فى العالم العربي اليوم يكاد هذا الحلم أن يتوارى في أغلب المجتمعات العربية ويوشك أن يتحول إلى سراب تلهث وراءه الفتاة العربية بعد فوات الأوان .. وبخاصة بعد أن ارتفعت نسبة العنوسة بصورة مخيفة تهدد أمن واستقرار تلك المجتمعات سواء على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي أو حتى على المستوى الأمني حيث أصبح الزواج مشكلة تعجز أمام حلها المعادلات الحسابية لتشكل في النهاية ظاهرة – أو كابوس – بات شبحا يهدد ملايين الفتيات في العالم العربي .


العنوســــــــــة .. أرقــــام ونتائـــج ..


وتعتبر أرقام وإحصائيات الزواج والطلاق في الدول العربية وحدها كفيلة بإبراز حجم المشكلة ، ومدى المخاوف والهواجس التي تفرض نفسها على تلك المجتمعات بقوة ، ليس فقط على مستوى نخبة المثقفين وعلماء النفس والاجتماع ، بل أيضا على مستوى الصفوة السياسية ، إلى حد أن بعض الرؤساء العرب اضطروا إلى التعرض لمشكلة العنوسة ومناقشة تداعياتها صراحة ، بل وطرح بعض الحلول في محاولة لتخفيف حدة تلك الظاهرة .






** ففي مصر كشفت دراسة رسمية أعدها الجهاز المركزي المصري للتعبئة العامة والإحصاء ارتفاع نسبة غير المتزوجين بين الشباب المصري إلى 37% ، وأن عدد الشبان والشابات العوانس – الذين تجاوزوا الخامسة والثلاثين من دون زواج – وصل إلى أكثر من 9 ملايين نسمة من تعداد السكان البالغ 64 مليون نسمة ، بينهم 3 ملايين و773 فتاة وقرابة 6 ملايين شاب غير متزوج .






كما كشفت الدراسة عن أن عدد المطلقين والمطلقات بلغ 364 ألفا و361 مصريا ومصرية ، وأن عدد عقود الزواج التي تم إبرامها رسميا في مصر عام 1999 بلغ 520 ألفا بنسبة 8.2% من السكان ، مقابل 405 آلاف عقد زواج في عام 1990، أي بزيادة قرابة 115 ألف عقد زواج ، في حين بلغت عقود الطلاق التي تم استخراجها عام 1999 نحو74 ألف حالة بنسبة 1.2% مقابل 67 ألف شهادة عام 1990.






وأكد خبراء الجهاز أن هذه الأرقام ترجمة فعلية لظاهرة خطيرة بدأ يعاني منها المجتمع المصري لا سيما في السنوات الأخيرة ، وهي ظاهرة العنوسة التي استهدفت الفئات الوسطى، محملين الفتيات والأسرة المسؤولية عن تفاقم تلك الظاهرة بسبب تغير مفاهيمهن عن الزواج ، مما جعل الشاب يقف عاجزاً عن توفير الحد الأدنى لمتطلبات الفتاة وأسرتها أما وزارة الشؤون الاجتماعية المصرية فقد أعلنت بدورها أن 255 ألف طالب وطالبة – يمثلون نسبة 17 في المائة من طلبة الجامعات – قد اختاروا الزواج العرفي، بينما أعلنت وزارة العدل في أحدث إحصائية لها عن زواج 200 ألف فتاة مصرية من أثرياء أجانب كبار السن ، مؤكدة أن هناك اتجاهاً يسود بين الشباب المصريين للارتباط بزوجات من روسيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق وأوروبا الشرقية ، حيث يرتبط الشاب بفتاة متعلمة وجميلة ، لأن هذا الارتباط لن يكلفه سوى منزل مؤثث .






وفي الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الشؤون الاجتماعية المصرية ارتفاع معدلات الزواج العرفي بين طلبة الجامعات ، فقد أكدت دراسة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر وجود أكثر من 15000 دعوى لإثبات بنوة المواليد من زواج عرفي أو زنا ، والزيادة المطردة في أعداد اللقطاء الذين يعثر عليهم أمام المساجد أو المساكن أو في صناديق القمامة ، وعودة ظاهرة قتل المواليد من سفاح ، فضلا عن تفشى الانحلال في المدن الكبرى ..






وربما كان من الضروري هنا أن نشير إلى أن الانحلال الخلقي والزواج العرفي ليس الطريق الحتمي لهروب الفتاة العانس من دوامات القلق والخوف والاكتئاب ، فمن البدهي أن ذلك يرتبط في نهاية المطاف بمدى تدينها وبثقافتها وتعليمها ، بالإضافة إلى طبيعة شخصيتها بالقطع ، فإذا كانت الفتاة ذات شخصية ضعيفة فإن الانحلال والزواج العرفي يكونان أقصر وأسهل الطرق التي ترتمي الفتاة في أحضانها وتسلم لها قيادها .. أما إذا كانت الفتاة تتمتع بشخصية قوية فإنها تنأى بنفسها عن ذلك ، ولكنها في الوقت نفسه قد تضطر ـ رغبة في التخلص من شبح العنوسة ـ إلى القبول بأي زوج يتقدم إليها ، حتى لو كان اختيارها اختيارا غير متكافئ ( تشير إحصائيات وزارة العدل المصرية ـ مثلا ـ إلى زواج نحو 200 ألف فتاة مصرية من أثرياء أجانب كبار السن ) ، وهو ما يفضي في النهاية إلى طلاق مؤلم ، سواء أكان طلاقا محسوسا أو معنويا .. وكم من زوجات وأزواج يجمعهما بيت واحد إلا أنهما منفصلان نفسيا ومعنويا !!






** وفي سوريا تكشف الأرقام الرسمية المنشورة أن اكثر من 50 في المائة من الشبان السوريين الذين وصلوا إلى سن الزواج عازفون عن الزواج – أو عجزوا عنه – بسبب عدم قدرتهم المادية على ذلك وعدم توفر المسكن الملائم للزواج .






ووفقا لأرقام المجموعة الإحصائية السورية لعام 1995 فإن 82.4% من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 20 و24 عاما لم يتزوجن أبدا ، و60% من الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 25 و29 عاما لم يتزوجن أبدا أيضا ، بينما بلغت نسبة اللاتي تخطين 34 عاما دون زواج 37.2% ، ووصلت نسبة اللاتي تجاوزن 39 عاما دون زواج إلى 21.3% ، وهو ما يعني أن أكثر من نصف النساء غير متزوجات .









** أما في الكويت فإن نسبة العنوسة بين الفتيات الكويتيات تقترب من نسبة 30% حسب بعض الإحصاءات الرسمية .. حيث بدأ الشباب الكويتي في العزوف عن الإقدام على الزواج ؛ نظراً للأعباء الاقتصادية الباهظة التي تترتب عليه ، بينما وصلت نسبة الطلاق في الكويت إلى 33% .






** وفي الجزائر كشفت الأرقام الرسمية التي أعلنها الديوان الجزائري للإحصاء أن أكثر من51 بالمائة من نساء الجزائر الذين بلغوا سن الإنجاب يواجهن خطر العنوسة ، وأن هناك أربعة ملايين فتاة لم يتزوجن رغم تجاوزهن الرابعة والثلاثين عاما ، موضحا أن عدد العزاب بالجزائر تخطى 18 مليونا من عدد السكان البالغ 30 مليون نسمة ، وأن نسبة المطلقات بلغت 36.9% .






وأوضحت إحصائيات الديوان الجزائري أنه رغم ارتفاع معدلات الإقبال على الزواج عام 2000 بنسبة تسعة بالمئة مقارنة بالعام السابق ، إلا أن هذه الزيادة ضئيلة عند مقارنتها بعدد الشباب الذين بلغوا سن الزواج ، وبخاصة أن هؤلاء الشباب يمثلون نحو 60 بالمئة من السكان .






** وفي الإمارات ، لا تزال مشكلة العنوسة تفرض نفسها بقوة ، رغم أن الدلائل تشير إلى حدوث تقدم نسبي، خاصة فيما يتعلق بمعدلات استمرار الحياة الزوجية بين المواطنين .. فقد كُشفت إحصائية حديثة أجراها صندوق الزواج الإماراتي عن أن معدلات الطلاق بين الإماراتيين في إمارة أبوظبي انخفضت عام 1999م إلى 5ر16% مقابل 52% قبل عشرة أعوام ، حيث بلغ عدد حالات الطلاق عام 99 نحو 138 حالة مقابل 810 زيجات ، بينما وصلت حالات الطلاق عام 91 إلى 283 حالة مقابل 544 حالة زواج.






أما في إمارة دبي – ثانية كبرى الإمارات السبع التي تتكون منها دولة الإمارات العربية المتحدة – فقد انخفضت نسب معدلات الطلاق إلى الزواج بين المواطنين لتصل إلى 20% عام 1999م بعد أن كانت 8ر25% عام 1995م ، حيث بلغ عدد الزيجات عام 99 في الإمارة 607 زيجات مقابل 121 حالة طلاق.






** وإذا انتقلنا إلى المملكة العربية السعودية ، فإن الإحصاءات الرسمية التي صدرت عام 1999 تشير إلى أن ثلث عدد الفتيات السعوديات بلغن سن الزواج ، وأن عدد من تجاوزن سن الزواج بلغ حوالي مليون ونصف مليون فتاة من بين نحو أربعة ملايين فتاة .






وأوضحت إحصائية لوزارة التخطيط السعودية أن عدد البنات اللاتي تجاوزن العام الماضي سن الثلاثين دون زواج قد بلغ مليونا وخمسمائة وأربعة وتسعين ألفا وثماني عشرة بنتا سعودية ، وأن بحث كل فتاه عانس عن حل لمشكلة عنوستها يختلف من فتاة لأخرى ، فمنهن من تلقي نفسها في أحضان الخاطبات للبحث عن زوج بشروط قياسية ، في حين تنغمس الأخريات في دوامة العمل وربما يشاركن في الفعاليات الثقافية والاجتماعية ، وان كان ذلك لا يبعد حلم الارتباط برجل عن أذهانهن .






هذه الأرقام المخيفة لارتفاع معدلات العنوسة دفعت المفتي العام للمملكة – رئيس هيئة كبار العلماء –الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل شيخ إلى أن يجدد دعوته لتعدد الزوجات ، داعيا السعوديات إلى تقبل منطق التعدد للحفاظ على البناء الاجتماعي للأسرة والمجتمع ، وموضحا أن تعدد الزوجات أمر شرعه الله لصالح المجتمع ، وأن على المرأة أن تقبل أن تكون زوجة ثانية أو ثالثة باعتبار ذلك خيراً من العنوسة.






وأضاف أن زواج المرأة من رجل ذي دين وكفاءة وخلق ومعه زوجة أخرى لا عيب ولا نقص فيه ، مجددا تأكيده بأن التعدد أمر مشروع وأن الذي يشكك فيه ضال.






** أما المشهد في السودان فيختلف كثيراً عن باقي الدول العربية ، إذ إن مشكلة العنوسة ألقت بظلالها على قضايا التنمية وإعمار السودان ، باعتبار أن عدد سكان البلاد لا يتناسب مع مساحتها وإمكاناتها ومواردها المختلفة ، لدرجة أن الرئيس عمر البشير دعا السودانيين إلى تعدد الزوجات ، وظل يحض المسؤولين والمواطنين على ذلك ، ويطالب برعاية أسر الشهداء .






ولم يكتف البشير بالدعوة لتعدد الزوجات عبر مختلف المنابر ، بل حول دعوته إلى نهج عملي حين أقدم بنفسه على الزواج من أرملة العقيد إبراهيم شمس الدين – وزير الدولة السابق الذي قتل خلال حادث تحطم طائرة عسكرية بولاية الوحدة في جنوب السودان – إلى جانب احتفاظه بزوجته الأولى ، وهي ابنة عمه في الوقت نفسه .. كما عقد اللواء الهادي عبد الله وزير رئاسة مجلس الوزراء قرانه أيضا على أرملة أحد الشهداء .<BR> وينظر لتعدد الزوجات في السودان باعتباره وضعاً عادياً ، وأحياناً يعد من مفاخر الرجال ، بل إن الزوجات الأوليات لا يتعاملن مع الأمر بوصفه نهاية العالم ، فكثيراً ما تسعى الزوجة الأولى لتزويج زوجها بثانية وربما ثالثة ورابعة ، مادام الزوج قادراً على الوفاء بالتزامات هذه الزيجات وتبعاتها






** وفي العراق ، اتهم الرئيس صدام حسين نساء بلاده بالتسبب في عنوستهن ، محملاً إياهن مسؤولية تفشي ظاهرة العنوسة بينهن بسبب المغالاة في طلب المهور ، مؤكدا أن هناك مشكلة حقيقية تتمثل في عزوف الشباب عن الزواج وأن نسبة عالية من الفتيات يطالبن بمهور مرتفعة أو ينشدن الزواج من رجال كبار في السن تتجاوز أعمارهم الأربعين والخمسين .






وطالب الرئيس العراقي وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بإجراء حوار موسع حول مسألة ارتفاع المهور التي تصل في بعض الأحيان إلى ملايين الدنانير وعدة كيلوجرامات من الذهب .






ومما لا شك فيه أن هناك أسبابا أخرى عديدة تقف وراء ارتفاع وتفشي هذه الظاهرة في الدول العربية .. صحيح أن بعض هذه الأسباب قد يختلف من مجتمع لآخر وبين دولة وأخرى ، لكن الغالب الأعم من هذه الأسباب يظل قاسما مشتركا بين مختلف المجتمعات العربية في أغلب الأحيان .




أسبــاب تفاقـــم ظاهـرة العنوســــــة






ارتفاع المهور والمغالاة فيها هو أحد أهم القواسم المشتركة لارتفاع ظاهرة العنوسة في المجتمعات العربية ، فضلا عن التشدد في تحديد مواصفات عش الزوجية والأثاث ، والتي تفوق قدرة ودخول أغلب الشباب العرب .. ففي سوريا – مثلا – يبلغ متوسط دخل الفرد شهريا 42 دولارا ، ويصل أعلى راتب شهري في الدولة إلى ما يوازي 210 دولارات شهريا ، في الوقت الذي تحلق فيه أسعار الشقق عاليا ليصل سعر المنزل المتواضع في وسط دمشق إلى حوالي 20.000 دولار، مما يراكم الديون على العريس لسنوات طوال ثمنا للشقة ولفرشها وللهدايا التي يتوجب عليه تقديمها للعروس من حلي ومجوهرات .






وفي المقابل يدافع أهالي الفتيات عن أنفسهم بأن جميع الأجهزة والأشياء التي كانت تعد سابقا من الكماليات أصبحت اليوم أساسيات وضرورة من ضروريات الزواج التي لا يمكن الاستغناء عنها ، حتى وإن كان أغلب الناس غير قادرين على توفيرها .






وهكذا أصبح المجتمع العربي يتخبطً بين عاداته وتقاليده وبين مفاهيم الحضارة ، وتجسد ذلك واضحا في عدم تفهم الأسر للتحولات الاقتصادية وما صاحبها من أزمات وتغيرات اجتماعية ، فهي لا تزال تطالب من يتقدم للزواج من بناتها بمطالب يعجز عن تلبيتها ، ومن ثم تحولت مشكلة العنوسة وفقا لهذا الاتجاه إلى مشكلة مادية بحتة ، نتيجة التغييرات الحادة التي طرأت على تفكير اغلب الناس ونظام الحياة بشكل عام ، بحيث لم تعد الفتاة نفسها اليوم تحلم بالفارس الذي يحملها على الحصان الأبيض ، ولم تعد تهتم بقوة شخصية الرجل ، وإنما اصبح جل اهتمامها منصبا على قدرته على توفير حياة مرفهة لها .













* و تلعب البطالة دورا مكملا للسبب السابق ، فانحسار الوظائف وفرص العمل أمام الشباب أصبح هاجسا يؤرق كل طالب عمل ، ومحدودية الفرص الوظيفية للنساء ونمطيتها التقليدية صارت إطارا لا يبدو الخروج منه سهلا أو قريبا ، ومن ثم حالت البطالة دون حصول الشاب على فرصة عمل تدر عليه دخلا ثابتا يمكنه من تحمل أعباء الزواج ، ، وإذا وجد الشاب عملا فإنه يتعذر عليه العثور على مسكن ليتزوج فيه ، وهكذا يمتنع عن الزواج ما دام غير قادر ماديا .






* ويشكل العامل الثقافي سببا ثالثا لمشكلة العنوسة ، فخروج الفتاة للتعليم الجامعي والعمل ، واحتكاكها بالشباب ورؤيتها لأنماط مختلفة منهم ، جعلها مترددة في الاختيار ، مما أدى إلى عدم الإقدام على الزواج بشكل جدي ، وبخاصة بعد أن ظنت أغلب الفتيات أنهن يستطعن الحصول على "عريس تفصيل " كما يقول العوام ، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى ضياع الوقت وتجاوز الفتاة سن الزواج .






* وفي المقابل ، فإن الشباب أصبح قادرا على إقامة علاقات محرمة مع الفتيات – تتفاوت في عمقها وطبيعتها – فشعر بعدم الحاجة الملحة للزواج ، وبالتالي أرجأ الزواج قدر استطاعته ، لأنه يعلم يقينا أن المجتمع يقبل أن يتزوج الرجل - مهما كان سنه - بفتاة صغيرة وقتما يشاء ، بينما ينظر بتوجس لفتاة تتزوج من هو أصغر منها أو يتأخر زواجها.






العنوســـة الاختياريــــة






واللافت للانتباه في هذا المجال، ظهور حالات متعددة من " العنوسة الاختيارية" التي تتوسع رقعتها يوما عن يوم ، وتتغذى هذه الحالة من الاستقلالية التي اكتسبتها الفتاة الموظفة سواء إزاء أسرتها أو قدرتها المادية.






واحدة من هذه الحالات تختصرها أستاذة في الرباط بقولها: "أنا عانس لأنني لم أعثر بعد على شريك حياتي، أما الزوج، بمفهومه السلطوي، فهو موجود بكثرة، لكنني أبحث عن شريك حياة يقدر اهتماماتي ويفهمني، وهذا لم أعثر عليه بعد". وقالت أخرى" أنا أعيش وحيدة، خير من العيش مع زوج سيئ".






ويعتبر محللون أن هذا ما هو إلا نتيجة للتحولات الاجتماعية الناجمة عن التأثر الغربي، وضعف الوازع الديني ، وهو ما يجعل علاقة الجنسين ممكنة خارج شرعية مؤسسة الزوجية، دون التزامات ولا مسؤولية، ولو أن هذا الرأي "الموضة" تتنكر له العصريات "المستغربات" بعد أن يتقدمن في السن إذ لا يصح إلا الصحيح.






والنتائج






الباحث الإسلامي الدكتور عبد القادر عمارة يلخص نتائج ظاهرة العنوسة في نوعين:






- نتائج آنية تمس الأفراد، ويعني الشابات والشباب الذين يحلمون بالاستقرار في حضن مؤسسة الزوجية الطبيعية، وإنجاب الأولاد، وهؤلاء تستمر معاناتهم وعدم استقرارهم طالما لم يتزوجوا ، بل وتعيش الفتاة التي تأخر زواجها مثقلة بصفة "باير" (عانس) التي تدعو إلى الشك واعتقاد أن بها عيبا ما.






- ونتائج على الأمد البعيد تهدد استقرار المجتمع قاطبة. إذ أن هذه الظاهرة في الظروف الحالية تساهم في إشاعة وسلوكيات منحرفة، حين يقع تصريف العلاقة بين الجنسين خارج مؤسسة الزواج، لأن العلاقات تصبح مفتوحة على مصراعيها، وعلى كافة الشرور والمخاطر، وكلها أسباب لنتائج أخرى أكثر فداحة تتمثل في ارتفاع أعداد ما أصبح يعرف باسم "الأمهات العازبات" وا رتفاع أعداد أطفال لا نسب لهم، في مجتمع نسابة، يتجاوز حد الجد العاشر، وبذلك تنقرض العلاقات الأسرية الحميمية، وتشيع الأنانية فيحصر الإنسان اهتمامه بنفسه.






ويرى الدكتور عمارة أن هذه الظاهرة التي تستدعي علاجاً فوريا قبل فوات الأوان، لا يمكن معالجتها بالمسكنات، فلا بد من مقاربة شمولية للموضوع، مؤكدا على ضرورة استحضار البعد الديني في المسألة، فنحن أمة دينها الإسلام الذي يصرف العلاقة بين الجنسين داخل مؤسسة الزواج، والذي يحث على التكاثر، وينوه بمن يوهب جزءا من حياته لتربية أولاده باعتبارهم مستقبل الأمة وكفالة والديه باعتبارهما الأصل.






محاكــــــاة الغرب سبب تفشي الظاهرة






ويجسد تأثر العديد من الفتيات بالقيم الغربية الوافدة ، مثل عدم التزامهن بالاحتشام في ملابسهن ومجاراة الغرب في سلوكهن والاختلاط بين الجنسين في الأماكن العامة والعمل والأسواق ، وانتشار ظاهرة ما يسمى بالصداقة بين الجنسين ، والسفور الفاحش المنتشر بين الإناث ، سببا آخر من أسباب تفشي ظاهرة العنوسة ، لأنه غالبا ما ينفر الكثير من الشباب من الاقتران بها ، ذلك أن المجتمع يحترم الفتاة المحترمة ، والشاب عندما يفكر في الزواج لن يفكر إلا فيمن سوف تحمل اسمه فيما بعد وفيمن تستحق من وجهة نظره هذا الاسم .






ويتعلق بذلك أيضا عدم التزام بعض الأسر بالأخلاقيات وتفهمها لظروف من يتقدم لابنتها ، حتى وإن كانت الفتاة نفسها صالحة ، لأن ذلك يصبح مدعاة لتخوف الشاب من أن تمس سمعته نتيجة لارتباطه بفتاة من أسرة غير ملتزمة ، وبالتالي تؤخذ الفتاة بجريرة أسرتها .. وكم من فتيات صالحات حرمن من فرص الزواج لأن أسرهن تحت مستوى الشبهات ، فضلا عن أن بعض أولياء الأمور يمنعون بناتهن من الزواج طمعا في مهور خيالية يحصلن عليها من الزوج المرتقب – وبخاصة إذا كانت الفتاة جميلة – أو حتى لا تنقطع المكاسب المادية التي يجنونها من وراء وظيفة ابنتهم .






* وتلعب العادات الاجتماعية البالية دورا بارزا بين أسباب تفشي ظاهرة العنوسة في مجتمعاتنا العربية ، بزعم الحفاظ على الأنساب وتقويتها وتدعيمها وصيانتها من الاندثار ، وعلى رأسها ألا تتزوج القبلية من الحضري ولا الشريفة من غير الأشراف ، وألا تتزوج الغنية إلا من غني ، ولا تتزوج العربية من أجنبي .. إلى جانب قيام أولياء الأمور بحجز الفتاة إلى ابن عمها او ابن خالها بحجة أنه أولى بها من الغريب (كما يحدث في صعيد مصر أو دول الخليج العربي وبعض الدول العربية) حتى وإن لم يكن يحمل المؤهلات التي تجعله كفئا للفتاة .






ومن بين هذه العادات أيضا إصرار الأب أو الأم على ألا تتزوج الفتاة الصغيرة قبل الكبيرة ، أو أن ابنتهما مازلت صغيره على الزواج ولم تكمل بعد تعليمها الجامعي ، أو إصرارهما على أن تكون مواصفات حفل الزفاف ومكان انعقاده لا تقل عن حفل زفاف شقيقة العروس ، أو حفل زفاف ابنة عمها أو ابنة خالتها ، أو حتى صديقتها أو جارتها ، فالفتاة تريد حفل عرس يحكى عنه الناس ، وفستانا وجهازا يتكلف الكثير ؛ بغض النظر عن ظروف الأسرة نفسها ، إذ إن كل ما يهمها هو أن تستمتع بحياتها ، وهو ما يدفع الشباب بدوره إلى الهروب من تكاليف حفل زواج لا يطيقه .






الطمـــوح العلمــــــي للفتــــــــــاة سبب جديــد






* ويشكل التعليم سببا إضافيا – إلى جانب الأسباب السابقة – لانتشار العنوسة في المجتمعات العربية ، إذ ترفض الفتاة الطموح علميا الزواج حتى تحصل على الماجستير والدكتوراه ، وعندما تحصل عليهما تتغير شروطها في زوج المستقبل ، فيبدأ مسلسل الرفض حتى يفوتها قطار الزواج .. وبينما كانت الفتاة التي حصلت على قسط بسيط من التعليم في الماضي تحلم بأن تصبح زوجة وربة بيت ، وتدرك أن الزواج سنة الله في أرضه ، فإنها الآن أصبحت تعيش حالة صراع الأدوار ، بعد أن أصبحت لا تفكر في دورها التقليدي فقط كزوجة وأم ، بل أيضا في دورها كامرأة عاملة تخشى أن تتزوج من رجل يستولي على راتبها ، بينما هي من وجهة نظرها تستطيع الاستغناء عن الزوج لأنها لا تحتاجه اقتصاديا.






وإذا كانت هذه الأسباب المباشرة لظاهرة العنوسة تقف وراءها الفتاة وأسرتها ، فإن هذا بالطبع لا يعني أن هناك أسبابا أخرى تتعلق بالشاب – أو الزوج المنتظر – نفسه ، وعلى رأسها أن أغلب الشباب راح يستمد من فتيات الإعلان مواصفات عروسه ، وبخاصة بعد أن أفسدت القنوات التلفزيونية والمجلات الشباب وجعلته لا يصلح لإقامة أسرة أو فتح بيت ، ورسخت في وجدانه أن الجمال لا يتوافر إلا في أصحاب الشعر الأشقر والعينان الزرقاوان













ومن بين تلك الأسباب أيضا رغبة الزوج أو الخطيب في الظهور بمظهر لائق ، حتى ولو لم يكن قادرا على تكاليف هذه المظاهر ، إذ يجنح بعض الشباب المقبل على الزواج إلى المظهرية والمبالغة في نفقات الزواج وإقامة حفلات الزفاف ؛ مما يدفع من يريد المحاكاة والتقليد إلى اللجوء لأساليب منحرفة للحصول على المال ، أو إقامة علاقة ارتباط غير شرعية كبديل للإحباط الذي ينتابه إذا ما فشل في تحقيق هذا الحلم لسبب أو آخر .






وكثيرا ما يضع شبح لقب " العنوسة " الفتاة العربية تحت ضغط اجتماعي شديد وقاس ، لدرجة أن الفتاة التي لم تتم العشرين بعد – أو تلك التي مرت السنوات الخضراء في حياتها من دون زواج – قد تضطر الى تقديم بعض التضحيات من اجل الزواج حتى لو كان ذلك على حساب كرامتهن وكبريائهن ، إذ تبدأ الفتاة في الحرص على حضور الأفراح والظهور في المناسبات ، ويصل الأمر إلى حد تملق أم العريس (المحتمل) حتى تكسب ودها ، لعلها تطلب يدها لابنها!! وذلك خشية ان تحمل لقب عانسة .






ظاهــــــرة عالميـــــة






وإنصافا للفتاة العربية فإن ظاهرة العنوسة ليست ظاهرة قاصرة على المجتمعات العربية وحدها ، وإنما هي بطبيعة الحال ظاهرة عالمية ، غير أن الغرب الذي يعاني أيضا من ظاهرة العنوسة لا يشعر بحدتها مثل المجتمعات العربية نظرا لأن الزنا عندهم ليس محرما ، بل تظل المرأة تعاشر الرجل معاشرة الأزواج سنوات طويلة وقد تنجب سفاحاً ، وفي النهاية قد يقرران الزواج أو الانفصال .. هكذا بكل بساطة .






رأي علمـــــــاء النفــس والاجتمـــــــاع






كان من الطبيعي أن تستوقف الأرقام المخيفة لارتفاع معدلات العنوسة علماء الاجتماع والنفس ـ بل والسياسيون أيضا ـ في محاولة لبحث أهم الأسباب المباشرة لتفشي هذه الظاهرة في العالم العربي ، ودراسة تداعياتها على الأسرة والمجتمعات العربية ، أملا في وضع الحلول وتذليل العقبات .






ويكاد علماء النفس والاجتماع يجمعون على أن تداعيات العنوسة لا تتوقف علي الفتاة وحدها ، وإنما تمتد لتشمل باقي أفراد الأسرة جميعا ، فالأب ـ مثلا ـ قد ينساق وراء نصائح زوجته بالبحث عن عريس لابنته بين كل المحيطين به والمتعاملين معه ، فيلجأ إلى عرض ابنته بطرق غير مباشرة على بعض زملائه أو أبنائهم ، وإذا فشل في ذلك فإنه يلجأ إلى أساليب لا شعورية تخفف عنه ، كأن يبلغ الآخرين مثلا بأن ابنته قد تقدم لها الكثيرون ولكنه رفض ـ أو رفضت هي ـ لأسباب متعددة ، وربما تعايش مع هذا الكذب حتى يعتقد بأن ما يرويه من أكاذيب هو الحقيقة بالفعل ، وهو ما يقوده في نهاية المطاف إلى كثير من الاضطرابات النفسية والسلوكية .






ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل تمتد هذه التداعيات لتشمل علاقة الأب بابنته العانس ، فينهج في تعامله معها طريقة من بين ثلاث طرق ، فإما التغاضي عن هذه المشكلة ، وترديد عبارات مثل " القسمة والنصيب " و" ربنا عايز كده " ، وإما التشدد والعنف في تعامله مع ابنته وتشديد الرقابة عليها ، لأنه يظن ـ لا شعوريا ـ أن في ابنته شيئا ما خطأ جعل الآخرين يعزفون عن التقدم إليها ، وإما ترك الحبل لها على الغارب بدعوى أن كثرة خروج ابنته ورؤية الآخرين لها قد يدفع أحد الشباب إلى الاقتران بها .






وبينما يكون هذا حال الأب ، فإن الأم تعيش هذه المشكلة بكامل طاقتها وعصبيتها وقلقها واكتئابها ، فهي كأم تشعر بعمق أحاسيس ابنتها ، وتعيش على حلم أن ترى ابنتها في عش الزوجية وأن ترى أحفادها ، ومن ثم فقد تنتابها حالات من الاكتئاب ، وقد تلجأ إلى السحرة والدجالين ظنا منها أن ابنتها " معمول لها عمل " ، وقد تلجأ إلى الدلالات لتعرض عليهن مشكلة ابنتها ، مع وعدهن بمكافأة سخية إذا أحضرن لابنتها عريس المستقبل .. غير أن الأم في بعض الأحيان قد يكون إيمانها قويا فتقوم بالتخفيف عن ابنتها وحثها على الرضا بقضاء الله .






أما الأخت الصغرى ، فلاشك أن مشاعرها تكون مبهمة وغامضة ، وقد تهيئ نفسها لأن تكون في الوضع ذاته وتعيش نفس المأساة ـ أي لا تتزوج مثل أختها ـ وقد تتفنن في ابتكار طرق مختلفة لجذب أنظار الشباب والدخول في علاقات آثمة مع بعضهم ، ظنا منها أنه إذا وقع المحظور فإن هذا يضمن لها الفوز بعريس المستقبل وألا تواجه نفس مصير شقيقتها .. بينما إذا كانت شقيقات الفتاة متزوجات فإنهن يشعرن بالأسى تجاه أختهن ، وفي الوقت ذاته يشعرن أيضا بالنقص أمام أزواجهن ، خاصة إذا سألوهن عن سر عدم زواج أختهن أو حملت أسئلتهم تلميحات حول سلوك الفتاة وطباعها .













ومن البديهي بطبيعة الحال أن تكون الفتاة نفسها أكثر أفراد الأسرة معاناة من مضاعفات العنوسة ، وعلى رأسها المضاعفات الجسدية والنفسية منها الشعور بالاضطرابات والقلق والتخوف من المستقبل وعدم الاستقرار أو راحة البال .






ففي المجتمعات العربية تحديدا يعد الزواج " سترة " للفتاة وحفظا لكرامة أسرتها ، ومن ثم فإن تقدمها في السن دون زواج قد يثير العديد من الأقاويل التي تمس سمعة الفتاة وسمعة الأسرة ، فتشعر بالدونية وبأنها أقل من الأخريات ، وبخاصة عندما تصرخ بداخلها نداءات الأنوثة والأمومة ، وهو ما قد يدخلها في دوامات من القلق والاكتئاب واليأس والتشاؤم من الحياة .. وربما حاولت الفتاة التغلب على هذه الدوامات باللجوء إلى توثيق صلتها بالله أكثر ، غير أنها قد تغلو دينيا فتمارس دور المفتى في التحليل والتحريم .






وقد تسلك الفتاة العانس طريقا مغايرا تماما للهروب من دوامات القلق واليأس هذه ، فتلجأ إلى الابتذال والسفور غير الطبيعي في ملابسها وهندامها بطريقة تثير غرائز الشباب ، رغبة في إثبات الذات والشعور بأنها مرغوبة مثل باقي أترابها ، بل وربما سعت في الوقت ذاته إلى كثرة الاختلاط بالشباب في الأماكن العامة وفي العمل والأسواق تحت زعم ما يسمى بالصداقة .






وشيئا فشيئا قد يتحول هذا الابتذال والسفور إلى انحلال خلقي ، فتندفع الفتاة إلى الانحراف وإقامة علاقات جنسية سرية وعابرة لإشباع رغباتها خارج مؤسسة الزواج ، أو إلى ما يسمى بالزواج العرفي أو السري ، بيد أنها رغم ذلك تظل في كلتا الحالتين محرومة من مشاعر الأمومة ومن الإحساس بالأمان .






* ويأتي ارتفاع ظاهرة الزواج من أجنبيات ليشكل بعدا آخر من أبعاد مشكلة العنوسة ، إذ بدأت هذه الظاهرة تغزو أغلب المجتمعات العربية بكثافة شديدة ، لدرجة أن دراسة صادرة عن وزارة الداخلية السعودية قد طالبت بمنع زواج الشبان السعوديين من أجنبيات بعد أن بلغ عدد الزوجات الأجنبيات اللاتي حصلن على الجنسية السعودية خلال السنوات الخمس الأخيرة نحو تسعة آلاف زوجة ، مشددة على أن تفشي هذه الظاهرة يؤثر سلباً على الأطفال وعلى استقرار الأسرة في حالة حدوث خلاف أو طلاق .. بينما كشفت دراسة أخرى لوزارة العدل المصرية عن أن هناك اتجاهاً يسود بين الشباب المصريين للارتباط بزوجات من روسيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق وأوروبا الشرقية .






محاولات لحـل المشكـــلة


يري الخبراء أن المؤسسات الاجتماعية والجمعيات الخيرية يمكن أن تجند طاقاتها وجهودها لمواجهة تفشي هذه الظاهرة ، وإعادة الاعتبار إلى شكل الزواج بوصفه رباطا أسريا وليس علاقة تجارية ، وذلك من خلال تنظيم الندوات والمحاضرات الدورية للتوعية بالمفهوم الإسلامي للزواج ولمحاربة شتي العادات والتقاليد التي عفا عليها الزمن .. فضلا عن إقامة الأسواق الخيرية المختلفة التي تساهم في توفير متطلبات بيت الزوجية بأسعار معقولة وبهامش ربح بسيط .. أو تقديم المساعدات المالية والقروض الحسنة لراغبي الزواج ، على ان يتم تقسيطها وفقا لظروف المقترض .






ويتصل بهذا التيسير والتسهيل في منح القروض ضرورة إنشاء الدول العربية صناديق للزواج ، وهي تجربة بدأت بعض الدول بالفعل تتنبه إليها وتتبناها ، حيث أنشأت دولة الإمارات العربية المتحدة هذا الصندوق لمعالجة أسباب وجذور مشكلة العنوسة ، وسعى المسؤولون عنه إلى تشجيع الشباب على الزواج من أهل بلدهم ، وحث الأهالي على عدم المغالاة في المهور وتكاليف الزواج ، وبدأ الصندوق نشاطه بالعمل على أكثر من مسار، منها تقديم منح مالية لراغبي الزواج تصل إلى 70 ألف درهم ، كما يقدم الصندوق أيضا منحاً للزيجة الثانية.






ففي المملكة العربية السعودية خاضت جمعية البر بالمنطقة الشرقية تجربة مماثلة أطلقت عليها مشروع تيسير الزواج للتوفيق بين راغبي الزواج وتقديم المساعدات المادية والقروض للشباب المقبل على الزواج وإحياء مبدأ التكافل الاجتماعي بين المسلمين ، وتقديم المساعدات العينية مثل






الأثاث الجديد أو المستعمل الذي يقدمه المتبرعون ومحبو الخير ، بالإضافة إلى توسط إدارة المشروع لدى المتبرعين من أهل الخير لتوفير مكان مناسب لإقامة حفل الزواج بسعر تشجيعي ، أو الحصول على تخفيضات في أسعار الأثاث والتجهيزات.






أما في الكويت فقد قامت مجموعة من رجال الأعمال ومسئولي الجمعيات الأهلية والخيرية بتأسيس صندوق للزواج يبلغ رأس ماله خمسة ملايين دينار، تزيد مستقبلاً لتصل إلى 10ملايين دينار( أكثر من30 مليون دولار) ، بهدف التوفيق بين الراغبين من الجنسين في الزواج ، وتقديم القروض المالية بدون فوائد وعلى أقساط قليلة ومريحة.






وقد أعلنت اللجنة التأسيسية للصندوق أنها ستسعى للحصول على موافقة الجهات المختصة لتخصيص وقف دائم لدعم رأسمال الصندوق، إضافة إلى القروض الحسنة التي يقدمها أهل الخير وبعض الشركات لهذا الغرض ، والتبرعات المالية من الجهات الحكومية ، بالإضافة إلى مبالغ مالية سنوية من زكاه الأفراد والمؤسسات والشركات المختلفة في المجتمع الكويتي ومساعده الفنادق ورجال الأعمال وبعض المؤسسات .






وعلى نفس الصعيد بدأت معظم البلدان العربية تنظم حفلات زواج جماعي تضم أعداداً من الشباب والشابات في زفاف واحد ضخم، مما يوفر مبالغ ضخمة تتكلفها كل حالة زواج ، وبخاصة بعد أن اتضح أن المبالغ التي تصرف على حفلات الزواج في دول الخليج ـ مثلا ـ تمثل سبباً رئيسياً في عزوف آلاف الشباب عن الزواج من مواطنات بلدهم ولجوئهم للزواج من فتيات بلدان عربية أخرى .






وتأتي الدعوة لتعدد الزوجات لتشكل حلا آخر من حلول مشكلة العنوسة ، ومن ثم لم يكن غريبا ان يؤكد مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ أن تعدد الزوجات أمر شرعه الله لصالح المجتمع ، وأن على المرأة أن تقبل أن تكون زوجة ثانية أو ثالثة باعتبار ذلك خيراً من العنوسة .. مضيفا أن زواج المرأة من رجل ذي دين وكفاءة وخلق ومعه زوجة أخرى لا عيب ولا نقص فيه ، وأن التعدد أمر مشروع ومن يشكك فيه فهو ضال .






ورغم أن هذا التعدد أمر شرعي صحيح ، إلا أن فكرة التعدد هذه مازالت تلقى معارضة شديدة في المجتمعات العربية ، وهو ما كشفته ردود الأفعال المتباينة في الشارع العربي على مسلسل "عائلة الحاج متولي" ، الذي شنت عليه النساء العربيات حملة هوجاء ، معتبرين أنه عودة إلى " عصر الحريم والجواري " ..






ورغم أن الإسلام قد شرع صراحة مبدأ تعدد الزوجات شريطة العدل بينهن ، في محاولة مبكرة منه للقضاء على مشكلة العنوسة ، بيد أن الواقع في مجتمعاتنا العربية يكشف بوضوح أن الزواج من الثانية محرم اجتماعيا بسبب النظرة الاجتماعية الخاطئة لمن تزوج على زوجته ، وتوهمهم أن هناك عيبا فيمن تزوج عليها زوجها ، كما أن الزوجة قد تكون قريبة للزوج ولا تسمح وأهلها بزواجه من أخرى ، بالإضافة إلى الاحتجاج بالنفقة وقلة الدخل مع أن مصروف أسرة واحدة في أغلب الدول العربية قد يفوق ما ينفق على عشر أسر في بعض البلاد الإسلامية الأخرى .

دكتور الموسى
22/03/2008, 09:48 PM
مشهور لك الشكر على إثراء الموضوع قرأت تعدد الزوجات من خلال ردك وهذا موضوع آخر يحتاج إلى موضوع مستقل بذاته اتعلم أخي الكريم ابان الحرب العالمية تناقص الرجال وزاد عدد النساء في المانيا أٌقتبس من الشريعة الإسلامية السمحاء تعدد الزوجات هناك وفعلوها حتى يتساوى ولو بعض الشيء عدد الرجال مع النساء لك خالص الشكر .

حلم طفلة
29/03/2008, 06:11 PM
الحقيقة اصبح الموضوع
مرجع مهم
اتمنى كل من يستفيد منه يذكر اسم منتديات رباع
:
و عدت
لاذكر سببا ً كبيرا ً
لهذه المشكلة
قد لا يبدو بارزا ً للعيان الا و هو دور الام
السلبي في
كثير من المواقف
و القصص
فدور الامهات
كبير في
التأثير
فلو استطعنا ان نركز جزء من التوعية للام
لحُلت المشكلة
التي
لم يشهد لها التاريخ مثيلاً
و الحمد لله ما دام الدراسات
تقول ان العنوسة
و الطلاق
اقل نسبها
في الحجاز و عسير
(ما يُسمى بالجنوب)
باحثة في تاريخ المنطقة

دكتور الموسى
29/03/2008, 06:46 PM
الغامدية لك الشكر وأهلاً بعودتك للموضوع بالتأكيد الأم لها الدور الفاعل في ذلك أختي الكريمة .

ابو مشاري
30/03/2008, 09:57 PM
الله يعطيك الف عافيه يا الغالي

دكتور الموسى
31/03/2008, 05:28 PM
سفير الجوفاء لك الشكر حبيبي

ابو مشاري
01/04/2008, 08:24 PM
الله يعطيك العافيه

دكتور الموسى
02/04/2008, 05:29 AM
ابو مشاري الحبيب رأيت ردك مرتين ونأسف لم أرد عليك في حينها لك شكري وتقديري .